|
تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد
|
02:55 PM May, 07 2015 سودانيز اون لاين درديري كباشي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
تمرد (1) حسن مواطن غلبان موظف دولة يكد في الحياة ليحصل على راتب ينقطع قبل منتصف الشهر يدخل البيت في الثالثة ظهرا او حتى الرابعة بعد العصر حسب ظروف المواصلات لينتاول وجبة الغداء مع والدته واخته وزوجته واطفاله فهم يجمعهم بيت واحد ورثوه من والدهم حسن يعمل بوصية امه تماما ابعد من السياسة وربي عيالك . فأصبح يمشي جمب الحيط كما يقول اخوة شمال الوادي .. حتى الكرة بطل النقاش فيها بعد ما أخذت الطابع السياسي والحكومة اصبحت منفسمة بين هلال مريخ .. قال في نفسه انت لاتعرف مديرك المباشر تبع ياتو نادي .. اذا سيبك ... بل حسن لو شعر بأن بائع الخضار او البقال يجره للخوض في مواضيع ليس لها طعم بحساباته الخاصة ينسحب صامتا ... رجل خدوم جدا كثيرا ما مد يديه طوعا لخدمة الجارات مثال تغيير وحمل امبوبة الغاز لخالتي نفيسة وحمل ولد كوثر للمستشفى .. وهكذا .. يسقط آخر الليل على سريرة منهد الحيل .. زوجته ملسنة تمطره ( بالمراجعات ) في لوم لا ينتهي من شاكلة .. اقول ليك امي عندها ملارية .تطنشني . خلي توديني ما تقول لي سلامتها ؟؟ ووينو زيت الحبة السوداء القلت ليك جيبو .. تمدد حسن على سريره منهك .. لكن في تلك الليلة دبت حركة في جسمه غير عادية .. اقتربت يده الشمال من اليمين وبدأت تلكزها ودار بينهما حديث .. اليد الشمال تهز في اليمين : اليمين .. اليمين قومي ..
تقوم اليمين وهي تمقي في اصابعها : عايزة شنو يا شمال ماتنومي تخلينا ننوم ..
الشمال : نحن عايزين نتمرد ..
اليمين عايزين شنو ؟؟ الشمال : نتمرد مالك ما سمعتي بالتمرد يعني .. اليمين : نتمرد لشنو وكيف ؟؟ الشمال " نتمرد لاننا مهمشات وما لاقين اهتمام مع اننا نحن بنقوم بكل شئ .. حسن ماشي الشغل وحسن جايي من الشغل .. الشغال منو ما نحن ديل : يوم واحد سمعتي حفذونا ولا شكرونا ولا حتى مساج زي خلق الله ما عملوا لينا ..حسن يقع في السرير يقول لاولاده .. تعالوا عصروا لي كرعي ديل يوم واحد ما قال يدي.. اليمين : اها طيب حا نتمرد كيف : الشمال : يعني مثلا لو جاتك اوامر تعملي تطنشي كأنك مشلولة .. اليمين : قصدك عصيان مدني يعني .. الشمال : انت بس افلحي لي في الفلسفة وكلام المثقفين دا سميه زي ما تسميه .. اليمين : هسه انا جاتني اوامر احك الرأس قالوا في حشرة دخلت او قملة .. الشمال :ايوا دا المطلوب ما تمشي تحكي .. اليمين : لكن عضلات الكتف والبطن راح يوصلوني هناك .. الشمال : انتي مالك امشي واعملي ميته .. بعد قليل : برافو عليك لانه الاوامر اتحولت لي انا شوفي انا راح اعمل ليك فيه شنو ... يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (Re: درديري كباشي)
|
تمرد (2) وفعلا تصل اليد الشمال رأس حسن لكنها بدلا من ان تنفذ الاوامر العليا وتحك الرأس كما هو مطلوب منها مسكت في الشعر بكل قوتها وشدته بل كادت تقلعه من جزوره .. مما جعل حسن يقوم مزعورا وهو يصرخ ويمسك راسه وكذلك قامت زوجته مفزوعه - سجمي حسن مالك قول بسم الله واشعلت النور وحسن رفع يده الشمال ينظر للشعيرات الممعوطة بين أصابعها مما ثبت عليها التهمة واستبعدها من مكر زوجته .. وكذلك لا يجد ردا حاضرا لزوجته المتسائلة..
حسن : ما في شئ كابوس ساي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
زوجته : ما قلت ليك مية مرة ما ترقد بعدما تتعشى مباشرة .. تلاقيك اتمليت كسرة باللبن ورقدت ..ما تروح تتمشى شوية عاجباك كرشك الاتدلدلت دي ؟؟ ..( ماصدقت وجدت فرصة وصارت تمطره باللوم وهو صامت ..)
وعاد حسن للنوم من جديد وهو يلعن .. في سرة فقط .. تلك الزوجة السليطة المسلطة .. وعاد الحوار بين اليدين ..
اليمين : لكن ما بسألك دا شنو دا العملتيه دا ..
الشمال : اسكتي ساي هو انتي شفتي حاجة يمين معطتو ليك لامن عرف حاجة ..
اليمين : الخطوة التالية شنو يا قايدة التمرد ..
الشمال اليوم دا نكتفي بالقدر دا وبكرة نكمل مسيرة التمرد نومي والصباح رباح يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (Re: درديري كباشي)
|
تمرد (3) وفي الصباح حسن ينسى حادثة المعط أو بالاصح يحاول ان يتناساها .. ويبدأ مشواره اليومي المقسوم لمشوارين اولا لسوق الخضار و توصيل الاولاد لمدراسهم ثانيا الى العمل اليومي ..
وقف في الصباح امام امه وزوجته الاولى تدير امر البيت من اكل وخضر واخرى ..والثانية تدير حملة اصلاح في وجهها وجسدها بقائمة من الطلبات و الكريمات والاعشاب لا تنتهي ولا تنجح ..
استلم القائمتين وتوجه نوح المواصلات بعد ما وصل الصغار لمدارسهم ركب البص و وقف (شماعة) كالعادة..
مسك الشماعة بيده اليمنى .. وعادت اليدين لحورهما من جديد الشمال : اليمين اليوم راح نواصل غزواتنا ..
اليمين : اها اليوم البرنامج شنو? ..
الشمال : شوفي الزول الواقف قدمانا ابو صلعة دا ؟؟؟
اليمين : مالوا ..؟؟
الشمال : حا نبدأ بيه ..
اليمين : عازوه تعملي ليه شنو يعني ؟..
الشمال : حايكون شنو يعني ما راح ارصعه في الصلعة ..
اليمين : لا لا لا يا الشمال حلفتك دا زول خطر بيقتلنا بعدين نحن قلن عصيان مدني ما فيه عدوان او تخريب ..
الشمال : انا ما قلت ليك فسلفتك دي هي راح تخلينا ما نلاقي حقوقنا وانا اشاورك ليه ذاتو انا القايد ..
ويدوي صوت فرقعة في البص نتيجة لنزول يد حسن اليسرى بكل قوتها على صلعة الرجل الذي امامه تلفت نظر جميع الركاب ...
ويلتفت صاحب الصلعة والرصعة بعيون يكاد يتطاير منها الشرر ..ناحية حسن الذي وضع يده اليمين في فمه والشمال ينظر اليها مزعورا ومندهشا اكثر من المضروب به ..
ويتمتم حسن بعبارات مبهمة محاولا تبرير امر حتى هو لا يفهم سره : عفوا والله ما قاصد والله شبهتك .. لتخرج لكمة قوية من يد ابو صلعة تستقر تحت الحجاب الحاجز لحسن وتكاد تمزقه ..
يعصر حسن بطنه بيده ويتلوى من الالم ..
وابو صلعة : تقول لي مشبهك يا بليد ؟.. افرض انا هو الزول الانت قاصدو تضربني كدا ؟؟
ويتدخل بعض الركاب الذين يتبنون شعار النار ولعت : انا عارف ؟؟ الراجل يكون جاه نزيف داخلي ..وآخر يقول انا قلت كفر البص ضرب .. حسن يعد ما خف حدة الم اللكمة في بطنه وقف وبكل شهامة مادا يده مرة اخرى معتذرا لصاحب الصلع .
وصاحب الصلعة تردد في قبول اعتذاره متنازعا بين العاطفة والعقل .. شكله يدل على براءته ولكن هذا لاينفي جنايته ..
واخيرا قرر صاحب الصلعة النزول حتى قبل دخول البص للسوق ليهرب من زن ركاب البص وتحريضه للانتقام مرة اخرى ..
وبعد ما نزل صاحب الصلعة تفرغ ركاب البص لحسن وبدأت تتطاير جمل هنا وهناك من نوع ..ياخ لكن هي لكمة .. وثاني يقول اكيد قطعت فيه حاجة ..
تحمل حسن سخريتهم على مضض كاد يموت من الغيظ والهم دخل البص السوق ..
ونزل حسن ساهيا يقلب في يديه وينظر لهما باستغراب وهو متجها ناحية سوق الخضر كمشواره المألوف ..
تهمس اليد اليمنى لاختها ..
ياخي كفاك اليوم دا صاحب الصلعة دا كان عاوز يضيعنا..
الشمال : كمان انتي حنيتك دي هي المضيعانا رحتي عاصرة ليه بطنه مالك وماله ياخ ..
اليمين : ياخ انتي هبلة الراجل دا لو مات راح نموت كلنا .. وراح ياكلنا الدود في المقابر ..
الشمال : ما هو كمان لازم يحس بأهميتنا وما يهمشنا ..
اليمين : خلاص اليوم نكتفي ما عايزين حوادث جديدة ..
الشمال : بس هجوم واحد ونكتفي ..
اليمين : عاوزة تعملي شنو قولي
الشمال : شايفة المرة السمينة ديك ..
اليمين : اها عايزة تعملي ليها شنو كمان ؟ اوعى يكون ... لا لا لا لا لا الشمال ما للدرجة دي كمان ..
الشمال انتي بس اسكتي ساي ..
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (Re: درديري كباشي)
|
تمرد (4) تسمع صرخة نسائية في سوق الخضار تلفت نظر الباعة والزبائن يغقبها سيل من الشتائم من نوع : يا راجل يا شايب يا عايب ما بتخجل انت ما عندك ولايا .. تقرصني ليه يا حقيــــــــــر
قبل ما يؤلف حسن عذرا جديدا يكون قد تلقى عدة خبطات من الباعة بعضها بثمرات العجور والبازنجان التالفة .. مع سيل جديد من الشتايم ..
بعدما تخف حدة الضرب وموجة الغضب العامة والضجة يجد حسن متسعا من الوقت ليبرر .. يا أخوان فهمتوني غلط انا كنت فاكرها زوجتي .. كانت معاي جينا السوق سوا وين راحت الولية دي ؟ ..
يبدو انه تبريره لقى درجة من القبول خصوصا بعد نظرات الهلع التي بانت عليه
احد الباعة من صناع الفتن لم يعجبه هدوء الوضع : يا اخوان في زول بيقرص مرتو في السوق ؟؟
لتعود الالتحامات من جديد .. لتقول المره انا عازراه يا اخوان سيبوه ..
أخيرا يعود الى البيت محملا بالخضر واللكمات والحيرة .. يصل حسن الى بيته ويبدأ الطرق على الباب ..
وعلى بال ما يفتح الباب يرفع يديه الاثنتين ويقلبهما وينظر لهما في حيره ..
ويبدأ كأنه يخاطبهن : مالكن في شنو يا جماعة ؟ ... انتو يديني انا ولا يدين زول تاني ... عايزين تتسببوا في مقتلي ... مقتلنا كلنا .. في شنو .. البحركن منو ..؟؟
لم ينتبه حسن انه الباب فتح ووقفت زوجته ونادته ولم يسمعها ونادت امه ليصحو فجأه من غفوته ويجد امه وابنائه واخته ينظرون له باندهاش ..
.. ام حسن : سجمي حسن ولدي مالك .. تستلم منه الخضار ..
تنظر زوجته ناحية يده الاخرى وفي باب الشارع فلا تجد طلباتها ..
في هذه اللحظة يدخل حسن غرفته وتدخل عليه والدته متبوعة بشفقتها تضع يدها على رأسه ...
يقول حسن انه اليوم تعبان ولا يقدر يمشي العمل ..
فجأه تدخل عليهم زوجته ممطرة حسن بتوبيخها المعهود غير مراعية لوجود أمه وحالته المرضية : أاااي كدا بطل حركاتك دي عشان ما جبت لي الحاجات الانا طلبتها منك عاوز تعمل فيها عيان .. وقبل ما تكمل جملتها .. تنزل اليد الشمال ناحية الارض لتنناول فردة الشبشب وتصيب زوجة حسن في وجهها تماما ..
تحت دهشة أمه وزعر الزوجه نفسها ..
اما حسن فبدأ يتمتم بكلام غير مفهوم محاولا الاعتذار من جديد ورافعا يده ومنزلها مرة اخرى ..
تخرج الزوجة باكية ناحية الصالة .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (Re: درديري كباشي)
|
تمرد (5) الشمال : شفتي يا يمين المره ام وش طويل دي ظبتها ليك كيف ؟؟
اليمين : آى صحي انا عرفت انه المصيبة منك براك لانه حسن دا عمره ما نهر مرته يجي يضربها بالشبشب مرة واحدة ؟؟
الشمال : ما تشوفي المره دي غايظاني كيف .. من يوم دخلت حياتنا ما ضقنا راحة ... بس دلع ايام شهر العسل ديك وتاني اتمسكن لغاية ما تتمكن ... ياخي دي خلتنا نغسل البطاطين وقالت دا ما شغل نسوان شغل رجال .. انا سألت زميلاتنا في المكتب كلهم قالوا ما حصل غسلوا بطاطين ... وكل شغلهم في البيت انهم يدقوا الستائر يوم وقفة العيد ..
اليمين : معاك حق تتصوري قالوا ولا بيحموا الشفع ولا بيعملوا سندوتشات الفطور ولا بيذاكروا للاولاد ... اتاري زولنا حسن دا مطلع عين ابونا ..
أم حسن تعود للغرفة بعد ما خرجت خلف زوجة حسن محاولة تهدئتها تعود لتفهم من حسن ما حصل ..
أم حسن : اجي ياولدي مرتك دي من يوم عرستها يوم واحد ما سمعتك نهرتها تقوم تضربها بالشبط في وشها لامن الشبط انطبع في خدودها التعبانة فيهم ديل ..
حسن .. واله يا امي رغم اني المرة دي مكرهاني حياتي لكن اقسم ليك دا ما انا ؟؟
أم حسن : سجمي يا ولدي يعني شنو دا ما انت ؟؟
حسن : زي ما اقول ليك كدا يا أمي يدي براها .... لت الشبط وخبطتها .
أم حسن : شنو أوووب علي لعلها عاملة ليك عمل كمان ولا في زول ساحرك في الشغل
وتخرج أم حسن كأنه خطر في بالها خاطر. أم حسن اولا تذهب ناحية زوجة حسن التي طلبت الطلاق واصرت عليه تحاول ترضيتها وتهدئة نفسها..
أم حسن : يا بتي أهدي حسن ولدي دا ما ياهو أكيد محتاج علاج ؟؟
زوجة حسن : يحتاج علاج يحتاج جلد انا تاني ما عندي معاه شغلة .. انا في حياتي ما في زول ضربني بشبط ولا ابوي .. انا بس امشي بيت ابوي ..
أم حسن : يا بتي دا ما راجلك ابو عيالك تقيفي معاه في وقت المحن ولا تجري تخليه ؟
زوجة حسن : يا خالتي نفيسه انا حسن دا متحملاه كم سنة ومتحملة ظروفه وراضيه بالعنده آخرتها يضربني بالشبشب ..؟
أم حسن شبه هامسة : المستحمل رفيقه منو ؟؟؟؟ اتغاظت من كلمة مستحملاه ..
زوجة حسن يبدو انها سمعت جزء من الهمس جهرا : قلتي شنو يا خالتي ..
أم حسن لا ما في حاجة : انا فكرت ارسل خالده بنتي لحسنة شيخة الزار تجي تشوفه يمكن فيه شئ من جماعة الأسياد كمان الله يكفينا شرهم ..
زوجة حسن تسرح وتجد انه الكلام اقرب للمعقول معقولة حسن الذي كان لا يتجرأ حتى على نهرها يضربها بالشبشب .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|