الحب في شرانق الإلهام - مقال لبروين حبيب

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2015, 09:42 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحب في شرانق الإلهام - مقال لبروين حبيب

    08:42 PM Dec, 01 2015

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
    مكتبتى
    رابط مختصر


    بعض الكتّاب حياتهم أجمل مما كتبوا أضعاف المرات. ليس لأنهم كتبوا بشكل سيئ، بل لأن محطّات حياتهم فاقت كل تصور، سواء في طفولتهم أو في صباهم أو قصص الحب التي عاشوها، والتي كانت أكثر إدهاشا من مخيلتهم التي ابتكرت قصص حب للقرّاء.
    في اعترافات ألفرد دي موسيه في كتابه «ليلة أكتوبر» يقول: «الألم سيّد الإنسان، حتى أنه لا يعرف نفسه بدون اختبار المعاناة»، وكان يقصد معاناته في عشق جورج صاند، الكاتبة المتمرّدة التي أغوت مفكرين ومثقفين وكتابا وشعراء ليس فقط بأفكارها، بل بطريقتها في ارتداء البنطلون وتدخين الغليون ومجاراة الرّجال في طريقة حياتهم، بل أنها في مواقف كثيرة كانت أكثر شراسة وقوة منهم.
    على مدى ست سنوات كانت علاقة صاند (باسمها الحقيقي أورور دوبان) بموسيه فضيحة القرن، لأنها كانت تخونه علنا كلما مالت اشتهت أحدهم أو مالت عواطفها نحو غيره. كان سلوكها ذكوريا جدا، وفي تلك الفترة من القرن التاسع عشر كان الأمر مرفوضا تماما أن يصدر من امرأة، ولكن موسيه كان مغرما بشكل نادر لدرجة أنه عاش تلك العلاقة بألم عظيم لوحده حتى لا يجرحها.
    هذا الكتاب تمنيت أن أجده مترجما للغة العربية، لأننا نحتاج لإلقاء نظرة على كل أنواع العلاقات الإنسانية في حياة الكتاب والشعراء وعلاقاتهم المختلفة مع المرأة.
    إذ يظل وسطنا الأدبي وسطا تطاله التهم على أنه وسط تشوبه علاقات غير نظيفة.
    فيما في نظري هذه العلاقات «غير النظيفة» موجودة في كل الأوساط، لكن هناك أوساطا تتقن تغطيتها وإخفاءها، وهناك أوساط لا تعرف إخفاءها، كما في الوسط الأدبي أو الفني، لأن الكاتب يكتب مشاعره وتفضحه دوما علاقاته الغرامية التي تلعب دورا مهما في إلهامه. بالنسبة لموسيه كانت صاند ملهمته… بالنسبة لصاند كانت علاقاتها القصيرة تلهب مشاعرها وتجعل وقود مخيلتها وإبداعها يشتغل، ثم بعد فترة تحتاج لعلاقة جديدة، وكانت تنهي علاقاتها بدون أسف أو بكاء ونحيب، مثلما يفعل غيرها.
    في مجتمعنا العربي لا تزال هذه الأحاديث حبيسة المقاهي والاعترافات الشفهية والقصائد والنصوص الملغمة بالرموز… ولا أعتقد حاليا أننا نملك الشجاعة للحديث عن مشاعرنا، لأن المشاعر في مفهومنا الاجتماعي قد ترفع الشخص إلى مرتبة شريف وقد ترميه لقاع آسن يلوّث سمعته تماما لكل حياته. نعتقد بشكل ما أن العلاقات شيء ثابت في حياتنا. ونؤمن بشكل خاطئ أن المشاعر يجب أن تشبه الأصنام التي نرفضها في الحياة ونزين بها ذواتنا من الدّاخل، حتى أننا نصفق بشكل قوي وصاخب للشخص الذي يدفن نفسه في علاقة فاشلة واحدة للأبد، وننحني للأرملة التي تعطل كل أجهزة جسدها الحساسة من أجل زوجها الميت، فتقبع في بيتها شبه ميتة بكل أحزانها وموتها المستمر وكأنّ سلوكها ذاك يعنينا شخصيا.
    في عالم الأدب نسمع قصصا مشابهة لحكاية صاند وموسيه، ولكننا نصمت حين تتعلّق الأمور بعناصر عروبتنا وإسلامنا وطقوس عفتنا الغريبة. وبشكل ما نكتب نمائمنا عن كتاب الغرب وفنانيه لأننا عاجزون عن أن نكون صادقين أمام جمهور لا يقدّر الصدق بقدر ما يقدّر ويحترم الصورة التي يرسمها لزبدة مجتمعه الفكرية والثقافية. ترى هل سنقبل إن عرفنا بقصة مشابهة لقصة غالا دالي في مجتمعنا؟
    غالا السيدة الجميلة التي أغوت الشاعر بول إيلوار وجعلته يكتب أجمل أشعاره، ورغم زواجهما، دخل الفنان ماكس إيرنست ليكون عشيقا لها، وتتحوّل إلى ملهمته هو أيضا، تواطأ الرجلان معا وتورطا في علاقة ثلاثية غريبة، لأن غالا كانت توقد نيران الاثنين وتجعلهما يشعران بالحياة. تستمر هذه العلاقة الغريبة لسبع سنوات تقريبا، ثم حين تلتقي بالرّسام سلفادور دالي تترك الاثنين معا، وتغادر مع دالي لتصبح عشيقته وملهمته ثم زوجته. هل هناك ما يهزنا؟ بالطبع لا، نحن مقتنعون بأن الغرب يفعل أي شيء لا أخلاقي.. أما نحن فلا. مع أننا الأسوأ لأن الصمت ودفن فضائحنا وهي طازجة يجعل المرض مستفحلا عندنا أكثر من غيرنا.
    التقيت «غالا» عربية، واستأذنتها أن أكتب قصّتها، ولكنّها رغم بوح طويل عن تفاصيل علاقاتها طلبت مني أن يبقى الأمر سرا بيننا، بعد أيام فقط من لقائي بها ألتقي بصديق ليحكي لي غرائب هذه المرأة، وأنها كانت أول حب في حياته، أول علاقة جسدية له، أول ملهمة، ثم أول امرأة تركله وتذهب مع رجل آخر، ثم أول امرأة في نظره تركل الرّجال الرّجل تلو الآخر، وتتسلقهم كما لو أنهم سلم من صناديق خشبية سهلة الاستعمال لتحقق ما تريد.
    واوووووووو هذا الاعتراف الذي هزّني وجعلني أشعر بأن رياحا نارية هبت على وجهي وحرقته أفقدني النُّطق لعدة دقائق.. حتّى أنني صمت طويلا ولم أعد أعرف كيف تصاغ الجمل. كنت أظن لزمن طويل أن النساء في الوسط الأدبي مقهورات وربما أغلبهن هكذا، وبعضهن لا. كما أن بعضهن محظوظات ويختلفن في أقدارهن عن غيرهن، إذ وجدن الدعم من رجال نبلاء، إلاّ أنني لم أعرف أبدا أن العهر الذي يتّصف به بعض الرّجال قد أنجب نساء من الطينة نفسها! حتى أن هذا الوسط اليوم حين يوصف أنه قذر، فلأن نماذج قليلة من أهله لفقوا له التهمة بتصرّفات بعضها سيئ فعلا وبعضها متعلّق بجنون الأدب والشعر، فمخالب الإلهام قوية وهي أشبه بمخالب الحياة، نتمسك بها ونتوق أن تظل مغروسة فينا إلى آخر رمق.
    السؤال الذي يطرح نفسه ويلح في داخلي هو لماذا حين يكتشف رجل بحجم بول إيلوار أن زوجته على علاقة برجل آخر فيحترم ذلك؟ أو يتقبل ما حدث ولا ينفجر مثل رجالنا؟ هل من المفروض أن يحمل بندقية ويرديهما قتيلين؟ أم يطردها ويشرّدها في الشوارع؟ أم يقتل نفسه لأنه ديوث وبلا شرف وكرامة؟ فحسب مفاهيمنا هذه السيدة يجب أن ترجم حتى الموت في ساحة عمومية ليتسلى الجميع بموتها بطريقة شريرة جدا؟
    فكّرت في هذه الاحتمالات ورأيت أمامي صورة قاتمة لمجتمع لا يعرف كيف تنشأ المشاعر الجميلة في النفس وكيف نربيها وكيف نحرص أن تبقى على قيد الحياة؟ هل يعرف أحدكم كيف يأتي الحب؟ أنا شخصيا لا أعرف وإن كان العلم والأطباء وتحديدا أطباء النفس يفسرون ذلك على أنه إفرازات تحدث في المخ، تجعل المرء سعيدا بوجود شخص معين، وأن العلاقة بكل بساطة مثل علاقة عناصر كيميائية بعضها بخلطه يعطي تركيبات جميلة وبعضها يعطي تركيبات سيئة. تماما مثل عملية تركيب العطور، أو ما شابه.
    ترانا سنعتب على فيكتور هوغو عشقه الأبدي لجولييت دورويه، التي قيل إنه كتب لها عشرين ألف رسالة حب، وظل يحبها على مدى خمسين عاما؟ ربما لن نعتب ولن نهتم ولكن ماذا لو همست لكم باسم شاعر عربي انتحر لأن كاتبة عربية أغرم بها تزوجت رجلا مقتدرا ماديا وفضلته عليه؟ ماذا لو قلت لكم إن مصدرا موثوقا أسرّ لي أن الحب أنهكه ولم يضع الرّصاصة في رأسه بسبب الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني؟ رجاء بدون توتر.. فالرّجل مات ونحن صدقنا أكاذيبنا الوطنية.. فلتسقط المرأة التي تمنح الإلهام للشعراء والكتاب.. لتسقط وليغرق مجتمعنا في مستنقعات الكراهية والدماء الآسنة، فنحن بعيدون جدا عن فهم « تركيبة الإنسان».
    شاعرة وإعلامية بحرينية
    بروين حبيب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de