في العام 1994 اقيم حفل بقرية القرضايه التابعه لمحافظة عديله بجنوب دارفور قبل التقسيم القبلي لولايات دارفور وكان الحفل بمناسبة عرس احد المزارعين التعابا , وهو بمثابة استراحة للعمل الشاق في المزارع ومتنفس للشباب كي يغازل كل واحد منهم محبوبته بالطريقه التي تشبه اخلاق وعفة الفقراء وتجسد المثاليه السودانيه وكانت الحرب مشتعله في اطراف السودان وتطحن الاتها ابناء الهامش أقيم الحفل ببساطة الفقراء ودفء مشاعر البسطاء وتجملن حسان القرى بجمال الطبيعه وعلى اللون الاسمر الابنوسي فيهن بريق سحر لايشبه الا طين السودان ولكن هذا المهرجان الجمالي لم يمنع الشباب من الشعور بالهم الوطني رغم الظلم والتهميش من حكام المركز فانشد احد الزقنديه على ايقاع وصفقة الطمبور مستشعراً هموم الوطن عندما بدا الصراع حول حلايب السودانيه وظهر التراخي الواضح من قبل الحكومه في التعاطي مع هذه القضيه والذي مازال مستمر الى الان فقال الشاب الطمباري :اعداك بتتهجم نيرانا مابترحم اسبابك يا وطني الزادت علي الهمقول للساده وحسني مبارك درب السلام ارحماما حلايب بنخوضو بحيرة دمادونا سلاح بنتقدم محل الدانات تتكلم .هذا الشاب بهذه الكلمات البسيطه استطاع ان يحرك الشباب ولان ضمائر الناس القبش دائماً حيه ولاتنام لقفتهم ايدي السلطان ليكونو ضحيه في صراع المحافظه على السلطه فسجلو المئات من ابناء المنطقه في كتائب الدفاع الشعبي وزار المنطقه مسؤل كبير شاكراً اهلها على الحس الوطني وتدافعهم لمراكز تسجيل الدفاع الشعبي والقوات المسلحه كانو الشباب المتطوعين في قناعاتهم ان القتال الذي سيشاركون فيه ضد من هو ليس سوداني ودفاعاً عن حلايب وصوناً لكرامة السودان ولكن تفاجئو انهم يقاتلو في نملي ضد ابناء الشعب نفسه مثلهم ومثل الاف من ابناء الهامش تعرضو لنفس المصير , فقبلو بالامر الواقع حتى تحررت منطقة نملي او تم الاستولا عليها بالواقع الاني وفقدت القرضايه وكل محافظة عديله في متحرك تحرير نملي خيرة شبابها وماتبقى منهم عاد لقريته وكانه اله بشريه تم استخدامه من قبل وجها المركز وستتم الاستعانه به مره اخرى عند الحوجه رجعو لمزارعهم وكانو لا يعلمون ان هذه التضحيات ستروح سداً وسيتم فصل الجنوب وفي يوم ما سيتم استهدافهم بسلاح الدوله عن طريق ملايش الجنجويد والتحالف الشيطاني بين بعض القبائل والحكومه ضد فئات معينه من ابناء الشعب ففي يوم من الايام تمت ابادة قرية القرضايه بشكل كامل وقتل الشباب الذين شاركو في تحرير نملي والغريب في الامر ان العدو الذي قتلهم نفسه هو لا يعرف لماذا قتلهم فقط انه تم تسليحه وحركته ايادي السلطان ليقتل بني جلدته ولا يعلم ان في يوم ما وبعد ان يتم الاستغنا عنه سيتم استهدافه من نفس الايدي التي حركتهوبإبادة قرية القرضايه وقتل الكنار الذي يحرك الحس الوطني في القريه انتهت المرحله التي كانت فيها مشاعر الشباب تجاه الوطن انه وطن لكل سوداني وكل بقعه من ارضه مسؤلية الجميع حمايتها وبدات مرحله جديده فيها همك لمنطقتك واسرتك وقبيلتك هو اكبر من هم الوطن الكبير وبهذا انتهت القرضايه مثلها ومثل عدد كبير من قرى الهامش في دارفور وكردفان والنيل الازرق وجبال النوبه وقرى قصصها مشابهه لقصتها في شرق السودان والجزيره لكنها لم تصل حد القتل والابادهومن هذه القصه البسيطه يمكن لاي حد الاجابه على هذه الاسئله في سره ببساطه :هل القائمين على امر السودان افعالهم توحي انهم سودانيين؟من الذي فصل الجنوب؟لماذا الصمت عن حلايب؟ هل السودان بوضعه الحالي يمكن ان يستمر كدوله واحده ؟كيف قتلت روح الانتماء للوطن؟من الذي فكك نسيج الشعب وفتن مكوناته؟كيف دخلت الاحقاد وروح الانتقام في قلوب فئات كثيره من الشعب ؟ وكيف تزال هذه الاحقاد؟(جادالمولى حمدو)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة