المصريون يصوتون اليوم في المرحلة الثانية من الانتخابات الرأسماليون يتقدمون والفقراء يمتنعون!#

يتوجه اليوم الأحد الناخبون المصريون للإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية والتي تضم 13 محافظة، هي، القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء. ويبلغ عدد الناخبين المقيدين في قاعدة البيانات في انتخابات المرحلة الثانية، 27 مليونًا و503 آلاف و913 ناخبًا. وتجري الانتخابات خارج مصر يومي 21 و22 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وفي الداخل يومي 22 و23 من الشهر نفسه، على أن تجري الإعادة في الخارج 30 الحالي والأول من كانون الأول/ديسمبرالمقبل، وفي الداخل يومي الأول والثاني من الشهر نفسه.وفيما تتضارب التوقعات بشأن حجم المشاركة في هذه المرحلة بين من يرى أنها ستبقى منخفضة ومن يتوقع زيادتها، يجمع المراقبون على توقع استمرار تقدم قائمة «في حب مصر» المحسوبة على النظام بعد ان اكتسحت في المرحلة الأولى، مع تحقق نتائج قد تكون مفاجئة لبعض الأحزاب مثل «المصريين الأحرار» المدعوم من رجل الأعمال نجيب ساويرس، و»مستقبل وطن» وهو حزب شبابي جديد يموله رجال أعمال بينهم احمد ابو هشيمة، لكنه تمكن من التفوق على أحزاب عريقة مثل «الوفد». أما حزب النور السلفي فمن المتوقع ان يواصل اداءه الضعيف بعد ان شهد تراجعا كبيرا في المرحلة الأولى التي شملت أهم معاقله الانتخابية مثل محافظتي الاسكندرية ومطروح.

لا تغيير في المشاركة

وقال الدكتور ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» أن «المشاركة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية لن تتعدى النسب الرسمية وستتراوح بين 20٪ إلى 25٪ ، ولن تزيد عن المرحلة الأولى، لأن الأسباب التي أدت إلى عدم المشاركة بكثافة ما زالت قائمة، وتتمثل في عدم قدرة الحكومة على تلبية احتياجات المواطنين الأساسية وحل مشاكلهم، وبالتالي سيكون هناك نفور من المشاركة في هذه الجولة أيضا». مشيرا إلى أن نواب الفلول ورجال الأعمال سيكون لهم النصيب الأكبر من الانتخابات لجمعهم بين المال والنفوذ السياسي.

وقال الدكتور وحيد الأقصري، رئيس حزب مصر العربي الإشتراكي، «أن الأغنياء سيستحوذون على أعلى النسب سواء كانت مشاركتهم تتمثل في قوائم مثل قائمة «في حب مصر» أو مستقلين، نظرا لإستخدامهم المال السياسي في كسب الأصوات وهم أيضا النسبة الكاسحة عن الفقراء والشرفاء ومحدودي الدخل، مؤكدا أن الأغنياء أو أصحاب المال السياسي أو أصحاب المليارات ما زالوا هم المسيطرون على المناخ السياسي في مصر».

وأشار إلى أن»نسبة مشاركة الناخبين في هذه الجولة ستزيد عن الأولى، لأنه تم تلافي السلبيات وأن جميع القنوات الفضائية أتاحت مساحة كبيرة للناخبين للقدرة على التعرف أكثر على المرشحين، ولكن ليس بالصورة المطلوبة، كما أن نسبة مشاركة السيدات أعلى منها في المرحلة الأولى، تليها مشاركة الرجال ثم الشباب». وأضاف «أن المستقلين ستكون لهم الفرصة الأكبر للفوز عن الأحزاب في تلك المرحلة من الانتخابات، كما أن الأحزاب ما زالت تقل وبالتالي أصبحت تحت وضع التهميش منذ عام 1967 وحتى وقتنا هذا، كما توجد القوانين التي تقيدها وتعرقل تقدمها، وستحتاج إلى وقت أطول حتى تصبح أقوى».

وتابع «أن المعارضة ستلعب دورا كبيرا في البرلمان المقبل ولكن ليس كمعارضة من أجل العرقلة بل كمعارضة بناءة ومن أجل حل المشكلات التي يواجهها المواطن».

توعية أكثر

ومن جهته، قال الدكتور يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية «أن نسبة مشاركة الناخبين في المرحلة الثانية ستزيد عن الأولى وذلك لعدة أسباب أهمها، وجود حملات توعية أكثر من المرحلة الأولى من خلال المؤتمرات الجماهيرية للمرشحين وعبر القنوات الفضائية، هناك حملات أيضا لحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات وتوعيتهم على ضرورة المشاركة في بناء الوطن، وسيكون للسيدات النسبة الأكبر للمشاركة في هذه المرحلة عن المرحلة الأولى».

وأضاف «من المحتمل تفوق الأحزاب السياسية عن المستقلين في هذه الجولة، لمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال في عملية الانتخابات، كما أن الأحزاب قامت بدفع عدد كبير من أعضائها المرشحين للمشاركة في هذه المرحلة من عملية الاقتراع» مشيرا إلى أن النواب الفلول سيكون لهم النصيب الأكبر في الفوز نظرا لمشاركتهم الكبيرة في عددالقوائم والأحزاب السياسية.

ودعا المهندس حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، المصريين للنزول والمشاركة بفاعلية في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وقال إن «الأيام الماضية أبرزت حجم الخطر الذي تتعرض له البلاد من قبل بعض القوى الخارجية التي تتربص بالوطن، وبالتالي علينا التأكيد على إصرارنا في بناء مؤسسات الدولة، خاصة مجلس النواب لكونه الخطوة الثالثة من خريطة الطريق التي أعلنت بعد ثورة الثلاثين من يونيو».

وأكد، أن المرحلة الثانية من الانتخابات ستشهد نسبة مشاركة تزيد عن الأولى، مشيرا إلى أن محافظات الوجه البحري والقناة لديها تاريخ طويل في المشاركة السياسية وتحمل المسؤولية الوطنية.

شاركي .. انتخبي

وعقد المجلس القومي للمرأة مؤتمرا، تحت عنوان «شاركي .. انتخبي .. اختاري» وذلك في مركز المؤتمرات في جامعة الأزهر، فى إطار توعية السيدات بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، وافتتحت اللقاء السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، ومحافظي القاهرة والقليوبية والمنوفية، ويأتي اللقاء في إطار استعداد القومي للمرأة، للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب ويستهدف دعم المرأة لعضوية مجلس النواب وتوعية الناخبات بأسس اختيار المرشح، الذي يمثلهن في مجلس النواب المقبل على أسس الوطنية والسمعة الطيبة والتاريخ المشرف، والتشديد على رفض أي نوع من الرشاوي الانتخابية.

وأعلن أكرم ألفي، الباحث المتخصص في الشؤون البرلمانية، في تصريحات صحافية «إن عدد المرشحات في المرحلة الثانية حوالي 171 مرشحة بنسبة 6.5٪ من إجمالي المرشحين على النظام الفردي» مؤكدا أنه وفقا لجميع الانتخابات النيابية الماضية، إن المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية 2015 تشهد النسبة الأعلى فى ترشح السيدات.

وفي السياق نفسه، صرح الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، إنه تم الإنتهاء من كافة الإستعدادات اللازمة للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وتوفير أماكن إقامة للقضاة واحتياجاتهم وكافة مستلزمات العملية الانتخابية، وأنه سيتم التواصل مع المحافظين عبر الفيديو كونفرنس لحظة بلحظة، ورفع تقرير دوري لرئيس الوزراء حول سير العملية الانتخابية.

وأكد أنه تم التواصل مع المحافظين التي ستجري المرحلة الثانية للانتخابات في محافظاتهم لمتابعة الأوضاع معهم، مشيرا إلى أنه على تواصل دائم معهم، وأوضح أن هناك غرفة عمليات مركزية ستعقد على مدار الانتخابات وجولة الإعادة للمرحلة الثانية، وسيتابع من خلالها الانتخابات منذ بدء الاقتراع وحتى غلق اللجان.

المصريين في الخارج

وكان التصويت بدأ السبت للمصريين في الخارج، بعد ان استكملت وزارة الخارجية الاستعدادات الخاصة بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، كما راجعت الوزارة خطة تعزيز بعثات الكثافة التصويتية، لضمان تلبية متطلبات البعثات وسير العملية الانتخابية بدون أي معوقات خاصة في دول الخليج العربي، التي شهدت أعلى مشاركة في المرحلة الأولى.

وانتهت الوزارة بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات ووزارتي الاتصالات والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري من تدريب أعضاء الوزارة، المقرر إيفادهم ضمن خطة دعم بعثات الكثافة التصويتية، بالإضافة إلى إعادة اختبار النظام الالكتروني لتصويت المصريين في الخارج في كافة البعثات. وأمر سامح شكري، وزير الخارجية، كافة البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالتواصل مع أعضاء الجاليات المصرية بالخارج، لتعريفهم بكافة البيانات والإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية وحثهم على المشاركة، فضلاً عن تعريفهم بإمكانية الاطلاع على قائمة المرشحين في كل دائرة وانتماء كل منهم ورمزه الانتخابي على الموقع الالكتروني للجنة العليا للانتخابات.

كما أكد الوزير على استمرار التواصل والتنسيق الكامل بين بعثاتنا الدبلوماسية والسلطات المحلية بالخارج لتوفير أقصى درجات التأمين لمقار البعثات خلال أيام الاقتراع.

وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين، أن كافة الإستعدادات المتعلقة بالجولة الثانية للإنتخابات البرلمانية وفيما يتعلق بالمصريين في الخارج قد تم الإنتهاء منها، وتوقعت مكرم، زيادة نسبة المشاركة في الجولة الثانية للإنتخابات، مطالبة المصريين في الخارج بالتكاتف والوقوف يدا بيد للدفع بالوطن إلى الأمام.