عندما يدَّعي شخصٌ ما، وجود شيءٍ ما، فما الذي يدفعنا إلى نفي وجود هذا الشَّيء؟ هل هنالكَ طريقةٌ عقليةٌ في النَّفي أم لا؟ هل عمليَّة النَّفي هذه عملية عقليَّة أم هي مُجرَّد قرار شخصي خاضع لإملاءات ذاتيَّة وميول نفسيَّة؟ هذا ما أرغب في توضيحه في هذا المقال، لأصل –في نهاية الأمر- إلى أنَّ الإلحاد –باعتباره رفضًا لفكرة الإله (والميتافيزيقا على العموم)- ليس موقفًا نفسيًا أو ذاتيًا أو حتَّى أيديولوجيًا، كم يتكرر على ألسنة الناس؛ بل هو موقفٌ عقلاني تُمليه الضَّرورة العقليَّة المحضَّة.
11-20-2015, 08:31 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
قبل البداية الإلحاد ليس مذهبًا أو دينًا حتَّى يُقال: "هشام آدم يدعو للإلحاد" الإلحاد موقف شخصي من قضيَّة "الميتافيزيقا" في العموم، وقضيَّة "الإله" بشكل خاص، فهي إن كانت دعوةً، فهي دعوةٌ للتفكير "الحُر". وعلى هذا فالإلحاد كأي فكرة شخصيَّة خاضعٌ لقرارات الإنسان الشَّخصيَّة إن شاء احتفظ بها لنفسه، وإن شاء نشرها وأعلن عنها مُستخدمًا في ذلك حقَّه في حريَّة التَّعبير والرَّأي، فالقضيَّة هنا ليست أنَّ هشام آدم يُريد الإساءة إلى مُعتقدات الآخرين، ولكن فقط أنا أستخدم حقي في التَّعبير عن رأيي، ويستتبع ذلك أن يتقاطع رأيي مع آراء الآخرين قبولًا ورفضًا، فللجميع -بالمُقابل- أن يرفضوا فكرتي أو يقبلوها إن رأوا فيها ما يستحق الاهتمام والانتباه.
11-20-2015, 08:38 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
عندما يدَّعي شخصٌ ما وجود "جبلٍ ذهبيٍ" أو "فيلٍ ورديٍ" أو "سمكٍ برمائيٍ"، فإنَّنا ببساطةٍ شديدةٍ نلجأ إلى معرفتنا الحسيَّة (مع التَّأكد على قصورها طبعًا)، لنعرف ما إذا كان لهذه الأشياء وجود فيها أم لا، وعندها سوف نكتشف أنَّه لا وجود لجبلٍ ذهبيٍ أو فيلٍ ورديٍ أو سمكٍ برمائي. هذا الموقف المبدئي المُستند على المعرفة الحسيَّة التَّجريبية؛ هو في الحقيقة موقفٌ عقلانيٌ جدًا، فكيف يُمكنني التَّصديق بوجود شيءٍ لا أعرف بوجوده؛ بل وَلَدَيَّ من "الأدلة الحسية" ما ينفي ذلك؟ فأنا أعرف أنَّ هنالك جبلًا، ولكن ليس لديَّ (ضمن مجال خبرتي المعرفية) معرفةٌ بوجود جبلٍ ذهبيٍ، وأعرف أنَّ هنالك فِيلةٌ، ولكن ليس لديَّ معرفةٌ بوجود فيلٍ ورديٍ، وأعرف أنَّ هنالك أسماكًا، ولكن ليس لديَّ معرفةٌ بوجود سمكٍ برمائي. ولكن هل كُلُّ ما لا نعرف بوجوده ليس موجودًا فعلًا؟
11-20-2015, 08:47 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الإجابة البسيطة على هذا السُّؤال هي: "بالتَّأكيد لا"، وهذا يتطلَّبُ توفر هذه المعلومة (التي لا أعرفها) عند شخصٍ آخر (يعرفها هو)، فالشَّخص الذي يدَّعي وجود جبلٍ ذهبيٍ أو فيلٍ ورديٍ أو سمكٍ برمائيٍ، ربَّما كانت معرفته الحسيَّة أوسع من معرفتي، ومن هنا –أصلًا- كانت فكرة أنَّه ليس ما لا تعرف بوجود هو غير موجود بالفعل، ولهذا فإنَّ الموقف العقلاني يكمن في مُطالبتي لهذا الشَّخص مُشاركتي هذه المعرفة، وذلك عن طريق تقديم دليلٍ حسي يُؤكد وجود الجبل الذَّهبي أو الفيل الوردي أو السَّمك البرمائي، لأنَّ مُجرَّد تأميننا على قاعدة: (ليس كُلُّ ما لا نعرف بوجوده ليس موجودًا) لا يعني وجود ما لا نعرف بوجوده، بمعنى أنَّني عندما أقول إنَّه فعلًا ليس كل ما لا أعرف بوجوده هو ليس موجودًا، فهذا لا يعني أنَّ هذا الشَّيء موجودٌ فعلًا، هذا فقط يجعل هنالك احتماليَّةً لوجوده تتساوى مع احتمالية عدم وجوده. ولكن تأكيد الوجود يحتاج إلى دليل؛ فإذا لم يستطع هذا الشَّخص تقديم هذا الدَّليل، فسوف يظل موقفي الرَّافض بتصديق وجود هذه الأشياء موقفًا عقلانيًا. لماذا؟ لأنَّه لم تثبت لديَّ معرفةٌ حسيَّة تنفي معرفتي الحسيَّة السَّابقة.
11-20-2015, 08:48 PM
عوض الشيخ حامد العوض
عوض الشيخ حامد العوض
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 311
الالحاد هو ببساطة وكما تكرمت هو عدم الاقتناع بفكرة وجود الاله وهي حرية شخصية لاغبار عليها وانا شخصيا غير مهتم بما يعتقد الانسان طالما لم يعكس اعتقاده في تعامله مع الناس فالدين واللادين تخص الانسان وحده ولا يحق لاحد ان يحاكم احد او ينصب نفسه وصيا عليه ولكن هناك عدد لا يستهان به من الملحدين يقوم الواحد منهم بمحاولات مستميته لاثبات صحة الحاده بشتى الوسائل ويلجأ في كثير من الاحيان الى الاستخفاف بعقول من يخالفونه وهو غير مطالب اصلا باثبات ذلك بل ويستميت ايضا لاقناع الناس بفكرته حتى يكون محور حياته كلها فكرة الالحاد وبذلك يكون مجرد متطرف بنفس قدر تطرف الدواعش وغيرهم لكن بطريقة اخرى ان يكون الاسان ملحدا فهي مجرد فكرة اقتنع بها ولا يجب ان يتوقف عندها ويجمد باقي حياته من اجل هذه الفكرة فهناك فن وموسيقى وسياسة وووو الخ يجب ان لا يكون الالحاد تطرفا والا تحول من عدم اقتناع بفكرة الى مرض نفسي تحياتي هشام آدم
11-20-2015, 08:56 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الآن، ماذا إذا اعتمد المُدعي بوجود (تلك الأشياء السابقة) أنَّ نطاق المعرفة بوجود هذه الأشياء واقعٌ خارج نطاق المعرفة الحسيَّة (عوالم غير ماديَّة)؟ الأمر عندها ببساطةٍ سوف يتطلَّب إثبات وجود هذه العوالم؛ حتَّى تُتاح لنا فرصة التَّصديق بإمكانيَّة وجود الفِيلة الورديَّة، والأسماك البرمائية، والجبال الذَّهبية ضمن هذه العوالم الجديدة (صارفين النَّظر عن إمكانيَّة التَّقاطع بين تلك العوالم غير الماديَّة وعالمنا المادي، وإثباتات ذلك، وأيضًا إمكانيَّة تكوين معرفةٍ حسيَّةٍ عن موجوداتٍ غير حسيَّةٍ أصلًا.) فإذا لم يكن هنالك ما يدلُّ فعلًا على وجود عوالم غير ماديَّةٍ فيزيائيَّةٍ، فإنَّ النَّتيجة النِّهائيَّة التي سوف نحصل عليها هي: ادعاءٌ بوجود كائناتٍ غير ماديَّةٍ لا يُمكن إثبات وجودها، في محيطٍ غير ماديٍ -أيضًا- لا يُمكن إثبات وجوده، بمعنى أنَّه سيكون فسَّر الماء بعد الجُهد بالماء. (!) كأن يقول لي شخصٌ مثلًا: "هنالك ثعبوم يعيش في السُّحبوس ويتحكَّم بالطكجات." فلا أعلم ما هو الثعبوم، ولا أعلم ما هو السُّحبوس الذي يعيش فيه الثُّعبوم الذي لا أعرفه، ولا أعلم ما هي الطَّكجات التي يتحكَّم بها الثُّعبوم الذي لا أعرفه الذي يعيش في السُّحبوس الذي لا أعرفه !
11-20-2015, 09:00 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
حسنًا، قلنا إنَّ نفينا لوجود هذه الأشياء قائمٌ -في أساسه- على معرفتنا الحسيَّة السَّابقة، التي أتاحت لنا معرفة وجود "جبلٍ" و "سمكٍ" و "فيلٍ"، وإنَّ النَّفي قام على تعارض الادعاء مع هذه المعرفة الحسيَّة السابقة؛ حيث أنَّنا لا نعرف بوجود جبلٍ ذهبي، أو سمكٍ برمائيٍ أو حتَّى فيلٍ وردي، ولكن الأهم من ذلك أنَّ هذه المعرفة ذات صلةٍ بالواقع أصلًا، أي أنَّها مُعتمدةٌ على معرفةٍ سابقةٍ للماهيَّة، ولكن ماذا لو قام أحدهم بادعاء وجود شيءٍ مجهولٍ لنا تمامًا، كأن يدعي وجود "ثُعبومٍ طائرٍ"! سيكون النَّفي أو الإثبات في هذه الحالة مُشترطًا بمعرفةً أوليَّةً بماهيَّة الثُّعبوم، ثمَّ نبحث لاحقًا حول كونه طائرًا أم لا، فنحن لا نعرف ما هو الثُّعبوم أصلًا، فإذا كُنَّا في حالة "الفيل الوردي" ننفي وجوده، وذلك بوجود معرفةٍ حسيَّة سابقةٍ تُخبرنا بوجود الفيلة ونعرفه ماهيتها، وأنَّ الفيلة ليست ورديَّة، فإنَّنا في حالة "الثُّعبوم" سوف ننفي معرفتنا به أصلًا، فمعرفتنا الحسيَّة لا تحتوي على أيَّة معلومةٍ إطلاقًا عن "ماهيَّة" هذا الثُّعبوم؛ فما هو الثُّعبوم أصلًا حتَّى نُثبت وجوده أو ننفي وجوده؟ وكذلك الأمر لو ادعى شخصٌ وجود شيءٍ اسمه "طلكواء" أو "قمداس" أو أيَّ شيء ليس واقعًا ضمن إطار معرفتنا البشريَّة الحسيَّة.
11-20-2015, 09:02 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الحقيقة؛ أنَّ إلصاق أيَّة صفةٍ بمثل هذه الأشياء (مجهولة الماهيَّة) لن يُساعد كثيرًا في تكوين أيَّ نوع من المعرفة التي يُمكن الاعتماد عليها في النَّفي أو الإثبات؛ فلو قلنا: إنَّ الثُّعبوم طائرٌ، أو زاحفٌ فالأمر سيَّان، وكذلك الحال بالنسبة للطلكواء بأنَّه يبلغ طوله 10 أمتار أو 10 سنتمترات، فمازالت الماهيَّة مفقودة، ولا يُمكننا الحُكم على الشَّيء -نفيًا أو إثباتًا- مع انعدام الماهيَّة تمامًا، مع مُلاحظة أنَّ الأشياء التي لا تقع ضمن إطار معرفتنا الحسيَّة قابلةٌ تمامًا للتحلّي بأيَّة صفة، وعندها لن نجد أمامنا إلا الاعتماد على قوانين المنطق التي سوف نُطبقها على "الصفات"، لأنَّه لا يُمكننا تطبيق قوانين المنطق على اللاماهيَّة (أو الماهيَّات المجهولة).
11-20-2015, 09:04 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
فإذا قيل لنا -مثلًا- إنَّ الثُّعبوم طويلٌ وقصير، أو كبيرٌ وصغير، فإنَّه يُمكننا باستخدام قانون "عدم التَّعارض" المنطقي نفي هذه الصّفات، وحيث أنَّ الماهيَّة مجهولةٌ، ومعرفتنا بالأشياء في هذه الحالة مُرتبطةٌ بصفاتها، فإنَّ انتفاء الصّفات يُؤدي إلى انتفاء الماهيَّات أيضًا، فطالما أنَّه لا يُمكن الجمع بين الطُّول والقصر، فإنَّه لا وجود لماهيَّةٍ طويلةٍ وقصيرةٍ في الوقت نفسه؛ وبالتَّالي فإنَّه لا وجود لماهيَّةٍ مُتناقضةٍ (أو جامعةٍ للتَّناقض)، وهذا ما نُلاحظه في ادعاء ما يُسمى بـ"الله"؛ فالحقيقة أنَّنا لا نعرف ماهيَّة "الله"، ولا نملك إلا صفاته، وعندما نُعرّض هذه الصّفات -أو بعضها على الأقل- لقوانين المنطق؛ فإنَّنا سنجد أنَّ صفات "الأوَّل" و "الأخر" أو "الظَّاهر" و "الباطن" أو "الرَّحيم" و "شديد العقاب" تفشل في تجاوز قانون "عدم التَّعارض"، وبإمكاننا عندها نفي التَّعارض؛ وبالتَّالي نفي وجود ماهيَّةٍ جامعةٍ للتَّناقض.
11-20-2015, 09:06 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
لذا عندما تسأل أحدهم: "ما هو الله؟" فيقول لك عبارات مثل: "إنَّه خالق الكون العظيم، مُبدع كُلِ شيءٍ، وفاطر السَّماوات والأرض، الرَّحيم بعباده، رازق الإنسان والحيوان وكل المخلوقات .. إلخ" فإنَّ كُلَّ هذا يدخل ضمن فكرة خلع الصَّفات على الماهيَّة، ولكنَّه لا يخدم في تعريفنا بالماهيَّة أبدًا، ولهذا يكون مثل هذا الكلام كلامًا إنشائيًا مجانيًا، يُمكن خلعه على كُلِ ما لا ماهيَّة له، لأنَّه بإمكاني بسهولة أن أدعي أنَّ الثُّعبوم مُطلق العلم، دون أن يستطيع أحد إثبات عكس ما أقول، ولو ادعيتُ بأنَّه هو خالق الكون دون أن يكون لديَّ دليلٌ مادي يربط ما بين هذا الثُّعبوم (مجهول الهويَّة) وبين الكون وبدايات نشوئه، فلا أحد أبدًا يستطيع أن ينكر ذلك، إلا بادعاءٍ عقيمٍ مماثل لهذا الادعاء.
11-20-2015, 09:21 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
في اعتقادي الشَّخصي جدًا أنَّ المُشكلة بين المُلحد والمُؤمن تكمن في "طريقة التَّفكير". المُلحد لا يقول إنَّ الكون ليس له مُسبب. هذا الكلام غير صحيح إطلاقًا، لأنَّ المُلحد -كشخصٍ ماديٍ صرف- يعرفُ تمامًا أنَّ لكُلِ نتيجةٍ سببًا، ولكنَّه في الوقت نفسه لا يُمكنه التَّصريح بهذا المُسبب/السَّبب أو ادعاؤه دون أن تكون له معرفةٌ حسيَّةٌ (دليل)، أو بعبارةٍ أُخرى دون أن يعرف العلاقة بين النَّتيجة والسَّبب، بينما يقفز المُؤمن إلى استنتاج السَّبب حدسًا أو بداهةً. واسمحوا لي بطرح مثالٍ توضيحيٍ لا أكثر. إذا افترضنا وجود مبنىً مُشيَّدٍ فإنَّ الحدس يُخبرنا أنَّ هذا المُبنى لابُد له من مُوجِد، هنا يتفق المُلحد والمُؤمن، ولكن (مَن) هو هذا المُؤجد؟ ولماذا وكيف اتفقنا على أنَّ المُوجد هنا هو "إنسانٌ" عاقل؟ الحقيقة أنَّ السَّبب في ذلك ليس الحدس أو البداهة؛ بل تجربتنا الحسيَّة التي تجعلنا نعرف أنَّ هذا المبنى بهذه الكيفية يستخدمه البشر. حسنًا، مَن هو باني هذا المبنى؟ هنا يأتي المُؤمن ليفترض لنا أنَّه المُهندس أشرف. دور المُلحد هنا يتمثَّل في أنَّه بحاجةٍ إلى إثباتٍ ماديٍ من المُؤمن يُثبت فيه علاقة المُهندس أشرف تحديدًا بهذا المبنى، ليتفاجأ بأنَّ المُؤمن يعتمد في فرضيته تلك على بداهة أنَّ لكُلِ سبب مُسببًا! ولكن في الحقيقة المطلوب هو تحديد العلاقة بين المُهندس أشرف بهذا المبنى، لأنَّ القاعدة البديهية هذه قد تمَّ تجاوزها بالاتفاق على وجود مُسبب، ولكن عندما يكون الحديث عن "ماهية" هذا المُسبب فيجب أن تكون هنالك أدلةٌ ماديَّة تُثبت وجود علاقةٍ تجريبيةٍ بين المُهندس أشرف وبين المبنى، فهذا الافتراض لا يُمكن التَّوصل إليه بالحدس والبداهة، (هنالك مبنى إذًا المُهندس أشرف هو الذي بناءه!) هذه طريقة تفكيرٍ خاطئة جدًا. وفي حياتنا العامة يُمكننا فعلًا ملاحظة أنَّ كل النَّتائج ترتبط بمُسبباتها بعلاقات تجريبيَّة حسيَّة، وأنَّه بدون هذه العلاقات التَّجريبيَّة فإنَّ هذه الظَّواهر تظل ظواهر غريبة وغير مُفسَّرة. الكون له سببٌ/أو عدَّة أسباب، ولكن ما هو هذا السَّبب أو ما هي هذه الأسباب؟ لا أحد يعرف حتَّى الآن، وجهلنا بالمُسبب الحقيقي لا يعني صحَّة أيّ فرضيَّةٍ غير مُثبتة أو غير قابلة للإثبات، وفي الحقيقة فإنَّه لا يعني أيَّ شيءٍ إلا أنَّنا مازلنا بحاجةٍ إلى مزيدٍ من البحث والدراسة لنصل إلى الإجابة. كأن أدعي أنَّ سر اختفاء الطائرات والسُّفن في مثلث برمودا هو وجود "عرش إبليس" هناك، وأعتمد في إثبات صحَّة ادعائي على أنَّ لا أحد يملك إجابةً غير إجابتي أو ادعائي، فيكون التَّبرير قائمًا على الجهل وليس على "الدليل".
يُخطيء البعض في فهم البداهة؛ وبالتَّالي في استخدامها، فالبداهة مُرتبطةٌ بالتَّجربة الحسيَّة المُباشرة التي تُعطينا فكرةً عن "ارتباط" النَّتيجة effect بالسَّبب cause، فتُصبح قاعدة: "كُلَّما كان أ كان ب" هي قاعدةً بداهيَّةً، فعلى سبيل المثال: "كُلَّما نزل المطر أنبت الزَّرع"، "كُلَّما طلعت الشَّمس كان الضّياء"، "كُلما غابت الشَّمس كان الظَّلام"، وهذه القاعدة تُسمى في علم المنطق بقاعدة الاستلزام modus ponens وهي قاعدةٌ تجريبيَّةٌ أو حِسيَّةٌ، تعتمد على المُلاحظة المُباشرة، فلا يُمكن معرفة السَّبب "ب" إلا بمعرفتنا بارتباطه المُباشر بالنَّتيجة "أ"، هذه البداهة ليست مُرتبطةً بالمعرفة الكيفيَّة، فنحن لا نحتاج لمعرفة العلاقة بين السَّبب والنَّتيجة لنحكم على الظَّاهرة بالبداهة، فلا يجب أن نعرف لماذا ينبت الزَّرع كُلَّما نزل المطر، ولكن مُلاحظتنا تُخبرنا أنَّ الزَّرع يُنبت كُلَّما نزل المطر، ولكنَّنا لو عرفنا العلاقة بين السَّبب والنَّتيجة أصبحت "سببيَّة causality". ونحن فعليًا نعتمد على منطق الاستلازم في حياتنا اليوميَّة، دون أن نكون على معرفةٍ بالعلاقة التَّزامنيَّة بين السَّبب وحدوث النَّتيجة. الآن لو حاولنا تطبيق هذه القاعدة المنطقيَّة في مُحاولة للاستدلال على وجود "خالقٍ" للكون، وحاولنا صياغة الفرضيَّة بشكلٍ منطقي، وقلنا: "هنالك كونٌ مُعقَّدٌ ومُنظَّمٌ، إذن هنالك خالق." هذه الجُملة قد تبدو مُقنعةً وكافيةً للبعض، ولكنَّها من النَّاحية "المنطقيَّة" ليست سليمةً على الإطلاق، لأنَّها تفترض أنَّنا نمتلكُ تجربةً حسيَّةً تُخبرنا أنَّ الكون المُعقَّد والمُنظَّم مُرتبط تزامنيًا بخالق، وكأنَّنا شاهدنا -من قبل- عشرات الخالقين خلقوا أكوانًا، وأنَّنا -بناءً على هذه التَّجربة السَّابقة- بنينا قاعدتنا البديهيَّة، ولهذا السَّبب تحديدًا نجد أنَّ كثيرًا من المُؤمنين البُسطاء عندما تُحاوره حول موضوع "الخالق" يقول لك: "انظر إلى نفسك، أنتَ دليلٌ على وجود الله. انظر إلى هذا الكون، وإلى النُّجوم والمجرَّات ..." واقعًا في الخطأ المنطقي الذي يبني البداهة على التَّجربة الحسيَّة والمُلاحظة، وهو -بالإضافة إلى ذلك يقع في خطأ منطقيٍ آخر وهو الاستدلال بالشَّاهد على الغائب. البداهة -يا أصدقائي- مُعتمدةٌ على التَّجربة الحسيَّة أو المُلاحظة المُباشرة، ويجب أن نتعلَّم "علم المنطق" ونعرف قوانينه حتَّى لا نصوغ عبارةً لا علاقة لها بالمنطق، ثمَّ ندعي أو نعتقد أنَّها منطقيَّة.
11-20-2015, 09:33 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
التَّطرف مرفوض بكُل أشكاله، ولكن يجب ألا نُخطئ في الخلط بين "حق التَّعبير وحريَّة التَّعبير"، وبين "التَّطرف". هنالك أشخاص في هذا المنبر، لا يتناولون سوى القضايا السِّياسيَّة، ولا يتداخلون إلا في البوستات ذات الطَّابع السِّياسي، هذا هو مجال اهتمامهم. لا يُمكنكَ أن تقول لأحدهم: "الحياة ليست السياسة وحسب، الحياة فنون وآداب، وموسيقى، ووو إلخ" هو حُر تمامًا في أن يُحدد ميوله واتجاهاته، دون أن تعتبر هذا نوعًا من التَّطرف. هذا إضافةً إلى أنَّكَ لا تدري كيف يعيش كُل شخصٍ حياته خارج هذه الحياة الافتراضيَّة.
11-21-2015, 01:10 AM
Ahmed Alim
Ahmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762
يا هشام، أثناء مداخلاتك دي لو لقيت ليك فرقة رد علي اتنين من اصحابنا بالمنبر علي الماشي، عندهم أسئلة خفيفة كدا: الأول اسمو أنور، و دا اتهمك بأنك بتدعو لتعديل القرآن التاني اسمو خالد المبارك، ودا قال ليك، إتّا ملحد ولّ متشكك ولّ فكرتك شنو في هذي (كاتبا كدا) الحياة ولَ شنو يعني؟ والزول دا ما كان بقدر يتداخل معاك في بوستات الآخرين لضيق البوقت
11-20-2015, 09:43 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
مثال توضيحي وقفَ صديقان في شرفة منزلهما المُطلَّة على جبال الألب. تنفَّس الأوَّل بعُمق، ثم قال: "إنَّه جبلٌ جميلٌ ورائع." فنظر إليه الآخر، وقال: "إنَّه مُجرَّد كُتلةٍ صخريَّةٍ فقط، أين الجمال في ذلك؟" الحقيقة أنَّ الشَّخص الأوَّل نظر إلى الجبل من منظور ذاتي صرف، بحيث عكس تصوراته الخاصة عن الجبل، بينما وصف الثاني الجبل كما هو عليه مجرَّدًا وبعيدًا عن تصوُّراته الذهنيَّة الخاصة. الفكرة الأوليَّة التي سنخرج بها من حوارهما أنَّ كُلًا منهما يُقدّم "ادعاءً" وأنَّ ادعاءهما يحتاج إلى دليلٍ أو إثباتٍ للفصل بينهما، ولكن الحقيقة أنَّ الادعاء الوحيد المُقدَّم هنا هو ما قدَّمه الشَّخص الأوَّل "الجبل جميل"، بينما ما قدَّمه الشَّخص الثاني لا يُعتبر ادعاءً؛ بل هو وصف موضوعي واقعي، وعندها لا يُمكننا (بدواعي العدالة والإنصاف) أن نُطالب الشَّخص الثاني بتقديم "أدلة" تُثبت ادعاءه، لأنَّ موقفه هنا ليس ادعاءً في الأساس، بينما سيظل الشَّخص الأوَّل مُطالبًا بتقديم دليلٍ على ادعائه. حسنًا، الشَّخص لا يملك أيَّة أدلة على ادعائه. لماذا؟ لأنَّ ادعاءه قائمٌ أصلًا على تصوُّرٍ ذاتي يجعله يتصوَّر أنَّ جمال جبال الألب مسألة مُسلَّمة، وأنَّه لا يُوجد شخصٌ قد لا يتفق معه حول جمال جبال الألب وجاذبيتها، ولكنه قد يسرد بعض "المُبررات" التي تجعله يرى الجبل جميلًا، ولكن لاحظوا أنَّ هذه المُبررات هي تُبرر لرأيه الشَّخصي، ولا تُبرر لجمال الجبل فعلًا، فما سيُقدّمه من تبريرات قد تجعلنا نعرف "لماذا هو يرى الجبل جميلًا؟" ولكنها لن تجعلنا نعرف "هل الجبل جميلٌ فعلًا أم لا؟" .. أرى أنَّ هذا هو -على نحوٍ تقريبيٍ- ما يتمحور حوله الحوار الإيماني والإلحادي، فالمُؤمن -باستمرار- يُقدَّم مُبررات تُفسَّر لماذا يعتقد أنَّ الله موجود، ولكنها لا تُثبت وجود الله، والمُلحد يُفسَّر الطَّبيعة والعالم بشكلٍ موضوعي وواقعي مادي -كما يراه فعلًا- بصرف النَّظر عن تصوُّراته الذهنيَّة الخاصة، لأنَّ العلم لا يعترف بالآراء الشَّخصيَّة والاعتقادات الخاصة.
11-20-2015, 09:47 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
هشام شكرا علي البوست ..ونجدد الوقوف معك في طرح هذه الموضوعات من باب الحريه التي تمسح للجميع بالايمان او عدمه .. سؤال ماهيه الله سؤال مهم .. الله روح .. هذا التعريف المختصر وهي اجابه من يسوع في انجيل يوحنا ..روح ( الاب والابن والروح القدس ) وعلاقتنا معه علاقه روحيه .. ايضا الوحي يبين بان الله ( غير مرئي ) اذن هذا الكيان الروحي ( متخفي ) ولكن يمكن رؤيته بالايمان ( عبرانين الاصحاح 11 عدد 27 ) موضوع الايمان بان الله موجود موضوع بالايمان بالاضافه الي الادله الواقعيه للمؤمن .. عدم الايمان او الالحاد ايضا فيه ايمان ..ليس هنالك شخص لديه علم كافي لنفي الله او القول بانه (مجرد خيال او صنيعه ) انسانيه .. في عبرانين في نص جميل ومعناه ان اقامه علاقه مع الله تتطلب ايمان بانه موجود بدون هذا الايمان لا يمكن فهم مقاصد الله .. في المسيحيه نجد في الايمان راحه وليس تغييب للعقل لك الشكر ..
11-20-2015, 10:50 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
وسوف اسألك: "وما هي الرَّوح؟" إنَّه كمثال الثُّعبوم تمامًا (!)
Quote: ايضا الوحي يبين بان الله ( غير مرئي ) اذن هذا الكيان الروحي ( متخفي ) ولكن يمكن رؤيته بالايمان
هذا يعني أنَّ الشَّيء الذي لانعرف ماهيته "الروح" هو مُتخفي، ولكن يُمكن رؤيته بالإيمان، الإيمان الذي هو الإيمان بوجود "الرَّوح" الذي لا نعرف ماهيته (!)
Quote: ليس هنالك شخص لديه علم كافي لنفي الله او القول بانه (مجرد خيال او صنيعه ) انسانيه
كلامكَ هذا يُذكرني بمثال (مثلث برمودا وعرش إبليس) الذي ذكرته، فطالما لا أحد لديه علم كافٍ لنفي عرش إبليس وعلاقته بسر مثلث برمودا، فهو قد يكون دليلًا على وجود عرش إبليس فعلًا (!) الحقيقة يا عزيزي Muhib لا أحد يمتلك "دليلًا evidence" ناهيكَ عن "أدلة" واقعيَّة كما زعمت، إيمان المُؤمنين في الحقيقة، وكما حاولتُ توضيحه في المقال السَّابق، قائم على "حجج arguments" وما فعلتُه في هذا المقال أنَّي قدمتُ بعض التَّفنيدات لهذه الحجج، وحاولتُ إيضاح لا منطقيتها ولا علميتها.
11-20-2015, 11:16 PM
Muhib
Muhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084
في داخل المنظومه الروحيه الايمانه يمكن تعريف الروح ( لاهوتيا ) ومداخلتي ليست كافيه . الروح يا هشام ليست مرئيه وعندما تقول بان الله روح لا نعني بانه ( طاقه ) او قوه ..ولكنه ( شخصي ) .. الكتاب المقدس لا يعرف الروح ولكن يحاول ان يرسم لك لوحه عن شخصيه الله والروح ( واحده من الاشياء في اللوحه ولكن شئ مهم ) ...فهو حي وحقيقي ومتفاعل ومتحدث .. نحن نعرفه ماهيه الله عن طريق الاعلان او الوحي .. من مداخلتي الواحده لا يمكنك رسم صوره كامله عن الله .. انا مؤمن بان الله موجود ( بالايمان ) والشخص الغير مؤمن بان الله حقيقي ( ايضا مؤمن ) بهذا الامر من ناحيه فلسفيه لا يمكن اثبات وجود او عدم وجود الله لان ليس هنالك انسان لديه علم كافي ..لهذا في المسيحيه نقول ( بالايمان ) نؤمن والادله والبراهين هي ادوات تساعد المؤمن اصلا والباحث الذي يبحث عن ( ايماننا ) ..المؤمن ( مؤمن ) والغير مؤمن ايضا ( مؤمن ) والكل معتمد علي ادله مقتنع بها كل طرف ..مثلا انا مؤمن بيسوع وانه قام من الموت لان هنالك شهود عيان لهذه الحادثه ..بعضهم لا يؤمن ولديهم اسباب وادلتهم المضاده ..
11-20-2015, 11:21 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
عزيزي Muhib لا أعرف لماذا يُصر المؤمنون على الزعم بأنَّ الإلحاد "إيمان مُضاد" في مقابل إيمان المُؤمنين .. الإلحاد ليس belief system هل قرأتَ مثال (جبال الألب)؟
11-21-2015, 00:05 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
العزيز هشام تحياتي أنا إعتقد أن فكرة الحرية هي فكرة جوهرية في الأديان لكن الإشكال يكمن في أن أي فكرة علي عكس الواقعة تحبس دوماً في نص جامد وهذا الأمر يعتبر أهم إشكالات ومكائد الأيدلوجية لأنه يفتح آفاق للتأويل وعندما يكون أحد التاويلات محروس بسلطة ما تتحول فكرة الحرية إلي معاني القهر والتسلط وهذا حدث مع النص الديني والنص الماركسي وغيرها وفي الإسلام على سبيل المثال من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وحتى التوراة تفتح باب الجنة لغير المؤمنين بها مسألة الإلحاد ليست مسألة عقلانية وفي هذا الإطار ألف أهم الفلاسفة في التاريخ الحديث إيمانويل كانط كتاباً كاملاً في نقد العقل المحض ولكنها مثلها مثل الإيمان مسألة حرية فردية وكانط نفسه في كتابه نقد العقل العملي يرى ضرورة (عملية وأخلاقية) في الإيمان أعتقد بأنك متابع للتطورات العلمية والتي خرجت علينا في آخر بحوثها المعروفة بنظرية المغازل لتنبئنا بوجود أشياء تقع في أبعاد تتجاوز الأبعاد الثلاث المعروفة الطول والعرض والإرتفاع حيث هناك ما يصل لعشرة أبعاد هي خارج حدود محدوديتنا وهذه المغازل ليست ذات طبيعة مادية بمعنى أنها ليست موضوع التجربة المنظور، لكن على كل حال يدور جدل مستمر بين فلاسفة العلوم الواقعيين (الحقيقيون) وخصومهم حول حقيقة غير المرئي مثل الذرة والغازات دمت
11-21-2015, 01:16 AM
Ahmed Alim
Ahmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762
هل الإلحاد هو الرفض المطلق لفكرة الإله، أم هو عدم الإيمان بوجود إله وحسب؟ الرفض المطلق لفكرة وجود إله حسب تقديري هي نوع من الإيمان في حد ذاته!!
وهل نفس السببية والبداهة اللتان تأخذان كحجتان ضد المؤمنين في إثبات وجود إله هل يستطيع الملحد الذي يرفض فكرة الاله أن يثبت من خلالهما عدم وجود إله؟
بمعنى آخر يقف المؤمن بسببيته عند من خلق الله نفسه؟؟ ولكن عند نفس النقطة التي يقف عندها المؤمن بوجود الإله هل يستطيع الملحد أن يوجد تفسير لظهور الوجود، ومن أين أتت المادة نفسها؟ هل الصدفة سبب مقنع؟
رغم أنَّ هذا "البوست" لا يُناقش قضيَّة الدِّين أو التَّدين، ولكن لا بأس! الأمُنيات الطَّيبة لا يُمكن الاعتماد عليها كـ"حقيقة"، اعتقادكَ الشَّخصي بأنَّ الحريَّة فكرة أساسيَّة في الدِّين، لا يجعل الأمر "حقيقةً" غير قابلةٍ للنقاش. والواقع فعلًا أنَّ الدين (الإسلام في هذه الحالة) عبارة عن نصوص، هذا شيء لا يُمكننا تغييره؛ إن كنتَ تعتقد أنَّ المُشكلة هي في حبس الأفكار في النُّصوص الجامدة. لا يُمكننا فصل هذه النُّصوص عن واقعها التَّاريخي، ولا حتَّى عن معرفتنا "اللُّغويَّة"، فعلى سبيل المثال الآية التي استشهدتَ بها كدليلٍ على الحُريَّة في الإسلام، هي في الواقع دليل إدانة، وليتني أجد مُسلمًا واحدًا يستخدم الآية كاملةً دون أن يبترها حتَّى نفهم بالضَّبط مرامي هذه الآية، الآية كاملةً تقول يا عزيزي {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقًا} في الواقع فإنَّ هذه الآية هي آية وعيد وليست آية إقرار بالحُريَّة (طبعًا عندما تُقرأ في سياقها الكامل) فعندما تُتبع خيارات الإيمان والكفر بـ"عقوبة" الكفر، فهذا لا يعني أبدًا وجود حُريَّة، لأنَّ الحُريَّة –يا عزيزي- تعني احترام الخيارات؛ أليس كذلك؟ فما قيمة أن تُخيرني بين أمرين، ثم تستدرك بأنَّ اختياري لأحدهما سوف تكون له عقوبة؟ أنتَ بهذا الأمر تُهددني في الواقع! الآية تقول باختصارٍ شديدٍ جدًا: "الإسلام هو الحق، ومن يُريد أن يُؤمن فهو حر، ومن يُريد أن يكفر فهو حُر، ولكن الذي يكفر فسوف يذهب إلى النَّار" فهي آية وعيد، ولا أعرف كيف يتسنَّى للمُسلمين استخدام هذه الآية في معرض الاستدلال على حريَّة الاعتقاد في الإسلام!
الواقع استغربتُ أيضًا قولكَ واتهامكَ للإلحاد بأنَّه ليس مسألة عقلانيَّة، مُستشهدًا بكتاب (نقد "العقل" المحض) لكانط المُؤلف في أوائل القرن السابع عشر، ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين(!) وكأنَّه لم يكتب فلاسفة آخرون للرد عليه منذ ذلك الحين، وكأنَّكَ لم تقرأ ما كتبه ديفيد هيوم مثلًا في الرَّد عليه!. يا عزيزي، من الطَّبيعي جدًا أن فيلسوفًا مثاليًا مثل كانط ينتقد منهج التَّفكير المادي، لأنَّه أراد أن يُوجد للميتافيزيقا موطئ قدم في النقاش المُحتدم بين الفلاسفة حول أسبقيَّة المادة أو الفكر إلى الوجود، وكان ذلك سهلًا ويسيرًا عليه وقتها، ولكن لسوء حظ كانط فإنَّ منهج التَّفكير المادي، لم يعد محصورًا فقط في الفلسفة، ولكنه أصبح منهجًا علميًا، وأمام العلوم التَّجريبيَّة تراجعت الفلسفة المثاليَّة كثيرًا، ولا قيمة لها على الإطلاق أمام المنهج التَّجريبي، لأنَّ المقولات الفلسفيَّة المثاليَّة في الواقع غير قابلة للتَّحقق من مدى صحتها.
يرى أرى أنَّ هنالك مُشكلة كبيرة جدًا، في الرَّبط بين فكرة الإيمان والأخلاق، فهل ترى فعلًا أنَّ المُلحد هو شخص مُنعدم الأخلاق؟ أعني على أي أساس يُمكن الرَّبط بين الأخلاق وبين فكرة الإيمان بإله؟ الواقع –يا عزيزي- أنَّ هنالك فارقًا كبيرًا وواسعًا جدًا الوازع الديني الذي تُولده فكرة الإيمان، وبين الوازع الأخلاقي الذي يُولد معنا، وهو ما نُسميِّه بالفطرة السَّليمة؛ فالإنسان يُولد فعليًا عارفًا لماهية الخير والشَّر، ولكن فكرة الوازع الدِّيني هذه هي التي تجعل الإنسان مُرتبطًا بـ"نصوص" فما تراه النُّصوص أمرًا أخلاقيًا، فهو أخلاقي، وما تراه لاأخلاقيًا، فهو لاأخلاقي، ولهذا فإنَّ كثيرًا من المُسلمين –مثلًا- غير قادر على رؤية الأفعال والسُّلوكيات اللاأخلاقيَّة الموجودة في التُّراث الديني له؛ بل ويُحاول التَّبرير له، وهذا ما نجده في قضيَّة مثل قضيَّة الرِّق وملكات اليمين في الإسلام على سبيل المثال.
أمَّا بالنسبة لموضوع "نظرية المغازل" فأخشى أنَّني لم أسمع به من قبل، ولكن فكرة وجود أبعاد أخرى غير الأبعاد التي نعرفها هي فكرة مطروحة، ولا أعرف كيف يُمكن الاستشهاد بها للتدليل على "الميتافيزيقا" أساسًا، ولعلنا فعليًا بحاجة إلى تفسير كلمة "ميتافيزيقا" حتَّى نعرف عن ماذا نتحدث وماذا نقصد تحديدًا عندما نقول "ميتافيزيقا" فالذَّرة والطَّاقة والغازات هي أجسام ماديَّة حتَّى وإن لم نستطع رؤيتها.
11-21-2015, 01:36 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
من النَّاحية المبدئيَّة؛ الإلحاد هو رفض الإيمان بوجود إله، وليس الإيمان بعدم وجود إله. ولكن وكما أوضحتُ في "البوست" فإنَّ الإلحاد يرفض أصلًا –جُملةً وتفصيلًا- أي ادعاء ليس عليه دليل. ولكن وطالما أنَّنا هنا نتكلَّم عن فكرة الإله، فإنَّ الأمر يجعلنا نُحاول التَّفريق بين "الإله" و "الخالق" لأنَّهما ليسا شيئًا واحدًا، على الأقل من النَّاحية الفلسفيَّة، فالإله هو تصورات كُل ديانة عن "الخالق"، فللإسلام تصورات مُحدَّدة عن هذا الخالق، وعن ماهيته وعن صفاته، وللمسيحيَّة كذلك، ولليهوديَّة كذلك، وأيضًا كما في بقيَّة الأديان الأخرى، في حين أنَّ فكرة "الخالق" فكرَّة فلسفيَّة مُجرَّدة. الأمر هنا تمامًا كأن أقول لك: "شجرة" فالشَّجرة هنا اسم مُجرَّد، أنتَ تخلق صورة ذهنيَّة في عقلك للشجرة، فتتصوَّر "شجرة ليمون" وآخر يتصوَّر "شجرة تفاح" وآخر يقول: "شجرة لبخ" وهكذا، فهذه التَّصورات لا تُمثل الصورة المُجرَّدة رغم ارتباطها بها، بدليل أنَّ رفض-نفي صورة "شجرة الليمون" لا يعني أبدًا رفضًا-نفيًا لفكرة الشَّجرة. فإذا كان كلامنا عن الإله هنا كلامًا عن آلهة شخصانيَّة، فالمُلحد بالتَّأكيد يرفضه بصورة قاطعة، وهو يعتمد في ذلك على الأدلة "الماديَّة" المتوفرة، منها النُّصوص التي تُنسب لهذا الإله، ومنها الأسباب التَّاريخية، والمُحاكمات الأخلاقيَّة، ومنها المُحاكمات الفلسفيَّة كمُعضلة الشَّر التي صاغها أبيقور وغيرها. ولكن الحديث عن فكرة "الخالق" أمرٌ مُختلف تمامًا، فهو يعني بحث عن سبب أو أسباب الوجود الكوني، فعندما يكون هنالك افتراض بأنَّ لهذا الكون "خالق" فهنا يكون مبحثٌ آخر تمامًا. وتسمية "خالق" هي تسمية دينيَّة في الواقع، ولكن لا بأس فسواء سميناه خالق أو سبب، فالأمر سيان (أنا شخصيًا لا يهمني المُسمَّى بقدر ما يهمني الدليل)، هنا المُلحد مُتأكد بأنَّ لهذا الكون "خالق-سبب" وهو ما ذكرتُه في هذا البوست، ولكن عندما يكون الحديث عن "ماهية" هذا الخالق أو هذا السبب، فالمُلحد يتوقف عن الإجابة. لماذا؟ لأنَّه –وكما قلتُ سابقًا الإلحاد هو رفض لأي ادعاء ليس عليه دليل، ولكن بالتأكيد هنالك سبب لوجود هذا الكون، ولكن ما هو هذا السبب؟ نحن لا نعرف بعد، وعندما يأتي المُؤمن ويقول إنَّ سبب وجود الكون هو "ذات عاقلة وخالقة" فإنَّنا فقط نُطالبهم بالدليل، ولا تُوجد حتَّى الآن أية أدلة تُثبت هذا الزَّعم، في مُقابل نظريات علميَّة لا ترى ضرورةً أبدًا لأن يكون السبب "ذاتًا عاقلةً".
أمَّا بالنسبة لسؤالكَ الآخر، فالحقيقة لم أفهم السُّؤال على وجه الدِّقة.
11-21-2015, 01:45 AM
Ahmed Alim
Ahmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762
كلامك صحيح عن سؤالي الاخير :) ولذلك عملت تعديل ولكن ردك كان أسرع..
طيب لما تقول: فإنَّ الإلحاد يرفض أصلًا –جُملةً وتفصيلًا- أي ادعاء ليس عليه دليل.
هل للملحد دليل على عدم وجود الاله الذي يرفضه جملة وتفصيلاً؟؟
حتى البداهة التي تقول بإرتباط النتيجة المحسوسة بالسبب المحسوس عندي ليست سبباً كافياً لرفض لفكرة الإله. مثلاً الايمان المسيحي يقول بإتحادد اللاهوت بالناسوت في شخص السيد المسيح، وفعل أمامهم معجزات وبالتالي هم مؤمنين وفقاً لنفس مبدأ البداهة الذي تظهر فيه العلاقة بين النتيجة والسبب حسب ما فهمت من شرحك!! فهل وضعية زي دي كافية للملحد أن يؤمن؟؟؟
11-21-2015, 01:54 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
Quote: بمعنى آخر يقف المؤمن بسببيته عند من خلق الله نفسه؟؟ ولكن عند نفس النقطة التي يقف عندها المؤمن بوجود الإله هل يستطيع الملحد أن يوجد تفسير لظهور الوجود، ومن أين أتت المادة نفسها؟ هل الصدفة سبب مقنع؟
عفوًا، قد أرسلتُ مُداخلتي السَّابقة قبل الوقوف على إضافتكَ هذه. كما قلتُ سابقًا، العلم لا يملكُ –حتَّى الآن- إجابةً واضحةً حول سبب/أسباب نشوء الكون. وهنا يجب أن نكون دقيقين بالوجود شيء، والكون شيء آخر، لأنَّ الكون حادث، بينما الوجود أزلي. والكون حدث في الوجود. وكما قلتُ سابقًا –أيضًا- عدم معرفنا بالسَّبب لا يعني أبدًا صحَّة أي زعم ليس عليه دليل. نحن نعرف من أين أتت المادة التي نعرفها اليوم، فهي تولدت من الانفجار الكبير، ولكن من أين وكيف ولماذا حدث الانفجار الكبير هو السُّؤال الذي لم يقف العلم على إجابةٍ واحدة عليه حتَّى الآن. ولكن يهمني جدًا هنا اللجوء إلى القانون الأوَّل للميكانيكا الحراريَّة الذي ينص على أنَّ المادة لا تفنى ولا تُستحدث من عدم. فالانفجار جاء من مُفردة ثقالية Singularity وهذه المفردة الثقالية مادة، ولكن ماذا كان قبلها؟ لا نعرف. أي قانون كان يتحكم بها؟ لا نعرف. كل ما لدينا الآن هو مجموعة من الفرضيات التي لم تثبت بعد. للبروفيسور لورانس كراوس مبحث جيد هو هذا الأمر في كتابه (A Universe from Nothing) وهو يفترض فيها اللاشيء هو في حقيقته شيء، بمعنى أنَّ ما نعتقد أنَّه لاشيء "فراغ" هو في الحقيقة فراغ كوانتمي مليء بالجسيمات دون الذريَّة والكواركات، التي لا تخضع لقوانين الفيزياء التَّقليديَّة، والتي تظهر فجأة من العدم إلى الوجود ثم تختفي، وهو يقول إنَّ تراكم حركة هذه الجسيمات مع مرور الزَّمن قد ينتج "شيئًا" والفيديو المرفق يشرح الأمر بشكل أوضح، ولكن أنصح بقراءة الكتاب نفسه، فهو أجمل وأكثر تفصيلًا. أمَّا عن "الصُّدفة" فأنا أُفضِّل أن تشرح لي فهمكَ للصُّدفة قبل أن أُحاول الإجابة عليه نفيًا أو إيجابًا.
11-21-2015, 02:03 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
Quote: هل للملحد دليل على عدم وجود الاله الذي يرفضه جملة وتفصيلاً؟؟
لقد أوضحتُ ذلك يا عزيزي عندما قلتُ:
Quote: وهو يعتمد في ذلك على الأدلة "الماديَّة" المتوفرة، منها النُّصوص التي تُنسب لهذا الإله، ومنها الأسباب التَّاريخية، والمُحاكمات الأخلاقيَّة، ومنها المُحاكمات الفلسفيَّة كمُعضلة الشَّر التي صاغها أبيقور وغيرها
وأُضيف الآن: المُحاكمات المنطقيَّة، كما في تطبيق قانون عدم التَّعارض مع صفات الهويَّات المجهولة الوارد في المقال.
Quote: حتى البداهة التي تقول بإرتباط النتيجة المحسوسة بالسبب المحسوس عندي ليست سبباً كافياً لرفض لفكرة الإله. مثلاً الايمان المسيحي يقول بإتحادد اللاهوت بالناسوت في شخص السيد المسيح، وفعل أمامهم معجزات وبالتالي هم مؤمنين وفقاً لنفس مبدأ البداهة الذي تظهر فيه العلاقة بين النتيجة والسبب حسب ما فهمت من شرحك!! فهل وضعية زي دي كافية للملحد أن يؤمن؟؟؟
أنا شخصيًا يا عزيزي، لا أعتمد "الشَّهادات" الشَّخصيَّة كـ"دليل" فهل تكتفي أنتَ فعلًا بكلام شخص، يقول إنَّه رأى شخصًا مات ثم قام؟ أو أنَّ امرأة تلد دون اتصال جنسي مُباشرة/غير مُباشر مع ذكر؟ هل فعلًا بإمكاننا اعتماد "قولات" (أو شهادات) في تصديق أشياء ضد قوانين الطَّبيعة والفيزياء كهذه؟ وماذا عن الآخرين الذي رأوا ولم يُؤمنوا؟ عمومًا، أعتقد أنَّ اللجوء إلى "العقل" يقي الإنسان من الوقوع في فخ الخُرافات ويعصمه منها، وسيكون بإمكانه إدراك ذلك بسهولةٍ شديدة، لأنَّه سوف يكون حسَّاسًا جدًا تجاه ما لا يقبله العقل.
11-21-2015, 02:52 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
ما عارف يا هشام ربما ما قدرت أوصل ليك فكرتي أو ما قدرت انت تفهمني لكن علي كل حال مرحباً إلي حوار ثري ومفيد . وفي الحقيقة كنت متردد في الرد علي نقاط في ردك علي ما ظنيت البيتان فيها بفيد أي حوار فكري مثمر لكن ما دمت انت الإخترت كدا أنا من جانبي غلبت علي النفس الأمارة بالسوء ورأيت أن أتعرض لها بسرعة آملاً بأن لا تشغلنا عن المفيد والجدي في الموضوع فقبل الإنسراب لجوهر الحكاية بقيف في تعقيبك على ردي بأنه بوستك ما بناقش مسألة التدين! وبقول ليك :ولا مداخلتي بتناقش مسالة التدين! وأصلاً التدين هو حالة موغلة في الدين وأنا ما ناقشت حتى الدين كمقدمة ضرورية للتدين فمابالك بالتدين !! لم أصدر في المداخلة حتى من موقع متدين يدافع عن الله أو أديانه لكن العتب علي القلم (قلمي) لا الفهم (فهمك) بس أوعدك إني حأفصح حتى تتبين الخيط الأسود من الأبيض. بعدين أنا كتبت الفقرة التالية:
Quote: أنا إعتقد أن فكرة الحرية هي فكرة جوهرية في الأديان لكن الإشكال يكمن في أن أي فكرة علي عكس الواقعة تحبس دوماً في نص جامد وهذا الأمر يعتبر أهم إشكالات ومكائد الأيدلوجية لأنه يفتح آفاق للتأويل وعندما يكون أحد التاويلات محروس بسلطة ما تتحول فكرة الحرية إلي معاني القهر والتسلط وهذا حدث مع النص الديني والنص الماركسي وغيرها
فوصفت مفردة أعتقد وما تلاها وفي مجاملة مكارة بعبارة الأمنيات الطيبة وهي عبارة كثيراً ما تطلق في مقامات مجاملة التخرسات البائسة أو الساذجةً وفي ظني أنك تملك من الأدوات الناقدة لثيمة الحرية في الأديان ما يربأ بك عن الإنزلاق في تبخيس المفردة وحتى الإنشغال بها. لو كنت في محلك لضربتني بالحتة الفيها الحديدة وهي إشكالية الجبر والإختيار في الإيمان بدل وقوعك في الحفرة التي حفرتها لأخيك والسقوط إلى درك شرح النص والذي تعمدت أنا أن أورده كنص أدبي وليس نص قدسي ولكنك إخترت التحول من موقع المفكر لموقع المولانا فأخذتنا قسرة لداخل القرآن وانت الذي ندبت علينا ما سميته بالتدين!! والورطة هنا لو ان محاورك قبل بهذا التأسيس الجديد وأحضر لك عدة آيات أو أحاديث فصيحة في أي من الأديان تتحدث عن حرية الإعتقاد لا يمكنك حينها إخراج البغلة من الإبريق. بعدين منو القال ليك النص لا يفصل عن واقعه التاريخي وانت أديب؟ أمال الهرمونيطيقا وغيرها من أدوات المعنى دي وظيفتها شنو؟ ومعادلة الثابت والمتغير دي ما هي الأسست لمفهوم الإجتهاد النص ما دام محروس بمنهج يتحول إلي مرونة تمكن من تجاوزه في وضح النهار بدون الخروج عليه ودي الفكرة البستند عليها مدارس في الماركسية الآن في التنظير للديمقراطية وبستند عليها فقهاء ذي الترابي في فتواتهم الجديدة المثيرة للنقاش حأناقش بالتفصيل ردك لكن بس حكاية إنه هيوم رد على كانط دي جديدة علي!! وكمان كتبتها كأنك بتستنكر علي عدم الإطلاع على ما كتبه هيوم رادا به على كانط!! مش كان من باب أولى تستوثق من المعلومة قبل ما تكتبها؟ وين رد هيوم على كانط يا هشام؟
شكراً ياعزيزنا هشام على ردودك المحفزة على التفكير وعلى الإشارة للكتاب وجلب الفيديو..
طالما الملحد متأكد بأن هناك سبب للوجود ولكنه لا يعرف ماهيته كما تفضلت!
فنفس هذه الماهية المجهولة بالنسبة للملحد، يقول المؤمن بأنها هي الإله الخالق وعندما يعترض الملحد لعدم وجود دليل لإثبات وجود الخالق ويطالب بالدليل، فما الحل إذاً عندما يطالبك المؤمن بنفس المنطق ويقول لك آتيني بالدليل الذي يثبت عدم وجود خالق!!!
هكذا أرى الأمر يا هشام.. وعشان كدا ما قادر أقتنع بفكرة إثبات أو نفي وجود الإله بأدلة مادية محسوسة! الإيمان حسب فهمي البسيط ليهوا مبنى على تلك العاطفة الجياشة والشعور بالحوجة للإله والذي يفسر له معنى وجوده والى أين سيذهب! كما لا يمكن تأسيس الإيمان بناء على الفكر واعمال العقل والحسية!!
ولذلك من الصعوبة بمكان على العقل البشري أن يقبل فكرة أن حياته تفنى بشكل نهائي عند موته! ولذلك الأعداد المؤمنة أكثر من غير المؤمنين بوجود إله. وبالطبع الكثرة لا تعني الصحة ولكن هكذا هي طبيعة العقل البشري كما أعتقد.. الإيمان المبنى على العاطفة الشخصية يختلف كلياً عن أعمال العقل والحسية! وعشان كدا محاججة العاطفي بالعقلي الحسي هي محاججة عدمية وسوف لن تصل لنتيجة عندي لأن كليهما لا يستطيعان الإثبات أو النفي بأدلة مادية محسوسة!!
لك التحية مجدداً يا صديق لتحريك كيماويات الدماغ :)
11-21-2015, 03:23 AM
Muhib
Muhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084
سناري ...ساقني الفضول للبحث عن كانت وديفيد هيوم ..لم اجد ان الاثنان كتبوا ضد البعض او ردوا لبعضهم ولكن كثير من الكتاب لهم تحليلات ان الاثنان درسوا كتب بعضهم البعض ..مثلا ,,,
عن امانويل كانت وكيف ان هيوم حفز في التفكير لحل معضله معينه .
Quote: At age 46, Kant was an established scholar and an increasingly influential philosopher. Much was expected of him. In correspondence with his ex-student and friend Markus Herz, Kant admitted that, in the Inaugural Dissertation, he had failed to account for the relation between our sensible and intellectual faculties—he needed to explain how we combine sensory knowledge with reasoned knowledge, these being related but very different processes. He also credited David Hume with awakening him from "dogmatic slumber" (circa 1771).[30] Hume had stated that experience consists only of sequences of feelings, images or sounds. Ideas such as "cause", goodness, or objects were not evident in experience, so why do we believe in the reality of these؟ Kant felt that reason could remove this skepticism, and he set himself to solving these problems. He did not publish any work in philosophy for the next 11 years.
11-21-2015, 03:44 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
شكراً صديقي محب في الحقيقة كانت فلسفة كانط رداً مباشراً على هيوم وديكارت في نفس الوقت ليعالج مسألة الثنائية والعقلانية المحضة عند يكارت ومشكلة لا يقينية التجربة عند هيوم سأتعرض لهذا بتفصيل أكثر المهم فلسفة كانط هي جماع فلسفتي ديكارت وهيوم أي المثالية والمادية لذا إستند عليه فيورباخ والأخوان باور الذين إستند عليهم ماركس لكن هيوم لم يرد إطلاقاً على كانط وحتى نقد العقل الخالص صدر بعد وفاة هيوم. أما وصف كانط بالمثالي وغيرها من أوصاف أربأ بهشام أن يصف بها هذا العلم العلامة فسأتعرض لها في مداخلاتي
11-21-2015, 04:21 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
سأحاول يا هشام أن أختصر من هنا في المداخلات حتى يتركز النقاش في النقطة المعنية أراك تستنكر قولي بأن الإلحاد موقف لا عقلاني وكيف لي أن أستند على كانط في هذه المسألة وردي إستشهدت بكانط لأن طرحه في المسألة كان من أفضل المحاولات السابرة لغورها فهو يرى بأن لا الإلحاد ولا الإيمان مسألة عقلانية وهذا كما ذكرت لك كان موضوع كتابه نقد العقل ولسخرية القدر إن رأيه في نقد العقل وتبيان أن له حدود لا يجب أن يتجاوزها فيفتي في الغيبيات كان أخف مليون مرة من رأي هيوم في نقد العقل في نقده للغيبيات لم ينفي وجود الله من عدم وجوده لكنه رأى أن هذه المسألة تقع خارج شروط العقل وعرفها بعده ليفناس بدكتاتورية العقل أسس كانط لرؤيته هذه بالفصل بين الأشياء في ذاتها والأشياء فيما تبدو عليه ومسألة وجود الله تقع في نطاق الأشياء في ذاتها ولا يمكن للعقل الإنساني معرفة الأشياء في ذاتها.. ولتبسيط رؤيته لو سألنا خمسين بوردابياً عن هشام آدم لخرجنا علي الأقل بعشرة تصورات عن هشام آدم لأن عقول الحمسين بوردابي تدرك فقط الأشياء كما تبدو لها ولا سبيل عندها لأدراك الأشياء كما هي.. لذا لايبنتز المثالي ينفي حتي وجود عالم مادي ويعتبر كل ما هو خارج عقولنا أوهام تخلقها العقول وربما وجد في نظرية المغازل تصديقاً لما بدأ في زمن لايبنتز كلام الطير في الباقير..لآنه حسب هذه النظرية فالوحدة النهائية للمادة هي مغزل غير مادي
11-21-2015, 04:40 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
Quote: أن فيلسوفًا مثاليًا مثل كانط ينتقد منهج التَّفكير المادي، لأنَّه أراد أن يُوجد للميتافيزيقا موطئ قدم في النقاش المُحتدم بين الفلاسفة حول أسبقيَّة المادة أو الفكر إلى الوجود، وكان ذلك سهلًا ويسيرًا عليه وقتها، ولكن لسوء حظ كانط فإنَّ منهج التَّفكير المادي، لم يعد محصورًا فقط في الفلسفة، ولكنه أصبح منهجًا علميًا
كثيراً ما تختلط الأفهام والمفاهيم ويتداول الناس المختلط دون عميق بحث في مدلولاته وهنا يكتب الأخ هشام عن كانط أنه فيلسوف مثالي لأنه أراد أن يُوجد للميتافيزيقا موطئ قدم في النقاش المُحتدم بين الفلاسفة حول أسبقيَّة المادة أو الفكر إلى الوجود، وهذا هراء كانط المثالية التي وصف بها هي اشارة غير دقيقة للعقلانية الترسدنتالية على أساس أنه ينكر معرفة الأشياء في ذاتها ويثبت فقط الأشياء في مظاهرها لكنه على العكس رد على ديكارت الذي هو من حاول إيجاد موطيء قدم للميتافيزيقا في العقل يؤمن كانط إيماناًكاملاً بالعالم المادي وأنه مصدر الأفكار ولأول مرة يعرف العالم المادي تعريفاً لم يفلح من جاءوا بعده في تجاوزه لأنه عرفه بدلالات الزمان والمكان وقال أن كل ما لا يمكن بحثه في العالم المادي لا يمكن أن يصبح موضوعاً من مواضيع العقل والعقلانية
11-21-2015, 04:55 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
Quote: يرى أرى أنَّ هنالك مُشكلة كبيرة جدًا، في الرَّبط بين فكرة الإيمان والأخلاق، فهل ترى فعلًا أنَّ المُلحد هو شخص مُنعدم الأخلاق؟ أعني على أي أساس يُمكن الرَّبط بين الأخلاق وبين فكرة الإيمان بإله؟ الواقع –يا عزيزي- أنَّ هنالك فارقًا كبيرًا وواسعًا جدًا الوازع الديني الذي تُولده فكرة الإيمان، وبين الوازع الأخلاقي الذي يُولد معنا، وهو ما نُسميِّه بالفطرة السَّليمة؛ فالإنسان يُولد فعليًا عارفًا لماهية الخير والشَّر، ولكن فكرة الوازع الدِّيني هذه هي التي تجعل الإنسان مُرتبطًا بـ"نصوص
أيضاً يا هشام هنا إما إنني فشلت في توضيح ما أردت توضيحه أو إنك فهمتني غلط أنا ذكرت إنه كانط بعد ما فرغ من نظريته في أن الإيمان والإلحاد هما مسألة خارج حدود العقل أي لا عقلانية كتب كتاباً آخر بعنوان نقد العقل العملي بيّن فيه أن فكرة الإيمان لا تبحث جذورها في العقل ولكن تبحث في الحاجات العملية للإنسان ومن ضمنها الحاجة لنظام أخلاقي نافذ وطرح أفكاراً عديدة في هذا الإطار ليس البوست مناسباً لتناولها لا سيما فكرة الأخلاق كواجب المهم أن كانط رأى الأديان تقدم في هذا المضمار خدمة متميزة تبرر تأسيسها عملياً وأخلاقياً وقد عرضت من قبل ضمن بوستات عن الفكر الوجودي لا سيما الوجود والعدم لهايدجر والوجودية والإنسانية لجان بول سارتر طارحاً محاججاتهم في مسألة التأسيس الإلحادي للأخلاق بأنه على الوجودي المنطلق من مبدأ أن الوجود يسبق الماهية أن يؤسس أخلاقنه بأرادته خارج أي دين أو نظام وهذا لازال أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها المفكرون الملحدون، أي ضرورة إثبات هذه الإمكانية أنا شخصياً أومن بإمكانية تأسيس الأخلاق دينياً أو لا دينياً لكن ستبقي في الحالة الأخيرة إشكالية نسبية الأخلاق ولا نسبيتها
Quote: يُمكن الاستشهاد بها للتدليل على "الميتافيزيقا" أساسًا، ولعلنا فعليًا بحاجة إلى تفسير كلمة "ميتافيزيقا" حتَّى نعرف عن ماذا نتحدث وماذا نقصد تحديدًا عندما نقول "ميتافيزيقا" فالذَّرة والطَّاقة والغازات هي أجسام ماديَّة حتَّى وإن لم نستطع رؤيتها.
سأترك لك مهمة تفسير كلمة ميتافيزيقا لكن أرجوك رجاء خاصاً ببحث مفهوم الميتافيزيقا عند مارتن هايدجر حتى تندهش وتعرفنا أكثر عماذا نتحدث أن الطاقة مادة فدي معلومة مدهشة بالنسبة لي على كل حال عندما تخلص من البحث عن مدلول الميتافيزيقا ربما تستدرك لماذا أوردت أنا نظرية المغازل في سياقها
11-21-2015, 06:05 AM
عبدالحفيظ ابوسن
عبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319
تحياتي هشام وضيوفه ارجو ان لا تخرج مداخلتي عن سياق البوست قضية الايمان والالحاد لا يمكن وصفها في نظري الا انها تخضع للموقف الشخصي والتجربة الذاتية من خلال تماهي معارف الشخص وادراكه وتجربته هو شخصيا .. بمعني انه من الصعب اثبات وجود الله بشكل مادي او بالاصح من خلال فرضيات واثباتها .. لسبب بسيط جدا في نظري فالايمان امر غيبي خارج نطاق ادراك الحواس والمعارف الانسانية ... وفي الاسلام تحديدا فالايمان بالغيب امر ضروري جدا ومن اركان الايمان ( الايمان كمصطلح اسلامي ) . كما ان نفي وجود اله لشخص يؤمن بالاله من الاستحالة بمكان . لأن التفكير بنفيه من المحرمات فيتوقف العقل عند التابوهات .. واضرب مثالا بالكواكبي .. حين اصطدم بالمسلمات تراجع منطقه الفلسفي المحك الرئيسي عندي هل انا كمؤمن قادر علي تقبل الملحد والعكس الاسلام يفرض تعاملا محددا مع من لايؤمن بالله حتي في المشاركة في الطعام .. هذا بحسب كتب التراث الفقهي .. وهنا يأتي التدين الشخصي والفهم الشخصي الخاص جدا لحل هذا المعضلة .. انا لا اخفي تديني ولا ايماني المطلق بالاسلام .. ولكنه اسلام يخصني .. واهم مافي اسلامي حسب فهمي انه جعلني متسقا مع دواخلي .. احس بسكينة واستقرار ورضاء .. وهذا هو منطقي الوحيد للايمان بالله مع الشكر والتحية للجميع وارجو ان لا اكون مغردا خارج سرب البوست
11-21-2015, 07:45 AM
ahmedona
ahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562
Quote: وعلى هذا فالإلحاد كأي فكرة شخصيَّة خاضعٌ لقرارات الإنسان الشَّخصيَّة إن شاء احتفظ بها لنفسه، وإن شاء نشرها وأعلن عنها مُستخدمًا في ذلك حقَّه في حريَّة التَّعبير والرَّأي.
طبعاً يا هشام هذه رؤية عالم النفس البروفيسور بول فيتز بأن أغلب الملحدين نتيجة دوافع نفسية (psychological factors) - ولم يكن إلحادهم بدوافع فكرية ومنطقية.....
بمعنى أن هناك صدمة نفسية ما تعرضوا لها في مرحلة من مراحل حياتهم... قادتهم للإلحاد.
برجاء أن تُجمل أفكاركَ وأن تُوحِّدها في مُداخلة واحدة حتَّى تُسهِّل عليَّ المُتابعة والتَّعليق. سوف أقرأ مُداخلاتكَ وأعود للتعليق عليها لاحقًا. شكرًا لك
11-21-2015, 01:41 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
قرأتُ مُداخلاتكِ الواردة تِباعًا في الرَّد على مُداخلتي، والحق أنَّني جافيتُ الحقيقة فيما يتعلَّق برد ديفيد هيوم على كانط، وكنتَ مُحقًا تمامًا فيما يتعلَّق بهذا الأمر، ولعلَّه اختلط عليَّ الأمر بين كانط وديكارت، أو فيلسوف آخر تناوله ديفيد هيوم بالنَّقد، فأعتذر عن هذا الخطأ، وعلى أيَّة حال، فإنَّ إسهامات كانط في المجال الفلسفي قد تجاوزها الزَّمن بمراحل، فمنذ القرن السابع عشر وحتَّى القرن الحادي والعشرين هنالك جدالات فلسفيَّة كثيرة جدًا إمَّا أضافت على فلسفته أو تناولته بالنَّقد، والقفزات العلميَّة الكبيرة –بالفعل- جعلت الفلسفة المثاليَّة تتراجع كثيرًا. ولكن –يا عزيزي- كانط في كتابه كما تعلم قدَّم نقده للميتافيزيقا الكلاسيكيَّة، ولكنه لم يرفض الميتافيزيقا، بل حاول إعادة تقديمها بالدمج بينها وبين نظرية المعرفة أو تطبيقها على الميتافيزيقا، ورغم أنَّه فعليًا يربط معرفتنا بالطبيعة بالتجريب الحسي إلا أنَّه في الوقت ذاته أسس لما أسماه بالفهم القبلي، وهذا في حدَّ ذاته نقد للتجريب أو حتَى الاعتماد عليه في فهم العالم أو الطَّبيعة. وباختصار ودون تطويل يا عزيزي، العقل الذي يُؤمن بوجود "إله" أو أي كائن "مُتعالي" خارج حدود الطَّبيعة الماديَّة، فهو مثالي، وكانط كان مؤمنًا بوجود الإله، ومقولاته الفلسفيَّة –في رأيي- لم تكون سوى مُحاولة منه إلى تحييد العقل وهدم إقحامه في تناول القضايا الميتافيزيقيَّة، فما فعله كانط أنَّه قدَّم نقدًا للميتافيزيقا الكلاسيكية التي يُمكن دحضها بسهولة باستخدام العقل، وأسس لفهم جديد للميتافيزيقا بحيث تحميها من النقد العقلي المحض، وذلك بتحييد العقل، أمَّا عن محدوديَّة العقل البشري، فلو عدتُ إلى مقالي مرَّةً أُخرى لعرفتَ أنَّني أُقر به، ولكن لا يُمكننا الاعتماد على محدوديَّة العقل البشري في تفعيل دور الإيمان، ولهذا قلتُ في إحدى فقرات المقال:
Quote: فإنَّنا ببساطةٍ شديدةٍ نلجأ إلى معرفتنا الحسيَّة (مع التَّأكد على قصورها طبعًا)، لنعرف ما إذا كان لهذه الأشياء وجود فيها أم لا
وفي فقرةٍ أُخرى أضفتُ (وأرجو التَّركيز على ما داخل الأقواس):
Quote: الأمر عندها ببساطةٍ سوف يتطلَّب إثبات وجود هذه العوالم؛ حتَّى تُتاح لنا فرصة التَّصديق بإمكانيَّة وجود الفِيلة الورديَّة، والأسماك البرمائية، والجبال الذَّهبية ضمن هذه العوالم الجديدة (صارفين النَّظر عن إمكانيَّة التَّقاطع بين تلك العوالم غير الماديَّة وعالمنا المادي، وإثباتات ذلك، وأيضًا إمكانيَّة تكوين معرفةٍ حسيَّةٍ عن موجوداتٍ غير حسيَّةٍ أصلًا.)
الأمر هنا يا عزيزي مُتعلق بوجود تقاطعات بين العوالم الفيزيقيَّة والعوالم الميتافيزيقيَّة؛ فحتَّى لو افترضنا وجود عوالم ميتافيزيقيَّة، فهل هنالك إمكانيَّة فعلًا لحدوث تقاطع بينها وبين العوالم الفيزيقيَّة؟ حدوث هذا التَّقاطع يجعل من أحدهما جزءًا من الآخر؛ فإمَّا أنَّ العوالم الميتافيزيقيَّة ليست ميتافيزيقيَّة بدليل هذا التَّقاطع، وإمَّا أنَّا في عالمنا الفيزيقي جزء من العالم الميتافيزيقي، وهذا يُؤدي إلى النَّتيجة الأكثر غرابة وهي فيزيقيَّة العوالم المتافيزيقيَّة. وقبل أن أختم كلامي هنا، أود القول بأنَّ الاجتهادات الفلسفيَّة الآن لم يعد يُمكن التَّأويل عليها في بناء "معرفة"، وإنما يتم الاستفادة من المقولات الفلسفيَّة في بناء "تصوُّرات"، لأنَّ المعرفة هي ما يُمكن أن يتم اكتسابها عن طريق التَّجربة الحسيَّة، وهو ما لا يُمكن إنكاره، بينما الميتافيزيقا، يُمكن "التَّنظير" لها دون إمكانية اعتمادنا على هذا التَّنظير في بناء "معرفة". أمَّا بخصوص كون الغازات والذَّرات والطَّاقة موضوعات ماديَّة، فهذا أمرٌ يعود تمامًا إلى فهمنا للمادة ما إذا كان مُستمدًا من الفيزياء الكلاسيكيَّة، أم الفيزياء الحديثة (فيزياء مابعد أينشتاين ومعادلته حول تكافؤ المادة والطَّاقة E=mc²)
11-21-2015, 02:07 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
Quote: طالما الملحد متأكد بأن هناك سبب للوجود ولكنه لا يعرف ماهيته كما تفضلت!
فنفس هذه الماهية المجهولة بالنسبة للملحد، يقول المؤمن بأنها هي الإله الخالق وعندما يعترض الملحد لعدم وجود دليل لإثبات وجود الخالق ويطالب بالدليل، فما الحل إذاً عندما يطالبك المؤمن بنفس المنطق ويقول لك آتيني بالدليل الذي يثبت عدم وجود خالق!!
دعنا نستخدم المنطق العقلي البسيط، إذا دخلتَ غرفتكَ ورأيتها في حالة فوضى تامة، وسألتَ: "من أحدث هذه الفوضى." فقال الأوَّل: "ده البعَّاتي" وقال الثَّاني: "ما عندي فكرة!" فهل عدم امتلاك الثَّاني لإجابة تجعل إجابة الأوَّل مُعتمدة؟ هنالك واحدة فقط تجعل الإجابة هي: "نعم" هي أن تكون مؤمنًا بوجود البعاتي مُسبقًا، أو مُستعدًا نفسيًا، وثقافيًا لتقبُّل فكرة وجود "البعاتي". المُشكلة ليس في افتراض وجود ماهية لا يُمكن إثبات وجودها فحسب، فهنالك العديد جدًا من الكيانات مجهولة الهويَّة عبر التَّاريخ البشرية، لا يهتم أحدٌ بنفي وجودها: "كالعنقاء، والبيجاسوس، والتِّنين، وحوريَّة البحر وغيرها، ولكن المُشكلة في فكرة الله، هي افتراضها التَّواصل المُباشر مع البشر، والتَّحكم في مصيرهم، سواء قبل الموت أو بعد الموت، وهذه الفكرة تدخل أحيانًا لتُحدد شكل العلاقات بين المجموعات بين البشر، وحتَّى بين أفراد المجموعة البشريَّة الواحدة (رجال/نساء)، فتفرض علينا سلوكًا مُحددًا، ولباسًا مُحددًا، وتمنعنا من القيام بأشياء ووو إلخ. هنا تكمن المُشكلة. أمَّا عن مُطالبة المُلحد بالدَّليل، فهو في الحقيقة مطلبٌ غير مفهوم، على الأقل بالنسبة إليَّ، فما هو الادعاء الذي يدعيه المُلحد حتَّى يكون مُطالبًا بتقديم دليلٍ عليه؟ ثمَّ كيف لأيِّ شخصٍ أن يُقدِّم دليلًا ماديًا على النَّفي؟ إذا قلتُ لكَ أنَّ هنالك مدينة غير مرئيَّة موازية لمدينة الخرطوم تعيش عليها كائنات غير مرئيَّة أيضًا، دون أن أٌقدِّم أي دليل، فهل تستطيع أنتَ أن تنفي وجود هذه المدينة غير المرئيَّة؟ هل عجزكَ عن تقديم دليل ينفي وجود هذه المدينة غير المرئيَّة يجعل المدينة موجودة فعلًا؟
معكَ حق تمامًا، في أنَّ أساس الإيمان هو "العاطفة" والاحتياج إلى "الله"، ولكن الطَّبيعة والعالم لا يسيران على هذا النَّحو يا عزيزي، فمُجرَّد رغبتكَ في أن تكون هنالك حياة بعد الموت، بسبب أنَّ لديك نزوع للبقاء والخلود، لا يجعل الأمر حقيقة، وأنا أعتقد أنَّ الخوف من الموت ومما بعد الموت ورغبتنا "الذاتيَّة" في ألا ننتهي بعد موتنا، وأن نعود مرَّة أُخرى هي المنابع النفسية الأكثر قوةً وتأثيرًا في خلق فكرة الله. وهنالك كتاب ماتع جدًا للمُفكر السُّوري فراس السَّواح اسمه (دين الإنسان – بحث في ماهية الدين ومنشأ الدَّافع الديني) أنصحكَ بقراءته فقد يُضيء لكَ بعض النِّقاط الهامة حول هذا الموضوع.
-------- (هل تُصدِّق أنَّني فعلًا أرغب في أن تكون هنالك حياةٌ أُخرى بعد الموت، ولكن رغبتي هذه ليست كافية لجعل أؤمن بأنَّ هذه الفكرة حقيقيَّة)
11-21-2015, 01:45 PM
عوض الشيخ حامد العوض
عوض الشيخ حامد العوض
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 311
Quote: عفوًا، قد أرسلتُ مُداخلتي السَّابقة قبل الوقوف على إضافتكَ هذه. كما قلتُ سابقًا، العلم لا يملكُ –حتَّى الآن- إجابةً واضحةً حول سبب/أسباب نشوء الكون. وهنا يجب أن نكون دقيقين بالوجود شيء، والكون شيء آخر، لأنَّ الكون حادث، بينما الوجود أزلي. والكون حدث في الوجود. وكما قلتُ سابقًا –أيضًا- عدم معرفنا بالسَّبب لا يعني أبدًا صحَّة أي زعم ليس عليه دليل. نحن نعرف من أين أتت المادة التي نعرفها اليوم، فهي تولدت من الانفجار الكبير، ولكن من أين وكيف ولماذا حدث الانفجار الكبير هو السُّؤال الذي لم يقف العلم على إجابةٍ واحدة عليه حتَّى الآن. ولكن يهمني جدًا هنا اللجوء إلى القانون الأوَّل للميكانيكا الحراريَّة الذي ينص على أنَّ المادة لا تفنى ولا تُستحدث من عدم. فالانفجار جاء من مُفردة ثقالية Singularity وهذه المفردة الثقالية مادة، ولكن ماذا كان قبلها؟ لا نعرف. أي قانون كان يتحكم بها؟ لا نعرف. كل ما لدينا الآن هو مجموعة من الفرضيات التي لم تثبت بعد. للبروفيسور لورانس كراوس مبحث جيد هو هذا الأمر في كتابه (A Universe from Nothing) وهو يفترض فيها اللاشيء هو في حقيقته شيء، بمعنى أنَّ ما نعتقد أنَّه لاشيء "فراغ" هو في الحقيقة فراغ كوانتمي مليء بالجسيمات دون الذريَّة والكواركات، التي لا تخضع لقوانين الفيزياء التَّقليديَّة، والتي تظهر فجأة من العدم إلى الوجود ثم تختفي، وهو يقول إنَّ تراكم حركة هذه الجسيمات مع مرور الزَّمن قد ينتج "شيئًا" والفيديو المرفق يشرح الأمر بشكل أوضح، ولكن أنصح بقراءة الكتاب نفسه، فهو أجمل وأكثر تفصيلًا. أمَّا عن "الصُّدفة" فأنا أُفضِّل أن تشرح لي فهمكَ للصُّدفة قبل أن أُحاول الإجابة عليه نفيًا أو إيجابًا.
لا احد من علماء الكونيات مهما كانت فكرته عن وجود الاله او عدمه يستطيع ان يفند الظروف التي ادت الى بداية الكون وهي نشوء الكون من مفردة وان اختلفت التفاصيل في وصف هذه المفردة التي يختلط فيها الزمان والمكان وتوصف بعدد كبير من الابعاد الزمكانية كما ناقشتها نظرية التناظر الفائق ولاحقا نافشتها نظرية الاوتار الفائقة بتقارب رياضي مختلف ولكنه يؤدي الى نفس النتائج وهي ان مادة الكون نشأ من عمليات كمومية وهي تأثير مبدا هايزنبيرج الذي ادى بدورة للاضطرابات في المجال ونشأت عنها الجسيمات الاولية اللبنات الاولى للكون ليس هذا هو المهم المهم بعد ذلك ملاحظة الفيزيائيين النظريين التوافق الدقيق لقيم الثوابت الكونية والتي لو اختلفت بمقدار ضئيل جدا لما نشا الكون من الاساس ولاختلت الشروط الابتدائية لنشوء الكون وبالتالي لابد ان تكون بنفس القيم هذه النظرية تعرف ب(الضبط الدقيق ) للكون ولا غبار على صحته ويشير الضبط الدقيق (fine tuning) مباشرة لوجود خالق للكون . اصحاب الالحاد العلمي لم يستطيعو اثبات عدم صحة هذه النظرية واقرو ان صحتها تعني فعلا وجود خالق ولذلك استنبطو طريقة اخرى للخروج من هذا المأزق وهي نظرية الكون المتعدد تنص هذه النظرية الى ان هناك اكوان اخرى خرجت من العدم بنفس الطريقة التي خرج بها كوننا ولكن هذه الاكوان لها قوانين خاصة بها وتختلف قيم الثوابت التي تتبع للضبط الدقيق عن قيمها الحالية وبالتالي تنهار نظرية الضبط الدقيق ويتحول الضبط الدقيق الى صدفة كونية نظرية الكون المتعدد التي افترضها الملاحدة لا سبيل ابدا لاثباتها ولا احد يستطيع اثبات وجود اكوان اخرى ابدا مهما بلغت التقنية الموجودة لدية وبالتالي هرب الملاحدة من وهم الاله الى صناعة اكوان لا يستطيعون اثبات وجودها ابدا اليس هذا تناقضا ؟ هل لجأ الملحدون الى اساليب تشبه اساليب المتدينين لاثبات نظريتهم حول الالحاد ؟
فيما يلي جزء من نتائج نظرية الضبط الدقيق للثوابت الفيزيائية
• weak nuclear force constant if larger: too much hydrogen would convert to helium in big bang; hence, stars would convert too much matter into heavy elements making life chemistry impossible if smaller: too little helium would be produced from big bang; hence, stars would convert too little matter into heavy elements making life chemistry impossible
• gravitational force constant if larger: stars would be too hot and would burn too rapidly and too unevenly for life chemistryif smaller: stars would be too cool to ignite nuclear fusion; thus, many of the elements needed for life chemistry would never form
• electromagnetic force constant if greater: chemical bonding would be disrupted; elements more massive than boron would be unstable to fission if lesser: chemical bonding would be insufficient for life chemistry
• ratio of electromagnetic force constant to gravitational force constant if larger: all stars would be at least 40% more massive than the sun; hence, stellar burning would be too brief and too uneven for life support if smaller: all stars would be at least 20% less massive than the sun, thus incapable of producing heavy elements • ratio of electron to proton mass if larger: chemical bonding would be insufficient for life chemistry if smaller: same as above • ratio of number of protons to number of electrons if larger: electromagnetism would dominate gravity, preventing galaxy, star, and planet formation if smaller: same as above • expansion rate of the universe if larger: no galaxies would form if smaller: universe would collapse, even before stars formed • entropy level of the universe if larger: stars would not form within proto-galaxies if smaller: no proto-galaxies would form • mass density of the universe if larger: overabundance of deuterium from big bang would cause stars to burn rapidly, too rapidly for life to form if smaller: insufficient helium from big bang would result in a shortage of heavy elements • velocity of light if faster: stars would be too luminous for life support if slower: stars would be insufficiently luminous for life support • age of the universe if older: no solar-type stars in a stable burning phase would exist in the right (for life) part of the galaxy if younger: solar-type stars in a stable burning phase would not yet have formed • initial uniformity of radiation if more uniform: stars, star clusters, and galaxies would not have formed if less uniform: universe by now would be mostly black holes and empty space • average distance between galaxies if larger: star formation late enough in the history of the universe would be hampered by lack of material if smaller: gravitational tug-of-wars would destabilize the sun's orbit • density of galaxy cluster if denser: galaxy collisions and mergers would disrupt the sun's orbit if less dense: star formation late enough in the history of the universe would be hampered by lack of material • average distance between stars if larger: heavy element density would be too sparse for rocky planets to form if smaller: planetary orbits would be too unstable for life
تحياتي هشام آدم
11-21-2015, 02:13 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
أنا أتفق معكَ تمامًا، الإيمان والإلحاد هي أفكار شخصيَّة بالطَّبع، ومن الجيِّد أنَّ يكون هنالك تعايش سلمي بين أصحاب الأفكار المُختلفة والمُتعارضة، ولكن عندما تخرج الفكرة من إطارها الشَّخصي إلى العلن، تُصبح موضوعًا للنَّقد والتُّفنيد، فأنتَ حُرٌ أن تُؤمن بأي شيء، ولكن عندما تُعلن إيمانكَ هذا بشكلٍ علني، سيتولَّد عن هذا أن تكون فكرتكَ محل نقد من الآخرين، فإمَّا أن تثبتَ أو أن تفشل، ومن حقكَ أيضًا الاحتفاظ بإيمانكَ أيًا كانت نتيجة هذا النَّقد.
مودتي لك
11-21-2015, 02:23 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
Quote: طبعاً يا هشام هذه رؤية عالم النفس البروفيسور بول فيتز بأن أغلب الملحدين نتيجة دوافع نفسية (psychological factors) - ولم يكن إلحادهم بدوافع فكرية ومنطقية..... بمعنى أن هناك صدمة نفسية ما تعرضوا لها في مرحلة من مراحل حياتهم... قادتهم للإلحاد
طبعًا هذا رأيه الشَّخصي، ومبلغ علمه وقُدرته، وهذا أمرٌ يخصُّه فكثيرون أيضًا اعتبروا المثليَّة الجنسيَّة مرضًا نفسيًا، ولكن هذا لا يُغيِّر في الأمر شيئًا، فلا المثليَّة الجنسيَّة ولا الإلحاد مُنصنفان كمرض نفسي حسب مُؤسسات الصِّحة النَّفسيَّة العالميَّة. وإن أردتَ أن تكتفي بهذا الرَّأي فأنتَ وذلك، ولكن هذا الرَّأي -من النَّاحية- العلميَّة لا قيمة له
11-21-2015, 02:24 PM
Muhib
Muhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084
Quote: بأنه على الوجودي المنطلق من مبدأ أن الوجود يسبق الماهية أن يؤسس أخلاقنه بأرادته خارج أي دين أو نظام وهذا لازال أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها المفكرون الملحدون، أي ضرورة إثبات هذه الإمكانية أنا شخصياً أومن بإمكانية تأسيس الأخلاق دينياً أو لا دينياً لكن ستبقي في الحالة الأخيرة إشكالية نسبية الأخلاق ولا نسبيتها
شكرا سناري هذا كلام فيه صدق اكاديمي وفلسفي في كتاب مسيحين فلاسفه استخدموا هذه النقطه بطريقه جيده
11-21-2015, 02:32 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
Quote: هذه النظرية تعرف ب(الضبط الدقيق ) للكون ولا غبار على صحته ويشير الضبط الدقيق (fine tuning) مباشرة لوجود خالق للكون
سأفترض أنَّكَ تعني بـ"الخالق" هنا كيانًا غير مادي عاقل، وفي حال كان افتراضي سليمًا، فسؤالي هو: كيف توصلتَ مباشرةً إلى هذا الرَّبط المنطقي بين وجود "ضبط دقيق" ووجود "خالق"؟ أعني على مبدأ عقلي أو علمي تستند تحديدًا في تحديد "ماهيَّة" هذا الخالق؟
11-21-2015, 02:55 PM
عبدالحفيظ ابوسن
عبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319
تشكر هشام اهم ما اقصده اعلاه استحالة نفي وجود اله استنادا علي الحجج المنطقية العقلية .. واستحالة اثبات وجوده بذات الحجج فليس كل مافي الكون يمكن اخضاعة للتجريب والحجج العلمية المشاعر مثلا .. احساس الفرح والحزن والنشوي فأن قلت ماهم الا عبارة عن تحرك انزيمات من خلال تحفيز المخ مثلا كما اثبت .. فأقول اني اشعر في داخلي ان الله معي وينعكس ذلك طمأنينة في داخلي ..ماهيته لا ادركها ولكني اقول اؤمن بقوله وبحفظه له وعوني . وان قلت تلك المشاعر لا تخضع للمنطق العلمي التجريبي تكون قد نفيت منطقك ثم ما رأيك في عالم الحلم .. مع اكيد التقدير
11-21-2015, 03:09 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
عالم الأحلام الأن دخل مجال العلوم التجريبيَّة، وقد قرأتُ من قبل أبحاثًا علميَّة حول هذا الموضوع، ولكن الغريب في الأمر أنَّ الإنسان تجاوز إلى فكرة "الله" عبر فكرة الأحلام! عمومًا هنالك مقالات كثيرة تضع تفسيرات علمية للحلم ومن بينها مقال بعنوان (The Science Behind Dreaming) على موقع scientificamerican يُمكن الرجوع إليه أو البحث في محركات البحث حول هذا الموضوع فالمقالات حول هذا الأمر كثيرة جدًا
11-21-2015, 03:53 PM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
مرحباً أخي هشام، أنا من السطر الأول من مداخلتك الأولى، أدركت أن الطريق إلى قلبك ما يزال مسدودا، فأنت تتحدث عن الإله باعتباره شيئاً من الأشياء، بينما الفكرة المنطقية للإله أنّه خالق الأشياء!
وكنت أفضل مواصلة الاستمتاع بالحوار الشيق بينك وبين الأخ الدكتور ماجد السناري، لكن جذبتني هذه الفقرة من كلامك:
Quote: الأمر هنا يا عزيزي مُتعلق بوجود تقاطعات بين العوالم الفيزيقيَّة والعوالم الميتافيزيقيَّة؛ فحتَّى لو افترضنا وجود عوالم ميتافيزيقيَّة، فهل هنالك إمكانيَّة فعلًا لحدوث تقاطع بينها وبين العوالم الفيزيقيَّة؟ حدوث هذا التَّقاطع يجعل من أحدهما جزءًا من الآخر؛ فإمَّا أنَّ العوالم الميتافيزيقيَّة ليست ميتافيزيقيَّة بدليل هذا التَّقاطع، وإمَّا أنَّا في عالمنا الفيزيقي جزء من العالم الميتافيزيقي، وهذا يُؤدي إلى النَّتيجة الأكثر غرابة وهي فيزيقيَّة العوالم المتافيزيقيَّة. وقبل أن أختم كلامي هنا، أود القول بأنَّ الاجتهادات الفلسفيَّة الآن لم يعد يُمكن التَّأويل عليها في بناء "معرفة"، وإنما يتم الاستفادة من المقولات الفلسفيَّة في بناء "تصوُّرات"، لأنَّ المعرفة هي ما يُمكن أن يتم اكتسابها عن طريق التَّجربة الحسيَّة، وهو ما لا يُمكن إنكاره، بينما الميتافيزيقا، يُمكن "التَّنظير" لها دون إمكانية اعتمادنا على هذا التَّنظير في بناء "معرفة". أمَّا بخصوص كون الغازات والذَّرات والطَّاقة موضوعات ماديَّة، فهذا أمرٌ يعود تمامًا إلى فهمنا للمادة ما إذا كان مُستمدًا من الفيزياء الكلاسيكيَّة، أم الفيزياء الحديثة (فيزياء مابعد أينشتاين ومعادلته حول تكافؤ المادة والطَّاقة E=mc²)
فالنتيجة الأكثر غرابةً التي تضمّنها الكلام أعلاه، أنا أعتقد أنّها من الحقائق الثابتة جداً في القرآن الكريم، فالأصل في الوجود كلّه هو الفيزيقا، ليس هناك إلا الفيزيقا! والميتافيزيقا ليست سوى إشارة إلى الأمور التي لم نتمكن بعد من إدراكها إدراكاً حسيّاً مباشراً!
الميتافيزيقا لا وجود لها إلا في أفكارنا واعتقاداتنا وسلوكنا التعبدي!
بالطبع لا أنكر الميتافيزيقا!
لكن أقول هي جزء من الفيزيقا!
وكلامك عن أن كانط قد صار نقشاً قديماً، غير مقنع! فدعك من كانط، أرسطو نفسه ما يزال يعيش بيننا بفكره ووعيه الإنساني! وفلسفته المتجددة والمفتوحة لقراءات متعدّدة!
وتحياتي واحترامي
11-21-2015, 04:14 PM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
نسيت أنبهك برضو لأنه نقد العقل الخالص (أو المحض كما يترجم أحياناً) صدر في نهاية القرن الثامن عشر وليس بداية القرن السابع عشر لأنه في ذلك الوقت لم يولد لا كانط ولا أبوه. كتبت ردي في نقاط لأنه وكما تعلم فإن المفاهيم الفلسفية معقدة ويسهل تناولها نقطة نقطة ويمكنك إجمال الرد علي هذه المداخلات في مداخلة واحدة إن شئت أو إنتخاب أيّاً منها لا سيما مفهوم الميتافيزيقيا وقد طلبت منك مراجعة هذا المفهوم عند أهم قطب فلسفي في القرن العشرين مارتن هايدجر حتى تندهش من الخلط الذي يقع فيه مثلك الكثيرون
Quote: وعلى أيَّة حال، فإنَّ إسهامات كانط في المجال الفلسفي قد تجاوزها الزَّمن بمراحل، فمنذ القرن السابع عشر وحتَّى القرن الحادي والعشرين هنالك جدالات فلسفيَّة
لا أتفق معك على الإطلاق ولا يقول هذا شخص ملم بالفلسفة فغالب الفلسفة الحديثة إستندت على كانط و إن خطت بإتجاهات أخرى فهلا وضحت لي أياً في إسهامات كانط تجاوزها الزمن بمرحلة واحدة
Quote: ولكنه يربط لم يرفض الميتافيزيقا، بل حاول إعادة تقديمها بالدمج بينها وبين نظرية المعرفة أو تطبيقها على الميتافيزيقا، ورغم أنَّه فعليًا معرفتنا بالطبيعة بالتجريب الحسي إلا أنَّه في الوقت ذاته أسس لما أسماه بالفهم القبلي، وهذا في حدَّ ذاته نقد للتجريب أو حتَى الاعتماد عليه في فهم العالم أو الطَّبيعة
برضو كلام غلط وبرضو لو رجعت لمفهوم الميتافيزيقا الهايدجري لما كتبت عن الدمج بينها وبين نظرية المعرفة وحكاية إنه الفهم القبلي نقد للتجريب دي كتيرة
Quote: . وباختصار ودون تطويل يا عزيزي، العقل الذي يُؤمن بوجود "إله" أو أي كائن "مُتعالي" خارج حدود الطَّبيعة الماديَّة، فهو مثالي، وكانط كان مؤمنًا بوجود الإله،
هل كان كانط يؤمن بوجود إله خارج حدود الطبيعة المادية يا هشام أم كان يؤمن بضرورة أخلاقية وعملية للأديان؟
11-21-2015, 04:42 PM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
Quote: ولكن لا يُمكننا الاعتماد على محدوديَّة العقل البشري في تفعيل دور الإيمان
كانط لم يقل أبداً بأننا يجب أن نؤمن بسبب محدودية العقل بل قال دا براه ودا براه ولا يمكن أن يفتي العقل لا في الإيمان لا في الإلحاد وكانط رده الشهير علي الدليل الألطولوجي علي وجود الله الذي طوره ديكارت من آنسلم
Quote: الأمر هنا يا عزيزي مُتعلق بوجود تقاطعات بين العوالم الفيزيقيَّة والعوالم الميتافيزيقيَّة؛ فحتَّى لو افترضنا وجود عوالم ميتافيزيقيَّة، فهل هنالك إمكانيَّة فعلًا لحدوث تقاطع بينها وبين العوالم الفيزيقيَّة؟ حدوث هذا التَّقاطع يجعل من أحدهما جزءًا من الآخر؛ فإمَّا أنَّ العوالم الميتافيزيقيَّة ليست ميتافيزيقيَّة بدليل هذا التَّقاطع، وإمَّا أنَّا في عالمنا الفيزيقي جزء من العالم الميتافيزيقي، وهذا يُؤدي إلى النَّتيجة الأكثر غرابة وهي فيزيقيَّة العوالم المتافيزيقيَّة
نعم تقول نظرية المغازل لا سيما في أعلى أطوارها الطور الميمي بهذا الأمر حيث ينتهي عندها الأمر بالذرة المادية وهي أساس الخلايا التي تكون أجسامنا والعالم إلي مكونات غير مادية وهذا عضد فكرة الفيلسوف المثالي لاينتز عن حقيقة العالم
Quote: هنا، أود القول بأنَّ الاجتهادات الفلسفيَّة الآن لم يعد يُمكن التَّأويل عليها في بناء "معرفة"، وإنما يتم الاستفادة من المقولات الفلسفيَّة في بناء "تصوُّرات"، لأنَّ المعرفة هي ما يُمكن أن يتم اكتسابها عن طريق التَّجربة الحسيَّة، وهو ما لا يُمكن إنكاره، بينما الميتافيزيقا، يُمكن "التَّنظير" لها دون إمكانية اعتمادنا على هذا التَّنظير في بناء "معرفة
هل يعقل أن يتحدث شخص عن المعرفة الحسية ويتحدث عن فصلها عن الفلسفة يعني خلاص نرمي هيوم في كوشة المعرفة اللاحسية طيب حنعمل شنو مع الوضعية المنطقية اللي قامت عليها الصناعة والتكنولوجيا الحديثة كدي أرجع لكارل بوبر
Quote: أمَّا بخصوص كون الغازات والذَّرات والطَّاقة موضوعات ماديَّة، فهذا أمرٌ يعود تمامًا إلى فهمنا للمادة ما إذا كان مُستمدًا من الفيزياء الكلاسيكيَّة، أم الفيزياء الحديثة (فيزياء مابعد أينشتاين ومعادلته حول تكافؤ المادة والطَّاقة E=mc²)
إينشتاين قال بتوحيد الزمان في المكان لإيجاد تفسير للجاذبية ولم يقل بأن الكتلة هي الطاقة وإلا كانت هنالك معادلة من أساسه إحتمال تناول ماكس بلانك في ميكانيك الكم للطبيعة الموجية للذرة يفيدك أكثر هنا
11-21-2015, 05:09 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
في مرحلةٍ ما من مراحل التَّاريخ البشري كانت الفلسفة هي مصدر المعرفة الوحيد تقريبًا المُتوفر والذي يُمكن الاعتماد عليه؛ ولذا كان الفلاسفة هم "علماء" العصر، وهم الحُكماء والأطباء، والفلكيون والمُنظرون للسياسة والاقتصاد وغيرها، ولكن في عصرنا الحالي تراجع دور الفلسفة كثيرًا من تلك المرتبة. الفلسفة لا يجدر بها الإجابة على التَّساؤلات، لأنَّها فعليًا لا تعمل إلا على خلق التَّساؤلات، فعلى سبيل المثال، لا يُمكنكَ أنَّ تفترض وجود إله استنادًا إلى مقولات فلسفيَّة، على اعتبار أنَّ المقولات الفلسفيَّة هي إجابة في حد ذاتها. النِّقاشات الفلسفيَّة لا معنى لها إطلاقًا إزاء الحقائق الماديَّة والتَّجريبيَّة. ولهذا نجد عالمًا مثل البروفيسور لورنس كراوس (الذي أشرتُ إليه في مُداخلةٍ سابقة من قبل) قال في إحدى مناظراته:
so if time doesn't exist at all, the sense of cause doesn't even make sense, and this is the key point in science we've to realize that our common sense notion sometimes go out the window. when we observe the facts they have causes, but at the beginning of time, when time itself may have coming to existence, then that question becomes a bad question. philosophers can debate it, people can write it down but it doesn't matter.
الآن لا أحد يعتمد على الفلسفة لتكوين معارف أو حقائق، فالفلسفة تبحث عن الحقيقة ولا تُجيب عنها، من يُجيب عنها فعليًا هو العلم التَّجريبي، وإزاء حقائق العلوم التَّجريبيَّة لا يُصبح للمقولات الفلسفيَّة أيَّة قيمةٍ تُذكر، فبصرف النَّظر عمَّا تقوله الفلسفة أو الفلاسفة حول "الغازات" أو "الطَّاقة" فهي أشياء ماديَّة، وأنا في الحقيقة أستغرب من موقفكَ من معادلة أينشتاين التي تُسمَّى معادلة تكافؤ الكُتلة والطَّاقة (Mass–energy #####alence) والتي تم التعبير عنها في الأوساط العلميَّة بأنها المُعادل الرياضي لفكرة أنَّ المادة والطَّاقة وجهان لعُملة واحدة. ما خلُصتُ إليه من نقاشي معكَ حتَّى الآن، هو أنَّ ثمَّة نزاعًا ما بين الفلسفة والعلوم التَّجريبيَّة، والحقيقة أنَّ ثمَّة عملية تكامليَّة بينهما، فالفلسفة تسند العلم، والعلم يُعطي ويدعم المقولات الفلسفيَّة بالأدلة، ومن أجل هذا كان فرع في الفلسفة اسمه "فلسفة العلوم"، أمَّا الفلسفة المثالية التي يُمكنها أن تتعارض مع العلوم من حيث أنَّ تُقدِّم موضوعات لا يُمكن إخضاعها للتجريب؛ وبالتَّالي البت فيها، فهي ليست محل اعتبار؛ ولهذا فإنَّ "الله" والميتافيزيقا عمومًا خارجٌ تمامًا عن مجال العلم.
أمَّا عن محاولات الرَّبط بين الإيمان والأخلاق، فهي محاولات غريبة وغير مفهومة –على الأقل بالنسبة إليَّ- ويجدر بي أن أسمع منك وجهة نظركَ أنتَ حول ضرورة الإيمان في خلق معايير أخلاقيَّة، قبل أن أدلو بدلوي في هذا الأمر
سأحاول يا هشام أن أختصر من هنا في المداخلات حتى يتركز النقاش في النقطة المعنية أراك تستنكر قولي بأن الإلحاد موقف لا عقلاني وكيف لي أن أستند على كانط في هذه المسألة وردي إستشهدت بكانط لأن طرحه في المسألة كان من أفضل المحاولات السابرة لغورها فهو يرى بأن لا الإلحاد ولا الإيمان مسألة عقلانية وهذا كما ذكرت لك كان موضوع كتابه نقد العقل ولسخرية القدر إن رأيه في نقد العقل وتبيان أن له حدود لا يجب أن يتجاوزها فيفتي في الغيبيات كان أخف مليون مرة من رأي هيوم في نقد العقل في نقده للغيبيات لم ينفي وجود الله من عدم وجوده لكنه رأى أن هذه المسألة تقع خارج شروط العقل وعرفها بعده ليفناس بدكتاتورية العقل أسس كانط لرؤيته هذه بالفصل بين الأشياء في ذاتها والأشياء فيما تبدو عليه ومسألة وجود الله تقع في نطاق الأشياء في ذاتها ولا يمكن للعقل الإنساني معرفة الأشياء في ذاتها.. ولتبسيط رؤيته لو سألنا خمسين بوردابياً عن هشام آدم لخرجنا علي الأقل بعشرة تصورات عن هشام آدم لأن عقول الحمسين بوردابي تدرك فقط الأشياء كما تبدو لها ولا سبيل عندها لأدراك الأشياء كما هي.. لذا لايبنتز المثالي ينفي حتي وجود عالم مادي ويعتبر كل ما هو خارج عقولنا أوهام تخلقها العقول وربما وجد في نظرية المغازل تصديقاً لما بدأ في زمن لايبنتز كلام الطير في الباقير..لآنه حسب هذه النظرية فالوحدة النهائية للمادة هي مغزل غير مادي
Quote: أن فيلسوفًا مثاليًا مثل كانط ينتقد منهج التَّفكير المادي، لأنَّه أراد أن يُوجد للميتافيزيقا موطئ قدم في النقاش المُحتدم بين الفلاسفة حول أسبقيَّة المادة أو الفكر إلى الوجود، وكان ذلك سهلًا ويسيرًا عليه وقتها، ولكن لسوء حظ كانط فإنَّ منهج التَّفكير المادي، لم يعد محصورًا فقط في الفلسفة، ولكنه أصبح منهجًا علميًا
كثيراً ما تختلط الأفهام والمفاهيم ويتداول الناس المختلط دون عميق بحث في مدلولاته وهنا يكتب الأخ هشام عن كانط أنه فيلسوف مثالي لأنه أراد أن يُوجد للميتافيزيقا موطئ قدم في النقاش المُحتدم بين الفلاسفة حول أسبقيَّة المادة أو الفكر إلى الوجود، وهذا هراء كانط المثالية التي وصف بها هي اشارة غير دقيقة للعقلانية الترسدنتالية على أساس أنه ينكر معرفة الأشياء في ذاتها ويثبت فقط الأشياء في مظاهرها لكنه على العكس رد على ديكارت الذي هو من حاول إيجاد موطيء قدم للميتافيزيقا في العقل يؤمن كانط إيماناًكاملاً بالعالم المادي وأنه مصدر الأفكار ولأول مرة يعرف العالم المادي تعريفاً لم يفلح من جاءوا بعده في تجاوزه لأنه عرفه بدلالات الزمان والمكان وقال أن كل ما لا يمكن بحثه في العالم المادي لا يمكن أن يصبح موضوعاً من مواضيع العقل والعقلانية
Quote: يرى أرى أنَّ هنالك مُشكلة كبيرة جدًا، في الرَّبط بين فكرة الإيمان والأخلاق، فهل ترى فعلًا أنَّ المُلحد هو شخص مُنعدم الأخلاق؟ أعني على أي أساس يُمكن الرَّبط بين الأخلاق وبين فكرة الإيمان بإله؟ الواقع –يا عزيزي- أنَّ هنالك فارقًا كبيرًا وواسعًا جدًا الوازع الديني الذي تُولده فكرة الإيمان، وبين الوازع الأخلاقي الذي يُولد معنا، وهو ما نُسميِّه بالفطرة السَّليمة؛ فالإنسان يُولد فعليًا عارفًا لماهية الخير والشَّر، ولكن فكرة الوازع الدِّيني هذه هي التي تجعل الإنسان مُرتبطًا بـ"نصوص
أيضاً يا هشام هنا إما إنني فشلت في توضيح ما أردت توضيحه أو إنك فهمتني غلط أنا ذكرت إنه كانط بعد ما فرغ من نظريته في أن الإيمان والإلحاد هما مسألة خارج حدود العقل أي لا عقلانية كتب كتاباً آخر بعنوان نقد العقل العملي بيّن فيه أن فكرة الإيمان لا تبحث جذورها في العقل ولكن تبحث في الحاجات العملية للإنسان ومن ضمنها الحاجة لنظام أخلاقي نافذ وطرح أفكاراً عديدة في هذا الإطار ليس البوست مناسباً لتناولها لا سيما فكرة الأخلاق كواجب المهم أن كانط رأى الأديان تقدم في هذا المضمار خدمة متميزة تبرر تأسيسها عملياً وأخلاقياً وقد عرضت من قبل ضمن بوستات عن الفكر الوجودي لا سيما الوجود والعدم لهايدجر والوجودية والإنسانية لجان بول سارتر طارحاً محاججاتهم في مسألة التأسيس الإلحادي للأخلاق بأنه على الوجودي المنطلق من مبدأ أن الوجود يسبق الماهية أن يؤسس أخلاقنه بأرادته خارج أي دين أو نظام وهذا لازال أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها المفكرون الملحدون، أي ضرورة إثبات هذه الإمكانية أنا شخصياً أومن بإمكانية تأسيس الأخلاق دينياً أو لا دينياً لكن ستبقي في الحالة الأخيرة إشكالية نسبية الأخلاق ولا نسبيتها
Quote: يُمكن الاستشهاد بها للتدليل على "الميتافيزيقا" أساسًا، ولعلنا فعليًا بحاجة إلى تفسير كلمة "ميتافيزيقا" حتَّى نعرف عن ماذا نتحدث وماذا نقصد تحديدًا عندما نقول "ميتافيزيقا" فالذَّرة والطَّاقة والغازات هي أجسام ماديَّة حتَّى وإن لم نستطع رؤيتها.
سأترك لك مهمة تفسير كلمة ميتافيزيقا لكن أرجوك رجاء خاصاً ببحث مفهوم الميتافيزيقا عند مارتن هايدجر حتى تندهش وتعرفنا أكثر عماذا نتحدث أن الطاقة مادة فدي معلومة مدهشة بالنسبة لي على كل حال عندما تخلص من البحث عن مدلول الميتافيزيقا ربما تستدرك لماذا أوردت أنا نظرية المغازل في سياقها
عزيزي هشام
نسيت أنبهك برضو لأنه نقد العقل الخالص (أو المحض كما يترجم أحياناً) صدر في نهاية القرن الثامن عشر وليس بداية القرن السابع عشر لأنه في ذلك الوقت لم يولد لا كانط ولا أبوه. كتبت ردي في نقاط لأنه وكما تعلم فإن المفاهيم الفلسفية معقدة ويسهل تناولها نقطة نقطة ويمكنك إجمال الرد علي هذه المداخلات في مداخلة واحدة إن شئت أو إنتخاب أيّاً منها لا سيما مفهوم الميتافيزيقيا وقد طلبت منك مراجعة هذا المفهوم عند أهم قطب فلسفي في القرن العشرين مارتن هايدجر حتى تندهش من الخلط الذي يقع فيه مثلك الكثيرون
Quote: وعلى أيَّة حال، فإنَّ إسهامات كانط في المجال الفلسفي قد تجاوزها الزَّمن بمراحل، فمنذ القرن السابع عشر وحتَّى القرن الحادي والعشرين هنالك جدالات فلسفيَّة
لا أتفق معك على الإطلاق ولا يقول هذا شخص ملم بالفلسفة فغالب الفلسفة الحديثة إستندت على كانط و إن خطت بإتجاهات أخرى فهلا وضحت لي أياً في إسهامات كانط تجاوزها الزمن بمرحلة واحدة
Quote: ولكنه يربط لم يرفض الميتافيزيقا، بل حاول إعادة تقديمها بالدمج بينها وبين نظرية المعرفة أو تطبيقها على الميتافيزيقا، ورغم أنَّه فعليًا معرفتنا بالطبيعة بالتجريب الحسي إلا أنَّه في الوقت ذاته أسس لما أسماه بالفهم القبلي، وهذا في حدَّ ذاته نقد للتجريب أو حتَى الاعتماد عليه في فهم العالم أو الطَّبيعة
برضو كلام غلط وبرضو لو رجعت لمفهوم الميتافيزيقا الهايدجري لما كتبت عن الدمج بينها وبين نظرية المعرفة وحكاية إنه الفهم القبلي نقد للتجريب دي كتيرة
Quote: وباختصار ودون تطويل يا عزيزي، العقل الذي يُؤمن بوجود "إله" أو أي كائن "مُتعالي" خارج حدود الطَّبيعة الماديَّة، فهو مثالي، وكانط كان مؤمنًا بوجود الإله،
هل كان كانط يؤمن بوجود إله خارج حدود الطبيعة المادية يا هشام أم كان يؤمن بضرورة أخلاقية وعملية للأديان؟
Quote: ولكن لا يُمكننا الاعتماد على محدوديَّة العقل البشري في تفعيل دور الإيمان
كانط لم يقل أبداً بأننا يجب أن نؤمن بسبب محدودية العقل بل قال دا براه ودا براه ولا يمكن أن يفتي العقل لا في الإيمان لا في الإلحاد وكانط رده الشهير علي الدليل الألطولوجي علي وجود الله الذي طوره ديكارت من آنسلم
Quote: الأمر هنا يا عزيزي مُتعلق بوجود تقاطعات بين العوالم الفيزيقيَّة والعوالم الميتافيزيقيَّة؛ فحتَّى لو افترضنا وجود عوالم ميتافيزيقيَّة، فهل هنالك إمكانيَّة فعلًا لحدوث تقاطع بينها وبين العوالم الفيزيقيَّة؟ حدوث هذا التَّقاطع يجعل من أحدهما جزءًا من الآخر؛ فإمَّا أنَّ العوالم الميتافيزيقيَّة ليست ميتافيزيقيَّة بدليل هذا التَّقاطع، وإمَّا أنَّا في عالمنا الفيزيقي جزء من العالم الميتافيزيقي، وهذا يُؤدي إلى النَّتيجة الأكثر غرابة وهي فيزيقيَّة العوالم المتافيزيقيَّة
نعم تقول نظرية المغازل لا سيما في أعلى أطوارها الطور الميمي بهذا الأمر حيث ينتهي عندها الأمر بالذرة المادية وهي أساس الخلايا التي تكون أجسامنا والعالم إلي مكونات غير مادية وهذا عضد فكرة الفيلسوف المثالي لاينتز عن حقيقة العالم
Quote: هنا، أود القول بأنَّ الاجتهادات الفلسفيَّة الآن لم يعد يُمكن التَّأويل عليها في بناء "معرفة"، وإنما يتم الاستفادة من المقولات الفلسفيَّة في بناء "تصوُّرات"، لأنَّ المعرفة هي ما يُمكن أن يتم اكتسابها عن طريق التَّجربة الحسيَّة، وهو ما لا يُمكن إنكاره، بينما الميتافيزيقا، يُمكن "التَّنظير" لها دون إمكانية اعتمادنا على هذا التَّنظير في بناء "معرفة
هل يعقل أن يتحدث شخص عن المعرفة الحسية ويتحدث عن فصلها عن الفلسفة يعني خلاص نرمي هيوم في كوشة المعرفة اللاحسية طيب حنعمل شنو مع الوضعية المنطقية اللي قامت عليها الصناعة والتكنولوجيا الحديثة كدي أرجع لكارل بوبر
Quote: أمَّا بخصوص كون الغازات والذَّرات والطَّاقة موضوعات ماديَّة، فهذا أمرٌ يعود تمامًا إلى فهمنا للمادة ما إذا كان مُستمدًا من الفيزياء الكلاسيكيَّة، أم الفيزياء الحديثة (فيزياء مابعد أينشتاين ومعادلته حول تكافؤ المادة والطَّاقة E=mc²)
إينشتاين قال بتوحيد الزمان في المكان لإيجاد تفسير للجاذبية ولم يقل بأن الكتلة هي الطاقة وإلا كانت هنالك معادلة من أساسه إحتمال تناول ماكس بلانك في ميكانيك الكم للطبيعة الموجية للذرة يفيدك أكثر هنا
11-21-2015, 06:10 PM
كمال عباس
كمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17891
تحياتي للأخوان هشام آدم وسناري وبقية المتحاورين * سلام أخ سناري مسألة وجود قوة خارقة وخالقة ومتعالية وراء الطبيعة من عدمها ـ ونقاش ذلك أمر جيد وقديم مما دفع البعض أن يطلق عليه المسألة الفلسفية الأولي, هذا الحوار لم يقتصر علي يقطع بوجود خالق ومن ينفي وجود ذلك بل تعداهم لطرف ديانميكي أكثر أي من لايقطع بشئ ولكنه يشك ويبحث ولايكتفي بالمسلمات الجامدة والفرضيات الخاملة والوثوقيات الموروثة * نقطي ومبحثي هنا هو علاقة تلك القوة بالوجود المادي والأحياء ماهية تلك العلاقة؟ لماذا خلقت وأوجدت الكون والإنسان ؟ ومتي تم ذلك ولأي غاية ؟( هذه النقطة مهمة فإذا ما كانت عملية الخلق عبثية ستصبح عملية وجود خالق عبثية، ) هل خلق وترك كونه ومخلوقاته تسير بإرادتها وقوانينها الذاتية أم تحكم فيها وحدد مسارها ومصيرها ؟ هل المنسوب للإله في الأديان صادر عنه ؟ لماذا هذه الإسئلة ؟ الواقع أ ن التسليم أو الرفض بفكرة وجود خالق مرتبطة عند كثيرين بمردود الأجابة علي هذه الإسئلة ؛ إنشتاين الشاب كان مؤمنا بوجود إله ورافض للأديان ثم عا فيما بعد كافر بوجود الرب نفسه ! ....القضية ليست في مجرد إيمان بوجود خالق وإنما بما يترتب عليه ذلك الإعتقاد والإيمان كدورالخالق في حياتك وحريتك ومصيرك وتعاملك مع الآخر وفي التشريع ؟ ، كيف تتواصل مع خالق وحدود إرتباطك به وإرتباطه بك !
11-21-2015, 08:35 PM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
شكراً كمال على الإضافة النوعية لموضوع البوست والتي إن تقبل الأخ هشام أن يتوسع الحوار ليشملها فسيفيد من ذلك الجميع
أنا في الحقيقة قصدت من مداخلتي الأولى في البوست والتي جرّت لما عداها من المداخلات أن أبين أن مسألة الإيمان أو الإلحاد
هي مسائل خارج حدود العقل وإستعنت بكانط لأنه أفضل من طرح هذه القضية وإن واجه إنتقادات ما هذا مجالها
النقلة النوعية التي تؤسس لها مداخلتك هي صلة وعلاقة الخالق بمخلوقاته(وأنا أحاول التأكيد على نقطة انني لا أنطلق من موقف إيماني أو إلحادي)
فبالإضافة لأسئلتك عن شكل ومآلات هذه العلاقة طرحت أسئلة من عينة ما معنى وجود الشر ولماذا يموت الأطفال والنساء في الكوارث والمجازر في ظل وجود آلهة قادرة وخيرة ورحيمة
تأسست الفلسفة الأولي أيضاً مع ديكارت على قاعدة الدليل الأنطولوجي والدليل الكوزمولوجي والمحرك الأول الأرسطاليسي ولكن المحاججات لا زالت دائرة حول قوة هذه الحجج
مسألة الجبر والإختيار والتي تعلج قضية الحرية أيضاً من أهم الأسئلة التي تطرح في وجه العلاقة بين الخالق والمخلوقات
يمكن لهذه الإشكاليات أن تؤسس لنقاش عميق يثري البوست لكن يبق الحق لصاحب البوست في تحديد وجهته
فعلاً إنشتاين كان مؤمناً لذا كانت مشكلته الكبرى هي التوصل لنظرية واحدة تفسر كل شيء ونجحت نظريته التي ذكرها هشام أعلاه لحد كبير
لكنها فشلت في المستويات الصغيرة التي عالجتها بنجاح نظرية الكم وحاولت نظرية المغازل التوفيق بينهما
كان هدف إنشتاين من نظريته التأكيد على نظام كوني متسق خلقه الله ولكنه فشل وشنت عليه حملات ناقدة ساخنة جراء فشله فيما وعد إثباته ومات مكلوماً على ذلك
فعلاً التحدي الأساسي أمام المؤمنين هو كيف يمكنهم إخراج عالم إنساني مذدهر بالسماحة والحرية والعدالة والتعاون المشترك بين الناس وبعضهم والبيئة بشكل عادل
11-21-2015, 06:58 PM
مرتضي عبد الجليل
مرتضي عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 10-04-2010
مجموع المشاركات: 3097
Quote: أعتقد بأنك متابع للتطورات العلمية والتي خرجت علينا في آخر بحوثها المعروفة بنظرية المغازل لتنبئنا بوجود أشياء تقع في أبعاد تتجاوز الأبعاد الثلاث المعروفة الطول والعرض والإرتفاع حيث هناك ما يصل لعشرة أبعاد هي خارج حدود محدوديتنا وهذه المغازل ليست ذات طبيعة مادية بمعنى أنها ليست موضوع التجربة المنظور
العزيز سنارى سلام وتحية :
جلبك نظرية الاوتار وابعادها العشرة , هنا لتدعيم وجهة نظرك عن إحتمال وجود عوالم محتملة خارخ العالم الفيزيائي المعروف فكرة غير موفقة ,فنظرية الاوتار مازالت محض نظرية قابلة للتحقق او الدحض حسب القواعد الصارمة التى يسخدمها العلم إتفق معك ان العولم التحت ذرية بعد إكتشاف جزئئات بالغة الصغر لمثل البوسون لا تخضع للقوانيين الفيزيائية التى تحكم الجزيئات على مستويات وإسكيلات اخرى وهى كما يقول العلماء mind boggling و كان عالم الكوانتم ميكنيكس كابوس إنشتاين الحقيقى ولكن هذه النظرية الجريئة لم تقل ولم تعارض فى اى من مراحلها قواعد العلم الفبزيائى الصارم المبنى التجربة العملية ولا تدعم اى عوالم متخيلة ,وهى فى حقيقتها تسعى لضم اربعة من القوى الفيزيائية المعروفة بالقوى الفيزيائية الاساسيةgravitational, electromagnetic, strong nuclear, and weak nuclear. فى نظرية واحة تفسر كل شئ. إضافة بسيطة :مرت سنين عديدة بعد إكتشاف الذرة ولم يكن احد يتخيل ان داخل الذرة جزيئات اصغر ,وايضا مرت سنيين عديدة حتى تم إكتشاف جزيئات بالغة الدقة تسمى الكواركات ثم بوسونات ونظرية الخيوط تنتظر جزيئها الفائق الدقيق حتى تصبح نظرية كاملة تفسر تناغم العالم الفيزيائي العجيب. سلامى وإحترامى
11-21-2015, 07:36 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
سوف أتناول ما قاله زاعمًا بأنَّها نظرية الملحدين الذين حاولوا الهروب من حقيقة الكون الدقيق والمُعد بعناية (Fine Tuning) إلى وضعوا نظريَّة الأكوان المتعددة للخروج من المأزق. كما جاء ذلك في كلامه:
Quote: المهم بعد ذلك ملاحظة الفيزيائيين النظريين التوافق الدقيق لقيم الثوابت الكونية والتي لو اختلفت بمقدار ضئيل جدا لما نشا الكون من الاساس ولاختلت الشروط الابتدائية لنشوء الكون وبالتالي لابد ان تكون بنفس القيم هذه النظرية تعرف ب(الضبط الدقيق ) للكون ولا غبار على صحته ويشير الضبط الدقيق (fine tuning) مباشرة لوجود خالق للكون . اصحاب الالحاد العلمي لم يستطيعو اثبات عدم صحة هذه النظرية واقرو ان صحتها تعني فعلا وجود خالق ولذلك استنبطو طريقة اخرى للخروج من هذا المأزق وهي نظرية الكون المتعدد
من المُهم جدًا أن نحاول التَّخلص من نظريَّة المُؤامرة التي تأخذ أبعادًا وأشكالًا مُدهشة حتَّى أنَّ ترمي بظلالها على العلم، مُتناسين المنهج العلمي الذي يسير عليه العلماء بصرامةٍ شديدة، وأنَّه ليس هنالك محاولات هروب أو تحييد قد تُجدي في العلوم، فالأمر لا يُمكن تصويره على أنَّ هنالك فريقان من العلماء، أحدهم يُحاول إثبات "الخالق" علميًا، والآخر يرفض أو يُحاول نفي "الخالق" علميًا. هذا تصوُّر خاطئ جدًا، العلم لا يسير بهذه الكيفيَّة، وقضيَّة "الخالق" ليست مطروحة للنقاش أبدًا في المجال العلمي البحت. والعالم مُضطر إلى تحييد قناعاته الشَّخصيَّة إزاء نتائج العلوم، وهذا ما حدث لأينشتاين وما حدث لداروين أيضًا، وما حدث لعدد كبير جدًا من العلماء الذين تنازلوا عن قناعاتهم الدينية وفقًا لنتائج بعض النَّظريات العلميَّة. وما يهمني قوله هنا، هو أنَّ العلماء "المُلحدين" على العكس مما ذهب إليه الأخ عوض الشيخ يسخرون من نظرية الأكوان المتعددة والأوتار الفائقة، وذلك لسبب بسيط جدًا، وهو أنَّ أي فكرة أو نظرية تفترض أنَّ كل شيء مُمكن ومُحتمل فهي ليست فرضية علمية على الإطلاق. وفيما يلي مقاطع للبروفيسور لورانس كرواس يشرح فيها هذه الفكرة ويُقدِّم اعتراضاته العلمية على حجة الكون المُعد، والواقع أنَّ فكرة الكون المُعد هذه تتجاهل دور الانتخاب الطبيعي الذي جعل وجودنا هو دليلًا على الكون وليس العكس، فنحن لم نُوجد لأنَّ الكون مُعد لنا، ولكن لأنَّنا نجحنا عبر عمليات الانتخاب الطبيعي من البقاء في حين لم تتمكن كائنات أو أشكال أخرى من الحياة البقاء في هذا العالم، والنظام البيولوجي الحالي للكائنات الموجودة حاليًا، لا يُمكن أخذها باعتبارها نموذجًا جيدًا على الFine Tuning لأنَّه مما لاشك أنَّ الكائنات الحيَّة الموجودة الآن هي حصيلة تطور استمر لملايين السنين ابتداءً من خليَّة أوليَّة بسيطة نشأت عن طريق القوانين الطَّبيعيَّة، ومرَّت بالانتخاب الطَّبيعي، فليس من الممكن أن تأخذ النظام البيولوجي لدى الإنسان لتبني عليه قاعدة الFine Tuning مُتجاهلًا هذا التَّاريخ التَّطوري الطَّويل.
البروفيسور لورانس كراوس يسخر من نظرية الأكوان المتعددة ونظرية الأوتار
البروفيسور لورانس كراوس يُفند حجة الكون المُعد Fine Tuning
11-21-2015, 09:22 PM
كمال عباس
كمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17891
قبل العودة المستفيضةا ـ في إنتظار تداخل الأخ هشام ـ أحببت أن أعلق علي هذه الجزئية !
Quote:
فعلاً إنشتاين كان مؤمناً لذا كانت مشكلته الكبرى هي التوصل لنظرية واحدة تفسر كل شيء ونجحت نظريته التي ذكرها هشام أعلاه لحد كبير
قبل العودة ـ في إنتظار تداخل الأخ هشام ـ أحببت أن أعلق علي هذه الجزئية
فعلاً إنشتاين كان مؤمناً لذا كانت مشكلته الكبرى هي التوصل لنظرية واحدة تفسر كل شيء ونجحت نظريته التي ذكرها هشام أعلاه لحد كبير
نعم كان اً إنشتاين مؤمنا بوجود خالق وبشكل لاديني أي من دون أن يعتنق دين معين ـ ثم عاد وأعلن الحاده وكفره بفكرة وجود اله في وثيقة داوية كشف عنها قبل بضعة سنوات !
** هشام آدم يمكن يتداخل ويناقش من باب (فلنفترض جدلا وجود آله )
11-21-2015, 09:38 PM
عوض الشيخ حامد العوض
عوض الشيخ حامد العوض
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 311
Quote: من المُهم جدًا أن نحاول التَّخلص من نظريَّة المُؤامرة التي تأخذ أبعادًا وأشكالًا مُدهشة حتَّى أنَّ ترمي بظلالها على العلم، مُتناسين المنهج العلمي الذي يسير عليه العلماء بصرامةٍ شديدة، وأنَّه ليس هنالك محاولات هروب أو تحييد قد تُجدي في العلوم، فالأمر لا يُمكن تصويره على أنَّ هنالك فريقان من العلماء، أحدهم يُحاول إثبات "الخالق" علميًا، والآخر يرفض أو يُحاول نفي "الخالق" علميًا. هذا تصوُّر خاطئ جدًا، العلم لا يسير بهذه الكيفيَّة، وقضيَّة "الخالق" ليست مطروحة للنقاش أبدًا في المجال العلمي البحت. والعالم مُضطر إلى تحييد قناعاته الشَّخصيَّة إزاء نتائج العلوم، وهذا ما حدث لأينشتاين وما حدث لداروين أيضًا، وما حدث لعدد كبير جدًا من العلماء الذين تنازلوا عن قناعاتهم الدينية وفقًا لنتائج بعض النَّظريات العلميَّة. وما يهمني قوله هنا، هو أنَّ العلماء "المُلحدين" على العكس مما ذهب إليه الأخ عوض الشيخ يسخرون من نظرية الأكوان المتعددة والأوتار الفائقة، وذلك لسبب بسيط جدًا، وهو أنَّ أي فكرة أو نظرية تفترض أنَّ كل شيء مُمكن ومُحتمل فهي ليست فرضية علمية على الإطلاق. وفيما يلي مقاطع للبروفيسور لورانس كرواس يشرح فيها هذه الفكرة ويُقدِّم اعتراضاته العلمية على حجة الكون المُعد، والواقع أنَّ فكرة الكون المُعد هذه تتجاهل دور الانتخاب الطبيعي الذي جعل وجودنا هو دليلًا على الكون وليس العكس، فنحن لم نُوجد لأنَّ الكون مُعد لنا، ولكن لأنَّنا نجحنا عبر عمليات الانتخاب الطبيعي من البقاء في حين لم تتمكن كائنات أو أشكال أخرى من الحياة البقاء في هذا العالم، والنظام البيولوجي الحالي للكائنات الموجودة حاليًا، لا يُمكن أخذها باعتبارها نموذجًا جيدًا على الFine Tuning لأنَّه مما لاشك أنَّ الكائنات الحيَّة الموجودة الآن هي حصيلة تطور استمر لملايين السنين ابتداءً من خليَّة أوليَّة بسيطة نشأت عن طريق القوانين الطَّبيعيَّة، ومرَّت بالانتخاب الطَّبيعي، فليس من الممكن أن تأخذ النظام البيولوجي لدى الإنسان لتبني عليه قاعدة الFine Tuning مُتجاهلًا هذا التَّاريخ التَّطوري الطَّويل.
الضبط الدقيق للكون ليس مجرد نظرية وانما حقيقة واقعة فاي فيزيائي وانا منهم يستطيع ان يتلمس هذه الحقيقة ببساطة من خلال معرفته للثوابت الفيزيائية والقوانين التي ترتبط بها
المختصين في الكونيات وهو العلم الذي يدرس نشأة الكون يرون ذلك بوضوح والآن اتفق معك تماما ان العلم لا يبحث عن وجود الاله او عدمه ويتعامل مع القوانين الفيزيائية الصارمة ولكن تظهر بعض الحقائق العلمية المرتبطة بالجوانب الدينية ويتم تداولها على نطاق واسع في الجدل الفلسفي
لنفترض انه لا يوجد اله على الاطلاق او بمعنى ادق لانفكر في وجود الاله او عدمه ابدا في السياق العالمي وهو ما يحدث دائما
الضبط الدقيق يضعك اما ثلاث احتمالات رئيسية لتفسيره علميا
1. الاحتمال الاول: الضبط الدقيق للكون يأتي بالضرورة لان الطبيعة تحتم ذلك لينشأ الكون بقوانينه الفيزيائية التي نعرفها وهو لب المبدأ الانساني هذا التفسير ليس له معنى واقعي فليس ثمة ارتباط متبادل بين القوانين الفيزيائية والضبط الدقيق اي ان القانون الفيزيائي لا يحتم قيمة الثابت قانون الجاذبية مثلا لا يحتم قيمة ثابت الجاذبية المعروفة وبالتالي يفشل هذا التفسير من الوهلة الاولى
الاحتمال الثاني : وهو ان الضبط الدقيق ناتج من الفرصة او الاحتمال ويقودنا هذا سؤال مهم ... ما هو احتمال ان تكون عشرات الثوابت الفيزيائية ان لم نقل مئات ذات قيم كسرية متناهية في الدقة ان تكون مضبوطة معا ؟ الاحتمالات الرياضية لذلك تبلغ من الصغر ما لايمكن ان يتخيله عقل وبالتالي الذي يفسر الضبط الدقيق بهذه الطريقة ه انسان مؤمن بالخرافات لدرجة غير معقولة ابدا ولا اعرف اي فيزيائي يفسر الضبط الدقيق بهذه الطريقة غير المنطقية
الاحتمال الثالث : وهو ان الضبط الدقيق هو نتاج لتصميم عظيم هذا الاحتمال هو الاقرب للتصديق والاكثر واقعية وطالما ان الضبط الدقيق عبارة عن تصميم فهذا يعني ان هناك مصمم هذا المصمم حتى الآن لم نتفق من هو
الاعتراضات على الضبط الدقيق ايضا تمت بطريقة علمية ولكن اي طريقة علمية كان بها نقاط من الخلل الجوهرية
1. نظرية الكون الدوري : نظرية الكون الدوري وهي تفترض ان هناك دورات كونية لا متناهية لاوان فاشلة لا تحقق الضبط الدقيق وبالتالي لا تنجح في تكوين حياة كل كون دوري يختلف بقيم بسيطة من الكون الذي يكون قبلة بالتاثيرات الكمومية حتى وصلنا الى الكون الذي نعيش فيه وهو كون ناجح واستطاع الصمود لمدة 13 مليار عام ونجح في نشوء الحياة
هذه النظرية فشلت سريعا لانها صطدمت بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية وبالتالي صارت خارج اللعبة سريعا
2. نظرية الكون المتعدد : هذه النظرية تفترض ان هناك ايضا اكوان كثيرة جدا نشأت بنفس طريقة كوننا وبشروط حدودية مختلفة قليل منها اكوان ناجحة وبقوانين فيزيائية مختلفة ولها ضبط دقيق يختلف عن الضبط الدقيق لكوننا هذه النظرية مقبولة من ناحية منطقية ولكن لا يمكن لاحد ان يتأكد من وجود اكوان متعددة وبالتالي هي خارج نطاق العلم تماما ( ما لا يمكن تجربته او ملاحظتة يكون خارج نطاق العلم ) وبالتالي اشبه بنظرية ميتافيزيقية ليس لانها غير صحيحة رياضيا ولكن لانها لا يمكن اختبارها ابدا
والآن نأتي الى دور الفلسفة في الموضوع
1. الذين يؤمنون بوجود الاله يحتجون بالضبط الدقيق للكون وان الضبط الدقيق هو نتاج تصميم عظيم وهذا التصميم له مهندس اعظم تختلف تسمياته من ديانة لاخرى وتختلف صفاته على حسب التفسير الخاص للديانة بكيفية التصمم
2 . الذين ينكرون وجود الاله اصبح عليهم لزاما ان يحتجون بنظرية الكون المتعدد وان كوننا واحد من 10^60 كون تقريبا ويقعون في فخ الميتافيزيقا التي ينكرونها
هذه هي الحكاية باختصار ولي عودة
11-21-2015, 09:29 PM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
نظرية الاوتار الائقة ليست نظرية فاشلة لانها نجحت في تفسير الكثير من الظواهر الفيزيائية وهي على كل حال تكافئ نظرية الجسيمات الاولية في وصفها للعالم تحت الذري ونجاح نظرية الاوتار كان بسبب البناء الرياضي الانيق وتعاملها ع الجسيمات الاولية ليس عن طريق خواصها ولكن على اسا انها ليسيت جسيمات نقطية وانما اوتار مغلقة واوتار مفتوحة تختلف عن بعضها في الاهترزاز الوتري ودرجة شدالوتر الخ
الدارس لنظرية الاوتار الفائقة يلاحظ التشابه المذهل في تمثيلات " فايمان " للتفاعلات الوترية والتي التشبه الى حد كبير تمثيلات " فايمن " لتفاعلات الجسيمات النقطية وهذا بدورة يفسر لماذا نجحت نظرية الاوتار في تفسير الجسيمات لاولية بوصفها اللبنات الاولى للكون
اما الابعاد 11 بعدا فهي ليست بفكرة غريبة فقد تبنتها نظرية التناظر الفائق ايضا والتي تستخدم تقارب رياضي مختلف تماما عن الاوتار وتعطي نفيس النتائج في النهاية ولكن تتميز نظرية الاوتار الفائقة في انها تستطيع ان تغوص اعمق في تركيب المادة وذلك بتوحيدها للمادة مهما كانت مختلفة اذ ان المادة وفقا للنظرية عبارة عن اوتار فقط ولذلك هي النظرية المرشحة لتكون نظرية كل شي
11-21-2015, 10:47 PM
مرتضي عبد الجليل
مرتضي عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 10-04-2010
مجموع المشاركات: 3097
Quote: انت تقول انني جلبت نظرية المغازل أو الأوتار في سياق (إحتمااااااااااااااااال) وجود عوالم غير مرئية
استاذى العزيز انا اقصد بالعوالم الغير مرئية ,العالم الميتافيزيقى الغير مدرك ومحسوس) ربما لم اكن موفقا فى إستخدام (العوالم الغير مرئية ) فكوننا فيه المريئ وغير المرئ وكلها عوالم فيزيائية )
ما اردت قوله ان العلم لا يبنى إفتراضاته على خيال محض ومصير هذه النظرية محكوم بإكتشاف جزيئات اصغر كثيرا من التى تم إكتشافها فى الفيرملاب او معهد سيرن السويسرى.
تحياتى
11-22-2015, 00:22 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
لا أدري إن كنتَ قرأتَ مُداخلتي فعلًا، أو استمتعتَ إلى المقاطع التي أنزلتها لكَ، ولكن دعني اسألكَ: "هل هنالك قانون (ثابت) ومنتظم يحكم حركة الجسيمات دون الذريَّة على المستوى الكوانتمي أو وفق ميكانيكا الكم؟"
11-22-2015, 00:54 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
لقد قمتُ بتقديم تعقيب على مداخلاتك المُتفرِّقة قبل أن تقوم بتوحيدها لاحقًا، لعلَّك لم تنتبه إليه.
مازلتُ لم أفهم مُشكلتكَ مع مُعادلة تكافة الكتلة والطاقة. الذرات والكواركات والغازات هي أجسام "ماديَّة" يا عزيزي حسب الفيزياء الحديث (فيزياء أينشتاين ومابعده) فعلى أي شيء تعتمد في اعتبار أنَّ الذرات والغازات ليست أجسامًا ماديًا (أم أنَّني لم أفهمكَ جيدًا!)
11-22-2015, 01:16 AM
Sinnary
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
إنت جادي في مُداخلتك دي؟ ياخ أنا بحترمك شديد، ما تعمل كده
الالحاد هو الايمان بأنه كان هناك لاشئ
و لا شئ حدث لهذا اللا شئ
و بعد ذلك فجأة انفجر اللا شئ
بدون سبب فخلق كل شئ
و من ثم و مجموعة من اللا اشياء ترتبت بطريقة سحرية بدون سبب فخلقت اول خلية هكذا لتتحول بعد ذلك الى ديناصورات !!!
عزيزي هشام لك كامل الحرية في ان تؤمن بهذه المعجزة الكبيرة السحرية التي لا يصدقها عقل و لكن انت مطالب باثبات ايمانك حتى لا يرتد اليك ما تقوله بشأن الذين يؤمنون بوجود الله و ان ما تقوله يندرج تحت
مسمى اللاعقلانية او الجنون المطلق
كيف تفسر هذا النظام الكوني الدقيق من المجرات الى مجموعتنا الشمسية الى ارضنا و الغلاف المحيط بها كيف تفسر هذا التناسق ؟
اي عقل هذا الذي يصدق بأن هذا الاتقان و الجمال الذي يزين كوكبنا قد اوجدته الصدفة المحضة؟
لا أحد ينكر ان هذا الكون متقن و متناسق بصورة لا تحتمل الاعتباط ، كل شئ فيه بمقدار و منها ما اذا زاد او نقص بمقدار شعرة لما وجد هذا الكون حتى هذه اللحظة
هذا التنسيق و هذه الدقة و المقام هنا مقام اختبارللعقل
ما هو التفسير الاقرب للعقل في هذه الحالة ؟ هل التفسير الاقرب للعقل و الفطرة ان هذا الكون بهذا التناسق هو عبارة عن مصادفة جمعية لخيارات صحيحة بل هي مصادفة التقاء جميع الخيارات و الاحتمالات
الصحيحة في هذا الكون في زمن واحد و مكان واحد من دون مليارات الخيارات و الاحتمالات التي كان يمكن لها ان تكون في نفس المكان و الزمان و لكن الصدفة فقط هي التي منعت مليارات الاحتمالات الخاطئة من الحضور و سمحت لاحتمال واحد فقط صحيح لجميع اشكال الموجودات المادية في هذا الكون
ام ان التفسير العقلاني سيكون بأن هذا التناسق و الاتقان الجمعي الذي يدير هذا الكون لا يمكن ان يصدر من تلقاء نفسه و لابد ان يكون هناك مدبر خارجي اعلى و صانع قدير له ؟
لا اعتقد بأن اي كائن يتمتع بأي نسبة من العقلانية سيختار الخيار الاول و يقول ان الصدفة وحدها هي التي اتت بهذا الكون لان هذا سيكون ضرب من ضروب اللاعقلانية او نوع من السفسطة الغير مجدية
و حينها سنصدق حديث هلسكي حين يقول ( لو جلست ستة من القرود على آلات كاتبة وظلت تضرب على حروفها ملايين السنين فلا نستبعد أن نجد في بعض الأوراق الأخيرة التي كتبوها قصيدة من قصائد شكسبير ) فكذلك كان الكون الموجود الآن نتيجة لعمليات ظلت تدور المادة لبلايين السنين
الخلاصة
ما هو تفسيرك لنشؤ هذا الكون ، من اين اتى ؟ و هل اتى بسبب ام ان وجوده ظرفي ؟
11-22-2015, 09:41 AM
حاتم إبراهيم
حاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382
رغم استغرابي من ردكَ الأخير لي، إضافة إلى تغاضي عن "أسلوبكَ" في الحوار، إلا أنَّني لا أجبركَ على مواصلة الحوار، كما لا أجد نفسي مُضطرًا إلى التَّحاور معكَ حسب شروطكَ. كما قلتُ لكَ سابقًا أنتَ تُصر على إقحام الفلسفة في الأمر كأمر يُؤدي إلى نتيجة مُريحة بالنسبة لكَ (الإيمان والإلحاد ليسا موضوعات عقلية) وتُريح بذلك نفسكَ من تبعات ادعاء وجود "الله" بشعوركَ أنَّكَ لستَ مُطالبًا بتقديم "دليل" على وجوده على اعتبار أنَّه في أساسه خارج حدود العقل. مُتجاوزًا ما جاء في متن المقال أساسًا حول هذا الأمر تحديدًا:
Quote: ماذا إذا اعتمد المُدعي بوجود (تلك الأشياء السابقة) أنَّ نطاق المعرفة بوجود هذه الأشياء واقعٌ خارج نطاق المعرفة الحسيَّة (عوالم غير ماديَّة)؟ الأمر عندها ببساطةٍ سوف يتطلَّب إثبات وجود هذه العوالم؛ حتَّى تُتاح لنا فرصة التَّصديق بإمكانيَّة وجود الفِيلة الورديَّة، والأسماك البرمائية، والجبال الذَّهبية ضمن هذه العوالم الجديدة (صارفين النَّظر عن إمكانيَّة التَّقاطع بين تلك العوالم غير الماديَّة وعالمنا المادي، وإثباتات ذلك، وأيضًا إمكانيَّة تكوين معرفةٍ حسيَّةٍ عن موجوداتٍ غير حسيَّةٍ أصلًا.) فإذا لم يكن هنالك ما يدلُّ فعلًا على وجود عوالم غير ماديَّةٍ فيزيائيَّةٍ، فإنَّ النَّتيجة النِّهائيَّة التي سوف نحصل عليها هي: ادعاءٌ بوجود كائناتٍ غير ماديَّةٍ لا يُمكن إثبات وجودها، في محيطٍ غير ماديٍ -أيضًا- لا يُمكن إثبات وجوده، بمعنى أنَّه سيكون فسَّر الماء بعد الجُهد بالماء. (!)
فلا يُمكن أن تفترض افتراضًا، وتبني على هذا الافتراض منظومة كاملة للأخلاق وتربط الأخلاق بهذه الفكرة الافتراضيَّة، ثم عندما نُطالبكَ بدليل، تُجيب ببساطة: "لا، هذا الأمر خارج حدود العقل." هذا إضافةً إلى اعتراضي الأساسي على فكرة أنَّ الإلحاد ليس موضوعًا عقليًا، لأنَّ الإلحاد في أساسه لا يُقدِّم أي ادعاء؛ بل هو يقف موقف المؤمن بالقضايا المادية "العقلية" ويُطالب بتقديم الأدلة على أي ادعاء لا يبدو أنَّ له دليل "مادي" عليه. هذا هو كل ما في الأمر. أمَّا فيما يتعلَّق بمُداخلتي الأخيرة والتي أدت إلى قراركَ التَّوقف عن الحوار، فقد كان ردًا على كلامكَ هذا:
Quote: إينشتاين قال بتوحيد الزمان في المكان لإيجاد تفسير للجاذبية ولم يقل بأن الكتلة هي الطاقة وإلا كانت هنالك معادلة من أساسه
وكُل ما طالبتُ به هو التَّوضيح
مازلتُ لم أفهم مُشكلتكَ مع مُعادلة تكافة الكتلة والطاقة، وكانت مُطالبتي بذلك بعد توضيحي فكرة العلاقة بين الكتلة والطاقة بأنَّهما وجهان لعملة واحدة حسب معادلة أينشتاين المُسماة أصلًا (معادة تكافؤ الكتلة والطاقة)، لا أفهم ما الذي أغضبكَ تحديدًا في هذا الأمر(!)
Until the time of Einstein, mass and energy were two separate things. In the special theory of relativity Einstein demonstrated that neither mass nor energy were conserved seperately, but that they could be traded one for the other and only the total "mass-energy" was conserved. The relationship between the mass and the energy is contained in what is probably the most famous equation in science, E=mc²
where m is the mass, c is the speed of light, and E is the energy #####alent of the mass. Because the speed of light squared is a very large number when expressed in appropriate units, a small amount of mass corresponds to a huge amount of energy. Thus, the conversion of mass to energy could account for the enormous energy output of the stars, but it is necessary to find a physical mechanism by which that can take place.
Einstein himself originally thought that it might be impossible to find a physical process that could realize the potentiality embedded in his equation and convert mass to energy in usable quantities. In the nuclear age, we now know (both for better and for worse) that he was too pessimistic; there are several physical processes that can accomplish this.
وأُعيد وأكرر، سواءٌ أعجبكَ ذلك أم لم يُعجبك، الفلسفة لا يجدر بها تقديم الإجابات، لأنَّ وظيفتها هي طرح الأسئلة، وليس تقديم الإجابات، ما يُقدم الإجابات التي يُمكن الاعتماد عليها هي: العلوم، وأمام نتائج العلوم التَّجريبيَّة لا قيمة تُذكر للمقولات الفلسفيَّة، أيًا كان قائلها. إذا كانت موضوعة "الله" خارج حدود العقل البشري، فهو غير موجود بالنسبة إلينا، لأنَّ وسيلتنا الوحيدة للمعرفة هي العقل والحواس، وعلى الذي يدعي وجود "الله" (خارج حدود العقل البشري) أن يُقدِّم دليلًا لمعرفته بموضوعة خارج حدود معرفته(!) هذا الأمر مُنفصل تمامًا عن "حريته" في أن يعتقد بما يشاء، فنحن لسنا في مقام مُناقشة الحريَّات؛ بل في مقام تفنيد المقولات القائمة على هذه الحريَّات.
11-22-2015, 01:00 PM
عليش الريدة
عليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709
Quote: الأخ عوض الشيخ حامدتحيِّاتيلا أدري إن كنتَ قرأتَ مُداخلتي فعلًا، أو استمتعتَ إلى المقاطع التي أنزلتها لكَ، ولكن دعني اسألكَ: "هل هنالك قانون (ثابت) ومنتظم يحكم حركة الجسيمات دون الذريَّة على المستوى الكوانتمي أو وفق ميكانيكا الكم؟"
استمعت الى المقاطع ولي بعض الملاحظات الهامة نتائج الضبط الدقيق للكون لا خلاف عليها ولا الخلاف على تفسير الضبط الدقيق وسوف اعيد هذه التفسيرات بطريقة اخرى تتوافق مع الاعتراض الموجود في المقطع الذي تفضلت بنشره 1. الاعتراض على ان الضبط الدقيق ناتج عن تصميم عظيم وهو انه يمكن ان تكون هناك قوانين اكثر صلابة وتؤدي الى كون نموذجي اكثر من الكون الذي نعيش عليه اذا كانت طاقة الفراغ تساوي صفر تماما ..الخ لا ادري من اين اتى هذا الافتراض هل هو من نظرية M المطورة من نظريات الاوتار الفائثة والوريث الرسمي لهاام من اين ! نظرية ام لها اكثر من 10500 حل بالتقريب فاي من هذه الحلول يقصد وهل جرى اختبار الحل ان وجد وكان متفقا مع الضبط الدقيق لينتج كوننا افضل ؟ لا اعتقد ذلك وبالتالي حتى هذه اللحظة لا تحتوي حلول نظرية M على الشروط الابتدائية المناسبة لبداية الكون وان كنت ارجو ذلك 2. لو افترضنا ان هناك ضبط دقيق آخر ممكن فان الضبط الدقيق لا يزال صدفة بالفهم العادي والعلم لا يؤمن بالصدفة على الاطلاق وكما قال (برنارد كار) و (مارتن ريس) : "حتى إذ أمكن تفسير كلّ على ما يبدو من صدف في الضبط الدقيق للكون من ناحية قانون أساسي (أي نظرية كل شيء)، فإنه لا يزال مثيرًا للاهتمام في أن العلاقات المفروضة بنظرية فيزيائية هي نفس العلاقات الملائمة لوجود الحياة."3. افتراض وجود قوانين وثوابت فيزيائية أخرى، فهذا الادعاء يزعم أنه يمكن أن تكون هناك مجموعة من القوانين التي تسمح بالحياة والتي لا نعرفها عنها أي شيء. يكون الرد على هذا الاعتراض مباشرة من خلال طريقة صياغة جدلية الضبط الدقيق. كما تم صياغتها، جدلية الضبط الدقيق لا تفترض أن مجموعة قوانيننا هي المجموعة الوحيدة المحتوية على القوانين التي تسمح بالحياة. لكن بالأحرى، فإن الجدلية تفترض أنّ منطقة القوانين التي تسمح بالحياة (أو الثوابت أو الشروط الأولية) صغيرة جدًا مقارنة بالمنطقة التي تمكننا من تحديد أن القوانين تسمح بالحياة. في هذه الحالة هي ثوابت الطبيعة، فإنه تم افتراض أنه بوجود قوانيننا الحالية، فمدى قيم ثوابت الفيزياء التي تسمح بالحياة صغيرة مقارنة بالمدى الذي يسمح لنا بتحديد سواء كانت القيم تسمح بالحياة أو لا تسمح.الحديث عن الانتخاب الطبيعي وربطه الضبط الدقيق للكون هو كلام غير منطقي على الاطلاق وذلك لان الاختلال في قيمة اي ثابت يؤدي الى كارثة كونية تقضي على الكون في مهده وقبل نشوء الحياة من الاساس فمثلا زيادة ثابت الجاذبية بمقدار ضئيل جدا جدايعني ان النجوم في بداية الكون سوف تكون اصغر حجما واكثر حرارة واستهلاكا للوقود النووي وبالتالي تنتهي دورة حياتها بسرعة ولا ينشأ الكون الذي نعرفه ناهيك عن فرصة تكون الحياة في الكون اننا بصدد الحدث عن كون واسع مترامي الاطراف اما اذا كان يتحدث عن انتخاب طبيعي لقوانين الفيزياء والتي تتطور في الكون مرة بعد اخرى فيعني انه يريد صياغة نظرية الكون الدوري بطريقة مجهولة لم يوضح تفاصيلها في حديثة الحديث عن اي نقد للضبط الدقيق لابد ان يكون مدعوم بالادلة التجريبية او النمذجة الرياضية فقد اجريت نمذجة باستخدام الحاسوب وتم تغيير قيم الثوابت الفيزيائية بمقدار ضئيل جدا .. خمن ماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة اكوان كارثية فاشلة جدا فهل نصدق الحسابات الدقيقة المدعومة بالحاسوب ام الاراء الفلسفية غير المدعومة بالحسابات الدقيقة وان كانت من علماء في مجال فيزياء الكون تحياتي هشام ادم
Quote: "هل هنالك قانون (ثابت) ومنتظم يحكم حركة الجسيمات دون الذريَّة على المستوى الكوانتمي أو وفق ميكانيكا الكم؟"
لا ادري ما الذي تقصده بوجود قانون منتظم وثابت
الميكانيكا اللاسيكيا التي نعرفها وتحكم حرة الاجسام المنظورة حولنا ما هي الا صيغ تقريبية لقوانين ميكانيا الكم وقوانين ميكانيكا الكم تختلف عن القوانين العادية هي اننا دائما نتحدث عن احتماليات فالالكترون لا احد يستطيع ان يجزم بوجوده في مكان ما ويجزم بسرعته او زخمه في نفس الوقت واستطاع مبدأ هايزنبيرج صياغة علاقة تحكم ذلك معتمدا على ثابت بلانك وهو كما تعلم ذو قيمة صغيرة جدا لذلك يصبح هذا القانون من الضآلة بحيث يهمل نفسه تلقائيا للاجسام ذات الكتل الكبيرة والتي بطيعة الحال تتعامل على المقياس الاكبر
الحديث عن احتمالية وجود الجسيم وسرعته غير ذات معنى في الحقيقة اذا تم النظر اليها بمعزل عن النظرة الاحصائية لنظم الجسيمات التي تحوي عددا هائلا منها وبالتالي تتحول الفضاءات الاحتمالية الى كميات ملموسة ذات معنى فيزيائي وعملي في آن واحد
قوانين ميكانيكا الكم جرى تعديلها لاحقا ودمجها مع النظرية النسبية الخاصة لتكون ما يعرف بنظرية المجال الكمي وجرى معالجتها في الزمكان المنحنى وهي ما تعرف Quantum field in curved space time هذه ليست نظريات رياضية مجردة والدليل على ذلك انه جرى اختبارها عمليا ومن المنظرين الاساسيين فيها ستيفن هوكينج احد ابرز الفيزيائيين حاليا
مبدأ هايزنبرج الهام جدا في ميكانيكا الكم هو المسئول عن ظاهرة نشوء الجسيمات الاولية في بدايات الكون اي اصل المادة في الكون وهو ما يعرف بالاضطرابات الكمومية Quantum fluctuation
اتمنى ان اكون قد فهمت قصدك
11-22-2015, 02:20 PM
عليش الريدة
عليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709
Quote: في اعتقادي الشَّخصي جدًا أنَّ المُشكلة بين المُلحد والمُؤمن تكمن في "طريقة التَّفكير". المُلحد لا يقول إنَّ الكون ليس له مُسبب. هذا الكلام غير صحيح إطلاقًا، لأنَّ المُلحد -كشخصٍ ماديٍ صرف- يعرفُ تمامًا أنَّ لكُلِ نتيجةٍ سببًا، ولكنَّه في الوقت نفسه لا يُمكنه التَّصريح بهذا المُسبب/السَّبب أو ادعاؤه دون أن
اولا ان القول بان الملاحدة لا يخالفون قانون السببية هو قول غريب بائن بشأن حقائق معلومة بالضرورة عن الملاحدة
غير انه من الجيد ان نعرف بأنك على غير عادة الملاحدة تؤمن بأن لهذا الكون مسبب و هذا لعمري تقدم و فتح كبير و خطوة حثيثة تغنينا عن كثير من العناء و منطلق ثابت لما بعده.
و لكن الا يعد ايمان الملاحد بأن لهذا الكون مسبب في حد ذاته نوع من البداهة طالما انهم لا يدرون شيئا عن السبب او المسبب ؟ الا يتناقض هذا مع حديثك ؟ كيف لهم ان يؤمنو بشئ لم تدركه حواسهم المادية ؟؟
عموما نخلص من خلال المقتبس هذا بأنك تؤمن بأن لخلق هذا الكون سبب و ان خلق هذا الكون لم يكن اعتباطا او من قبيل المصادفة
11-22-2015, 02:21 PM
كمال عباس
كمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17891
Quote: ووضح بجلاء إن إدعاء عقلانية الإيمان أو الإلحاد هو تعدي من العقل على ما لا يخصه
إختلف إن جاء قولك هذا حاسما وقاطعا أو نتيجة نهائية ، يمكن أن يأتي هذا القول متواضعا
ومتحفظا وواضعا في البال إعتبارات كثيرة فالمسألة أكثر تعقيدا من هذا التبسيط المخل !!
* نسب هذا القول لفلاسفة أو مفكريين لايضفي عليه حصانة ـ والواقع أن نثر أقوال وأسماء الفلاسفة في هذا الحوار - جيد إذا ماقصد منه إضافة حواشي وإسانيد لفكرة ولكن ضار إذا ماقصد منه
كبح الآخر وإفحامه بإعتبار أن تلك المقولات هو القول الفصل أو ما قصد منه إبهار الآخر بتلك النصوص والأقوال بإعتبارا لاهوتا وسدرة منتهي !
* خلاصتك أعلاه ومع إختلافي مع - الملاحدة ـ الا أني أراها متعسفة فالمؤمن عموما من إعتقاد وأحساس ـ بالقلب بوجود قوة خارقة ما وراء الطبيعة كما أن أغلب المؤمنين وخصوصا
المتدينين أخذوا إعتقادهم بالوراثة والبئية والتنشئية الإجتماعية ! مع وجود قلة حاولت الإيمان عبرها عقلها وجهدها بينما الملحد بصورة متمرد علي السائد والموروث ـ هو فرد مقابل مجموع وفرد في مقابل موروثطاغي ومؤسسة متحكمة ـ تراه أعمل عقله وفكر وتشكك ثم طالب بمده دليل مقنع خارج إطار الوجدان والإيمان القلبي ـ !
ومقابل الملحد والمؤمن ستجد المُتشكك وهو طرف أصيل في هذه الإشكالية ـ وهو أكثرهم طرقا والحاحا وبحثا ! والسؤال الذي أضيفه هنا لإسئلتي السابقة هو ما مردود ومترتبات الإيمان بخالق ولماذا خلق ؟
وماهي علاقته بالكون والمخلوق ؟ هل يخضع المؤمن عقله ومصيره لذلك الخالق هل سيظل باحثا عن الحقيقة والمعرفة بشكل مطلق لامتناهي أم يترك بعضا من هذه المهام لتفسيرات
وتقديرات خالقه بإعتبار أن العقل البشري ظل وسيظل قاصرا ومتناهيا ؟ هل يخضع الملحد سُلطة عقله وتفكيره لغيره ؟ هل المتشكك والشك أيضا أدعاء للعقلانية ؟
* في إطار حديثك عن عدم عقلانية الإيمان والإلحاد ـ أغفلت تسليم كثيرا من المؤمنين بأن إإيمانهم عبارة عملية إعتقادية ووجدانية ـ وعامل التسليم والخضوع لسلطة القوة الخارقة
أولاً احييك تحية خالصة كأخ فى الانسانية و أحى ثقافتك الواسعة و سعة اضطلاعك، و اثمن شجاعتك الفائقة فى الدفاع عن ارائك و أعتقاداتك دون مواربة رغم اختلاف الكثيرين جداً معها، و هذا ما دعانى للمشاركة فى هذا البوست فهذا يعنى من وجهة نظرى انك زول كويس رغم اختلافى مع اراءك. وأتمنى (رجاءاً و ليس أمراً) أن تلين لغة خطابك قليلاً مع احتفاظك الكامل بحقك فى الاصرار على الدفاع عن أراءك ما لم تكتشف خطأ هذا الرأى بالحجة و الاقناع.
ثانياً أرجو التعامل مع كافة مستويات الحوار و لغة الخطاب، فأنت لم لم تخطىء فى لغة خطابك مع أحد فى هذا البوست، بس كمان خليك مرن و صبور تجاه لغة خطاب الاخر وبدون أى شبهة تهكم فى الردود فأنت تدافع عن فكر، وهذا رأى الشخصى أخى.
و أخيراً أخى هشام أفضل ألا ترد على سؤال بسؤال فى حواراتك بل جاوب على السؤال ثم أطرح أى أسئلة بعد ذلك حتى لا يحسب أحد أنك تدافع دفاع أعمى عن آراءك.
أرجو أن لا أكون قد تطاولت عليك بأقتراحاتى أعلاه و أطلب منك تصفية النفوس أخى.
مع التقدير و الاحترام.
الأخ العزيز سنارى لك التحية و التقدير، أرجو منك العودة لأثراء الحوار مع تبريد النفس شوية فأنا من المستفيدين كثيراً من هذا الحوار.
11-22-2015, 02:54 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الأخ عوض الشيخ حامد تحيِّاتي لك .. أظنكَ طبعًا تعرف أن البروفيسور لورانس كراوس هو فيزيائي نظري وعالم كونيات في الأساس، وقد أوضحتُ لكَ رأيه كعالم كونيات حول موضوع الfine tuning universe وكذلك البروفيسور نيل تايسون هو عالم كونيات، وهو أيضًا يسخر من فكرة الfine tuning unverse والfine tuning argument وستجد له مقطعًا مُرفقًا بهذه المُداخلة، وأيضًا البروفيسور ستيفن هوكينج، وهو غني عن التَّعريف تناول فكرة الfine tuning universe في مقال سوف أضع رابطه في نهاية هذه المُداخلة. ولكن لماذا يتخذ هؤلاء العلماء هذا الموقف من فكرة الfine tuning؟ ولماذا يتمسك بها المؤمنون بفكرة وجود خالق للكون؟ من الواضح جدًا الأسباب التي تجعل المؤمنين بفكرة وجود خالق مُتمسكين بتصور أنَّ هذا الكون مُنظم ودقيق، على اعتبار أنَّ هذه الدقة وهذا النظام لا يُمكن أن يأتي دون خالق "عاقل" له غاية من هذا النظام وهذه الدقة، ورغم أنَّ هذا الافتراض يفرض تساؤلًا حول ما إذا كان الfine funer نفسه fine tuned أم لا، والذي سوف يجعلنا ندور في دائرة مُفرغة بسؤال، ومن خلق الخالق، مُتغاضين تمامًا القانون الأوَّل الذي ينص بشكل شديد الوضوح على أنَّ المادة "لا تُخلق"، ولكن الأغرب والأعجب من ذلك كُلّه هي أنَّ فكرة "النظام" التي صاغها أينشتاين مُندفعًا وراء أفكاره الشَّخصيَّة بأنَّ النظام هو المُتحكم في هذا العالم، في شكل معادلة رياضية مُتمثلة في الثابت الكوني، قد اندثرت أو اهتزت بقوة مع ظهور الفيزياء الكموميَّة التي خرج بها هاينزبيرغ بمبدأ اللايقين أو اللاتعيين، قد عقود من الآن، وهو المبدأ الذي رفضه أينشتاين وعارضه بقوة في البداية، لأنَّه كان يضرب في صميم اعتقاده بالانتظام، ولكنه –كعالم مُحترم- لم يجد بُدًا من الاعتراف بهذا المبدأ، والاعتراف بخطأ الثابت الكوني، ومُحاولاته إدخال نتائج اللاتعيين في معادلاته اللاحقة قبل أن يموت دون أن يُنجز شيئًا. أقول إنَّ الغريب أن تظل حجة الfine tuning قائمة رغم مُضي كل هذه السنوات من ذلك. ميكانيكا الكم يا عزيزي تضرب بقوة فكرة الfine tuned universe ولهذا كان سؤالي لكَ عن الثوابت التي تتحكم في حركة الجسيمات دون الذريَّة على المستوى الكوانتمي، لأنَّ هذا الكون قائم على مقدار من العشوائية، التي تجعل فكرة النظام هذه مجرد وهم (بحسب تعبير البروفيسور لورانس كراوس) وعلى أي حال، ربما كانت المُرفقات التَّالية أبلغ مني في شرح الفكرة بشكل علمي، فأنا لستُ فيزيائيًا after all
Einstein was very unhappy about this apparent randomness in nature. His views were summed up in his famous phrase, 'God does not play dice'. He seemed to have felt that the uncertainty was only provisional: but that there was an underlying reality, in which particles would have well defined positions and speeds, and would evolve according to deterministic laws, in the spirit of Laplace. This reality might be known to God, but the quantum nature of light would prevent us seeing it, except through a glass darkly
Thus it seems Einstein was doubly wrong when he said, God does not play dice. Not only does God definitely play dice, but He sometimes confuses us by throwing them where they can't be seen.
it seems that even God is bound by the Uncertainty Principle, and can not know both the position, and the speed, of a particle. So God does play dice with the universe
ما سبق كان مقتطفات من مقال للبروفيسور ستيفن هوكينج بعنوان (Does God Play Dice) ويُمكن قراءة المقال كاملًا من الموقع الرسمي للبروفيسور ستيفن هوكينج على الرابط التالي: hawking.org.uk/does-god-play-dice.html
(عدل بواسطة هشام آدم on 11-22-2015, 03:01 PM) (عدل بواسطة هشام آدم on 11-22-2015, 03:02 PM)
11-22-2015, 03:00 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الأخ أنور تاج السِّر، تحيِّاتي لك وأشكركَ على مُداخلتكَ، وعلى نُصحكَ لي، على وعدٍ مني بالعمل به ما استطعتُ إلى ذلك سبيلًا. أعتذر عن كون هذه المُداخلة في سطر واحدٍ مُتصل، ولكن يبدو أنَّ المنبر يُعاني من خللٍ ما يجعل الفقرات تظهر مُتباعدة أكثر مما يجب، وأنا شخصيًا أجد ذلك مُزعجًا، وسوف أُحاول من الآن فصاعدًا التَّقليل من عدد الفقرات قدر المُستطاع تجنبًا لهذا الخلل التقني. أكرر لك شكري وامتناني
11-22-2015, 03:20 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الأخ عليش الريدة .. تحيِّاتي مُجددًا. أشكركَ على الإجابة. الحقيقة أنَّني أُحب دائمًا الفصل بين فكرة الدين، وفكرة الله، رغم الارتباط الظَّاهري بينهما، ولكن لماذا يهمني ذلك؟ لأنَّ اعتراضي على الأديان وتعاليمها وتاريخها، ليس مُبررًا لجعلي "مُلحدًا، فقد كان بالإمكان أن أكون ربوبيًا، أو لادينيًا مثلًا، فالأمر عندي مُختلف تمامًا. نقدي واعتراضي للأديان له علاقة بالتاريخ، من ناحية، واللغة من ناحية، والأخلاق من ناحية، والمنطق من ناحية، والعلم من ناحية. لأنَّ الأديان والنصوص الدينية –في رأيي- تتقاطع مع كل هذه المحاور. ولديَّ قناعةٌ شخصيَّة أنَّ الأديان (وليس المُتدينين بالضرورة) هي واحدة من أهم مشكلات هذا العالم والقاطنين عليه، فالدين كأيديولوجيَّة يُعتبر مادة خصبة جدًا للنزاعات والصراعات غير القابلة للحسم والتسوية، وحتَّى أنَّ القرآن تعرَّض لهذه النقطة فقال {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} وحتى عندما حاول تقديم تسوية مع غير المسلمين قدَّمها بشروط "إسلاميّة" فقال {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا} وعندما تحدث عن غير المسلمين بشيء من الثناء كان ذلك لأنهم "مسلمون" (!) فنقرأ {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى} فلماذا رأى القرآن بأنَّ النصارى أقرب مودة للمسلمين؟ هل لأن نقاط الاختلاف بين الإسلام والمسيحية قابلة للتعايش والتسوية؟ لا، ولكن {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} فالأكثر مودة للمسلمين حسب القرآن هم الأكثر تقبلًا للإسلام، وهي وجهة نظري الشَّخصيَّة المبنيَّة على قراءتي الخاصة للنُّصوص، وبالإمكان التَّجادل حولها ولكن هذا البوست لا يُناقش قضيَّة الدين أو التَّدين، كما نوَّهتُ من قبل.
Quote: عموما نخلص من خلال المقتبس هذا بأنك تؤمن بأن لخلق هذا الكون سبب و ان خلق هذا الكون لم يكن اعتباطا او من قبيل المصادفة
أسلوب الاستسهال والقفز على النتائج ليس أسلوبًا منطقيًا، ولا موضوعيًا. لا يوجد مُلحد واحد حول العالم يشك أنَّ لوجود الكون "سبب" لأنَّنا ببساطة مُقتنعون بقانون أو مبدأ السببيَّة، هذا الكلام يجب أن يُفهم "دفعةً واحدةً دون اجتزاء". مبدأ السببية الذي أتكلَّم عنه هنا هو مبدأ تجريبي ينص على أنَّ "لكل نتيجة سبب، وأنَّ العلاقة بين السبب والنتيجة هي علاقة تجريب، وليس اقتضاء عقلي أو بداهة." فأي فرضيَّة من شأنها أن تحل مسألة "من أين أو كيف نشأ الكون" هي مُرحَّب بها، ولكن بدليل. وأي افتراض لسبب نشوء الكون يفتقر إلى دليل، فهو افتراض لا قيمة له، كما أنَّ الكلام عن "الصدفة" بعيدًا عن المفهوم الفيزيائي لهذه الكلمة، لا قيمة له عندي.
Quote: و لكن الا يعد ايمان الملاحد بأن لهذا الكون مسبب في حد ذاته نوع من البداهة طالما انهم لا يدرون شيئا عن السبب او المسبب ؟ الا يتناقض هذا مع حديثك ؟ كيف لهم ان يؤمنو بشئ لم تدركه حواسهم المادية ؟؟
دعني أشرح لكَ الأمر بطريقةٍ أُخرى: "إذا كنتَ تُؤمن بالـ"بعاتي" ولديكَ صديق لا يُؤمن بوجود "البعاعيت" بسبب أنَّه (لا يُدركه بحواسه الماديَّة بحسب تعبيرك)، ودخلت غرفتكَ ووجدتها في حالة فوضى، وافترضتَ أنتَ أنَّ سبب فوضويَّة الغرفة هو "البعاتي"، وقال لكَ صديقك: "أكيد هنالك سبب لهذه الفوضى، ولكن أكيد ليس هو البعاتي." فهل يُمكنكَ أن تسأله سؤالكَ السابق هذا؟ ما الذي افترضه (مما لا تُدركه حواسه المادية) يجعلكَ تطرح سؤالًا كهذه؟ هل مُجرَّد افتراض أنَّ لكل سبب مُسبب (دون معرفة المُسبب) يُعتبر لديكَ إيمانًا بما لا يُدرك بالحواس الماديَّة؟ ومن قال إنَّ المُلحدين لا يُؤمنون إلا بما تُدركه حواسهم الماديَّة فقط؟ أنا مثلًا أؤمن بوجود الذرات وأؤمن بوجود النَّسيج الزَّمكاني، وهما ليسا مما يُدركان بالحواس الماديَّة. إنَّ فهمنا ومعرفتنا بالمادة قد تطور كثيرًا عن فهمنا السَّابق لها باعتبارها (كل شيء له كتلة ويشغل حيز من الفراغ ويُدرك بالحواس) ليشمل (كل ما يُمكن تجريبه أو قياسه)، وبعيدًا عن كل ذلك، فعلينا التَّفريق بين الإيمان بشيء إيمانًا قائمًا بدليل، والإيمان بشيء بدون دليل.
11-22-2015, 05:22 PM
عليش الريدة
عليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة