|
السودان عمق الخليج الإستراتيجي ... الكويتي العقيد الركن طيار د. ظافر محمد العجمي
|
03:09 PM Oct, 29 2015 سودانيز اون لاين Dr. Ahmed Amin-UAE مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كانت تعاريف الإستراتيجية القديمة جميعها تأتي في منظور العمليات العسكرية، ثم أصبح بمقدورنا القول إن بلداً ما يمكن أن يشكل العمق الإستراتيجي لبلد آخر في ميزان العلاقات الدولية من قيمته التي يحددها بشكل رئيسي موقعه الجيواستراتيجي ومن عمقه التاريخي. - ويغمرنا شعور بالندم حين نتذكر أنه كان بإمكان جزء من جسدنا العربي كجمهورية السودان أن يقوم بدور العمق الإستراتيجي للخليج بموقعه وقوته العسكرية بدل سفينة أجنبية في الأفق أو إتفاقية أمنية مثقلة بنودها بالتبعات الجسام ، لقد كانت الذروة الدامية في العلاقات الخليجية السودانية حين قفزت الخرطوم إبان فترة زمنية -تحتل الزاوية الأكثر ظلما في ا لذاكرة الخليجية- إلى ما سميناهم «دول الضد»، ثم جاءت عاصفة الحزم كمنعطف حاسم ووضعت العلاقات الخليجية السودانية على مسار علاقات مختلف، وتوجت مؤخرا بنزول قوة برية سودانية بكامل تجهيزاتها وأخذت مواقعها في اليمن . - إن مشاركة قوة سودانية مع إخوانهم الخليجيين تأتي كتأكيد سوداني لعمق الدور العربي في الحفاظ على الأمن القومي للمنطقة، وتشكل صورة تختزل الحلم العربي في تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة -كما قال قائدها- والمشاركة السودانية قرار موفق، ويدل على أن الخرطوم تبنت سياسة الإنفتاح العسكري والتركيز على الحضور في جوارها الإقليمي وعلى كتفها البندقية. - وللجيش السوداني خبرة ولدتها بيئة النزاعات المسلحة التي كان ضحية لها، والحقيقة التي لا تقبل النقض هي أن الجندي السوداني هو أكثر العسكر العرب خوضاً للمعارك وأكثرهم تأهيلاً في الحرب البرية، لكن ذلك لم يشفع للقوة السودانية حين نزلت في «ميناء الزيت» في عدن وكما قال لسان الدين ابن الخطيب «صاح فوق كل غصن ديك» فقد كان هناك من «غمز» بوجود مكاسب إقتصادية أو سياسية للخرطوم ، وهناك من «لمز» أن مهمة القوات السودانية أمنية ستمارس من خلاله دور المذل للشعب اليمني الشقيق ، ورغم أنه تم نفي الأمرين سودانياً فإن علينا التسليم للزمن بحقه في توضيح الأحداث، وإن كنا سنستبق ذلك بسؤالين أولهما: ألم تكن مشاركة مصر في عاصفة الصحراء 1991م سبباً في إسقاط ديونها العسكرية بالكامل وتحولها من مدينة بــ50 مليار دولار لمالكة إحتياطي بــ20 مليار دولار كأكبر إنجاز قدمه الرئيس مبارك لشعبه وبلده. أما السؤال الثاني فهو: كيف ترسل الخرطوم قوات مدربة على خوض حروب جبلية ذات كلفة تدريب عالية بينما كان بإمكانها إرسال شرطة أو حرس وطني لتحقيق نفس النتيجة كما أن تصاعد وتيرة الإنفلات الأمني والتفجيرات والإغتيالات بهدف زعزعة الإستقرار والأمن في المناطق المحررة خير مبرر لتواجد قوات مقتدرة لإعادة السلام وهو جهد يخدم خطة إستعادة الشرعية. - وإذا كانت الخرطوم صاحبة المبادرات فأتمنى ألا يكون صانع القرار الخليجي من أصحاب ردود الأفعال، فالتحية السودانية يجب أن يرد عليها خليجياً بأفضل منها ونستطيع أن نزن حجم المشاركة العسكرية السودانية بما سببته من قلق لطهران التي إنتقدت على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنضمام السودان إلى التحالف المناهض لها باليمن .
|
|
|
|
|
|