سرٌ في قلب موسى

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2015, 10:23 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سرٌ في قلب موسى

    09:23 AM Oct, 22 2015
    سودانيز اون لاين
    عليش الريدة-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    إلي..
    الذي أُعطي ليشبع، فازداد جوعا..
    الذي عندما غُمس في أنوار اللذة الأولى..
    جاس يسأل عن الأنوار الأخرى..
    ذاك الذي أُسمع..
    فقال دعني أنظر..
    ياسيدي..
    إني سائلك بالذي على عينه صنعك..
    خبرني..
    ماذا رأيت تحت أقدام أمنا، تلك اللحظة القدسى..
    التي عندها صعقا خررت ..
    وصديقك الجبل الشهيد..
    الذي قبلك حبا تفتت ..
    هلاّ خبرتني ياسيدي..
    عن تلاقيكما في تلك الاغوار البعيدة..
    وعن طعم الفناء تحت نور التجلي..
    وعن كيف يكون الشوق مادة العدم الأولى..



    عليك وعلى الذي بك بلّغنا..
    أزكى الصلوات وأتم التسليم..





    سرٌ في قلب موسى/ قصة قصيرة
                  

10-22-2015, 10:39 AM

طلحة عبدالله
<aطلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

                  

10-22-2015, 11:00 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: طلحة عبدالله)

    مرحب حبيبنا الأولاني.. طلحة الدبياني (دي على وزن الظبياني)..
    إنت ياخي ماتملا لينا في ملفك خانة الوظيفة دي..
    عشان نتكبكب ليك شوية..
    واجعني بالحليل تواضعك الشديد دا..خخخخخخ
    بعدين ناس السياسة جنّهم يكتبوا مذكراتم..
    وناس الرياضة دائما عاملين نايمين..
    أتوقع أن تكون هناك فائدة كبيرة ،وونسة كمان ،لو فتحت بوست طويل الأجل عن تجربتك لما كنت في السودان
    ودخل معاك الأستاذ كمال حامد برضو..
    تحياتي
                  

10-22-2015, 11:31 AM

طلحة عبدالله
<aطلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    يا الأريب رحمك الله وحفظك بالصحة والعافية
    مالك عايز تدردقني زي ناس الفيس بوك ..
    ناس البروف أمين وعبد الوهاب الحاج وهبة
    وغيرو حايشني ترغيب وترهيب ليهم زمن طويل عشان أنزل
    صورتي .. قدر ما قلتا ليهم يا أخوانا خلوها مستورة
    خلوها مستورة .. أنا عايز كل محب يتخيل لي الصورة
    العايزا عشان الأمور تكون ماشة كويس ..
    رفضوا وأصروا الحاحا لغاية ما أنا الغشيم أقوم أنزل
    ليهو صورة لمدة دقيقة ما زدتها والله .. عليك أمان
    الله بعد الواقعة دي مباشرة الأصدقاء نزلوا للربع وما زالوا
    في تناقص وتراجع .. وبوستاتي كلها بايرة التقول زاربا
    بالشوك ..
    خليني كدا الله يخليك .. خخخخخخخخخ
                  

10-22-2015, 12:57 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: طلحة عبدالله)

    تحذير من حكومة الولايات المتحدة إلي رعاياها بعدم التواجد في دولة ...


    أما أنا فأقول للأستاذ / صلاح عباس فقيري
    المراجع اللغوي ..
    والمقيم بالمدينة المنورة..
    ياسيدي..
    إن تصادف مرورك بهذه الأنحاء فإني أطلب من أن تضغط على زر الخروج بمجرد وصولك لهذه السطور،وذلك ليس زهدا منا في مرورك لاسمح الله..
    ولكن حرصا على مشاعرك فما سيأتي قد لايتناسب معك إطلاقا..
    فعذرا إن أصبحت الكتابة ، مجرد وسيلة للتعذيب لا غير..
    تحياتي
                  

10-22-2015, 01:10 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    الغائر في مغارات الروح عبر تقليب محاضر الذات
    ونعي شهداء الصعق سلام .....سلام
    ولطلحة المودة
    دمتما يامبجلين


    النص الذي لم يحضر بعد شع نوره رغم عتمة الغطاء
    وتحزيرات قائده الفذ

    ننتظر بتحرق


    دمت
    تلبو
                  

10-22-2015, 02:56 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: Dahab Telbo)

    والله يا أخي الصغير دهب..
    أنت والقليل من أمثالك تعيد إليّ كثير من ثقتي المفقودة في أجيال هذه السنين العجاف..
    وذاك رغم قناعتي التامة بأن الذنب ليس عائد إليهم..
    تشرفني دائما طلتك وبرضو متابعك جدا..
    شكرا ليك كتير
                  

10-22-2015, 03:04 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    ظلت ابتسامة الظفر الواسعة ترسم حضورها المستمر على وجه خالد, معبرة عن حالة الرضى التي تسكنه , فقد استطاع في زمن قياسي إكمال مراسم زواجه , وهاهو الآن يذهب بزوجته بعيدا إلى حيث يقيم في تلك المدينة الكبيرة, ورغم أن زاوجه كلفه مبلغ طائل , إلا أنه لم يكن يهتم, فالمال عنده وفيرٌ جدا, وزوجته تستحق أن يصرف عليها وعلى أهلها ذلك المبلغ , بل هي تستحق أكثر من ذلك .. كان يأمل أن تستمر حياته الزوجية الجديدة في هناء وسعادة , حتى تعوضه عن الأيام التعيسة التي قضاها مع زوجته السابقة , ورغم أنه لم يتأثر كثيرا عندما قرر إنهاء زاوجه السابق , إلا أنه مازال حانقا على طليقته, لأن المشاكل المستمرة التي كانت تثيرها وتعكر بها صفو حياته, عبرت بوضوح على أن تلك المرأة العنيدة انعدمت لديها القدرة تماما, على تقديم القليل من التنازلات لكي تستمر عجلة الحياة الزوجية في التقدم , كما كان يفعل هو , وكما يفعل جميع الناس لأجل حياتهم الزوجية .. لكنه كان يحس أن القدر عوضه بهبة , وفي الواقع إنه كان محظوظا جدا, لكي يتعرف على هبة, أو بالأحرى, لا شئ رتب اللقاء الذي حدث بينهما من بعيد لأول مرة, غير ضربة الحظ المحضة , لقد كان هو في زيارة للبلدة التي تسكن فيها هبة, مدعوا لحفل زواج أحد الرجال الذين يعملون معه ..وكان قد مر عليه شهران فقط منذ أن طلق زوجته الأولى , وفي ذلك الحفل لمحها من بعيد , فهمس يسأل عنها , وعندما عرف أجوبة أسئلته , عرف كذلك أن هذه الفتاة ستكون زوجته , وبمثل همته في العمل , سعى لإكمال الأمر في زمن وجيز , ولقد كلفه ذلك مبلغا طائل , إلا أنه لم يكن يهتم, فالمال عنده وفير جدا, وزوجته تستحق أكثر من ذلك .
                  

10-22-2015, 03:28 PM

طلحة عبدالله
<aطلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    ولك السلام والمودة يا دهب
    أنا برضو متابع .
                  

10-22-2015, 06:31 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: طلحة عبدالله)

    كانت هبة منذ أن نشأت مثار اهتمام أهل الحي, لقد منحها الله ذلك الجمال الذي يشبه بطلات قصص الأطفال, وعندما صارت شابة, شب معها جمالها, لكنها احتفظت بالكثير من براءة طفولتها , كانت شابة جميلة, رقيقة, وبريئة.. لكنها نشأت في أسرة فقيرة, تعيش في بلدة صغيرة.
    وعندما ظهر خالد فجاة في حياتها لم تعرف كيف يجب أن يكون تصرفها , ولم تكن وافقت عليه بعد , عندما سارعت أسرتها في إتمام زواجها , كانت السعادة تملأ عيونهم فسعدت هي أيضا لسعادتهم , وهاهي الآن بعد أن أصبحت زوجة لخالد , تذهب معه بعيدا إلى حيث يسكن في المدينة الكبيرة .
    ومر القطار سريعا , كانت المحطات الأولى مفعمة بالتودد , وتحوم فيها الرغبات العطشى للتعرف , كان الاحتفاء بالجديد يدفع بالقطار من غرفة المحركات , كان وقودا فعالا وشغوفا..لكن معركة الجديد مع الزمن دائما خاسرة, لذلك لا يمكن أن يعتمد عليه لوحده ليدفع بالأمور للأمام باستمرار.. وفي الواقع إن هبة ما كانت تطمع في الكثير , لكن حتى القليل الذي كانت سترضى به عزّ عليها .. وهكذا ذابت فورة الوداد سريعا , وظهر السطح الحقيقي الذي ينبغي أن يعايش.. وعندما أنجبت طفلها الأول والوحيد،كان العجل يسرع في التدحرج من أعلى المنحدر, وبدا أن الأمور على وشك الانهيار, لذا حاولت أن تفعل شيئا .. نعم.. لقد حاولت لمرة واحدة أن تفعل شيئا, لكنها للأسف جعلت الأمور أسوأ مما كانت عليه, وتسببت في جلب أذي كبير لنفسها..
                  

10-22-2015, 06:48 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    وهي لن تنسى ذلك اليوم أبدا, في يقظتها وفى منامها, مازالت تذكر جيدا عندما دخل خالد إلى البيت في الساعات الأولى من الصباح, وكان كالعادة مخمورا جدا .. وكانت في السابق تتظاهر بالنوم حتى يغط هو في نومه , لكنها في ذلك اليوم حاولت أن تفعل شيئا .. كان قلبها يرتعش, ويداها ترتجفان, ولم تدر من أين تبدأ, وعندما طال الوقت وخافت من أن يغرق في النوم, حسمت أمرها وقالت له : هل أحضر لك شيئا تأكله ؟
    : لا
    : هل تحتاج لشئ آخر ماء , عصير؟
    : لا
    لم تستسلم لهذه الطريقة التي يتكلم بها , و سألته برفق
    : لماذا يا خالد تغيب كل هذا الوقت عن المنزل ؟
    : من الأفضل لك أن تنامي .
    : أنا لا أنام ليلا ولا نهارا.. إن لي وابنك عليك حقوق
    : ابني لا دخل لك به, وأنت ليس لك حق على, بل أنا لي حقوق عليك , لأني اشتريتك, أنت ملكي ومازلت أدفع ثمنك لأهلك .
    : يبدو أنك مخمور جدا, لذلك سأتركك تنام..
    وهاج خالد هياجا شديدا, وسمعت هي في تلك الليلة ألفاظا كاسرة من بذئ السباب, ولكنه لم يكتف بذلك , فقد نزل عليها ضربا شديدا بساعديه المخمورتين , ولولا أنها أغمى عليها ,كان يمكن جدا أن تفقد حياتها .
    وبعدما أشرقت الشمس بساعات عدة, استيقظ خالد على صوت زوجته كانت الكدمات تملأ وجهها , لكنها تحاملت على نفسها, وقررت السفر إلى أهلها في نفس ذلك اليوم, وبدلا من أن تنفذ قرارها مباشرة كما تفعل الزوجات اللائي عدمن القدرة على تقديم القليل من التنازلات, فضلت أن تنتظره حتى يستيقظ لتخبره , ثم تسافر بعدها , ولكنه تعمق في نومه جدا، لذلك أيقظته وقالت له بانكسار : سأسافر إلى أهلي..
    نظر إليها لبعض الوقت ثم قال : كان من الأفضل لك أن تتصلي بهم وتسأليهم عن رأيهم لكن بما أنك اتخذت قرارك لن أقف في طريقك أذهبي ... ثم أنكفأ على جانبه الآخر وعاد من جديد للنوم ... وأخذت هي طفلها وذهبت .
                  

10-23-2015, 06:00 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    عندما وصلت إلى أهلها وجدت المنزل مختلفا.. حتى أنها كادت أن تضل عنه ..
    لقد تناثرت العربات الفارهة أمام المداخل..و اختفى الطين الذي لعب معها في زمن الطفولة , وحلت محله أعمدة الأسمنت المسلح بالحديد .. وزكمت رائحة الطلاء الجديد أنف الجو, وزينت الأزهار المزيفة الفسحات الوسيعة , وهبت في جوف الغرف نسائم الأهوية الاصطناعية.. لقد أصبح المنزل متينٌ وجميل.. نعم ..متينٌ جدا وجميل .
    وحكت هبة لأهلها كل شئ عن خالد, وكانت أمها تغالب دمعها وهي تسمع .. لقد شعرت هبة فعلا بالتعاطف, وأحست برغبتهم في المساعدة, لكنها أنكرت الأمان الذي كان صديقها الوحيد عندما كانت تعيش في هذا البيت , كان هناك شئ يبوح بالتوتر, ترى هل حكى لهم خالد أكاذيب عنها ؟ كانت تراهم من بعيد مجتمعين يتهامسون , وعندما يشعرون بوجودها, يتوقفون عن الهمس ويتظاهرون بفعل أشياء أخرى..نعم.. كانوا يتظاهرون .. وفي يوم ما, كان قريبا, لم يكن يوما بعيدا , لم يمض على وجودها معهم أكثر من أسبوع عندما انفردت بها أختها الكبيرة .. وأخذت تدور بالكلام بصعوبة وبطء, مثلما يدور التراكتور الذي تعطل مقوده .. لكن هبة مازالت رقيقة وبريئة, لذلك كان على أختها أن تبذل مجهودا أكبر ,وفي النهاية استطاعت أن تغصب فمها على لفظ الكلمات : تعلمين يا هبة أن خالد وجد لإخوانك وظائف مغرية جدا, كما أنه ساهم بالجزء الأكبر من منصرفات إعادة تأسيس منزلنا , وزوجي أيضا موعود بوظيفة منه في الأيام القليلة القادمة .. إن وضعنا اختلف يا هبة, لقد صارت لنا مكانة كبيرة في الحي , أصبح الناس يعاملوننا باحترام وهيبة, و الحقيقة إن خالد اتصل بأخيك وقال أنه .. يعني ..أخوك يرى أنه , في الواقع كلنا نرى أنه.. لو صبرت على خالد قليلا حتى يستقيم حاله لكان هذا أفضل لك ولنا .. كانت تتكلم مثل من يحمل جوالا ثقيلا على كتفه ويهرول به , وعندما وضعته أمام هبة شعرت بارتياح وانتظرت ردها ..لكن.. عم الصمت الصديم .. إن هبة لم ترد , لقد كانت تفكر في كلام زوجها , عندما حاولت لمرة واحدة أن تفعل شيئا, لكنها تسببت في جلب أذى كبير لنفسها.
    وقبل أن تشفى من كدماتها عادت هبة لزوجها .. إن قصبة السكر عندما تحشر نفسها في المعصرة, لا تستطيع أن تعود لتلهو في الحقل من جديد..وهكذا عادت إلى البيت الواسع الذي دفنت فيه من قبل سعادتها, تبحث عن حفر أخرى لتدفن فيها كرامتها .. وصار زوجها لا يأتي وحده عندما يعود مخمورا في الساعات الأولى من صباح كل يوم, كانت تأتى معه دائما رفقة , كانت تسمع من خلف جدران غرفتها, الضحكات النسائية الخليعة .
                  

10-23-2015, 05:06 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    ولجأت إلى التلفاز , كانت تجلس بالساعات تتابع البرامج الدينية , وفي يوم ما سمعت أحد الشيوخ يتكلم عن الإبتلاءآت قال : إن الحزن هو صبغة الحياة , الله قدر ذلك حتى لا ننس الآخرة, إن تراب آدم عجن بماء الحزن , القرآن نفسه نزل بحزن , لكن المؤمن دائما ما يفوض أمره لله , لذا يجب أن يكون الدعاء سلاحكم يا أخوة , وأحكي لكم قصة عالم عاش قديما اسمه عبد الغني المقدسي , كان قد تعرض لضيق شديد في زمن فتنة اختلاف المذاهب , وشكاه بعض العلماء إلى السلطان , فحبسه في أحد الديار حتى ينظر في أمره,وضيق عليه جدا,وهم بقتله, وعندما أكمل أسبوع في حبسه, سمع امرأة من دار قريب من الدار الذي حبس فيه , كانت تبكي وتدعو قائلة: ( بالسر الذي أودعته في قلب موسي حتى قوى على حمل كلامك ) قال الشيخ فدعوت بدعائها ذلك , فخلصت في ليلتي تلك..
    كانت هبة تستمع إلى الكلام وتبكى, وعندما أتى الليل, صلت كثيرا ثم دعت وهي ساجدة :(أسالك بالسر الذي أودعته في قلب موسى حتى قوى على حمل كلامك ,أن تأخذني وابني إليك, فأنت تعلم أن الأرض قد ضاقت علينا بما رحبت,واعفو عني,وأكرم أهلي من بعدي, واهدى زوجي..فأنت تقبل ما لا نقبل , وأنت واسع عليم) .. وارتوت المصلاة من دموعها..
    لقد كان حقا دعاء عريض..نعم..إنه دعاء عريض.. وأحست هبة براحة أن تطرح جبال أحزانها على أحد .. عرفت أخيرا من هو الذي يهتم فعلا لأمرها, بعد أن خذلها كل الذين كانت تعتقد أنهم يهتمون فعلا لأمرها .
    وفي ذات يوم اتصل عليها خالد من العمل , وأخطرها بأن خاله الذي يعيش في مدينة أخرى قد توفى, وطلب منها أن تهيئ نفسها للسفر معه للعزاء لأنه سيمر لأخذها بعد قليل, وبعد دقائق كانت الأسرة الصغيرة في طريقها إلى تلك المدينة , كان خالد يقود مسرعا كعادته , وكانت هبة صامته تنظر من زجاج النافذة , وتحمل طفلها النائم في حجرها ,وبعد أن قطعت العربة مسافة على الطريق , استيقظ الطفل وبدأ فورا في البكاء, وحاولت هبة إسكاته, لكنه استمر في البكاء الحاد والمزعج, وغشيت خالد نوبة من الغضب , فالتفت ناهرا الطفل.. وكانت هذه الالتفاتة التي لا تحسب بشئ ذى بال ,هي بالضبط التي خطط لها القدر لتكون النقرة الصغيرة, التي تحرك ماكينة الباخرة العملاقة .. لقد بدأ للتو, تشغيل برمجة الاستجابة لذلك الدعاء العريض ..عندما حول خالد رأسه للأمام مرة أخرى , كان الوقت قد مضى ليستطيع أن يفعل شيئا , فقد كانت هناك حالة تخطي خاطئة في مواجهته , وزحمت الأضواء المتقطعة من الكشافات الجهيرة, والأصوات الهادرة من الأبواق, مساحة التفكير المتبقية لديه, وحاول أن يخرج بالسيارة من الطريق قبل حدوث الاصطدام ,لكنها انكفأت مرة,وأخرى,وأخرى.. وعندما استقرت أخيرا.. كانت الصبية البريئة ،التي تشبه بطلات قصص الأطفال, قد أخذت طفلها ومضت إلى حيث الاحتفاء الحقيقي بالأبطال .
                  

10-23-2015, 07:12 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    وبعد فترة كان خالد مستلقيا في أحد بساتينه , بعد أن خرج من المستشفى قبل أيام قليلة,لقد شفيت جراحه, لكنه كان في حالة نفسية سيئة جدا, لذا نصحه الأطباء بتغيير الجو, فجاء إلى هذه المزرعة التي كانت من أحب أملاكه .. كان مستلقيا تحت شجرة ساهيا ينظر إلى الفراغ, محاولا دون جدوى أن يطرد الأفكار السوداء التي تتناوشه ,وفجأة لفت انتباهه عصفور ما.. كان ذلك العصفور يكرر ذهابه وإيابه محلقا من فوق رأس خالد إلى شجرة قريبة ,يقضي بها وقتا ثم يعود من حيث أتى.. وتحرك خالد إلى تلك الشجرة, وكمن يراقب عودة العصفور, وعند ما عاد حط على غصن منخفض , كان فيه عش صغير .. ظهر منه فرخ صغير .. كانت عيناه مغمضتان, ولا يصدر فمه صوتا , كان العصفور يحمل طعاما في فمه, ويحاول إدخاله في فم الفرخ , لكن الفرخ المسكين, كان يجد صعوبة في تحديد مكان المنقار الذي يحمل الطعام, لذلك كان يناور كثيرا, فيقوم العصفور بمنقاره بمجاراة مناورات الفرخ المتعبة , يمين وشمال, فوق وتحت .. كان واضحا أن فرص هذا الفرخ في البقاء قليلة للغاية, لكن يبدو أن العصفور الأب مصرا على القيام بدوره حتى النهاية, وبعد صبر أمين, استطاع أن يحشو الطعام في منقار الفرخ, وانتظر لحظة, يراقب صغيره, ثم طار على نفس خط طيرانه المعهود.
    ولأول مرة في حياته استطاع القلب القاسي أن يلتقط إشارات الانتباه, فطرح على العيون حامض دمعه , كما تطرح المغسلة عن نفسها رغوة الملابس التي يبست من الاتساخ ..
    وتهاوى الوجه العنيد متعفرا بدفء التراب الحنون.
    إنه حقا دعاء عريض..إنه حقا سر عجيب.

    تمت
                  

10-23-2015, 08:03 PM

طلحة عبدالله
<aطلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    تماما كما قال فيليب سيدني في ما معناه:
    التراجيديا الرفيعة الرائعة التي تنكأ الجراح العظيمة فتكشف عن
    القرح من تحت غلاف النسيج والتي تثير مشاعر الإعجاب
    والشفقة وتعلمنا إن الدنيا لا تدوم وتظهر لنا الأسس الواهية التي تـقـوم
    عليها قصور مذهبة.
                  

10-23-2015, 10:45 PM

Fatima Alhaj
<aFatima Alhaj
تاريخ التسجيل: 05-06-2014
مجموع المشاركات: 712

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    تراجيديا بيع الكرامة في زمن
    أرخص ما فيه سعر الإنسان ..
    طوبى لها فقد وجدت طريق الخلاص،
    ولا عزاء لمن لا زلنَ يدفعنَ أقساط الربح المركب.
                  

10-24-2015, 07:30 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: Fatima Alhaj)

    أستاذنا طلحة ..
    زولك القلتو دا أنا من تسطيحي ماسمعتبيهو..
    واقتباسك الجبتو دا كبير جدا..
    الدار أقولو ليك من زمان وخجلان منو ، ثبت أمامي في هذه اللحظة..
    ناس الكورة ديل جليهم أو قلل منهم وابحث عن نوافذ أخرى إضافية..
    إنت فيك حاجة ، وليس من العدل أن تفنيها كلها في الرياضة،وخاصة الرياضة السودانية..
    ليك إحترامي الذي لايغمره طمي رفع الكلفة..
                  

10-24-2015, 07:54 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    الأخت فاطمة الحاج..
    مرحب بيك وشكرا على المرور..
    التعليق الذي ذكرتيه جزء أساسي من القصة..
    لكن الشئ الأهم في القصة (حسب وجهة نظري طبعا).. هو لفت القارئ للبطولات النسائية اليومية العادية الطبيعية، والتي لايلتفت لها عادة..
    فهبة رغم الأذي الخرافي الذي وقع عليها من زوجها وأهلها، دعت لهم بالخير..
    وكانت سببا في النهاية في هداية زوجها..
    لكني طبعا من اتجاه آخر لا أدعو للسكينة والاستسلام في مواجهة المصائب..وإنما أقول باختصار القلب الصافي سر الله الأعظم في الأرض..
    شكرا مرة أخرى وربنا يحفظكن في الغربة.
                  

10-24-2015, 08:59 AM

طلحة عبدالله
<aطلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)

    427px-Sir_Philip_Sidney_from_NPG.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    سير فلپ سدني Sir Philip Sidney (30 نوفمبر 1554 – 17 أكتوبر 1586)، هو شاعر،
    أحد رجال البلاط الملكي، وجندي إنگليزي. وكان من أحد أبرز الشخصيات في العصر الإليزابثي.
    من أعماله أستروفل وستلا (النجم وعاشق النجم، الدفاع عن الشعر وكونتسه أركاديا من پمبروكه.
    منقووووووووول .

    يا الأريب الأستاذ في الجامعة ياخ ..خخخخخخ
    هو نحن ناس الرياضة ذاتم ما معترفين بينا .

    (عدل بواسطة طلحة عبدالله on 10-24-2015, 09:09 AM)

                  

10-26-2015, 01:28 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: طلحة عبدالله)

    Mutwakil Toum
    ارسل لي صديقي هذا البوست على الواتس اب، عليه فان عدم مشاركة السودانييس اونلاينيين لا يجب ان يسبب في احباط الكاتب الكتّاب..
    أعجبني · رد · 24 أكتوبر، 2015 08:14 صباحاً

    يامتوكل ياخوي أول حاجة آسف إنو ماشفت تعليقك دا في زمنو..
    بعدين الحنكة الفيهو بتوري إنو إنت برضو عندك نصيب كبير من الشغلة دي..
    أحترم جدا القدرة على الإبانة الرفيعة ،بأقل إستخدام للحروف..
    هذا بغض النظر عن محتوى ما أشرت إليه ياعزيزي..
    لكن برضو بشكرك عليه كتير..
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de