|
لقصف الروسي وأسئلة حائرة
|
11:59 AM Oct, 21 2015 سودانيز اون لاين عبدالدين سلامه-الامارات مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بالرغم من أن التدخل الروسي في سوريا هدف بوضوح لدعم الطاغية السوري بشار الأسد من خلال إعلان روسيا بأنها جاءت لمكافحة الإرهاب خوفا من تمدده إلى أراضيها ، إلا أن التدخل الروسي العنيف الذي بدأ بدك حصون الجيش السوري الحر المناويء للأسد قبل قصفه لمعسكرات داعش ، خلط الأوراق السياسية في سوريا ، فبشار الذي كاد أن يفقد قبضته على حكم البلاد ، تغيّرت لهجته تماما ، وبدأ يطرح نفسه كمحارب للإرهاب في عملية تجميلية أنسته حقيقة أن الإرهاب الذي حلّ بسوريا كان سببه هو نظامه الذي آثر التضحية بمعظم الأراضي وقصف الشعب السوري بالبراميل المتفجرة من أجل البقاء . اللاعبون الآخرون في الملعب السوري والمتمثلون في أمريكا وحلفاؤها الأوروبيين ، اربك الإندفاع الروسي في سوريا مخططاتهم ، للدرجة التي أعلن فيها رئيس الوزراء البريطاني عن إمكانية توسيع رقعة الضربات الجوية البريطانية المقتصرة على العراق حتى الآن ، لتشمل سوريا بالرغم من خسارته تصويتا برلمانيا بشأن التدخل في سوريا منذ عام 2013 ، بل وأعلن عن زيادة عدد الطيارات المقاتلة المنطلقة بدون طيارين وغيرها من أعتدة الحرب الجوية التي تخوضها إلى جانب التحالف الذي تتزعمه أمريكا ، بينما صعّدت فرنسا من لهجتها أكثر حتى بانت وكأنها تحمل قضية شخصية ضد روسيا . أمريكا التي انشغلت بالتحذيرات المتوالية لروسيا من عدم استهداف أي مجموعات غير داعش ، ارتبكت هي الأخرى ، خاصة وأن روسيا لعبت بذكاء على ورقة أن المناطق التي قامت بقصفها ، هي المناطق التي أعلنتها الإستخبارات الأمريكية بؤرا إرهابية ، واختلفت الآراء بينما روسيا تواصل قصفها بلارحمة لإبعاد أي خطر محتمل على نظام بشّار الأسد ، وقد تبيّن بمالايدع مجالا للشك بأن لكل دولة من دول التدخل العسكري في سوريا مجموعات على الأرض تحارب عنه بالوكالة ، وهو مايطرح تساؤلات عديدة ، فجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المتأسلمة لاتختلف عن تنظيم داعش في الإرهاب والترهيب والمسؤولية التضامنية في تشريد وتهجير الشعب السوري الأعزل ، فلماذا ترفض تلك الدول لروسيا أن تقصف أي جهة أخرى غير تنظيم داعش ؟ ولماذا تصرّ روسيا على أن المناطق التي قامت بقصفها تتبع داعش بينما الدول الأخرى تحاول إثبات العكس للدرجة التي أصدرت فيه روسيا تصريحا بتدميرها لهيكل قيادة داعش فى سوريا وقطع خطوط إمداداته ، بل وأعلنت عن فرار العديد من منتسبيه إلى أوروبا ، وهو تصريح غريب ، فكيف تمكن منتسبو داعش من الفرار إلى أوروبا بعد سويعات من الإستهداف الروسي ؟ ولماذا لم تعلن السلطات الأوروبية أية أخبار عن عودتهم والإجراءات التي تم اتّخاذها بشأنهم ، وكيف تيسّرت لهم سبل العودة في بلد لايستطيع الطيران المدني التحليق فيه جراء الحرب الدائرة ؟! أسئلة كثيرة حائرة لاتجد من يجيب عليها ، والدول الأوروبية جميعها لزمت الصمت ولم تعلّق بالنّفي أو الإيجاب حول التصريح الروسي بفرار الدواعش إلى أوروبا . ويتساءل المراقبون عن السبب في نجاح الهجوم الروسي في تحقيق نتائج موجعة خلال أقل من أسبوع على انطلاقة حملات قصفه الشرسة ، بالرغم من أن الولايات المتحدة وحلفاؤها الفرنسيون والألمان والبريطانيون وغيرهم من حلفاء أوروبا يملكون طائرات وصواريخ وأسلحة أكثر تطورا وأكثر دقة في إصابة الأهداف ، ولم يحققوا في حملات قصفهم الممتدة لأكثر من عام ماحققته روسيا في أقل من أسبوع ، بل ويحاولون في ذات الوقت الحدّ من إطالة أمد التدخل الروسي ، ويسعون لإيقاف الضربات الجوية بأيّ ثمن ، بل ويعلنون بصراحة وقوفهم بقوة ضدّ أية شرعنة دولية للتدخل الروسي ؟؟! سؤال آخر فرضه هذا التدخل المفاجيء لروسيا وهو ، هل الحفاظ على نظام بشّار الأسد وحده هو السبب في هذا الإصرار العنيد الذي لم يأبه بالإعتراضات الدولية بمافيها اعتراض امريكا القطب الأقوى في العالم ، أم أن روسيا التي أحسّت بكساد أسلحتها مقابل الإقبال الهائل من مختلف الأطراف على شراء السلاح الأوروبي والأمريكي ، اندفعت لإجراء تجربة عملية على مدى تأثير سلاحها في تغيير معادلات الحروب في هذا القصف الإستعراضي الذي يهدف للتسويق أكثر من المباديء الأخلاقية المعلنة
|
|
|
|
|
|