|
خطوط طول الصبر
|
06:31 PM Oct, 12 2015 سودانيز اون لاين أبوذر بابكر- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ولكنّ أيّوب إن صاح صاح: لك الحمد، ان الرزايا ندى وإنّ الجراح هدايا الحبيب أضمّ إلى الصّدر باقاتها هداياك في خافقي لا تغيب هداياك مقبولة. هاتها +++++++++ السياب - من قصيدة سٍفر ايوب
دردير الزمن بلحيل بنجض عضمك وتجريب المحن دايما بحسن نضمك لوك للصبر ياخوى يسهل هضمك أوعاك من تلوك حال الخلوق بى كضمك ++++++++++ الحاردلو
===================================================================
يهدأ الظل قليلا من عناء ركض أطرافه على حواشى الحكاية
تتلفت الأشجار فى لا إنتباه غير مقصود، ولا يعنيها الأمر فى شئ، فبعد قليل ستأتى عصافير الشتاء ويحتدم العناق الأزلى
يهدأ الظل قليلا
يتجهم وجه الشمس وهى تهم بعقد قران الضوء اليومى، على صبية تدعى الأرض، تتزين العروس كل صباح بالبحر والعقوق والقصائد
وقبل أن تنتهى الشمس من تلاوة نصها المقدس، يبدأ الحزن فى إرتداء وشاحه المظلم، وتسدل أستار الأمنية عليها وعلينا،
تضرب الشمس موعدا جديدا
غدأ أعود لأكمل الحكاية، وتنتظر الأرض
يهدأ الظل قليلا، لكنه لا ينام، فقد سرق الوقت قصة النوم الوحيدة من تحت وسادة الحلم
تهدأ الحكاية
لتبدأ حكاية النافذة والفراش
سأرويها لك ذات وجع
إن تبقى فى الدواة مداد من دمع أو ماء، ربما رحيق أخرق أما هى فقاسية مثل قلب المسافة التى بلا إنتهاء، على الرغم من أن أقدام الروح قد حفيت تماما ولم يعد فيها ما يستر روعها، لم يعد لديها من يكفى من "حبل صيرها" لتواصل حياة مسيرها ومسير رهقها
اشهدت الشمس، حدثتها عنكِا أفاض النهر فى حديثه لى عن العشق لم أعره إستماعا ولا إنتباها، فأنا أعرف أن العشق مهلكة العشاق، وأن مصيرهم الفناء حياةً، أو الحياة موتاً همست للنهر صديقى، أن مصيرى فى عينيها، تلك الواسعة مثل أمنياتى التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى سرمدية الوجع فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح
أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد الأرض، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول
ناديت أولا يا صبر كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها
ثم ناديتك ثانيا أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود
وأحدثك الآن أن ما فى هذا القلب سوى محض عذاب
فهو قد عذبنى فأحسن تعذيبى
ولا يزال
أحاور الوجل تارة فيخبرنى بأن لا شيئ بستحق وعثاء الصير أجادل وهمى فيجبرنى ألا أبارح ساحة موتى، ويدفعنى صوب هاوية التخيل لأمارس خوفى الصديق، لأحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات
أراود النوايا كى تخبرنى عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر
أيهما أقسى على القلب
الصبر أم الهجر
وبكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا
إذا سأمارس موتى صبرا
لأحيا مجددا
|
|
|
|
|
|