نشأت دوافعُ هذا البحث، في سياق تجربتي في منبر سودانيزأونلاين، حيث كنت أقف موقفاً مبدئيّاً مع الديمقراطية، ضدّ خيار النّضال المسلح، وأتعجّب كيف أنّ تجربتنا السياسية، قد نبذت خيار الانقلاب العسكري، واستهجنته، ولم تنبذ خيار النضال المسلح! والحال أنّ كليهما يهدف إلى تغيير نظام الحكم، ضدّ إرادة الجماهير! ناهيك عن المآسي الكبرى التي تنتج عن (حالة الحرب)!
10-09-2015, 06:52 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
وكان الأخوة المؤيّدون لخيار النضال المسلح، أو المتعاطفون معه، يُطالبونني بالبديل؟ فأقول لهم: هو النِّضالُ المدني! الذي من كبرى ميزاته: أنّه يستمدُّ شرعيّته مباشرةً، من إرادة الشعب!
10-09-2015, 06:53 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
ولما كان متقرّراً أنّ الديمقراطية، هي النظام الذي يُجسّد إرادة الشعب! تساءلتُ عن ماهيَّتها! وتفكّرتُ في مضمونها النظري والعملي؛ فتكوّنت في أعماق نفسي فرضيّة أساسيّة: أنّ الديمقراطية في الحقيقة، (منهج أخلاقيّ لضبط الممارسة السّياسية)! فهي مقتضى إقامة العدل في واقع الممارسة السياسية، حيث يجري التنافسُ بين تياراتٍ متعدّدة، يُفترض أنّها جميعاً تعبّر عن إرادة الشعبِ كلِّه! فلا يجوز لأحدها –تأسيساً على الأخلاق- أن يعزل (الآخر)، مثلما أنّه لا يجوز لفردٍ أن يفتئت على حقوق فردٍ آخر!
فصار من واجبي الاستدلالُ على هذه الفرضية، انطلاقاً من التجربة الديمقراطية، قديماً وحديثاً! أعتقد أنَّني في البوست السابق: برهنتُ عليها فيما يخُص التجربة اليونانية، باعتبار أنّها التجربة الديمقراطية المشهورة، وليست الوحيدة في التاريخ القديم!
10-09-2015, 06:56 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
أما مهمة هذا البوست، فهي إثباتُ ذات الفرضيّة، من خلال تناول تجربة الديمقراطية الحديثة والمعاصرة، التي تبلورت فكريّاً وفلسفيّاً، من خلال الرؤية الليبراليّة، التي أرسى دعائمَها فلاسفةُ التّنوير في أوربا: هوبز، لوك، مونتسكيو، روسو، سبينوزا، وغيرهم!
10-09-2015, 06:57 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
وكنت أودُّ أن أنتظر حتّى أفرغ من القراءات اللازمة، والبحث المتعمّق؛ قبل افتراع هذا البوست، ولكن رأيتُ بعد فترةٍ من التّوقّف: أن أفترعه، وأن تكون قراءاتي حوله متساوقةً مع نموّه شيئاً فشيئاً! راجياً أن يكون حظُّه من الاهتمام والحوار، أكبرَ من حظّ سلفه، لا سيّما وأنه يطرح قضيّة البديل، طرحاً أعتقد أنّه، أو أريده أن يكون طرحاً علميّاً موضوعيّاً!
10-09-2015, 12:24 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
أوووه مرحباً بك أخي عادل، قد شرّفت البوست! ويسرّني أن يكون إحدى البوابات المهمّة التي تعانق فيها مجدداً قراءك وأصدقاءك في سودانيز! في محراب الليبرالية والديمقراطية!
تحياتى للجميع فعلا موضوع مهم نعم الدمقراطية هى الأفضل فى إقامة العدل فى الممارسة السياسية و فى التعبير عن إرادة الشعب كما تفضلت بالقول....لكن ليس دائما...و لذلك يبدو أن الأهم فى الديمقراطية هو تواضع الأطراف على قوانين و نظم معينة لللعب و الصبر عليها فى كل الأحوال و انتظار الشعب للتصحيح!
10-10-2015, 08:01 AM
Amin Abubaker Abdalla
Amin Abubaker Abdalla
تاريخ التسجيل: 05-03-2015
مجموع المشاركات: 125
تحياتى للجميع فعلا موضوع مهم...كما تفضلت بالقول هى الأفضل فى إقامة العدل فى الممارسة السياسية و التعبير عن إرادة الشعب... لكن ليس دلئما..لذلك يبدو أن الأهم فى الديمقراطية هو تواضع الأطراف على قوانين و نظم معينة لللعب و الصبر عليها فى كل الأحوال و انتظار الحكم-الشعب- للتصحيح عبر الصناديق..أو هكذا تقول تجاربنا البائسة..
10-10-2015, 10:20 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
مرحباً بك أخي أمين، ولا ريب أنّ هذا الموضوع لا يحقق مصداقيّته إلا من خلال الحوار (الديمقراطي)! وبرأيي أنّ الديمقراطية هي الأفضل مطلقاً، ومن غايات هذا البوست السعيُ إلى تأصيل هذا المفهوم أخلاقيّاً وعلميّاً؛ حتى يحقق الثمرات الكبرى والأهداف المتوخّاة منه! والديمقراطية تُطرح هنا لا باعتبارها لعبةً، ولا حتى باعتبارها ممارسةً لفنّ الممكن، ولكن مبدأً أخلاقيّاً يستند في المقام الأول إلى فطرة الإنسان، وحاسّته الأخلاقية، كما يستند إلى تجربته الوااقعية والاجتماعية! أرجو أن تكون دائم المتابعة، فلا ريب أنّك ممّن يُثرونه بالحوار وثاقب النظر!
Quote: ومن غايات هاذ البوست السعيُ إلى تأصيل هذا المفهوم أخلاقيّاً وعلميّاً؛ حتى يحقق الثمرات الكبرى والأهداف المتوخّاة منه!
في الفيديو في الأدنى محاضرة عن "التأصيل" لمفهوم الليبرالية، والتي تمت بحضور البطاركة الكبار في (جماعة النهضة) التونسية، وبمشاركة عدد من عُـتاة الجماعة الليبرالية التونسية. و بتشريف رئيس تونس اليساري (مُنصف المرزوقي) الذي قدَّم المُحاضر بنفسه (وأظنها المرة الأولى في التاريخ التي يتواضع فيها رئيس ويتراجع عن مِحرابه ويجلس في خلفية الصورة في صفوف الإهمال، بينما الكاميرات وعدساتها منشغلة تماماً بالتركيز على ما يقوله المثقف الذي يهيمن على المِحراب ويجتذب الفلاشات بعيداً عن وجه السلطة ). أبحر الدكتور عزمي بشارة في (محراب الليبرالية) واستعرض السياقات التاريخية لعلمانية القرن التاسع عشر وتجلياتها الأخيرة.
وتحدث عن خوف بعض المثقفين الليبراليين من الحِراك الجماهيري ، ونفورهم من الثورات إن فاجأتهم تلك الثورات بما يخالف التصورات والقوالب المسبقة المصبوبة في أذهانهم.
وتطرق إلى القوى المضادة التي تتربص بالثورات، علماً بأن المحاضرة ألقيت في العام 2012، قبل أن تجري المياه والدماء تحت جسور مصر وغيرها.
أشار الدكتور عزمي إلى موقف جماعة الإخوان المسلمين المصرية من عضوها السابق (عبد المنعم أبو الفتوح) والذي ذكَّرني شخصياً بموقف جماعتنا من خروج الخاتم عدلان.. علماً بأن (أبو الفتوح) و (الخاتم) تم التعامل معهما من قِبل "الجماعة" - هناك وهنا - وكأنهما ارتكبا الهرطقة والتجديف وخرجا عن جادة الإيمان واستحقا الإعدام تحت شفري المقصلة).
تحياتي لكم أستاذ صلاح فقير ولضيوفكم الأعزاء ونتابع محرابكم بكل اهتمام واحترام ... .. .
10-10-2015, 11:02 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
مرحباً بك أخي الصادق، قد شرفت البوست، وشكراً جزيلاً للمادة المرفقة، وبإذن الله يكون ما تضمّنته من معانٍ ودلالاتٍ محوراً مهمّاً من محاور الحوار في هذا البوست التّأصيلي!
10-10-2015, 10:34 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
مرحباً بك صديقي العزيز عاطف! يسرني أن يكون لقاؤنا هذه المرّة، نُقلةً نوعيّة وكميّة، فالليبرالية أفق يستوعب كلّ القيم والمعاني التي كنّا نسعى إلى ترسيخها، عبر مختلف فعالياتنا وتفاعلاتنا!
10-10-2015, 10:39 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
أستأنف مسيرة هذا البوست/البحث، مؤكداً أن الدّافع إلى افتراعه وطرق موضوعه، ليس رغبةً في ممارسة التّرف الفكريّ، لكنّه وعيٌ متولِّدٌ في أحشاء تجربتنا الوطنية، وانطلاقاً من همومنا الواقعيّة! وانفعالاً بقضايانا المصيرية، ولا ريبَ أنّنا نمرُّ كما يمرُّ الوطنُ الحبيب بمنعطف تاريخيّ حادّ، تحت ظلّ نظامِ ما يُسمّى بحكومة الإنقاذ الوطني، حيثُ تجمَّعت كلُّ مساوئ تجربتنا السياسية المعاصرة، تحت سقفٍ واحد، وذلك بسبب الأيديولوجيا الشموليّة الاستبداديّة، التي يعتنقها هذا النظام، والتي كان من عواقبها الوبيئة وثمراتها المرّة: *انقسام الوطن الواحد إلى شمالٍ وجنوب، *والحرب الأهلية التي يعاني منها غربنا الحبيب! فإذا كان الحال كذلك؛ فأنّى وكيف الانصراف إلى ممارسة التّرف الفكريّ! بل لا نملك إلا أن نبذل غايةَ وُسعنا، من أجل تجسيد رؤانا الوطنية، لتكون فعلاً إيجابيّاً، يُسهم في تجنيب بلادنا، من الخطر الكبير الذي تواجهه: خطر التّشظّي، وانتثار حبّات عقده الفريد!
قلت: أظُنّي قد برهنتُ على الفرضيّة الأساسيّة، التي قام عليها هذا البوست، فيما يتعلّق بالتجربة الديقراطية القديمة، (في أثينا أنموذجاً)! حيث تمّ التأصيل للديمقراطية، من خلال رؤى فلاسفة اليونان الكبار، وما قرّروه خاصّةً في علمي (الأخلاق) و(السياسة)!
وكنت أظُنّ أنّ المهمة ستكون أصعب، فيما يتعلّق بالتجربة الحديثة والمعاصرة، حيث تمّ التأصيل للديمقراطيّة، من خلال ابتكار إطارٍ فلسفيٍّ خاصٍّ، يؤطّر لها، ألا وهو الليبراليّة! ....!
10-15-2015, 09:02 PM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
وأستطيع من خلال ما تيسّر لي الاطّلاع عليه، من المراجع المتعلّقة بالليبراليّة والديمقراطيّة، ومن خلال ما تيسّر فيها من عصفٍ ذهنيٍّ، حتّى هذه اللحظة، أستطيع أن أنصب بين يديّ فرضيَّتين، أسعى بإذن الله، إلى إثبات صحّتهما، أو إلى إحلال فرضيّاتٍ جديدةٍ محلَّهما، وذلك بحسب ما تقود إليه مجريات البحث، والحوار والتّفكّر والتّفاكر! موجّهاً الدعوة: إلى كلّ الإخوة الذين أدركوا أهمية البوست، إلى أن يشاركوا مشاركةً فاعلةً، بنقد هاتين الفرضيتين وطرح ما يرونه من فرضيّاتٍ أخرى، والدفاع عنها، بذكر ما يشهد لها، ويدلُّ عليها من الأدلة والبراهين!
10-15-2015, 09:11 PM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
قلت: إنَّ الليبراليّة هي الإطار الفلسفيّ الّذي تُطرح في سياقه الديمقراطية، وبناءً على ذلك أطرح:
الفرضيّة الأولى التي يقوم عليها هذا البوست، ألا وهي:
ضرورة التمييز بين ليبراليّتين: [1] الليبرالية الأصيلة أو "الكلاسيكية"، وهي التي بلورها فلاسفة التنوير، وبلغت قمّتها بتأسيس مفهوم حقوق الإنسان، فعلى قاعدة هذه الليبرالية الأصيلة، تولَّد الإنجاز الحضاريّ الأوربي! وإليها تُنسب كلُّ قيمه الإيجابيّة!
[2] ما يُسمّى بالليبراليّة الجديدة، وهي التي بلورها التّيار المادّي الوضعيّ في أوربا! وهي التي تمخّضت عن الحربين الكونيّتين، ومأساة هيروشيما ونجازاكي، وهي التي كانت ظاهرةُ الاستعمار إحدى سماتها، والغطرسة الأميركية في العراق وأفغانستان وغيرها! وهي التي أضحت العولمةُ وعمليّةُ فرض النموذج الأمريكي والأوربي في الحياة، على المجتمعات الأخرى- أضحت أرقى تجلّياتها! باختصار: إلى الليبرالية (المضادّة)، تُنسب كلُّ مساوئ وسلبيّات الحضارة الأوربية!
فتتمثّل في أنّ سياق التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر، ابتداءً من عصر النهضة، قد شهد ويشهد على الصّعيد الفكريّ صراعاً بين تيّارين:
[1] تيّارٌ عقلانيٌّ موادعٌ للدّين، ومثاله: جون لوك الّذي يُعتبر لدى كثيرٍ من الباحثين، المؤسس الحقيقيّ لليبرالية.
[2] تيّار وضعيّ مادّيّ، معادٍ للدّين، أو غير مبالٍ به، ومثاله الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت: صاحب نظرية الحالات الثلاثة، أي المراحل التي مرّت بها البشريّة، في سياق تقدُّمها المضطرد، ابتداءً بالمرحلة اللاهوتيّة (الدينية)، ومروراً بالمرحلة الميتافيزيقيّة (الفلسفيّة)، وانتهاءً بالمرحلة الوضعيّة (العلمية)، كما يزعم.
تحياتى صلاح، نتابع بالنسبة لمجتمع مثل المجتمع السودانى، و من ناحية عملية بحتة الأفضل تطوير تيار ليبرالى يستوعب الدين و يستوعب منظومات تقليدية أخرى ايضا..على سبيل المثال لو صبر "ثوار" اليسار و "مجاهدو" اليمين على ما يسمى بالطائفية السياسية فلربما تطورت وستمنسترالى ديمقراطية أكثر عمقا؟ لتتطور اللبرالية لابد من وجود طبقة وسطى عريضة..الآن فى السودان تسود طبقتان: طبقة واسعة من الفقراء شديدى الفقر، وطبقة طفيلية شديدة الجشع و عديمة الابداع..و الحال كذلك فنحن إزاء ليبرالية مخنوقة جدا و مقموعة، و ستظل كذلك إلى أن تطور نفسها، من أسفل المدينة و إلى فوق و ليس العكس.. هل الحديث عن سودنة الليبرالية حديث مشروع؟ تحياتى مجددا
10-16-2015, 11:33 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
مرحباً أمين، ولك خالص التحايا، في اعتقادي الليبرالية (الكلاسيكية) رؤية فطرية إنسانيّة، تصلح لكل المجتمعات، وهي تتميز بالمرونة الكافية والقدرة على التكيف مع مختلف البيئات!
وهي تقتضي ابتداءً الانحيازإلى الفقراء، من أجل الارتقاء بهم، ولذا فإنّ سعة الطبقة الوسطى ليس من شروط تطبيقها، بل هو من ثمرات هذا التطبيق!
وأتّفق معك أنّ الصبر على الطائفية السياسية، كان سيُعقب ارتقاءً في الممارسة الديمقراطية، بل هذا الصبر يجد أساسه في إرادة الشعب، فهذه الطائفية السياسية من ورائها جمهورعريض، كما أثبتت نتائج انتخابات عام 1986م، وهي آخر انتخابات ديمقراطية شرعية!
فكان حريّاً بالمثقفين أن لا يعلنوا عليها الحرب، ولكن أن يهتموا بتأسيس خلايا ديمقراطية، ستتسع دائرتها شيئاً فشيئاً وتسحب البساط من تحت الطائفية!
وإعادة اكتشاف البعد الأخلاقي والفطري في الليبرالية، سيوثق الصلة بينها وبين الدين!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة