|
|
|
 Re: النيل صور ناسا (Re: اخلاص عبدالرحمن المشرف)
|
شكراً للاستاذة الاخلاص ..
يكفي فقط إسم النيل لنرجع إلى كل رمزيات حياتنا وعزنا وإنتمائنا الذي لاحدود له لهذا الرمز
ولأنني إبن جزيرة محاطة بالنيل من كل الجهات حتى إننا كنا في الماضي في حالة عزلة عن باقي أهلنا شرقا وغرباً
وبالمناسبة إلى جنوبنا جزر وبلونارتي ومراوارتي ( وهي الجزيرة التي ينتمي إليها فناننا العظيم الموصلي )
ولكن ما أجمل الحياة فيها لأنها مرتبطة بالنبيل حياة وقداسة وتفاؤل وتشاؤم ..
حتى إسم النيل ( نيل ) من عمق اللغة النوبية بشقيها ( الدنقلاوية والمحسية ) ..
دعنا هنا نأصل لإسم النيل :
لفظ ( النيل) مسمى نوبي بإمتياز .. لأن ( ني Nee ) بالنوبية بمعنى يشرب ، والشخص الذي يشرب الماء أو غيره من السوائل يتم وصفه بـ ( نييل ) أو كثير الشرب واسع الجوف وأذكر أن أهلنا كانوا يطلقون لفظ ( نييل ) على الشخص الذي يتناول الخمر بكثرة ولكن لا يبدو عليه علامات السكر والتهتك وبمقياس أهلنا في ذلك الزمان كان يبدو فارساً ونموذجاً للرجل القوى ، بغض النظر عن حكم الشريعة ولكنهم كعادتهم يمعنون في إعمال العقل في كل حدث ما ، فالفعل (ني ) هو بالعربية ( يشرب) .. وهو نفس المسمى في الدنقلاوية والمحسية ( ني ) وبنفس المعنى بالمحسية يقال ( أمنقا ني Amanga Nee ) وبالدنقلاوية ( إسي ني Essi Nee ) أما لفظ ( نييل Nyeel ) فهو صغية مبالغة لمن يشرب كثيراً ، وفي النوبية فإن بعض صيغ المبالغة تأتي بالضغظ على الياء فمثلا في الدنقلاوية ( بود) بمعنى ( يجري) وبالتالي (بوديل Bodeel ) هو السريع والكثير الجري والركض ،
ومن هنا نستنتج أن مسمى النهر بــ ( نييل ) وهو الممتليء جوفه بالماء ، أو كثير المياه ، أما إضافة (ال) للتعريف فجاءت من العربية ..
تحياتي ومودتي .. إحتلال ناعم للبوست .. ويمكن نواصل .. مع فائق الشكر ..
مليون تحية ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: النيل صور ناسا (Re: اخلاص عبدالرحمن المشرف)
|
التحية للاستاذة إخلاص وشكراً على البوست ..
لقد لاحظت أن للنيل طعم خاص في البلد وبالتحديد الجزء من النيل الذي يطل عليه
ساقية العائلة .. هناك تشعر أن النيل ملك خاص .. وأقرب إلى القلب ووالجدان .
وله طعم ولون ورائحة .. لأن أعمار السواقي تمتد أحياناً لمئات السنين .. وبقليل من
التأمل تستحضر الاجداد والامجاد .. أما النظرة إلى النيل في مناطق أخرى مثال (الخرطوم)
لا يشعرك بالحنين والانتماء بل فقط مكان لقضاء وقت وكأنه متنزه أو أداة ترفيه ..
لأن النظرة إلى النيل في حضن السواقي .. ترقى أحياناً إلى درجة من القداسة ..
ولابد من وردي كمرجعية للتأكيد في أي سرد نوبي وكما قال وردي ( ميسورن باركسين ويرا )
.. ويصف محبوبته بأن النيل قد باركها .. وهنا يطلق على النيل ( ميسور) ..
والغريبة في النوبية يطلق على النيل ( ميسور ) وخاصة عند الفيضان أو عند تمدد النيل
وهل هناك علاقة بين هذا المسمى وبين نهر إسمه ( ميسوري ) في أمريكا ؟؟ أم هي مصادفة ؟؟
ورغم نوبية المسمى ( نييل ) إلا أن أهلنا لا يستخدمون أبداً هذا اللفظ بل يرددون ( بهر )
والمقصود هو ( بحر) لفظ إنتقل من العربية إلى النوبية ..
تحياتي أستاذة اخلاص ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: النيل صور ناسا (Re: Ahmed Tuhami)
|
مع فائق التحية للدكتور إخلاص ..
هذه بعض الخواطر عن النيل ..
نواصل ..
لم يستطيع أهلنا الفكاك في تلك القداسة الكامنة اللاشعور .. وخاصة لدى الأمهات
والحبوبات .. ورغم المحاولات المتكررة من البعض إلا أن أنها إستمرت حتى القريب
وثم تخلى الناس عن ممارستها ولكنها مازالت كامنة في وجدانهم :
النيل دائماً ما يكون ملجأ للنوبيين في كل الظروف فعند الولادة تقوم امرأة بجلب مياه النيل في
اناء وتغسل مقتنيات المرأة حديثة الولادة او ما يسمى ( بالجيرتق ) ويوضع اناء مليء بماء النيل مع سكين او فأس تحت سريرها لمدة اربعون يوماً وفي نهايتها تذهب المرأة
بمولودها الى النيل وتبدأ الطقوس فإذا كانت انثي يرمى بحجر ثقيل في النيل تيمناً بأن تصبح الفتاة (ثقيلة) مثل ذلك الحجر ليس وزناً ولكن سلوكاً وقيماً أما اذا كان المولود ذكراً
فيؤخذ العيش والتمر واللبن ويرمى في النيل وهذا مدلوله ان يكون قادراً على جلب الرزق والعيش فالعريس يوم زفافه كان يتجه الى النيل والولد عند الختان كذلك .. واليوم عندما تطأ أقدامنا ارض القرية
بعد السلام على أهل واداء الواجب يتجه الانسان صوب النيل دون أي تردد وكأنه جزء من أهله واقاربه بل ويسبق ذلك بعض زيارات الاقربين ..
وصدق وردي رحمه الله ( النيل إكا مومونا قسر كورجا باي مونا ) ومدلوله بالعربية ( إن نزع النيل من وجداننا .. كنزع العظام من اجسادنا )
فهذة الحضارة النوبية خليط من كل الاديان اليهودية والمسيحية والاسلام .. فهي حقاً مترعة بمكارم الاخلاق ..
تحياتي .. وشكراً لهذا البوست ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: النيل صور ناسا (Re: اخلاص عبدالرحمن المشرف)
|
شكراً للدكتورة أخلاص على هذه السانحة التي ترجعنا إلى نصف قرن من الزمان ..
النيل في كل المناسبات الدينية والاجتماعية .. حتى في ليلة عاشوراء
كان التوجه الى النيل لأنه المرجعية النوبية لكل الافراح والاتراح عبر تاريخهم .. وهناك كان يتجمع الشباب ذكوراً واناث
وتبلغ لحظة الاحتفالية ذروتها دون رادع او زاجر من قبيل اشعال النيران في نباتات الحلفا التي تكثر على القيزان الرملية شرق النيل ..
يستمر هذا السجال بالضرب المتبادل بين الشباب ومرات اخرى ضرباً برفق للفتيات والامهات وبعدها يأتي ساعة استعراض العضلات
أمام الفتيات والامهات عندما يحين وقت السباحة وهو اليوم الوحيد الذي يمكن ان يظهر فيها الشاب بعض مهاراته عندما يقفز من
أعلى منطقة الى مياه النيل مباشرة وسط صرخات الامهات ويتفنن الشباب في ( عوم الظهر والصدر والغوص ) ..
هكذا كانت نهايات التاريخ لأي مناسبة تكون عند النيل ..
تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
بريمة محمد
علي عبدالوهاب عثمان
Ahmed Tuhami
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست