|
الحُقنه ارهاب و متاعب
|
06:39 AM Sep, 20 2015 سودانيز اون لاين ضرغام عباس- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الحُقنه ارهاب و متاعب ------------------------ مع امنياتى للجميع بالصحة و العافية ...... يحضر الطفل المريض - مخفوراً - و كانه يُساق الى ساحة الإعدام .. هواجس الحقنه تزيد على الام المرض كثير خوف و كثير اعياء ... يستدعى الى الذاكرة مبالغات و مزايدات ( الحقنه لو ما جات فى مكانها الصحيح بتقتل ... لو صادفت عرق بتقتل ) ...
يدلف الى ( الشفخانه ) و هو يقدم رجل و يؤخر اخرى .. يتصبب عرقاً .. أية الكرسى تتفلت منه و لا يستطيع اكمالها .. ريقه اصابه الجفاف و شفايفه غدت كلون الطباشير .. و الباشتمرجى يتناول الحقنة و كانه فى استعراض قوة و عضلات ... ضربة بالمقص سريعه و خاطفة على راس زجاجة المحلول يطير معها قلب الصغير المريض .. ثم يغمس الحقنة فى الزجاجة ليسحب المحلول ... و الطفل تتسع حدقتاه من هول المشهد ... ثم يخرجها و يرفعها الى الاعلى مواصلاً الاستعراض الارهابى و هو يقرأ عداد السيسى ... ثم يعمل تفريغ للهواء حتى يصل المحلول الى مقدمة الحقنه و مع كل مشهد ارهابى يحاول الاهل الحاضرون بث تطمينات واهية لا تقوى على الصمود امام ذاك الاستعراض الارهابى ... انت شاطر و انت فالح و انت جعلى ... بل تزيد من مخاوفه و تنذر بالمصيبة القادمة ... يلا يا ولد ادخل لى وراء الستاره ديك و ارقد فى الكنبه ( نبره غليظه و استفراد ) ... و الكنبه العاليه لا تستطيع هذه الارجل المهدوده الصعود اليها ... وصية حاسمه يسمعها و هو يتجه الى الستاره تاتيه من ابيه ( اوعى تعصّب عشان الحقنه ما تنكسر ) جملة تصم الأذان توشك ان تصرعه .... الخوف عند مواقع الخوف شىء طبيعى ... و غير الطبيعى الا نخاف و لكن تربينا على ان الخوف عيب و خاصة للرجل .. فى اعتقادى ان القهر الذى يمارس علينا و نحن أطفال فى عدم التعبير باريحية و وفق الطبيعة و الغرائز ادى مستقبلاً الى عدم اتزان فى الشخصية السودانية .... ربما لا نراه لشيوعة و عمومه حتى غدا كالامر الطبيعى.... دعوا الطفل يبكى من طعنة الحقنه .. دعوه يعبر عن انفعالاته و إظهار مخاوفه ... ايها الاهل لا تكونوا انتم و التمرجى و المرض و الحقنه كلكم عليه ...
كسره : الكاتب ليس له مشاكل مع الحقنه .. و لكن الجهجهه كل الجهجهه من بلع الحبوب ... اقنطر الحبه قررريب من الحلق و ادفرا بكوز مويه و برضو ما بتتبلع ... مرات يلفلفوها لى فى لبة عيش و مرات يذوبوها وغغغغغغغ غغغغغغ غغغغ ( غرغره فى الفاضى ) ... و المشكله الكبيره لو الوالد حاضر سؤال : ال ما بترامش من القطره منو ؟
|
|
|
|
|
|