|
Re: بصراحة شديدة، يحكي قصته مع السلفية الجهاد (Re: Yasir Elsharif)
|
( رحلتي من السلفية الجهادية إلى العلمانية ) الحلقة الثانية
اسامة عثمان الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 21:01 المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ذكرت قبل ذلك أن دعوة الجماعة الإسلامية انتشرت في ربوع مصر خاصة في الصعيد والقاهرة ، وكان أهم منطقتين في القاهرة لتواجد الجماعة الإسلامية هما : منطقة إمبابة ، ومنطقة عين شمس الشرقية ، ومنطقة عين شمس الشرقية يفصل بينها وبين منطقة المطرية التي أسكنها مترو الأنفاق . نشأت دعوة الجماعة الإسلامية في منطقة عين شمس الشرقية تقريبا في عام 1986 بعد خروج من حكم عليهم بثلاث سنوات وخمس سنوات في قضية اغتيال السادات ، وفي خلال عامين فقط كانت الجماعة الإسلامية منتشرة بطريقة كبيرة في المنطقة ، فقد كان كثير من الناس يرون فيها الصوت الجريء في معارضة النظام ، وشعبنا بطبيعته يمجد من يقف في وجه الظالم حتى ولو كان خارجا على القانون ، كما مجد الحس الشعبي من شخصية أدهم الشرقاوي مع أنه قاطع طريق وقاتل ، وذلك لأنه كان يثأر لهم من السلطة الغاشمة . هذا ما روج كثيرا للجماعة في هجومها القاسي ضد النظام الفاسد ، وبما كانت تقوم به من محاربة البلطجية في المنطقة ورد حقوق الناس ، وذلك بسبب غياب دور الدولة في الحفاظ على أرواح الناس ، فأصبحوا هم الدولة الحقيقية على الأرض مما كان سبب في توجيه النظام ضربة لهم خاصة بعدما توحشت الجماعة وأحست بقوتها وتعرض كثير من أفرادها للناس يتحكمون فيهم ويطبقون ما تعلموه من تغيير المنكر بالقوة ،فحدث تعدي على أفراح كثير من الناس واضطهاد للفرق الموسيقية . كانت الضربة الأمنية في عام 1988 ، تم فيها اقتحام مسجد ( آدم ) وسقط قتلى في هذه الاشتباكات من أفراد الجماعة ، وأصبحت هذه الأحداث أحد وسائل حشد أفراد الجماعة على الثأر من النظام ، وألفت الأشعار في هذه الأحداث وتم إنشادها وتسجيلها على شرائط الكاسيت وكنا نتداولها فيما بيننا ويتم شحننا عاطفيا للثأر بهذه الشرائط . بعد هذه الضربة الأمنية أصبحت دعوة الجماعة الإسلامية سرية بعدما كانت علنية ، وعندما انضممت للجماعة كان هذا هو الوضع ، ولكن كانت الجماعة تحرص على أداء صلاة العيد بصورة علنية غيظا لقوات الأمن ولإثبات الوجود ، وكنا نرفض أدائها في الساحات الشعبية مع الناس بل يجب أن يكون لنا صلاتنا الخاصة باسمنا من باب التمايز والظهور. في منتصف عام 1991 تقريبا وكان قد مر على بداية التزامي مع الجماعة الإسلامية حوالي ستة أشهر أقامت الجماعة صلاة عيد الأضحى في منطقة عين شمس متحدية بذلك رفض الأمن وشاركت في هذه الصلاة ، وتم اقتحامها من قوات الأمن وحدثت اشتباكات بين قوات الأمن وبين أفراد الجماعة أظهر فيها بعض أفراد الجماعة شجاعة منقطعة النظير، فقد تصدى أحد أفراد الجماعة للأمن بالسلاح الأبيض مانعا القوات من دخول المسجد ، ولم يرضخ لتهديد القوات بضربه بالنار . هربت أنا وأخي من الاشتباكات واختبأنا على سطح أحد المنازل ، ومكثنا فيه فترة حتى اكتشف وجودنا أهل البيت وكانوا من المسيحيين ، فخافوا منا جدا ولكننا طمئناهم ، واعتذرنا لهم ونزلنا وكانت الاشتباكات هدأت وانسحب أفراد الجماعة من المكان . أحسست بالخوف في هذه الأحداث ، ولكن الغريب أنني لم أفكر لحظة بترك الجماعة ، أو حتى التقليل من نشاطي معها . كان من أبرز الشخصيات في الجماعة في المطرية وقتها أميرها عماد زكي وأخيه نبيل زكي ، وهما من أفضل الشخصيات التي قابلتها من ناحية الصفات الشخصية وليس فكرا ، فهم أصحاب قوة في الحق ، وإخلاص لما يؤمنون به ، وكانا يكملان بعضهما البعض فعماد هو العقل والاتزان النفسي وحسن الإدارة ، ونبيل هو القوة والاندفاع الذي يصل لحد التهور. لم يمكث معنا نبيل كثيرا فقد اعتقل سريعا في منتصف عام 1991 ولم يخرج إلا في عام 2007 ، وكان ذلك من فضل الله عليه وإلا فهو كان مرشحا جيدا للجناح العسكري وغالبا كان سيتورط في أحداث العنف التي تورطت فيها الجماعة ، فقد كان عاشقا للجهاد وللشهادة في سبيل الله ، ولكن فترة الستة أشهر التي تعرفت عليه فيها تركت مشاعر طيبة تجاهه ظللت أتذكره بها وكنت أشتاق لرؤيته كثيرا حتى قابلته في المعتقل عام 2001 أي بعد 10 سنوات من اعتقاله ، فقد كان هو وأخيه عماد رموز لي ولجميع أخوة الجماعة في المطرية . أما عماد فقد أثر في كثيرا بأدبه الجم وإخلاصه لما يعتقده ، وتفانيه فيما يعتقد أنه حق وتضحيته بوقته ودراسته في سبيل الدعوة للجماعة . وكان مما تعلمته منه عدم الارتباط بالأشخاص بل الارتباط يكون بالحق فقط مما سهل علي فيما بعد نقد الجماعة وقياداتها ، بل نقد الفكر السلفي نفسه فيما بعد ، ومع أنه المؤسس لفكر الجماعة في المطرية ، وأحد أهم أسباب ثباتي في الجماعة والاستمرار بها إلا أنني الآن لا أحمل له أي ضغينة لما عرفته عنه أنه كان صادق فيما يعتقد ولم يكن يسعى إلى مصلحة شخصية سواء منصب أو شهرة فأنا أعتبره كان مغفلا مثلي و مثل الكثير ، ولم يكن ينوي الشر بأحد . كانت نشاطاتنا في هذه المرحلة أشبه بنشاطات جماعة الإخوان المسلمين ، فقد كنا نقوم بعمل يوم رياضي كل يوم جمعة ندعو إليه الأفراد الجدد كوسيلة لربطهم بنا من خلال عمل ترفيهي رياضي وبه بعض النشاطات الدينية الخفيفة كالأذكار والمسابقات الدينية . وكذلك القيام بالرحلات الترفيهية وأتذكر أننا قمنا برحلة جميلة إلى أحد شواطئ مدينة السويس كان لها أثر بالغ في ارتباطنا ببعض كأفراد وكجماعة . هذا غير النشاطات الدينية البحتة من دروس لتعلم قواعد تجويد القرآن ، ومن دروس في السيرة النبوية ، والتي كان الغرض منها كما ذكرت الربط الذهني في عقولنا بين العصبة المؤمنة الأولى التي تعرضت للاضطهاد والتعذيب حتى مكن لها الله في الأرض ، وبين العصبة المؤمنة الحديثة وهي جماعتنا والتي سوف تبتلى كذلك بالشدائد حتى تتساقط العناصر الضعيفة ، وتبقى العناصر القوية التي سوف يأتي على يديها النصر والتمكين . هذا الربط في أذهانا بين العصبة المؤمنة الأولى وبيننا وأننا امتداد لها هو الذي جعلنا لا نقبل أي نقد للجماعة سواء من أفرادها في الداخل أو من خارجها من التيارات الإسلامية الأخرى ، وكنا نعتبر أن أي هجوم علينا أو نقد يعتبر هجوم على الدين نفسه ، وإن لم نصف الناقد بالكفر الصريح فمن المؤكد أنه من المنافقين . كنا نتهم الناقدين لنا بهذه الأوصاف مع أنهم من المنتمين للتيار الديني المخالف لنا في الفكر ، أما المنتمين للتيار العلماني والليبرالي فهم واقعين في الكفر بلا شك لأنهم يحاربون الإسلام ، إلا أننا كنا نتوقف في تكفير الفرد المعين منهم بحجة أنه قد يكون جاهلا أو مغرر بهم . ومن العلوم التي كنا نحرص على تعلمها وكان يقام لنا الدروس الدينية لتعلمها علم العقيدة ، وكان المنهج المطبق علينا فيها هو كتب العقيدة الوهابية النجدية مثل : كتاب ( معارج القبول ) لحافظ بن أحمد الحكمي ، وكتاب العقيدة الطحاوية ، وكتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب ، وكتب هيئة كبار العلماء في السعودية بصفة عامة كانت تلقى القبول لدينا . ومن الأنشطة المهمة التي كنا نقوم بها ( زيارة القبور ) ، فكانت هناك مقابر بجوار منطقة المسلة كنا نزورها على فترات ، وكان يقال لنا أن هذه الزيارات مهمة جدا لأنها تجعل الإنسان متذكرا دائما للآخرة ، وتساعده على ترك المعاصي ، و على خشية الله في السر والعلن ، وتصغر وتهون من شأن الدنيا في أعيننا ، فلا نتصارع عليها ونزهد فيها لأن الأصل في خلقنا هو للآخرة وليس للدنيا لذلك الآية تقول في سورة ( الملك ) : (( هو الذي خلق الموت والحياة ... )) فقدم الموت على الحياة ، وكنت أقرأ كيف أن عثمان بن عفان كان لا يبكي عندما تذكر أمامه النار والآخرة ، وكان يبكي بحرقة عندما يذكر أمامه عذاب القبر ، مما رسخ في نفسي الخوف الشديد من عذاب القبر ، وأصبح يشكل لي ولنا جميعا أحد أسباب الهموم في الحياة ، فالخوف من عذاب القبر ملك علي إحساسي ، وبات يشغلني في نومي ، وفي يقظتي ، حتى أصبح عبءا نفسيا ضاغطا على أعصابي . هذا ما كان يقال لنا عن أهمية هذه الزيارات في وقتها وهذا ما صدقته ، ولكن للحقيقة مستويات عدة من التفسير ، وهذا هو المستوى الظاهر لتفسير هذا الاهتمام بزيارة القبور ، ولكن المستوى الأعمق لتفسير هذا الاهتمام ، وهو ما اكتشفته بعد ذلك بحوالي 15 عاما عندما تعمقت في دراسة ظاهرة الإسلام السياسي ، أن الإلحاح على عذاب القبر لم يكن إلا وسيلة للدفع بنا إلى الجهاد بشراسة والحرص على الموت لأننا تعلمنا من أحاديث الجهاد أن الشهيد له مزايا : منها أنه يأمن من عذاب القبر ، والتزوج ب 70 من الحور العين ، إذن وجدت الحل في التخلص من هذا العبء النفسي والخوف الدائم من عذاب القبر ، وهذا الحل هو الاستشهاد في سبيل الله ، وفوق ذلك الفوز بالنساء الجميلات من الحوريات العذراوات ، واللاتي يعتبرن خير جزاء عن حرماننا من نساء الدنيا بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة للمجتمع التي تحد من الزواج ، ومنع الجنس خارج هذا الإطار لأنه من الكبائر . إذن بالاستشهاد في سبيل الله تم حل مشكلتين كبيرتين : عذاب القبر ، و الحرمان من الجنس . من الأشياء المهمة التي تم تلقيننا إياها مفهوم ( الولاء والبراء ) وهو ما يعني أننا يجب أن نوالي بمعنى نحب وننصر المؤمنين فقط ، ونتبرأ من الكافرين بمعنى بغضهم ، ومحاربتهم . هذا المفهوم يعتبر في فكر جماعات الإسلام السياسي من أصول الدين وأحد أركان الإيمان ، ومن يتهاون به ولا يطبقه يعتبر كافر بالإسلام . أنا من طبعي الجدية والالتزام بما أقتنع به ، ورثت هذا الالتزام عن والدي ، فهو شخصية منظمة جدا ، يعشق الحفاظ على مواعيده والتزاماته . فكان من شأني عندما تعلمت مفهوم ( الولاء والبراء ) أن سعيت إلى تطبيقه ، وكانت الفئة المرشحة لتطبيق هذا المفهوم عليها هي المسيحيين . والمسيحيون أو النصارى كما كنا نسميهم كانوا يحتلون مساحة كبيرة من فكرنا ، فكانت الجماعة دائمة الشحن ضدهم ، وأنهم أعداء لنا ، وأننا لا يجب أن ننخدع بمظهرهم الطيب المتسامح لأنهم خبثاء لو تمكنوا منا لقتلونا جميعا ، وجاءت أحداث البوسنة والهرسك ، وما فعله الصرب الأرثوذوكس بالمسلمين هناك من قتل واغتصاب ، فتم استغلال هذه الأحداث أسوء استغلال في الشحن ضد المسيحيين لأنهم أرثوذوكس مثل الصرب ، وهذه هي عقيدتهم ، ولكننا لم نكن نتعرض لهم بالإيذاء ليس لأن هذا حراما ، ولكن لأن هذا ليس وقتهم ، فنحن مشغولون بمحاربة الحاكم الكافر ، ولما نفرغ منه سوف نقوم بتربية النصارى الملاعين ونعرفهم مقامهم . حتى أننا لم نكن نعتبرهم أهل ذمة لأنهم لا يدفعون الجزية ، فبالتالي لا يوجد لهم عهد عندنا ، وبالتالي فهم حلال الدم والمال والعرض . بدأت في تطبيق مبدأ ( الولاء والبراء ) على المسيحيين وكان ذلك في مدرستي الثانوية ( ابن خلدون ) وقد كانت آنذاك مرتعا للنشاط الدعوي للجماعة الإسلامية ، والإخوان المسلمين ، و سلفيي أسامة عبد العظيم ، كنت أقوم أنا وأصدقائي من الجماعة باضطهاد الطلبة المسيحيين كلما سنحت لنا الفرصة عند أول خطأ يقعون فيه بحكم العادة بين أي شباب في سن المراهقة يجتمعون في مكان واحد لعدة ساعات ، وأتذكر واقعة حدثت في الصف الثاني الثانوي ، فقد كنت أتشاجر أنا وأحد أصدقائي مع أحد الطلبة المسيحيين ، فجاء أحد الطلبة ليدافع عنه ويخلصه من أيدينا فضربته على أساس أنه مسيحي مثله جاء ليساعده علينا ، واكتشفت أنه مسلم فآلمني ذلك شديدا فكيف أضرب مسلما ، وما آلمني أكثر أنني عندما اعتذرت له تقبل اعتذاري بنفس راضية وسامحني ، وطبعا لم أتألم لضرب المسيحي ، فلا يجوز الإحساس تجاههم بالرأفة والرحمة لأنهم أعداء للإسلام . واقعة أخرى وهي أن والدة أحد الطلبة المسيحيين الذين كنت أضطهدهم جاءت إلى المدرسة لتستعطفني أن أكف عن إيذائه ، فاستدعوني عند وكيل المدرسة لأقابلها ، لما دخلت عليها مدت يدها لتصافحني ، فرفضت بحجة أن ذلك حرام ، وقلت لها بتعالي المؤمن على الكافر أنا لا أصافح النساء ، فأحرجت ولكنها قالت لي اجلس يا ابني لماذا تضرب ابني وتفتعل معه المشاكل ، قلت لها : لأنني كنت أضرب أحد الأشخاص ( وقد كان مسيحيا ) فجاء وتدخل ليدافع عنه ويحجز بيننا ، فقالت يا ابني ما هو مثل أخيك وخايف عليكم وبيحجزكم عن بعض يعني لم يعتدي عليك ، فقلت لها : مجرد تدخله في الشجار يعتبر غلط بالنسبة لي ويستاهل العقاب ، ظلت المرأة تحاورني رجاءا أن أطمئنها أنني لن أتعرض لابنها مرة أخرى دون جدوى حتى فقدت أعصابها وظلت تصيح حرام عليك ، وأنا لا أعير لخوفها على ولدها بالا . كانت تظن المسكينة أن الموضوع صغير جدا وسوف يتم حله بسهولة فالأمر لا يتعدى مجرد مشاجرة عادية تحدث كل يوم في مجتمع المدرسة ، ولكنها لم تكن تدري أن الأمر بالنسبة لي لم يكن كذلك بل كان أمر حرب بيننا وبين الكفار ولا يجوز أن نعطي لهم الفرصة كي يتساووا بنا فنحن الأعلون ويجب أن يكون المسيحيين أذلة . في أحد أيام الدراسة في الصف الثاني الثانوي في عام 1991 سمعنا أنه سوف تعقد مناظرة مع المرحوم فرج فودة في معرض الكتاب ، فتركنا اليوم الدراسي وذهبنا هناك لحضور المناظرة ، وكان يناظره فيها الغزالي ومحمد عمارة ومأمون الهضيبي ، وكانت بعنوان ( مصر بين الدولة الدينية والدولة الدينية ) ، وكان ساعتها الإخوان يحشدون أتباعهم لهذه المناظرة وكان حضورهم كثيفا ، لم أستطع وقتها دخول قاعة المحاضرة من شدة الزحام ، وحتى كان الصوت بالخارج ضعيفا ، ولكني علمت بعدها أنه تم تكفير المرحوم فرج فودة بحجة أنه يرفض تطبيق الشريعة الإسلامية ، وعرفت مؤخرا أن الذي قام بتكفيره جبهة علماء الأزهر التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون ، مما أدى بالنهاية المؤلمة للمرحوم فرج فودة على يد أحد أتباع الجماعة الإسلامية في منتصف عام 1992 ، وهنا المفارقة يكفره الإخوان ويجيشون المشاعر ضده ، وتقتله الجماعة الإسلامية ، فهذه عادة الإخوان المسلمون يهيجون الآخرين ويقفون خلف المشهد يتابعون ما يحدث ، وهذا الموضوع سوف أناقشه بالتفصيل في موضع لاحق . أمضيت عامي الأول عام 1991 مع الجماعة منخرطا في كل نشاطاتها قارئا لكل ما يحضرونه لي من الكتب ، ومشتريا للكتب التي يرشحونها لنا بالقراءة ، حتى أخذ بلبي انتمائي للجماعة وأصبحت لي بمثابة العائلة ، وأخذت كل وقتي ومشاعري وتفكيري مما أثر بالسلب على مستواي الدراسي ، فأنا وإخوتي من المتفوقين دراسيا ، ونتميز بذكاء أكاديمي عالي ، ففي الشهادة الابتدائية حصلت على مجموع 286/300 ، وفي الشهادة الإعدادية حصلت على 243/280 ، وبدأ انحدار المستوى التعليمي منذ أن التحقت بالجماعة الإسلامية في الصف الدراسي الثاني الثانوي ، فقد مررت من العام الدراسي بصعوبة ، وبعدها في الشهادة الثانوية حصلت على مجموع 54 % ، وكان هذا بمثابة صدمة لوالدتي ، فكل أملها في الحياة هي ووالدي أن نحصل على شهادات عالية ، وما غربة أبي إلا لهذا السبب ، وأعدت الصف الثالث الثانوي مرة أخرى لتحسين المجموع ، فحصلت على مجموع 64 % بالعافية مما أهلني لدخول كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس وكان ذلك في العام الدراسي 1993/1994 . في عام 1991 و عام 1992 كانت الصراعات الفكرية بيننا وبين الجماعات الأخرى في التيار الإسلامي على أشدها ، فكانت لنا صراعات مع مجموعات القطبيين حول قضية ( العذر بالجهل ) والتي كانت ناقشتها الجماعة الإسلامية في أحد أبحاثها كما ذكرت من قبل ، وكنا نشدد النكير عليهم في هذا الموضوع ونتهمهم أنهم بذلك يتشابهون مع الخوارج والمعتزلة . وكانت هناك صراعات أخرى مع جماعة الإخوان المسلمين حول كثير من القضايا ، أهمها قضية ( حرمة دخول المجالس النيابية ) فقد كان الإخوان لا يرون بأسا من دخول مجلس الشعب وأنه أحد الوسائل في الدعوة في حين أننا كنا نرى ذلك من الكفر لأن هذه المجالس تشرع القوانين من دون الله ، ولأن الديمقراطية كفر لأنها تقوم على مبدأ السيادة للشعب في حين أن السيادة لا بد وأن تكون لله مصداقا للآية (( إن الحكم إلا لله )) ، لذلك أصدرت الجماعة بحثا يناقش هذه القضية اسمه ( أإله مع الله ؟ ) تثبت فيه حرمة دخول هذه المجالس وأنها قائمة على الشرك بالله في التشريع . ومن الصراعات الفكرية التي كانت على أشدها بين الجماعة الإسلامية من جهة ، وبين الجماعات الأخرى على اختلافها هي قضية ( تغيير المنكر بالقوة ) فقد كانت الجماعة الإسلامية ترى جواز تغيير المنكر باليد لأي شخص طالما امتلك القوة وأصدر أحد قياداتها العلمية اسمه عبد الآخر حماد بحثا اسمه ( جواز تغيير المنكر باليد لآحاد الرعية ) يثبت فيه صحة هذا الرأي ، وكنا نستنكر على الجماعات الإسلامية تركهم لهذه الفريضة ، وأنهم جبناء اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة . كنا في الجماعة الإسلامية نتفاخر على الجماعات الأخرى بأننا جماعة أخذت الدين بشموله ، فنحن جماعة تهتم بالعلم على منهج أهل السنة والجماعة ، وتهتم بالدعوة ، وتهتم بتغيير المنكرات في المجتمع ، وتهتم بالإعداد للجهاد ، في حين أن الجماعات الأخرى لم تأخذ الدين بهذا الشمول ، فمنهم من اهتم بالدعوة فقط ، ومنهم من اهتم بالعلم الشرعي فقط ، ومنهم من اهتم بالعمل السياسي فقط ، وكنا نعيرهم بالآية (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) . وهنا شيء لابد من توضيحه حول هذه الصراعات الفكرية ، فكما ذكرت من قبل أن للحقيقة مستويات عدة من التفسير ، فهناك مستوى أول ظاهر على السطح ، وقد يكون هناك مستويات أخر عدة أعمق لا تتعرف عليها إلا بالغوص في النفسيات ، وتظهر في فلتات اللسان ، وتتضح أكثر بالاقتراب من الشخصيات ، وهل هناك أفضل من المعتقل للاقتراب من الشخصيات . المستوى الأول ، والذي كنت مقتنع به وقتها أن الجماعة تريد أن تنتصر للدين ،وأنها تريد إقامة الدين بشموله في الوقت الذي تخاذل فيه الآخرون عن نصرة الدين بشموله ،فقاموا بتبعيضه والاهتمام بجزء منه فقط . أما المستوى الآخر من التفسير فترجع جذوره إلى بدايات نشأة الجماعة في أواخر السبعينيات ، وما بعدها في منتصف الثمانينيات ، ففي هذه الفترة كانت توجد كثير من الجماعات الإسلامية على ساحة الإسلام السياسي ، وقيادات الجماعة كانت تتسم بالطموح العالي والسعي إلى لعب دور قيادي في العمل للإسلام السياسي ، فلم تكن تقبل الانضواء تحت هذه الكيانات الموجودة فعليا ، بل سعت لإنشاء كيان خاص بها يحقق طموحاتها في القيادة والظهور ، فكان لابد من إيجاد المبرر الشرعي لاستحداث كيان جديد على الساحة الإسلامية دون أن يتهموا بحب الرئاسة ، أو بالإسهام في زيادة الفرقة بين التيارات الإسلامية في حين الأمر الشرعي واضح بوجوب التوحد (( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) . كان موجودا وقتها الجماعة الأشهر إعلاميا وقتها ( التكفير والهجرة ) التي اغتالت شيخ الأزهر وقتها ( الذهبي ) ، وكان الإعلام يشن حملة رهيبة عليها أفقدها التعاطف الشعبي ، فكان لزاما على الجماعة الإسلامية وقتها وهي تسعى للتمايز ككيان مستقل أن تنشر فكر محاربة التكفير ، وأنه لا يمكن أن تنضم لهذه الجماعة لأنها تختلف معها فكريا ، وليس لأنها تريد البدء ككيان مستقل ! ، وكذلك لأن الجماعة تسعى لكسب تأييد الجماهير ، وجماعة ( التكفير والهجرة ) أصبحت مشوهة إعلاميا ، مما مهد لاحقا لإصدار بحث ( العذر بالجهل ) . وكان موجودا جماعة الإخوان المسلمين ، فلكي يجدوا المبرر لعدم الانضمام لهم ، وتوحيد الصفوف كان المبرر الشرعي قضية ( حرمة دخول المجالس النيابية ) ، فكان بحث ( أإله مع الله ؟ ) ، وقضية تكفير الحاكم المستبدل لشرع الله فكان بحث ( كلمة حق ) لعمر عبد الرحمن ، وبحث آخر لأحد قيادات الجماعة يناقش قضية الحاكم المستبدل لشرع الله كما ذكرت من قبل . والمبرر الشرعي الجاهز لتبرير عدم الانضمام لأي من الجماعات الإسلامية الموجودة وقتها هو أنها تجزئ الدين ، ونحن نأخذ الدين بشموله . تلك كانت المبررات الحقيقية وراء إنشاء الجماعة الإسلامية ككيان مستقل ، وعدم الانضمام لأي من الكيانات الموجودة فعليا ، وهذا ما يفسر العنف الفكري الذي كنا نمارسه مع الجماعات الأخرى ، والحط من شأنهم في النقاشات معهم ، وتضخيم حجم الخلافات بيننا حتى يظل المبرر الشرعي قائما ، فكنا ينطبق علينا الآية (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )) . فقضية مثل ( العذر بالجهل ) هي في الأساس خلاف فقهي ، ولتضخيمها من جانبنا جعلناها خلافا عقديا يوجب الافتراق لأن الذي لا يعذر بالجهل أصبح سليل الخوارج والمعتزلة ، فلا يجوز الاجتماع معه في كيان واحد . وقضية عدم الحكم بما أنزل الله هي كذلك أحد القضايا الفقهية الخلافية والتي اختلف فيها العلماء كثيرا ، فهي لذلك غير قطعية ، ومع ذلك نجعلها من أصول الدين لنجد الذريعة الشرعية لعدم الانضمام إلى الإخوان المسلمين أو السلفيين ، وهكذا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بصراحة شديدة، يحكي قصته مع السلفية الجهاد (Re: Yasir Elsharif)
|
ود الشريف .. صباحك زين ..
بالمناسبة يا ياسر ممكن جدآ الفيديوهات والتصريحات الزي دي توعية للشعوب وللشباب الملاحق من قبل هولاء المتطرفين والشواذ فكريآ بس كل الموضوع داير ليهو متابعة لكن ما يكون من قبل قنوات زي دي صاحبها ارتد عن الاسلام لانه الموضوع ببقي موضوع مكايدة محتسبة .. ولك الشكر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بصراحة شديدة، يحكي قصته مع السلفية الجهاد (Re: محمد حيدر المشرف)
|
تسلم يا عزيزي محمد المشرف..
شوفتا كيف بالله؟؟ الحلقة الثالثة من مقال د. أسامة عثمان في رحلته الرهيبة.. ـــــــــــ
رحلتي من السلفية الجهادية إلى العلمانية الحلقة الثالثة
أسامة عثمان الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 22:54 المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحب الضائع وأنا من ضيعته !! علاقتي بالجنس الآخر بدأت مبكرا في المرحلة الابتدائية ، فقد كنت أحب فتاة جميلة في فصلي ، ولكنه كان حبا من طرف واحد فقط ، فكانت لا تشعر بي ، كنت أراها كل يوم في الفصل صباحا ، ومساءا في أحلامي ، كنت أعشق ضحكتها المشرقة ، وروحها المرحة ،وخدودها البينك في الشتاء . انتهت المرحلة الابتدائية ، وبعد حب صامت دام ثلاث سنوات لم أعد أراها ، ولكن المشاعر ظلت معي فترة حتى تلاشت مع الوقت ، ولكن الذكريات لم تتلاشى ، فحتى الآن تتراءى أمام ناظري كل فترة . وفي المرحلة الإعدادية قابلت فتاة كانت زميلتي في الفصل في المرحلة الابتدائية ، كان أحد الشباب يلاحقها فاستنجدت بي ، وأبعدته عنها ، ونشأ بداخلي تجاهها بعض المشاعر ، وانشغلت بها لمدة عام من الصف الثالث الإعدادي وحتى الصف الأول الثانوي ، واكتشفت بعدها أني كنت مثل روميو لأنني كنت أمر كثيرا من تحت بلكونتها حتى أراها ، وانسلت المشاعر من داخلي تجاهها بعد هذا العام لأنها أيضا كانت من طرف واحد . وبعد انضمامي إلى الجماعة الإسلامية ، وفي منتصف عام 1992 ، وقعت في العشق . قبل هذا الحدث الرائع والمؤلم في نفس الوقت كنت منغمسا في الجماعة بكل جوارحي ومشاعري ، وفي منتصف العام تقريبا اعتقل أمير ومؤسس الجماعة في المطرية عماد زكي وتأثر نشاط الجماعة بسبب اعتقاله تأثرا ملحوظا ، وتقلصت النشاطات الدعوية لفترة . وفي أحد الأيام الجميلة لاحظت أن أحد الفتيات تلاحقني بنظراتها ، وابتساماتها الرقيقة ، في الأول لم أصدق أن هذه النظرات لي ، فكنت ألتفت حولي كي أجد من تبتسم له ، فلا أجد أحدا ، وسبب عدم تصديقي أنني لم أكن منشغلا بأي شيء غير الجماعة ، والعمل معها ، ولم أكن أشغل بالي بالفتيات ، وكنت محافظ على غض البصر ، فلا أنظر إليهن . لما تأكدت أنها تقصدني فرحت بداخلي جدا ، ولكني حاولت إظهار عدم الاهتمام لأني كنت مقتنعا وقتها أن هذا حبا محرما ، لأنه خارج إطار الزواج ، ولكني مع ذلك كنت أتحين الفرصة لرؤيتها ، ومشاهدة الحب في عينيها ، والاستمتاع بابتسامتها الرقيقة ، والاندهاش من جرأتها المؤدبة في إظهار مشاعرها . لم أستطع المقاومة كثيرا فبنظرة حب لقيتني بحب وبدوب في الحب ، وهنا كانت المشكلة !! . يا إلهي ماذا يحدث لي ، أصبحت كالغريق في بحر من العسل ، ولكنه حسب أفكاري عسلا محرما ، أصبحت مختنقا من الشعور بالذنب .. ماذا أفعل ؟ أنا لا أقوى على البعد عن هذا الحب ، وأيضا لا أقوى على عذاب الله بسبب هذا العشق الحرام . كنت بدأت أظهر لها مشاعري ، وكلمتها أني أريد مقابلتك ، وبعد تركها أجلد نفسي وأعاتبها عما فعلت ، والشعور بالذنب يقتلني لأني أصبحت مدمنا لحبها ، ومن مكابدتي الليالي في التفكير فيها ، كنت أرى صورتها وأنا على فراشي بابتسامتها الرقيقة فأفرح ، ولا يلبث هذا الفرح أن ينقلب غصة بسبب تأنيب الضمير . كان حبا عذريا لا أتذكر في مرة واحدة أني نظرت لها نظرة اشتهاء ، كنت كعمرو واكد في فيلم (( لي لي )) الذي جسد فيه شخصية إمام مسجد في حارة شعبية ، ووقع في عشق امرأة أمام المسجد . ظللت في هذا الشقاء لمدة ستة أشهر ، كنت أبكي لله تضرعا حتى يصرف عني هذا العشق ، فلا أنشغل بغيره وبغير دينه ، تعذبت كثيرا بسبب الصراع الداخلي بين حبي لها ، وحبي لله ولدينه حتى تغلبت على هذا الحب وتسرب من داخلي بعد عناء شديد مع نفسي ، والغريب أني بغبائي أحسست بالفرح بعدها أني انتصرت على نفسي ، وأخلصت حبي لله . يا إلهي لماذا تركتني أفعل في نفسي هذا الفعل وأضيع من يدي هذه المشاعر الجميلة ، أي أفكار هذه التي يعادي بها الإنسان نفسه وفطرته .
بداية الاعتقالات بعد هذا الحب الضائع وفي خلاله كان قد جاءنا أميرا آخر بدلا من عماد زكي اسمه ثروت ، كنت اعتقد في أول الأمر أنه اسمه الحقيقي ولكن بعد فترة اكتشفت أنه اسم حركي يستخدمه للتخفي وأن اسمه الحقيقي حجاج . كان ثروت من الشخصيات المخلصة جدا كان يعشق الشهادة في سبيل الدين ، وضحى في سبيل الدعوة في سبيل الله بالكثير ، وكان من المطاردين بشدة من أمن الدولة لأنه كان قد قبض عليه صدفة ، وعرض عليه الضابط أن يصبح جاسوسا له ، فخدع الضابط ووافق حتى يطلقوا سراحه ، وفعلا أخرجوه ولكنه اتصل بالضابط بعدها واستهزأ به وقال له أمك في العشة ولا طارت ، لذلك كانوا يريدون الانتقام منه . كان صاحب ورشة إصلاح عدادات السيارات على ما أذكر وكانت ظروفه المادية جيدة ، ولكن بسبب المطاردات الأمنية ، فقد عمله لأنه لم يكن يستطيع الانتظام فيه خوفا من القبض عليه ، وكان يهرب هو وزوجته وأولاده . كان هذا التوقيت في بداية عام 1993 عندما تولى المسئولية بدلا من عماد ذكي والذي كان مسئولا عن عدة مناطق هي المطرية والأميرية وعين شمس الغربية . في شهر مارس أو إبريل على ما أذكر جاءنا أمر أنه سوف نقوم بمظاهرة في جامعة القاهرة لا أذكر سببها ولكن تم حشدنا كقطيع الخراف لها ، وكان أحد المسئولين عن تنظيم المظاهرة تم القبض عليه في الليلة التي سبقت يوم المظاهرة ، وذهبنا هناك ووجدنا قوات الأمن تواجدها كثيف ، لم نكن ندري أن هناك من قبض عليه وأبلغ عن المظاهرة وتوقيتها ، حتى لم يكن هناك من الحصافة عند أحد أن يفسر التواجد الكثيف للأمن بأن هناك خطر ينتظرنا ، ولكن الغباء المستحكم عند من يمتلكون الحقيقة المطلقة لا يمكن وصفه ، جلست أنا ومجموعة على انتظار إحدى محطات الباصات أمام الجامعة وفجأة وجدتنا محاطين بالقوات الخاصة بزيها الأسود الشهير وفي أيديهم المدافع الرشاشة ، وأمرونا بإظهار البطاقات الشخصية ، كي يتعرفوا على من جاء من مناطق بعيدة فيتم القبض عليه ، كنت أحمل مطواة للدفاع عن النفس عند أي اشتباكات ، قمت من على كرسي انتظار المحطة كي أطلع بطاقتي الشخصية في الوقت الذي كان هناك باصا يقف في المحطة ، ورأيت أحد أصدقائي ينسل من بين المتواجدين على المحطة مستغلا الارتباك الواضح على أفراد القوة التي أحاطت بنا متجها إلى الباص ليركبه ، فمشيت من بين الجنود وراءه ، وركبت الباص وكأنني أحد المواطنين الذاهبين إلى أعمالهم ، ونجوت من هذا المأزق . رجعنا إلى المطرية وقابلت ثروت وعندما سمع بالخبر أصيب بصدمة وحزن شديدا على من قبض عليهم ، وأمرنا ألا يبيت أحد من الباقين في المنطقة ولم يقبض عليه في بيته ، وفعلا ذهبت أنا وأخي إلى بيت جدي في حي النزهة خلف ملاهي السندباد . مكثنا هناك عدة أيام نرتاد المسجد القريب من البيت في كل صلاة ، وبعد عدة أيام وأنا نائم في سريري وجدت من يوقظني من نومي قبل الفجر ، كان أحد ضباط أمن الدولة . استيقظت فوجدتني محاطا بالقوات الخاصة وضباط في زي عادي وهم ضباط أمن الدولة ، طلبت منهم أن أرتدي ملابسي ، فسمحوا لي وأخذوني أنا وأخي على مبنى مباحث أمن الدولة بلاظوغلي . الغريب أنني لم أشعر بأي خوف وقتها كما شعرت في بداية انضمامي للجماعة حين تم اقتحام صلاة العيد كما ذكرت من قبل ، يمكن بسبب ترسخ قدمي في الجماعة بعد مرور عامين ونصف معهم تقريبا . أخذوني أنا وأخي على الدور الثاني في لاظوغلي ، وهو المسئول عن النشاطات الإرهابية في القاهرة كلها ، وكان الدور الرابع هناك هو الجحيم بعينه ، فقد كان مخصصا لمكافحة العمليات العسكرية والتحقيق مع القيادات ، وكان به إدارة أمن الدولة على مستوى الجمهورية ،ولأن موضوعي كان صغيرا فكان نصيبي من لاظوغلي وقتها الدور الثاني فقط . وصلنا في الصباح وتركونا حتى قبل الظهر مع بداية التحقيقات ، وكان ما يشغلني كيف عرفوا مكاننا فنحن هاربون من منطقتنا للاختباء في منطقة أخرى لا يعرف عنها أحد من أصدقائي في الجماعة شيئا ، فهل كنا مراقبين من المنطقة حتى بيت جدي ، ظللت أضرب أخماس في أسداس ، ومترقب لوقت التحقيق ولا أدري ماذا سيكون الوضع ، ومن أين سيبدأون معي إلى أن جاءت اللحظة المنتظرة ونادوا على اسمي . دخلت غرفة التحقيقات وأنا بداخلي رهبة فهذه أول مرة أتعرض للتحقيقات ، وكذلك متحيرا ماذا عندهم من معلومات عني حتى لا ألخبط الدنيا على نفسي وعلى أصدقائي في المطرية ، والذين لا يعرفون أننا قبض علينا ، فأضطر أن أدلي بمعلومات عن أحد منهم تحت وطأة التعذيب . بدأ الضابط يسألني عن بياناتي وأين أسكن ، ولماذا أقيم عند جدي ، وكان أحدهم يضربني في جنبي بقبضته ، وقتها كنت أظن أن هذا تعذيبا ، ولكن اتضح أنه مزاح بالنسبة لما رأيته بعدها بساعات ، فقد تركوني بعد التحقيق معي لمدة ساعة تقريبا أدركت ساعتها أنهم لا يعلمون عني شيئا ، وأنني مشتبه فيه فقط بسبب ظهوري في منطقة جديدة ، وتظهر علينا سمات الملتزمين دينيا من جلباب ولحية عند أخي لأنني وقتها لم يكن لي لحية فقد كانت بعض الشعيرات المتناثرة الخفيفة . أدخلوني بعد ذلك مرة أخرى بعد صلاة العصر ، وقد كان الضابط متعجلا ، ولم أكن أدري السبب فضغط علي في التحقيق ، والضرب ، وجعلني أخلع ملابسي وظللت بالشورت فقط ، وزاد من ضغطه عليا كي يطلع مني بأي نتيجة ، أو لو كان هناك شيئا مختبئا فليظهر بهذا الضغط ، فأمر العساكر بتقييد يدي من خلف ظهري ، وعلقوني على الباب من عند الرسغين ، وأصبح كل جسدي محملا على أكتافي . أحسست بألم فظيع لم أكن أتوقعه ، وأحسست بأكتافي ستنفصل عن جسدي ، وبدأوا يحركون قدمي ، وهي مسدلة في الهواء حتى يزداد الضغط والألم على أكتافي ، وظللت أتوسل للضابط كي ينزلني ، وهو يقول لن أنزلك حتى تعترف ، وأنا أقول له بماذا أعترف ؟ . ظللت معلقا على الباب قرابة عشر دقائق كانوا بمثابة عشر سنوات من الألم ، وفجأة حدث ما لم أكن أتوقعه ، فقد أمر الضابط العسكري أن ينزلني من على الباب كي يدركوا المباراة ، وكانت وقتها يوجد مباراة مهمة بين مصر وزيمبابوي في فرنسا الفائز فيها سوف يؤهل لكأس العالم ، وكانت مباراة معادة بعد حدوث بعض الشغب من جمهورنا في القاهرة أدت إلى إلغاء نتيجة المباراة والتي كنا فائزين فيها .. شكرا لكي أيتها المباراة . أنزلوني من على الباب ، وأخرجوني من غرفة التحقيقات ، ووضعوني على الأرض في الممر أمام غرف التحقيقات ، وأعطوني ملابسي ، حاولت أن ألبس ملابسي فلم أستطع فقد أصيبت يداي بشلل مؤقت ، ولم أكن أستطع أن ألبس ملابسي ، جاءني أحد الجنود وأمرني أن ألبس ملابسي ، فقلت له أنني لا أستطيع ، فقال للضابط أني مش قادر ألبس ملابسي ، فقال له الضابط اتركه فسوف يستطيع لما أكتافه تفك ، ظللت عدة ساعات على هذا الوضع إلى أن بدأت أشعر بأكتافي وقمت بلبس ملابسي بصعوبة . تركونا حتى الليل مرميين على الأرض حتى جاء الضباط في الليل ، ووجدته يستدعيني ، ويسألني ماذا يشتغل خالي ؟ فقلت له في الاستيراد والتصدير فقال لي هات تليفونه ، فأعطيته التليفون وأخرجوني ، جلست بالخارج عدة ساعات إلى أن استدعوا خالي ، وجاء لاستلامنا ، وخرجنا معه بعد 24 ساعة عصيبة ،عرفت بعد خروجي أن خالي له صديق ضابط أمن دولة تدخل لخروجنا ، واستجابوا لوساطته .
الأمير الصغير عندما تعرفت على الجماعة الإسلامية كنت أعتبر في عرف الجماعة مدعو جديد يقومون بتهيئتي فكريا ونفسيا لأكون عضوا فاعلا ، وقد تم ذلك في فترة وجيزة بسبب ما أمتاز به من همة عالية ، وبسبب الطاقة الفوارة التي أحسست بها بداخلي كما ذكرت . في الأول أصبحت عضوا في أحد المجموعات التي تتكون منها الجماعة في المنطقة ، فانكببت على قراءة الكتب المقررة علينا ، ودراستها ، وكذلك التحاقي بحلقات تعليم تجويد القرآن ، سواء على يد أحد من أفراد الجماعة أو على يد أي شيخ من شيوخ المنطقة الغير منتمين ، وأذكر شيخا في منطقتنا اسمهه الشيخ جمال السلكاوي كان أحد الذين ساعدوني كثيرا في تعلم أحكام قراءة القرآن ، وفي فترة وجيزة تعلمت أحكام التجويد ، بل أصبحت أعلم الآخرين خاصة المنتمين الجدد ، حتى أصبحت مميزا في هذا الأمر، وبسبب نشاطي العالي في تحصيل العلوم الشرعية المقررة علينا وقتها ، وكذلك بسبب نشاطي في دعوة أفراد جدد إلى الجماعة أصبحت أميرا لأحد المجموعات في المنطقة ، كانت المجموعات وقتها تشكل حسب الاقتراب في السكن ،فكل مجموعة أفراد يسكنون بجوار بعضهم يشكلون مجموعة . كانت طاقتي أعلى كثيرا مما أسند إلي من مهام ، فقمت بإنشاء مجموعة أخرى من المدعوين الجدد ، وهم من صغار السن في المرحلة الإعدادية كنت أقوم بتعليمهم أحكام تجويد القرآن ، وتعليمهم ما كنت أقرأه في أي كتاب جديد ، كان هذا بمثابة تهيئة لهم لضمهم للجماعة فيما بعد كأعضاء أساسيين . أصبحت مميزا جدا في الدعوة الفردية ، واستقطاب أفراد جدد إلى الجماعة ، والدعوة الفردية تعني إقامة علاقة مباشرة بين الداعي والمدعو ، وهي الأساس في ضم الأفراد الجدد ، على العكس من الدعوة الجماعية ، والتي تقوم على الخطابة وإلقاء الدروس الجماعية ، وهذا لم أكن أجيده ، فليس من مواهبي الخطابة على ملأ من الناس ، أما النقاش الفردي ، والاقتراب من الناس بصفة شخصية مما يمهد لاستقطابهم فكنت مميزا فيه . انقضى عهد عماد زكي ، وبدأ عهد ثروت والوضع كذلك ، نشاط غير عادي في الدعوة ، وأميرا بصفة رسمية على مجموعة أساسية من أفراد الجماعة ، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المدعوين الجدد قمت بإنشائها بصفة غير رسمية كنشاط إضافي . بعد خروجي من اعتقال اليوم الواحد رجعت إلى المنطقة ، وقابلت الشيخ ثروت أنا وأخي وحكينا له عن اعتقالنا ، وخروجنا بالواسطة ، وفرح جدا لنا لأن المنطقة كانت تأثرت من الضربة الأمنية لمظاهرة جامعة القاهرة ،فكان نصيب منطقتنا منها حوالي 4 أفراد من الأساسيين ، فلا يحتمل الوضع اعتقال المزيد . رجعت إلى النشاط الدعوي مرة أخرى ، ولم أفكر ولو للحظة واحدة لترك الجماعة بسبب ما لاقيته في الاعتقال ، لأن الأمر أصبح لي أمر دين ، أمر جنة ونار ، فلا يحتمل مني مجرد التفكير في النكوص عن الدعوة في سبيل الله ، هذا بالإضافة أن أمر الجماعة أصبح مساويا عندي للإسلام ، لأنها حسب تشكيلي الفكري الذي ذكرته سابقا هي الممثل الحقيقي للإسلام . ولكن هل هذا كل شيء ؟ في علم النفس يذكر العلماء أن كل سلوك لابد له من دافع وراءه ، وقد تتعدد الدوافع للسلوك الواحد ، ما ذكرته سابقا كتفسير لاستمراري مع الجماعة بالرغم مما تعرضت له بسبب اعتقالي ما هو إلا دافع واحد ، وأظن أنه كانت هناك دوافع أخرى ، وهو دافع الشعور بالمسئولية تجاه الأفراد الذين أصبحت أميرا لهم سواء في المجموعة الأساسية ، أو المجموعة الملحقة بالأساسية من المدعوين الجدد صغار السن ، والذين أصبحت لهم شيخا ، ومعلما ، وأخا أكبر ، فلا خيار لي إلا الصبر على البلاء ، والاستمرار والثبات على الحق حتى لا أكون سببا في فتنة غيري بنكوصي عن الحق . من أكثر الآيات التي كانت تشكل وجداننا وتفكيرنا (( واجعلنا للمتقين إماما )) فكان أمل كل واحد منا أن يكون رمزا في هداية الناس .. ولكن هنا وقفة لابد منها .. وهي أن الكثير منا – إن لم يكن كلنا – كان يختلط بداخله شيئين ، وهما هل نريد أن نكون أئمة للناس من أجل هدايتهم فعلا ؟ ، أم نريد أن نكون أئمة لهم من أجل حظوظ أنفسنا ، ومن باب حب الرئاسة على الناس ، والوصاية الدينية عليهم ؟ !! الإنسان قد تخفى عليه دوافعه ، ويرى نفسه مدفوعا لسلوك معين بسبب ظاهر وواضح ، ولكن في حقيقة الأمر تكمن بداخله دوافع أخرى قد تخفي عليه هو نفسه ، فلا يراها . أظن أن الشعور بالمسئولية تجاه المجموعتين اللتين أترأسهما لم يكن شعورا حقيقيا بالقدر الكافي ، بل كان مخلوطا به الخوف من فقد هذه المكانة إذا أنا تراجعت عن إكمال هذا الطريق . لم تكن هذه الحقيقة واضحة في ذهني وقتها ، ولكني توصلت لها متأخرا بعد مراجعاتي التي لم تكن فكرية فقط ، بل كانت مراجعات نفسية كذلك بالغوص في نفسي ، ومحاولة تحليل دوافع سلوكي في هذه التجربة .
ثورة نهد أن يكون الإنسان ملتزما دينيا ، ومحافظا على غض البصر لا يجعله ذلك بمنأى من فتنة النساء ، فهناك صنف من النساء يعجبهن هذا الستايل ، ويحاولن التقرب منهم ، والتعرف عليهم ، وكما قال المثل الشعبي ( كل فولة ولها كيالها ) . في أحد الأيام لاحظت أن هناك فتاة من الحي تسكن بجوار أحد أفراد المجموعة الملحقة التي كونتها تلاحقني بنظراتها ، كانت فتاة من نوع آخر غير فتاة حبي الضائع التي عشقتها ، كانت فتاة طاغية الأنوثة ، لم تحرك في المشاعر ، بل حركت غرائزي الكامنة ، والتي أحاول كبتها حتى لا تشغلني عن مهمتي الرسالية ، انشغلت بهذه الفتاة لفترة ، كان انجذابي لها شديدا ، ولكنه لم يكن حبا ، بل كان اشتهاءا ، كانت ذات قوام ممشوق ، ونهدين مكتنزين ، حلمات ثديها نافرة لم يكن يجدي معها في إخفائها لا براه ولا غيره ، خدودها ذات حمرة متوهجة ، وشفاهها ظمأى ، شعرها أسود لم يكن بالناعم ، ولا بالخشن ، كان في انسداله يعبر عن ثورته الخاصة ، فكان يأبى الانسياب الكامل ، والخضوع ، فكان ككل شيء فيها فائرا ثائرا ، كنت عندما أراها أحس بفوران الشهوة في عروقي ، وارتفاع في ضربات قلبي لما يعانيه من ضخ متسارع لدمائي المشحونة بهرمونات الذكورة التي تسبب في إفرازها هذا النهد الثائر . حاولت مقاومتها كثيرا داخليا – لأنني لم أكن أظهر لها اهتماما – ولكن أنوثتها الطاغية كانت أقوى من مقاومتي ، وفي أحد الأيام ذهبت لأصلي الظهر في مسجد أمام بيتها مع صديقي الذي يسكن بجوارها ، فرأيتها في بلكونتها تنظر إلي بعينيها ، فكانت كالقوس أرسلت لي سهام ملتهبة ، فأصابت الهدف ، دخلت إلى المسجد لصلاة الظهر ، وخرجت دون أن أحس بوجودي داخل المسجد ، فقد كنت أفكر فيها .. خرجت فوجدتها لا زالت واقفة في بلكونتها ، فشاورت لها كي تنزل لأكلمها ، وفعلا نزلت ، واتفقت معها على مقابلة وقت الغروب ، وتركتها وذهبت إلى بيتي أفكر في هذا اللقاء . دخلت إلى غرفتي ، واستلقيت على سريري كي أنام قليلا فقد كان وقت القيلولة ، حاولت جاهدا أن أنام ، ولكن صورتها كانت أمامي بكل تفاصيلها المثيرة ، حتى تحولت الصورة إلى جسد نابض بالحياة بين يدي ، أحسست بأنفاسها الحارة ، وسمعت ضربات قلبينا المتسارعة ، وضعت يدي على جسدها البض ، وظللت أتحسسه في رفق ، ووجدتني دون تفكير ألثم شفاهها الظمأى ، أغمضت عينيها ، وتركت لي شفتها السفلي أرشف من عسلها ، كانت كقطعة البسبوسة المشربة بالعسل ، وعلى استحياء ووجل أدخلت يدي تحت التيشيرت ، وتحسست بشرتها الناعمة كالزبد ، مررت يدي على ظهرها الناعم المتناسق من آخره إلى أوله ، ثم مررت بيدي من تحت إبطها حتى وصلت إلى مرادي ، وصلت إلى النهد الثائر ، اقتربت بأناملي في رفق ووجل منه ، كنت في رهبة شديدة ، ضغطت عليه ضغطة خفيفة زادت بسببها أنفاسها الحارة ، وازداد لذلك تسارع ضربات قلبي ، أمسكت بحلمتها النافرة - التي فعلت بي الأفاعيل - بأطراف أناملي ، فتأوهت ، كل ذلك ولا زالت أرتشف من عسل شفتها السفلى ، زاد ضغطي على نهدها ، وزادت تأوهاتها ، حتى حانت لحظة التحامي بمنبع الحياة ، وقدس الأقداس .. وفجأة .. دخلت علي أمي غرفتي فأيقظتني من أحلى حلم يقظة في حياتي .. سامحك الله يا أمي . قبل موعد لقائي بها وبعد صلاة العصر قابلت أميري الشيخ ثروت فعهد إلي ببعض المهمات التي أضاعت علي موعدي ، وهدأت نفسي قليلا ، وأشغلت نفسي بما كلفت به ، واعتبرت ما حدث لحظة ضعف ، والحمد لله أني لم أنساق وراءها ، وعاهدت نفسي أن أبتعد عن هذه الفتاة حتى لا تضيع علي ديني .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بصراحة شديدة، يحكي قصته مع السلفية الجهاد (Re: Yasir Elsharif)
|
أختي العزيزة منى عمسيب
تحية طيبة في هذه الأيام المباركة
Quote: ود الشريف .. صباحك زين ..
بالمناسبة يا ياسر ممكن جدآ الفيديوهات والتصريحات الزي دي توعية للشعوب وللشباب الملاحق من قبل هولاء المتطرفين والشواذ فكريآ بس كل الموضوع داير ليهو متابعة لكن ما يكون من قبل قنوات زي دي صاحبها ارتد عن الاسلام لانه الموضوع ببقي موضوع مكايدة محتسبة .. ولك الشكر . |
عندما تقولين "صاحبها ارتد عن الإسلام" كأنك تنكرين حقه في أن يكفر بالإسلام؟؟ من حقه أن يرتد أو يكفر أو يتحول إلى المسيحية إن أراد.. مسألة المكايدة، حتى إن صحت، فإنها تصبح مسألة جانبية، سببها رد الفعل تجاه ما يقوم به المهووسون من نوع عبد الملك الزغبي في هذه الشريحة.. من يسمع الكلام دا مش ليهو حق ينفر من الإسلام؟؟ ويكايد المسلمين حتى.
الفيديو يعود إلى العام 2012..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بصراحة شديدة، يحكي قصته مع السلفية الجهاد (Re: Yasir Elsharif)
|
اخي الفاضل دكتور ياسر ..
لك التحية والاحترام ..
Quote: عندما تقولين "صاحبها ارتد عن الإسلام" كأنك تنكرين حقه في أن يكفر بالإسلام؟؟ |
اخي انا لا اقصد عن ارتداده كشئ شخصي وهذا لا يعنيني لانني اؤمن بكل المعتقدات واحترمها ولكن في هذه الحالة اتكلم بلسان الذين يحملون عكس ما احمله تجاه هذه القضايا وما تنسي نحن بنتكلم عن كمية من الشباب بدوا في الانجراف وراء الهوس والتطرف ولذلك يجب علينا ان نبحث عن المنطقة الوسطي التي يجب ان نخاطبهم بها ,, هذا هو قصدي يا مريود ..
وسلمت .
***************** فظيع جهل ما يجري وافظع منه أن تدري !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بصراحة شديدة، يحكي قصته مع السلفية الجهاد (Re: مني عمسيب)
|
تسلمي يا ستي منى أتفهم قصدك ولكني أقول: حتى المهووسين الذين يذهبون مع داعش أو مع ما يعرف بالسلفية الجهادية سوف يستفيدون مما تقدمه قناة الحياة وبرنامج سؤال جريء. ربما يغلقون التلفزيون في المرة الأولى، تماما كما فعل أسامة عثمان في قصته. وما تخافي عليهم. سيجدون من مفارقات قادتهم في أرض الجهاد ما سوف يفتح أعينهم، مثلما فُتحت أعين أسامة عثمان في المعتقل المصري من ممارسات قادة الجهاد الإسلامي [أرجو أن تكوني قد استمعت إلى الحلقة الأولى معه كاملة وستذهلين]. هل قرأت قصة المغربي الذي انضم إلى داعش هو وزوجته وحكى بعد أن تم أسره بواسطة جيش الأكراد في العراق ما حدث من الدواعش تجاه زوجته؟؟ مجاراة هؤلاء في المنطقة الوسطى التي تقترحينها لن تفيد.. مرات العلاج يكون بالصدمة أكثر فائدة.
فيديو: داعشي مغربي يكشف ما فعله الدواعش بزوجته
بعدما علم والداه بخبر مقتله على الأراضي العراقية، وبعدما أقامت له أسرته مراسيم عزاء في غياب “الجثة”، عاد الشاب سعيد تيفاني ليطل من إحدى القنوات التلفزيونية العربية مشتكيًا إخفاء جماعة “داعش” زوجته وتهجيرها برفقة أحد أمراء الجماعة. ويقول تيفاني المنحدر من بوجنيبة نواحي مدينة خريبكة، ضمن تسجيل تلفزيوني، إنه وصل إلى سوريا برفقة زوجته المغربية بغية القتال إلى جانب صفوف “داعش” ، قبل أن يكتشف أمورا لم تكن له في الحسبان، بدأت بإبعاد زوجته عنه وإلحاقها بأحد “معسكرات زوجات المقاتلين” لمدة شهر ونصف الشهر، ليكتشف لاحقا اختفاءها، قبل أن يأمروه بالذهاب فورا للقتال في العراق. ويتابع “الداعشي” المغربي، المأسور حاليا لدى وحدات حماية الشعب الكردية، أنه بدأ يسأل عن أحوال زوجته معلنا عن رغبته في لقائها والاطمئنان عن أحوالها، مستطردا “توجهت إلى مكان تجتمع فيه زوجات مقاتلي (داعش)، بحثت عن زوجتي ولم أجدها. ولما سألت عنها مسؤولا في عين المكان، أخبرني أن أبا معاذ التركي، مغربي الجنسية كذلك، اصطحبها برفقته إلى حمص”. وأردف سعيد التيفاني بتأثر واضح، سألتهم حينها “بأي حق تسمحون لشخص آخر أن يأخذ زوجتي؟”، ليتم إخباره أنه وافق بكتاب خطي على رحيل زوجته، ليؤكد أنه طيلة مدة شهر ونصف الشهر التي قضاها بأحد معسكرات القتال التدريبية، لم يلتقي أحدا، ويبدأ بالتالي رحلة البحث العسيرة عن زوجته في حمص. ولما لم يجد لها أي أثر هناك، قرر العودة إلى ريف الرقة، قبل أن يتم أسره. واستطرد سعيد كلامه، ومعالم الحرقة بادية على وجهه، “إنه موضوع حساس جدا، ويصعب على الإنسان التحدث فيه، نسمع كثيرا عن حوادث اختفاء نساء يأتين إلى داعش إلى جانب تعرض كثيرات للاغتصاب والتعنيف والحرق ممن ذهب أزواجهن للقتال في أماكن بعيدة وبقين وحيدات”. وقال الشاب المغربي الذي بدا في حالة رثة وعلا جسده الهزال، إن “داعش” تتنصل من مسؤوليتها عن هذه الحوادث والانتهاكات، بمبرر أن عناصرها يستغلون اسم التنظيم لممارسة ما يحلو لهم بالرغم من الإجراءات المشددة التي يفرضها التنظيم في مناطق سيطرته. إلى ذلك، أكدت مصادر لموقع بـ”هسبريس”، أن سعيد بن محمد التيفاني منحدر من بوجنيبة نواحي خريبكة، هاجر رفقة زوجته للالتحاق بتنظيم “داعش” قبل فترة، ليتم الاتصال لاحقا بعائلته وإخبارها بمقتله هناك رفقة زوجته، مؤكدا أن شريط الفيديو الذي ظهر ضمنه سيقلب الأمور رأسا على عقب خصوصا في ظل اختفاء زوجته ومصيرها المجهول.
المصدر : حريات
| |
|
|
|
|
|
|
|