|
القصيدةُ الأخيرةُ
|
07:37 AM Sep, 14 2015 سودانيز اون لاين بله محمد الفاضل-جدة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
القصيدةُ الأخيرةُ
أكتُب قصيدتَكَ الأخيرةَ، فإن أصابِعَها المقطوعةَ تدّقُ البابَ، ترنو أن تُصافِحَ قلبَك..!!
أكتُب قصيدتَكَ المُمزقةَ الدّروبِ، كقِطعِ الليلِ، كالأجسادِ التي تخطفتها الشظايا، في ليلةِ عُرسٍ لشهيدٍ حي..!!
أكتُب قصيدتَكَ الأخيرةَ، فإن التسويفَ سيجعلُها عَروسَكَ في الجنةِ، وكعريسٍ مُرتجِفٍ قلِقٍ.. ستتبوأُ مِقعدَكَ في الشَجرِ اليابِسِ والحَجرِ المَسنونِ..!!
أكتُب قصيدتَكَ الملعونةَ، كي تقرَّ عينُ الرّقصةِ الأخيرةِ لمهرجانِ البؤسِ، الذي استفاضَ في شَرحِ غرائزِهِ النّزِقةِ.. لجسدِكَ وعينيكَ ولم ينس قلبَكَ المدسوسِ عن الخَرائطِ...!!
أكتُب قصيدتَكَ الأخيرةَ، بقبضةٍ حانيةٍ، وألحانٍ شَارِبةٍ من عَسلِ الشّهقاتِ والارتعاشِ والندوبِ... برجسٍ من عَملِ الشُّكوكِ المبثوثِ في روحِكَ الهارِبةِ..!!
أكتُب في الليلةِ الأخيرةِ قصيدتَكَ الأولى –من الهناك- التي أردتَ لحروفِها، أن تنقضَّ على قلبِكَ وتنهشّهُ..!!
أكتُب قصيدتَكَ المجوفةَ لينظُرَ عبرها طِفلُكَ الأخيرُ بعينِ نِسرٍ جائعٍ، فلربما تلوّت حروفُها النبيّةُ وكوّنت لفمِهِ المشقوقِ بالذكورةِ: إيداماً وماء..!!
أكتُب قصيدتَكَ الأخيرةَ، بحرفينِ: ص، ه.. وصوبهما لكُلِّ هذا الهراءُ الجاثِمِ على صدرِكَ، وأنت حثيثاً تظُنُّ أنه يطلعُ مع الدُّخانِ والآهاتِ..!!
أكتُب قصيدتَكَ الأخيرةَ، وأنس أن تغلِقَها من تصيُدِ الرِّيحِ، والرُّوحِ، والرائحة..!!
أكتُب قصيدتَكَ الأخيرةَ، وكُن رفيقاً بها.. وأنت تتوزعُ بينها كأجملِ ناجٍ من نفسِهِ، يختبئُ بجسدِهِ كُلِّهِ في قصيدةٍ..!!
أكتُب قصيدتَكَ الأخيرةَ، وتبلل باحتراقِكَ، و صه...!!!!!!
2/9/2014م
http://sudaneseonline.com/board/470/msg/1410594727.html
|
|
|
|
|
|