منذ بدء هجرة السودانيين للولايات المتحدة الأمريكية مثلت الولايات الشرقية ،وخصوصاً ولايات نيويورك ونيوجيرسي و ميريلاند و فيرجينيا مقراً للكثيرين منهم ، وذلك لعدة أسباب من ضمنها أن معظم القادمين للولايات المتحدة الأمريكية يأتون عن طريق واشنطون أو نيويورك وهي مدن قريبة من هذه الولايات وكذلك قربها من مراكز اتخاذ القرار وتوافر فرص العمل وغير ذلك .. وقد استقرت الغالبية منهم في مناطق شمال فيرجينيا منطقة واشنطن الكبرى والاسكندرية وفيرفاكس وأرلنغتون كما استقرت مجموعات في ولاية ميريلاند. الي الجنوب من واشنطن تقع مدينة ريشموند وتبعد حوالي 110 ميلاً من العاصمة واشنطون وهي عاصمة ولاية فيرجينيا ، لكنها ليست المدينة الأكثر ازدحاماً أو الأكثر صخباً وضجيجاً اذا ما قورنت بالعاصمة واشنطن او منطقة شمال فيرجينيا عموماً، وقد فضلت مجموعات صغيرة من السودانيين منذ أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات الانتقال اليها وذلك لطبيعتها الجميلة ومناخها الأسري وكذلك تنوعها العرقي حيث تفوق نسبة السود فيها نسبة البيض بالاضافة لوجود بعض فرص العمل في بعض المجالات التي تناسب السودانيين آنذاك وخصوصاً مهنة الرعاية الصحية. مدينة ريشموند مدينة صغيرة اذا ما قورنت بواشنطن أو نيويورك أو شيكاغو حيث بلغ عدد سكانها في تعداد 2010 حوالي 204 الف ويقدر تعداد سكانها في العام 2014 ب 117 ألف نسمة وكانت نسبة السود من السكاان حوالي 51% فيما بلغت نسبة البيض 41% و8% اثنيات أو اقليات أخرى مختلفة. وتقع الي الشرق منها بمسافة 50 ميلاً مدينة ويليامزبيرغ التاريخية. يعبر بالمدينة نهر جيميس الشهير الذي يعطي وسط المدينة مظهرا جمالاياً خلاباً كما يمر بها طريق 95 الذي يتجه شمالاً الي واشنطن ونيويورك ويصل الي ولاية مين في أقصى الشمال الشرقي و يتجه جنوباً عبر ولايات كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وجورجيا حتى فلوريدا ، ويتقاطع ال95 مع طريق 64 الذي يتجه شرقاً الي مدينة فيرجينيا بيتش الساحلية وميناء نورفولك المعروف والي الغرب يتجه الطريق الي ولاية غرب فيرجينيا ثم يتفرع عبر طرق أخرى الي ولايات تيناسي وكينتاكي وغيرها من ولايات الغرب والوسط الأمريكي.
يوجد في المدينة مطار ريشموند الدولي وبها محطتان للسكك الحديدية اي ام تراك كما يوجد بها محطة للسفريات الطويلة المعروف بالقري هاوند. يوجد في مدينة ريشموند مؤسسسات تعليمية عريقة ومرموقة منها جامعة فيرجينيا كومونويث الشهيرة وكلية فيرجينيا للطب بالاضافة للكثير من الجامعات والكليات الخاصة وعرفت جامعة فيرجينيا كومونويلث باستقبالها للمئات من الطلاب المبتعثين من منطقة الشرق الاوسط والخليج خصوصاً في مجالات الطب وطب الاسنان. كما يوجد بالمدينة رئاسة بعض الشركات المعروفة والمشهورة ومنها مصانع شركة فيليب مورس المشهورة بانتاج التبغ.
الجالية بلغ عدد السودانيين في العام 2005 حوالي 180 فرداً وكانت هناك حوالي 37 اسرة فقط وحالياً يقدر عدد السودانيين فيها ب 400 فرد وحوالي 150 اسرة. مع ازدياد أعداد السودانيين ظهرت الحاجة لتكوين كيان يجمعهم ويقدم بعض الخدمات التي تتمثل في الافطار الجماعي في رمضان والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية و الوطنية والدينية وكذلك تقديم بعض الخدمات التعليمية للأطفال وغير ذلك من النشاطات التي تهم الجالية. كانت هناك محاولات عدة لتكوين جالية سودانية كجمعية رسمية بمدينة ريشموند منذ أوائل التسعينات وقد قامت بعض الجمعيات الغير رسمية مؤقتاً بهذا الدور ولكن يمكن اعتبار شهر مايو 2005 هو المولد الرسمي للجالية السودانية الحالية بمدينة ريشموند وقد سميت الجالية السودانية الأمريكية بمدينة ريشموند. ومنذ تكوينها استطاعت الجالية جمع كلمة السودانيين في كيان واحد مما قوى من أواصر الترابط الاجتماعي بينهم وقد درجت على تكوين الافطار الجماعي في رمضان والاحتفال بمختلف المناسبات لاسيما مناسبتي عيد الفطر والأضحى وكذلك الوقوف مع الذين يحتاجون للدعم والمساعدة وافتتاح وادارة المدرسة السودانية لتدريس اللغة العربية والقران الكريم. يميز السودانيين في مدينة ريشموند الترابط والتكافل والتآلف الاجتماعي مع بعضهم في السراء والضراء ومناخ الود ولاخاء اوالصداقة الذي يربط بين الجميع اذ يندر أن تجد فرد من السودانيين في ريشموند لا يعرف كل السودانيين فيها وهي بهذا تكاد تتميز عن جميع مدن الولايات المتحدة الأخرى. لقد اختار الاتحاد السوداني الأمريكي لكرة القدم هذا العام مدينة ريشموند كمقر لاقامة الدورة الرياضية التي تنظم سنوياً والتي تتخللها أيضاً نشاطات اجتماعية وثقافية متعددة وذلك يومي السبت والأحد 5-6 سبتمبر و سيشارك فيها 11 فريق من مناطق مختلفة من الولايات المتحدة . لقد استعدت الجالية السودانية بمدينة ريشموند لهذا الحدث الكبير وستتشرف باستقبال ضيوفها الكرام من من لاعبين واسر وأفراد من كل هذه المناطق ومناطق أخرى كما ستتشرف باستقبال شخصيات رياضية وفنية مرموقة من السودان سيأتون من أجل هذه المناسبة ومنهم الوالي والملك والأمير ... جمال الوالي وفيصل العجب وهيثم مصطفى.
نتمنى للقائمين على تنظيم هذه الدورة في الجالية السودانية بمدينة ريشموند التوفيق والسداد لانجاح دورة هذا العام لتكون نبراساً وطريقاً ومثالاً يحتذى به للدورات القادمة التي يقيمها الاتحاد السوداني الأمريكي لكرة القدم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة