|
ضروس و فتيل شمعة وقزازة ريحة
|
12:53 PM Aug, 27 2015 سودانيز اون لاين ابو جهينة-السعودية _ الرياض مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قال لها عند إقتراب موعد زواجها يوصيها وينصحها : ( عُضِّي على زوجك بالنواجذ ) وزيادة في الحرص، استعملت كل أسباب العض ، بل تمادتْ قليلا ، ( فعضتْ ) عليه بنواجذ الحب و أضراس التحنان و قواطع الألفة ، ثم فرشتْ له لسانها الرّطِب بساطاً أحمراً يتمرّغ فيه متى شاء. و حوّلتْ ريقها دهناً يتمسّح به و أنفاسها لحافاً يتدثر به ويُلّطّف به الأجواء.. ظلتْ تعمل بالوصية بحذافيرها، حتى تعب منها الفك الأسفل والعلوي ،، وأصابهما التنميل ، وتخلخلتْ أضراسها والأسنان ونضب معين الريق وجف اللسان واخشوشن. و تصادف في ذات الوقت أن قامت بخلع (ضرس العقل) فقد تقدمتْ في العمر قليلاً ،، فتراخت ( العضة ) قليلا وأنفرج الفكان رغماً عنها،، وأعطت لنفسها هدنة لترتاح قليلا ، وعندما عـادت لتمارس (العض) مرة أخـرى مواصلةً للاهتمام والعناية : كان ( زوجها المعضوض ) قد أنفلت من بين يديها كطائر ظل محبوساً في قفصه، ولاذ بنواجذ أخرى طائعاً مختاراً ، مســـتغلاً فترة الاسترخاء والراحة عند رفيقته الحنون. والغريب في الأمر أن صاحبته الجديدة كانت ( نواجذها ) التي لجأ إليها هذا الزوج اللئيم كانت ( مرتخية ) ليس بسبب وصية أو نصيحة من زول وجيع كما فعلتْ الأولى، و لكن لشيء في نفس يعقوب وعملا بمقولة النبي موسى ( و لي فيها مآرب أخرى ). كانت ( النواجذ الجديدة ) لا تحبذ زيادة قوة ( العض ) ،، و لا نية لها في ( العض ) عليه وحده ، كانت لها أشياء أخرى تحب أن ( تعض) عليها. أشياء لينة و طرية وأخرى جافة وخشنة وأشياء باردة وأخرى ساخنة، وأشياء بيْن بيْن، وفي بعض الأحايين ، تجمع كل هذه الأضداد في ( عضة ) واحدة وتحت سقف (حلق واحد) و بين (فكين)، نظام ( مافي وقت ).. أما صاحبتنا الأولى صاحبة ( العضة المتشددة ) و التي عملتْ بنصيحة الناصح الأمين،، فمن فترة لأخرى،، تعض على نواجذها متوهمة أنه ما زال هناك، فتنتبه إلى أنه لا يوجد شيء تعضه ، فتصْطَكُّ منها أرتال الأسنان فتعود لرشدها تملؤها الحسرة. وعاشت تعض على لا شيء، كالمستجير ( بالريق عند العطش ).
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ضروس و فتيل شمعة وقزازة ريحة (Re: ابو جهينة)
|
وقال آخر يوصي امرأة يهمه أمرها : يا بنية ،، أوقدي أصابعك العشرة لزوجك شمعا يستنير به. فعملتْ بالنصيحة تماما ،، وصار كل همها أن تراقب هذه الأصابع مشتعلة حتى تنير له الطريق،، مضحية ( بشحم ) أصابعها لهذا الحبيب،، وظلتْ رافعة أصابعها العشرة أمامها في الرواح والغدو. و لا تخفضها حتى يغط في النوم ويروح في سبات عميق. وذات ليلة عاصفة،، انطفأت شمعاتها دون سابق إنذار ورغما عنها،، فقد بلل أصابعها المطر المندفع عبر النوافذ والسقف. وراحت منشغلة عنها بتوفير الهدوء والسكينة والدفء له، غير عابئة بتعبها وقلة راحتها. وعندما عادت لمخدعهما لتطمئن عليه، لم تجد غير ورقة صغيرة تقول : لا أحب ضوء الشموع الخافت. أحب الأضواء المبهرة. سئمت نصف الضوء ونصف الظلام. وداعا. و من يومها،، عشقتْ الظلام ،، وكرهتْ أي ضوء مهما كان مصدره. نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ضروس و فتيل شمعة وقزازة ريحة (Re: ابو جهينة)
|
أما ذاك، فقد قال لصاحبه : المرأة قارورة عطر ،، فأعمل على الاستمتاع بالعطر وحافظ على القارورة وحاذر أن تنكسر أو يسلبك إياها أحدهم.
خوفا على العطر،، فقد صب جل اهتمامه على القارورة لأن بداخلها يكمن العطر الذي ظل يستنشق عبقه معها و في غيابها. سكنتْ روحه فصارت أهم من الهواء والأكل والشرب. أدمنها تماما ... أحتضن القارورة بين أضلاعه ،، ووضعها بين أهدابه ورموشه وغطى عليها بجفنيه وأغلق عليها قلبه وظللها بغمامات من مشاعره وسحبا من أحاسيسه. أفاق يوما ،، و هو يحس خواءا في الروح وجوعا في نبضه ،، وعبقها يربض بين أحضانه ويربت على كتفه ويهدهد أركان تعبه ويسكن خياشيمه،، و لكن القارورة لم تكن هناك ،، ناداها بأعلى صوته ،، لم تجب. خرج كالمجنون يبحث عنها ،، رآها تولي الأدبار تتدحرج على حصى الطريق دونما إلتفاتة،، ترتطم بالأرصفة و الأعمدة الخرسانية و تتوارى بين الزحام ،، ولهول مفاجأته ،، لم يحدث لها أي ضرر جراء كل هذا وذاك ،، لم تنكسر أو يصيبها شرْخ ،، واصلتْ تدحرجها و هي سليمة معافاة ، لا يسمع غير رنينها عبر جسدها الشفاف الرقيق ، حتى غابت عن ناظريه و عن دنياه. عندما شفى من إدمانه عطرها ،، وأنزاح عبيرها من خياشيمه،، راح يشكو لصديقه ما فعلته قارورته. و قبل أن يكمل حديثه وشكواه، راح يضحك بهستيريا متواصلة ،، فقد كان عطرها يعبق من بين ثنايا صديقه المنتشي بالعطر و الذي لم يكن يسمع ضحكات صديقه المجنونة.
| |
|
|
|
|
|
|
|