كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الجــمـعـيات التـعــاونـيـة هـي الحــــل!
|
08:15 AM Aug, 23 2015 سودانيز اون لاين محمد التجاني عمر قش- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الجــمـعـيات التـعــاونـيـة هـي الحــــل! محمد التجاني عمر قش mailto:[email protected]@hotmail.com التعاون على الخير مطلب ديني واجتماعي تمليه ضرورة العيش المستقر وتبادل المنافع والسعي لعمارة الأرض وكل ذلك نجده واضحاً في قول الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" وما من وقت أو حين في حياة الناس عامة والسودانيين خاصة هم في أشد الحاجة إلى التعاون كهذا الوقت الذي صار فيه الفرد عاجزاً عن تحقيق بعض المتطلبات الأساسية بمفرده؛ إذ لابد له أن يتعاون مع جهات كثيرة من أجل الحصول على تلك الحاجات الضرورية. وما دام الأمر كذلك وعلى هذه الدرجة من الأهمية لماذا لا تقوم جمعيات تعاونية نظامية ومؤسسة وفق القانون والنظم السائدة تكون مهمتها الأساسية توفير العيش الكريم للمجتمع وتقديم بعض الخدمات الاجتماعية وتوفير فرص التوظيف لكل شخص مؤهل يأنس في نفسه الكفاءة والقدرة على العمل؟ فقد بلغت الحياة درجة من التعقيد أصبح من الصعب معها استمرار عجلة الانتاج والتسويق وغيرها من مراحل العمل الاقتصادي بدون اشتراك جهات كثيرة، رسمية وشعبية، في جهد جماعي من شأنه الارتقاء بمستوى معيشة الناس وحفظ كرامتهم عن طريق الاستفادة من خيرات الأرض من ثروات ومحاصيل وفواكه وثروة حيوانية لا يمكن أن تنتج إلا بجهد مشترك. ولعل هذا ما يجعلنا نقول إن الجمعيات التعاونية التي نريد إنشاءها يجب أن تتجاوز مرحلة تقديم السلع الاستهلاكية للناس بأسعار منخفضة، وإن كان هذا واحداً من أهدافها ومهامها، إلى مرحلة توفير مدخلات الإنتاج وتقنياته وتدريب الأيدي العاملة وتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لكافة الأطراف والجهات التي تشترك في هذا النشاط لأن القصد هو تحريك المجتمع ودفعه ليتحول من حالة الاستهلاك إلى الإنتاج والمشاركة في تقوية وتعزيز الاقتصاد الكلي للبلاد. وبما أننا نعيش في منطقة ذات مصادر زراعية وفيرة ومناخ ملائم لتنوع الإنتاج ولدينا كوادر بشرية مؤهلة وأيدي عاملة يمكن أن تسهم في زيادة الدخل والإنتاج بقدر معقول من التدريب والتوجيه والدعم، ينبغي علينا أن نسعى جاهدين إلى وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ؛ سداً للذرائع والحجج الواهية بأن الناس لا تجد ما يعينها على القيام بمثل هذه الأعمال وينحون باللائمة على البنوك والجهات الحكومية ذات الصلة متهمين إياها بعدم بذل الجهد وتقديم الرعاية المطلوبة! وقد يكون هذا صحيحاً وواقعا،ً ولكن الدولة لا يمكن أن توفر كل شيء إلا بمساعدة المجتمع الذي يجب أن تستنهض همته؛ حتى يشارك في التنمية والتعمير سواء عن طريق الشراكات مع بيوت التمويل والخبرة أو عن طريق الجمعيات التعاونية وهذا ما ندعو إليه. إن التعاون الذي نريد ونشجع يأخذ مناحي عدة منها ما هو فكري بتقديم المقترحات والأفكار والحلول والخطط والبرامج القابلة للتنفيذ بما يتفق وطبيعة أرضنا ومناخنا وببيئتنا. وهناك التعاون المالي وهو دور المصارف ومؤسسات التمويل الرسمية والخاصة التي يجب عليها أن تضع آليات قانونية وفنية حتى يذهب ما تدفعه من مال إلى الأنشطة التي خصص من أجلها. وهناك تعاون مادي وهذا يعني ما يمكن أن يبذله الفرد من جهد في سبيل إنجاح العملية التعاونية حتى تحقق أهدافها من خلال التزامه بالتدريب والإرشاد الفني والاقتصادي الذي تقدمه الجهات المختصة حسب المجال المعني. وهناك أيضاً التعاون الأمني لتعزيز الاستقرار الذي بدونه لا يمكن أن ينجح عمل فردي أو تعاوني، ومن الضرورة بمكان أن نحقق كل هذه الأنواع من التعاون حتى تنجح الجمعيات التعاونية. ومن أجل أن يكون التعاون إيجابياً، فإننا نريد قيام جمعيات تعاونية زراعية وإنتاجية وخدمية واجتماعية ذات نظرة إستراتجية تركز بالدرجة الأولى على زيادة الإنتاج النوعي حتى يمكن له المنافسة في السوق المحلي والخارجي بسلع من ضمنها المنتجات التي يكثر عليها الطلب العالمي مثل القمح والسكر والمنتجات الأخرى كالصمغ العربي والخضروات والفواكه الطازجة والمعلبة جيدة التعبئة والإعداد والمنتجات الحيوانية؛ وهذا يستلزم أن تكون هنالك أنشطة مصاحبة لهذا التوجه، يأتي على رأسها إيجاد السوق محلياً وخارجياً بالدخول في علاقات تجارية تحقق المكسب والنجاح والمطالب لكل الأطراف المشاركة حتى يكون الجميع رابحاً وراضياً وهذا ليس بالأمر صعب المنال إذا ما اسندت إدارة تلك الجمعيات لذوي الكفاءة والقدرة على العمل من بين أفراد المجتمع والكيانات ومنظمات المجتمع من ذوي العبقرية والإرادة والثقة والأمانة. بشكل عام لدينا الآن بعض الدراسات والمشاريع التي وضعتها جهات ذات خبرة واسعة في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني خاصة في ولاية شمال كردفان تصلح لأن تكون مرتكزاً للانطلاق سيما وأنها قابلة للتنفيذ حيثما توفرت المصادر الطبيعية المطلوبة لتعميم الفائدة. التعاون سمة أساسية من سمات المجتمعات المتحضرة على مستوى الدول والجماعات والأفراد شريطة أن يقصد به إصلاح البلاد والعباد. ويعتقد كثير من المهتمين بهذا الأمر أن الجمعيات التعاونية هي الشكل الأمثل لتحقيق تطلعات الناس لتوفير مدخلات إنتاج وتقنيات معقولة بأسعار وضمانات مناسبة تجعلها في متناول يد الجميع ومطلوب فقط توفر الإرادة السياسية والاجتماعية للشروع في تنفيذ هذه الأفكار.
|
|
|
|
|
|
|
|
|