برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قبل الطـَّـريق ..! (مقال)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2015, 05:20 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قبل الطـَّـريق ..! (مقال)

    05:20 PM Aug, 22 2015
    سودانيز اون لاين
    محمد أبوجودة-الخرطوم
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    برنامج إصلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قبل الطــَّريق ...!

    بقلم: محمد أحمد أبوجــــــــــودة

    إصلاح الدولة السودانية، هدفٌ باهر وأملٌ خَيّر. يكاد أن يكون تميمة، معلّقة برقبة الشعب السوداني. منذ ماقبل عهد سلاطين باشا، ذاك الاحتلالي النمسويّ المغامر، والذي خدم الخديوية المصرية في السودان حاكماً لدارفور، خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ثم لم يأنف أن يواصل مغامرته في حُكم السودانيين "سَلْفَقة" (ولعلّها بَلطَجَة)، مبتدأ القرن العشرين. ضمن جنرالات المملكة البريطانية كـ الحاكم العام "الثاني" ال سير/ ريجنالد ونجت، وذلك بالرغم ممّا عاناه "سلاطين" من خضوعٍ ومسكَنة. تحت إمرة حاكم سوداني وطني؛ هو الخليفة عبدالله "ود تورشين" المشهور بالتَّعايشي. حيث اضطُّرّ "سلاطين" إلى إعلان إسلامه تُقيــةً، وخَنَع بقبول تغيير اسمه من "سلاطين" إلى "عبدالقادر، ثم بقيَ مُتمسكناً تحت الأسر الخليفوي الكاسر لسنوات طوال، حتى تمكّن من الهَرَب من أمدرمان إلى مصر؛ بحسب ما حكاه في كتابه " السيف والنار في السودان".

    لقد ظلّ هدفُ إصلاح الدولة، أملٌ مُعلّق برقاب السودانيين جميعا، تعلو أشواقهم إليه مع كل حاكمٍ قادمٍ جديد. ثوريّاً جاء أو تمّ تكليفه بالانتخاب، احتلالياً كان أم تمّ تعميده بالانقلاب؛ ثم لا تلبث الأشواق أن تموت بالسّكتة الاستبداية، متزامنةً مع "طولة" قرفصاء الحاكم على عرش السلطنة، ما تمكّن من زاوية الدّفّة منفرداً بحاكميّته وحده، لا راضٍ به أو مقتنعٌ له إلّا قليل؛ وقليلٌ مَن يسمَع له أو منه، وقد لا يأبه به كثيرون. ثم ترجح كَفّة الخَيبات السياسية، فيتقهقر حُكمُه تحت سنابك قادمٍ - لا مَحالة- حالِمٍ للسودان جديد، لتضحى برامج الإصلاح في خبر كان، منصوباً عليها بقولنا الشعبي: كان فُلان من طبقة "حَشّاش بي دقينتو"، ثم لم يزد عن سابقيه، ولم ينقُص.

    السودانيّون كثيراً ما يهتمّون بــــِ ما يجري حولهم، ومن باب أولى، فاهتمامهم بما يطرحه القابضون على على أمور الحُكم والسياسة، هو الأعلى على مَرّ الدّهور. بيد أن غواشي السياسة وتجاذباتها في سودان المليون (كلم2) بعد المَيل، لم تترك للناس بالاً ولا روحاً معنوية، كي يعيدوا البصر أو البصارة كَرّتين. فقد طالما انقلَب الحال السياسي من علٍ، أو سقط الوعدُ من فوق، ثم تبدّلت الوجوه بغتة..! ليظلّ الهدف الإصلاحي واقفاً مكانه، مُعلّقاً يتدلدل يُمنَةً ويُسرى؛ ظاهراً للعَيان، باقٍ مع الأيام كـ" تحلية سياسية" يوزعها المحظوظون؛ لأجل استطالة الاستقرار ، ولو تَوَهُّما؛ وجليّة الأمر، فإنه ما كان ذاك باستقرارٍ مكين، أو حتى غير مكين..! بقدرما ظلّ على تتالي السنوات، استقرارٌ شكلانيُّ الهيئة، متقلِّب الظواهر ومتشاكس السياسات والتوجّهات، لا يُؤمَل فيه ولا يُرجى.





    يتواصل,,,

                  

08-22-2015, 05:27 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    المطالبة بإصلاح الدولة السودانية، تكاد أن تكون متجذّرة في أفئدة الشعب؛ بالتالي فإعلان برنامج إصلاحٍ للدولة، وإشهاره من أعلى ( دَكّة مَن ناداك ) كـَ مجلس وزراء حكومتنا الطامحة لتغيير الوضع، مَلمَحٌ يشي بالكثير من الآمال الخَيِّرة، تحوم في أفئدة الحاكمين، وتبحث عن حُسن إخراج؛ لكنه في نفس الآن، مَلمَحٌ يشي بالكثير من عذابات السياسة وعثراتها، تعمُر الدّور الحاكمة والمحكومة؛ ومن الجليّ فإنّ تِركَة الخراب الذي يريد إصلاحاً في بلادنا، ومنذ القديم، لا يُمكِن أن يُقال عنها أنها راحت لسبيلها مع ما مضى من جميل..! لكنّها ها هنا ماتزال قاعدة وقائمة وجاثمة، تملأُ الحاضر بالوجَع، وتتراكم وتتفاقم مع الأيام، لتتلقّف كثيراً من عِصي الصعوبات الاقتصادية، السياسية، الثقافية والاجتماعية، علاوة على ما تحدفه عليها، الأعاصير الإقليمية والدّولية بسدودها وحدودها وتداخلاتها ونفطها ومائها ونزوحها، تعصّبها وتطرفها، بالكثير من المزعجات التي لا تسير، إلاّ على المتعرّج من الدروب.


    مثّل خطاب التنصيب الرئاسي، ولا شك، افتتاحاً مباركاً في كثير من نفوس المُتابعين؛ بما اشتمل عليه من نوايا خيّرة في ابتدار مسيرة إصلاح برامجي لكافة الثغور المعلولة في وجه بلادنا؛ وكذلك لما أقرّ به الخطاب الرئاسي، معترفاً بما اعترى الدولة من تقصيرات فادحة في كثير من وجوه النشاط العام، وأيضاً، بانحدار الخاص، جَرّاء صعوبات المعاش والتعليم والصحة، بل والعدالة. ثم استمرّت الأيام، تزيد فيها المشاغل، وتطلّ بأعناقها الأهوال، في عالَمٍ يكاد إنسانُه أن يفترس أخيه الإنسان، ثم يقول له ببساطة: هذا ابتلاؤك فاركِز.

    في عبارةٍ بليغة المعاني، يشير الدكتور خالد التجاني، المحلل السياسي والكاتب الصحافي المعروف، في واحدٍ من مقالاته، إلى أنّ "الحالة السودانية، في ما يبدو، قد أحالتها نُخبتها السياسية إلى مستودَع للمواثيق السياسية، بما يُهري عالَماً بحالِه، وأنه منذما يزيد عن سبعين عاما، ظلّت البلاد تكتظّ بأوراق سياسية، لم توفِّر للبلاد خلاصاً ولا أتاحت لها انتقال سلس، من حالٍ إلى حالِ".






    ............
    يتواصل ,,,

                  

08-22-2015, 05:33 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    إلى ذلك، فقد استقبل كثيرٌ من الناس، حديثَ النائب الأول لرئيس الجمهورية في مؤتمره الصحفي بالاثنين، الاسبوع الأول من أغسطس الجاري، بروحٍ آملة، ونفوس مُشرَئبة أن تتحرّك عَجَلات البرنامج الإصلاحي للدولة السودانية، على نَهج الدروب المستقيمة. كذلك فقد طَرِب الكثيرون بما أبانه النائب الأول، من تشخيص لافت، لكثير من القضايا العامة. ما يعكس صدق بحثها أولاً، واستعدادية الدولة أن تُرهف السّمَع لأيّ ارتيابات قد تبدو من الجمهور، وفي البال، أنّ دروب الحكمة الإنسانية قد نطقتْ منذ فجر الحكمةالتاريخية، بالقول: نصفُ رأيِك عند أخيك.

    ما يزيدُ الأمل بواحاً، أنّ النائب الأول،قد وضّح أهمية أن يكون الإعلام، اللاعب الأساسي في برنامج إصلاح الدولة؛ وذلك بالمشاركة في عملية التقييم والتقويم؛ ولم ينسَ أن يُبَشِّر بمنح حريات أوسع. هاهنا تتبدّى البدايات الصحيحة، على الرغم من كونها ربما تتشابه مع الهبّات القديمة في حقل الإصلاح لشؤون الحُكم والمعاش، تلك التي مضتْ وتركت حال الخراب في حالِه. فالهَبَّة الإصلاحية الجديدة، إذن، تتلبَّس مظاهر الجدّية، للسَّيْر ببرنامج الإصلاح إلى آخر الشّوط. مهما تعرّجت الدروب أو تكاثرت المصائب، وعلاوة على ذلك، فإنّها هَبَّة إصلاحية تجترُّ عديداً من الوقائع الماسخة و ( المواقف البائخة)، بــطول تجربة حكمٍ قابض؛ أربتْ على رُبع قرنٍ من الزمان، لم يسكت لسان التجربة القابضة، عن كلمة "إصلاح" ولا كلمات مثل: تحوُّل ديمقراطي، تفاوُض، حوار، انتخابات، وُحدة وطنية، سلام، نهوض، تغيير، تنمية إلخ,,,, ولكن للأسى، دون أيّ نجاحٍ يُذْكَر لأيِّ شعارٍ أو هُتاف أو إرهاص..! بل ازدادت المصاعب، وتمكّن التمكين، وساءت الخدمات العامة بما لا يُقاس..! ولعلّ الكلمة الرقمية (7+7)، والتي ملأت آفاقنا حديثاً دون معنىً ملموس، ربما تأخُذ في خاطرها مِنّا (آل إعلام) إن لم نُشِر إليها وإلى رَعيلها المنكبّون تَمليَّاً في فرادة صَرْحها، كآخر أحزان السياسة السودانية؛ مع العِلم، أنهم أُناس لايفعلون شيئاً سوى أن يتحدّثون.

    الحكومة في هَبّتها الإصلاحية الجديدة، بعد الألف هبّة وَ هَبّة التي مَضَيْن؛ تضعُ نفسها في موقفٍ لا تُحسَد عليه. بل وفي تحدٍّ أشبه بالتحدِّي الذي خاضَ غِمارَه جيش الفتح اللإسلامي للأندلس، حيث أحرقوا مراكبهم التي قطعوا بها إلى الضّفّة الأخرى. استمساكاً بعدم التقهقُر مهما كانت النتائج المُرّة؛ وكان لسان حالهم: البحرُ خَـلفي والعدوُّ أمامي … ضاع الطريقُ إلى السَّفينِ ورائي.

    هل يخضرُّ الأمل، بعد هذا التحدي الكبير؟ فـتستقيم الدروب، وينمو الإصلاح بظهرانَيْ وطنٍ مُثخَن الجراح؛ وعلى ذات يد العُصبة الحاكمة بالكنكشة والدّروَشة وَ شيءٍ من اللّفِّ والدَّوَران، كثير..؟ أم ستتشابه علينا الأيام والبقر والبرامج؛ متى ما أضحت الآلية المــُتّفــَق عليها بين الفُرقاء السياسيّين، لا تعدو أن تكون: قتلُ الرفيق قبل الطريق...!؟







    .........................
    مع التحايا للجميع ...
    Mohammad Ahmed Abujuda - E.mail: mailto: mailto:[email protected]@[email protected]@gmail.com

    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 08-22-2015, 06:04 PM)

                  

08-23-2015, 06:30 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: هل يخضرُّ الأمل، بعد هذا التحدي الكبير؟ فـتستقيم الدروب، وينمو الإصلاح بظهرانَيْ وطنٍ مُثخَن الجراح؛ وعلى ذات يد العُصبة الحاكمة بالكنكشة والدّروَشة وَ شيءٍ من

    اللّفِّ والدَّوَران، كثير..؟ أم ستتشابه علينا الأيام والبقر والبرامج؛ متى ما أضحت الآلية المــُتّفــَق عليها بين الفُرقاء السياسيّين، لا تعدو أن تكون: قتلُ الرفيق قبل الطريق...!؟



    في واحد من مقالاته الرصينة والبليغة وال مَليحةِ بَعَد، أتحفنا البروفيسور/ عبدُالله علي إبراهيم، بأنّ للأمريكان مَثَل، يقولون فيه: (إنّك لا يُمكِن أن تُحِــلّ ال معضلة، بذات ال فَهَم الذي

    اقترفتها به)، أو كما قال البروف النحرير، وله التحايا ..

    لكن د. عبدُالله علي إبراهيم، والشهير بـــ" وَد شَقدّتْ" كناية واسم لجدِّ له؛

    لم يتوقّف عند مَثَل الأمريكان، بل أصــَّـــــلَه بــ مَثَلٍ سودانيٍّ متين، ومن خامَة أصيلة، يقولون فيه" ال مَلوية من ال بَهَم، ما بتفــِـــكْ رَقَبَتا" ..

    فانظروا، يا رعاكم الله لتلك " مَلويـــّتنا " ال دايرة ال فكاك وما قادرة!! وأرجو ألاّ يذهب خيالك السريع نحو الحكومة!

    فأنا لا أقصد الحكومة القائمة على رأس الحكم من رُبع قرنٍ من الزمان..! ولكنني - والحال يا هو نفس الحال!- إنما أقصد بالملوية، جماعة (7+7) وجمعياتهم الأدبية العُكاظية للأحاديث المطلوقة بلا عِقال!!

    فانظر إليهم يتراغمون عبر آليّات ال تحنيس!! والتّهسيس، يجهدون أنفسهم في " استرضاء" الحكومة، بأننا منكِ وإليكِ ..! ومُستعدين نجيب ليك براءة من الشعب السـوداني!!

    لماذا لايكون أمثال البروف، العارف، قيادياً في تلك الجماعة الــ (7+7) ...!

    أم أنهم ماكرون!!!؟
                  

08-23-2015, 06:43 AM

سيف اليزل الماحي

تاريخ التسجيل: 12-26-2006
مجموع المشاركات: 2909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    .


    عزيزي أبو جودة

    تحياتي

    ياريت لو إستبدلت نوع الخط، من الثلث إلي خط النسخ حتى تسهل قراءة المقال،
    فخط الثلث أقرب للزخرفي قد لايصلح دائما للكتابة الحوارية، لاسيما وانت تتناول معضلات الحالة السودانية المتأخرة!


    .
                  

08-23-2015, 07:02 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: سيف اليزل الماحي)

    مرحب بالأخ الصديق سيف اليزل، ولك التحايا الطيبة


    وَ

    حُبَّاً وَ كرامة ..



    Quote:


    برنامج إصلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قبل الطــَّريق ...!

    بقلم: محمد أحمد أبوجــــــــــودة

    إصلاح الدولة السودانية، هدفٌ باهر وأملٌ خَيّر. يكاد أن يكون تميمة، معلّقة برقبة الشعب السوداني. منذ ماقبل عهد سلاطين باشا، ذاك الاحتلالي النمسويّ المغامر، والذي خدم الخديوية المصرية في السودان حاكماً لدارفور، خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ثم لم يأنف أن يواصل مغامرته في حُكم السودانيين "سَلْفَقة" (ولعلّها بَلطَجَة)، مبتدأ القرن العشرين. ضمن جنرالات المملكة البريطانية كـ الحاكم العام "الثاني" ال سير/ ريجنالد ونجت، وذلك بالرغم ممّا عاناه "سلاطين" من خضوعٍ ومسكَنة. تحت إمرة حاكم سوداني وطني؛ هو الخليفة عبدالله "ود تورشين" المشهور بالتَّعايشي. حيث اضطُّرّ "سلاطين" إلى إعلان إسلامه تُقيــةً، وخَنَع بقبول تغيير اسمه من "سلاطين" إلى "عبدالقادر، ثم بقيَ مُتمسكناً تحت الأسر الخليفوي الكاسر لسنوات طوال، حتى تمكّن من الهَرَب من أمدرمان إلى مصر؛ بحسب ما حكاه في كتابه " السيف والنار في السودان".

    لقد ظلّ هدفُ إصلاح الدولة، أملٌ مُعلّق برقاب السودانيين جميعا، تعلو أشواقهم إليه مع كل حاكمٍ قادمٍ جديد. ثوريّاً جاء أو تمّ تكليفه بالانتخاب، احتلالياً كان أم تمّ تعميده بالانقلاب؛ ثم لا تلبث الأشواق أن تموت بالسّكتة الاستبداية، متزامنةً مع "طولة" قرفصاء الحاكم على عرش السلطنة، ما تمكّن من زاوية الدّفّة منفرداً بحاكميّته وحده، لا راضٍ به أو مقتنعٌ له إلّا قليل؛ وقليلٌ مَن يسمَع له أو منه، وقد لا يأبه به كثيرون. ثم ترجح كَفّة الخَيبات السياسية، فيتقهقر حُكمُه تحت سنابك قادمٍ - لا مَحالة- حالِمٍ للسودان جديد، لتضحى برامج الإصلاح في خبر كان، منصوباً عليها بقولنا الشعبي: كان فُلان من طبقة "حَشّاش بي دقينتو"، ثم لم يزد عن سابقيه، ولم ينقُص.

    السودانيّون كثيراً ما يهتمّون بــــِ ما يجري حولهم، ومن باب أولى، فاهتمامهم بما يطرحه القابضون على على أمور الحُكم والسياسة، هو الأعلى على مَرّ الدّهور. بيد أن غواشي السياسة وتجاذباتها في سودان المليون (كلم2) بعد المَيل، لم تترك للناس بالاً ولا روحاً معنوية، كي يعيدوا البصر أو البصارة كَرّتين. فقد طالما انقلَب الحال السياسي من علٍ، أو سقط الوعدُ من فوق، ثم تبدّلت الوجوه بغتة..! ليظلّ الهدف الإصلاحي واقفاً مكانه، مُعلّقاً يتدلدل يُمنَةً ويُسرى؛ ظاهراً للعَيان، باقٍ مع الأيام كـ" تحلية سياسية" يوزعها المحظوظون؛ لأجل استطالة الاستقرار ، ولو تَوَهُّما؛ وجليّة الأمر، فإنه ما كان ذاك باستقرارٍ مكين، أو حتى غير مكين..! بقدرما ظلّ على تتالي السنوات، استقرارٌ شكلانيُّ الهيئة، متقلِّب الظواهر ومتشاكس السياسات والتوجّهات، لا يُؤمَل فيه ولا يُرجى.

    المطالبة بإصلاح الدولة السودانية، تكاد أن تكون متجذّرة في أفئدة الشعب؛ بالتالي فإعلان برنامج إصلاحٍ للدولة، وإشهاره من أعلى ( دَكّة مَن ناداك ) كـَ مجلس وزراء حكومتنا الطامحة لتغيير الوضع، مَلمَحٌ يشي بالكثير من الآمال الخَيِّرة، تحوم في أفئدة الحاكمين، وتبحث عن حُسن إخراج؛ لكنه في نفس الآن، مَلمَحٌ يشي بالكثير من عذابات السياسة وعثراتها، تعمُر الدّور الحاكمة والمحكومة؛ ومن الجليّ فإنّ تِركَة الخراب الذي يريد إصلاحاً في بلادنا، ومنذ القديم، لا يُمكِن أن يُقال عنها أنها راحت لسبيلها مع ما مضى من جميل..! لكنّها ها هنا ماتزال قاعدة وقائمة وجاثمة، تملأُ الحاضر بالوجَع، وتتراكم وتتفاقم مع الأيام، لتتلقّف كثيراً من عِصي الصعوبات الاقتصادية، السياسية، الثقافية والاجتماعية، علاوة على ما تحدفه عليها، الأعاصير الإقليمية والدّولية بسدودها وحدودها وتداخلاتها ونفطها ومائها ونزوحها، تعصّبها وتطرفها، بالكثير من المزعجات التي لا تسير، إلاّ على المتعرّج من الدروب.


    مثّل خطاب التنصيب الرئاسي، ولا شك، افتتاحاً مباركاً في كثير من نفوس المُتابعين؛ بما اشتمل عليه من نوايا خيّرة في ابتدار مسيرة إصلاح برامجي لكافة الثغور المعلولة في وجه بلادنا؛ وكذلك لما أقرّ به الخطاب الرئاسي، معترفاً بما اعترى الدولة من تقصيرات فادحة في كثير من وجوه النشاط العام، وأيضاً، بانحدار الخاص، جَرّاء صعوبات المعاش والتعليم والصحة، بل والعدالة. ثم استمرّت الأيام، تزيد فيها المشاغل، وتطلّ بأعناقها الأهوال، في عالَمٍ يكاد إنسانُه أن يفترس أخيه الإنسان، ثم يقول له ببساطة: هذا ابتلاؤك فاركِز.

    في عبارةٍ بليغة المعاني، يشير الدكتور خالد التجاني، المحلل السياسي والكاتب الصحافي المعروف، في واحدٍ من مقالاته، إلى أنّ "الحالة السودانية، في ما يبدو، قد أحالتها نُخبتها السياسية إلى مستودَع للمواثيق السياسية، بما يُهري عالَماً بحالِه، وأنه منذما يزيد عن سبعين عاما، ظلّت البلاد تكتظّ بأوراق سياسية، لم توفِّر للبلاد خلاصاً ولا أتاحت لها انتقال سلس، من حالٍ إلى حالِ".

    إلى ذلك، فقد استقبل كثيرٌ من الناس، حديثَ النائب الأول لرئيس الجمهورية في مؤتمره الصحفي بالاثنين، الاسبوع الأول من أغسطس الجاري، بروحٍ آملة، ونفوس مُشرَئبة أن تتحرّك عَجَلات البرنامج الإصلاحي للدولة السودانية، على نَهج الدروب المستقيمة. كذلك فقد طَرِب الكثيرون بما أبانه النائب الأول، من تشخيص لافت، لكثير من القضايا العامة. ما يعكس صدق بحثها أولاً، واستعدادية الدولة أن تُرهف السّمَع لأيّ ارتيابات قد تبدو من الجمهور، وفي البال، أنّ دروب الحكمة الإنسانية قد نطقتْ منذ فجر الحكمةالتاريخية، بالقول: نصفُ رأيِك عند أخيك.

    ما يزيدُ الأمل بواحاً، أنّ النائب الأول،قد وضّح أهمية أن يكون الإعلام، اللاعب الأساسي في برنامج إصلاح الدولة؛ وذلك بالمشاركة في عملية التقييم والتقويم؛ ولم ينسَ أن يُبَشِّر بمنح حريات أوسع. هاهنا تتبدّى البدايات الصحيحة، على الرغم من كونها ربما تتشابه مع الهبّات القديمة في حقل الإصلاح لشؤون الحُكم والمعاش، تلك التي مضتْ وتركت حال الخراب في حالِه. فالهَبَّة الإصلاحية الجديدة، إذن، تتلبَّس مظاهر الجدّية، للسَّيْر ببرنامج الإصلاح إلى آخر الشّوط. مهما تعرّجت الدروب أو تكاثرت المصائب، وعلاوة على ذلك، فإنّها هَبَّة إصلاحية تجترُّ عديداً من الوقائع الماسخة و ( المواقف البائخة)، بــطول تجربة حكمٍ قابض؛ أربتْ على رُبع قرنٍ من الزمان، لم يسكت لسان التجربة القابضة، عن كلمة "إصلاح" ولا كلمات مثل: تحوُّل ديمقراطي، تفاوُض، حوار، انتخابات، وُحدة وطنية، سلام، نهوض، تغيير، تنمية إلخ,,,, ولكن للأسى، دون أيّ نجاحٍ يُذْكَر لأيِّ شعارٍ أو هُتاف أو إرهاص..! بل ازدادت المصاعب، وتمكّن التمكين، وساءت الخدمات العامة بما لا يُقاس..! ولعلّ الكلمة الرقمية (7+7)، والتي ملأت آفاقنا حديثاً دون معنىً ملموس، ربما تأخُذ في خاطرها مِنّا (آل إعلام) إن لم نُشِر إليها وإلى رَعيلها المنكبّون تَمليَّاً في فرادة صَرْحها، كآخر أحزان السياسة السودانية؛ مع العِلم، أنهم أُناس لايفعلون شيئاً سوى أن يتحدّثون.

    الحكومة في هَبّتها الإصلاحية الجديدة، بعد الألف هبّة وَ هَبّة التي مَضَيْن؛ تضعُ نفسها في موقفٍ لا تُحسَد عليه. بل وفي تحدٍّ أشبه بالتحدِّي الذي خاضَ غِمارَه جيش الفتح اللإسلامي للأندلس، حيث أحرقوا مراكبهم التي قطعوا بها إلى الضّفّة الأخرى. استمساكاً بعدم التقهقُر مهما كانت النتائج المُرّة؛ وكان لسان حالهم: البحرُ خَـلفي والعدوُّ أمامي … ضاع الطريقُ إلى السَّفينِ ورائي.

    هل يخضرُّ الأمل، بعد هذا التحدي الكبير؟ فـتستقيم الدروب، وينمو الإصلاح بظهرانَيْ وطنٍ مُثخَن الجراح؛ وعلى ذات يد العُصبة الحاكمة بالكنكشة والدّروَشة وَ شيءٍ من اللّفِّ والدَّوَران، كثير..؟ أم ستتشابه علينا الأيام والبقر والبرامج؛ متى ما أضحت الآلية المــُتّفــَق عليها بين الفُرقاء السياسيّين، لا تعدو أن تكون: قتلُ الرفيق قبل الطريق..؟
                  

08-25-2015, 03:35 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: الحكومة في هَبّتها الإصلاحية الجديدة، بعد الألف هبّة وَ هَبّة التي مَضَيْن؛ تضعُ نفسها في موقفٍ لا تُحسَد عليه. بل وفي تحدٍّ أشبه بالتحدِّي الذي خاضَ غِمارَه جيش الفتح اللإسلامي للأندلس، حيث أحرقوا مراكبهم التي قطعوا بها إلى الضّفّة الأخرى. استمساكاً بعدم التقهقُر مهما كانت النتائج المُرّة؛ وكان لسان حالهم:

    البحرُ من خَـلفي والعدوُّ أمامي xxx ضاع الطريقُ إلى السَّفينِ ورائي...ََ! ...


    .........




    على الحكومة ألّا تأسى كثيراً على تلك الــ" ســـُّـــــــفُن" الإنقاذوية المــُتهالِكة..!
    وهذا، ليس بقولي! (!!) ولا قول (ـــه) الوزير الجديد !!

    بل تلك حقائق ( وأعني ..) تهالُك تلك السفائن بربابنتها الذين لم يُخلّفوا وراء نفوذهم غير ال فساااااد!!!

    ......................
    فالحكومة، تاكل نارها براها بعد ده!!

    وإلّا يبقى إصلاح، كما القديم!! مجرد بربَحة وَ عزيق خارج الحُفرة..
                  

08-28-2015, 03:20 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: ما يزيدُ الأمل بواحاً، أنّ النائب الأول،قد وضّح أهمية أن يكون الإعلام، اللاعب الأساسي في برنامج إصلاح الدولة؛ وذلك بالمشاركة في عملية التقييم والتقويم؛
    ولم ينسَ أن يُبَشِّر بمنح حريات أوسع. هاهنا تتبدّى البدايات الصحيحة، على الرغم من كونها ربما تتشابه مع الهبّات القديمة في حقل الإصلاح لشؤون الحُكم والمعاش،
    تلك التي مضتْ وتركت حال الخراب في حالِه. فالهَبَّة الإصلاحية الجديدة، إذن، تتلبَّس مظاهر الجدّية، للسَّيْر ببرنامج الإصلاح إلى آخر الشّوط. مهما تعرّجت الدروب أو
    تكاثرت المصائب، وعلاوة على ذلك، فإنّها هَبَّة إصلاحية تجترُّ عديداً من الوقائع الماسخة و ( المواقف البائخة)، بــطول تجربة حكمٍ قابض؛ أربتْ على رُبع قرنٍ من الزمان،

    لم يسكت لسان التجربة القابضة، عن كلمات بليغات وكتيرات العويش اللظفي!! مثل "إصلاح" ، تحوُّل ديمقراطي، تفاوُض، حوار، انتخابات، وُحدة وطنية، سلام، نهوض،
    تغيير، تنمية إلخ,,,,

    ولكن للأسى، دون أيّ نجاحٍ يُذْكَر لأيِّ شعارٍ أو هُتاف أو إرهاص..! بل ازدادت المصاعب، وتمكّن التمكين، وساءت الخدمات العامة بما لا يُقاس..! ولعلّ الكلمة الرقمية (7+7)،
    والتي ملأت آفاقنا حديثاً دون معنىً ملموس، ربما تأخُذ في خاطرها مِنّا (آل إعلام) إن لم نُشِر إليها وإلى رَعيلها المنكبّون تَمليَّاً في فرادة صَرْحها، كآخر أحزان السياسة السودانية؛
    مع العِلم، أنهم أُناس لايفعلون شيئاً سوى أن يتحدّثون..! كأنما لا يدرون أن أمثال تمنّياتهم السياسية الحالِمة تلك، ستذروها الريااااااح؛ وَ عمّا قرييييب.










    ---------------
                  

10-25-2015, 01:53 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    ها هم يقولون:

    برنامج إصلاح الدولة يواصل قتله لكل مَنْ أثرى شديييييد!!


    فالإقالة، جاهزة وكدا ..!!


    ...............
    رجاء، لا يسأل أحدٌ عن القانون..!
    فالقانون - أحياناً - لا يكشف عورات المغطّيين شديييييد!
                  

10-25-2015, 01:56 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    وُ بعدَين مين يضمن أن جَرّ الغطاء من "كُراع" زيد! قد يفضح حالَ " عُبيد"

    وكلّهم ما فيهم كـــ" عمرو بن عُبيد"

    ذاك، الذي لا يطلبُ صَيْد!



    ....................
    كأنها "كوكان" مطعّم!!
                  

10-25-2015, 04:40 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: إنّها هَبَّة إصلاحية تجترُّ عديداً من الوقائع الماسخة و ( المواقف البائخة)، بــطول تجربة حكمٍ قابض؛ أربتْ على رُبع قرنٍ من الزمان، لم يسكت لسان التجربة القابضة، عن كلمة "إصلاح" ولا كلمات مثل: تحوُّل ديمقراطي، تفاوُض، حوار، انتخابات، وُحدة وطنية، سلام، نهوض، تغيير، تنمية إلخ,,,, ولكن للأسى، دون أيّ نجاحٍ يُذْكَر لأيِّ شعارٍ أو هُتاف أو إرهاص..! بل ازدادت المصاعب، وتمكّن التمكين، وساءت الخدمات العامة بما لا يُقاس..

    تعرف يا أبو جودة،
    الجنرال عبود كان عنده مستشار
    (هو الآخر كان جنرالا سابقا)
    نصحه بأن يلم المدنيين كلهم في مجلس
    (سموه المجلس المركزي)
    وخليهم "يورجغوا " ويتنفسوا كلاما
    وإنت يا ديكتاتور سوي الداير تسويه

    ومن ذلك الزمان العسكر يستلموا السلطة
    ويجبيوا المدنيين
    شئ مؤتمرات وشئ جلسات حوار وشئ برلمان
    وشئ مجلس شعب وشئ إتحاد إشتراكي وشئ مؤتمر وطني
    يتكلموا عن الفساد وعن الإصلاح
    الفساد والإصلاح
    وكيف للأمير الطيب أن يتخلي عن بطانته الفاسجة

    ويأكلوا أكلهم ويشربوا قهوتهم
    وتاني يجوا في لمة تانية
    ويقولوا نفس الكلام

    والديكتاتور يعوس في عواسته
    بما يضمن بقاءه في السلطة
    بما يضمن أن يكون لمدير مكتب مدير الجمارك
    20 مليار في حسابه
    (ضرب مثل لما هو متاح لأي من ناس الدولة العميقة)

    كسرة جبراوية
    معقول في الدولة دي كلها
    في زول ما عارف الفساد وين والإصلاح كيف؟؟؟؟؟؟؟
                  

10-25-2015, 08:30 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: Nasr)

    أهلاً عزيزي نصر، ولك التحايا

    الفكرة وصلتْ والله، لكين النفِس ما بياها ..!

    فالإصلاح المرفوع ك شعار، هو شعار لا يخلو من خير للعباد والبلاد لو ..!

    هسّة كمّا البرنامج الإصلاحي ده، كنتو بتلقولكم " مؤتمر حوار " مهرجاني بالشكل ده كيف؟

    .................
    رحِم الله الفريق إبراهيم عبود، وقد كان له من المستشارين الكبار، المرحوم أحمد خير المحامي، وكان له من المستشارين القضاة الكِبار، المرحوم محمد أحمد أبورنّات
    وكان معه الألوية الكبييييرة، من المراحيم حسن بشير، أحمد عبدالوهاب، محي الدين وشنّان والمقبول و طلعت فريد .. و.. و... كتااااار ومع ذلك، فالمشاكل التي باضت
    وأفرخت وطارت وركّت، أكتر!!

    بس الزمن السياسي في السودان، كان حينها ما يزال غضَّــاَ؛ لذلك، فالتحدّيات التي اقتضت من جماعة اليوم الحاكمة بكنكشة غليظة، جزء كبير منها كان قد تدلّى من فترة
    الفريق الراحل عبود، وصحبه الميامين في ثورة 17 حينما هبّ الجيش - قالوا!- طرد جلّادو.


    ................................
    السودان، يا نصر، بلا برنامج إصلاح شديييد ولضيييض! ما ح تقوملو قائمة؛ ويبقى السؤال: ما رأيك في البرنامج الإصلاحي للإنقاذ العجوز؟
                  

10-25-2015, 08:50 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: محمد أبوجودة)

    Quote:


    جدل التغيير بين عسكر ومَلَكية .. دخول خير وَ خروج طه..! *

    التغيير السياسي الذي جرى بإحلالٍ وإحلاج، لعددٍ من القيادات السياسية في دَستِ الحُكم وصحن الوزارة؛ ما تزال تفاسيره قبل عقابيله تعتلج في صدور الكثيرين. تارةً يكتنفه الفتور لحالة كونه غير تام، باردٍ، لم يُدَقُّ فيه للحريّة بابٌ ولا للعدالة نافذة. كأنّما هو تغيير "دَخَل القَش ما قال كَش"، وذلك برغم ما سبقه من تحضيرات وإعلانات وبهرجات. وفي أخرى يتلبّسه الغموض، باعتباره قد جاء، أشبه ما يكون لقولة الفاروق "رض" يوم السَّقيفة، وما أدراك ما يوم سقيفةِ بني ساعدة : "فـَلتَةً وقّى اللهُ شَــرّها". وبينما يبدو التغيير كأمرٍ مدروس، ومعمولٍ له متعوبٍ لأجله؛ إلاّ أنّ أرجح التحليلات التي تمحض النُّصح، تصفُ التغيير بأنه قد جاء ضَربةُ لازبٍ! متأخراً بعض الشيء، أو فات عليه الأوان. أشبه ما يكون بعودة الابن الضّال، بل وأكثر قُرباه، تمِتُّ بِصِلةٍ إلى "حِيلة ودّ الرَّيِّس"..! وود الرَّيِّس، واحد من أبطال أديبنا العالمي الطيب الصالح، في موسمه للهجرة إلى الشمال؛ وقد زعموا أنّه بزواجِه من شابّة تصغره بما يزيد عن خمسين عام، وهو المزواج طيلة عُمره الذي مضى، كأنما كان يرشو بزيجته مَلَكَ الموت كي يؤجّله. وهو الثمانيني يعتِبُ نحو قبرِه بإصرار، كطريق اتجاه واحد، وليس من رجوع.

    إن كانت "فولة" التغيير الكُبرى، تمثّلت في خروج النائب الأول، الأخ علي عثمان محمد طه "المحامي". ففي تغيير سياسي سودانيٍّ سابق، فُجـِــعَ الشعب السوداني بفولةٍ أشدّ مراسا. تمثّلتْ في دخول المرحوم/ أحمد خير "المحامي" لدستّ الحُكم الانقلابي الأوّل (17نوفمبر1958). وزيراً للخارجية، وهو المدنيُّ، الرائدُ في فكرة مؤتمر الخرِّيجين، ثلاثينات القرن العشرين بمدينة ود مدني. تلك الفكرة التي نتجتْ من بذرة الجمعية الأدبية بودمدني السُّنِّي، فتلقّفها الساسة السودانيون الشباب، والأمدرمانيّون من بعد، ليُنشئوا علي رَسِــَنها مؤتمر الخرِّيجين العام. بِستِّينيّة مركزيّته، ولجنته التنفيذية، بـ"فيـليـِّيه " و " شـوقيِّيه" ومذكِّرتِه الشهيرة العام 1942 للسكرتير الإداري. بمطالبٍ للأمّة السودانية؛ لا تقلّ كثيراً عن مطالبٍ تضمنّها مقالٌ، للضابط الوطني المرحوم علي عبداللطيف، رئيس جمعية اللواء الأبيض، كان قد سعى لنشرِه في جريدة "الحضارة"، بحر سنوات العشرينات من القرن الماضي، فعاقبه المُستعمِرون بسنة سجن، ولم يُنشَر المقال حتى.

    صالَ مؤتمر الخرِّيجين العام، وأسدى للوطن عديداً من النضالات والأعمال ولكن، تمدّدتْ عليه رعاية الطّائفية، فأضحى المؤتمرون يُغرِقون حاضرَ تلك الأيام ومستقبلَ البلاد، رَهناً بالسَّيـِّدَين، ومصالح بيتَيهما مع المــــُحتَلـَّـين حينها للسودان، بريطانيا ومصر. وهُما السيِّدان عبدالرحمن المهدي، و علي الميرغني، وقد التصق بأوّلهما شعار السودان للسودانيين، وكان شعاراً يُسعِد الإنجليز، بينما رفع الثاني شعار " الاتحاد مع مصر" فأفرح المصريين. ثم تحزّب للثاني: حزب الاتحاديين، وللأول، حزب الأمة. ولمّا احتدّ التنافس السياسي بين البيتَين، تخاصما سياسياً لبُرهةٍ من الوقت، ثم التقيا؛ وكان التقاؤهما شـَرَّا أُريد بمَنْ في السودان، وضدّ مطامح أهله في الحرية والعدالة والمساواة، على رأي السياسي السوداني الأريب، الأديب ورئيس الوزراء الأسبق، وأول وزير خارجية، ورافع عَلَم الاستقلال، باعتباره زعيم المعارضة في أول برلمان سوداني، مع رئيس الوزراء الأزهري، فوق سارية القصر الجمهوري (نفس القَصْر) في الأول من يناير1956: محمد أحمد المحجوب؛ وِفقَ ما جاء بكتابه "الديمقراطية في الميزان".

    مرحى بالتغيير الآن وغداً، وكيف ما جاء، يزيلُ البَلَم الحاصل أو حتى يزيد الطِّين بِلـَّة. كذلك مَـرحى بالإصلاح الآن، بشرط أن يجيئ وسيماً، لا يتردّد، لا يُمالئ، لا يُداهِن؛ والأهم، ألاّ يسعى لجمع أشتات الفشل القديم في قيادته. من أهل الكورة وأرباب القِباب، وميسور الصِّحاب من فَلّ الوزارات، الفارغة إلا من عويل، ولا أهل المنافرة والتصايح بقتل الإنسان لأخيه الإنسان، بكلِّ الصّهيل؛ وقد قيل: تقطيع أوصالِه زيادةً في البَّيعة. معلوم بأنه قد جاء في الأثر: أنّ هذا الأمر لا يصلُح إلآ بما صلُحَ به أوّله، قوّة في غير عسفٍ، ولِينْ في غير ضَعفٍ. وواضح أنّ الأمر المَعني، ليسه بالشَّبيه لما بدأ بجُمعة الثلاثين من يونيو، ولا ذاك اليوم الشّهير، الذي شَهِدَ استشهاداً منابريّاً للدكتور الترابي، مُحْتَفياً بقوانين النميري الإسلامية: "إنّ الله تعالى، يُقيِّض لهذه الأمة رجلاً يُحيي موات الدين كل مئة عامٍ مَرّة" أو كما جاءت الخُطبة البلقاء للدكتور والمُستشار الرئاسي، القانوني الدستوري الإسلامي الديمقراطي الشُّوَري الشعبي، والسياسي، الذي لايثبُت على سرجِه ما تغيَّرت لفّات الأحصنة ..! بل يوغل في التحوّل ذاهباً مع الرِّيح أنّى اتّجهت مساراتها.

    لقد حدث التغيير، أو بالأحرى، لقد بدأ التغيير السياسي الذي سيأتي ما بعده، لا محالة. فماذا يكون وراؤه يا تُرى؟ أيكون استقراراً سياسياً، وتعديلاً للموازين، المجالس، الهيئات، البرلمانات، الولايات، المحلِّيّات واللِّجان الشعبيات إلخ,,,؟ أيمكن أن تبدأ مسيرة الإصلاح بذات العَقليّات الجمعية الخاصّة، توسَم بأنها قيادية على طول الدّوام، ولا نتاج لتلك القيادة إلاّ الرّكام...؟ بل قيل ربما تؤثم، كونها كَدَّرَتْ المشرَب، وصعّبتْ الحَركة، وغلّتْ المأكل قبل الأيدي، ثم عسّرت التواصل الإنساني بالداخل والخارج. أم أنّ التغيير الحقيقي ما يزال يرمحُ في رَحِم الغيوب؟ ليس من وراءٍ له، ولا قُـدّام، إلاّ عزائمُ الشعارات البرّاقة، وزعومات الحلول التَّوّاقة رغائبياً، وفوقهما، كَدحُ الأيدي التي اخشوشنت بالغلاءِ والنُّدرة. في مملكة الجدب والاقتتال المُنهال بلا انتهاء.

    لقد كان تشبيب الوزارة، هو التقليد الإصلاحي (الآيديولوجي يكاد)، الذي قام عليه التغيير الجاري. اندلق على أثره مدادٌ كثير بالصحف، وثرثرات كُثر على الميديا. كما لم يخلُ التشبيب من "نواحٍ" على أطلالِ بعض الوزارات البكّايات. تطاولت الاجتماعات القيادية لتأسيس شبابية الوزارات، ثم تتالت ذات القيادية مُتسرمِدة. في اجتماعات مطوّلة بعد التشبيب، وبين هذا وذاك، زاد الوحيح على ما مضى من توزير، وأشرقت وجوه بتسنُّم أهل الودّ، ورؤوس الميَّات الجُدد، والمقّدَّمَين في عشائرهم. للوزارات والمناصب الشبابية الجديدة. هكذا إذن يكون التغيير، ولا جُناح عليه، في كونه ربما يزيد الحيرة؛ فإنّما بالتغيير غير الغرير تتلاشى الحَيْرات رويداً رويدا. هل نقول ما أشبه الليلة بالبارحة..! ذلك أنّ جِدالنا السياسي تتكرّر تاريخيّاته التغييرية بشكلٍ مـُريب. ليس في كل رأس مئة عامٍ فحسب، وإنّما أحياناً عند كل عشر سنين (عاشهم الوّدّ السّلطاني). إذن فها هو ذات المشهد يتكرّر؛ ونحنُ، على بُعدِ يومَيْن، نستقبل ذكرى إعلان استقلال وطننا السودان، من الاحتلال الثنائي الانجليزي المصري، ومن داخل البرلمان "القديم" ، في عيدِه السنوي الثامن والخمسين. فهل تشابه علينا البَطَر السياسي؟

    لا مناص إذن من استجاشة، تُبرِّر احتفاءاً بالجدل السياسي الجائل بالتغيير واجب وطني؛ حتى وإن كان وقفاً على الشبابية الموضَّبة بالتوازنات. إذ يكفي تغييرنا الحالي شَرَفاً، أنه يسير على ذات النهج الشبابي المطلوب، ومن قديم. ها هنا إذن رَويٌّ عَذب يُثني على تقليد الشباب، مهام الوطن، لشاعر مؤتمر الخرِّيجين العام، المرحوم علي نور، في قصيدِه: هذي يدي لسماء المجدِ أرفعها ,,, رمزٌ يشيرُ إلى المُستقبلِ الحَسَنِ.. دُقَّوا البشائر للدُّنيا بأجمعها ,,, وللعروبة من شامٍ إلى اليمن .. في قصيدةٍ حماسية طويلة، يختتمها بالبَيتَيْن:مَرحى لنا بأمانينا مـُحقـَّـقةٍ ,,, ومرحباً بالشِّباب العامِلِ الفَطِنِ .. ما خابَ، أو ضَـلَّ أسبابَ الهُدى بلدٌ ,, ألقى وأسلَــم للشُّبّانِ بالرَّسَنِ ...
    فعلى الشباب الوزاري التّمسُّك جيّداً بالشَّفرة، يقطعون بها المَهام الجِسام، وعلى الشيب الذي في سبيله للمُضيِّ، الانتباه لمصير "ودّ الرَّيِّس" حِذار أن يقع عليه؛ وقد نُسِب لإمام العادلين علي بن أبي طالب "رض" قوله: ما طار طيرٌ وارتفَعْ .. إلاّ كما طارَ وَقـَعْ.











    -----------------------
    مقال قديم، نشرتُه في " الرأي العام" .. 18 / 12 / 2013م في ذكرى يوم 18ديسمبر لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de