من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة الجمهورية...

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 04:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2015, 04:21 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة الجمهورية...

    04:21 AM Aug, 12 2015
    سودانيز اون لاين
    مصطفى الجيلي-كاليفورنيا
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين





    نبذة عن حياة المتحدث أعلاه:
    آية الله السيد كمال الحيدري
    الولادة والنشأة في مدينة أبي الشهداء الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب، في كربلاء المقدّسة وفي أجوائها الروحيّة العبقة وبين أفياء نخيلها الباسق وُلد السيّد كمال الحيدري، وهو النجل الأصغر للمرحوم السيّد باقر السيّد حسن السيّد عبد الله، في عام 1376هـ، الموافق لعام 1956م، من عائلة ينحدر نسلها إلى الإمام السجّاد زين العابدين عليه السلام، عربية المحتدّ والمغرس.
    أنجب والده السيد باقر ستة من الذكور، مات أكبرهم كاظم بمرض عضال، وبقي خمسة على قيد الحياة، رحل أربعة منهم إلى دار البقاء، ثلاثة عدّوا شهداء في سبيل الله والإسلام حيث أعدمهم النظام البائد وهم: السيّد صالح والسيّد محمّد والسيّد فاضل، وذلك في عام 1982م. أمّا الرابع من إخوته فهو المرحوم السيّد صاحب حيث توفّي بمرض ألمَّ به عام 1992م. وبقي من الذكور الولد الوحيد لأبيه هو المترجَم له: السيّد كمال أطال الله بقاه.
    استطاع لما يملكه من نباهة وذكاء حاد أن يجتاز المرحلة الابتدائية والمتوسطة بتفوّق وامتياز، حتى نال إعجاب أقرانه وزملائه، وأساتذته ومعلميه، لينتقل إلى المرحلة الإعدادية، ليشمّر عن سواعد الجدّ فيها، ليحقّق رغبة والده وأهله. كانت رغبة والده وأهله أن يكون مستقبله طبيباً أو مهندساً، فكان عليه أن يختار الفرع العلمي لتحقيق هذه الرغبة، فبدأت الأفكار تجول في خلد المترجم له مخلّفة حيرة منقطة النظير؛ أيحقّق ما تصبو إليه نفسه وما يريد، أم يحقّق طموح العائلة ورغبتها؟ وهكذا بقيت الحيرة تراوده حتى قرر أخيراً اختيار الطريق الحوزوي الذي عشقه منذ البداية، اختاره دون أن يخبر والده وأهله بالأمر، بل علموا أن المستوى الدراسي لولدهم قد تراجع دون أن يعرفوا الأسباب، وهذا ما كان يطمح المترجم له أن يوجده في نفوس أهله، ليفوّت بذلك فرصة الالتحاق بكلية الطب أو الهندسة… وهو موقف يكشف عن أن صاحبه يتّسم بالكثير من الجرأة والتصميم والتفاني في سبيل تحقيق خياراته الفكرية المبكرة. وفي هذه المرحلة بالذات تبدأ قصة علاقته بالعلوم السائدة في أروقة الحوزة العلمية من خلال اهتمامه الجدي بدراسة الفقه الإسلامي خارج أوقات المدرسة الرسمية.
    .......
    أتمّ سماحته دام ظله دراسة المقدمات وشيئاً من السطوح في كربلاء المقدسة في نفس الوقت الذي يزاول دراسته الأكاديمية الرسمية؛ حيث كان يحضر دروسه عصراً عند معلمه وأستاذه الأول الشيخ حسين نجل العلامة الشيخ علي العيثان الأحسائي (رحمهما الله تعالى)؛ وذلك على دكّة من دكّات إيوانات الصحن الحسيني الشريف على يمين الخارج من الصحن الشريف عند باب السلطانيّة، كما وحضر بعدها عند والده الشيخ علي العيثان رحمه الله أيضاً.
    .....
    وفي ظل الظروف الخانقة التي مرّ بها العراق في سبعينات القرن المنصرم، انخرط سماحة السيد في كلّية الفقه في مدينة النجف الأشرف، وكانت الظروف السياسية الساخنة للبلد تتصاعد، وأزمة علماء الدِّين بدأت تتطوّر والملاحقات الظالمة لطلبة الحوزة قائمة على قدم وساق.
    وفي أثناء إكماله لدروسه في كلية الفقه التزم سماحة السيد دام ظله بحضور دروس الحوزة الرسمية؛ فأكمل المكاسب والرسائل والكفاية؛ ليتأهل لحضور أبحاث الخارج الفقهية والأصولية، وكان من أبرز أساتذته في كلية الفقه ومرحلة السطوح العليا في الدراسة الحوزوية هما:
    آية الله العلامة السيد محمد تقي الحكيم، وآية الله السيد الشهيد عبد الصاحب الحكيم رحمهما الله. أكمل مرحلة السطوح العليا في فترة وجيزة؛ لما كان يتمتع به من ذكاء وحفظ، ليواصل حضور دروس الخارج الفقهية والأصولية، فحضر عند كل من:
    1.آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس الله نفسه. 2.آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس الله نفسه. 3.آية الله الشيخ ميرزا علي الغروي قدس الله نفسه. 4.آية الله السيد نصر الله المستنبط قدس الله نفسه.
    وقد كان ارتباطه بأستاذه الشهيد محمدباقر الصدر قدس الله نفسه كثيراً، حيث كان يدخل عليه، ويسأله الأبحاث العلمية، ويناقش ويسمع إرشادات أستاذه وأجوبته([1]).
    ...
    إلى جانب الحضور العلمي مارس العمل السياسي في بدايات مشواره في مدينة قم المقدسة، وشارك بنفسه في محاربة الصداميين مع ثلة من أخوانه ورفاق دربه حيناً، ومزاولاً للدراسة حيناً آخر.

    المحاضرات واللقاءات العامة 1.محاضرات ولقاءات في مختلف الجوانب الفكرية والثقافية والعقائدية والتاريخية وتقع في أكثر من 400 لقاءً ومحاضرةً. هذا على مستوى التدريس في الحوزة العلمية ودروسها التخصصية والمحاضرات العامة.
    إما على مستوى التأليف فقد صدر من يراعه إلى حدّ الآن الكثير من المؤلفات تجاوزت النيف والستين،توزعت ما بين التأليف والتقرير والمحاضرات، وطبعت طبعات متكرّرة في مختلف البلدان الإسلامية، وهي:
    1. اللباب في تفسير الكتاب (الجزء الأول: تفسير سورة الحمد)
    2. أصول التفسير؛ مقارنة منهجية بين آراء الطباطبائي وأبرز المفسّرين.
    3.تأويل القرآن: النظرية والمعطيات.
    4-5. معرفة الله. بقلم: طلال الحسن. (1-2).
    6.الراسخون في العلم؛ مدخل لدراسة ماهية علم المعصوم وحدوده ومنابع إلهامه. بقلم: الشيخ خليل رزق.
    7- 8. المعاد؛ رؤية قرآنية. بقلم: الشيخ خليل رزق. (1-2).
    9-10. التوحيد… بحوث تحليلية في مراتبه ومعطياته. بقلم: جواد علي كسار. (1-2).
    11. بحث حول الإمامة؛ حوار بقلم: جواد علي كسار.
    12. الشفاعة؛ بحوث في حقيقتها وأقسامها ومعطياتها.
    13. العرفان الشيعي.. رؤى في مرتكزاته النظريّة ومسالكه العمليّة. بقلم: الشيخ خليل رزق.
    14.العصمة؛ بحث تحليلي في ضوء المنهج القرآني. بقلم: محمد القاضي.
    15.يوسف الصدّيق.. رؤية قرآنية. بقلم: محمود الجياشي.
    16.فلسفة الدين؛ مدخل لدراسة منشأ الحاجة إلى الدين وتكامل الشرائع. بقلم: الشيخ علي العبادي.
    17-20. الدروس (شرح الحلقة الثانية للسيد محمد باقر الصدر)، بقلم: علاء السالم. (1-4).
    21. القطع؛ دراسة في حجّيته وأقسامه. بقلم: الشيخ محمود نعمة الجيّاشي.
    22. الظنّ؛ دراسة في حجّيته وأقسامه. بقلم: محمود الجيّاشي.
    23. فلسفة صدر المتألهين قراءة في مرتكزات الحكمة المتعالية. بقلم: الشيخ خليل رزق.
    24. المُثُل الإلهيّة.. بحوث تحليلية في نظرية أفلاطون. بقلم: الشيخ عبد الله الأسعد.
    25. التربية الروحية؛ بحوث في جهاد النفس.
    26. (في ظلال العقيدة والأخلاق) ويشتمل على الرسائل التالية:
    * مفهوم الشفاعة في القرآن. بقلم: محمد جواد الزبيدي.
    * التوبة .. دراسة في شروطها وآثارها.
    * مناهج بحث الإمامة بين النظرية والتطبيق. بقلم: الشيخ محمد جواد الزبيدي.
    * مقدّمة في علم الأخلاق.
    27. مدخل إلى مناهج المعرفة عند الإسلاميين، ويشمل الرسائل التالية:
    * التفسير الماهوي للمعرفة (بحث في الوجود الذهني).
    * نفس الأمر وملاك الصدق في القضايا.
    * المدارس الخمس في العصر الإسلامي.
    * منهج الطباطبائي في تفسير القرآن.
    * خصائص عامّة في فكر الشهيد الصدر.
    28.بحوث في علم النفس الفلسفي. بقلم: عبد الله الأسعد.
    29.التفقّه في الدين. بقلم: الشيخ طلال الحسن.
    30.من الخلق إلى الحقّ .. رحلات السالك في أسفاره الأربعة. بقلم: الشيخ طلال الحسن.
    31-32. شرح نهاية الحكمة، المرحلة الثانية عشر، الإلهيّات بالمعنى الأخصّ. بقلم: الشيخ علي حمود العبادي. (1-2).
    33. المذهب الذاتي في نظرية المعرفة.
    34-35. شرح بداية الحكمة. بقلم: الشيخ خليل رزق (1-2).
    36. التقوى في القرآن؛ دراسة في الآثار الاجتماعية.
    37. عصمة الأنبياء في القرآن. بقلم: محمود نعمة الجياشي.
    38. معالم التجديد الفقهي؛ معالجة إشكالية الثابت والمتغيّر في الفقه الإسلامي. بقلم: الشيخ خليل رزق.
    39.المنهج التفسيري عند العلامة الحيدري، بقلم الدكتور طلال الحسن.
    40.المنهج الفقهي عند العلامة الحيدري، بقلم الدكتور طلال الحسن.
    41. بحوث عقائدية (1-3).
    *العرش والكرسي في القرآن الكريم
    *مراتب العلم الإلهي وكيفية وقوع البداء فيه
    *التوحيد أساس جميع المعارف القرآنية
    42. بحوث عقائدية (4-6).
    *الأسماء الحسنى في القرآن الكريم
    *رؤية الله بين الإمكان والامتناع
    *صيانة القرآن من التحريف
    43. الثابت والمتغيّر في المعرفة الدينيّة. بقلم: الدكتور علي العليّ.
    44. الإعجاز بين النظرية والتطبيق.
    بقلم: محمود الجياشي.
    45. لا ضرر ولا ضرار (بحث فقهي).
    46-47.دروس في الحكمة المتعالية (1-2).
    48.علم الإمام؛ بحوث في حقيقة ومراتب علم الأئمّة المعصومين. بقلم: الشيخ علي حمودالعبادي.
    49-50. كمال الحيدري؛ قراءة في السيرة والمنهج. إعداد الدكتور حميد مجيد هدّو.
    51.الولاية التكوينية، حقيقتها ومظاهرها. بقلم علي حمود العبادي.
    52.مدخل إلى الإمامة.
    53-54.الفلسفة؛ شرح كتاب الأسفار الأربعة (الإلهيّات بالمعنى الأعمّ). بقلم: الشيخ قيصرالتميمي. (1-2).
    55.العقل والعاقل والمعقول، شرح المرحلة الحادية عشر من كتاب نهاية الحكمة. بقلمالشيخ ميثاق طالب.
    56.شرح كتاب الأسفار العقلية الأربعة ـ المعاد، الجزء الأول، بقلم عبد الله الأسعد.
    57-58.شرح الحلقة الثالثة، للشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر،تقريراً لدروس آية الله العلاّمة السيد كمال الحيدري، بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي.(1-2).
    59-63. شرح كتاب المنطق للعلامة الشيخ محمد رضا المظفّر+،بقلم الشيخ نجاح النويني. (1-5).
    64.شرح الحلقة الأولى، للشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس اللهسره، بقلم الشيخ سعد الغنامي.
    65.دروس في التوحيد، آية الله المحقق السيد كمال الحيدري، بقلم الشيخ علي حمودالعبادي.
    66ـ معالم الإسلام الأموي.
    أما فيما يتربط بمحاضراته على الفضائيات، فقد أنبرى حفظه الله تعالى إلى التصدّي للهجوم الوهابي المتمثّل بأفكارابن تيمية وأتباعه، وذلك من خلال سلسلة محاضرات في قناة الكوثر الفضائية حملت
    عنوان مطارحات في العقيدة والأطروحة المهدوية، تجاوزت لحد الآن الـ 170 حلقة،ولازال البرنامج مستمراً:
    (1) المنهج الصحيح في فهم المعارف الدينية 1ـ4.
    (2) الحاجة إلى السنة لفهم معارف الدين.
    (3) نظرية حسبنا كتاب الله..
    (4) نظرية عـدالة الصحابة فيالميزان 1ـ4.
    (5) آراء ابن تيمية في النبي وأهل بيته 1ـ2.
    (6) يزيد بن معـاوية فـي فكـر ابن تيمـية.
    (7) معالم الإسلام الأموي، المعـلم الأول : سب علي (ع) وبغـضـه 1ـ 4.
    (8) معالم الإسلام الأموي، تقيـيم ابن تيمـية للـعصر الأمـوي.
    (9) معالم الإسلام الأموي، الاتجاه الأموي ومشروعية قتل الحسين (ع).
    (10) معالم الإسلام الأموي، قداسة دم الحسين (ع) في مصادر مدرسة الصحابة 1ـ 2.
    (11) معالم الإسلام الأموي، انتقاص ابن تيمية لسيدة نساء العالمين عليها السلام 1ـ 4.
    (12) معالم الإسلام الأموي، موقف ابن تيمية من حديث رسول الله : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق 1ـ 5.
    (13) معالم الإسلام الأموي، موقف ابن تيمية ممن آذى وسب علياً عليه السلام 1ـ 2.
    (14) معالم الإسلام الأموي، موقف النهج الأموي من دعاء رسول الله (ص) على معاوية (لا أشبع الله بطنه) 1ـ 2.
    (15) معالم الإسلام الأموي، حقيقة معاوية في حديث رسول الله(ص) 1ـ4.
    (16) معالم الإسلام الأموي، معاوية وظاهرة وضع الحديث 1 ـ 7.
    (17) موقف مدرسة أهل البيت (ع) من السيدة عائشة.
    (1)الأطروحة المهدوية، أطروحة إنسانية
    (2) الأطروحة المهدوية/المهدوية في تراث المدرستين 1ـ 2.
    (3) الأطروحة المهدوية /المهدي (ع) في صحاح مدرسة الصحابة 1ـ3.
    (4) الأطروحة المهدوية / المهدي المنتظر (ع) في كلمات محي الدين ابن عربي 1ـ2.
    (5) الأطروحة المهدوية / هل العقيدة المهدوية متواترة أم أخبار آحاد 1ـ2.
    (6) حلقة خاصة في غدير خم
    (7) هل يجوز الأخذ بأخبار الآحاد في العقيدة
    (8) شبهة عدم ورود أحاديث المهدي فيالصحيحين 1ـ3.
    (9) المهدي المنتظر في صحيحي البخاري ومسلم 1ـ2.
    (10)نسب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه في تراث الصحابة 1ـ3.
    (11)محاور الاتفاق والاختلاف في الأطروحة المهدوية.
    (12) من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية 1ـ5.
    (13)سند حديث الثقلين 1ـ15.
    (14) دلالة حديث الثقلين 1ـ 16.
    (1) التوحيد، فهرسة أبحاث التوحيد ومصادره.
    (2) التوحيد، نماذج تطبيقية من توحيد المجسّمة
    والمشبّهة.
    (3) التوحيد، التوحيد في القرآن وأحاديث أهل البيت^.
    (4) التوحيد، أقسام التوحيد والعلاقة فيما بينها
    (5) التوحيد، الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى 1ـ15.
    (6) خصائص نظرية المجسمة 1ـ3.
    (7) التجسيم عند ابن تيمية واتباعه 1ـ10
    (8) موقف أعلام أهلالسنة من التجسيم والصفات الخبرية
    (9)موقف ابن تيمية واتباعه من حديث الأطيط 1ـ2.
    (10)موقف علماء أهل السنة من حديث الأطيط.
    (11) موقف ابن تيمية من أحاديث خلق الله آدم على صورته 1ـ4.
    (12) موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن 1ـ2.
    (13) موقف علماء أهل السنة والشيعة من حديث خلق الله آدم على صورته 1ـ3.
    (14) موقف ابن تيمية وعلماء أهل السنة من صفة القدم والرجل لله تعالى
    (15) موقف ابن تيمية وعلماء أهل السنة من الصفات الذاتية والخبرية 1ـ2.
    ......
    أما طلابه؛ فقد تتلمذ على يده العديد من الطلاب الذين هم اليوم أساتذة سطوح عليا ومؤلفين وخطباء منبر حسيني وسياسيين أيضاً، تجاوز عددهم المئات، نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.
                  

08-12-2015, 08:54 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة � (Re: مصطفى الجيلي)

    جزء ثاني، لعله قبل الأول

    (عدل بواسطة مصطفى الجيلي on 08-13-2015, 03:20 AM)

                  

08-15-2015, 05:10 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة � (Re: مصطفى الجيلي)

    أول شيء أكده هذا الرجل --في المقطع الثاني، وهو الأول كما يبدو-- أن ما جاء به الأستاذ محمود محمد طه، هو أقدم محاولة ... كأنه أول شحص يقوله.. وقال عنده كتب للأسف الشديد ليس عنده وإلا لأورده وهو "الرسالة الثانية من الإسلام"..

    ثانيا قال أنه قتل ظلما وأن محاكم التفتيش موجود في القرن العشرين.. وأن كل ما حوكم به هو آراء ليس فيها رفض للقرآن ولا للدين... وقال هذه الأراء للأسف الشديد بدل أن نواجهها فكريا نلجأ للعنف وهو أسلوب العاجز.. وهو مقتنع بـ"لكم دينكم ولي دين"... وقال: "هو حاول أن يستخلص بعض النتائج التفسيرية... لم يأت بشيء جديد.. هو تفسير هو لم يقل أن بيني وبين الله شيئا أو أنكر النبوة أو أنكر القرآن.. أو أي شيء من هذا... أبدا أبدا"...

    ثالثا هذا الرجل شجاع شجاعة كبيرة إذ يتكلم في جو من الهوس المهيمن ما بين شيعة متطرفين وسنة متطرفين والقتل والتصفية فيه هو العرف السائد.. ولذلك كان مهتما بإظهار أنه لا يتكلم عن أفكار الأستاذ بتلك الطريقة حتى لا يؤخذ بأنه مرتد وإنما هو يشرح لهم ما يقول الرجل..

    رابعا هو يتكلم بإعجاب بالفكرة ويشرح المكي والمدني والأصول والفروع بفهم كبير وباقتناع ويستدل بالمصادر ويدعو مستمعيه لمزيد من القراءة والمتابعة.. أن الاختلاف بين المكي والمدني ليس فقط المكان وإنما الزمان... وان المدني خاص بالقرن السابع ةأنه تاريخي والمكي دائم ويخاطب المة المسلمة التي لم تظهر بعد.. وانها تعني الأصول والفروع وليس بالمعنى التقليدي المتعارف عليه.. وإنما الأصول هي القرآن المكي والفروع هي المدني..

    خامسا شرح بأنه ناقش معهم مسبقا أن القرآن المدني تطبيق ولكن المكي أصول.. وأن التطبيق متغير في الزمان ومتعدد في حين أن الأصول لا تتغير.. وفي شرحه ذكر لهم "أنهم قد يختلفون معه... في بعض المصاديق!!" مما يفهم منه أنه لا يختلف معه في ذلك..

    سادسا هو لا يشرح شرحا محايدا كأي محاضر وإنما هو يدرسهم تدريسا وهو معتاد على قبولهم لأفكاره.. وواضح أنه رجل له مكانته ومستمعيه والكلام عن هذا الأمر في حقيقة الأمر مغامرة لم يستطع تجاوزها.....
                  

08-16-2015, 05:45 AM

صلاح أبو زيد
<aصلاح أبو زيد
تاريخ التسجيل: 01-29-2011
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة � (Re: مصطفى الجيلي)

    تحياتي د. مصطفى
    شكرا لتعريفنا بمثل هذه الإضاءات على مؤلفات مفكر سوداني بقامة الإستاذ
    اشار المتحدث لكتب عبد المجيد الشرفي واظنه كاتب تونسي له كتاب بعنوان الإسلام والحداثة، تونس، الدار التونسية للنشر ط 2، 1991
    وكتاب تاني بعنوان لإسلام بين الرسالة والتاريخ، بيروت دار الطليعة ط 1، 2002
    أشار الى هذين الكتابين كاتب اسمه (باسم المكي ) من تونس عنده ورقة بعنوان: قراءة في المشروع الفكري لمحمود محمّد طه (1909 ـ 1985) منشورة في موقع مؤمنون بلا حدود، جديرة بالإطلاع،

    صورة الكاتب في الموقع وانقل جزء من مقدمته لورقته:


    Quote: لاشكّ في أنّ محمود محمّد طه (1909- 1985) يمثل علمًا بارزًا في تجديد الفكر الإسلامي ذلك أنّ الرجل صدع بآراء طريفة دفع حياته ثمنًا لها. غير أنّ فكر طه بقي مجهولاً نتيجة تضييق السلطتين السياسية والدينية عليه. ولهذا ارتأينا في هذا الفصل التعريف بسيرته الذاتية وتقديم عدد من كتبه المنشورة وتحليل بعض آرائه ونقدها.


    استاذنك لإضافتها للبوست؟
                  

08-16-2015, 06:00 AM

صلاح أبو زيد
<aصلاح أبو زيد
تاريخ التسجيل: 01-29-2011
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة � (Re: صلاح أبو زيد)

    مارس 2015
    بقلم باسم المكي
    قسم: الدراسات الدينية
    منقول عن موقع (مؤمنون بلا حدود): http://www.mominoun.comhttp://www.mominoun.com

    قراءة في المشروع الفكري لمحمود محمّد طه (1909 ـ 1985)[1]

    لاشكّ في أنّ محمود محمّد طه (1909- 1985) يمثل علمًا بارزًا في تجديد الفكر الإسلامي ذلك أنّ الرجل صدع بآراء طريفة دفع حياته ثمنًا لها. غير أنّ فكر طه بقي مجهولاً نتيجة تضييق السلطتين السياسية والدينية عليه. ولهذا ارتأينا في هذا الفصل التعريف بسيرته الذاتية وتقديم عدد من كتبه المنشورة وتحليل بعض آرائه ونقدها.

    نبذة عن حياة طه:

    ولد محمود محمد طه في مدينة رفاعة وسط السودان سنة 1909 ويعود نسبه إلى قبيلة الركابية المنتسبة إلى الشيخ المتصوف حسن ود بليل. بدأ دراسته بتعليم القرآن واللغة العربية ثم التحق بالمدارس النظامية وانتقل سنة 1932 إلى كلية غردون، حيث درس الهندسة وتخرّج منها سنة 1936 مهندسًا، ليشتغل بمصلحة السكك الحديدية. أسس في أكتوبر 1945 مع ثلّة من رفاقه حزبًا سياسيًّا سمّي بالحزب الجمهوري وقد كان رئيسًا لهذا الحزب. وفي نوفمبر 1968 حوكم بتهمة الردة أمام المحكمة الشرعية غير أنّ الحكم لم ينفذ. عارض سياسة جعفر نميري وخاصة قوانين سبتمبر 1983 المسماة بقوانين الشريعة الإسلامية لذلك سرعان ما أعيدت محاكمته فاتّهم بالردّة، وأصدرت المحكمة في حقّه حكمًا بالإعدام تم تنفيذه في 18 يناير 1985. لطه عدّة كتابات غير أنّها لم تطبع إلا مؤخرًا فقد جمعت ابنته أسماء محمود محمد طه وتلميذه النور محمد حمد ثلاثة من كتبه، وتم نشرها في مؤلف جامع بعنوان "نحو مشروع مستقبلي للإسلام"، طبع في المركز الثقافي العربي ودار القرطاس سنة 2002. وقد تضمّن هذا الكتاب الرسالة الثانية من الإسلام صدرت طبعتها الأولى سنة 1967 ورسالة الصلاة وقد صدرت طبعتها الأولى سنة 1966 وتطوير شريعة الأحوال الشخصية (طبعة أولى سنة 1971).

    نبذة عن بعض مؤلفاته:

    سنكتفي في هذه اللمحة السريعة بتقديم كتابين لطه، وهما "رسالة الصلاة" و"تطوير شريعة الأحوال الشخصية"، وسنخصص باقي البحث لدراسة أفكاره الصادرة في كتابه الرئيس "الرسالة الثانية من الإسلام".

    * رسالة الصلاة:

    اهتم محمود محمد طه في هذا الكتاب بالصلاة مفهومًا وممارسة وقد ميّز بين صلاة التقليد وصلاة الأصالة أي الصلاة الحق حسب وجهة نظره؛ فالصلاة عنده حركة من الغفلة إلى الحضرة ومن البعد إلى القرب ومن الجهل إلى المعرفة فهي قرب من الله. والصلاة منهاج "نستطيع به النظر إلى داخلنا حتى نلتقي بأنفسنا" (رسالة الصلاة ص 196) إنّ فهم الصلاة عند طه أقرب إلى فهم المتصوّف. فليست الصلاة تكرارًا لحركات معيّنة وإنّما هي مكاشفة ربّانية. فالصلاة عنده وسيلة إلى الرضا بصورة لا لبس فيها فإذا ما أحسن العبد التوسل بوسيلة الصلاة أعانته على الدخول في مقام الرضا بالله وهي بذلك طريق إلى مقام العبودية، وهو مقام النفس الراضية المرضية. والعبودية كالربوبية لا نهاية لها.

    * تطوير شريعة الأحوال الشخصية:

    يندرج هذا الكتاب في إطار رؤية طه لتطوير الفكر الإسلامي، والتي يرى فيها ضرورة تطوير مكانة المرأة في جلّ المستويات. وينطلق طه من مسلمة فكرية عمادها فكرة التطور. فإذا كانت المرأة في القرن السابع قاصرة عن شأو الرجل، فإنّ هذا التصور ليس أبديًّا وإنّما هو مرحلة من مراحل التاريخ تنقضي بمرور الزمن. فالأصل في الأشياء هو الرشد. لذلك، فإنّ للقرن السابع أحكامه وهي أحكام مؤقتة وجب تغييرها بما يناسب تطور الحياة لتنسجم مع القرن العشرين. لذلك، دعا طه إلى ضرورة الإقرار بالمساواة بين الرجل والمرأة ونقد تعدد الزوجات، وأعاد النظر في قانون الزواج والطلاق. إنّ كتاب "تطوير شريعة الأحوال الشخصية" هو محاولة لزحزحة الأحكام القديمة ونقدها قصد تأسيس علاقة جديدة وأحكام متطورة تنهض بمكانة المرأة في الإسلام.

    * "الرسالة الثانية من الإسلام":

    نروم بعد هذا التقديم دراسة فكر طه وتتبع وجوه الطرافة، وسنتوسل كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام" ذلك أنّنا نعتبره كتابًا عمدة ضمّن فيه طه رؤيته إلى الإسلام. وسنسعى في مستوى أول إلى تدبر المنطلقات الفكرية لطه قصد تبين آرائه. أما في المستوى الثاني، فإنّنا سنحاول تبين حدود موقفه.

    I. نقد الرؤية الغربية:

    إنّ تطوير التشريع الإسلامي عند طه يندرج ضمن مشروع أكبر هو تطوير الرؤية الإسلاميّة وذلك بإعادة قراءة الإسلام وفق متطلبات العصر لذلك فإنّ تطوير التشريع إن هو إلاّ جانب من تطوير الرؤية الإسلاميّة، غير أنّ تطوير هذه الرؤية عند طه يقترن بثنائية النقد وتأسيس البديل. والنقد عند طه كان منصبًّا على الرؤية الإسلاميّة السائدة كما الرؤية الغربية، باعتبارها الرؤية المهيمنة وحاملة لواء التقدم والحداثة.

    وينطلق طه في نقد الرؤية الغربية من التمييز بين المدنيّة والحضارة، وهو ما يشفّ عنه قوله "المدنيّة غير الحضارة وهما لا يختلفان اختلاف نوع، وإنما يختلفان اختلاف مقدار. فالمدنيّة هي قمّة الهرم الاجتماعي والحضارة قاعدته" (الرسالة الثانية ص 87). ويتمثل هذا الاختلاف في المقدار كون المدنيّة تجمع بين "حياة الفكر وحياة الشعور" (الرسالة الثانية ص 87) وبعبارة أخرى المدنيّة تجمع جمعًا لبقًا بين المادة والروح فهي تهتم بالحياة المادية قدر اهتمامها واحتفائها بالحياة الروحية للأفراد فتقيم بذلك نظامًا أخلاقيًّا به يتمكن الفرد من "حسن التصرّف في الحريّة الفرديّة المطلقة" (الرسالة الثانية ص 87) فالمدنيّة عند طه هي الأخلاق "من غير أدنى ريب!!" (الرسالة الثانية ص 87).

    ويرى طه أنّ الحضارة الغربية بهذا المعنى لم تصل إلى مرحلة المدنيّة فالحضارة، على الرغم من منجزاتها العلميّة المتطورة وتحقيق الرفاهة للإنسان، فإنّ موازين القيم فيها مختل. فالمدنيّة الغربية الحاضرة ذات وجهين "وجه حسن مشرق الحسن، ووجه دميم... فأمّا وجهها الحسن، فهو اقتدارها في ميدان الكشوف العلميّة، حيث أخذت تطوّع القوى المادية لإخصاب الحياة البشريّة وتستخدم الآلة لعون الإنسان: وأمّا وجهها الدميم، فهو عجزها عن السعي الرشيد إلى تحقيق السلام" (الرسالة الثانية ص 88). ويرجع طه فشل الحضارة الغربية في عدم الوصول إلى المدنيّة لقيامها على أسس نظرية فلسفية وعملية عجزت عن تقديم جواب سليم على حقيقة علاقة الفرد بالجماعة وعلاقة الفرد بالكون. فكيف تجلت علاقة الفرد بالجماعة وعلاقة الفرد بالكون في الرؤية الغربية من وجهة نظر طه؟

    يرى طه أنّ الفلسفات الاجتماعيّة - دون استثناء - إلى حدود الشيوعية قد فشلت في إدراك "العلاقة الصحيحة "بين الفرد والجماعة، لأنّها اعتقدت أنّ إيلاء الفرد حرية مطلقة سيكون حتمًا ضدّ مصلحة الجماعة"؛ فهي قد ظنت أنّ الفرد إذا وجد الفرصة في ممارسة حريته، فإنّ نشاطه سيكون ضدّ مصلحة الجماعة، ولمّا كانت الجماعة أكثر من الفرد فإنّ مصلحتها أولى بالرعاية من مصلحته" (الرسالة الثانية ص 93). لذلك سلبت هذه الفلسفات - كلّها - الفرد حريته في سبيل صلاح الجماعة لكن هل يمكن جمع الفلسفات الغربية كلّها - على الرغم من الاختلاف والتعدد بل التناقض بينها - في خانة واحدة ونفي إقرارها بإعطاء الفرد الحرية المطلقة؟. وهل يمكن الإقرار بهذه الحقيقة في بسط سريع ومقتضب دون تفحص كل فلسفة تفحصًا علميًّا صارمًا؟

    أمّا في خصوص إدراك الفلسفات لعلاقة الإنسان بالكون، فإنّ طه يرى أنّ عجزها أكبر من عجزها عن إدراك العلاقة بين الفرد والجماعة. ذلك أنّ الفلسفات قد زرعت في "خلد الإنسان أنّ مكانه من الكون مكان اللدد والخصومة" (الرسالة الثانية ص 97) فأصبح الاعتقاد السائد في الغرب يكمن في أنّ الإنسان في علاقة صراع دائمة مع الكون وما من اكتشاف علمي يُحقق إلاّ انتصار على الكون وليس فهمًا له. ولعلّ هذا المنطق هو الذي دفع بالفلسفة إلى اعتبار الدين مرحلة طفولة الإنسان، وما دام الإنسان في هذا العصر قد اكتشف أسرار الكون ووصل إلى القمّة فلم "يجد ذلك الكائن الذي يدعونه الله" (الرسالة الثانية ص 97).

    ويمكن القول إنّ إهمال الفلسفات الغربية الجانب الروحي في الإنسان هو العنصر الذي يساهم في إفقار هذه الفلسفات فما استطاعت تشكيل تصوّر ينسجم فيه الفرد مع الجماعة من جهة ولا مع الكون من جهة أخرى. ولذلك، فإنّه من البديهي أن يربط طه أقصى رتب الضلال في فهم علاقة الإنسان بالكون بالشيوعية وكيف لا يفعل ذلك وقد اقترنت الشيوعية في الأذهان بالإلحاد وعدم إيلاء الدين كبير أهمية!. وبذلك يمكن التأكيد أنّ بحث طه عن البديل كان مقترنًا بنقد الرؤية الغربية على أنّه يجب القول إنّ هذا النقد كان ذاتيًّا بمعنى أنّ الرؤية الغربية كما صوّرها طه هي نظرته هو للغرب ولثقافة الغرب. وإذا كانت هذه الرؤية الغربية فاشلة في تأسيس سعادة الإنسان فما البديل وعلى أية أرضية يجب أن يتأسس؟

    II. تأسيس البديل:

    1- رؤية الإسلام لعلاقة الفرد بالجماعة:

    إذا كان التصوّر الغربي لعلاقة الفرد بالجماعة - حسب طه - قائمًا على سيطرة الجماعة على الفرد فإنّ "الفرد في الإسلام هو الغاية" (الرسالة الثانية ص 99) وهذه الفردية هي "جوهر التكليف" و"مدار التشريف" (الرسالة الثانية ص 99) إذ لا جزاء يمكن أن يُقام إلاّ في إطار المسؤولية والحرية الفردية. ولتدعيم هذه الرؤية يستند طه إلى النص القرآني "ولاَ تَزرُ وَازرَةٌ وزْرَ أُخْرَى" و"مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ". وانطلاقًا من هذه الآيات التي تنص على مسؤولية الإنسان ومبدأ الفردية في الحساب يرى طه أنّها خير دليل على الحرية الفردية المطلقة في الإسلام. وإذا كان الفرد هو الغاية في الإسلام فكيف يمكن أن يحلّ التعارض بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة؟

    لا يفك التعارض حسب طه إلاّ بفضل التوحيد الذي جاءت شريعته على مستويين:

    ـ مستوى الفرد، وذلك يظهر في العبادات بما هي علاقة مباشرة بين الفرد وخالقه.

    ـ مستوى الجماعة، ويظهر في تشريع المعاملات التي هي تنظيم محكم بين الفرد والجماعة.

    ولا يرى طه اختلافًا بين المستويين، بل هما متكاملان "فتشريع المعاملات تشريع عبادات في مستوى غليظ وتشريع العبادات تشريع معاملات في مستوى رفيع والمقرر أنّه ليس للعبادة قيمة إن لم تنعكس في معاملتك الجماعة" (الرسالة الثانية ص 100). وفي إطار هذا التوحيد تقوم حرية الجماعة شجرة ثمرتها الحرية الفردية.

    2- علاقة الفرد بالكون في الإسلام:

    إنّ الفرد في الإسلام لا يكون إلاّ حرًّا "فالإسلام يرى أنّ الأصل في الحرية الإطلاق" (الرسالة الثانية ص 101) وإنّما كان الإسلام مقرًّا بالحرية المطلقة لأنّه "لا يرى في ترقي الفرد حدًّا يقف عنده، فهو عنده (الإسلام) ساير من المحدود إلى المطلق" (الرسالة الثانية ص 101) فالإنسان في تطوره نحو الأرقى، إنما يسعى دوما إلى التخلص من القيود والخوف إلى الحرية المطلقة أو بالأحرى إلى العبودية. ولا يفهمنَّ من كلام طه المعنى الشائع للعبودية بما هي سلب للحرية، العبودية عند طه "كالربوبية لا تتناهى لم يحققها إلاّ الأنبياء" (رسالة الصلاة ص 245) ولعلّه لا يمكن أن نفهم مفهوم العبودية عند طه إلا بالرجوع إلى الفكر الصوفي الذي يمثل رافدًا من روافد فكر طه. فالعبودية تصبح بهذا المعنى اتحادًا بالله وخروجًا من الجهل إلى العلم، من الشقاء إلى السعادة. ولا تكون الحرية عند طه إلا واعية مقترنة بحسن التصرف، فإذا ما حاد الإنسان عن السلوك السويّ صودرت منه. وهذا الفهم استخلصه طه من قصّة طرد ﺁدم. فقد كان في البدء حرًّا حرية مطلقة حتى امتحنه الله ليرى كيفية تسييره لهذه الحرية، فلما حاد بالحرية عن الصراط ولم يحسن الاختيار سلبت منه. ومن هنا نخلص إلى أنّ علاقة المسلم بالكون تقوم على أساس مفهوم الاستخلاف أي تحمّل المسؤولية في الكون قصد تعميره ولا يكون الاستخلاف إلا بالحرية المطلقة التي نصّ عليها الإسلام دون الفلسفات الغربية ذلك أنّ الإسلام "سلام الإنسان مع نفسه" (الرسالة الثانية ص 138) ومع الكون ومع خالقه. فتقوم بذلك علاقة المسلم بالكون لا على الخصومة والمصاولة، وإنّما على الانسجام والتـآلف ليستحيل الكون فضاءً لمغامرة الإنسان يعمره تحقيقًا لخلافة الله على الأرض.

    ويمكن من خلال هذا أن نستنتج أنّ الحلّ كامن في الإسلام حسب طه لكن ما المقصود بالإسلام؟ أهو الإسلام كما يمارس ويفهم الآن أم هو فهم مخصوص يحاول طه توضيحه؟ وكيف يمكن حسب هذا الفهم المخصوص أن نحقق إنسانية الإنسان وسلامه مع ذاته وكونه وخالقه؟

    III.تطوير التشريع الإسلامي:

    ليس المقصود بالإسلام عند طه الإسلام كما هو ممارس منذ قرون فهذا الإسلام له نتائج واضحة فهو لا يحقق حرية الإنسان ولا تصالحه مع الكون وليس ذلك عيبًا في الإسلام ولكن العيب يتمثل في عدم تطوير المسلمين له. فالإسلام كما يمارس هو في الحقيقة عدول عن غايات الرسالة وأهدافها النبيلة لذلك سعى طه إلى تأسيس فهم جديد للإسلام يختلف به عن الفهم السائد لغرض ملاءمة الإسلام مع روح العصر.

    فما هو مفهوم طه للإسلام؟

    1- مفهوم الإسلام عند طه:

    للإسلام في نظر طه مفهومان: مفهوم عام وآخر خاص.

    أ- المفهوم العام:

    ينطلق طه لتبين هذا المفهوم العام من المعنى المعجمي لكلمة "إسلام" فـ"الإسلام في، الحقيقة، الانقياد والاستسلام ونعني بالحقيقة ما فطرت عليه الأشياء" (الرسالة الثانية ص 139). وهذا الانقياد لا يخصّ الإنسان فحسب، بل الكائنات والأشياء ما دام الانقياد والاستسلام للخالق جِبلّة وفطرة "فطرت عليها الأشياء" فيكون الإسلام بهذا المعنى العام "دين الخلائق جميعها في البداية وفي النهاية وفيما بين البداية والنهاية" (الرسالة الثانية ص 139) ويدعم طه حجيّة هذا الرأي بالاستناد إلى فهم مخصوص للآية القرآنية "ولَهُ أسْلَمَ مَنْ فِي السَمَاوَاتِ والأرْض طَوْعًا وكَرْهًا وإليهِ يَرْجِعُونَ" وينتهي طه إلى القول بأنّ "الإسلام كدين بدأ ظهوره بظهور الفرد البشري الأول" (الرسالة الثانية ص 142). ويبدو واضحًا من خلال هذه الفكرة رؤيته الإيمانية التمجيدية للإسلام إذ هو يخلط عن وعي أو عن غير وعي بين حاجة الإنسان إلى الظاهرة الدينية - باعتبارها ظاهرة كونية إنسانية - وبين الإسلام الذي هو دين من بين جملة أديان عرفها الإنسان.

    ولعلّ ما به دعّم طه فكرته هذه فجعل "الإسلام دين الخلائق جميعها" استناده إلى مفهوم الفطــــرة. ولا يخفى ما لهذا المفهوم من إشكال والتباس فهو يبقى مفهومًا زئبقيًّا لا يمكن حدّه، إذ ما الفطرة؟ وهل يمكن الإقرار بأنّ جميع الناس يشتركون في فطرة واحدة؟ وهل لبقية الكائنات - الحيوان والنبات - فطرة؟

    وإذا كان البشر يشتركون في الفطرة فكيف يمكننا أن نفهم الاختلاف بين الأديان؟ فهل اليهودي مجانب للفطرة، وهل المسيحي مناف للفطرة وهل لا فطرة للملحد؟

    ب- المفهوم الخاص:

    إذا كانت فكرة الاعتقاد بأنّ الإسلام "دين الخلائق" ممّا يشترك فيه طه مع الفكر التقليدي فإنّ طرافة فكره تكمن في "الفهم المخصوص أو الخاص للإسلام" والمقصود بالإسلام هنا الدين الذي جاء به محمد بن عبد الله. فأين تكمن الطرافة في هذا الفهم؟ يرى طه أنّ الرسالة المحمدية تنقسم إلى رسالتين:

    الرسالة الأولى:

    الرسالة الأولى "وهي التي وقع في حقها التبيين بالتشريع وهي رسالة المؤمنين" (الرسالة الثانية ص 149) وتخص هذه الرسالة فترة المدينة. ويستوقفنا في هذا التعريف مفهومان هما التشريع والمؤمنون. فالتشريع هو جملة الأحكام القرآنية الخاصة بتنظيم علاقة المسلم بالمسلم من جهة وبالآخر المختلف من جهة أخرى، فهو شريعة الله بمعنى "القَدْرُ من الدين الذي يخاطب الناس - عامة الناس - على قدر عقولهم" (الرسالة الثانية ص 73) بمعنى أنّ التشريع هو الخطاب الذي وجهه الله إلى الناس حتى يستوعبوه، فيكون بذلك مطابقًا لواقعهم الاجتماعي ومستواهم الثقافي. ويكمن الإشكال في تعريف طه في لفظ المؤمنين؛ إذ يختلف "الإيمان" عند طه عن "الإسلام" فهو يعتبر أنّ الناس ينطلقون من فهم خاطئ للإيمان والإسلام معتبرًا أنّ الإسلام أرقى مرتبة من الإيمان "فما كلّ مؤمن مسلم ولكن كلّ مسلم مؤمن" (الرسالة الثانية ص 149). وإنّما ساد هذا الغلط من "فهم خاطئ حسب طه لآية "قَالَتِ الأعْرَابُ آمنَّا قُلْ لَمْ تُؤمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أسْلَمْنَا ولَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ قُلُوبَكُم "و "ما علموا (الناس) أنّ الأمر يحتاج إلى نظر" (الرسالة الثانية ص 83). وما نفهمه من خطاب طه أنّ أمّة الإسلام أرقى من أمّة الإيمان، وما به يَحتج إلى هذا الفهم حديث الإخوان "وا شوقاه لإخواني الذين لم يأتوا بعد" (الرسالة الثانية ص 170). لذلك، يؤكد طه أنّ الرسالة الأولى - المنزّلة في المدينة - كانت خاصة بالمؤمنين، والمهمّ عنده أنّ هذه الآيات المدنيّــــة إنّما نزلت وهي محكومـــــة بإطار تاريخي واجتماعــــي وثقافي لا يمكن تجاوزه بمعنى أنّها كانت تراعي شروط العمران وثقافة المؤمنين في ذلك الوقت وبذلك، فهو ينفي أن يكون الرقّ وتعدّد الزوجات والجهاد مثلاً أصلاً من أصول الإسلام. ما دامت الرسالة الأولى قد ذكرتهم. فهذه الرسالة إنما كانت تنزل وفق حاجات ذلك المجتمع وتحرص على أن لا تحدث فيه كبير تغيير. على أنّ الطريف في موقف طه أنّه لم يقف عند هذه الفكرة، ولو فعل ذلك لبقي ضمن الخطّ الإصلاحي - عبده والحدّاد مثلاً - وإنما أقرّ بضرورة تجاوز الرسالة الأولى - رسالة المؤمنين -لتطبيق الرسالة الثانية - رسالة المسلمين - ففيم تتمثل الرسالة الثانية؟

    الرسالة الثانية:

    انطلاقًا من الأسس الفكرية نفسها يؤكد طه أنّه إذا كان القرآن قد بُنِيَ على لحظتين: لحظة تخصّ المدينة وأخرى تخصّ مكة فإنّ الرسالة الأولى - وهي الآيات المدنية الخاصة بالمؤمنين - كانت تنسجم مع أحوال عمرانهم وبنيتهم الثقافية والفكرية. أمّا الرسالة الثانية من القرآن - فقد أرجئ العمل بها حتى يتهيأ العصر والإنسان القادر على استيعابها. لكن إذا كان الفصل بين الرسالتين قائمًا على الفصل بين الآيات المكية والمدنية فما المقياس الذي أقامه طه حتى نضمن أنّ آية ما مدنية وليست مكية؟ يقيم طه تصنيفه للآيات المكية والمدنية انطلاقًا من بنية الخطاب القرآني "فكل ما وقع فيه الخطاب بلفظ "يا أيّها الذين آمنوا" فهو مدني ما عدا ما كان من أمر سورة الحجّ وكل ما ورد فيه ذكر المنافقين؛ فهو مدني وكل ما جاء فيه ذكر الجهاد (...) فهو مدني" وأما المكيّ فهو "كلّ ما وقع فيه الخطاب بلفظ "يا أيّها النّاس" أو "يا بني آدم" (الرسالة الثانية ص 150). إنّ اختلاف المخاطبين هو المعيار التصنيفي الذي استند إليه طه ومن قبله القدامى للتفريق بين ما هو مدني وما هو مكيّ. لكن إلى أي حدّ يمكن الاطمئنان لصحة هذا التصنيف خاصة والاستثناءات موجودة في كلام طه نفسه؟ وهل يمكن حصر هذه الاستثناءات في حدود آيات محددة أم القضية أعمق من ذلك؟ وهل يمكن أصلاً الفصل في القرآن بين آياته المكية وآياته المدنية؟ وعلى الرغم ممّا يثيره معيار الفصل بين آيات القرآن من إشكاليات، فإنّ الرسالة الثانية على الإجمال "لم يقع في حقّها التفصيل" (الرسالة الثانية ص 167) فهي الآيات المكية التي تخاطب البشر كافة وتحمل قدرًا كبيرًا من التسامح "لاَ إكرَاهَ فِي الدِينِ" "اُدعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلهم بالتِي هي أحسنُ إنَّ رَبَّكَ أعْلَمُ بمَنْ أظَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وهُوَ أعْلَمُ بالمُهْتَدِينَ".

    إنّ هذه الرسالة حسب طه كانت فوق وعي الجماعة الإسلامية الأولى، لذلك ما كان لها أن تتحقق والدليل على ذلك هجرة الرسول وتغيير خطاب الوحي. غير أنّ طه يرى أنّه قد آن لهذه الرسالة أن تتحقق في عصرنا الحالي لتطوّر العقليات. فقد تهيأت الظروف لظهور أمّة المسلمين و"أصبح واجبًا على ورثة الإسلام - على ورثة القرآن - أن يدعوا إلى الرسالة الثانية تبشيرًا بالعهد الجديد الذي أصبحت البشرية تشعر بالحاجة الملحة إليه" (الرسالة الثانية ص 75). إنّ تطوير الشريعة ومن ثمة الرؤية الإسلامية حسب طه لا يتم إلا بهذه الرسالة الثانية المنفتحة وليس الانتقال من الرسالة الأولى إلى الثانية إلاّ "انتقال من نصّ إلى نصّ" (الرسالة الثانية ص 78)، من نصّ فرع تمّ تطبيقه في عصر الصحابة إلى نصّ أصل قابل للانفتاح على كلّ العصور.

    ويمكن القول إنّ هذه النظرة التطوّرية للدين قامت على شكل هرمي "قمته (الدين) عند الله حيث لا عند، وقاعدته عند الناس" (الرسالة الثانية ص 185) وتكون القاعدة هي الشريعة التي تنزّلت لتحقيق حاجيات البشر حسب طاقتهم في زمن معلوم أمّا قمة الهرم فهي فوق مستوى التحقيق "وسيظلّ الأفراد يتطورون في فهم الدين كلّما علموا المزيد من آيات الآفاق وآيات النفوس" (الرسالة الثانية ص 185). وإذا كانت قاعدة الدين موافقة للرسالة الأولى فإنّ طريق القمة ينطلق من الرسالة الثانية، حيث يرتقي الإنسان المراتب لفهم مقاصد الله وتحقيق الحرية الفردية المطلقة.

    IV. حدود رؤية طه:

    حاولنا في ما تقدّم تحليل أفكار طه لنتبيّن المنطلقات الفكرية والأسس المعرفية التي اجترح منها أطروحته وسنخصص هذا الجزء لنتبيّن الحدود المعرفية لهذه الرؤية ونقصد بالحدود هنا "سقف الفكر" الذي لا يمكن تجاوزه إمّا لقصور في البنية الثقافية، وإمّا لحدود المعرفة في زمنه أو للضغوط الاجتماعية والسياسية في عصره، فالفكر يبقى دائمًا رهين عوامل معقّدة تسمح له بأن ينتج أفكارًا طريفة لكنها أيضًا قد تمنعه من الانفتاح على أطر فكرية أرحب. غير أنّه قبل تبين حدود هذا الفكر يجب أن نؤكد أنّ طه كان من جملة المفكرين الذين بفضل وعيهم وحسّهم النقدي كانوا "أفضل من التقط المؤشرات المنتشرة في مجتمعاتهم عن الاستعداد لتبني مقتضيات الحداثة ومن ضمنها المطالبة بتشريعات تقدمية مستمدة من القيم القرآنية ومحققة للمزيد مـــن الحرية والعدل" (عبد المجيد الشرفي، الإسلام والحداثة ص 159) فكان يعبر عن حيوية الإسلام، باعتباره دينًا حيًّا انطلاقًا من رؤية تطورية واضحــة ووعي عميق بتاريخية الأحكام التشريعية بل حتى القرآنية. كما كان طه مفعمًا بروح الحداثة مدرجًا مشروعه ضمن الأفق الإنساني فهو حسب مقدمة الكتاب "داعية لتشكيل وعي ديني جديد (كوزمولوجي)، وفقه تبرز قامات إنسانية جديدة تحررت من الخوف، ومن الكبت، وسلمت دواخلها" (الرسالة الثانية ص 42)، إلا أنّه على الرغم من هذا كلّه، فإنّ لهذا الفكر حدودًا يقف عندها وإذا ما كانت قيمة فكر طه تكمن في مراجعة السابق ونقده السائد وإقراره بالاختلاف والتطوّر فلا بدّ من ممارسة هذه القيم نفسها على هذا الفكر فما هي أهم الحدود المعرفية في فكر طه؟

    1- نقده للفلسفة الغربية:

    يقوم فكر طه أساسًا على جعل الإسلام دينًا كونيًّا وفلسفة إنسانية عامة لذلك فإنّ نقده لم يسلط على الوضع الإسلامي فحسب وإنّما تجاوزه لنقد الفلسفة الغربية بتياراتها المختلفة وقد اتسمت لهجة النقد عنده للغرب بالاتزان ومحاولة الغوص في خصائص الفكر الغربي فلا أثر في لغته لعبارات التكفير ولا السخط شأن قطب مثلاً الذي يرى في الغرب شرًّا كلَّه. ولعلّ هذا الاتزان جعله يتفطن إلى كثير من سلبيات المدنية الغربية التي سيطر فيها البعد الاستهلاكي والمادي على الجانب الروحي. وطه في تفطنه إلى هذه الظاهرة لا يختلف عن الكثير من المفكرين الحداثيين بل عن فلاسفة مدرسة "فرانكفورت" في تشديدهم على هذه النقطة، غير أنّ طه لم تكن له الأرضية الفلسفية المعرفية الكافية ليصل بنقده إلى حدود وعي هذه المدرسة فاقتصر على تأكيد الظاهرة دون البحث في أسبابها. ولعلّ هذا الحدّ - افتقار الأرضية الفلسفية - يتضح خاصة لما سلّط نقده على الفلسفات الاجتماعية الغربية، وأكد أنّها "أهدرت حرية الفرد في سبيل مصلحة الجماعة" (الرسالة الثانية ص 93). والحق أنّ هذا الحكم يتسم بالتسرع وعدم الموضوعية ذلك أنّ هذه الفلسفات قامت على الحداثة التي منحت الفرد الحرية المطلقة في المجال السياسي والاقتصادي وحتى الجنسي. ولعلّ إيلاء الفرد مكانة مهمّة في فلسفات الحداثة هو الذي ضمن للحضارة الغربية حركيتها وقدرتها الدؤوب على مراجعة ذاتها. إنّ سلبَ طه الفلسفات الغربية إقرارها بالحرية الفردية حكم لا يجد سنده في الواقع الغربي ومهما يكن في التطبيق من ثغرات فهذا لا ينفي أنّ الفلسفاتِ الغربية قامت أساسًا على مبدأ إيلاء الفرد كبير أهمية في شتى المجالات. كما أنّنا نعتقد أنّ نقد طه للفلسفات الأوروبية جملة يحتاج إلى مراجعة، ذلك أنّ هذه الفلسفات تختلف اختلافًا جوهريًّا في أسسها النظرية ومنطلقاتها المعرفية زد على ذلك أنّ الفرد مهما كان اطلاعه دقيقًا، فإّنه غير قادر على دراستها دراســـة شاملة اللّهم إلا إذا كانت قراءته لها سطحية غير نافذة إلى أعماقها. وإجمالاً يمكن القول إنّ طه على الرغم من تنبهه إلى بعض ثغرات المدنية الغربية، فإنّ نقده لم يسلم من الذاتية وعدم الموضوعية، ولعلّ هذه النظرة الذاتية كانت مرتهنة بحد من حدود فكر طه وهو عدم التخصص في الفلسفات للحكم عليها.

    2- مقاربة طه وتطوير الشريعة:

    أما في خصوص مقاربته الساعية إلى تطوير التشريع الإسلامي، فإنّنا نراها مشدودة إلى حدود أهمها:

    - البقاء في إطار نصّي:

    ينطلق طه دائمًا ليشرّع لكلامه من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية، وحتى التطوير عنده "ليس قفزًا عبر الفضاء، ولا هو قول بالرأي الفجّ، وإنّما هو انتقال من نص إلى نص.." (الرسالة الثانية ص 78) وهو بذلك لا يختلف عن التيار الأصولي ولا السلفي، فالكلّ متحيّلٌ على النص يُقوّله ما يريد هو قوله. ويبدو هذا التعامل جليًّا عند طه فهو في إيراده للنصّ القرآني يتعامل معه تعاملاً ذاتيًّا يخدم القصد الذي يريده منه فلا نجد أحيانًا قرائن نصيّة ولا معنوية تدعم فهم هذه الآية أو تلك بل هو أحيانًا في تأويله يقرب إلى التأويل الصوفي. ولعلّ صلة طه بهذا الفكر واضحة من خلال تأويله لعديد الآي مثل تأويله للحروف "آلم، كهيعص.." (الرسالة الثانية ص 151) أو تفريقه بين الإيمان والإسلام ففهمه مخالف لصريح الآية لذلك يمكن القول إنّ فهمه كان ذاتيًّا خادمًا لأغراضه غير قائم على أسس علميّة دقيقة يفسر بها النص. أمّا تعامله مع نصوص الحديث فتتسم بعدم الشك في الأحاديث وعدم البحث عن صدقها أو وضعها من ذلك حديث "غربة الإسلام" يتعامل معه طه دون وعي نقدي ولا بحث عن صدقه أو عن دلالة وضعه خاصة وأنّه يعبّر عن الموقف المتشائم من الدنيا، ويرى في الدين خلاصًا وفي الدنيا فسادًا كلما ابتعدنا عن زمن "الإسلام الصافي". ولا يخلو تعامله مع الحديث من التأويل الذاتي الذي يخدم أغراضه.

    - فكر الداعية:

    إنّ هذا التعامل الذاتي مع النصوص وعدم دراستها دراسة علمية دقيقة كان ناجمًا عن أنّ طه كان "داعية"، وفكر الداعية ليس فكرًا نقديًّا يقوم على النقد والتشكيك والتمحيص، وإنّما يقوم على جلب الحجج للانتصار إلى موقف، وتغلب عليه النفعية المباشرة للخروج من مأزق الخصم كما أنّ فكر الداعية ليس موجهًا أساسًا إلى العقل بقدر ما يتوجه إلى العاطفة والوجدان. وفضلاً عن ذلك نلاحظ أنّ هذا الفكر تتحكم فيه النظرة التمجيدية للإسلام، فاعتبار طه أنّ الإسلام "هو المنقذ من الضلال" وإنّ كل الفلسفات الغربية فاشلة دليل على اعتقاده أنّ الإسلام هو الحقيقة وأنّ غيره من الأديان والفلسفات حياد عن الحقّ وبدعة يجب تصحيحها. وما إقرار طه بأنّ اللغة العربية "أكمل اللغات" (الرسالة الثانية ص 153) لأنّها لغة القرآن إلا دليل على هذا الفكر التمجيدي أو على هذا الحد الذي يعوق الفكر عن المقاربة العلمية والموضوعية.

    - القول بالنسخ:

    إنّ النفعية والتعامل الذاتي مع النصّ والنظرة التمجيدية تمثّل حدودًا مشتركة بين طه والفكر السلفي عمومًا - وإن بتفاوت - غير أنّ طرافة فكر طه تكمن في قوله بالنسخ ذلك أنّ طه يعتبر أنّ القرآن نَصَّ على أحكام تخصّ مجتمع المدينة في حين أنّ القرآن المكي هو قرآن يشمل عموم البشر لذلك فإنّنا لا بدّ أن نقيم تشريعنا الحالي على الطور المكي لنؤسس لمرحلة الإسلام الكوني لكن هل يجوز التفريق بين القرآنين؟

    إنّنا نرى أنّه كما لا يجوز التعامل مع آيات الأحكام في معزل عن سياقها النصي والمرجعي فإنّه أيضًا لا يجوز الفصل بين القرآنين لأنّ قيمة الرسالة تكمن في وحدتها كما أنّنا نرى أنّ المقياس الذي حدده طه للفصل بين القرآنين قاصر على التمييز الدقيق بين الآيات المكية والمدنية. على الرغم من أنّ النسخ موقف ينفرد به طه فإنّنا نراه قريبًا من رأي الإصلاحيين في الأخذ ببعض ما في الرسالة المحمدية وترك بعضها الآخر.

    الخاتمة:

    إنّ فكر طه، وإن كانت تعوقه حدود عدّة، بقي، وإن أوهم موقفه بالجدّة، في دائرة الفكر السلفي الإصلاحي وإنّ قيمة فكره لا تكمن في النتائج التي توصل إليها ولا في تفطنه إلى أنّ القرآن ينطق به الرجال وإنّما تكمن في أنّه مارس المنهج التطوري ووصل به إلى أقصى ما تمكنه ثقافته غير آبهٍ بقديم قد تكرس ولا بسائدٍ قد أحكمَ السيطرة وقمعَ كلَّ جديدٍ حتى بالتصفية الجسدية.

    بيبليوغرافيا:

    أسلفنا أنّ السلطتين السياسية والدينية قد حجبتا فكر طه وحرصتا على أن تبقى كتبه مغمورة، لذلك لم تطبع وبقيت مجهولة لدى القارئ العربي، ولم ينشر فكره إلا بعد أن جمعت ابنته أسماء محمود محمد طه وتلميذه النور محمد ثلاثة من كتبهن وتمّ نشرها في كتاب جامع بعنوان "نحو مشروع مستقبلي للإسلام" طبع في المركز الثقافي العربي ودار قرطاس سنة 2002.

    أما الدرسات المهتمة بفكر طه فهي ضئيلة، ونشير هنا إلى بعض الكتب التي درست فكر طه: فقد أشار عبد المجيد الشرفي إلى فكر طه في كتابين:

    * الإسلام والحداثة، تونس، الدار التونسية للنشر ط 2، 1991

    * الإسلام بين الرسالة والتاريخ، بيروت دار الطليعة ط 1، 2002

    و عثرنا على دراسة لفكر طه نشرت أخيرًا.

    * عبد الله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام: محمود محمد طه والمثقفون قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، القاهرة دار رؤية.[URL]
                  

08-16-2015, 07:21 AM

اْسامة اْباّرو
<aاْسامة اْباّرو
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة � (Re: صلاح أبو زيد)

    Quote: إنّ فكر طه، وإن كانت تعوقه حدود عدّة، بقي، وإن أوهم موقفه بالجدّة، في دائرة الفكر السلفي الإصلاحي
    وإنّ قيمة فكره لا تكمن في النتائج التي توصل إليها ولا في تفطنه إلى أنّ القرآن ينطق به الرجال وإنّما تكمن في أنّه مارس المنهج التطوري
    ووصل به إلى أقصى ما تمكنه ثقافته غير آبهٍ بقديم قد تكرس ولا بسائدٍ قد أحكمَ السيطرة وقمعَ كلَّ جديدٍ حتى بالتصفية الجسدية.

    وهكذا .. كل شمس تشرق والفكرة تنثر بذرها
    بالأمس السودان اليوم تونس وبغداد وغداُ شمس وثمرة
    تحاياى دكتور مصطفى و أستاذ صلاح أبوزيد
                  

08-16-2015, 06:03 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة � (Re: اْسامة اْباّرو)

    Quote: اشار المتحدث لكتب عبد المجيد الشرفي واظنه كاتب تونسي له كتاب بعنوان الإسلام والحداثة، تونس، الدار التونسية للنشر ط 2، 1991
    وكتاب تاني بعنوان لإسلام بين الرسالة والتاريخ، بيروت دار الطليعة ط 1، 2002
    أشار الى هذين الكتابين كاتب اسمه (باسم المكي ) من تونس عنده ورقة بعنوان: قراءة في المشروع الفكري لمحمود محمّد طه (1909 ـ 1985) منشورة في موقع مؤمنون بلا حدود، جديرة بالإطلاع،

    الأخ العزيز صلاح أبزيد..
    تحيتي ومعزتي...
    أضافتك قيمة وسأنقلها لمنبر الأخوان الجمهوريين "الصالون"... ورغم أن الجمهوريين يحاولون ما أمكن متابعة ما يكتب العالم عن الأستاذ محمود إلا أن الكتابات أوسع من أن تحاصر...
    لك الشكر والتقدير..
                  

08-16-2015, 10:56 PM

صلاح أبو زيد
<aصلاح أبو زيد
تاريخ التسجيل: 01-29-2011
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كبار أئمة الشيعة بالعراق يلتقط الفكرة � (Re: مصطفى الجيلي)


    الأخ
    اْسامة اْباّرو

    شكرا للمرور و تقبل تحياتي أيضاً
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de