الكتابة فى أقصى كينونتها، هى سليلة غيم الحنين، هى ضجيج الروح سراً جهورا، أو علانية واجفة، طلبا لراحة لا تنال، يسمونها اللقيا، وهى فى أقصى تمردهما على أراضين الجسد وسماوات الروح، إعلان بصوت الدم عن مطلق العشق، عشق من نحب وما نحب إعلان لا يعلن عن ذاته، لكنه وهو فى كامل وعيه المضنى، ولا تسمعه سوى آذان القصيدة القصيدة صباح العشق، ومساء الأشواق هل نحن إلا العشق؟
هل ثمة فرق بين ما تنحته المفردة على لوح النداء، وما يسيل من رحيق الروح فوق أرض الأمنيات؟ كلاهما يكتبان إسم العشق ويكرسان معنى الإنسان
العشق أرض والحرف مسافة العشق دم والحرف شريان العشق درب والحرف خطوة
خطوة لا تنتهى، بل تمارس السجود على أرض المنى، تقبل وجه المسافة، فينحاز الغناء لها يروى ظمأ المسير نحو ذرى لا تطالها العيون، ولا تلامسها الأقدام
والحرف فى أقصى قسوته ليس سوى العودة الى عمق المكان، حين يفاجئك المكان بأنه قد باع مقعدك الوحيد للفراغ ووضع مكانه مسافة من شوق أو شوك من إشتهاء أو إبتغاء مقيم
الحرف سيد الحلم فحين ينفض سامر الصحو لا يبق سوى قمر يدخن لفافات السهر وهو متكئ على بقية أمنية رحلت دون وعد بالفرح
والحرف سليل الشمس، لذا فهو ضوء لا ينتهى
وحين يتفتق الحرف يعلن ميلاد تلك المفردة السرمدية
تجلس الأيام لتخلع سنينها وتنبرى، تنصب مهرجانا خارج الوقت، زلفى لعيون الكلام تجلس لتهز اليها بجزع عشقها العصى فيتساقط الوعد قصائدا رأيت
حين يتفتق الحرف ليمد بيديه سناء تلك المفردة تتفتح مسامات المساءات الصديقة تنضم لضفائر شدوها المملوءة بالحكايات الملونة بالدفء وهديل البنفسج، وكل النوافذ ترخى سدول رموشها الضوئية لتنام قريرة الروح، ثم لتصحو صباحا، تتسابق هى والفجر وبعض فراشات، نحو حديقة الكلام، وتزف للعالمين خبر تفتحها
فليورق الحرف وينمو، ولتضاء الأكوان بأبجدية ملونة الحواشى والدواخل
لنحيا
08-13-2015, 00:18 AM
الصادق اسماعيل
الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
ليتك تكتب عن مغامرة العودة والبحث عن الحلم القديم ياصديقي: لا يهم
أكتب .. علي ما شئت .. من أوراق، أو حيطان، أو حتي .. علي الأشجار.. والأمطار ..... أنظمني قصيداً، أو غناءاً، أو نواحاً .. كيف شئت ..... ولا يهم .. إن .. تابع الغاوون نظمك .. أو جفاك القارئون ...... أكتب .. علي الأوراق .. والأشجار .. ما يبقيك حيّا .. وانتظر لا شيء ..... لكن .. عد الىّ من المزارع .. والمدافع، والمظالم، والمحاكم للغناء .... عن .. الشوارع والمدامع .. والدعاء ..... ولا يهم .. إن كان نثراً .. أو قصيداً، أو بكاء ..... أكتب بصوتك ما تشاء .... ولا يهم .. ما دمت تكتب .. ضد تاريخ .. التنطّع فى الغباء ........
Quote: العشق أرض والحرف مسافة العشق دم والحرف شريان العشق درب والحرف خطوة
خطوة لا تنتهى، بل تمارس السجود على أرض المنى، تقبل وجه المسافة، فينحاز الغناء لها يروى ظمأ المسير نحو ذرى لا تطالها العيون، ولا تلامسها الأقدام
والحرف فى أقصى قسوته ليس سوى العودة الى عمق المكان، حين يفاجئك المكان بأنه قد باع مقعدك الوحيد للفراغ ووضع مكانه مسافة من شوق أو شوك من إشتهاء أو إبتغاء مقيم
التحية لك ولزوارك.
08-19-2015, 05:22 PM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة