|
لابد من صنعاء وإن طالت الحرب!
|
09:26 AM Aug, 09 2015 سودانيز اون لاين محمد التجاني عمر قش- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لابد من صنعاء وإن طالت الحرب! محمد التجاني عمر قش mailto:[email protected]@hotmail.com لا بد من صنعاء وإن طال السفر لا بد منها .. حبنا .. أشواقنا تدوي حوالينا : إلى أين المفر؟ إنّا حملنا حزنها وجراحها تحت الجفون فأورقت وأزكى الثمر وبكل مقهى قد شربنا دمعها الله، ما أحلى الدموع، وما أمر؟ (عبد العزيز المقالح) عفواً شاعرنا الدكتور عبد العزيز المقالح، فصنعاء التي عرفتها، لم تعد هي صنعاء المدينة العربية العريقة المعروفة، ذات المقاهي التي كان الشعراء يقرضون فيها الشعر؛ فقد تآمرت عليها حفنة من الخونة والمهووسين، تستغلهم دولة الفرس الصابئة، ويساندهم علي عبد الله صالح، بعد أن لفظه التاريخ ورمى به في المزبلة؛ إلا أن نفسه التي ملأها الحقد، أبت إلا أن تنتقم من الشعب اليمني الأبي؛ فتآمر ضد الحكومة الشرعية وطفق يدمر مدن اليمن وقراها بما في ذلك صنعاء. لكن الانتصارات التي حققتها المقاومة اليمنية، مدعومة بقوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ضد مليشيات الحوثي وصالح، في محافظات عدن ولحج والضالع وغيرها من المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية، تدل بما لا يدع مجالاً للشك، على أن عاصفة الحزم تسير في الاتجاه الصحيح، وكما هو مخطط لها. وهذا في حد ذاته يكفي دلالةً على أن الأمة العربية لا تزال بخير؛ مع أنها بحاجة للوحدة وترتيب البيت العربي بما يخدم المصلحة العربية المشتركة التي تتمثل في الدفاع عن مكتسبات الأمة بشكل جماعي لا يسمح لأي جهةٍ كانت بالتغلغل في أرضنا أو النَيْل منها؛ الأمر الذي يجعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، بارقة أمل يتوق إليها كل عربي غيور على أمته، وحريص على سلامة عقيدتها ووحدة أراضيها. والمملكة العربية السعودية، بقيادتها الحكيمة لهذا التحالف، إنما تدافع عن مقدسات الأمة الإسلامية، وتحمي مصالح العرب؛ لأن الحوثيين ومن ورائهم ملالي طهران إنما يريدون خنق الأمة العربية من المحيط إلى الخليج إذا تمكنوا من السيطرة على عدن ومن ثم مضيق باب المندب، هذا الممر المائي الحيوي لحركة الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي والمياه الدولية بشكل عام. والأخطر من ذلك كله، فإنّ إيران تريد أن تصدّر فكرها المنحرف إلى جنوب الجزيرة العربية وبالتالي تتوغل في دول المنطقة فكرياً مما يهدد الأمن الفكري لهذه الدول! ولذلك ينبغي أن يكون ما تحقق من انتصارات هو أول خطوة نحو إعادة الشرعية لليمن الشقيق، ومن ثم البدء في اعماره وتحريره من قبضة الحوثيين، أو بالأحرى إيران، ومن ورائها التشيّع والضلال المبين. وحتى يؤتي هذا الجهد المقدر ثماره المرجوة؛ فإن المطلوب توفر إرادة سياسية قوية، ووقفة حازمة من دول التحالف ومن عناصر المقاومة الشعبية حتى تضع الحرب أوزارها تماماً وتطهر أرض اليمن السعيد من دنس التمرد والخيانة، ويعاقب كل من تسبب في هذا الدمار الهائل، الذي حل بمؤسسات الدولة اليمنية؛ ولهذا يرى المراقبون أن على المقاومة الشعبية ودول التحالف التركيز على مسرح العمليات وكسر شوكة التمرد؛ لأن الظرف الحالي لا يتناغم مع فكرة التفاوض والحل السياسي. كما يجب استثمار هذا الانتصار، الذي أحرزته مقاومة بإمكانياتها البسيطة، في ترتيب أوضاع الجيش اليمني حتى يتولى قيادة المقاومة جنباً إلى جنب مع أبناء اليمن الأشاوس. والتزاماً بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ) نتمنى على الإخوة في اليمن، ممن يساندون الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس المنتخب، عبد ربه منصور هادي، أن يتجنبوا الخلاف والتناحر الذي أودى بالثورات العربية في بلدان أخرى؛ مثل ليبيا التي دخلت الآن في نفق مظلم من الصعب الخروج منه في وقت قريب! ومثلما جاء على لسان أحد المحللين: (فإنّ هذا الانتصار يعد مؤشراً مهماً لبداية مرحلة جديدة من أجل إعادة بناء الدولة بعدما دمرها التمرد الحوثي، وسيفضي ذلك حتما إلى تحول كبير في مسيرة اليمن من حيث إرساء قواعد جديدة للتداول السلمي للسلطة من شأنه أن يحقق الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي لهذا القطر العربي الذي عانى الأمرين من التخلف والجهل والقبلية نتيجة لسوء إدارة الحكم والتخبط عبر مختلف الحقب التي كان من أسوأها ما شهدته البلاد إبان حقبة المخلوع علي عبد الله صالح). وحتى يتحقق الأمن لكامل الشعب اليمني يجب أن تستمر المقاومة حتى تدك آخر معاقل الحوثيين في صنعاء وصعدة، وغيرها من مدن الشمال ومحافظاته؛ فليس القصد هو فقط تحرير الشطر الجنوبي، وإنما ينظر لليمن باعتباره دولة موحدة ذات سيادة، ومصير مشترك، ولا يمكن أن يسمح بوجود جهة مناصرة لإيران في هذا الجزء من الجزيرة العربية! إنّ "الحرب في اليمن لها تقاطعات إقليمية مهمة، ومصير المعركة يجب أن يتفق مع الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربي بقيادة السعودية، التي لن تقبل بأنصاف الحلول؛ لأنّ هناك أعداء كثر متوثبون ويمكن أن يعودوا إلى اليمن من النافذة الطائفية السيئة نفسها".
|
|
|
|
|
|