|
|
|
قناة السويس.. حكاية شعب
|
10:19 PM Aug, 06 2015
سودانيز اون لاين
ghariba-القاهرة - جمهورية مصر العربية
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مليون فلاح من أصل 4 ملايين هم كل عدد سكان مصر حينها، أجبروا على المشاركة في حفرها عام 1859 ولمدة 10 سنوات كاملة، تركوا حقولهم وقراهم لكي يشقوا الصحراء في أجواء من المرض والإهانة، فيما يعرف بالسخرة ومات خلالها أكثر من 120 ألف مواطن نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة، ومعظمهم لم يستدل على جثمانه ودفن في الصحراء أو تحت المياه بطول 193 كم.. إنها قناة السويس "حكاية شعب" حفرها بدمه لعله يترك لأولاده نعيمها أو تحظى الأجيال المتعاقبة على خيراتها.. فهل ضاعت دماؤه هدرًا أم أن حلمه المنتظر حان وقت حصاده.
بدأت فصول معاناة العمال من خلال نقض الشركة لوعدها بحفر قناة ماء عزب لمد العمال بمياه الشرب مما أدى للتضحية بآلاف العمال الذين أنهكتهم شدة العطش والانهيارات الرملية. ثم توالى سقوط الآلاف بسبب انتشار الأوبئة، كما خالفت الشركة وعدها بتوفير وسائل متطورة في الحفر وأكره العمال المصريون على العمل في ظروف قاسية معتمدين فقط على سواعدهم وعلى الفأس والقفة.
كانت مدينة الزقازيق هي منطقة فرز العمال التي كان يستبعد بها أصحاب الأجسام النحيلة ويختار منهم الشبان الأقوياء، الذين يرسلون إلى منطقة القناة سيراً على الأقدام في أربعة أيام وهم مقيدين بالحبال يحمل كل منهم قلة ماء وكيس خبز جاف، فيصلون إلى ساحات الحفر منهكي القوى.
وطبقاً للتقارير الطبية المحفوظة في مكتبة بلدية الإسكندرية كان أكثر الأمراض انتشاراً بين العمال هي النزلات الشعبية والأمراض الصدرية والرمدية وحالات الإسهال الشديد والدوسنتاريا وأمراض الكبد والجدري والسل، ثم جاءت الكوليرا في صيف عام 1865 وعصفت بالعمال لدرجة أن الشركة لم تجد رجالاً يرفعون جثث الموتى الذين كان يتم دفنهم في الصحراء، وتلاها ظهور مأساة تعرض العمال خلال الحفر لمادة طينية سائلة كانت تحتوي على فوسفور حارق مما أدى إلى إصابة الآلاف بالأمراض الغامضة التي أدت إلى وفاتهم على الفور، والغريب أن الحكومة الفرنسية منحت في 19 يناير 1867 وسام الشرف من طبقة فارس للدكتور أوبير روش كبير أطباء الشركة الفرنسية تقديراً لجهوده التي قيل إنه بذلها في حماية العمال المصريين من الموت.
تم افتتاح القناة في عام 1869 في حفل مهيب وبميزانية ضخمة، وفي عام 1905 حاولت الشركة تمديد حق الامتياز 50 عاماً إضافية إلا ان المحاولة فشلت لاحقاً، وفي يوليو عام 1956 قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، والتي تسببت لاحقاً في إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي والذي انتهى بسيادة القاهرة الكاملة على القناة.
التوسعة الجديدة:
بعد نحو عام من أعمال الحفر والتجريف، أصبحت التوسعة الجديدة لقناة السويس جاهزة لاستقبال السفن التجارية، والتي تمتد على طول 35 كيلومترا في موازاة القناة الأساسية.
فما هي أبرز الحقائق والمعلومات عن هذا المشروع الجديد؟
أنشأت التوسعة الجديدة كفرع موازي يخرج من القناة الرئيسية عند الكيلومتر رقم 60 ويصب فيها مجددا في الكيلومتر رقم 95، لتتشكل بذلك جزيرة بين القناتين يخطط أن تضم أيضا مجموعة من المشاريع العمرانية والاستثمارية الجديدة التي تضيف فرص عمل جديدة للشباب.
وتتركز الأهداف الأساسية للتوسعة الجديدة على زيادة الدخل القومي من العملة الصعبة، وتحقيق أكبر نسبة من العبور المزدوج للسفن على طول المجرى الملاحي، وتقليل زمن الانتظار وبالتالي تلبية الزيادة المتوقعة في حجم التبادل التجاري.
تتوقع الحكومة زيادة عائدات قناة السويس بنسبة 259 بالمئة عام 2023 ليكون 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالي 5.3 مليار دولار.
وحسب الموقع الرسمي لقناة السويس الجديدة، فإن القدرة الاستيعابية ستكون 97 سفينة قياسية في اليوم عام 2023 بدلا من 49 سفينة يوميا عام 2014. بالإضافة إلى أنها ستمكن السفن من العبور المباشر دون توقف لـ 45 سفينة في كلا الاتجاهين.
كما تأمل الحكومة من خلال هذا المشروع إلى تعظيم القدرات التنافسية للقناة وتمييزها عن القنوات المماثلة ورفع درجة التصنيف العالمي للمجرى الملاحي نتيجة زيادة معدلات الأمان الملاحي أثناء مرور السفن.
بلغت مدة تنفيذ مشروع القناة الجديدة 12 شهرا، شملت أعمال الحفر على الجاف والتكسية والتجريف وتوسيع وتعميق التفريعات الحالية لعمق 24 متر ليسمح لعبور سفن حتى غاطس 66 قدم.
وتفتتح قناة السويس الجديدة للعمل بشكل رسمي في السادس من أغسطس من عام 2015.
حجم التوسعة الجديدة:
يبلغ طول قناة السويس الأصلية، 193 كم وتصل ما بين البحرين الأبيض والأحمر، وتنقسم إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرّة.
أما التوسعة الجديدة، فطولها 35 كيلو متر فقط، تمتد من الكيلو 60 الى الكيلو 95، بالاضافة الى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة.
ويقول ممدوح الولي الخبير الاقتصادي ونقيب الصحفيين السابق، إن الإعلام الرسمي وغير الرسمي يتغافل عن أن عمق التفريقة الجديدة، البالغ طولها 35 كيلو متر، وعمق التكريك الذى تم بالبحيرات لمسافة 37 كيلو متر، هو 24 مترا، وهو نفس عمق القناة منذ عام 2010 أيام الرئيس مبارك.
ويضيف في مقالة له، "بما يعنى أن القناة بعد التفريعة وبعد التكريك الجديد، لن تستطيع استقبال السفن ذات الحمولة الأكثر من 240 ألف طن، أى أن ثلث ناقلات البترول بالعالم لن تستطيع عبور القناة بحمولتها".
وقد رصدت الأقمار الصناعية إحداثيات القناة حيث إنها من عند البحيرات المرة وهى الحفر الجاف بين خط طول 33 درجة و6.2 دقيقة شرق، و30 درجة و14 دقيقة شمالا وحتى 32 درجة 22 دقيقة شرقا و30 درجة و25.5 دقيقة شمالا عند جزيرة البلاح.
كما كشفت الأقمار الصناعية ان هناك قنوات اتصال بين المجرى القديم للقناة والتفريعة الحديثة، حيث أن هناك أربع قنوات اتصال بين المجرى القديم للقناة والتفريعة الحديثة، تمثلت فى قناة الاتصال الأولى وبلغ طولها 521.6 متر وعرضها 79.4 متر وتبعد عن البحيرات المرة لمسافة 8.1 كم، والوصلة الثانية بطول 598.2 متر وعرضها 131.1 متر وتبعد عن البحيرات المرة لمسافة 11.6 كم، والثالثة بطول 1684.3 متر بعرض 124.5 متر وتبعد عن البحيرات المرة لمسافة 20.1 كم، والرابعة بطول 813.1 متر وبعرض 93.5 متر وتبعد عن البحيرات المرة لمسافة 30.4 كم.
ومن جانبه، قال الدكتور علاء النهرى نائب رئيس الهيئة القومية للاستشعار، إن الأقمار الصناعية كشفت أن طول القناة الجديدة أثناء لحفر الجاف من منطقة البحيرات المرة جنوبا وحتى جزيرة البلاح شمالا 37.2 كم فقط، وليس 35 كم بزيادة 2.2 كم.
تابعونا على موقع شبكة اخبار وادي النيل الاعلامية
http://http://www.awa-sd.netwww.awa-sd.net
|
|
  
|
|
|
|
ghariba
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست