على هامش فوز «الطلياني» لشكري المبخوت ببوكر 2015 - نقد لصالح الرزوق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-24-2015, 10:47 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على هامش فوز «الطلياني» لشكري المبخوت ببوكر 2015 - نقد لصالح الرزوق

    10:47 PM Jul, 25 2015
    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    حتى الآن لا أفهم ما هي المعايير التي تستعملها لجنة البوكر العربية في الاختيار. فلا القائمة الطويلة ولا القصيرة تعتبر مرآة لواقع الرواية العربية.
    لقد حصل انفجار في عدد الروايات التي تتسابق على الجائزة. وهذا يعني وجود انفجار مماثل في طبيعة إنتاج الرواية. بالكم قفز العدد من حوالي 25 في العام إلى ما ينوف على 200. وبالكيف غطت الرواية عدة مفاصل مهمة من ديالكتيك حياتنا الملحمية. وأجزم أن هذا الحراك تمهيد أو استباق بالأحاسيس لأزمة الربيع العربي. ولكن إذا كان اسم الأزمة رومنسيا وواعدا فالمحتوى ليس كذلك. نحن أمام فصول متداخلة تهاجم كلاسيكيات سياسية اعتدنا على التأقلم معها. فالانتقال الهادئ للسلطات في مصر وتونس لا يشابه العنف وحجم الدمار الذي لحق ببلدان تطورت في أحضان السوفييت. وهذا إن دل على شيء فيدل على اختلاف وتمايز في طبيعة المعاناة المنتجة. وعليه ليس من المستغرب أن تجد في أخيلتنا الفنية طيفا واسعا من الأساليب والموضوعات. ابتداء من رواية حضارية تتحدث باسم الصورة أو عالم المثل والأنا الأعلى، وانتهاء برواية حياتية تخترقها اللهجات والمستويات والشرائح لتنتهي بشكل بانورامي وأصوات تلغي نفسها بنفسها.
    وحتى لا نستمر في مجال التعميم، يمكنني الإشارة للبون الشاسع الذي يفصل رواية هيلينية ذات بنية شخص طارد مثل «عزازيل» ليوسف زيدان «الفائزة بالدورة الثانية من البوكر» ورواية «رحلة السفرجل» لوليد إخلاصي التي لم ترشح ولم تحصد وردة واحدة من مزهرية الجائزة. وهي من نمط السرديات الصغرى «وهذا التعبير للناقد العراقي حمزة عليوي». بمعنى أنها صغيرة بالحجم، وعدد شخصياتها محدود، ومشاهدها تتطور في بيئة حاضنة ومحصورة ومغلقة، ولها طابع قارض. وربما يجدر بنا تهذيب هذه الكلمة فنقول: إن طابعها انطوائي ويستهلك فكرته من خلال تدوير وتعويم الفضاء اللغوي والنفسي.
    ولا يوجد عيب في ذلك، فلطالما اتكل كافكا على هذا الأسلوب ليكشف الخراب الوجداني وحجم الاستلاب الذي لحق بأبطال سردياته، في الحياة. لقد سقطت من قوائم البوكر وفي حفرة النسيان أعمال مهمة. ولا يسعني أن أغفل هنا تجربة نجم والي المهمة أو محمود سعيد الذي يقاسمه المنفى والمعاناة مع اللغة. فرواية «بغداد مالبورو» لوالي لفتت انتباه برونو كرايسكي ولم تتمكن من جذب اهتمام فراشات البوكر. ومثلها أعمال سعيد التي أقل ما يقال عنها إنها إعادة تركيب لشتات الأفراد الآخذين بالإفلاس في المنفى. وكما أرى احتكرت البوكر فن الرواية بينما جوائز سبقتها مثل جائزة الآداب وجائزة مجلة شعر اختصت بتشجيع لون واحد وهو رواية التمرد «جيل الـ beat» أو من عُنِي بالنظر لواقع الحال من زاوية رفضه.
    وهذه هي المشكلة، أن تتحول البوكر إلى نفي للفكرة الفنية من خلال الإحاطة بها، كما هو الواقع العربي الملتهب الذي أصبح نفيا للواقع المعاش. وأرجو أن هذا التغريب الذي تفرضه الجائزة على الأدوات ليس نابعا من اعتبارات إدارية. كأن يكون الولاء للفضاء الحاضن شرطا مسبقا. يعني وبصريح العبارة ألا يكون من بين الشروط ضمان ولاء الرواية لما يطلبه التسويق في منطقة الخليج. كما كان الحال في جوائز حملة صدام. لقد كان من شروط النشر في فترة ما قبل 2003 إدراج شتائم رخيصة ضد إيران. وللأسف تبنت بعض الدوريات الخليجية هذه الرشوة من أجل نشر نصوص دون الخط الأحمر، ولكنها متعجرفة ومكشوفة ضد الإيرانيين. ولا داعي لذكر الأمثلة لأنها معروفة لدينا جميعا. وهذا يذكرني بما حصدته رواية «المعلم الأول» لجنكيز إيتماتوف من جوائز لأنها تأتي في إطار بروباغاندا ما أسميه حمى لينين، بينما لم يسمع أحد برواية «المهلة الأخيرة» لفالنتين راسبوتين التي تعتبر من أهم وأرقى نماذج «النثر الريفي» بتعبير خيري الضامن.
    عموما تعاني ذهنية البوكر من خلل دوري في اختياراتها، حتى أن النسخة البريطانية الأصلية تجاوزت في السنوات الماضية أعمالا أرى أنها إضافة للتراث الإنساني ومنها «على شاطئ تشيسيل» لإيان ماك إيوان مؤلف رواية «إمستردام» التي فازت بدورات سابقة. ولكن أي مقارنة بين العملين لن تكون بمصلحة هذا القرار. فالرواية الخاسرة عمل تركيبي يجند كل طاقات الوصف والسرد في اللغة للكلام عن التناقض والانحرافات في الطبيعة البشرية. ولا سيما ما يتعلق بالصراع المكبوت بين الغريزة والموهبة.
    كان السؤال في الرواية مشروعا: هل الغريزة عمل له وظيفة وهل الموهبة إنتاج للغرائز؟
    بينما كانت روايته «أمستردام» تتلكأ في الفجوة التي تعزل الدافع البشري عن معناه، وقادها ذلك وبمونولوج طويل لمناقشة مسألة القتل الرحيم، وكأنما الواجب كتلة محددة من المعاني. ولكنه في الحقيقة من المعطيات الاجتماعية التي تتأثر بقوانين الحضارة والشعور.
    لا شك أن البوكر العربية صنعت دائرة تساعد على التداول، ولكن ضغوط اللوبي والانحياز لبعض الأعمال ولأسباب فوق فنية أسدل الستار على نصوص جديرة بالتقريظ، فالقفز من فوق «شوق الدرويش» للسوداني حمور زيادة لم يكن قرارا صائبا. وهذه الرواية التي تتكلم عن حصار الخرطوم أيام الثورة من العلامات الفارقة في الرؤية الفنية. ولم أقرأ عملا غنيا بالعلامات والإشارات مثل «شوق الدرويش» من سنوات، حتى أنه يكاد يبز ما قدمه يوسف زيدان في روايته الصحراوية «النبطي»، أو ما فعله أمير تاج السر في واحدة من أهم أعماله وهي « أرض السودان».
    والشيء بالشيء يذكر، أن هذا العمل الإشكالي والشديد الجاذبية لتاج السر لم تتداوله قوائم البوكر مع أنه يعتبر امتدادا لاسم الرواية الحديثة في شكلها الحضاري. ولا سيما أنه يأتي كواحدة من المضاعفات لعمل سابق ينتمي للشريحة نفسها وهو «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح.
    من الضروري فعلا تفكيك معايير هذه الجائزة إيمانا مني بدورها في تنشيط هذا الفن. فـ«شوق الدرويش» على الأقل تستأهل محاصصة «الطلياني» لشكري المبخوت، الكاتب الذي أحترمه وأقر بنوعية مؤلفاته السابقة، ولا سيما دراسته الرائدة والملهمة عن سيرة الغائب في أيام طه حسين.. لقد فرض علينا تفسيرا جديدا لشخصية عميد الأدب العربي، ومن خلاله لشخصية فن السيرة باعتبار أنها علاقة بين مكان حاضر وزمان غائب. مع التركيز على خصوصية أضلاع المثلث الذي كان طه حسين يتحرك في داخله.. العمى وضمير الغائب والتفاصيل الشخصية. ويبدو أنه كان أسير هذه الرؤية في روايته، فقد اعتمد على مبدأ قابيل وهابيل، أو عقدة الأخوة الأعداء، المهاجر والمقيم، وما تبع ذلك من صراع بين إغناء ورضا الذات وتأبين لواقع نسقط عليه ذكرياتنا، وهي بدورها حقائق نوعية ولكنها ليست عضوية، فالواقع في الرواية يتحول إلى شكل أمنيات ورغبات تخضع لمونتاج الذاكرة، وكأننا أمام ذاكرة مجزأة، قسم منها يسقط من البنية، وقسم يستمر في التحريض.
    وكان ذلك هو السبب وراء اختيار شكل أسلوب الرواية..
    استعادة وتواصل، أو إنتاج للماضي بذكرياته المشرقة والأليمة ومواصلة السرد من النقطة التي وقف النص عندها. إن هذا الاختيار لم يساعد على بناء موشور حكايات بينها أضلاع وزوايا. ولكنه أنتج حكاية واحدة تتألف من مستويين. مستوى إظلام نحتاج للبحث عن معمياته أو للتكهن بمحتواه، ومستوى إضاءة يسمح لنا بالاسترخاء والاستهلاك. وما بين شحن بطارية الذاكرة وتفريغها يجد القارئ نفسه أمام تفاصيل ثم أمام مشاهد وعلى التناوب، أو تجاه الماضي النشيط والماضي المتجمد والآخذ بالتفكك والذوبان، وربما يشبه ذلك ما فعله إدوار الخراط في «رامة والتنين». فهو تارة في نوبة من التذكر والمونولوجات العاطفية ذات الطبيعة الشعرية. وتارة في حديث واقعي ومباشر وبلهجة أهل الشارع.
    لقد كانت رواية «الطلياني» المتوجة بجائزة 2015 رواية في فضائين. من حكايات متسلسلة تتخللها مشاهد من خارج حساسية ومنطق السرد. إنها تؤلف بين شخصيات لا تكمل بعضها. متناحرة على صعيد البنية وليس الدراما. وكما تقول مبروكة علي في قراءتها للرواية: بعض الشخصيات حقيقية وتفرض وجودها. وبعضها الآخر بلا حساسيات تذكر. شبحية. ولا تلفت انتباهك*. وكذلك المكان. ينفي شروط مرحلته. وتبدو المرحلة أقرب لمفهوم الأحقاب واللحظات بتناوب عشوائي. بمعنى أن الأحداث التي تغطي سنوات يمكن ضغطها في سطور قليلة، والمشاهد التي تتكلم عن لحظات عابرة تستغرق صفحات مطولة.
    والسؤال الآن: هل البوكر تكرّم رواية متميزة صدرت حديثا أم أنها تحتفل بإنجاز كاتب؟..
    وحتى وضع النقاط على الحروف، لن يتوقف الجدال والبحث في مرآة الجائزة عن الحقيقة..

    كاتب سوري

    صالح الرزوق
    عشان كدا ولدنا حمور انظلم !@
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de