08:40 AM May, 04 2015 سودانيز اون لاين عمر الفاروق عبد الله الشيخ- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قالت الاهرام المصرية عن الخرطوم عام/ 1968/ انها مدينة جامعة لجمال الموقع الطبيعي ومحاسن النظام المدني والرونق الحضري وقصورها في غاية البهجة وشوارعها منتظمة.. لم يجرو احدا علي دخول مركز المدينة ومؤسساتها واسواقها وانديتها - بشبشب - اوسفنجة..كانت الافلام السينمائية تشاهد بالخرطوم في ذات يوم عرضها بلندن او القاهرة وكان مواطنو الخرطوم يقرئون الصحف والكتب ويحصلون الاسطوانات يوم صدورها في مصر..وكان العرب يشترون اقمشة الصوف والادوية الاوربية والشاي الحب وامواس الحلاقة من اسواق الخرطوم.
كانت الخرطوم تزخر بالمسميات الاوربية لشوارعها ومحالها ومتاجرها..كلها اختفت بعد الاستقلال. ومنها شارع فكتوريا الذي اصبح شارع القصر..وشارع نيوبو لد شارع الحرية.. كما تحولت كلية غردون الي جامعة الخرطوم.. وتحولت اسم مدرسة الملك فاروق الي مدرسة جمال عبد الناصر وكانت الخرطوم تتميز بالمقاهي الكبيرة كما هو حال القاهرة اليوم.. ومنها خمسة تعد من كبريات المنتديات التي يتجمع فيها الاهالي وتقع في منطقة السوق العربي وهي/قهوة الزيبق/ الكوباني/ وابوزيد / وقهوة الصنايعية والعيلفون..... ويبدا العمل من الساعة الخامسة مساء في ترتيب ارايكها - الكنبات - التي تسع الواحدة من ثلاثة الي خمسة اشخاص ويفد الي هذه المقاهي المواطنون في جلاليب نظيفة مع العمامة او البنطال والقميص المحشو والحزام والاحذية الجلدية يتناولون الشاي بالحليب ويتسامرون.
ومجموعات اخري منهمكة في الهم السياسي او يستمعون الي الاغاني التي يبثها الفونغراف من الاسطوانات. والملاحظ ان المقاهي الافرنجية الأخرى باستثناء- ميرلاند - يقوم علي خدمة روادها ابناء الاغريق ويتميز - اتني - بجرسونات شابات من اثينا يرتدين / تنورات قصيرة وبلوزات ناهدة / بينما ينحني الجرسون امامك في ادب وهو يتلقي - البقشيش - كما افتتح الاديب المرهف... عبد السلام كشة بشارع الجمهورية مقهي - ميرلاند - علي نمط -الفيشاوي- في القاهرة ---كانت الخرطوم تعد مدينة اوربية كان يتم غسل شوارعها مع الفجر واحيانا يخلط الماء بالديتول...خاصة شارع القصر وكانت سيارات البلدية - الصهاريج - تقوم في الصيف برش شوارع الأحياء الشعبية لتثبيت التراب ومحاربة السحائي وتلطيف الجو مع كثافة الرش في شهر رمضان.
كانت الخرطوم مشهورة بالأكلات الشرقية الطاعمة.. كان سفراء الدول يفضلون تناول وجبة الغدا في فندق - الاكروبول - وفي ذلك الزمان كانت الخرطوم مهووسة بسباقات الخيول التي تنعقد اسبوعيا بالعاصمة.. وشهريا بودمدني – وكانت الدولة العربية الوحيدة التي يشارك مواطنوها في سباقات الديربي البريطاني للخيول الذي ترعاه ملكة بريطانيا ..وقد كانت محلات /مرهج / بشارع الجمهورية توفر قوائم ذلك السباق والخيول المشاركة ونبذة تاريخية عنها - كما تقوم بتعبية الاستمارات وتسديد قيمة المراهنات ويقوم المحل بارسالها الي لندن.
كان الاهتمام بالحذاء يعد سلوكا حضاريا الي جانب الاناقة.. ولهذا نشطت المتاجر في عرض احمل وارقي الاحذية واخر الصيحات وكان الرجال والسيدات وخاصة الشباب يختارون احذيتهم من الكتلوجات التي يوفرها لهم دكان / البون مارشية / وهو فرنسي في الركن الشرقي الجنوبي من العمارة التي حل مكانها البرج الحالي بالمحطة الوسطي الخرطوم...
وكانت تنتشرفيها ايضا وبكثافة الاندية والمحال التجارية الاجنبية – ومنها حلواني -g b- وهو اختصار لبريطانيا العظمي وكانا يقدم اجود انواع البقلاوة والتورتات والجاتو ...وحلواني / بابا كوستا / اليوناني الذي اشتهر بصناعة المعجنات.. ومخبز كتشنر شمال جامع الخرطوم المتخصص في انتاج الرغيف البلدي..
ومن الاماكن الاجنبية صالة غردون - للرقص -ومرقص / سانت جيمس / الذي يتسم بالشعبية ويقدم اغاني الجازالغربية... ومن المطاعم الاجنبية مطعم / رويال /شناكا/ ولورد بايرون... وموريس قولدن بيرج للنظارات - وبونباي بازار – ومالكه ميرزا ويقدم ارقي الملبوسات الرجالية والشبابية..
ونشير الي ان هذة المحال والمتاجر والاندية والمطاعم اغلقت ابوابها بعد ان قام نظام نميري بتأميم التجارة عام 1970.
----نقلا من نافذة الاسبوع / الاستاذ عبدالله الحسن.. المحامي ---/
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة