الخرطوم حزمت حقائبها إلى عاصفة الحزم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-31-2015, 10:34 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم حزمت حقائبها إلى عاصفة الحزم

    09:34 AM Mar, 31 2015
    سودانيز اون لاين
    عبدالدين سلامه-الامارات
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    الخرطوم حزمت حقائبها إلى عاصفة الحزم
    مفاجأة كبرى جاءت بداية عاصفة الحزم ، والمفاجأة الأكبر في تلك العاصفة كانت مشاركة السودان التي خلطت أوراق المراقبين ،فالنظام السوداني ظلّ يشكّل هاجساً كبيراً للدول العربية ، خاصة دول الخليج بسبب إرتباطاته المعقدة بالعديد من التنظيمات التي تم وضع بعضها في قائمة إرهاب بعض دول المنطقة كجماعة الإخوان المتأسلمين وغيرهم ، وقد بدأت الخلافات باكراً منذ أن كشفت الحقائق ارتباط د.حسن الترابي بالإنقلاب الذي قام به البشير في 1989م ماجعل التأييد المصري يتحوّل وقتها إلى أداة لعزله الإقليمي والدولي ، إضافة لحرب الخليج في عام 1990 م التي تسبب موقفه المخالف لمواقف معظم الدول العربية حولها في زيادةعزلته ، وزادت مواقفه من الجحيم العربي وتحالفاته فيما بعد من معاناته لتجيء المشاركة في ظروف معقدة .
    محاولات النظام السوداني لكسر العزلة تعددت خلال مشوار حكمه الطويل ، فقد قام بتسليم كارلوس لفرنسا، وقام بطرد زعيم القاعدة أسامة بن لادن من أراضيه ، وانشق عن حسن الترابي ، وسحب جوازاته التي منحها في ذلك الوقت لقادة الجماعات المتأسلمة أمثال عباسي مدني والغنوشي وغيرهم ، غير أن العزلة التي استعصى عليه كسرها لم تتمكن من إسقاطه رغم معايشته أمواج أحداث عاصفة جرفت معها العديد من الأنظمة القوية بالمنطقة .
    ومع وجود أحزاب ضعيفة ، ومجتمع مقهور في الداخل ، وجد النظام نفسه الوحيد القادر على الاستمرار ، فقد نجح في تفتيت الأحزاب المعارضة وإضعافها ، واستنسخ منها أحزابا يعيش معظمها على نفقته الخاصة وتدين له بولاء الخوف لا الرغبة وتتهافت لتلقُّف فتات المناصب التي يرميها لها تحت مسمى (حكومة الوحدة الوطنية أو القاعدة العريضة) بينما يقوم بقمع أكثر من ثورة تململية بقسوة ووحشية ، وقد وصل الأمر برئيسه لوصف معارضيه ب (شذاذ الآفاق)،ووجه نحوهم كل أسلحته، فالفترة الأولى من الإنقلاب والتي أطلق النظام عليها فترة التمكين ،أدخلته في حالة صدام مستمر مع القوى الأخرى سرعان ماتحوّل بعضها إلى حمل السلاح في وجهه ، ووقف أمامه تحدّيان كبيران هما دارفور والجنوب ، فقام بحل معضلة الجنوب بتحقيق آمال الإنفصاليين الجنوبيين دون تحسًّب لنتائج الفصل التي زادت المشكلة عمقاً ، ولازال يغرق في وحل مشكلة دارفور التي أثبتت بأن مشاكل الجنوب والشرق والغرب كلها تتولّد عن بعضها البعض ولاسبيل لحل جزء على حساب الآخر ،بينما الوضع الإقتصادي أعجز الحكومة عن التعامل معه ووقف عصيّاً على كل محاولات الحل .
    المعارضة للنظام باتت تزداد بعد حكمه يوماً بعد يوم ، وانقسمت لمعارضة مسلحة وأخرى سياسية سلمية في الداخل، وثالثة لغلق البوابات عليه في الخارج ، بينما لعب نظام البشير معها لعبة القتل البطيء من خلال تخطيطه لتجفيف مباشر وغير مباشر لمواردها ، ودق أسافين الخلافات بين تحالفاتها وكل ما يفقدها القدرة على مواجهته ، بينما الإتفاقات الغير مسبوقة العدد لم يصمد معظمها بسبب خروقات أفقدت المعارضة كامل ثقتها في تعهدات النظام الذي تعوّد التعامل مع معارضيه بعنف وقسوة .
    الخطوة الأكثر إزعاجاً للداخل والخارج تمثّلت في علاقة النظام السوداني الوثيقة والمريبة بإيران ،التي استغلت في النظام عزلته وحاجته لفك تلك العزلة بالارتماء في أحضانها كما هو الحال مع الصين وبعض الدول الآسيوية ، غير أن العزلة العربية ظلّت تشكّل فراغاً كبيراً حال دون وصول البلاد إلى مرحلة النهوض من كبواتها الإقتصادية رغم الإستثمارات الخليجية المحدودة .
    ومع ولاية جديدة ينتظر البشير معركتها بعد أيام قليلة ، وهي معركة انتخابات رفعت فيها المعارضة شعار المقاطعة وافترضت تزوير صناديق التصويت ، أطلّ واقعٌ جديد، فالمعارضة وجدت نفسها معزولة القواعد ، بينما نظام البشير الذي استولى على مختلف أجهزة الدولة بمافيها الإعلام ،سبق المعارضة بخطوات كبيرة نحو الجمهور ، غير أن سحر تشظية المعارضة قد انقلب عليه ، وبدأ حزبه في التّشظي إلى مجموعة من الأحزاب سبقها مؤسسه حسن الترابي بإصدار نسخة المؤتمر الشعبي المتذبذب المواقف من الحكومة ، ورئيس الإستخبارات السابق صلاح قوش الذي قام بمحاولة إنقلابية فاشلة مع الجنرال (ودابراهيم)، وعرابه غازي صلاح الدين العتباني الذي أمسك طويلا ملفات دارفور وبعض الملفات الشائكة ، وغيرها من المحاولات التي أكّدت الصراع الكبير بين جيلين من حزب البشير ، وقد أفلح جيل الشباب في الإطاحة بالجيل القديم الذي تقلّد المناصب لأكثر من عقدين متواصلين ، وتجلّى ذلك في كشف فضائح الفساد المتعددة التي طالت أهم قادة ورموز الحزب إضافة لاستمرار صراع التيّارين المتضادين اللذين يقودهما نائب رئيس الجمهورية ومساعده السابقين والذي ساهم بقوة في خلخلة وإضعاف الحزب وانهيار الحكومة السابقة التي كانا يقودانها ،والتي أدارت ملفات اتفاقية نيفاشا وسلّمت الجنوب السوداني للإنفصاليين بعد الإستفتاء بينما قاد الطيب مصطفى ، خال الرئيس، التّيار المتشدد داخل وخارج الحزب ، وأنشأ جسماً سياسياً إعلامياً أسماه منبر السلام العادل ولعب به دوراً أساسياً في فصل الجنوب ودفع العديد من المعارضين لحمل السلاح .
    وسط كل تلك الأجواء إضافة ليأس الشعب السوداني من الحكومة والمعارضة معاً، بدأت لهجة النظام في الفترة الأخيرة تتغيّر كثيراً ، فالمناداة بالجلوس إلى طاولة التفاوض تكثّفت ، والواقع على الأرض اختلف عن السابق ، فأجزاء لايستهان بها من أراضي دولة السودان الشمالي استولت عليها المعارضة أو على الأقل حولتها لمناطق حرب دائمة ، والصراع المسلح تجاوز الجنوب ودارفور إلى ولايتي كردفان والنيل الأزرق، والعاصمة الخرطوم ضمّت مجاميع مسلحة تم استيعابها نظرياً في القوات النظامية، بينما هي في الواقع تعمل تحت مظلة قادتها وتفلتاتهم ، وبها تمّ قمع أكثر من مظاهرة شعبية وطلابية ضدّ النظام ، واصطدمت قبلها بسكان مدينة الأبيض قبل أن يتم طردها من هناك ومناوشاتها الدامية مع عدد من القبائل في غرب الشمال الكردفاني وأخرى في ضواحي العاصمة.
    هذا هو حال سودان الشمال الذي حكمه نظام البشير بحجة إنقاذه من ( فوضى الديمقراطية ) والصعود نحو الهاوية ، فأحال أرضه بعد ربع قرن إلى أرضين ، والمواجهة مع التمرّد الوحيد (الجيش الشعبي لتحرير السودان) ،تحولت بعد أكثر من ربع قرن إلى حرب أهلية شملت الغرب والوسط والجنوب الشرقي من البلاد ، والبطالة زادت أضعافاً ، والفقر ازداد تمكناً ليصل حدّ العوز في أغلب الحالات ، وانتشر الفساد الأخلاقي ، وبات مُحللاً كل ماكان بالأمس في تقاليد المجتمع حرام ، فالنموذج الذي قدمه النظام للسودان يُعدُّ حتى الآن من أسوأ النماذج التي عرفتها البلاد منذ استقلالها ، فقد تمرحلت فترة حكمه مابين تكشير عن الأنياب بإعدام أكثر من عشرين ضابطاً في بداية الحكم ليكونوا عبرة لمن يحاول الوقوف في وجه هذه العاصفة الهوجاء ، تلتها مرحلة التمكين حيث تم طرد آلاف الموظفين غير الموالين مني الوظائف الحكومية واستبدلوا بموظفين موالين تحت شعار (الصالح العام ومقتضيات المرحلة) ،وذلك دون أن يتم إقناع أيّ منهم بأسباب طرده من وظيفته ، ولم يتم تفسير الأسباب التي جعلت شغل الوظائف الشاغرة لايخضع للمؤهلات والكفاءات بل للولاءات ، ولكن فترة التمكين كانت فترة تاريخية في السودان ، فقد استخدم فيها النظام قسوة غير مسبوقة لتغيير المجتمع ، فقام بتشريع القوانين القاسية تحت مسمى (النظام العام) ، وقام بالتضييق على مناوئيه في مختلف المجالات ، فأفقر التجار بالضرائب الباهظة ، وقام بإحلال رأسمالية موالية شابة نبتت فجأة لتحتل كل مواطن الاقتصاد السوداني العام والخاص ، وبدأ في التضييق بوسائل مختلفة على معارضيه وتسهيل الهجرة أمامهم ، للدرجة التي سُئل فيها أمين عام جهاز العاملين بالخارج السابق عن جهود الجهاز في الهجرة العكسية والعودة الطوعية التي كان يرفعها سلفه شعاراً ، فقال بالحرف :- ( نحن لانسعى لاعادة توطين المهاجرين بل نريد تهجير المزيد ليتمكن أكبر قدر من المواطنين من إكتساب الخبرات وتحسين ظروفهم وظروف أهلهم ) ، وكانت نتيجة هذه السياسة أن شهدت فترة حكم البشيرأكبر هجرة عرفتها البلاد في تاريخها ، بل وأضحى البعض يخاطر بركوب قوارب التهريب المميتة إلى الغرب ، هرباً من الأوضاع الداخلية والمضايقات .
    وبفضل الأحداث الدراماتيكية في المنطقة وضعف العلاقات الإقليمية والعربية ، يمم النظام شطر الدول الإقليمية المجاورة (أفريقيا والوطن العربي) ، وارتبط بإيران والصين وبعض الدول الخارجة عن منظومة القطب الأميريكي غير أن التهافت على الاستثمارظل حلّاً يحتل أولوياته خاصة الاستثمار العربي الذي أُغلقت أمامه مختلف الأبواب الإقليمية القديمة كلبنان وسوريا واليمن وغيرها من الدول التي أخاف عدم استقرارها المستثمرين العرب الذين باتوا يبحثون عن موقع إستثماري تقلّ فيه نسب المخاطر ،وهو ماقاد النظام لمحاولة إستعجال حسم الحروب التي تستحق التصنيف ضمن الحروب الأهلية رغم إنكار الحكومة ذلك المسمى ، فمعظم الحركات المقاتلة تتكون من قبيلة واحدة أو مجموعة قبائل تتحد بنعرات جهوية أوعرقية أو قبلية ، وهو مازرعته الحكومة في فترة التمكين عندما حاولت تقليد اللعبة الانجليزية المعروفة (فرّق تسُد) ،غير أن حصاد ذلك الغرس ، وبعد مرور كل تلك السنوات لم يأت دائماً على هوى النظام ،فقد انقلب عليه أبناؤه ، فأحداث دارفوربدأت ببولاد الذي انشق عن النظام ، وخلفه على قيادة الحركة الراحل د/ خليل ابراهيم الذي تحوّل من قائد كتيبة دبابي النظام الجهادية إلى مقاتل ضد الحكومة ، وحتى في الداخل قامت إنقلابات كثيرة ، معظمها من داخل الجسد الحاكم ، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ! وقضية صناعة الاستقرار بالحرب أو المفاوضات أضحت ضرورة يحتاجها الإستثمار الذي يعوّل النظام عليه كثيراً .
    وتشكّل الحرب الدائرة الآن في الجنوب السوداني نكسة أخرى لنظام الخرطوم الذي لم يحسب من قبل أية حسابات مستقبلية عندما قام بالتخلُّص من (الجنوب المسيحي) الذي يشكّل دائما النافذة التي تقفزمنهاالمنظمات الغربية لمنع تطبيق (الشريعة الاسلامية) بحجة حق المسيحيين والأقليات الدينية الجنوبية في عدم تطبيقها بحسب الترابي في إحدى مداخلاته الإعلامية ، ففصل الجنوب لم يرح حكومة الشمال من المهاترات التي تفشّت قبل الانفصال حينما كان الجنوبيون يقاسمونه الحكم ، وهي فترة حكم اتّسمت بالمناوشات والغرائب ، فالحزب الوطني الحاكم ظلّ يحكم ، بينما الحركة الشعبية ورغم شراكتها في الحكم إلا أنها كانت تلعب دور المعارض للحكومة ، وما أن انفصل الجنوب حتى بدأ فقدان جزء كبير من النفط يلقي بظلاله على استقرار الشمال ، وبجانب النفط تم الانفصال دون حسم كامل للحدود وهو ماجعل منها قنبلة موقوتة تتفجّر بين حين وآخر ، وأوجدت مبرراً لحكومة الجنوب لدعم الحركات الشمالية المناوئة خاصة في منطقة جبال النوبة المتنازع عليها بين الطرفين ، وهو ما جعل حكومة الشمال تقوم بإجراءات تجويعية من قبيل إغلاق الحدود أحياناً لمنع تدفّق المواد الغذائية من شمال السودان إلى جنوبه ، واستمرت الحرب الصامتة بين الطرفين في العديد من الأشكال التي لم يفلح تدخل دول الايقاد ولا الغرب ولاحتى دول الاتحاد الأفريقي في حلّها جذرياً ، خاصة وأن دخول الدوحة على الخط في دارفور زاد الأمور تعقيداً وأبقاها في حالة أشبه بالحكم الذاتي الذي أغرى ولايات أخرى بطلب المعاملة بالمثل وأجبر كبار صقور حزب البشير على التّفرّغ لاصلاح الحزب الذي تعرض لترهُّل تجلّى في آخر مؤتمر إسلامي تم عقده بالخرطوم ، حيث ثار الشباب على ديناصورات الحزب مطالبين منحهم دوراً في الحكم والسياسة ، وقامت عدة إنقلابات عسكرية بنفس الفهم ، والأخطر من ذلك إنشقاق مجموعة من كبار قادة الحزب أمثال غازي صلاح الدين ، وغير ذلك من أمور تطلّبت من بُناة الحزب الأساسيين المناداة بإعادة ترميمه ، خاصة وأن الذهب الذي كان النظام يأمل في جعله بديلا للنفط بدأت أسعاره تترنح في الأسواق العالمية ، ولم تعد الشركات الأجنبية متلهفة لعقود التنقيب رغم المسوحات العديدة التي قام بها وزير المعادن كمال عبداللطيف الذي فاجأته عاصفة التغيير ، رغم أنه كان حتى وقت قريب في مأمن من العاصفة .
    الحرب الأهلية الطاحنة شغلت الجنوب السوداني عن دعم حركات التمرد ضد الشمال ، خاصة الجبهة الثورية التي وصلت صواريخها إلى مدينة كادوقلي حاضرة جنوب كردفان ،وتمكنت من التغلغل حتى منطقتي (أبوكرشولا وام روابة ) التابعتين للشمال الكردفاني والقريبتين من العاصمة الخرطوم ، وتوغلت قواتها حتى منطقتي أبوزبد والرهد القريبتين من حاضرة الشمال الكردفاني والخرطوم ، إضافة لأكثر من إعلان للحكومة عن عثورها على أسلحة بالعاصمة ، كلها خروقات أحدثتها الجبهة الثورية المناوئة بدعم من حكومة جنوب السودان كما أعلن النظام الذي قدمت له الحرب هدية هدنة ثمينة في هذه الفترة التي ينشغل فيها بالترتيب الجديد والتهيئة لدخول الانتخابات القادمة ومحاولات التوفيق بين فئاته المتناحرة وهو ماقاد البشير لاطلاق آخر تصريحاته معلناً بأن هذا العام سيكون عام اجتثاث التّمرّد وأن الحكومة تقابل الصلح بالصلح والطلقة بمثيلتها،وليس من المتوقع أن تجنح الجبهة الثورية للسلم رغم مضي الحكومة في قبول اتفاقها التحالفي بأوروبا، فهي قد قامت على شعار إزالة النظام ، وفي ذات الوقت ليس من المعروف ما إن كان النظام سيتمكن من سحق الجبهة الثورية وغيرها من الحركات المقاتلة التي باتت تتزايد يوماً بعد يوم ، أو إقناعها بجدوى التفاوض معه أملا في حل .
    في هذه الأجواء المضطربة فاجأت الحكومة السودانية كل المراقبين باشتراكها بثلاث طائرات واستعدادها للإشتراك في الحرب البريّة لو قررتها عاصفة الحزم ، وهي خطوة لو تم استثمارها من جانب الدول العربية قد تعيد السودان قويّاً إلى صفّه العربي ، خاصة وأن الخطوة تزامنت مع إعلان إغلاق كل المراكز والمكاتب الإيرانية بالسودان مايعني جديّة الأمر هذه المرة ، وهي خطوة وجدت تأييداً من مختلف القوى السياسية المعارضة لحكومة البشير في الداخل ، فالأراضي الزراعية الشاسعة التي تزاوجت مع مفهوم الأمن الغذائي العربي هي الضامن الأكبر لتناسق خطوات السودان العربية ،ولاحت أمام البشير فرصة تاريخية لتوحيد الجبهة الداخلية والخارجية وإشراك الجميع فعلاً لا قولاً في النهوض بالبلاد إلى آفاق غير مسبوقة لو أحسن التعامل معها بجدية مستفيداً من أسباب فشل فرص تاريخية مماثلة خسرت البلاد بخسارتها الكثير ، كما أن المعارضة أمامها فرصة أن تقفز فوق حواجز التعنت ،وتسعى جادة لاتفاق يراعي وقف حالة الدمار التي تعانيها البلاد بسبب لعبة القط والفأر القائمة بينها وبين الحكومة ،فماعادت البلاد تحتمل المزيد !.
    عبدالدين سلامه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de