فصول

شتاء النهر

قال النهر
اكتمل الآن ثبوت الرؤية
حتما سيخضر صباح العيد
القلب من أفق الشوق تدلّى
هو ذا يمشى فى مناكب الحب
اكتمل الآن ثبات الرؤيا
والعشق تجلّى
حتما سيزهر وجه الأرض
من جديد
ستنتشى مهج القصائد
تمنح بركات نورها للتائهين
وتغرس نبوءة فرحها
فى مجرى النبض
وفى عمق النشيد
سيخرج قمر الآن
سيدلف من باب الضوء
ليغازل نجمات ليله العنيد
وسنهتف معا
ها قد ذهب الوجل
وابتلت عروق الروح
غدا سنغنى من جديد

وستفتح البركات
موسم شوقنا الخصيب
فهزى إليك جذوع هذا المساء
يتساقط الشفق
مدى الينا مواعين الغناء
لينام الأرق
ويغادرنا النحيب
ستورق الأحلام
وترتوى من رونق السناء
سيهرب الرهق
فيا ايها الليل المبلل بالهديل
يا ايها التعب الذى
يستعمر عظم الشتاء
من ذا الذى رفع النوايا
دسّ فيها أسماء الرغبة
وأورثنا أجساد الرزايا

خريف العشق

تلك هى غبطة الرمل
شجرٌ يهيئُ فرحَ الطرقات
يعلقُ لافتات الصحو
يرتبُ مقدم الخريف
يرفعُ أنخاب الفرحة عاليا
مثل أمنياتنا
تلك هى صبوة العشاق
مبتدأُ النزيف
تلك عيناها
تنبع من لدن سوادها
نشوة المساء
ومن البياض
يسيل حليب الليل
تلك هى الرموش
حيث ترقد آلهة البهاء
على أرائك ظلِها الوريف
هلّ هديلُك مكتملا
ينير بضوءه النبيل
إنى غنيتُك
قمرا يختال
بين أعراس المجرات
إنى ندهتُك
شربةَ عشق
لا أظمأ بعدها
إنى أسميتُك
ندى الأيام
كوثر الغنوات
آهٍ يا حلمى الطويل

ربيع التمنى

حين تكتنز الحروف
ب "خُمرة" الألق الفسيح
ب "خَمرة" الوجع العتيد
حين يخرق العشق
نواميسَ البقاء
يخلُد وسطَ زهو الوله
فوق عشب الرغبة
حين تمتلئ الأرواح
برحيق البشارات من ورد النشيد
تمشى على صراط وجدها المريح
ترسم النخلات رسائلا للنهر
إبريزا من نضار التوهم
يزين شدوها
يكتب هطول غيمها الجريح
حينها
أكتب احتمال أن ألقاك
خارجة من طين البداية
احتمال أن ألقانى
مصلوبا على تيه النهاية
يمجدُنى الحزن
يكتبُنى فوق احتمالات الغواية
من ذا الذى يقايض حسرتى
من يشترى قيد لسانىّ الكسيح

صيف اللقاء

دانيةٌ قطوف الهمِ
قاصيةٌ قطوف النجمِ

قلت
علمينى قافيةَ الحلمِ
أعلمُك اسماء الهيامِ

أنظرينى
آتيكِ ممتطيا
صهوة أمنيتى
ركاب الشجن
سطوة الأيام
وركام أغنيتى

دثرينى
بما تبقى من رجاء
الشوق شتاء الروح
يستبيح جهات الزمن

دانيةٌ مواقد الهجر
قاصية حدائق العمر