|
سلام (Re: نعمات عماد)
|
إنا لله وإنا إليه راجعون. تقبل الله الأخ الكريم الطاهر كنون وأنزله منازل العز والتكريم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سلام (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
لا حول ولاقوة الا بالله يا سلام : أتذكر أني ألتقيت الراحل . وهو يشارك في لمة من لمات الخير مع د / كمال بشير مساعد . اليوم والله تيقنت أن صراصر قد فقدت زينة رجالها العاملين .. له الرحمة والبركة في عموم الأخوان الجمهوريين وعموم أهل ومعارف الفقيد في الداخل والخارج والبركة فيك أخي كمال بشير والبركة فيك أخي عبدالله عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحزان الجمهوريين: رحيل الأخ الطاهر كنون ا� (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: طوبى للغرباء: شكر وعرفان د. قرشي محمد كنون قيّض الله لي وأكرمني بأن أكون ملازماً لشقيقي الأستاذ الطاهر كنون في العشر الأواخر من حياته ، أدركت خلالها حقيقة لم تكن تخطر ببالي ، أدركت سر الحياة ، الرضا بالموت ، ورأيت خلالها كيف استهان الراحل بتجربة الموت بالصبر وعدم الخوف ، وما كان ذلك ليتم لولا أنه تدرّب على الموت قبل الموت. إختار الطاهر أن يموت إختياراً بترك الدنيا ومباهجها وزينتها قبل أن يموت إضطراراً ، مصداقاً لقول نبينا الكريم عليه أفضل السلام "موتوا قبل أن تموتوا" وإيماناً بقول الإمام على ، عليه السلام "استهينوا بالموت فإنَ مرارته في خوفه". وجدت في معية الطاهر رجالاً ونساءً لا يعرفهم كثيرٌ منّا. جاءوا إلينا من كل صوبٍ وحدب ، حزماً وفرادى. حياهم الله ، فقد كانوا معنا في مستشفى إبن سيناء وفي مستوصف فضيل وفي مستشفى أم درمان وفي مرزوق وفي صراصر حيث تمّ تشييع جثمانه الطاهر. جاءوا إلينا من مدني ورفاعة يشاركوننا العزاء ويواسوننا في الفقد الجلل. عندها ، أيقنت صدق المقولة "ربُ أخ لم تلده أمك" وكنت أظنٌ أنها من نسج خيال لقمان بن عاد . بربي من أنتم؟ ومن أين جئتم؟ ومن أيّ أرومة نسبكم؟ ومن أيّ حوضٍ إرتويتم؟ ووجدت متكأ لأسئلتي الحيرى في السيرة النبوية ، إنها مكارم الأخلاق. ألم يقل نبينا الكريم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" !! ولله درّك ، إمامنا على ابن أبي طالب "إنما المكارم أخلاق مطهرة". عاش أخي الطاهر متفرداً عن سربه. كان كالغريب بين أهله ، بالطبع ليس كغريب كامو ، أحد الغرباء الذين عناهم نبينا الكريم ، عليه أفضل السلام ، ووعدهم الجنة وحسن مآب "طوبى للغرباء". كانت تطالعني فيه صفات لا أجد لها مثيلاً عند أهلنا جميعاً: الرجولة والجسارة وصلابة العود ، الثبات على المبدأ ومواجهة الحقائق بشجاعة ، العفة والطهارة ، والصدق مع النفس ، لا يعرف الكذب إطلاقاً حتى لو كان ذلك منجياً له من موقف معين ، ظاهره كباطنه لا يملك سراً يستحي من فعله ظاهراً ، كان حراً يحترم حرية الأخرين ، كان يؤمن بأنّ عرق الجبين أكثر بركة من المرتب الحكومي الشهري لذا ترك مهنة التدريس وعمل في الأسواق ، برأ صدره من العداوة والضغائن وسلم عقله من الدجل والأساطير. كان هذا دأبه منذ أن كان طفلاً وكان هذا ديدنه إلى أن أسلم النفس إلى بارئها. لكنه هو الطاهر ، شجاعاً نجيداً وقلباً سليماً وعقلاً ذكياً وذاتاً فردية. كانت له قدرة مدهشة في التعبير عن نفسه وأفكاره مصحوبة ببراءة الأطفال. عاش موفور الكرامة والعزة والكبرياء لا يخاف أحد ولا يطمع في أحد إلا الواحد الأحد ، وصاحب مواقف بطولية نعرفها منذ أن نشأنا ويعرفها الداني والقاصي. إلتزم الفكرة الجمهورية منذ ان تمّ قبوله بمدرسة رفاعة الثانوية وأذكر ذلك المساء البعيد في يوم عطلة الإسبوع عندما جاء من رفاعة إلى صراصر وهو يتهلّل فرحاً وحدثنا كيف أنه تسلل من المدرسة دون إذن واستمع لأول مرة لمحاضرة قدمها الأستاذ محمود عن رسالة الصلاة وكان من قبل يسمع عنه ، ونما لشعوره في ذلك الوقت أنّ الأستاذ لم يكن فقط يتحدث إليه بل كان يخصه الحديث مباشرة في تلك المحاضرة. كانت كل تفاصيل حياته تتسم بالجدية وكنا لا نراه في الإجازات الصيفية ، سواء كان طالباً أو معلماً لأنه تفرغ للعمل في الحملات الدعوية والتنويرية في العاصمة وأقاليم السودان المختلفة. يا أبا أسماء ومحمود ومحمد وطه ، يا جليس الساكن أم در ، يا من حققت مقام أهل العرفان والولاء بالإحتفاء بذكرى صفيك وحبيبك. يا من علمتني الحروف والكلمات والمعاني ، يا من أهديتني عصارة تجربتك "سر الحياة والرضا بالموت". عشت بيننا بسيطاً وعفيفاً وشفيفاً ، ما لك من ثاغية ولا راغية ، وسكنت مرزوق وبيت وراكوبة و"زير" ووالله لم أجد راحة نفسية أكثر مما وجدت تحت راكوبتك ومما شربت من زيرك. قبل ثلاثة أيام من رحيلك وجوفك لم يستقبل الطعام والشراب أكثر من أربعين يوماً متصلة ، قلت لي بعد أن شربت جرعة من "السيفن أب" ولم تستقر الجرعة لحظات في جوفك ، قلت لي "المشروب دة نعمة كبيرة من الله ، فيهو مذاق للحياة غير متصور" وقتها أخفيت دموعي وتحت شجرة النيمة جلست وبكيت !! "المشروب ده نعمة كبيرة من الله فيهو مذاق للحياة غير متصور". هكذا عهدناه يتحدث باللغة العربية الممزوجة بالدارجة السودانية بإسلوب شيق وبدون تكلف ، لكنّا الآن بصدد تجسيد الحقائق العرفانية. تأملت هذه العبارة في الظرف والسياق الذي قيلت فيه .. يا إلهي ، أدركت قوة الإيمان والإرادة والحيوية التي تكاد تقهر الموت وأدركت عندها سر السعادة التي كانت تغمره حتى في أحلك الظروف. وقبل ساعة فقط من إنتقالك إلى عليائك ، سألتك "كيف الحال بعد تصريف الدرب" أجبت بصوت مسموع لا مراء في ذلك "أنا بخير" ولم تخبرني بساعة الرحيل. الآن قد أدركت أنّ الموت عندك هو أوج الحياة وأجمل عيونها ، هو الضفة الأخرى من الحياة الكاملة كما قال الأخ عبد الله عثمان. هاأنذا يا أخي أنقل لإخوانك كيف إستقبلت الموت برباطة جأش متناهية وأنت راضياً مرضياً. أتُراني صابر على فراقك يا طاهر؟ لا والله ولا كرامة !! فقد خيّل إليّ أنّ الحياة قد وقفت فجأة ولم أعد أشعر بفيض الوجود بما فيه من إشراق وجمال. أنا يا أخي ما زلت موغل في ركام الجاهلية دون مستوى الصبر المأمول ، أذرف الدموع السواجم فيما أكتب ، لكنني لا أجزع ، ولا يجزع من المصيبة إلا من إتهم ربه كما يقول الفضيل. حاشا أن يجور الله في حكمه ، وأسأل الله أن أكون مأجوراً لا موزوراَ. عزائي ويقيني أنَ الموت سير إلى الله وهو مصير كل إنسان. "كُلٌ نفسٍ ذائقةُ المَوتِ ثمَ إلينا تُرجَعُون"(سورة العنكبوت:57) ؛ "كُلٌ نفسٍ ذائقةُ المَوتِ وَنَبْلُوكُم بِالشًرِ والخَيْرِ فِتْنَةً وإلَيْنَا تُرْجَعُونَ"(سورة الأنبياء:35)؛ "أَفَحَسِبْتُمْ أنًمَا خَلَقْناكُمْ عَبَثاَ وأنَكُمْ إلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ" (سورة المؤمنون:115) ؛ "يَا قَوْمِ إنًمَا هَذِهِ الحَياةُ الدٌنْيَا مَتَاعٌ وإنَ الآخِرةَ هِىَ دارُ القَرَارِ"(سورة غافر:39) ؛ "ومَا جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلدَ أفإن مِتً فَهُمُ الخَالِدُونَ"(سورة الأنبياء:34) ؛ "وَاعْبُدْ رَبًكَ حَتًى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ"(سورة الحجر الآية:99). وأظلم نفسي ، قبل أن أظلم أخي الراحل إن لم أذكر الأخ عبد الباقي محمد ابراهيم وزوجته سلوى عباس اللذان كانا يزوران الفقيد صباحاً ومساءً أيام فترة المرض ، وكل الأخوان الذين هاتفونا أو شاركونا العزاء بصراصر والشكر موصول للإخوة في سلطنة عمان ومجموعة القانونيين "المنهل" ومجموعة السودانيين بالبريمي ومجموعة الأخوان في الصالون ومجموعة سودانيز أن لاين على المواساة وحسن العزاء وأخص الشكر للأخ عبد الله عثمان الذي أعدّ الخيط الإكتروني على صفحات سودانيز أن لاين والشكر موصول لكم جميعاً : عبد المطلب بلة زهران ، عيسى إبراهيم محمد صالح ، د. محمد محمد الأمين عبد الرازق ، وائل حمزة الزبير ، عبد العزيز عثمان (عبد العزيز عبد الرحمن الطالباب ، البركة فيكم في وفاة أختكم) ، عبد الحي على موسى ، ياسر الشريف ، أحمد الجميعابي ، الطيب شيقوق ، نصر الدين عثمان ، عمر عبد الله عمر ، سيف ود الخواجة ، أبو الريش ، فقيري جاويش طه ، مكى الأحمدي ، يوسف الطيب أحمد إدريس ، إخلاص عبد الرحمن المشرف ، نعمات عماد ، حيدر بدوي صادق ، عثمان موسى ، محمد عثمان سليمان ، أسامة العوض ، منى بت نفيسة ، باسط المكي ، أحمد حمودي ، فضيلي جماع ، أسامة أبارو ، محمد المسلمي (ألف رحمة ونور عليك يا المسلمي. ربنا يتغمدك بالرحمة والمغفرة) ، عبد الوهاب المليك ، الطيب بشير. خمسون يوماً مضت على رحيلك يا أيها الأبيض السيرة والسريرة ، المغسول بالثلج والبرد ، والمبعوث فينا بروحك وصفائك ورضاك. وأسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بالمغفرة والرحمة وأن يلهمنا الصبر الجميل. وإنا لله وإنا إليه راجعون. mailto:[email protected]@yahoo.com
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحزان الجمهوريين: رحيل الأخ الطاهر كنون ا� (Re: عبدالله عثمان)
|
سلام يا عزيزي عبد الله وشكرا لك على وضع رسالة الدكتور قرشي كنون، واقترح ان تضعها في بوست منفصل مع وضع رابط هذا البوست معها حتى يطلع عليها اكبر عدد من القراء، فالناس عادة لا يعودون لقراءة تعزيات المعزين في بوستات العزاء، وطبعا أنا لولا انني قرأت الرسالة في صالون الجمهوريين صباح اليوم ربما لم اكن قد عرفت بها.
خالص التعازي للأخ دكتور قرشي وللأسرة والأهل. وأكرر ما كنت قد كتبته في الصالون برجاء نشر صورة الراحل المقيم الأستاذ الطاهر كنون وصور افراد اسرته حتى يتمكن الناس من حمل صورته في اذهانهم وهم يترحمون عليه او يطلبون البركة.
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحزان الجمهوريين: رحيل الأخ الطاهر كنون ا� (Re: Yasir Elsharif)
|
يقول جبران : ي ظلام الليل ينادي بعضُنا بعضًا.
في ظلام الليل نصرخ ونستغيث,
وخيالُ الموت منتصب في وسطنا,
وأجنحتُه السوداء تُخَيِّم علينا,
ويدُه الهائلة تجرف إلى الهاوية أرواحنا.
أَمَّا عيناه الملتهبتان فمُحَدِّقتان إلى الشفق البعيد.
في ظلام الليل يسير الموت
ونحن نسير خلفه خائفين منتحبين…
في ظلام الليل يسير الموت ونحن نتبعه.
وكلَّما التَفَتَ إلى الوراء يسقط منا ألف
إلى جانِبَي الطريق.
ومن يسقط يرقد ولا يستيقظ.
ومن لا يسقط يسر قسر إِرادته عالِمًا بأنه سيسقط
ويرقد مع الذين رقدوا.
أما الموت فيظل سائرًا محدِّقًا إلى الشفق البعيد.
***********
فهو يلتهم أرواحنا وأجسادنا,
ويشرب دماءَنَا ودموعنا…
ولكنه لا يشبع ولا يرتوي. ************
وفي المساء يمرُّ الموت بقرب الفلاح وأمه وأختيه
فيجدهم راقدين فيبتسم, ثم يسير محدقًا إلى الشفق البعيد. ***********
نناديكم أيها السائرون في نور النهار…
فهل أنتم سامعون صراخنا?
قد بعثنا إليكم أرواحَ أمواتِنَا
فهل وَعَيْتُمِ ما قاله الرُّسل?
وحمَّلنا الهواءَ الشرقيَّ من أنفاسنا حِمْلاً
فهل بلغ الهواء شواطئكم البعيدة
وألقى بين أيديكم أحماله الثقيلة?
هل عرفتم ما بنا فقمتم تسعون لإنقاذنا,
أم وجدتم نفوسكم في سلامة وطمأنينة فقلتم:
ماذا عسى يستطيع الجالسون في النور
أن يفعلوا لأبناء الظلام?
فلنَدَعِ الموتى يدفنون أمواتهم,
ولتكن مشيئة الله.
أي, لتكن مشيئة الله! ولكن:
هَلاَّ تستطيعون أن ترفعوا نفوسكم إلى ما فوقَ نفوسِكم
لِيُصَيِّركم الله مشيئة له وعونا لنا?
طيب التحايا أخي عبدالله . أعزيك وأعزي نفسي وأعزي كل ابن آدم وبوجه أخص أعزي أهله وأسرته الصغيرة وأقول لهم جبر الله كسركم وسلاكم خير السلوان في فقده وفراقه .
أبو حمـــــــــــــــــــــــد
| |
|
|
|
|
|
|
|