|
Re: مزامير ليلية (Re: أبوذر بابكر)
|
(3)
لم يعد يغريني سماء الفرح بالتحليق، صارت الأغنيات فى آفاقه مثل ثقوب سوداء تتلهف لابتلاع خطوات الدعاء وهو فى طريقه صوب بوابات الإستجابة، متأبطا كنايات التعب واستعارات الإستحالة لم يعد طوق صمتك يحيط بعنق هتاف الأناشيد المدوى، وبين كل غيمة وكلمة، يربض احتمال يليه احتمال
ينهض شوق من بين جمر المسافات العراض، تنطلق معه عصافير الرغبة ترفرف بأجنحتها المخدوشة بنزق الترقب ورؤى أحلامها الداكنة
يالصمتك المنسوج من نار الجليد، يا لخرس أيامى التى تنادم أبجدية الصياح أمشي كل يوم على حواف اللهفة بخطوات بينها وأرض التمنى فراغ يلتهم الفراغ، ويا لسذاجتى البلهاء فقد اكتشفت أننى كائن تدير رأسي أحلام الصمت، ويقرر العناء مصير ايامى وما كان لجنونى غير أن ينزلق ويهوى إلى غيهب الهذيان والوجل العميق، فيرتد إلى بصر العشق وهو حسير
ليتنى اقدر أن الم عنى رائحة هذا الصمت الهادر فلم يعد يغرينى سر الكلام، ولم تعد تصادقنى أبجديات اللغات المهلكة فليتنى استطيع أن أصب قليلا من عطر ذلك الحلم لأنام ملء دمى، لأصحو ملء جنونى فأنا أعرف يقينا أن للصمت ذاكرة الحجر، لكنها لا ترى سوى ما يراه العاشق حين يغمض قلبه ويتكئ على وسائد الوهم، حين تمطر سحائب دمه على أقاليم الوجل
تذكرت الآن أنه وكلما لاح بارق طيف صديق، استمسك بعروة الحنين الوثقى وأنده أولياء العشق أجمعين لا يجيبنى سوى صمتى
صمتى العالى
| |
|
|
|
|