|
مرور شهر على احداث صحيفة شارلي ابدو ...
|
05:29 م Feb 8,2015 سودانيز أون لاين على محمد الخير - Brussels مكتبتي في سودانيزاونلاين
تابعنا جميعاً والعالم بإثره احداث العاصمة الفرنسية باريس في الشهر الماضي، وعطفا على تأثرنا الحياتي والجغرافي والثقافي بهذه الاحداث كان هذا تعليقي عليها.
باجترار التاريخ، وبقراءة ما حدث سابقاً وما بتوقع تكراره في مقبل الايام ، وخشيتنا من وقوعه مجدداً في المستقبل، اود في البداية ان اعبر عن ايماني الكامل بمطلق الحرية لكل انسان في تحديد خياراته ومعتقداته مهما تقاطعت مع غيرها من الخيارات، سماوية كانت او انسانية، واؤومن تماماً بان قيم الحرية لا حدود لها ما لم يُستقل التذرع بها في إلحاق الضرر والسوء والاستهزاء بالآخرين.
يستنكر الجميع المساس بالمعتقدات والديانات السماوية والانبياء؛ و ويدين الكل التقليل منها والاستهزاء بها. ونخص هنا بالشجب الرسومات المسيئة لنبينا الكريم والتي دأبت صحيفة Charlie Hebdo الفرنسية على نشرها تحت ذريعة حرية التعبير، مما نجم عنه هذا رد الفعل العنيف فى كثير من مدن العالم والاسلامية خاصة .
ونحن لا نملك الا ان ندعوا الجميع؛ صحافة ومنتسبي الاديان، لتجنب هذه المسالك التي لا فائدة منها سوى المزيد من الكراهية، والمزيد من سيل الدماء وما ينجم عنها من قتل لقيم الحوار وتقليل القبول للأخر الذي يترتب عليه بروز مبدأ القوة والعنف بدلا عن قيم السماحة والإنسانية.
حساسية هذا الامر أيضا تدعونا الى ان نوجه رسالة الى مضيفونا الأوربيين لمراجعة مفهومهم حول حرية التعبير. لان الحقيقة ان حرية التعبير ليست دائماً مطلقة، وإنما لها حدود وفق اعتبارات مختلفة. مثلا اذا نظرنا الى ان التصريح بإنكار الهولوكوست في فرنسا يدخلك السجن. فأين حرية التعبير في ذلك. وفي ذات الوقت الاساءة بالرسومات الى سيدنا محمد في صورة حمار وتشبيه القران المقدس بالهراء يندرج في اطارحرية التعبير!! هذا بالتأكيد غير معقول وغير مقبول ولا بد من التحاور لمراجعته من اجل سلامة وأمن كل الأطراف.
نتأسف بكل ما تحمله هذه الكلمة لمقتل صحفيي Charlie Hebdo لان قتلهم لا يسنده ولا يقر به ديننا الحنيف، رغم ما اقترفوه من إساءة وتجريح، قتلهم ليس مطلوباً على الإطلاق لانعكاساته السالبة علينا كمجتمعات مسلمة استقر بها المقام في هذه البلدان الأوروبية، ان العنف وقتل هؤلاء الصحفيين ايضا يزيد الكراهية ضدّ الاسلام، ويجعل مقدساتنا في مرمى الاستفزاز والإساءات من بقية المجموعات الغربية المتطرفة الغاضبة. ناسف مرارا وتكراراً على كل الارواح و كل النفوس البريئة التي قتلت جراء هذه الاحداث.
وبالنظر بعين العقل والمنطق ننصح انفسنا وبنى جلدتنا من الذين استقر بهم المقام في هذه البلاد ان ننأ بأنفسنا ان تكون لغة الموت هي وسيلتنا لأخد حق مزعوم سلبه الاخرون وان لا تأخذنا العاطفة بقبول مثل هذه الافعال وان يكون ديدننا رفضها واستنكارها ولكن بالوسائل التي يسمح بها القانون والقيم الانسانية النبيلة.
|
|
|
|
|
|