|
|
 اولا لماذا الحرب ؟ ثانيا لماذا الحوار ؟
|
الحرب في بلادنا لم تأت مع الإنقاذ .. بل سبقتها ، بل سبقتها ..
والإنقاذ وغيرها من الحكومات تحدثوا بإسهاب عن وقف الحرب ، وعن السلام كمطلب وكضرورة ملحّة
وكل الحكومات بحثت عن السلام والاستقرار وعرفت إن إنهاء الحرب ضرورة إنسانية وتنموية
لكن الحكومات ايضا هي التي تقود الناس إلى حروب جديدة أو تدفع بالحرب القديمة للاستعار
وكما اعترفت الأطراف كلها بوقوع الظلم التاريخي على فئات من الشعب وعلى مناطق من البلاد
فإننا لابد قد وصلنا إلى قناعة أن الحرب نبتة ترعاها وترويها الحكومات ، علمت أم لم تعلم ، قصدت أم لم تقصد .. وكل حكومة لها يد تدلق بها الزيت على النار لتزيد اوار الحرب
وتغذي بها جحيمها الذي وقوده الناس وممتلكاتهم ..
وقودها الوطن كله والشعب كله مهما كانت أغراض الاصطفاف حقا أو باطلا
فلا أحد يملك كل الحق ولا أحد يتبنى كل الباطل
وكما اعترفنا بظلامات الماضي فإن في الحاضر ظلامات ، كما أننا لابد أن نعترف أننا لم نتمكن من معالجة ظلامات الماضي علاجا قاطعا تاما لا يغادر ظلما
وإذا قلنا أن الذين يرفعون السلاح في وجه الحكومة هم مواطنون ، واقتنعنا كلنا أن هؤلاء اضطروا ودفعوا دفعا إلى حمل السلاح ، إذن لابد أن نقتنع أن الظلم يقع من الحكومة على المحكومين
وأن من حمل السلاح يشعر بظلم كبير وغبن أكبر فكانت ردة فعله عنيفة ...ولا يصح أن نجادل أو نقول أن الشعب ظلم الحكومة ..
لكن الحرب حين تتمدد تصيب الأطراف كلها بضرر من نوع جديد غير الذي كان أصلا سببا فيها .. فالحرب ولود بالثارات المنتجة للأحقاد وتبادل الغل والغبن ..
والحرب محطمة لآمال الوطن وأحلام مواطنيه خاصة الذين يمارسون الصبر ويسدون آذانهم عن السياسة بالرغم من أنها تهبشهم يوميا في أخص خصوصياتهم وفي تفاصيل حياتهم كلها
والحرب محرقة لشباب الوطن من كل الأطراف ، فهي إما أنها تحبسهم في المعسكرات فتعطل طاقاتهم ، وإما أن تقتلهم أو تعيقهم ، أو يعودون منها وهم لا يعرفون غيرها ..
إذن الحرب خسارة لكل الأطراف ، وهذا أمر بديهي .. لكن من غير البديهي أن ندّعي أننا نخوض حربا لا نعرف لها سببا ،أو أننا نخوضها لأسباب واهية ،
أو أن نتهم حملة السلاح بأنهم يخوضون حربا عبثية .. أو أن ننفي نفبا إعلاميا اسباب الحرب ونترك الحقيقة المرة لتغذي أحقاد أجيال أخرى ..
إذن الحكومة تعرف لم قاومها البعض بالسلاح .. وتعرف مساحات الظلم حتى وإن لم يكن ظلما مقصودا أو حتى إن كان ظلما تاريخيا
والحكومة بيدها الحل وليس ضروريا أن يتم الحل عبر تفاوض طويل والتزامات مستحيلة ، بل الحل في إزالة بقع الظلم .. وبعضه لا يمكن معاجلته إلا عبر برامج طويلة المدى
لكن النوايا الحسنة والمكتوبة والمتفق عليها تعتبر اللبنة الأولى في بنية الحل ..
ويبقى على حملة السلاح أن يحددوا ظلاماتهم بدقة ، وأن لا يرفعوا سقوف أحلامهم تجاه المستحيل ، وأن لا يسعوا إلى أجندة خفية ..
باختصار على كل الأطراف أن تتخلى عن أدلجة المشكلة الوطنية ، وأن يترفعوا عن المكاسب الضيقة سواء كانت شخصية أو حزبية أو جهوية أو خلافه
نواصل
|
|
  
|
|
|
|
ودقاسم
أحمد الشايقي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست