الخلافة الاسلامية ... وبعد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 08:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2015, 03:21 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخلافة الاسلامية ... وبعد

    الخلافة الاسلامية ... وبعد
    (1)
    خلفية:
    بالرغم من أن مكة الوثنية كانت محاطة بالحضارتين الفارسية والرومية وبالديانات اليهودية والنصرانية لم تتأثر وأصرت على صمودها الوثني الي ان جاء الاسلام.
    ذهب ابراهيم المولود في العراق من أب نجار كان يصنع الأصنام من الخشب ويبيعها ، ذهب الى مكة ومعه إبنه اسماعيل وامه هاجر. وترك ابراهيم إبنه وأمه هاجر في تلك القرية الجرداء. تزوج اسماعيل امرأة جرهمية فرزق إثنا عشر ولداً. وماء زمزم أضفى على على مكة نعمة لا تقُدر. وكان بناء الكعبة غير مؤثر على الصمود الوثني لمكة. وكانت فكرة ابراهيم واسماعيل أن تكون الكعبة بيت الله ، لكن الوثنية المكية كانت طاغية وبعد أن غادر ابراهيم ومات اسماعيل ، امتلأت الكعبة بالأصنام.
    يتبع

    (عدل بواسطة Mohamed Yousif on 01-31-2015, 03:23 PM)

                  

01-31-2015, 06:32 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    الأخ يوسف لك التحية
    ابراهيم المولود في العراق من أب نجار كان يصنع الأصنام من الخشب ويبيعها
    آذر كان عم لابراهيم عليه السلام وليس والده فوالده اسمه تارح وهناك أدلة من القرآن والسنة تؤكد أن آذر ليس والد ابراهيم عليه السلام
                  

01-31-2015, 06:42 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: منتصر عبد الباسط)

    آذر كان عم ابراهيم عليه السلام ,,

    مكة كانت على التوحيد , ثم عبدوا الاصنام ,
    وظل بها كثير من الموحدين على ملة ابراهيم عليه السلام
                  

01-31-2015, 06:48 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: منتصر عبد الباسط)

    وكان بناء الكعبة غير مؤثر على الصمود الوثني لمكة. وكانت فكرة ابراهيم واسماعيل أن تكون الكعبة بيت الله ، لكن الوثنية المكية كانت طاغية وبعد أن غادر ابراهيم ومات اسماعيل ، امتلأت الكعبة بالأصنام.
    يا أخي بين وفاة اسماعيل عليه السلام وبداية ادخال الأصنام لمكة في عهد عمرو بن لحي زمان طويل جداً مكة والجزيرة العربية ما كانت تعرف الأصنام التي كانت بالشام والعراق وحافظت على الحنفية والتوحيد
    زمان طويل جداً حوالي بضعة آلاف من السنين ليست أقل من خمس أو ثلاثة آلاف سنة .

    (عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 01-31-2015, 06:52 PM)

                  

01-31-2015, 07:48 PM

قصي محمد عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 3140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: منتصر عبد الباسط)

    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }الأنعام74
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي ؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ : فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ . فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَي خِزْىٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ ؟! فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ )
    ------------------------
    اختلفوا في توجيه الآية إلى أقوال كثيرة :
    1- قال بعض المفسرين : إن لوالد إبراهيم عليه السلام اسمين ، آزر ، و " تارح "، كما روى الطبري في " جامع البيان " (11/466) بسنده عن سعيد بن عبد العزيز قال : هو " آزر " ، وهو " تارح " ، مثل " إسرائيل " و " يعقوب " .
    وقال كثير من المفسرين إن أبا إبراهيم اسمه بالسريانية تارح وبغيرها آزر .
    2- وصرح بعضهم بأن " آزر " اسم صنم ، كما قال مجاهد : آزر لم يكن بأبيه ، إنما هو صنم . رواه الطبري في " جامع البيان " (11/466) من طريقين عنه ، وخاض القائلون بهذا في إيجاد تأويلات معنوية وإعرابية للآية بما يطول على القارئ نقله ولا حاجة له به.
    3- وقال آخرون : " هو سبٌّ وعيب بكلامهم ، ومعناه : معوَجٌّ ، كأنه تأوّل أنه عابه بزَيْغه واعوجاجه عن الحق " انتهى من " جامع البيان " (11/467)
    4- وجوز الطبري رحمه الله أيضا أن يكون " آزر " لقبا لوالد إبراهيم ، وليس اسما . ذكر ذلك في " جامع البيان " (11/469)، ونقله بعض المفسرين عن مقاتل بن سليمان، وفي معنى هذا اللقب " آزر " أقوال كثيرة .
    إلى آخر التأويلات والتخريجات التي لا يقوم عليها دليل .

    القول الثاني : اسمه " آزر "، أخذا بظاهر الآية الكريمة :
    ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الأنعام/74.
    ------
    islamqa.info/ar/161823

    (عدل بواسطة قصي محمد عبدالله on 01-31-2015, 08:46 PM)

                  

01-31-2015, 08:09 PM

قصي محمد عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 3140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    Quote: وكانت فكرة ابراهيم واسماعيل أن تكون الكعبة بيت الله

    الكعبة ليس فكرة سيدنا إبراهيم، عليه السلام
    ----------------
    الكعبة المشرفة تاريخ ورموز
    سنأخذ روايات عن ابن عباس وغيره حول بناء الكعبة:
    ذكر الأزرقي في كتابه (أخبار مكة) عن ابن عباس: أن آدم لما أهبط إلى الأرض، كان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فطأطأ الله منه إلى ستين ذراعاً.. فاستوحش؛ لأنه كان يستأنس بأصوات الملائكة عليهم السلام، فقال الله له: إنها خطيئتك يا آدم، ولكن اذهب فابن لي بيتاً فطف به واذكرني حوله، كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي .. فأقبل آدم عليه السلام يمشي حتى وصل مكة، وبنى الكعبة من خمسة أجبل- جبال-: من لبنان، وطور زيتا، وطور سيناء، والجودي، وحراء، حتى استوى على وجه الأرض... قال ابن عباس: فكان أول من أسس البيت وصلى فيه وطاف به آدم عليه السلام، حتى بعث الله الطوفان، قال: وكان غضباً ورجساً، فحيث ما انتهى الطوفان ذهب ريح آدم عليه السلام، ولم يقرب الطوفان بلاد الهند والسند، قال: فدرس موضع البيت في الطوفان– أي ذهب أثره- حتى بعث الله تعالى إبراهيم وإسماعيل، فرفعا قواعده وأعلامه، وبنته قريش بعد ذلك، وهو بحذاء – أي مقابل- البيت المعمور لو سقط ما سقط إلا عليه)5.
    اتضح من هذه الرواية عن ابن عباس، أن أول من أسس البيت ورفعه هو آدم عليه السلام، وأنه ظل كذلك مدة طويلة من الزمن إلى زمن نوح عليه السلام، وهذه مدة طويلة؛ لأنه قد ثبت أن ما بين آدم ونوح عشرة قرون6. ونوح قد عمِّر ما يقارب ألف سنة، فالمدة ما بين بنائه الأول، ودماره في الطوفان ما يقارب ألف سنة والله أعلم..
    وقد كان الناس في العشرة القرون بعد آدم كلهم على الإسلام، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، ثم حصل الشرك بعد ذلك فبعث الله نوحاً، ودعا قومه إلى التوحيد فلم يستجب إلا قليل منهم. ولما بعث الله إبراهيم عليه السلام إلى قومه عباد الأوثان والشمس والقمر والكواكب، أمره الله أثناء تأديته للرسالة أن يبني البيت مرة أخرى؛ لأنه انهدم بالطوفان أيام نوح.
    بناء إبراهيم للبيت العتيق: (البيت الحرام)
    لم تزل مكة ولا تزال مشرفة ومكرمة إلى أبد الدهر ففي عهد إبراهيم عليه السلام أمره الله أن يبني الكعبة على القواعد الأولى التي بنيت عليه من قبل.. وهنا مزية في هذا الحدث هو أن بناء إبراهيم للكعبة ذكر في القرآن وثبت في السنة بخلاف بناء آدم لها، وقصة بناء إبراهيم سيكون له الاطمئنان الأكبر؛ لأنه ثابت بالنصوص القطعية..
    يقول تعالى في محكم كتابه: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة: 127-128].
    وقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما كان بين إبراهيم وأهله ما كان... فذكر الحديث بطوله إلى أن قال: فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلاً له، فقال: يا إسماعيل! إن ربك عز وجل أمرني أن أبني له بيتاً، فقال: أطع ربك عز وجل، قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، فقال: إذن أفعل، أو كما قال .. قال: فقام فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، ويقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} قال: حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة، فقام على حجر المقام، فجعل يناوله الحجارة، ويقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}7.
    وهكذا: لم تزل مكة مشرفة بتلك الكعبة الطاهرة، وبذلك البيت العتيق.. فاستوطنت قبائل جرهم مكة ونالتهم بركة إسماعيل وإبراهيم وأهلهما؛ فكانت هذه البلدة حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رحمة من الله، وذكرى للعابدين..
    ذو القرنين في مكة:
    روى ابن أبي حاتم حديثاً يدل على أن ذي القرنين وجد إبراهيم عليه السلام في مكة، فوجده وإسماعيل يبنيان قواعد البيت من خمسة أجبل، فقال: مالكما ولأرضنا؟ فقال: نحن عبدان مأموران أمرنا ببناء هذه الكعبة، وذكر الأزرقي في أخبار مكة أن ذا القرنين طاف مع إبراهيم عليه السلام بالبيت، وهذا يدل على تقدم زمانه، والله أعلم.8
    ------------
    alimam.ws/ref/3294
                  

01-31-2015, 08:18 PM

قصي محمد عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 3140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: قصي محمد عبدالله)

    راجع كتاب تاريخ مكة
    ia700407.us.archive.org/6/items/waq63820/63820.pdf
                  

01-31-2015, 08:34 PM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: قصي محمد عبدالله)

    سيد البوست والمتداخلين --- سلام
    من روائع الشيخ / المغامسي:
    من يقول أن والد إبراهيم اسمه تارح هذا مردود لأن الآية لا تحتمل أكثر من النص الصريح الله يقول:
    " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً".
    *** الله من فوق سبع سموات أسماه آزر فلا معدل عما سماه الله جل وعلا به .
                  

01-31-2015, 08:35 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: قصي محمد عبدالله)

    منطلق قولنا بأن آذر هو عم إبراهيم عليه السلام وليس والده ليس فقط لأن اسم والد ابراهيم تارح
    إنما لوجود أدلة في القرآن ولوجود حديث صريح أرجو أن اتحصل عليه
                  

01-31-2015, 08:42 PM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: منتصر عبد الباسط)

    Quote: إنما لوجود أدلة في القرآن ولوجود حديث صريح أرجو أن اتحصل عليه

    اخ / منتصر عبد الباسط -- تحياتي ..

    اليس النص القرآني واضح وصريح لا يقبل التأويل!!!!
                  

01-31-2015, 09:46 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: ahmedona)

    الأخ أحمدونا ولك التحية
    وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً".
    *** الله من فوق سبع سموات أسماه آزر فلا معدل عما سماه الله جل وعلا به .

    1ـ وكذلك الله سبحانه وتعالى سمى العم أب
    ققال الله تعالى :((أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَالْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ))
    وهنا نلاحظ أن الله سبحانه ذكر أن أبناء يعقوب عليه السلام قالوا لوالدهم يعقوب عليه السلام: نؤمن بآبائك فذكروا والده اسحاق عليه السلام وجده ابراهيم عليه السلام (وعمه) اسماعيل عليه السلام الذي هو عم ليعقوب عليه السلام ذكر باعتباره أباً

    (عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 01-31-2015, 09:48 PM)

                  

01-31-2015, 10:16 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: منتصر عبد الباسط)

    2ـ قال الله تعالى في دعاء ابراهيم عليه السلام لربه:(( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ))
    وأخطأ من ظن أن دعاء ابراهيم عليه السلام هنا كان للموعدة التي وعدها لآبيه آذر
    التي جاءت في قوله تعالى:((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ))
    لأن استغفار ابراهيم لأبيه آذر الذي كان بوعدة وعدها إياه جاء في موضع آخر في سورة الشعراء
    ((وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّين))
    وكان هذا في حياة أبيه آذر وقبل أن يتبين له مصيره.
    جاء في تفسير الطبري: عن ابن عباس، قال: ما زال إبراهيم يستغفر لأبيه (حتى مات) فلما مات تبين له أنه عدو لله.
    أما الآية في سورة ابراهيم
    (( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ))
    جاءت متأخرة جداً بعد أن أنجب ولديه اسماعيل واسحاق ..ولم يذكر ضلال ولا كفر منسوب لوالديه كما نسب الضلال لآبيه في الآية من سورة الشعراء وكذلك عطفه والديه لعموم المؤمنين مما يدل دلالة صريحة أن والدية كانا مؤمنين وإلا لما أضافهما للمؤمنين.
    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)
    مما يؤكد أن والدي ابراهيم عليه السلام والده ووالدته ماتا على التوحيد ..وأن آذر هذا ليس والده

    (عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 01-31-2015, 10:23 PM)

                  

01-31-2015, 10:37 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: منتصر عبد الباسط)

    3ـ ذكر الإمام الحافظ السيوطي وهو من لفت لهذا في كتابه الحاوي للفتاوي
    أخرج ابن المنذر في تفسيره بسند صحيح عن سليمان بن صرد قال : لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار جعلوا يجمعون الحطب حتى أن كانت العجوز لتجمع الحطب ، فلما أن أرادوا أن يلقوه في النار قال : حسبي الله ونعم الوكيل ، فلما ألقوه قال الله : ( يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) فقال عم إبراهيم: من أجلي دفع عنه ، فأرسل الله عليه شرارة من النار فوقعت على قدمه فأحرقته ، فقد صرح في هذا الأثر بعم إبراهيم ، وفيه فائدة أخرى ، وهو أنه هلك في أيام إلقاء إبراهيم في النار ، وقد أخبر الله سبحانه في القرآن بأن إبراهيم ترك الاستغفار له لما تبين له أنه عدو لله ، ووردت الآثار بأن ذلك تبين له لما مات مشركا وأنه لم يستغفر له بعد ذلك .

    (عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 01-31-2015, 10:39 PM)

                  

01-31-2015, 11:06 PM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: منتصر عبد الباسط)

    تاريخ مكة قبل الأسلام يلفه كثير من الضباب، ذلك أنه لا تتوفر حتي
    الآن موجودات أثرية يمكن أن تدعم رواية المؤرخين المسلمين بخصوص
    تاريخ يعود ألي الآف السنوات قبل الأسلام، كل ما نعرفه هو أنها لم تكن
    مركز ديني أو تجاري مشهور عدة قرون قبل الأسلام. وأن علم التاريخ
    لم يضع يده بعد علي القرون السابقة علي الأسلام في هذه المنطقة.


    مع التحية لصاحب البوست.
                  

02-01-2015, 10:58 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    الاخوان الاجلاء:
    منتصر عبدالباسط
    عمار عبدالله
    قصي محمد عبدالله
    احمدونا
    محمد عبدالقيوم سعد
    تحياتي وشكرا لهذا الفيض الوفير في مشاركتكم.
    في الخلفية لهذا الموضع لم اسمي والد ابراهيم عليه السلام لاختلاف الروايات. والآية التى ذكرها الاخ قوصي توضح الامر والله اعلم.

    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }الأنعام74

    نواصل موضوعنا ...
    محمد الحقيقة العظمى:
    ولد المصطفى محمد بن عبدلله ومكة كانت فى قمة الانحطاط في كل جوانب الحياة ولعب المال دورا هاما وانقسم المجتمع المكي إلى اسياد وعبيد. وشب المصطفى في هذا الزخم من الحياة المتردية. واشتهر بالأمانة والصدق وبإجماع اهل قريش.
    بدت رسالته بكلمة " إقرأ " عندما جاء الوحي. فكانت الكلمة وفي طياتها العلم والمعرفة طريقة الرسالة المحمدية. وأريد لمحمد أن تنتهي حياته بسبَبٍ من غدر اليهودية فدست امرأة يهودية السم في طعامه. وبعد ذلك كان الصراع الدموي علي السلطة.
    يتبع

    (عدل بواسطة Mohamed Yousif on 02-01-2015, 05:12 PM)
    (عدل بواسطة Mohamed Yousif on 02-01-2015, 05:13 PM)

                  

02-01-2015, 05:22 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    (2)
    الخلافة في القرآن:
    • سورة البقرة: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ .
    • سورة ص: يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ .
    سورة النور: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.
    الخلافة عند الملل:
    تختلف نظرة الفرق الإسلامية للخلافة، فتفسرها كل فرقة وفق معتقداتها وما صح عندهم من أحاديث.
    الخلافة في الفقه السني:
    دلت الأحاديث الواردة في الكتب السنية أن الخلافة يجب أن تنحصر في قبيلة قريش، وأنها ستستمر بعد محمد لفترة 30 عاما، وهي فترة حكم الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إضافة لعامين من الخلاف بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان يعتبرها السنة خلافة راشدة للحسن. ثم تحولت لملك عضوض وهي فترة تعاقب الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة الفاطمية والدولة العثمانية وغيرها. ويُعتقد أن الدولة ستصبح حكما جبرياً، ثم ستعود مرة أخرى خلافة على منهاج النبوة حسب المفهوم السني.
    • " الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك "
    • " ‏تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا ‏عاضا ‏فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية ‏فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت "
    • " الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والهجرة في المسلمين‏ ‏و المهاجرين‏ ‏بعد "
    • " ‏الملك في قريش‏ ‏والقضاء في الأنصار ‏ ‏والأذان في الحبشة ‏والأمانة في الأزد ‏يعني اليمن "
    • " ‏إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش "
    • " ‏قريش ‏ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة "
    الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، وهي عينها الإمامة، فإن الخلافة في الاصطلاح الإسلامي تعني القيادة الإسلامية أو الإمامة فقط. ومن هنا يُعلم أن مصطلح الإمامة يرادف مصطلح الخلافة، ويقول أبو الحسن الماوردي: "الإمامة: موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا "، وسمّيت خلافة لأن الذي يتولاها يكون الحاكم الأعظم للمسلمين ويخلف النبيَّ في إدارة شؤونهم. وتسمّى الإمامة لأن الخليفة كان يسمى إماماً، ويرى علماء المنهج السلفي أن طاعته واجبة سواء كان براً أو فاجراً ما لم يأمر بمعصية الله، سواء اجتمع عليه الناس ورضوا به، أو غلبهم بسيفه.ولأن الناس كانوا يسيرون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم في الصلاة.
    الخلافة في الفقه الاثنا عشري:
    يعتقد الاثنا عشرية أن موضوع قيادة الأمة الإسلامية محسوم بالنص عن الرسول محمد، حيث تنص الأحاديث الشيعية على أن علي بن أبي طالب هو أول خليفة بعد محمد. وهذه النصوص بعضها مشترك بين السنة والشيعة، مثل حديث الغدير الذي جاء فيه:«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» غير أن السنة يتؤولوون معناها إلى غير الخلافة. هناك كذلك حديث الكساء وحديث الثقلين وحديث يوم الدار، وغيرها من الأحاديث المشتركة بين الفريقين والتي يستشهد بها على إمامة علي، إضافة لأحاديث تفرد بها الشيعة في إثبات إمامة علي والأئمة الاثنا عشر من بعده.
    والخليفة عند الشيعة هو أحد الأئمة عصمة المعصومين، والذي يتم اختياره بأمر من الله يوحي به للإمام الذي يسبقه. وعلى الرغم من ذلك فإن الإمام الوحيد الذي تولى الخلافة هو علي بن أبي طالب، ومن بعده الحسن بن علي الذي اعتبره أنصاره خليفة المسلمين، لكنه تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان.
    و قالت الإمامية بانحصار الأئمة ولكنهم مختلفون في مقدارهم فقال بعضهم خمسة وبعضهم سبعة وبعضهم ثمانية وبعضهم اثنا عشر وبعضهم ثلاثة عشر وقالت الغلاة الأئمة آلهة أولهم محمد رسول الله إلى الحسين ثم من صلح من أولاد الحسين إلى جعفر بن محمد وهو الإله الأصغر وخاتم الآلهة ثم من بعده نوابه وهم من صلح من أولاد جعفر. وذهبت فرقة منهم إلى أن الإمام في هذه الأمة اثنان: محمد وعلي بن أبي طالب، وغيرهما ممن كان لائقا لهذا الأمر من أولاد علي فهم نوابهما
    الخلافة عند الزيدية:
    بينما عند الشيعة الزيدية يجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل.
    أمير المؤمنين
    في التاريخ الإسلامي أول من أطلق عليه هذا اللقب هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وهو لقب يُطلق على الحكام المسلمين منذ عهد الخلفاء الراشدين ابتداءً من عمر بن الخطاب حتى نهاية العهد العباسي. ولم يكن هذا اللقب على أساس التزكية دائماً وإنما لُقب لمن يتقلد منصب الخليفة، وذلك كما هو الحال اليوم للألقاب التي تطلق على حكام ورؤساء الدول. تقول روايات الشيعة أن علي بن أبي طالب أول من لُقب بأمير المؤمنين قبل ميلاد كل البشر.
    يتبع
                  

02-03-2015, 11:29 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    04:29 م Feb 3,2015
    سودانيز أون لاين
    Mohamed Yousif
    Vienna


    (3)
    • الخليفة الأول أبو بكر الصديق : تم اختياره كخليفة أول بعد الرسول محمد عن طريق البيعة بعد نقاش دار في سقيفة بني ساعدة بين الأنصار والمهاجرين. وكانت أسبقية أبي بكر في الإسلام ومكانته عند الرسول وخصوصا اختياره لإمامة المسلمين في الصلاة من قبل الرسول أثناء مرضه أحد الإشارات التي اعتمد عليها جمع من الصحابة لتأكيد أفضلية أبي بكر، كما ذُكر في القرآن كأحد اثنين في الغار أثناء هجرته مع رسول الله إلى يثرب. وتمت البيعة له وظل في الحكم لعامين.
    • الخليفة الثاني عمر بن الخطاب : عُين الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عن طريق وصية مباشرة من أبي بكر الصديق، واستمر في حكمه مدة 10 أعوام.
    • الخليفة الثالث عثمان بن عفان : قام عمر بعد أن طعنه أبو لؤلؤة وإحساسه بدنو أجله بتشكيل مجلس مؤلف من ستة أشخاص مرضيين من قبل رسول الله في الإسلام. على أن يتم الاختيار من بينهم بالشورى. وتم أول ما يمكن تسميته بانتخابات ضمن المجتمع الإسلامي الوليد للاختيار بين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وأسفرت النتائج كما تقول المصادر عن العملية الاستفتائية التي قام بها عبد الرحمن بن عوف عن تسمية عثمان بن عفان خليفة للمسلمين، واستمر في الحكم 12 عاما.
    • الخليفة الرابع علي بن أبي طالب : بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان في أول فتنة تشهدها الدولة الإسلامية استلم علي بن أبي طالب الخلافة بمبايعته من قبل جمع من الصحابة ليستلم بذلك دولة في حالة اضطراب شديد اضطر فيها لنقل مركز الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة، ورفض والي الشام وقتها معاوية بن أبي سفيان مبايعة علي بن أبي طالب تذرعا بضرورة القصاص أولا من قتلة الخليفة عثمان مما أدى إلى فتنة بين المسلمين ومعارك بين الجانبين، واستمر علي في الحكم 5 أعوام.
    • بعد اغتيال الخليفة علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم تمت البيعة لابنه الحسن بن علي الذي قضى ما يقارب السبعة أشهر في الحكم قبل أن يتنازل عن الخلافة لمعاوية محققا بذلك ما يؤمن المسلمون بكونها نبؤة للرسول محمد بأنه سيد وسيصلح بين فئتين عظيمتين، بعد تقلد معاوية بن أبي سفيان للخلافة في دمشق عمل على التوصية بالخلافة - خلال حياته - لابنه يزيد بن معاوية. وبعد وفاة معاوية أصبح ابنه يزيد هو الحاكم الجديد مما أدى إلى رفض بعض الصحابة من ضمنهم الحسين بن علي لذلك الأمر، فقرر الحسين الدعوة لنفسه رافضا أن تتحول الخلافة إلى حكم وراثي، مما أدى لنشوب معركة كربلاء التي استشهد فيها الحسين على يد عبيد الله بن زياد، وبعد وفاة يزيد تولى ابنه معاوية بن يزيد مقاليد الحكم وراثيا ولكنه أعلن رفضه للأمر وقرر الانعزال وترك الأمر شورى بين المسلمين. وفي تلك الأثناء كانت البيعة قد تمت لعبد الله بن الزبير في العراق وأصبح بذلك الخليفة الشرعي وبشكل تمرد على الدولة الإسلامية، إلا أن مروان بن الحكم وقف في وجه هذا التمرد وتم اختياره من قبل الأغلبية خليفة للمسلمين ومن بعده ابنه عبد الملك بن مروان والذي خرج على الخليفة في الحجاز عبد الله بن الزبير ونشبت معارك قادها رجل عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي انتهت باستشهاد الخليفة عبد الله بن الزبير بجوار الكعبة لينتهي بذلك الأمل في عودة الخلافة إلى شورى بين المسلمين. وبشكل عام تعتبر بداية تولي معاوية بن أبي سفيان هي بداية نهاية الخلافة وتحولها لملك عضوض وحكم وراثي منحصر في أسر حاكمة تتنافس فيما بينها على الحكم.
    • يتبع
                  

02-05-2015, 09:13 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    02:13 م Feb 5,2015
    سودانيز أون لاين
    Mohamed Yousif - Vienna
    مكتبتي في سودانيزاونلاين



    • وذكر محمد بن عبدربه الأندلسي فى كتابه "العقد الفريد" (الجزء 5 ص86) عن يوم صفين أن معاوية كتب إلى قيس بن سعد بن عبادة: أما بعد ، فإنما أنت يهودي بن يهودي ، إن ظفر أحبُ الفريقين إليك عَزَلك واستبدل بك، وإن ظفر أبغض الفريقين إليك قَتَلَك ونكل بك؛ وقد كان أبوك أوتر قوسَه ورمى غرضه، فأكثر الحز وأخطأ المفصل، فخذله قومه، وأدركه يومه، ثم مات طريداً بحوران.
    • فأجابه قيس: أما بعد ، فأنت وثني ، ابن وثني دخلت في الإسلام كرها، وخرجت منه طوعا ، لم يقدم إمانك ، ولم تحذر نفاقك ؛ ونحن أنصار الدين الذي خرجتَ منه وأعداءُ الدين الذي دخلت فيه! والسلام.
    • أما فى عهد يزيد بن معاوية وفي يوم الحرة قتل من قريش والأنصار أكثر من ثلثمائة رجل وبعث مسلم بن عقبة برؤس أهل المدينة إلى يزيد. وكما ورد في كتاب العقد الفريد الذى أشرنا اليه سابقا : وقال رجل من اصحاب رسول الله ليزيد : ارتددت عن الإسلام يا أمير المؤمنين! قال: بلى نستغفر الله. فال: والله لا ساكنتك أرضا أبداَ. وخرج عنه. ولما انقضى أمرُ الحرة توجه مسلم بن عقبة بمن معه من أهل الشام إلى مكة يريد ابن الزبير وهو ثقيل، فلما كان بالأبواء حضره أجله. فدعا حصين بن نمير، فقال له: إني أرسلت إليك، فلا أدري أُقدمك على هذا الجيش، أو أُقدمك فأضرب عنقك! قال: أصلحك الله، أنا سهمك، فآرم بي حيث شئت. قال: إنك اعرابي جلف، وإن هذا الحي من قريش لم يمكنهم أحد قط أذنه إلا غلبوه على رأيه، فسر بهذا الجيش، فإذا لقيت القوم، فإياك أن تمكنهم من أُذنك، لا يكن إلا على الوقاف، ثم الثقاف، ثم الانصراف. ومات مسلم بن عقبة لا رحمه الله ومضى حصين بن نمير بجيشه ذلك، فلم يزل محاصراً لأهل مكة حتى مات يزيد، لا رحمه الله؛ وذلك خمسون يوما ونصب المجانيق على الكعبة وأحرقها يوم الثلاثاء لخمس خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين ، وفيها مات يزيد بن معاوية بحوارين." انتهى حديث العقد الفريد.
    خلال الخلافة الاسلامية كان هذا النهج من القتل لتصفية الاعداء متبعا.
    يتبع
                  

03-03-2015, 02:12 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)


    (4)
    وهكذا يقسم التاريخ الإسلامي بعد ذلك لدولة أموية حكمها الأمويون، ودولة عباسية حكمها العباسيون، ودولة فاطمية حكمها الفاطميون ثم دولة عثمانية حكمها الأتراك العثمانيون، والتي انتهت عام 1924 باعلان الجمهورية التركية من قبل مصطفى كمال أتاتورك وتحت تأثير الحرب العالمية الأولى وحركات الانفصال العربية عن الحكم التركي مثل تلك التي قادها الشريف حسين في الحجاز.
    المسيرة التاريخية:
    على زمن الدولة الإسلامية، قامت خلافة الخلفاء الراشدين من بعد موت الرسول، بداية من أبي بكر الصديق إلى علي بن أبي طالب. ومن ثم بدأت الخلافة الأموية ثم الخلافة العباسية. وقد انتهى نظام الخلافة الرسمي بنهاية الدولة العباسية على يد المغول. أما بالنسبة للدولة العثمانية، فكان السلطان يلقب بـصاحب مقام الخليفة أي الذي يحل محل الخليفة، وذلك لعدم اعتراف المسلمين بأي خليفة إلا أن يكون إما من سلالة الرسول أو من أشراف مكة أي من قبيلة قريش. بالإضافة إلى الخلافة الفاطمية التي بدأت وانتهت في زمن الخلافة العباسية (أي أن الخلافة العباسية بدأت قبل الخلافة الفاطمية وانتهت بعدها) فلم يعترف بالخلافة الفاطمية إلا الشيعة. وأما بالنسبة إلى الخلافة الأموية بالأندلس فقد بدأت الدولة الأموية بحاكم يعتبر واليا وأُنصب خليفة أموي عليها بعد إسقاط الخلافة الأموية من قبل الخلفاء العباسيين. وكان العامة ينادون الخليفة بالأندلس تحت اسم خليفة المسلمين في بلاد الأندلس وذلك يعود إلى رفض المسلمين إلى مناداة خليفة المسلمين لأكثر من شخص واحد، حتى لا يدل ذلك على انقسام المسلمين بل انقسام دول المسلمين. وفي أثناء الخلافة العباسية قامت عدة دول أخرى تحت ظل العباسيين من ضمنها السلاجقة والدولة الطولونية ودولة القرامطة وعدة دول أخرى في عدة مناطق من العالم الإسلامي.
    كم كان محمد عليه السلام عادلا:
    زينب بنت النبي محمد رسول الله من خديجة بنت خويلد، ولدت قبل البعثة بعشر سنوات. تزوجها أبو العاص بن الربيع ابن خالتها وأنجبت له عليَّا وأمامة، فمات علي وهو صغير وبقيت أمامة.
    لما رجع أبو العاص من إحدى رحلاته إلى الشام، وجد أخبار الدين الجديد تملأ جنبات مكة، فأسرع إلى بيته، فبادرتْه زينب قائلة: الإسلام يا أبا العاص. لكنه خاف أن يقول عنه القوم: فارق دين آبائه إرضاءً لزوجه، على الرغم أنه يحب النبي ويحب زوجه إلا أنه كره أن يخذل قومه، وظل متمسكا بوثنيته، لكن الأمل ظل حيَّا في نفس زينب عسى الله أن يهدى زوجها.
    ملحمة الصراع بين المسلمين والكفار:
    وفى ذلك الحين بدأت ملحمة الصراع بين المسلمين وكفار قريش، وهاجر النبي وأصحابه إلى المدينة، وهاجرت معه رقية وفاطمة وأم كلثوم، وبقيتْ زينب في مكة مع زوجها الذي ظل متمسكًا بوثنيته، وأمر النبي أبا العاص أن يترك زينب، وأن يرسلها إليه في المدينة، ففعل رغم حبه الشديد لها.
    أرسل أبو العاص أخاه كنانة؛ ليقود بعير زينب وهي في طريقها إلى المدينة. لكن قريشًا تصدَّت لهما فأصاب هبار الأسدى البعير برماحه، فوقعت زينب على صخرة جعلتها تنزف دمًا وأسقطت جنينها.
    ورأى كنانة ألم زينب فحملها إلى بيت أخيه. وظلت هناك بجانب زوجها الذي لا يكاد يفارقها لحظة. ثم خرج بها كنانة مرة أخرى، حتى سلمها إلى زيد بن حارثة، الذي صحبها حتى أتت بيت أبيها بالمدينة. ثم تطورت الأحداث فخرج المسلمون لاسترداد حقهم في غزوة بدر الكبرى.
    أسر أبي العاص زوج زينب:
    بانتصار المسلمين وقع أبو العاص أسيرًا عندهم، فأرسلت زينب أخى زوجها عمرو بن الربيع وأعطته قلادة زفافها، فلما وصل عمرو ومعه تلك القلادة، ورآها الصحابة رق قلبهم، وساد الصمت الحزين برهة، فقطعه النبي والدموع نازلة من عينيه، وقال لهم: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا). قالوا: نعم يارسول اللّه. فردّوا عليها الذي لها ولقبت (صاحبة القلادة).
    هاجم المسلمون قافلة أبي العاص العائدة من الشام، فوقع مرة أخرى في الأسر، فدخلت زينب إلى أبيها، ترجوه أن يجير أبا العاص، فخرج النبي على المسلمين قائلا: (أيها الناس هل سمعتم ما سمعتُ؟" قالوا: نعم. قال: "فوالذى نفسى بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم، المؤمنون يد على من سواهم، يجير عليُّهم أدناهم، وقد أجرنا من أجارت").
    إسلام أبي العاص زوج زينب
    وأمر رسول اللّه زينب أن لا يقربها زوجها أبو العاص، لأنها لا تحل له مادام مشركًا. ورحل أبو العاص بتجارته عائدًا إلى مكة وأعاد لكل ذى حق حقه، ثم أعلن إسلامه على الملأ ثم هاجر في سبيل اللّه إلى المدينة سنة سبعة للهجرة. فاجتمعت زينب بزوجها مرة أخرى.
    الخلافة الأموية وتبعاتها:
    يتبع
                  

03-09-2015, 11:05 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)


    (5)
    الخلافة الأموية وتبعاتها:
    وبشكل عام تعتبر بداية تولي معاوية بن أبي سفيان هي بداية نهاية الخلافة وتحولها الى حكم وراثي منحصر في أسر حاكمة تتنافس فيما بينها على الحكم.

    ولى معاوية ابنه يزيد للخلافة من بعده.
                  

03-09-2015, 11:18 AM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    Quote: لخلافة الأموية وتبعاتها:
    وبشكل عام تعتبر بداية تولي معاوية بن أبي سفيان هي بداية نهاية الخلافة وتحولها الى حكم وراثي منحصر في أسر حاكمة تتنافس فيما بينها على الحكم.

    ولى معاوية ابنه يزيد للخلافة من بعده.

    من الأمانة العلمية عدم تجاهل الفتوحات والإنجازات للدولة الإسلامية في عهد الأمويين...
    حيث توسعت الدولة الإسلامية في عهد بني أمية في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا أكثر من ثلاثة أضعاف مساحتها قبل ذلك...

    في قارة آسيا فتح الأمويين - إيران كاملة - وتركيا - وأذربيجان - وباكستان - وكازاخستان - وأوزباكستان - وطاجكستان - وتركمانستان - وشمال ووسط الهند - وبنغلادش - وتركستان الشرقية التي تمثل المنطقة الغربية للصين حاليا...
    وفي إفريقيا: أجزاء من السودان - وليبيا - وتونس - والجزائر - والمغرب -وموريتانيا - والسنغال- ومالي - والنيجر - وتشاد -وشمال نيجيريا...

    وفي أوروبا: إسبانيا، والبرتغال، وجنوب فرنسا وجزءا من غربها حتى وصلوا إلى مشارف باريس في معركة بلاط الشهداء...
                  

03-09-2015, 12:01 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: ahmedona)

    Quote: من الأمانة العلمية عدم تجاهل الفتوحات والإنجازات للدولة الإسلامية في عهد الأمويين...
    حيث توسعت الدولة الإسلامية في عهد بني أمية في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا أكثر من ثلاثة أضعاف مساحتها قبل ذلك...

    نعم الأخ Ahmedona
    صحيح ما ذكرت

    قامت الدولة الأموية في عام 661 ميلادي وكان أول الخلافاء معاوية بن أبي سفيان وكانت دمشق عاصمة الدولة، في عهد دولة بني أمية ومن عاصمتها دمشق انتشر الإسلام والفتوح غرباً حتى إسبانيا في أوروبا، ثم شرقا حتى تخوم الصين سنة 715 م في وسط آسيا وكونت أكبر دولة في التاريخ الإسلامي، ونجح الأمويون في فتح الكثير من البلاد ونشر الإسلام، واهتموا بالعلوم والفقه والمساجد، والعمارة وجعلوا من عاصمتهم دمشق أهم مدن العالم الإسلامي ومنارة للعلم، انشأ الأمويون أهم المعالم في المدن الإسلامية والتي ماتزال حتى اليوم مثل المسجد الأموي بدمشق، والمسجد الاقصى بالقدس والمسجد النبوي بالمدينة المنورة وجامع قرطبة في الأندلس والكثير من القصور الأموية الأخرى.
    تميزت العمارة في العهد الأموي واشتهرت بالزخارف والفسيفساء، وصك الأمويون العملة الإسلامية الدينار الأموي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، واشادوا دور العلم والمدارس والمكتبات والمستشفيات وشجعوا العلم والعلماء، وعربوا الدواوين ونظموا الحكم والدولة والولاة ونظام القضاء وغيره، وفي العهد الأموي وضعت النقط على حروف المصحف (تنقيط المصحف)، واوجدوا نظام البريد وربطوا عاصمتهم دمشق بباقي المدن في الدولة بنظام البريد، وبنى الأمويون أول اسطول إسلامي بحري.

    وسوف أتطرق لذلك في ما بعد بالتفصيل
                  

03-16-2015, 12:43 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    خلفاء بني أمية: يبلغ عدد خلفاء الدولة الأموية 14 خليفة، حكموا الدولة الإسلامية على مدى 91 عاماً، ثم الدولة الأموية في الأندلس لزهاء ثلاثة قرون. كان الخلفاء الراشدون يعيشون حياةً بعيدة عن الأبّهة، ولم تكن تختلف عن حياة أي مواطن عادي في عهدهم، فلم يكن أبو بكر على سبيل المثال، يتقاضى راتبًا، وكان عمر يستعين على الانفاق على نفسه أبّان خلافته بما يربحه من التجارة. وعندما أعلن معاوية بن أبي سفيان نفسه خليفةً، إثر مقتل الإمام علي بن أبي طالب، تأثّر بنظم الحكم التي كان البيزنطيون يطبقونها في الشام فعاش حياة الملوك، واتخذ عرشًا للملك، وأقام الشرطة لحراسته، ودفعه مقتل ثلاثة خلفاء من قبله إلى أن يبني مقصورةً خاصةً في المسجد يُصلي بها منفردًا عن الناس. وحين عُهد بولاية العهد إلى ابنه يزيد استحدث للدولة الإسلامية تقليدًا جديدًا، فقد أصبحت الخلافة ملكًا وراثيًا بعد أن كانت انتخابية تقوم على مبدأ المبايعة الحرّة. وقد عارض أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة، بما فيهم أبناء الصحابة عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر،وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، جعل الخلافة الإسلامية وراثية، فأعلن عبد الرحمن بن أبي بكر استنكاره لولاية العهد قائلاً: ما الخيار أردتم لأمة محمد، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل. كما قال عبد الله بن عمر: إن هذه الخلافة ليست بهرقلية ولا قيصرية ولا كسروية يتوارثها الأبناء عن الآباء، ولو كانت كذلك كنت القائم بها بعد أبي. وقد عُرف التوريث بالهرقلية أو الكسروية تشبهًا بنظام أباطرة الروم وأكاسرة فارس الوراثي. وكان الخليفة طوال عهد الأسرة الأموية ملكًا لا يتقيد في حكم البلاد بدستور. وكانت جميع السلطات تجتمع في شخصه، فهو رئيس الدولة، وجميع الذين ينوبون عنه في إدارة الولايات، مسؤولون تجاهه.
    يتبع
                  

03-19-2015, 06:34 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    خلافة يزيد بن معاوية : وكانت ولايته أربعة سنين. مقتل الحسين بن علي: فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة، فعرض له عبد الله بن زياد، فقتلوه، وقتلوا معه ولديه: علياً الأكبر، وعبد الله، وإخوته جعفراً، ومحمداً، وعتيقاً، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن، ولم يقتل أهل بيته جميعاً بل أفلت منهم على الأصغر بن الحسين وحسن بن حسن بن علي وعمرو بن حسن والقاسم بن عبد الله بن جعفر وفاطمة وسكينة بنتا الحسين وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة وأم محمد بنت الحسن بن علي وعبيد وإماء لهم.. أن يزيد لما بُويع له بعد موت أبيه، وكان أبوه بايع له الناس، فأرسل يزيد إلى عامله بالمدينة: الوليد بن عتبة يأخذ له البيعة، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلاً، وقالا له: مثلنا لا يبايع سراً، بل على رؤوس الأشهاد، ثم رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدم الحسين مكة وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة، فبعث عبد الله بن زياد لحربه: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل أرسل: عبيد الله بن الحارث التميمي أن جعجع الحسين أي: احبسه "الجعجاع :المكان الضيق"، ثم أمر عمر بن سعد في أربعة آلاف، ثم صار عبيد الله بن زياد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفاً، وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقاص.واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل يوم الجمعة، وقيل السبت، وقيل الأحد، بموضع يقال له: الطف، وقتل معه اثنان وثمانون رجلاً فيهم الحارث بن يزيد التميمي، لأنه تاب آخراً حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلاً، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد، وهو يقول أوقر ركابي فضة وذهباً إني قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أماً وأباً. فغضب لذلك وقال: إذا علمت أنه كذلك فلِمَ قتلته؟ والله لألحقنك به وضرب عنقه، وقيل إن يزيد هو الذي قتل القاتل. وقعة الحَرة : جاء في "العقد الفريد" "فلما كان سنة ثلاث وستين ، قدم عثمان بن محمد بن أبي سفيان المدينة عاملا عليها ليزيد بن معاوية ، وأوفد على يزيد وفدا من رجال المدينة ، فيهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة ، ومعه ثمانية بنين ، فأعطاه مائة ألف ، وأعطى بنيه كل رجل منهم عشرة آلاف ، سوى كسوتهم وحُملانهم ، فلما قدم عبدالله بن حنظلة المدينة ، أتاه الناس فقالوا : ما وراءك؟ قال: أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم. قالوا: فإنه قد بلغنا أنه أكرمك وأجازك وأعطاك. قال: قد فعل ، وما قبلت ذلك منه إلا أن أتقوى به عليه. أي على قتال يزيد. وحضَّ الناس على يزيد ، فأجابوه، فكتب عثمان بن محمد إلى يزيد بما أجمع عليه أهل المدينة من الخلاف، فكتب إليهم يزيد بن معاوية: ... وإني قد لبستكم فأخلقتكم ورفعتكم على رأسي ثم على عيني ثم على فمي ثم على بطني ، والله لئن وضعتكم تحت قدمي لأطأنكم وطأةً أُقلُّ بها عددَكم وأترككم بها أحاديث ، تُنتَسخُ أخبارُكم مع أخبار عاد وثمود."
    تابع
                  

03-19-2015, 10:21 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    " فلما أتاهم كتابه حَمِيَ القوم، فقدمت الأنصارُ عبدالله بن حنظلة على أنفسهم وقدمت قريش عبد الله بن مطيع، ثم أخرجوا عثمان بن محمد بن أبي سفيان من المدينة، ومروان بن الحكم، وكلَّ من كان بها من بني أمية. وكان عبد الله بن عباس باطائف، فسأل عنهم فقيل له: استعمَلوا عبد الله بن مطيع على قريش، وعبد الله بن حنظلة على الأنصار. فقا: أميران! هلك القوم! ولما بلغ يزيد ما فعلوا، أمر بقبةٍ فضُربت له خارجا عن قصره، وقطع (فرض) البعوث على أهل الشام، فلم تمض ثالثة حتى توافت(توافدت) الحشود، فقدّم عليهم مسلَم بن عقبة المري، فتوجه إليهم ـ وقد عمد أهل المدينة فأخرجوا إلى كل ماء لهم بينهم وبين الشام فصبُّوا زقاً من قطران وغوّروه ، فأرسل الله عليهم المطر، فلم يستقوا شيئاً حتى وردوا المدينة. فخرج مسلم بن عقبة حتى قدم المدينة، وتغلب على أهلها، ثم دعاهم إلى البيعة على أنهم خوَلٌ(عبيد وإماء) ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم. فبايعوا حتى أُتي بعبد الله بن زمعة، فقال له: بايع على أنك خوَل لأمير المؤمنين يحكم في مالك ودمك وأهلك! قال: لن أبايع على أني بَزعمْ أمير المؤمنين يحكم في مالي ودمي وأهلي. فقل مسلم بن عقبة: اضربوا عنقَه. فوثب مروان بن الحكم فضمّه إليه وقال: نبايعك على ما أحببت. فقال: لا والله لا أقبلها إياه أبدا، إن تنّحي وإلاّ فاقتلوهما جميعاً، فتركه مروان، وضرُب عنقه. وكان جميع من قتل يوم الحرة من قريش والأنصار ثلثمائة رجل ومن الموالي اضعاف هؤلاء. وبعث مسلم بن عقبة برؤس أهل إلى يزيد، فلما أُلقيت بين يديه جعل يتمثل بقول ابن الزبعرى يوم أُحد:
    ليتَ أَشياخِي ببدْرٍ شِهدُوا جَزَعَ الخَزَرَجِ مِنْ وقْعِ الأَسَلْ لأَهَلَّوا
    واستَهلَّوا فرَحاً ولَقالوا لِيَزيد لا فشل

    فقال له رجل من أصحاب رسول الله: ارتددت عن الإسلام يا أمير المؤمنين! فقال: بلى نستغفر الله. قال: والله لا ساكنتك أرضا أبداً وخرج عنه. ولما انقضى أمرُ الحرة توجه مسلم بن عقبة بمن معه من أهل الشام إلى مكة يريد ابن الزبير وهو ثقيل، فلما كان بالأبواء حضره أجله. فدعا حصين بن نمير، فقال له: إني أرسلت إليك، فلا أدري أُقدمك على هذا الجيش، أو أُقدمك فأضرب عنقك! قال: أصلحك الله، أنا سهمك، فآرم بي حيث شئت. قال: إنك اعرابي جلف، وإن هذا الحي من قريش لم يمكنهم أحد قط أذنه إلا غلبوه على رأيه، فسر بهذا الجيش، فإذا لقيت القوم، فإياك أن تمكنهم من أُذنك، لا يكن إلا على الوقاف، ثم الثقاف، ثم الانصراف. ومات مسلم بن عقبة لا رحمه الله ومضى حصين بن نمير بجيشه ذلك، فلم يزل محاصراً لأهل مكة حتى مات يزيد، لا رحمه الله؛ وذلك خمسون يوما ونصب المجانيق على الكعبة وأحرقها يوم الثلاثاء لخمس خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين ، وفيها مات يزيد بن معاوية بحوارين." انتهى حديث العقد الفريد. يتبع

    يتبع

    (عدل بواسطة Mohamed Yousif on 03-19-2015, 10:28 PM)

                  

03-20-2015, 02:03 AM

سيف النصر محي الدين
<aسيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    Quote: ذكر الأزرقي في كتابه (أخبار مكة) عن ابن عباس: أن آدم لما أهبط إلى الأرض، كان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض،
    فطأطأ الله منه إلى ستين ذراعاً.. فاستوحش؛ لأنه كان يستأنس بأصوات الملائكة عليهم السلام

    سلامات يا شيخ قصي
    هل كان رأس ادم خارج الغلاف الجوي؟
    كيف كان يتنفس؟
    هل كان لا يحتاج للاوكسجين؟
    و كيف حمى نفسه من الاشعة الكونية؟
    و الأهم من ذلك كله كيف عرف ابن عباس هذه المعلومات عن آدم؟
    هل اوحي اليه؟
                  

04-10-2015, 03:23 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    خلافة معاوية بن يزيد بن معاوية : ومات بعد أبيه بأربعين يوما وكان مريضاً طيلة ولايته. ولم يسمي احدا لخلافته.
    وبعد وفاة يزيد تولى ابنه معاوية بن يزيد مقاليد الحكم وراثيا ولكنه أعلن رفضه للأمر وقرر الانعزال وترك الأمر شورى بين المسلمين. وفي تلك الأثناء كانت البيعة قد تمت لعبد الله بن الزبير في العراق وأصبح بذلك الخليفة الشرعي وبشكل تمرد على الدولة الإسلامية، إلا أن مروان بن الحكم وقف في وجه هذا التمرد وتم اختياره من قبل الأغلبية خليفة للمسلمين ومن بعده ابنه عبد الملك بن مروان والذي خرج على الخليفة في الحجاز عبد الله بن الزبير ونشبت معارك قادها رجل عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي انتهت باستشهاد الخليفة عبد الله بن الزبير بجوار الكعبة لينتهي بذلك الأمل في عودة الخلافة إلى شورى بين المسلمين.
    جاء في "العقد الفريد":" لما مات معاوية بن يزيد ، اختلف الناس بالشام فكان أول من خالف من أمراء الأجناد النعمان بن بشير الأنصاري وكان على حمص فدعا لابن الزبير، فبلغ خبره زفر بن الحرث الكلابي بقنّسرين ، فدعا إلى ابن الزبير أيضا بدمشق سرا ، ولم يُظهر ذلك لمن بها بني أمية وكلب ، وبلغ ذلك حسان بن مالك بن بجدل الكلبي وهو بفلسطين ، فقال لروح بن زنباع: إني أرى أمراء الأجناد يبايعون لابن الزبير وأبناءُ قيس بالأردن كثير ، وهم قومي فأنا خارج إليها وأقم أنت بفلسطين ، فإن جل أهلها قومك من لخم وجذام ، فإن خالفك أحد فقاتله بهم.
    يتبع
                  

04-13-2015, 07:31 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    نواصل بما جاء في العقد الفريد " فأقام روح بفلسطين، وخرج حسان إلى الأردن، فقام ناتل بن قيس الجذامي فدعا إلى ابن الزبير، وأخرج روح بن زنباع من فلسطين، ولحق بحسان بالأردن فقال حسان: يا أهل الأردن، قد علمتم أن ابن الزبير في شقاق ونفاق وعصيان لخلفاء الله. ومفارقة لجماعة المسلمين؛ فانظروا رجلا من بني حرب فبايعوه فقالوا: اختر لنا من شئت من بني حرب، وجنّبنا هذين الرجلين الغلامين: عبد الله وخالدا ابني يزيد بن معاوية؛ فإنا نكره أن يدعو الناس إلى شيخ، ونحن ندعو إلى صبيّ. وكان هوى حسان في خالد بن يزيد، وكان ابن أخته؛ فلما رموه بهذا الكلام أمسك، وكتب إلى الضحاك بن قيس كتابا يعظم فيه بني أمية وبلاءهم عنده، ويذم ابن الزبير ويذكر خلافه للجماعة، وقال لرسوله: اقرأ الكتاب على الضحاك بمحضر بني أمية وجماعة الناس. فلما قرأ كتاب حسان، تكلم الناس فصاروا فرقتين، فصارت اليمانية مع بني أيمة، والقيسية زبيرية، ثم اجتلدوا بالنعال، ومشى بعضهم إلى بعض بالسيوف، حتى حجر بينهم خالد بن يزيد، ودخل الضحاك دار الإمارة فلم يخرج ثلاثة أيام.
    وقدم عبيد الله بن زياد فكان مع بني أمية بدمشق، فخرج الضحاك بن قيس إلى المرج- مرج راهط- فسعكر فيه، وأرسل إلى أمراء الأجناد فأتوه، إلا ما كان من كلب؛ ودعا مروان إلى نفسه، فبايعته بنو أمية، وكلب، وغسان، والسكاسك وطيّ؛ فعسكر في خمسة آلاف، وأقبل عباد بن يزيد من حوران في ألفين من مواليه وغيرهم من بني كلب، فلحق بمروان وغلب يزيد بن أبي نمس على دمشق فأخرج منها عامل الضحاك، وأمر مروان برجال وسلاح كثير.
    وكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد، فقدم عليه زفر بن الحرث من قنسرين وأمده النعمان بن بشير بشرحبيل بن ذي الكلاع في أهل حمص، فتوافوا عند الضحاك بمرج راهط، فكان الضحاك في ستين ألفا، ومروان في ثلاثة عشر ألفا، أكثرهم رجالة، وأكثر أصحاب الضحاك ركبان؛ فاقتتلوا بالمرج عشرين يوما، وصبر الفريقان، وكان على ميمنة الضحاك زياد بن عمرو بن معاوية العقيلي، وعلى ميسرته بكر بن أبي بشير الهلالي: فقال عبيد الله بن زياد لمروان: إنك على حق، وابن الزبير ومن دعا إليه على الباطل، وهم أكثر منا عددا وعددا، ومع الضحاك فرسان قيس؛ واعلم أنك لا تنال منهم ما تريد إلا بمكيدة، وإنما الحرب خدعة، فادعهم إلى الموادعة، فإذا أمنوا وكفّوا عن القتال فكرّ عليهم. فأرسل مروان السّفراء إلى الضحاك يدعوه إلى الموادعة ووضع الحرب حتى ننظر. فأصبح الضحاك والقيسية قد أمسكوا عن القتال، وهم يطمعون أن يبايع مروان لابن الزبير، وقد أعد مروان أصحابه، فلم يشعر الضحاك وأصحابه إلا والخيل قد شدت عليهم، ففزع الناس إلى راياتهم من غير استعداد وقد غشيتهم الخيل، فنادى الناس: أبا أنيس، أعجز بعد كيس ، وكنية الضحاك: أبو أنيس، فاقتتل الناس، ولزم الناس راياتهم، فترجّل مروان وقال: قبح الله من ولاهم اليوم ظهره حتى يكون الأمر لإحدى الطائفتين. فقتل الضحاك بن قيس، وصبرت قيس عند راياتها يقاتلون، فنظر رجل من بني عقيل إلى ما تلقى قيس عند راياتها من القتل، فقال: اللهم العنها من رايات! واعترضها بسيفه، فجعل يقطعها، فإذا سقطت الراية تفرق أهلها، ثم انهزم الناس فنادى منادي مروان: لا تتبعوا من ولّاكم اليوم ظهره.
    فزعموا أن رجالا من قيس لم يضحكوا بعد يوم المرج، حتى ماتوا جزعا على من أصيب من فرسان قيس يومئذ، فقتل من قيس يومئذ ممن كان يأخذ شرف العطاء، ثمانون رجلا، وقتل من بني سليم ستمائة، وقتل لمروان ابن يقال له عبد العزيز، وشهد مع الضحاك يوم مرج راهط عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان، فلما انهزم الناس، قال له عبيد الله بن زياد: ارتدف «2» خلفي. فارتدف، فأراد عمرو بن سعيد أن يقتله،
    فقال له عبيد الله بن زياد: ألا تكف يا لطيم الشيطان؟
    وقال زفر بن الحارث وقد قتل ابناه يوم المرج:
    لعمري لقد أبقت وقيعة راهط ... لمروان صدعا بيّنا متنائيا فلم تر مني زلة قبل هذه ... فراري وتركي صاحبيّ ورائيا
    أيذهب يوم واحد إن أسأته ... بصالح أيامي وحسن بلائيا
    أنترك كلبا لم تنلها رماحنا ... وتذهب قتلى راهط وهي ماهيا
    وقد تنبت الخضراء في دمن الثّرى ... وتبقى حزازات النّفوس كما هيا
    فلا صلح حتى تدعس الخيل بالقنا ... وتثأر من أبناء كلب نسائيا فلما قتل الضحاك وانهزم الناس: نادى مروان أن لا يتّبع أحد، ثم أقبل إلى دمشق فدخلها، ونزل دار معاوية بن أبي سفيان دار الإمارة؛ ثم جاءته بيعة الأجناد فقال له أصحابه: إنا لا نتخوف عليك إلا خالد بن يزيد، فتزوّج أمّه؛ فإنك تكسره بذلك- وأمه ابنة أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة- فتزوجها مروان، فلما أراد الخروج إلى مصر قال لخالد: أعرني سلاحا إن كان عندك. فأعاره سلاحا.
    وخرج إلى مصر، فقاتل أهلها وسبى بها ناسا كثيرا، فافتدوا منه ثم قدم الشام.
    فقال له خالد بن يزيد: ردّ عليّ سلاحي. فأبى عليه، فألح عليه خالد، فقال له مروان، وكان فحاشا: يا بن رطبة الاست! قال: فدخل إلى أمه فبكى عندها وشكا إليها ما قاله مروان على رءوس أهل الشام، فقالت له: لا عليك، فإنه لا يعود إليك بمثلها.
    فلبث مروان بعد ما قال لخالد ما قال أياما، ثم جاء إلى أم خالد فرقد عندها فأمرت جواريها فطرحن عليه الوسائد ثم غطته حتى قتلته، ثم خرجن فصحن وشققن ثيابهن: يا أمير المؤمنين! يا أمير المؤمنين!
    قام عبد الملك بالأمر بعده، فقال لفاخته أم خالد: والله لولا أن يقول الناس إني قتلت بأبي امرأة لقتلتك بأمير المؤمنين.
    وولد مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بمكة.
    ومات بالشام لثلاث خلون من رمضان سنة خمس وستين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلى عليه ابنه عبد الملك بن مروان. وكانت ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يوما. وكان على شرطته يحيى بن قيس الشيباني. وكاتبه سرجون بن منصور الرومي.
    وحاجبه أبو سهل الأسود مولاه.
    ولاية عبد الملك بن مروان:
    هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية، ويكنى؛ أبا الوليد ويقال له أبو الأملاك؛ وذلك أنه ولي الخلافة أربع من ولده: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام. وكان تدمى لثته فيقع عليها الذباب، فكان يلقب: أبا الذباب.
    أمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية.
    وله يقول ابن قيس الرقيات:
    أنت ابن عائشة التي ... فضلت أروم نسائها
    لم نلتفت للداتها ... ومضت على غلوائها
    ولدت أغرّ مباركا ... كالشمس وسط سمائها
    وبويع عبد الملك بدمشق لثلاث خلون من رمضان سنة خمس وستين.
    ومات بدمشق للنصف من شوال سنة ست وثمانين؛ وهو ابن ثلاث وستين سنة، فصلى عليه الوليد بن عبد الملك.


    وولد عبد الملك بالمدينة سنة ثلاث وعشرين، ويقال سنة ست وعشرين، ويقال ولد لسبعة أشهر.
    وكان على شرطته: ابن أبي كبيشة السكسكي، ثم أبو نائل بن رباح بن عبيدة الغساني ثم عبد يزيد الحكمي، وعلى حرسه: الريان.
    وكاتبه على الخراج والجند: سرجون بن منصور الرومي، وكاتبه على الرسائل:
    أبو زرعة مولاه، وعلى الخاتم: قبيصة بن ذؤيب، وعلى بيوت الأموال والخزائن:
    رجاء بن حيوة.
    وحاجبه أبو يوسف مولاه.
    ومات عبد الملك سنة ست وثمانين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلى عليه الوليد ابنه.
    وكانت ولايته منذ اجتمع عليه ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر.
    ودفن خارج باب المدينة.
    وفي أيام عبد الملك حوّلت الدواوين إلى العربية عن الرومية والفارسية حوّلها من الرومية سليمان بن عسد مولى خشين، وحوّلها عن الفارسية صالح بن عبد الرحمن مولى عتبة، امرأة من بني مرة، ويقال حوّلت في زمن الوليد.
    ابن وهب عن ابن لهيعة قال: كان معاوية فرض للموالي خمسة عشر، فبلغهم عبد الملك عشرين، ثم بلغهم خمسة وعشرين، ثم قام هشام فأتم للأبناء منهم ثلاثين.
    وكتب عبد الله بن عمر إلى عبد الملك بن مروان ببيعته لما قتل ابن الزبير، وكان كتابه إليه يقول:
    لعبد الملك بن مروان من عبد الله بن عمر، سلام عليك؛ فاني أقررت لك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلم. وبيعة نافع مولاي على مثل ما بايعتك عليه.
    وكتب محمد بن الحنفية ببيعته لما قتل ابن الزبير، وكان في كتابه:
    إني اعتزلت الأمة عند اختلافها، فقعدت في البلد الحرام الذي من دخله كان آمنا، لأحرز ديني، وأمنع دمي، وتركت الناس قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلًا. وقد رأيت الناس قد اجتمعوا عليك، ونحن عصابة من أمتنا لا نفارق الجماعة؛ وقد بعثت إليك منا رسولا ليأخذ لنا منك ميثاقا، ونحن أحق بذلك منك، فإن أبيت فأرض الله واسعة، والعاقبة للمتقين.
    فكتب إليه عبد الملك: قد بلغني كتابك بما سألته من الميثاق لك وللعصابة التي معك، فلك عهد الله وميثاقه أن لا تهاج في سلطاننا، غائبا ولا شاهدا ولا أحد من أصحابك ما وفوا ببيعتهم، فإن أحببت المقام بالحجاز فأقم، فلن ندع صلتك وبرّك؛ وإن أحببت المقام عندنا فاشخص إلينا، فلن ندع مواساتك؛ ولعمري لئن ألجأناك إلى الذهاب في الأرض خائفا لقد ظلمناك وقطعنا رحمك؛ فاخرج إلى الحجاج فبايع، فإنك أنت المحمود عندنا دينا ورأيا، وخير من ابن الزبير وأرضي وأتقى.
    وكتب إلى الحجاج بن يوسف:
    لا تعرض لمحمد ولا لأحد من أصحابه.
    وكان في كتابه:
    جنّبني دماء بني عبد المطلب؛ فليس فيها شفاء من الحرب ؛ وإني رأيت بني حرب سلبوا ملكهم لما قتلوا الحسين بن علي.
    فلم يتعرض الحجاج لأحد من الطالبيين في أيامه".
    يتبع
                  

04-15-2015, 09:31 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    أبو الحسن المدائني قال: كان يقال: معاوية أحلم، وعبد الملك أحزم.

    وكتب محمد بن الحنفية ببيعته لما قتل ابن الزبير، وكان في كتابه:
    إني اعتزلت الأمة عند اختلافها، فقعدت في البلد الحرام الذي من دخله كان آمنا، لأحرز ديني، وأمنع دمي، وتركت الناس قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلًا
    . وقد رأيت الناس قد اجتمعوا عليك، ونحن عصابة من أمتنا لا نفارق الجماعة؛ وقد بعثت إليك منا رسولا ليأخذ لنا منك ميثاقا، ونحن أحق بذلك منك، فإن أبيت فأرض الله واسعة، والعاقبة للمتقين.
    فكتب إليه عبد الملك: قد بلغني كتابك بما سألته من الميثاق لك وللعصابة التي معك، فلك عهد الله وميثاقه أن لا تهاج في سلطاننا، غائبا ولا شاهدا ولا أحد من أصحابك ما وفوا ببيعتهم، فإن أحببت المقام بالحجاز فأقم، فلن ندع صلتك وبرّك؛ وإن أحببت المقام عندنا فاشخص إلينا، فلن ندع مواساتك؛ ولعمري لئن ألجأناك إلى الذهاب في الأرض خائفا لقد ظلمناك وقطعنا رحمك؛ فاخرج إلى الحجاج فبايع، فإنك أنت المحمود عندنا دينا ورأيا، وخير من ابن الزبير وأرضي وأتقى.
    وكتب إلى الحجاج بن يوسف:
    لا تعرض لمحمد ولا لأحد من أصحابه.
    وكان في كتابه:
    جنّبني دماء بني عبد المطلب؛ فليس فيها شفاء من الحرب ؛ وإني رأيت بني حرب سلبوا ملكهم لما قتلوا الحسين بن علي.
    فلم يتعرض الحجاج لأحد من الطالبيين في أيامه.
    أبو الحسن المدائني قال: كان يقال: معاوية أحلم، وعبد الملك أحزم.
    وخطب الناس عبد الملك فقال: أيها الناس إني والله ما أنا بالخليفة المستضعف- يريد عثمان بن عفان- ولا بالخليفة المداهن- يريد معاوية بن أبي سفيان- ولا بالخليفة المأفون - يريد يزيد بن معاوية- فمن قال برأسه كذا، قلنا بسيفنا كذا! ثم نزل.
    وخطب عبد الملك على المنبر فقال: أيها الناس، إن الله حد حدودا، وفرض فروضا؛ فما زلتم تزدادون في الذنب ونزداد في العقوبة، حتى اجتمعنا نحن وأنتم عند السيف!
    أبو الحسن المدائني قال: قدم عمر بن أبي طالب على عبد الملك، فسأله أن يصيّر إليه صدقة علي، فقال عبد الملك متمثلا بأبيات ابن أبي الحقيق:
    إني إذا مالت دواعي الهوى ... وأنصت السّامع للقائل
    واعتلج الناس بآرائهم ... نقضي بحكم عادل فاصل
    لا نجعل الباطل حقاّ ولا ... نرضى بدون الحقّ للباطل
    لا، لعمري لا نخرجها من ولد الحسين إليك. وأمر له بصلة، ورجع.
    وقال عبد الملك بن مروان لأيمن بن خريم: إن أباك وعمك كانت لهما صحبة؛ فخذ هذا المال فقاتل ابن الزبير. فأبى، فشتمه عبد الملك، فخرج وهو يقول:
    فلست بقاتل رجلا يصلّي ... على سلطان آخر من قريش
    له سلطانه وعليّ إثمي ... معاذ الله عن سفه وطيش
    وقال أيمن بن خريم أيضا:
    إنّ للفتنة هيطا بيّنا ... فرويد الميل منها يعتدل
    فإذا كان عطاء فانتهز ... وإذا كان قتال فاعتزل
    إنما يوقدها فرسانها ... حطب النار فدعها تشتعل
    وقال زفر بن الحارث لعبد الملك بن مروان: الحمد لله الذي نصرك على كرّه من المؤمنين. فقال أبو زعيزعة: ما كره ذلك إلا كافر. فقال زفر: كذبت، قال الله لنبيه: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ.
    وبعث عبد الملك بن مروان إلى المدينة حبيش بن دلجة القيني في سبعة آلاف فدخل المدينة وجلس على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فدعا بخبز ولحم فأكل، ثم دعا بماء فتوضأ على المنبر، ثم دعا جابر بن عبد الله صاحب النبي صلّى الله عليه وسلم، فقال: تبايع لعبد الملك بن مروان أمير المؤمنين بعهد الله عليك وميثاقه، وأعظم ما أخذ الله على أحد من خلقه في الوفاء، فإن خنتنا فهراق «2» الله دمك على ضلاله. قال: أنت أطوق لذلك مني، ولكن أبايعه على ما بايعت عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم الحديبية، على السمع والطاعة.
    ثم خرج ابن دلجة من يومه ذلك إلى الربذة، وقدم على أثره من الشام رجلان مع كل واحد منهما جيش، ثم اجتمعوا جميعا في الرّبذة، وذلك في رمضان سنة خمس وستين وأميرهم ابن دلجة.
    وكتب ابن الزبير إلى العباس بن سهل الساعدي بالمدينة أن يسير إلى حبيش بن دلجة، فصار حتى لقيه بالربذة.
    وبعث الحراث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وهو عامل ابن الزبير على البصرة، مددا إلى العباس بن سهل: حنيف بن السّجف في تسعمائة من أهل البصرة، فساروا حتى انتهوا إلى الربذة.
    فبات أهل البصرة وأهل المدينة يقرءون القرآن ويصلّون، وبات أهل الشام في المعازف والخمور؛ فلما أصبحوا غدوا على القتال، فقتل حبيش بن دلجة ومن معه، فتحصن منهم خمسمائة رجل من أهل الشام على عمود الربذة، وهو الجبل الذي عليها، وفيهم يوسف أبو الحجاج، فأحاط بهم عياش بن سهل، فطلبوا الأمان، فقال [لهم عياش] انزلوا على حكمي. فنزلوا على حكمه، فضرب أعناقهم أجمعين. ثم رجع عياش بن سهل إلى المدينة.
    وبعث عبد الله بن الزبير ابنه حمزة عاملا على البصرة، فاستضعفه القوم فبعث أخاه مصعب بن الزبير، فقدم عليهم فقال: يا أهل البصرة، بلغني أنه لا يقدم عليكم أمير إلا لقّبتموه، وإني ألقب لكم نفسي: أنا القصاب.
    خبر المختار بن أبي عبيد:
    ثم أرسل عبد الله بن الزبير إبراهيم بن محمد بن طلحة أميرا على الكوفة؛ ثم عزله وأرسل المختار بن أبي عبيد؛ وأرسل عبد الملك عبيد الله بن زياد إلى الكوفة؛ فبلغ المختار إقبال عبيد الله بن زياد، فوجه إليهم إبراهيم بن الاشتر في جيش، فالتقوا بالجازر، وقتل عبيد الله بن زياد، وحصين بن نمير، وذو الكلاع، وعامة من كان معهم، وبعث برءوسهم إلى عبد الله بن الزبير.
    أبو بكر بن أبي شيبة قال حدّثنا شريك بن عبد الله عن أبي الجويرية الحرمي قال:
    كنت فيمن سار إلى أهل الشام يوم الجازر مع إبراهيم بن الأشتر فلقيناهم بالزاب، فهبت الريح لنا عليهم فأدبروا، فقتلناهم عشيتنا وليلتنا حتى أصبحوا؛ فقال إبراهيم إني قتلت البارحة رجلا فوجدت عليه ريح طيب، فالتمسوه، فما أراه إلا ابن مرجانة. فانطلقنا، فإذا هو والله معكوس في بطن الوادي.
    ولما التقى عبيد الله بن زياد وإبراهيم بن الأشتر بالزاب، قال: من هذا الذي يقاتلني؟ قيل له: إبراهيم بن الأشتر. قال: لقد تركته أمس صبيا يلعب بالحمام! قال: ولما قتل ابن زياد بعث المختار برأسه إلى علي بن الحسين بالمدينة، قال الرسول: فقدمت به عليه انتصاف النهار وهو يتغدّى، قال: فلما رآه قال: سبحان الله! ما اغتر بالدنيا إلا من ليس لله في عنقه نعمة؛ لقد أدخل رأس أبي عبد الله على ابن زياد وهو يتغدى، وقال يزيد بن مفرّغ:
    إنّ الذي عاش ختّارا بذمّته ... ومات عبدا: قتيل الله بالزّاب
    ثم إن المختار كتب كتابا إلى ابن الزبير، وقال لرسوله: إذا جئت مكة فدفعت كتابي إلى ابن الزبير، فأت المهدي- يعني محمد بن الحنفية- فاقرأ عليه السلام، وقل له: يقول لك أبو إسحق: إني أحبك وأحب أهل بيتك! قال: فأتاه، فقال له ذلك، فقال: كذبت وكذب أبو إسحق، وكيف يحبني ويحب أهل بيتي، وهو يجلس عمر ابن سعد على وسائده وقد قتل الحسين؟ فلما قدم عليه رسوله وأخبره، قال المختار لأبي عمرو صاحب حرسه: استأجر لي نوائح يبكين الحسين على باب عمر بن سعد. ففعل، فلما بكين قال عمر لابنه حفص: يا بني، ائت الأمير فقل له: ما بال النوائح يبكين الحسين على بابي؟ فأتاه فقال له ذلك، فقال: إنه أهل أن يبكى عليه! فقال:
    أصلحك الله، انهنّ عن ذلك! قال: نعم. ثم دعا أبا عمرو صاحب حرسه، فقال له: اذهب إلى عمر بن سعد فأتني برأسه! فأتاه فقال له: قم إليّ أبا حفص. فقام إليه وهو ملتحف بملحفة، فجلله بالسيف فقتله، وجاء برأسه إلى المختار ثم قال: ائتوني بابن عمر. فلما حضره قال: أتعرف هذا؟ قال: نعم، رحمه الله! قال: أتحب أن نلحقك به؟ قال: لا خير في العيش بعده! فأمر به فضرب عنقه.
    يتبع
                  

04-16-2015, 08:59 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    ثم إن المختار لما قتل ابن مرجانة وعمر بن سعد، جعل يتبع قتلة الحسين بن علي ومن خذله فقتلهم أجمعين، وأمر الحسينية وهم الشيعة أن يطوفوا في أزقة المدينة بالليل ويقولوا: يا ثارات الحسين! فلما أفناهم ودانت له العراق- ولم يكن صادق النية ولا صحيح المذهب، وإنما أراد أن يستأصل الناس- فلما أدرك بغيته أظهر للناس قبح نيته، فادّعى أن جبريل ينزل عليه ويأتيه بالوحي من الله؛ وكتب إلى أهل البصرة: بلغني أنكم تكذبونني وتكذبون رسلي، وقد كذبت الأنبياء من قبلي ولست بخير من كثير منهم! فلما انتشر ذلك عنه، كتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير وهو بالبصرة فخرج إليه، وبرز إليه المختار، فأسلمه إبراهيم بن الأشتر ووجوه أهل الكوفة، فقتله مصعب وقتل أصحابه.
    أبو بكر بن أبي شيبة قال: قيل لعبد الله بن عمر: إن المختار ليزعم أنه يوحى إليه! قال: صدق، الشياطين يوحون إلى أوليائهم!.
    وقتل مصعب من أصحاب المختار ثلاثة آلاف، ثم حج في سنة إحدى وسبعين فقدم على أخيه عبد الله بن الزبير ومعه وجوه أهل العراق، فقال: يا أمير المؤمنين قد جئتك بوجوه أهل العراق، ولم أدع لهم نظيرا؛ فأعطهم من المال. قال: جئتني بعبيد أهل العراق لأعطيهم من مال الله! وددت أن لي بكل عشرة منهم رجلا من أهل الشام صرف الدينار بالدرهم! فلما انصرف مصعب ومعه الوفد من أهل العراق، وقد حرمهم عبد الله بن الزبير ما عنده، فسدت قلوبهم؛ فراسلوا عبد الملك بن مروان حتى خرج إلى مصعب فقتله.
    علي بن عبد العزيز عن حجّاج عن أبي معشر، قال: لما بعث مصعب برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير فوضع بين يديه، قال: ما من شيء حدّثنيه كعب الأحبار إلا قد رأيته، غير هذا؛ فإنه قال لي: يقتلك شابّ من ثقيف. فأراني قد قتلته
    ! وقال محمد بن سيرين لما بلغه هذا الحديث: لم يعلم ابن الزبير أن أبا محمد قد خبيء له.
    ولما قتل مصعب المختار بن أبي عبيد ودانت له العراق كلها، والكوفة والبصرة، قال فيه عبد الله بن قيس برقيات:
    كيف نومي على الفراش ولمّا ... تشمل الشام غارة شعواء
    تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدام العقيلة العذراء
    إنما مصعب شهاب من الله ... تجلّت عن وجهه الظّلماء
    وتزوّج مصعب لما ملك العراق، عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين؛ ولم يكن لهما نظير في زمانهما.
    وقتل مصعب امرأة المختار، وهي ابنة النعمان بن بشير الأنصاري، فقال فيها عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
    إنّ من أعظم المصائب عندي ... قتل حوراء غادة عيطبول
    قتلت باطلا على غير ذنب ... إنّ لله درّها من قتيل
    كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذّيول
    مقتل عمرو بن سعيد الأشدق:
    أبو عبيد عن حجاج عن أبي معشر، قال: لما قدم مصعب بوجوه أهل العراق على أخيه عبد الله بن الزبير فلم يعطهم شيئا، أبغضوا ابن الزبير، وكاتبوا عبد الملك بن مروان، فخرج يريد مصعب بن الزبير فلما أخذ في جهازه وأراد الخروج، أقبلت عاتكة ابنة يزيد بن معاوية في جواريها وقد تزينت بالحلى، فقالت: يا أمير المؤمنين، لو قعدت في ظلال ملكك ووجهت إليه كلبا من كلابك لكفاك أمره! فقال:
    هيهات، أما سمعت قول الأول:
    قوم إذا ما غزوا شدّوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار
    فلما أبى عليها وعزم بكت وبكى معها جواريها، فقال عبد الملك: قاتل الله ابن أبي ربيعة، كأنه ينظر إلينا حيث يقول:
    إذا ما أراد الغزو لم يثن همّه ... حصان عليها نظم در يزينها
    نهته فلما لم تر النّهي عاقه ... بكت فبكى مما دهاها قطينها
    ثم خرج يريد مصعب، فلما كان من دمشق على ثلاث مراحل أغلق عمرو بن سعيد دمشق وخالف عليه، قيل له: ما تصنع؟ أتريد العراق وتدع دمشق؟ أهل الشام أشدّ عليك من أهل العراق! فرجع مكانه فحاصر أهل دمشق حتى صالح عمرو بن سعيد على أنه الخليفة بعده وأن له مع كل عامل عاملا، ففتح له دمشق، وكان بيت المال بيد عمرو بن سعيد، فأرسل إليه عبد الملك أن أخرج للحرس أرزاقهم فقال:
    إذا كان لك حرس فإن لنا حرسا أيضا! فقال عبد الملك: أخرج لحرسك أيضا أرزاقهم! فلما كان يوم من الأيام أرسل عبد الملك إلى عمرو بن سعيد نصف النهار أن ائتني أبا أمية حتى أدبر معك أمورا. فقالت له امرأته. يا أبا أمية، لا تذهب إليه؛ فإنني أتخوّف عليك منه! فقال: أبو الذباب! والله لو كنت نائما ما أيقظني! قالت: والله ما آمنه عليك، وإني لأجد ريح دم مسفوح. فما زالت به حتى ضربها بقائم سيفه فشجها، فخرج وخرج معه أربعة آلاف من أبطال أهل الشام الذين لا يقدر على مثلهم مسلّحين، فأحدقوا بخضراء دمشق وفيها عبد الملك، فقالوا: يا أبا امية، إن رابك ريب فأسمعنا صوتك، قال: فدخل فجعلوا يصيحون: أبا أمية أسمعنا صوتك، وكان معه غلام أسحم شجاع، فقال له: اذهب إلى الناس فقل لهم:
    ليس عليه بأس. فقال له عبد الملك: أمكرا عند الموت أبا أمية؟ خذوه. فأخذوه.
    فقال له عبد الملك: إني أقسمت إن أمكنتني منك يد أن أجعل في عنقك جامعة ، وهذه جامعة من فضة أريد أن أبرّ بها قسمي! قال: فطرح في رقبته الجامعة، ثم طرحه إلى الأرض بيده فانكسرت ثنيته ؛ فجعل عبد الملك ينظر إليه، فقال عمرو: لا عليك يا أمير المؤمنين، عظم انكسر! قال: وجاء المؤذنون فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين. لصلاة الظهر، فقال لعبد العزيز بن مروان: اقتله حتى أرجع إليك من الصلاة. فلما أراد عبد العزيز أن يضرب عنقه، قال له عمرو، أنشدتك بالرحم يا عبد العزيز أن لا تقتلني من بينهم! فجاء عبد الملك فرآه جالسا، فقال: مالك لم تقتله؟ لعنك الله ولعن أماّ ولدتك! ثم قال: قدّموه إليّ. فأخذ الحربة بيده فقال:
    فعلتها يا بن الزرقاء، فقال له عبد الملك: إني لو علمت أنك تبقى ويصلح لي ملكي لفديتك بدم الناظر ، ولكن قلّما اجتمع فحلان في ذود «2» إلا عدا أحدهما على الآخر. ثم رفع إليه الحربة فقتله، وقعد عبد الملك يرعد، ثم أمر به فأدرج في بساط وأدخل تحت السرير. وأرسل إلى قبيصة بن ذؤيب الخزاعي فدخل عليه، فقال: كيف رأيك في عمرو بن سعيد الأشدق؟ قال- وأبصر قبيصة رجل عمرو تحت السرير، فقال: اضرب عنقه يا أمير المؤمنين! قال: جزاك الله خيرا، ما علمت إنك لموفّق، قال قبيصة: اطرح رأسه وانثر على الناس الدنانير يتشاغلون بها. ففعل.
    يتبع
                  

04-16-2015, 09:39 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    وافترق الناس، وهرب يحيى بن سعيد بن العاص حتى لحق بعبد الله بن الزبير بمكة فكان معه. وأرسل عبد الملك بن مروان بعد قتله عمرو بن سعيد إلى رجل كان يستشيره ويصدر عن رأيه إذا ضاق عليه الأمر، فقال له: ما ترى ما كان من فعلي بعمرو بن سعيد؟ قال: أمر قد فات دركه «3» . قال: لتقولنّ. قال: حزم لو قتلته وحييت أنت! قال: أو لست بحيّ؟ قال: هيهات، ليس بحيّ من أوقف نفسه موقفا لا يوثق منه بعهد ولا عقد. قال: كلام لو تقدّم سماعه فعلي لأمسكت! ولما بلغ عبد الله بن الزبير قتل عمرو بن سعيد، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنّ عبد الملك بن مروان قتل لطيم الشيطان ""كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ""
    مقتل مصعب بن الزبير:
    فلما استقرّت البيعة لعبد الملك بن مروان أراد الخروج إلى مصعب بن الزبير، فجعل يستنفر أهل الشام فيبطئون عليه، فقال له الحجاج بن يوسف: سلّطني عليهم، فو الله لأخرجنّهم معك! قال له: قد سلطتك عليهم. فكان الحجاج لا يمرّ على باب رجل من أهل الشام قد تخلف عن الخروج إلا أحرق عليه داره. فلما رأى ذلك أهل الشام خرجوا. وسار عبد الملك حتى دنا من العراق، وخرج مصعب بأهل البصرة والكوفة، فالتقوا بين الشام والعراق؛ وقد كان عبد الملك كتب كتبا إلى رجال من وجوه أهل العراق يدعوهم فيها إلى نفسه ويجعل لهم الأموال، وكتب إلى إبراهيم بن الأشتر بمثل ذلك، على أن يخذلوا مصعبا إذا التقوا؛ فقال إبراهيم بن الأشتر لمصعب: إنّ عبد الملك قد كتب إليّ هذا الكتاب، وقد كتب إلى أصحابي بمثل ذلك، فادعهم الساعة فاضرب أعناقهم. قال: ما كنت لأفعل ذلك حتى يستبين لي أمرهم. قال: فأخرى ... قال: ما هي؟ قال: احبسهم حتى يستبين لك ذلك. قال: ما كنت لأفعل. قال: فعليك السلام، والله لا تراني بعد في مجلسك هذا أبدا. وقد كان قال له: دعني أدعو أهل الكوفة بما شرطه الله. فقال: لا والله، قتلتهم أمس وأستنصر بهم اليوم. قال: فما هو إلا أن التقوا فحوّلوا وجوههم وصاروا إلى عبد الملك؛ وبقي مصعب في شرذمة قليلة، فجاءه عبيد الله بن زياد بن ظبيان- وكان مع مصعب- فقال: أين الناس أيها الأمير؟ فقال: قد غدرتم يا أهل العراق. فرفع عبيد الله السيف ليضرب مصعبا، فبدره مصعب فضربه بالسيف على البيضة ، فنشب السيف في البيضة؛ فجاء غلام لعبيد الله بن ظبيان فضرب مصعبا بالسيف فقتله، ثم جاء عبيد الله برأسه إلى عبد الملك بن مروان وهو يقول:
    نطيع ملوك الأرض ما أقسطوا لنا ... وليس علينا قتلهم بمحرّم
    قال: فلما نظر عبد الملك إلى رأس مصعب خرّ ساجدا، فقال عبد الله بن ظبيان؛ وكان من فتّاك العرب: ما ندمت على شيء قطّ ندمي على عبد الملك بن مروان إذ أتيته برأس مصعب فخرّ ساجدا أن لا أكون ضربت عنقه، فأكون قد قتلت ملكي العرب في يوم واحد! وقال في ذلك عبيد الله بن زياد بن ظبيان.
    هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... فعلت فأدمنت البكا لأقاربه
    فأوردتها في النار بكر بن وائل ... والحقت من قد خرّ شكرا بصاحبه
    الرياشي عن الأصمعي قال: لما أتي عبد الملك برأس مصعب بن الزبير، نظر إليه مليا. ثم قال: متى تلد قريش مثلك! وقال: هذا سيد شباب قريش.
    وقيل لعبد الملك: أكان مصعب يشرب الطلاء ؟ فقال: لو علم مصعب أنّ الماء يفسد مروءته لما شربه! ولما قتل مصعب دخل الناس على عبد الملك يهنئونه، ودخل معهم شاعر فأنشده:
    الله أعطاك التي لا فوقها ... وقد أراد الملحدون عوقها..
    عنك، ويأبى الله إلا سوقها ... إليك، حتى قلّدوك طوقها
    فأمر له بعشرة آلاف درهم.
    وقالوا: كان مصعب أجلّ الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس؛ وكان تحته عقيلتا قريش: عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين.
    ولما قتل مصعب خرجت سكينة بنت الحسين تريد المدينة، فأطاف بها أهل العراق، وقالوا: أحسن الله صحابتك يا أبنة رسول الله! فقالت: لا جزاكم الله عني خيرا، ولا أخلف عليكم بخير من أهل بلد! قتلتم أبي وجدّي وعمي وزوجي! أيتمتموني صغيرة، وأرملتموني كبيرة! ولما بلغ عبد الله بن الزبير قتل مصعب، صعد المنبر فجلس عليه، ثم سكت فجعل لونه يحمّر مرة ويصفرّ مرة؛ فقال رجل من قريش لرجل إلى جنبه: ماله لا يتكلم، فو الله إنه للخطيب اللبيب. فقال له الرجل: لعله يريد أن يذكر مقتل سيّد العرب فيشتدّ ذلك عليه، وغير ملوم! ثم تكلم فقال:
    ولما بلغ عبد الله بن الزبير قتل مصعب، صعد المنبر فجلس عليه، ثم سكت فجعل لونه يحمّر مرة ويصفرّ مرة؛ فقال رجل من قريش لرجل إلى جنبه: ماله لا يتكلم، فو الله إنه للخطيب اللبيب. فقال له الرجل: لعله يريد أن يذكر مقتل سيّد العرب فيشتدّ ذلك عليه، وغير ملوم! ثم تكلم فقال:
    الحمد لله الذي له الخلق والأمر، و [ملك] الدنيا والآخرة يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء .
    أمّا بعد: فإنه لم يعزّ من كان الباطل معه ولو كان معه الأنام طراّ، ولم يذلّ من كان الحقّ معه ولو كان فردا؛ ألا وإنّ خبرا من العراق أتانا فأحزننا وأفرحنا؛ فأمّا الذي أحزننا؛ فإن لفراق الحميم لوعة يجدها حميمه، ثم يرعوي ذوو الألباب إلى الصبر وكريم الأجر، وأمّا الذي أفرحنا فإن قتل مصعب له شهادة ولنا ذخيرة.
    ولما توطد لابن الزبير أمره وملك الحرمين والعراقين، أظهر بعض بني هاشم الطعن عليه؛ وذلك بعد موت الحسن والحسين؛ فدعا عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية وجماعة من بني هاشم إلى بيعته، فأبوا عليه، فجعل يشتمهم ويتناولهم على المنبر، وأسقط ذكر النبي صلّى الله عليه وسلم من خطبته، فعوتب في ذلك، فقال: والله ما يمنعني من ذكره علانية أني لأذكره سرا وأصلي عليه، ولكن رأيت هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره سرا وأصلي عليه، ولكن رأيت هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبت أعناقهم، وأبغض الأشياء إليّ ما يسرّهم، ثم قال لتبايعنّ أو لأحرقنّكم بالنار! فأبوا عليه، فحبس محمد بن الحنفية في خمسة عشر من بني هاشم في السجن، وكان السجن الذي حبسهم فيه يقال له سجن عارم ؛ فقال في ذلك كثيّر عزة- وكان ابن الزبير يدعى العائذ، لأنه عاذ بالبيت-:
    تخبّر من لاقيت أنك عائذ ... بل العائذ المظلوم في سجن عارم «2»
    سميّ النّبيّ المصطفى وابن عمّه ... وفكّاك أغلال وقاضي مغارم
    وكان أيضا يدعى المحل، لإحلاله القتال في الحرم، وفي ذلك يقول رجل من الشعراء في رملة بنت الزبير:
    ألا من لقلب معنى غزل ... بذكر المحلة أخت المحلّ
    ثم إن المختار بن أبي عبيد وجّه رجالا يثق بهم من الشيعة يكمنون النهار ويسيرون الليل، حتى كسروا سجن عارم واستخرجوا منه بني هاشم؛ ثم ساروا بهم إلى مأمنهم.
    وخطب عبد الله بن الزبير بعد موت الحسن والحسين، فقال:
    أيها الناس، إن فيكم رجلا قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره، قاتل أمّ المؤمنين وحواريّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأفتى بتزويج المتعة.

    إن يأخذ الله من عينيّ نورهما ... ففي فؤادي وعقلي منهما نور
    وأما قولك يا ابن الزبير: إني قاتلت أم المؤمنين، فأنت أخرجتها وأبوك وخالك، وبنا سمّيت أمّ المؤمنين، فكنّا لها خير بنين، فتجاوز الله عنها، وقاتلت أنت وأبوك عليا؛ فإن كان عليّ مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم المؤمنين، وإن كان كافرا فقد بؤتم بسخط من الله بفراركم من الزّحف؛ وأما المتعة فإني سمعت علي بن أبي طالب يقول:
    سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم رخّص فيها فأفتيت بها، ثم سمعته ينهى عنها [فنهيت عنها] وأول مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير.
    يتبع
                  

04-18-2015, 10:29 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    مقتل عبد الله بن الزبير:
    أبو عبيد عن حجاج عن أبي معشر قال: لما بايع الناس عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب بن الزبير ودخل الكوفة، قال له الحجاج: إني رأيت في المنام كأني أسلخ ابن الزبير من رأسه إلى قدميه. فقال له عبد الملك: أنت له فاخرج إليه. فخرج إليه الحجاج في ألف وخمسمائة حتى نزل الطائف، وجعل عبد الملك يرسل إليه الجيوش رسلا بعد رسل، حتى توافى إليه الناس قدر ما يظن أنه يقوى على قتال ابن الزبير، وكان ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين؛ فسار الحجاج من الطائف حتى نزل مني، فحج بالناس وابن الزبير محصور، ثم نصب الحجاج المجانيق على أبي قبيس وعلى قعيقعان ونواحي مكة كلها يرمي أهل مكة بالحجارة. فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها ابن الزبير، جمع ابن الزبير من كان معه من القرشيين؛ فقال: ما ترون؟
    فقال رجل من بني مخزوم من آل بني ربيعة: والله لقد قاتلنا معك حتى لا نجد مقيلا، ولئن صبرنا معك ما نزيد على أن نموت وإنما هي إحدى خصلتين: إما أن تأذن لنا فنأخذ الأمان لأنفسنا، وإما أن تأذن لنا فنخرج. فقال ابن الزبير: لقد كنت عاهدت الله لا يبايعني أحد فأقبله بيعته إلا ابن صفوان، فقال له ابن صفوان: أمّا أنا فإني أقاتك معك حتى أموت بموتك، وإنها لتأخذني الحفيظة أن أسلمت في مثل هذه الحالة! قال له رجل آخر: اكتب إلى عبد الملك بن مروان. فقال له: كيف أكتب:
    من عبد الله أمير المؤمنين إلى عبد الملك بن مروان؟ فو الله لا يقبل هذا أبدا؛ أم أكتب: لعبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من عبد الله بن الزبير؟ فو الله لأن تقع الخضراء على الغبراء أحبّ إليّ من ذلك! فقال عروة بن الزبير وهو جالس معه على السرير: يا أمير المؤمنين قد جعل الله لك أسوة. قال: من هو؟ قال: حسن بن عليّ، خلع نفسه وبايع معاوية. فرفع ابن الزبير رجله فضرب بها عروة حتى ألقاه عن السرير، وقال: يا عروة، قلبي إذا مثل قلبك، والله لو قبلت ما يقولون ما عشت إلا قليلا وقد أخذت الدنيّة، وإن ضربة بسيف في عزّ خير من لطمة في ذل. فلما أصبح دخل عليه بعض نسائه- وهي أم هاشم بنت منصور بن زياد الفزارية- فقال لها: اصنعي لنا طعاما. فصنعت له كبدا وسناما، فأخذ منهما لقمة فلاكها ثم لفظها «3» ؛ ثم قال: اسقوني لبنا. فأتي بلبن، فشرب منه، ثم قال: هيئوا لي غسلا! فاغتسل ثم تحنط وتطيّب، ثم نام نومة وخرج.
    ودخل على أمه أسماء ابنة أبي بكر ذات النطاقين ، وهي عمياء وقد بلغت مائة سنة، فقال: يا أماه، ما ترين؟ قد خذلني الناس وخذلني أهل بيتي! فقالت: لا يلعبنّ بك صبيان بني أمية: عش كريما ومت كريما!
    فخرج فأسند ظهره إلى الكعبة ومعه نفر يسير فجعل يقاتلهم ويهزمهم وهو يقول: ويلمّه! يا له فتحا لو كان له رجال! فناداه الحجاج: قد كان لك رجال فضيّعتهم!
    وجعل ينظر إلى أبواب المسجد والناس يهجمون عليه، فيقول: من هؤلاء؟ فيقال له: أهل مصر. قال: قتلة عثمان! فحمل عليهم، وكان فيهم رجل من أهل الشام، يقال له خلبوب، فقال لأهل الشام. أما تستطيعون إذا ولى ابن الزبير أن تأخذوه بأيديكم؟ قالوا: ويمكنك أنت أن تأخذه بيدك؟ قال: نعم. قالوا: فشأنك. فأقبل وهو يريد أن يحتضنه، وابن الزبير يرتجز ويقول:
    لو كان قرني واحدا كفيته فضربه ابن الزبير بالسيف فقطع يده، فقال خلبوب: حس! قال ابن الزبير: اصبر خلبوب.
    قال: وجاءه حجر من حجارة المنجنيق، فأصاب قفاه، فسقط؛ فاقتحم أهل الشام عليه، فما همّوا بقتله حتى سمعوا جارية تبكي وتقول: وا أمير المؤمنيناه! فحزّوا رأسه وذهبوا به إلى الحجاج.
    وقتل معه: عبد الله بن صفوان، وعمارة بن حزم، وعبد الله بن مطيع.
    قال أبو معشر: وبعت الحجاج برءوسهم إلى المدينة، فنصبوها للناس، فجعلوا يقرّبون رأس ابن صفوان إلى رأس ابن الزبير كأنه يسارّه ويلعبون بذلك؛ ثم بعث برؤسهم إلى عبد الملك بن مروان.
    فخرجت أسماء إلى الحجاج فقالت له: أتأذن لي أن أدفنه، فقد قضيت أربك منه؟ قال: لا! ثم قال لها: ما ظنّك برجل قتل عبد الله بن الزبير؟ قالت: حسيبه الله! فلما منعها أن تدفنه قالت. أما إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: يخرج من ثقيف رجلان: الكذاب والمبير! فأما الكذاب فالمختار، وأما المبير فأنت. فقال الحجاج: اللهم مبير لا كذاب.
    ومن غير رواية أبي عبيد قال: لما نصب الحجاج المجانيق لقتال عبد الله بن الزبير، أظلتهم سحابة فأرعدت وأبرقت وأرسلت الصواعق؛ ففزع الناس وأمسكوا عن القتال، فقام فيهم الحجاج فقال: أيها الناس، لا يهولنّكم هذا؛ فإني أنا الحجاج ابن يوسف وقد أصحرت لربي، فلو ركبنا عظيما لحال بيننا وبينه ولكنها جبال تهامة لم تزل الصواعق تنزل بها. ثم أمر بكرسي فطرح له، ثم قال: يا أهل الشام، قاتلوا على أعطيات أمير المؤمنين. فكان أهل الشام إذا رموا الكعبة يرتجزون ويقولون هذا:
    خطّارة مثل الفنيق المزبد ... يرمى بها عواذ أهل المسجد
    ويقولون أيضا: درّي عقاب ، بلبن وأشخاب . فلما رأى ذلك ابن الزبير خرج إليهم بسيفه فقاتلهم حينا، فناداه الحجاج: ويلك يا بن ذات النطاقين! اقبل الأمان وادخل في طاعة أمير المؤمنين، فدخل على أمه أسماء، فقال لها: سمعت رحمك الله ما يقول القوم، وما يدعونني إليه من الأمان؟ قالت: سمعتهم لعنهم الله، فما أجهلهم واعجب منهم إذ يعيّرونك بذات النطاقين؛ ولو علموا ذلك لكان ذلك أعظم فخرك عندهم. قال: وما ذاك يا أماه؟
    قالت: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بعض أسفاره مع أبي بكر فهيأت لهما سفرة، فطلبا شيئا يربطانها بها فما وجداه، فقطعت من مئزري لذلك ما احتاجا إليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أما إن لك به نطاقين في الجنة! فقال عبد الله: الحمد لله حمدا كثيرا، فما تأمريني به، فإنهم قد أعطوني الأمان؟
    قالت: أرى أن تموت كريما ولا تتبع فاسقا لئيما، وأن يكون آخر نهارك أكرم من أوّله. فقبّل رأسها وودعها، وضمته إلى نفسها، ثم خرج من عندها فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن الموت قد تغشّاكم سحابه، وأحدق بكم ربابه ، واجتمع بعد تفرّق، وارجحنّ بعد تمشّق، ورجس نحوكم رعده، وهو مفرغ عليكم ودقه ، وقائد إليكم البلايا تتبعها المنايا، فاجعلوا السيوف لها غرضا، واستعينوا عليها بالصبر. وتمثل بأبيات، ثم اقتحم يقاتل وهو يقول:
    قد جدّ أصحابك ضرب الأعناق ... وقامت الحرب لها على ساق
    ثم جعل يقاتل وحده ولا يهدّه شيء، كلما اجتمع عليه القوم فرّقهم وذادهم، حتى أثخن بالجراحات ولم يستطع النهوض، فدخل عليه الحجاج فدعا بالنطع فحز رأسه هو بنفسه في داخل مسجد الكعبة، لا رحم الله الحجاج! ثم بعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان، وقتل من أصحابه من ظفر به؛ ثم أقبل فاستأذن على أمه أسماء بنت أبي بكر ليعزيها، فأذنت له، فقالت له: يا حجاج، قتلت عبد الله؟ قال: يا بنة أبي بكر، إني قاتل الملحدين. قالت: بل قاتل المؤمنين الموحدين. قال لها: كيف رأيت ما صنعت بابنك؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، ولا ضير أن أكرمه الله على يديك، فقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل!
    هشام بن عروة عن أبيه قال: كان عثمان استخلف عبد الله بن الزبير على الدار يوم الدار، فبذلك ادّعى ابن الزبير الخلافة.
    محمد بن سعيد قال: لما نصب الحجاج راية الأمان وتصرّم الناس عن ابن الزبير، قال لعبد الله بن صفوان: قد أقلتك بيعتي وجعلتك في سعة ، فخذ لنفسك أمانا.
    فقال: مه! والله ما أعطيتك إياها حتى رأيتك أهلا لها، وما رأيت أحدا أولى بها منك، فلا تضرب هذه الصلعة فتيان بني أمية أبدا. وأشار إلى رأسه. قال: فحدثت سليمان بن عبد الملك حديثه فقال: إن كنت لأراه أعرج جبانا!.
    فلما كانت الليلة التي قتل في صباحها ابن الزبير، أقبل عبد الله بن صفوان وقد دنا أهل الشام من المسجد فاستأذن، فقالت الجارية: هو نائم! فقال أو ليلة نوم هذه؟ أيقظيه! فلم تفعل، فأقام ثم استأذن، فقالت: هو نائم! فانصرف، ثم رجع آخر الليل وقد هجم القوم على المسجد؛ فخرج إليه فقال: والله ما نمت منذ عقلت الصلاة نومي هذه الليلة وليلة الجمل! ثم دعا بالسواك فاستاك متمكنا، ثم توضأ متمكنا، ولبس ثيابه؛ ثم قال: أنظرني حتى أودع أمّ عبد الله فلم يبق شيء! وكان يكره أن يأتيها فتعزم عليه أن يأخذ الأمان؛ فدخل عليها وقد كفّ بصرها فسلم، فقالت: من هذا؟ فقال: عبد الله! فتشمّمته ثم قالت: يا بنيّ، مت كريما! فقال لها: إن هذا قد أمّنني. يعني الحجاج. قالت: يا بنيّ لا ترض الدنية، فإن الموت لا بدّ منه! قال: إني أخاف أن يمثّل بي. قالت: إن الكبش إذا ذبح لم يأ [لم] من السلخ! قال: فخرج فقاتل قتالا شديدا، فجعل يهزمهم ثم يرجع ويقول: يا له فتحا لو كان له رجال. لو كان المصعب أخي حيا.
    فلما حضرت الصلاة صلى صلاته، ثم قال: أين باب أهل مصر؟ حنقا لعثمان فقاتل حتى قتل، وقتل معه عبد الله بن صفوان.
    وأتي برأسه الحجاج وهو فاتح عينيه وفاه، فقال: هذا رجل لم يكن يعرف القتل ولا ما يصير إليه؛ فلذلك فتح عينيه وفاه.
    هشام بن عروة عن أبيه، أن عبد الله بن الزبير كان أول مولود ولد في الإسلام، فلما ولد كبّر النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه، ولما قتل كبّر الحجاج بن يوسف، وأهل الشام معه؛ فقال ابن عمرو: ما هذا؟ قالوا: كبّر أهل الشام لقتل عبد الله بن الزبير! قال: الذين كبّروا لمولده خير من الذين كبروا لقتله.
    أيوب عن أبي قلابة قال: شهدت ابنة أبي بكر غسّلت ابنها ابن الزبير بعد شهر، وقد تقطعت أوصاله وذهب برأسه، وكفّنته، وصلت عليه.
    هشام بن عروة قال: قال عبد الله بن عباس للجائز به: جنّبني خشبة ابن الزبير.
    فلم يشعر ليلة حتى عثر فيها، فقال: ما هذا؟ فقال: خشبة ابن الزبير. فوقف ودعا له، وقال: لئن علتك رجلاك لطالما وقفت عليهما في صلاتك! ثم قال لأصحابه: أما والله ما عرفته إلا صوّاما قوّاما، ولكنني ما زلت أخاف عليه منذ رأيته تعجّبه بغلات معاوية الشّهب . قال: وكان معاوية قد حج فدخل المدينة وخلفه خمس عشرة بغلة شهباء عليها رحائل الأرجوان، فيها الجواري عليهن الجلابيب والمعصفرات ، ففتن الناس.
                  

04-20-2015, 10:38 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    مقتل عبد الله بن الزبير:
    أبو عبيد عن حجاج عن أبي معشر قال: لما بايع الناس عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب بن الزبير ودخل الكوفة، قال له الحجاج: إني رأيت في المنام كأني أسلخ ابن الزبير من رأسه إلى قدميه. فقال له عبد الملك: أنت له فاخرج إليه. فخرج إليه الحجاج في ألف وخمسمائة حتى نزل الطائف، وجعل عبد الملك يرسل إليه الجيوش رسلا بعد رسل، حتى توافى إليه الناس قدر ما يظن أنه يقوى على قتال ابن الزبير، وكان ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين؛ فسار الحجاج من الطائف حتى نزل مني، فحج بالناس وابن الزبير محصور، ثم نصب الحجاج المجانيق على أبي قبيس وعلى قعيقعان ونواحي مكة كلها يرمي أهل مكة بالحجارة. فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها ابن الزبير، جمع ابن الزبير من كان معه من القرشيين؛ فقال: ما ترون؟
    فقال رجل من بني مخزوم من آل بني ربيعة: والله لقد قاتلنا معك حتى لا نجد مقيلا، ولئن صبرنا معك ما نزيد على أن نموت وإنما هي إحدى خصلتين: إما أن تأذن لنا فنأخذ الأمان لأنفسنا، وإما أن تأذن لنا فنخرج. فقال ابن الزبير: لقد كنت عاهدت الله لا يبايعني أحد فأقبله بيعته إلا ابن صفوان، فقال له ابن صفوان: أمّا أنا فإني أقاتك معك حتى أموت بموتك، وإنها لتأخذني الحفيظة أن أسلمت في مثل هذه الحالة! قال له رجل آخر: اكتب إلى عبد الملك بن مروان. فقال له: كيف أكتب:
    من عبد الله أمير المؤمنين إلى عبد الملك بن مروان؟ فو الله لا يقبل هذا أبدا؛ أم أكتب: لعبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من عبد الله بن الزبير؟ فو الله لأن تقع الخضراء على الغبراء أحبّ إليّ من ذلك! فقال عروة بن الزبير وهو جالس معه على السرير: يا أمير المؤمنين قد جعل الله لك أسوة. قال: من هو؟ قال: حسن بن عليّ، خلع نفسه وبايع معاوية. فرفع ابن الزبير رجله فضرب بها عروة حتى ألقاه عن السرير، وقال: يا عروة، قلبي إذا مثل قلبك، والله لو قبلت ما يقولون ما عشت إلا قليلا وقد أخذت الدنيّة، وإن ضربة بسيف في عزّ خير من لطمة في ذل. فلما أصبح دخل عليه بعض نسائه- وهي أم هاشم بنت منصور بن زياد الفزارية- فقال لها: اصنعي لنا طعاما. فصنعت له كبدا وسناما، فأخذ منهما لقمة فلاكها ثم لفظها «3» ؛ ثم قال: اسقوني لبنا. فأتي بلبن، فشرب منه، ثم قال: هيئوا لي غسلا! فاغتسل ثم تحنط وتطيّب، ثم نام نومة وخرج.
    ودخل على أمه أسماء ابنة أبي بكر ذات النطاقين ، وهي عمياء وقد بلغت مائة سنة، فقال: يا أماه، ما ترين؟ قد خذلني الناس وخذلني أهل بيتي! فقالت: لا يلعبنّ بك صبيان بني أمية: عش كريما ومت كريما!
    فخرج فأسند ظهره إلى الكعبة ومعه نفر يسير فجعل يقاتلهم ويهزمهم وهو يقول: ويلمّه! يا له فتحا لو كان له رجال! فناداه الحجاج: قد كان لك رجال فضيّعتهم!
    وجعل ينظر إلى أبواب المسجد والناس يهجمون عليه، فيقول: من هؤلاء؟ فيقال له: أهل مصر. قال: قتلة عثمان! فحمل عليهم، وكان فيهم رجل من أهل الشام، يقال له خلبوب، فقال لأهل الشام. أما تستطيعون إذا ولى ابن الزبير أن تأخذوه بأيديكم؟ قالوا: ويمكنك أنت أن تأخذه بيدك؟ قال: نعم. قالوا: فشأنك. فأقبل وهو يريد أن يحتضنه، وابن الزبير يرتجز ويقول:
    لو كان قرني واحدا كفيته فضربه ابن الزبير بالسيف فقطع يده، فقال خلبوب: حس! قال ابن الزبير: اصبر خلبوب.
    قال: وجاءه حجر من حجارة المنجنيق، فأصاب قفاه، فسقط؛ فاقتحم أهل الشام عليه، فما همّوا بقتله حتى سمعوا جارية تبكي وتقول: وا أمير المؤمنيناه! فحزّوا رأسه وذهبوا به إلى الحجاج.
    وقتل معه: عبد الله بن صفوان، وعمارة بن حزم، وعبد الله بن مطيع.
    قال أبو معشر: وبعت الحجاج برءوسهم إلى المدينة، فنصبوها للناس، فجعلوا يقرّبون رأس ابن صفوان إلى رأس ابن الزبير كأنه يسارّه ويلعبون بذلك؛ ثم بعث برؤسهم إلى عبد الملك بن مروان.
    فخرجت أسماء إلى الحجاج فقالت له: أتأذن لي أن أدفنه، فقد قضيت أربك منه؟ قال: لا! ثم قال لها: ما ظنّك برجل قتل عبد الله بن الزبير؟ قالت: حسيبه الله! فلما منعها أن تدفنه قالت. أما إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: يخرج من ثقيف رجلان: الكذاب والمبير! فأما الكذاب فالمختار، وأما المبير فأنت. فقال الحجاج: اللهم مبير لا كذاب.
    ومن غير رواية أبي عبيد قال: لما نصب الحجاج المجانيق لقتال عبد الله بن الزبير، أظلتهم سحابة فأرعدت وأبرقت وأرسلت الصواعق؛ ففزع الناس وأمسكوا عن القتال، فقام فيهم الحجاج فقال: أيها الناس، لا يهولنّكم هذا؛ فإني أنا الحجاج ابن يوسف وقد أصحرت لربي، فلو ركبنا عظيما لحال بيننا وبينه ولكنها جبال تهامة لم تزل الصواعق تنزل بها. ثم أمر بكرسي فطرح له، ثم قال: يا أهل الشام، قاتلوا على أعطيات أمير المؤمنين. فكان أهل الشام إذا رموا الكعبة يرتجزون ويقولون هذا:
    خطّارة مثل الفنيق المزبد ... يرمى بها عواذ أهل المسجد
    ويقولون أيضا: درّي عقاب ، بلبن وأشخاب . فلما رأى ذلك ابن الزبير خرج إليهم بسيفه فقاتلهم حينا، فناداه الحجاج: ويلك يا بن ذات النطاقين! اقبل الأمان وادخل في طاعة أمير المؤمنين، فدخل على أمه أسماء، فقال لها: سمعت رحمك الله ما يقول القوم، وما يدعونني إليه من الأمان؟ قالت: سمعتهم لعنهم الله، فما أجهلهم واعجب منهم إذ يعيّرونك بذات النطاقين؛ ولو علموا ذلك لكان ذلك أعظم فخرك عندهم. قال: وما ذاك يا أماه؟
    قالت: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بعض أسفاره مع أبي بكر فهيأت لهما سفرة، فطلبا شيئا يربطانها بها فما وجداه، فقطعت من مئزري لذلك ما احتاجا إليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أما إن لك به نطاقين في الجنة! فقال عبد الله: الحمد لله حمدا كثيرا، فما تأمريني به، فإنهم قد أعطوني الأمان؟
    قالت: أرى أن تموت كريما ولا تتبع فاسقا لئيما، وأن يكون آخر نهارك أكرم من أوّله. فقبّل رأسها وودعها، وضمته إلى نفسها، ثم خرج من عندها فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن الموت قد تغشّاكم سحابه، وأحدق بكم ربابه ، واجتمع بعد تفرّق، وارجحنّ بعد تمشّق، ورجس نحوكم رعده، وهو مفرغ عليكم ودقه ، وقائد إليكم البلايا تتبعها المنايا، فاجعلوا السيوف لها غرضا، واستعينوا عليها بالصبر. وتمثل بأبيات، ثم اقتحم يقاتل وهو يقول:
    قد جدّ أصحابك ضرب الأعناق ... وقامت الحرب لها على ساق
    ثم جعل يقاتل وحده ولا يهدّه شيء، كلما اجتمع عليه القوم فرّقهم وذادهم، حتى أثخن بالجراحات ولم يستطع النهوض، فدخل عليه الحجاج فدعا بالنطع فحز رأسه هو بنفسه في داخل مسجد الكعبة، لا رحم الله الحجاج! ثم بعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان، وقتل من أصحابه من ظفر به؛ ثم أقبل فاستأذن على أمه أسماء بنت أبي بكر ليعزيها، فأذنت له، فقالت له: يا حجاج، قتلت عبد الله؟ قال: يا بنة أبي بكر، إني قاتل الملحدين. قالت: بل قاتل المؤمنين الموحدين. قال لها: كيف رأيت ما صنعت بابنك؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، ولا ضير أن أكرمه الله على يديك، فقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل!
    هشام بن عروة عن أبيه قال: كان عثمان استخلف عبد الله بن الزبير على الدار يوم الدار، فبذلك ادّعى ابن الزبير الخلافة.
    محمد بن سعيد قال: لما نصب الحجاج راية الأمان وتصرّم الناس عن ابن الزبير، قال لعبد الله بن صفوان: قد أقلتك بيعتي وجعلتك في سعة ، فخذ لنفسك أمانا.
    فقال: مه! والله ما أعطيتك إياها حتى رأيتك أهلا لها، وما رأيت أحدا أولى بها منك، فلا تضرب هذه الصلعة فتيان بني أمية أبدا. وأشار إلى رأسه. قال: فحدثت سليمان بن عبد الملك حديثه فقال: إن كنت لأراه أعرج جبانا!.
    فلما كانت الليلة التي قتل في صباحها ابن الزبير، أقبل عبد الله بن صفوان وقد دنا أهل الشام من المسجد فاستأذن، فقالت الجارية: هو نائم! فقال أو ليلة نوم هذه؟ أيقظيه! فلم تفعل، فأقام ثم استأذن، فقالت: هو نائم! فانصرف، ثم رجع آخر الليل وقد هجم القوم على المسجد؛ فخرج إليه فقال: والله ما نمت منذ عقلت الصلاة نومي هذه الليلة وليلة الجمل! ثم دعا بالسواك فاستاك متمكنا، ثم توضأ متمكنا، ولبس ثيابه؛ ثم قال: أنظرني حتى أودع أمّ عبد الله فلم يبق شيء! وكان يكره أن يأتيها فتعزم عليه أن يأخذ الأمان؛ فدخل عليها وقد كفّ بصرها فسلم، فقالت: من هذا؟ فقال: عبد الله! فتشمّمته ثم قالت: يا بنيّ، مت كريما! فقال لها: إن هذا قد أمّنني. يعني الحجاج. قالت: يا بنيّ لا ترض الدنية، فإن الموت لا بدّ منه! قال: إني أخاف أن يمثّل بي. قالت: إن الكبش إذا ذبح لم يأ [لم] من السلخ! قال: فخرج فقاتل قتالا شديدا، فجعل يهزمهم ثم يرجع ويقول: يا له فتحا لو كان له رجال. لو كان المصعب أخي حيا.
    فلما حضرت الصلاة صلى صلاته، ثم قال: أين باب أهل مصر؟ حنقا لعثمان فقاتل حتى قتل، وقتل معه عبد الله بن صفوان.
    وأتي برأسه الحجاج وهو فاتح عينيه وفاه، فقال: هذا رجل لم يكن يعرف القتل ولا ما يصير إليه؛ فلذلك فتح عينيه وفاه.
    هشام بن عروة عن أبيه، أن عبد الله بن الزبير كان أول مولود ولد في الإسلام، فلما ولد كبّر النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه، ولما قتل كبّر الحجاج بن يوسف، وأهل الشام معه؛ فقال ابن عمرو: ما هذا؟ قالوا: كبّر أهل الشام لقتل عبد الله بن الزبير! قال: الذين كبّروا لمولده خير من الذين كبروا لقتله.
    أيوب عن أبي قلابة قال: شهدت ابنة أبي بكر غسّلت ابنها ابن الزبير بعد شهر، وقد تقطعت أوصاله وذهب برأسه، وكفّنته، وصلت عليه.
    هشام بن عروة قال: قال عبد الله بن عباس للجائز به: جنّبني خشبة ابن الزبير.
    فلم يشعر ليلة حتى عثر فيها، فقال: ما هذا؟ فقال: خشبة ابن الزبير. فوقف ودعا له، وقال: لئن علتك رجلاك لطالما وقفت عليهما في صلاتك! ثم قال لأصحابه: أما والله ما عرفته إلا صوّاما قوّاما، ولكنني ما زلت أخاف عليه منذ رأيته تعجّبه بغلات معاوية الشّهب . قال: وكان معاوية قد حج فدخل المدينة وخلفه خمس عشرة بغلة شهباء عليها رحائل الأرجوان، فيها الجواري عليهن الجلابيب والمعصفرات ، ففتن الناس.
    يتبع
    أولاد عبد الملك بن مروان:
    الوليد، وسليمان بن العبسية، ويزيد، وهشام، وأبو بكر، ومسلمة، وسعد الخير وعبد الله، وعنبسة، والحجاج، والمنذر، ومروان الأكبر، ومروان الأصغر- ولم يعقب مروان الأكبر- ويزيد، ومعاوية، درج .
    وفاة عبد الملك بن مروان:
    توفي عبد الملك بن مروان بدمشق للنصف من شوال سنة ست وثمانين وهو ابن ثلاث وستين، وصلى عليه الوليد بن عبد الملك؛ وولد عبد الملك في المدينة في دار مروان سنة ثلاث وعشرين.
    وكتب عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل المخزومي، وكان عامله على المدينة أن يدعو الناس إلى البيعة لابنيه الوليد وسليمان؛ فبايع الناس غير سعيد بن المسيب، فإنه أبى وقال: لا أبايع وعبد الملك حيّ، فضربه هشام ضربا مبرّحا وألبسه المسوح «كساء من شعر» ، وأرسله إلى ثنية بالمدينة يقتلونه عندها ويصلبونه؛ فلما انتهوا به إلى الموضع ردوه، فقال سعيد: لو علمت أنهم لا يصلبونني ما لبست لهم التّبّان «سراويل» . وبلغ عبد الملك خبره فقال: قبح الله هشاما؛ مثل سعيد بن المسيب يضرب بالسياط! إنما كان ينبغي له أن يدعوه إلى البيعة، فإن أبى يضرب عنقه.
    وقال للوليد: إذا أنا متّ فضعني في قبري ولا تعصر عليّ عينيك عصر الأمة، ولكن شمّر وائتزر، والبس جلد النمر؛ فمن قال برأسه كذا، فقل بسيفك كذا!
    ولاية الوليد بن عبد الملك:
    ثم بويع للوليد بن عبد الملك في النصف من شوال سنة ست وثمانين. وأم الوليد ولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي.
    وكان على شرطته كعب بن حماد، ثم عزله وولى أبا نائل بن رباح بن عبدة الغساني.
    ومات الوليد يوم السبت في النصف من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وهو ابن أربع وأربعين، وصلى عليه سليمان. وكانت ولايته عشر سنين غير شهور.
    ولد الوليد:
    عبد العزيز، ومحمد، وعنبسة، ولم يعقبوا؛ وأمهم أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان؛ والعباس، وبه كان يكنى، ويقال إنه كان أكبرهم؛ وعمر، وبشر، وروح،
    وتمام، ومبشر، وحزم، وخالد، ويزيد، ويحيى، وإبراهيم، وأبو عبيدة، ومسرور، ومنصور، ومروان، ومحمد، وصدقة، لأمهات أولاد. وأم أبي عبيدة فرارية، وكان أبو عبيدة ضعيفا.
    وولي الخلافة من ولد الوليد: إبراهيم، شهرين ثم خلع وولي يزيد الكامل شهرا ثم مات. وكان تمام ضعيفا، هجاه رجل فقال:
    بنو الوليد كرام في أرومتهم ... نالوا المكارم طرّا غير تمّام»
    ومسرور بن الوليد كان ناسكا، وكانت عنده بنت الحجاج. وكان بشر من فتيانهم، وروح من غلمانهم، والعباس من فرسانهم؛ وفيه يقول الفرزدق:
    إنّ أبا الحارث العباس نائله ... مثل السّماك الذي لا يخلف المطرا
    وكان تحته بنت قطريّ بن الفجاءة، سباها وتزوجها، وله منها المؤمل، والحارث؛ وكان عمرو من رجالهم، كان له تسعون ولدا، ستون منهم كانوا يركبون معه إذا ركب.
    وقال رجل من أهل الشام: ليس من ولد الوليد أحد إلا ومن رآه يحسب أنه من أفضل أهل بيته.
    ولو وزن بهم أجمعين عبد العزيز لرجحهم، وفيه يقول جرير:
    وبنو الوليد من الوليد بمنزل ... كالبدر حفّ بواضحات الأنجم
    وعبد العزيز بن الوليد، أراد أبوه أن يبايع له سليمان، فأبى عليه سليمان.
    وحدث الهيثم بن عدي عن ابن عباس، قال: لما أراد الوليد أن يبايع لابنه عبد العزيز بعد سليمان، أبى ذلك سليمان وشنع عليه؛ وقيل للوليد: لو أمرت الشعراء أن يقولوا في ذلك، لعله كان يسكت فيشهد عليه بذلك. فدعا الأقبيل القيني فقال له:
    ارتجز بذلك وهو يسمع. فدعا سليمان فسايره، والأقبيل خلفه، فرفع صوته وقال:
    إنّ وليّ العهد لابن أمّه ... ثم ابنه وليّ عهد عمّه
    قد رضي الناس به فسمّه ... فهو يضمّ الملك في مضمّه
    يا ليتها قد خرجت من فمّه
    فالتفت إليه سليمان، وقال: ابن الخبيثة! من رضي بهذا؟
    أخبار الوليد:
    أبو الحسن المدائني قال: كان الوليد أسنّ ولد عبد الملك، وكان يحبه، فتراخى في تأديبه لشدة حبه إياه فكان لحّانا .
    وقال عبد الملك: أضرنا في الوليد حبّنا له فلم نوجّهه إلى البادية.
    وقال الوليد يوما وعنده عمر بن عبد العزيز: يا غلام، ادع لي صالح. فقال الغلام: يا صالحا! فقال له الوليد: انقص ألفا. فقال له عمر بن عبد العزيز: وأنت يا أمير المؤمنين فزد ألفا!.
    وكان الوليد عند أهل الشام أفضل خلفائهم وأكثرهم فتوحا وأعظمهم نفقة في سبيل الله، بنى مسجد دمشق، ومسجد المدينة، ووضع المنابر وأعطى المجذومين حتى أغناهم عن سؤال الناس، وأعطى كل مقعد خادما وكلّ ضرير قائدا، وكان يمر بالبقال فيتناول قبضة فيقول: بكم هذه؟ فيقول: بفلس. فيقول: زد فيها فإنك تربح..
    ومرّ الوليد بمعلم كتّاب فوجد عنده صبيّة، فقال: ما تصنع هذه عندك؟ فقال أعلمها الكتابة والقرآن. قال: فاجعل الذي يعلمها أصغر منها سنّا.
    وشكا رجل من بني مخزوم دينا لزمه، فقال: نقضه عنك إن كنت لذلك
    مستحقا. قال: يا أمير المؤمنين، وكيف لا أكون مستحقا في منزلتي وقرابتي؟ قال:
    قرأت القرآن؟ قال. لا! قال: ادن مني. فدنا منه؛ فنزع العمامة عن رأسه بقضيب في يده، ثم قرعه به قرعة، وقال لرجل من جلسائه: ضمّ إليك هذا العلج ولا تفارقه حتى يقرأ القرآن. فقام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين، اقض ديني! فقال له:
    أتقرأ القرآن؟ قال: نعم. فاستقرأه عشرا من الأنفال وعشرا من براءة؛ فقرأ، فقال: نعم، نقضي دينك وأنت أهل لذلك.
    يتبع
                  

04-26-2015, 08:01 AM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)

    خلافة عمر بن عبد العزيز:
    المدائني قال: هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم. وكنيته أبو حفص.
    وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر الخطاب. وولي الخلافة يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين. ومات يوم الجمعة لست بقين من رجب، بدير شمعان من أرض دمشق، سنة إحدى ومائة. وصلى عليه يزيد بن عبد الملك.
    علي بن زيد قال. سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: تمت حجة الله على ابن الأربعين. ومات لها.
    وكان على شرطته يزيد بن بشير الكناني، وعلى حرسه عمرو بن المهاجر، ويقال أبو العباس الهلالي؛ وكان كاتبه على الرسائل ابن أبي رقية، وكاتبه أيضا إسماعيل بن أبي حكيم، وعلى خاتم الخلافة نعيم بن أبي سلامة، وعلى الخراج والجند صالح بن أبي جبير، وعلى إذنه أبو عبيدة الأسود مولاه.
    يعقوب بن داود الثقفي عن أشياخ من ثقيف قال: قريء عهد عمر بالخلافة وعمر في ناحية، فقام رجل من ثقيف يقال له سالم من أخوال عمر، فأخذ بضبعيه
    فأقامه؛ فقال عمر: أما والله ما الله أردت بهذا. ولن تصيب بها مني دنيا.
    أبو بشر الخراساني قال: خطب عمر بن عبد العزيز الناس حين استخلف، فقال:
    أيها الناس، والله ما سألت الله هذا الأمر قط في سر ولا علانية، فمن كان كارها لشيء مما وليته فالآن.
    فقال سعيد بن عبد الملك: ذلك أسرع فيما نكره أتريد أن نختلف ويضرب بعضنا بعضا؟ قال رجل: سبحان الله! وليها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ولم يقولوا هذا؛ ويقوله عمر.
    أخبار عمر بن عبد العزيز:
    بشر بن عبد الله بن عمر قال: كان عمر يخلو بنفسه ويبكي فنسمع نحيبه بالبكاء وهو يقول: أبعد الثلاثة الذين واريتهم بيدي: عبد الملك، والوليد، وسليمان.
    وقدم رجل من خراسان على عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فقال: يا أمير المؤمنين، إني رأيت في منامي قائلا يقول: إذا ولي الأشجّ من بني أمية يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا؛ فولي الوليد، فسألت عنه فقيل لي: ليس بأشج؛ ثم ولي سليمان، فسألت عنه فقيل: ليس بأشج؛ ووليت أنت فكنت الأشج. فقال عمر:
    تقرأ كتاب الله؟ قال: نعم. قال: فبالذي أنعم عليك به، أحق ما أخبرتني؟ قال:
    نعم. فأمره أن يقيم في دار الضيافة، فمكث نحوا من شهرين، ثم أرسل إليه عمر فقال: هل تدري لم احتبسناك؟ قال: لا. قال: أرسلنا إلى بلدك لنسأل عنك فإذا ثناء صديقك وعدوّك عليك سواء؛ فانصرف راشدا.
    وكان عمر بن عبد العزيز لا يأخذ من بيت المال شيئا، ولا يجري على نفسه من الفيء درهما: وكان عمر بن الخطاب يجري على نفسه من ذلك درهمين في كل يوم؛
    فقيل لعمر بن عبد العزيز: لو أخذت ما كان يأخذ عمر بن الخطاب؟ فقال: إن عمر ابن الخطاب لم يكن له مال، وأنا مالي يغنيني!.
    ولما ولي عمر بن عبد العزيز قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أعدني على هذا وأشار إلى رجل، قال: فيم؟ قال: أخذ مالي وضرب ظهري. فدعا به عمر فقال ما يقول هذا؟ قال: صدق، إنه كتب إلى الوليد بن عبد الملك: «وطاعتكم فريضة» قال: كذبت! لا طاعة لنا عليكم إلا في طاعة الله. وأمر بالأرض فردّت إلى صاحبها.
    عبد الله بن المبارك عن رجل أخبره، قال: كنت مع خالد بن يزيد بن معاوية في صحن بيت المقدس، فلقينا عمر بن عبد العزيز ولا أعرفه، فأخذ بيد خالد وقال: يا خالد، أعلينا عين؟ قلت: عليكما من الله عين بصيرة وأذن سميعة! قال: فاستلّ يده من يد خالد وأرعد ودمعت عيناه ومضى، فقلت لخالد: من هذا؟ قال: هذا عمر ابن عبد العزيز، وإن عاش فيوشك أن يكون إماما عدلا.
    وقال رباح بن عبيدة: اشتريت لعمر قبل الخلافة مطرفا بخمسمائة، فاستخشنه وقال: لقد اشتريته خشنا جدا! واشتريت له بعد الخلافة كساء بثمانية دراهم، فاستلانه وقال: لقد اشتريته ليّنا جدا!.
    ودخل مسلمة بن عبد الملك على عمر وعليه ريطة من رياط مصر: فقال: بكم أخذت هذا يا أبا سعيد؟ قال: بكذا وكذا. قال: فلو نقصت من ثمنها ما كان ناقصا من شرفك. قال مسلمة: إن أفضل الاقتصاد ما كان بعد الجدة، وأفضل العفو ما كان بعد القدرة، وأفضل اللّين ما كان بعد الولاية.
    وكان لعمر غلام يقال له درهم يحتطب له، فقال له يوما: ما يقول الناس يا درهم؟ قال: وما يقولون؟ الناس كلهم بخير، وأنا وأنت بشر! قال: وكيف ذلك؟
    قال: إني عهدتك قبل الخلافة عطرا، لبّاسا، فاره المركب، طيّب الطعام؛ فلما وليت رجوت أن أستريح وأتخلص، فزاد عملي شدة، وصرت أنت في بلاء! قال فأنت حرّ، فاذهب عني ودعني وما أنا فيه حتى يجعل الله لي منه مخرجا! ميمون بن مهران قال: كنت عند عمر، فكثر بكاؤه ومسألته ربّه الموت، فقلت:
    لم تسأل الموت وقد صنع الله على يديك خيرا كثيرا: أحيا بك سننا، وأمات بك بدعا قال: أفلا أكون مثل العبد الصالح أقر الله عينه وجمع له أمره قال: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
    ! ولما ولي عمر بن عبد العزيز قال: إن فدك كانت مما أفاه الله على رسوله فسألتها فاطمة رسول الله، فقال لها: ما لك أن تسأليني، ولا لي أن أعطيك! فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصنع فيها حيث أمره الله، ثم أبو بكر وعمر وعثمان، كانوا يضعونها المواضع التي وضعها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم ولي معاوية فأقطعها مروان، ووهبها مروان لعبد الملك وعبد العزيز، فقسمناها بيننا أثلاثا: أنا والوليد وسليمان؛ فلما ولي الوليد سألته نصيبه فوهبه لي، وما كان لي مال أحبّ إلي منها؛ وأنا أشهدكم أني قد رددتها إلى ما كانت عليه على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
    وقال عمر: الأمور ثلاثة: أمر استبان رشده فاتبعه؛ وأمر استبان ضرّه «3» فاجتنبه؛ وأمر أشكل أمره عليك فردّه إلى الله.
    وكتب عمر إلى بعض عماله: الموالي ثلاثة: مولى رحم، ومولى عتاقة، ومولى عقد؛ فمولى الرحم يرث ويورث، ومولى العتاقة يورث ولا يرث، ومولى العقد لا يرث ولا يورث وميراثه لعصبته.
    وكتب عمر إلى عماله: مروا من كان على غير الإسلام أن يضعوا العمائم ويلبسوا الأكسية ولا يتشبّهوا بشيء من الإسلام، ولا تتركوا أحدا من الكفار يستخدم أحدا من المسلمين.
    وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة عامله على العراق: إذا أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق القادر عليك، واعلم أن ما لك عند الله أكثر مما لك عند الناس.
    وكتب عمرو بن عبد العزيز إلى عماله:
    مروا من كان قبلكم فلا يبقى أحد من أحرارهم ولا مماليكهم صغيرا ولا كبيرا، ذكرا ولا أنثى، إلا أخرج عنه صدقة فطر رمضان: مدّين من قمح، أو صاعا «2» من تمر، أو قيمة ذلك نصف درهم، فأما أهل العطاء فيؤخذ ذلك من أعطياتهم عن أنفسهم وعيالاتهم، واستعملوا على ذلك رجلين من أهل الأمانة يقبضان ما اجتمع من ذلك ثم يقسمانه في مساكين أهل الحاضرة، ولا يقسم على أهل البادية.
    وكتب عبد الحميد بن عبد الرحمن إلى عمر: إنّ رجلا شتمك فأردت أن أقتله.
    فكتب إليه: لو قتلته لأقدتك به، فإنه لا يقتل أحد بشتم أحد إلا رجل شتم نبيّا.
    وكتب رجل من عمال عمر إلى عمر: إنا أتينا بساحرة، فألقيناها في الماء، فطفت على الماء؛ فما ترى فيها؟
    فكتب إليه: لسنا من الماء في شيء، إن قامت عليها بينة وإلا فخل سبيلها.
    وكان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن عامله على المدينة في المظالم فيرادّه فيها، فكتب إليه:
    إنه يخيّل لي أني لو كتبت لك أن تعطي رجلا شاة لكتبت إليّ: أذكر أم أنثى؟
    ولو كتبت إليك بأحدهما لكتبت إليّ: أصغيرة أم كبيرة؟ ولو كتبت بأحدهما لكتبت: ضائنة أم معزى؟ فإذا كتبت إليك فنفّذ ولا تردّ عليّ، والسلام.
    وخطب عمر فقال:
    أيها الناس، لا تستصغروا الذنوب، والتمسوا تمحيص ما سلف منها بالتوبة منها؛ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ
    »
    ، وقال عز وجل:
    وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
    .
    وقال عمر لبني مروان: أدّوا ما في أيديكم من حقوق الناس ولا تلجئوني إلى ما أكره فأحملكم على ما تكرهون! فلم يجبه أحد منهم، فقال: أجيبوني. فقال رجل منهم: والله لا نخرج من أموالنا التي صارت إلينا من آبائنا، فنفقر أبناءنا، ونكفر آباءنا، حتى تزايل رءوسنا فقال عمر: أما والله لولا أن تستعينوا عليّ بمن أطلب هذا الحق له لأضرعت خدودكم عاجلا، ولكنني أخاف الفتنة. ولئن أبقاني الله لأردّنّ إلى كل ذي حق حقه إن شاء الله!.
    وكان عمر إذا نظر إلى بعض بني أمية قال: إني أرى رقابا سترد إلى أربابها.
    ولما مات عمر بن عبد العزيز قعد مسلمة على قبره فقال: أما والله ما أمنت الرّقّ حتى رأيت هذا القبر.
    العتبي قال: لما انصرف عمر بن عبد العزيز من دفن سليمان بن الملك تبعه الأمويون، فلما دخل إلى منزله قال له الحاجب: الأمويون بالباب. قال: وما يريدون؟ قال: ما عوّدتهم الخلفاء قبلك. قال ابنه عبد الملك وهو إذ ذاك ابن أربع عشرة سنة: ائذن لي في إبلاغهم عنك. قال: وما تبلغهم؟ قال: أقول: أبي يقرئكم السلام ويقول لكم إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.
    زياد عن مالك قال: قال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه: يا أبت، مالك لا تنفذ الأمور؟ فو الله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق! قال له عمر:
    لا تعجل يا بنيّ؛ فإنّ الله ذمّ الخمر في القرآن مرتين وحرّمها في الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة فيدفعونه جملة ويكون من ذلك فتنة.
    يتبع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de