كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 المسلمون الآن والرجعية الفكرية
|
باديء ذي بدء اترحم على أطفال سوريا ولا عزاء لهم على ضياع الإنسانية حين تصرف الملايين على الألعاب النارية وهناك من يموت جوعاً وبرداً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ثم أستنكر الهجوم الإرهابي الذي تم في باريس على مجلة تشارلي إيبدو وأعلن تضامني مع أهل القتلى والضحايا , وفي هذا المقال سأحاول الغوص في جذور الإرهاب الديني , عن أسبابه وكيفية التعامل معه .
القاعدة التي يجب أن نتفق عليها هي أن الأخطاء لا يرد عليها بالأخطاء فما بالكم بالخطايا , إهانة شخص ما لمعتقدك أو مقدس لديك لا يعطيك الحق ابداً في أن تحرمه حقه في الحياة
مع الحراك العلماني في العالم وإتساع الحريات وتطور وسائل الإتصال لم يعد من الممكن وضع قيود على الأفكار , ولا يوجد موضوع واحد على سطح هذا الكوكب محط إجماع من الجميع , لذا كان لا بد من وضوع حدود واضحة تحدد حرية الفرد والتعبير وهي عدم التدخل في حريات الآخرين أو السلام المجتمعي .
وهنا لا بد من سؤال : هل الإرهاب هو الحل ؟ هل من الممكن أن تقتل كل اعداءك في يوم ما ؟
مجلة تشارلي إيبدو لم تكن تسخر من الإسلام فقط ولكنها سخرت من المسيحية واليهودية , والجالية المسلمة في فرنسا رفعت دعوى قضائية على المجلة بشكل حضاري وراقي , سيجادل البعض أن هناك تمييزاً ضد الإسلام ولكني في هذا المقال كمسلم أريد أن أمارس نقد الذات قبل أن أبحث عن مبررات .
ولكي يكون نقدنا بناءاً وهادفاً سأناقش شخصيات وأحداث حدثت وما زالت تحدث على أرض واقعنا المعاصر :
رائف بدوي : مع الأسف لم يحدث لي شرف معرفة رائف إلا بعد أن دخل السجن , حين بحثت عن كتاباته وما كتب عنه وجدت الكثير حتى صعب علي أن أميز الحق من الإفتراء , ولكن المؤكد أن رائف كان وما زال ينادي بالليبرالية ودولة المواطنة , بأن يكون كل المواطنين سواسية أمام الدولة والقانون , بأن المسلم وغير المسلم لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وأنه لا وصاية لأحد على المجتمع ولهم جميع الحق في الحياة الكريمة والإنتاج والإنتماء لوطن يرعى مصالحهم , وبلغ برائف التمسك بموقفه لدرجة دخوله السجن وراعني خبر أن جلد رائف بألف جلدة سيبدأ غداً , ولا ننسى أن نذكر ايضاً سعاد الشمري القابعة في السجون بتهمة الدفاع عن حقوق المرأة !
محمد الموريتاني : أما قصة محمد فلها العجب العجاب , محمد حكم عليه بالإعدام ! لأنه ذكر في مقال مقطتفات من التاريخ الإسلامي وبنى عليها إستنتاجات معينة , ذكر محمد أن خالد بن الوليد رضي الله عنه حين أسلم سمي سيف الله المسلول وكلنا يعلم مكانة خالد في الإسلام ... أما وحشي ففي فتح مكة أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتوارى عن الأنظار ... ثم سأل : اليست هذه عنصرية ضد وحشي ؟
ثم تحدث عن فتح مكة ومقولة المصطفى المشهورة صلى الله عليه وسلم : إذهبوا فأنتم الطلقاء ... وقارن بينها وبين غزوة بين قريظة حيث ذبح رجالهم وسبي نساؤهم وأطفالهم (إبادة جماعية) , ثم سأل : اليست هذه عنصرية ضد يهود بني قريظة ؟ (من حكم في اليهود هو سعد بن معاذ رضي الله عنه)
فكانت ردة الفعل أن حكم عليه بالإعدام لإساءته للدين الإسلامي (نفس تهمة رائف) , فما كان منه إلا أنه وضح أنه لم يكن يقصد إهانة أحد
والحقيقة الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء أن محمد إن تراجع عن اسئلته فلإنه لم يجد إجابة عليها , لأن الإعدام هو الإجابة التي وجدها
بعد أن قرأت مقال محمد الذي هزني لأنه يمثل نظرة ناقدة الى التراث الديني من زاوبة مختلفة بحثت الإنترنت طولاً وعرضاً بحثاً عن إجابات على اسئلة محمد , وجدت أختاً فاضلة كتبت في مدونتها الخاصة رداً على مقال محمد ... حيث ذكرت أن خالد بن الوليد كان قائداً يدافع عن أرضه وأهله , بينما وحشي كان أحد المرتزقة الذي يقتلون لأجل المال ... فإختلاف مكانتهما قبل الإسلام هو سبب إختلاف مكانتهما بعد الإسلام هذا بالإضافة الى ملكات خالد القيادية
أما وحشي رضي الله عنه ورحمه فشاء الله أنه كما قتل أسد الله ورسوله فقد قتل مسيلمة الكذاب
أما بخصوص غزوة بني قريظة التي إحتج بها الداعشيون والإرهابيون مراراً وتكراراً بأنها تثبت أن الإسلام يقتل بلا تمييز وأن الإسلام لا علاقة له بالإنسانية وأن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي ينادي بالبر بالحيوانات يقتل الأبرياء دون أن يرمش له جفن ! فأحمد الله الذي وفقني للبحث في الموضوع والعثور على إجابات تطمئن لها نفسي
حين تبحث عن غزوة بني قريظة ستكتشف بأن الكثيرين قد شككوا في هذه الرواية , بعضهم إحتج بحديث في صحيح البخاري : " : فإني أحكُمُ فيهم : أن تُقْتَلَ المُقاتِلَةُ". (يبدو أن البخاري يناقض نفسه)
ويكفي أن الله تعالى قال في كتابه العزيز : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
وفند آخرون هذه الرواية الدموية بما يلي :
1- قد فند الدكتور بركات احمد هذه الروايات ووجد ان الحجرة التى احتبس بها الذين تم قتلهم لا تسع اكثر من 16-17 شخص هذا ويبلغ اجمالى من قتل من المشركين و اليهود طوال 10 سنوات من الحروب عن 203 شخص
2- في الرواية الشهيرة أن الحكم نُفذ في سوق المدينة المنورة ! فكيف يتم اعدام هذا العدد في منطقة حيوية كهذه ودفنهم به معرضين المدينة لوباء إذا ما نبشت الأرض أي من الحيوانات ليلا.ولماذا لم ينفذ الحكم في الخندق نفسه الذي حفره المسلمون طالما أن العدد بهذه الضخامة؟
أيضا تقول الرواية ان الرسول وضع بني قريظة في منزل دار بنت الحارث امرأة من بني النجار, وهذا العدد يستحيل نظريا وعمليا ان يحويه منزل, فالمسجد النبوي وهو الأكبر في المدينة - كان طوله ما يقارب 35 متراً،وعرضه 30 مترا - عما سواه من المنازل.
وننتهي اخيراً على الهجوم الذي تم على مجلة تشارلي هيبدو
عزيزي المسلم : لم يعد هناك قيد على المعلومة ولا يمكنك الحجر على فكر الآخرين وقناعاتهم , نردد دائماً أن الإسلام هو الجواب وهو الأقرب الى العقل والروح ومن ناحية أخرى نواجه كل سؤال وتشكيك بالقتل والتكفير !
والنتيجة الحتمية لهذه المعادلة المختلة أن الإسلام صار هو الذي يفرخ اعداءه ونتجت مجموعة باقية في الإسلام ظاهرياً خوفاً من حد الردة
ولكن يا عزيزي حين تقدس كتباً تقول أن المرأة ناقصة عقل وأن أغلبية أهل النار نساء وأن الصلاة يقطعها الكلب والحمار والمرأة وحين تحتوي هذه الكتب على أبواب الحيض والنكاح وينادي بعض المتفيقهين : أقتل كما فعل الرسول وتزوج الأطفال كما فعل الرسول فإعلم أن اول من اساء لدينك هو أنت ! وأن ما تقصده أنه لا يجوز لأحد إهانة دينك سواك ...
هاهي المجلات والصحف في الدنمارك أعادت نشر الصور والمقالات المسيئة للمصطفى صلى الله عليه وسلم التي نشرتها تشارلي إيبدو ... لذا فمن الواجب علينا أن نفهم أن السيف لا يقتل الفكرة وأن القنبلة لا تغلق أبواب الأسئلة بل تفتح المزيد والمزيد منها ... وأن الفكر الضعيف هو الذي يجتاج الى القتلة والإرهابيين
سبحانك اللهم وبحمدك , لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسلمون الآن والرجعية الفكرية (Re: ياسر ضحوي)
|
الأخ ياسر السلام عليكم،
وشكراً لهذا الموقف الباحث المتفكر!
ورغم أن المشهد يبدو غامضاً ملتبساً،
لكنّني على ثقةٍ لو أنّ كلّ مسلم عاقل،
اجتهد في أن يعمل بمقتضى إسلامه،
لتجاوزنا كثيراً من الأسئلة التاريخية وغيرها!
نحن واثققون في أصولنا ومصادرنا الشرعية،
ونعلم أنها تقرر مبدأ ألا تزر وازرةٌ وزر أخرى،
وبيني وبينك يبدو حادث بني قريظة (لافتاً للنظر)
ومستثيراً للفكر،
وحلُّ الإشكال عندي أنّ الأمر يتعلّق بفعلٍ نبويٍّ،
مؤيد بالوحي الإلهي!
يعني الله عز وجلّ من فوق سبع سماوات،
قد حكم على بعض عباده بما يشاء!
لا معقب لحكمه!
وتلك واقعة ظرفيّة!
ولا أرى أنّنا ملزمون إلا بأن نقيم العدالة التي
رسّخها القرآن في وعي كلّ مسلم!
فليس فينا نبيٌّ، يتنزّل عليه الأمر الإلهيّ المطلق،
الذي لا معقب عليه!
عموماً أتفق معك فيما طرحته إلى حدٍّ بعيد،
فقط لم أرك تُشير إلى العداء الحقيقي الذي تواجهه
الأمة، ومحاولة تذويبها أو صهرها في بوتقة العولمة!
فتلك المواقف العنيفة من هذه الناحية، تبدو ردّ فعلٍ
تلقائي على ما يلقاه المسلمون في مختلف بقاع الأرض،
من عسفٍ وظلم! ودونك ما يجري على أرض فلسطين!
وبورما!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسلمون الآن والرجعية الفكرية (Re: ahmedona)
|
Quote: خير الكلام ما قل ودل ...
هل مفهوم حرية الفرد والتعبير في الأنظمة العلمانية يندرج تحته الاستهزاء بمعتقدات الآخرين ؟؟؟؟ |
أخونا أحمدونا نسهل عليك القصة دي :
نعم يتضمن، والدليل علي ذلك أن لا أحد يستطيع ادانة الصحيفة ناشرة الكاركاتير أمام المحاكم الفرنسية.
لكن من يعتقد انه متضرر، لديه الحق أيضاً في اللجوء للقانون وشرح لماذا هو متضرر.
واما، من يتحدث عن الكيل بمكيالين، والهولوكوست، فاليهود نجحوا في فرض قانون يجرّم التشكيك في المحرقة باي شكل.
وعلي المتضررين من حرية التعبير الأوروبية من مسلمي أوروبا، السعي الي فرض قانون يجرم الاستهزاء برموز المسلمين.
علي أساس أنو بدلاً من التفجيرات ممكن بعدين يمشو يفتحوا بلاغ ضد الصحيفة، والقانون في جانبهم.
أما لو دا كلو ما ينفع معاهم، فحقو يجو راجعين يقعدوا معانا هنا في الدول الأسلامية، وحيكونو مبسوطين خالص لانو عندنا
كلام واضح جداً هنا في الاستهزاء بالمعتقدات.
يعني ما بحتاجو يعملو تفجير، بناخد ليهم حقهم علي دار المليم وبالقانون.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسلمون الآن والرجعية الفكرية (Re: ahmedona)
|
قصدك شنو بالاخلال بالمساواة ؟
لو واحد في فرنسا عاوز يمثل المسيح عليه السلام او النبي موسي او بوذا او الهة الهندوس في كاراكتير
ممكن يتفضل طوالي.
أما موضوع الهولوكوست فعلاقتو شنو بالمعتقدات الدينية ؟
أنكار المحرقة يفسر كعنصرية. النشرح ليك مثلاً :
لو تمت محاكمات في السودان علي جرائم دارفور، وادين من اجرم وانصف الضحايا.
يمكن وضع قانون يجرم من يشكك في وجود ابادة عرقية من الأصل.
وممكن نختلف في هل ينسجم هذا القانون مع حرية التعبير المنشودة عندنا ام لا.
وممكن يكون في كيل بمكيالين في نفس الاطار (القانون لا يجرّم التشكيك في جرائم ابادة أخري).
لكن لا يمكن اصلاً القانون دا يكون عندو علاقة باحترام او عدم احترام الرموز الدينية.
وبكرر ليك تاني، لا يوجد ما يسمي أحترام الرموز الدينية في العلمانية الفرنسية، وفي غالب
العلمانيات المطروحة في كوكب الأرض حالياً. الشغلة دي مطلوقة ساكت يعني.
أما موضوع انك لا تستطيع التحدث عن اليهودية في الدول الغربية فقصدك شنو ؟
يعني لو وقف واحد في نص باريس قال النبي موسي فبرك الوصايا من عندو
أو انو اصلاً شخصية وهمية لا وجود لها، بحصل ليهو شنو ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسلمون الآن والرجعية الفكرية (Re: محمد عبد القيوم سعد)
|
وبعدين الغير مفهوم، دخل المسلمين في الدول العربية بما يفعله المسلمين في فرنسا شنو ؟
دا بالنسبة لمن يردد عبارات مثل المشكلة اصلاً في الاسلام والمسلمين وماشابه.
ديل مواطنين فرنسيين ودولتهم تتحمل كامل المسؤولية في صون أمنها الداخلي وتكريس قيم
السلام وحرية التعبير وحكم القانون.
اللوم ملقي بالكامل علي الدولة الفرنسية في ما حدث، علي الأخص انه ليس بالامر المفاجئ، بل بالعكس،
التهديد قائم منذ عقود اصلاً ويتمثل في عدم دمج المسلمين في نظام القيم العلمانية الفرنسي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسلمون الآن والرجعية الفكرية (Re: ياسر ضحوي)
|
التحية لكل من مر وعلق على هذا المنشور
يناقش الكثيرون أن هناك إزدواجية وتمييزاً ضد الإسلام , قد نتفق معهم وقد لا نتفق ولكننا نؤكد ان الإرهاب ليس هو الحل وانه لا مبرر لإزهاق الأرواح ... وهنا انا لست ضد الدين ولكنني ضد فكر إرهابي يستمد قدسيته وشرعيته من زوايا مظلمة من الموروث الإسلامي والموروث ليس صنماً يعبد . بل نتبع عقولنا وما يوافق إنسانيتنا
والحق في الحياة الكريمة والتعبير الحر لنا ولسوانا
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ياسر ضحوي
ahmedona
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست