|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
قد يتّفق الكثيرون مع الدكتور، في تحليله المنطقي؛ والذي تناول فيه سيرة غباء الحكومة والمعارَضة، واعتمادهما على السَّهم الأخيَبْ!
والكادر المـُـضــنَّبة أفكاره وتحليلاته وهيــصاته وكبَسَيْباتِه ..! وبالتالي، فقد لا يأنف الكثيرون من تكملة الاتفاق المنطقي حول التحليل الأفنديِّ،
إلى نهاياته المنطقية بأنه: ليس أسوأ من الحكومة، إلّا مُعارضتها السياسية، وليس أسوأ من المُعارضة ال دائرة على حــَــلِّ "ضيق مصالحها" وَ ال قابلة لأدنى مُغازلة إنقاذوية
من عَينة الـ " شيء بال شيء!"، إلّا هذه الحكومة المنصوبة من رُبع قرن في البلاهة والس فــاهة والبلادة والفساد وال وال وال وال وال
....
بعد ده كلو، أعتقد أنّه طالما " نجَتْ الـ ســُلطة القضائية" من بطْشَة جهاز المخابرات الذي يمور فَتْوَنة غبيانة، فــَ حُقّ لنا أن نتأسّى بالـ مَثـَل الشّعبي (ليس المؤتمر المِنـ جَــعِـر بالطبع!!)، حــُقّ لنا أن نتأسّى بالمَثَل الجماهيري ال قابل لمنح تأسية - ولو مؤقّتة!- والذي يقول:
كان سِلِم العَــوْد فاللَّحَم بي يعوووووووووووود!
.... الكلام على اللحم القضائي السـوداني المُستَقِل!
يا
بلاش!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
من ناحية تانية
فقد كَثُرتْ أعداد الذين شُرِّدوا عن "مُكَيناتُم السلطوية" بعد أن طغوا في البلاد..!
وأكثروا فيها الفساد، فصَبَّ عليهم ربُّك سوطَ عذاب؛ وباعتقادي، ليس أشد عذاباً من
تعيش "آخر عُمرَك" مُتجهجهاً أممياً وَ رسالياً مُبعداً بدواعي السِّنّ!!!
وأنتَ يا أنتَ!! قد بَؤسَتْ طلعاتك من "أوَّلها"، ثم زدتَّ طغياناً واستبداداً وبلامةً في "وسطها" وَ صمتاً أخرساً لا يأبه لحقٍّ أو باطل
يتمّ تحت ضِبْنَي سُلطتك الـ "فالصو" في " مُنتهاك"
فتجرّع! ذات الكاس، أو الحَسْ كوعك وعُضّ "عَضمة شيطانك" ..
ولله الحمد، وله المنّة، وبه الأمنة
ولكم في ذاك الديكتاتور الغاشم (وكان خيرٌ منكم بلا أدنى مُقارَبة) عبدالملك بن مروان، وقد قيل إنه لمّا أن جاءته ساعة الكَرْكَرَة، تلفّت يُمنة ويُسرى
من مخدعه ومضجعه القصري الباذخ! بعد أن طلب من مُرافقيه أن يُقرِّبوه للنافذة!!
ثم رمى ببصرِه بعيداً، ليَملأ بصره من " أحد " الجماهير الكادحة (من الزمن دااااك!) يغسِّل بالأُجرة، فقال عبدالملك، ليتني كنتُ في مكانه..!
وهو، أي عبدالملك، لم يَــفِــه بذاك التّمني (وأنا أنا في التَّمَنِّي، يا عَملات المرحومين: ودالرضي، وَ خلف الله حمد) إلّا لأنه لم يجد له مُغيث ممّا ارتكب
من حماقات، وسفَك من دماءٍ طاهرة، وشنّع على أبرار، وصعّد من فُجــّار "أولاد كـ لــ ْ ب ساي" كهلاء وشباب كهؤلاء في الكافَيْن!!!
............................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: سيف اليزل الماحي)
|
Quote:
Quote: Quote: ويبدو أننا سنكون أول أمة في التاريخ قتلها الغباء!! |
|
|
وبالرغم من اطلاعى على كثير من مقالات الافندى وسماع الكثير من تحليلاته وافكاره عبر كثير من الفضائيات الا انّ هذا المقال يعتبر اكثر مقالاته حُجة وبيانا ومنطقا وتحليل واقعى ..
وللاسف وفعلا نحن اول امة فى التاريخ قتلها الغباء وهذا لايحتاج الى البحث عن الادلة يمكنك فقط الاستماع الى احد المسئولين عبر وسائط الاعلام او الى احد المواطنين .. والله انك لتخجل من افكارهم ومفرداتهم بل ربما تموت كمدا من الحال التى وصلنا اليها ... بئس النظام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: علاء سيداحمد)
|
Quote: نعم، عين الأفندي صارت فاحصة لما يجرى في السودان (( ولأكثر من 25 عاما يا الأفندي)) ،
لكنه يتراجع في أول منعطف ويضعف أمام قدرة التصريح بفشل المشروع من أساسه!
|
أيّ مشـــروع تقصد ..؟!
يا عزيزي سيف، من سِماتنا السوء-سودانسياسية، أن كل زول عاجبو مشروعو!
وكل زول، يزعم من المِحال محاولة رجوعو!
لكن أمثال النابه د. الأفندي، كتب مقالاً رصيناً قوياً آملاً في إصلاح لن يتأتي بالساهل، وتلك هيَ القضية ..
...........................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
قرأت مقال الأفندي يا محمد جودة يا صديقي .. وهو مقال جيد .. الا ان شهوتك لاتهام المعارضة بالغباء, تبدو, أكبر بكثير من الأفندي وما قد يحتمله مقال الأفندي من اتهام المعارضة بالغباء ..
في الواقع, لو تحرينا المسألة بعمق, لوجدنا أن ما قد ندعوه ب (غباء المعارضة/هشاشتها/ضعفها) .. ما هو الا تمظهر او تجلي من تجليات الدولة البوليسية/الأمنية .. هو اصلا الدولة البوليسية قاعد تدمر في منو ومنذ 25 عاما حسوما .. أو قل منذ 1959 !!
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: وبالرغم من اطلاعى على كثير من مقالات الافندى وسماع الكثير من تحليلاته وافكاره عبر كثير من الفضائيات الا انّ هذا المقال يعتبر اكثر مقالاته حُجة وبيانا ومنطقا وتحليل واقعى ..
وللاسف وفعلا نحن اول امة فى التاريخ قتلها الغباء وهذا لايحتاج الى البحث عن الادلة يمكنك فقط الاستماع الى احد المسئولين عبر وسائط الاعلام او الى احد المواطنين .. والله انك لتخجل من افكارهم ومفرداتهم بل ربما تموت كمدا من الحال التى وصلنا اليها ... بئس النظام |
ده الكلام والله، يا عزيزي، علاء سيدأحمد
فالمقال، قوي رصين، وأعتقد أنْ سيكون له تأثيره الواضح على مَنْ تناول صنيعهم في كل الجهات، وَ خصوصاً جهة القيادة الكُليّة للبلد..
وده بيعني أنّو بعد كِدا، مافيش دفن رؤوس في الرمال! أو الرِّهان على "الوِلِف" الكَتَل الجدادات وخمّ بيضُم!!
............................. إن كانت تلك هيَ الحكومة، فَليغتــِّس اللهُ، حَجرها في سابع جوف أرضيني! وإن كانت تلك هيَ المعارضة، فــَــ تطير ما تَرِكْ!!
وبعدين؟!
ولا أبلين، الحكاية ماسخة بالحَيْل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: الا ان شهوتك لاتهام المعارضة بالغباء, تبدو, أكبر بكثير من الأفندي وما قد يحتمله مقال الأفندي من اتهام المعارضة بالغباء ..
في الواقع, لو تحرينا المسألة بعمق, لوجدنا أن ما قد ندعوه ب (غباء المعارضة/هشاشتها/ضعفها) .. ما هو الا تمظهر او تجلي من تجليات
الدولة البوليسية/الأمنية .. هو اصلا الدولة البوليسية قاعد تدمر في منو ومنذ 25 عاما حسوما .. |
مرحباً عزيزي دكتور المشرف،
حيّاك الله، يا رجل ..
كلامك ده، فيهو وفيهو
فبالله عليك، لو أمكن، تعال بالعندَك؛ تفِدنا عمّا يعتمل..
أو على الأقل، خلِّيك قريب..
ولك من المودّات أصفاها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: فهناك الكثير مما يستحق الإدانة ويستجلبها من تصرفات النظام ومعارضيه، إذا استعرنا عبارة كارل ماركس الشهيرة ع ن أوضاع ألمانيا في عصره. فقد أصبح التفريط والقصور الأخلاقي عند الأطراف مسألة واضحة لكل ذي عينين. ولكن الأمر تعدى غياب الضمير إلى غياب العقل. وبصراحة أكبر، تعدي الأمر الإجرام السياسي إلى الغباء السياسي. وكان طيب الذكر نيكولو ماكيافيلي قد أفتى للسياسيين بجواز، بل وجوب، إهمال الاعتبارات الأخلاقية والدينية في السعي للسلطة أو للحفاظ عليها، لأن منطق الدولة غير منطق الفرد. وقد اتبع سياسيو السودان من نظام ومعارضة نصائح مكيافيلي بورع المتقين.
|
أي نعم، ويا له من وَرَع مشبوه ..! وغباء دون أيِّ تبرير.
-------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: سيف اليزل الماحي)
|
تقول: Quote: ليتقنطر لنا أفنديك في واجهة التحليل السياسي لدولة الإستبداد ذات الرماد، ويضعنا جميعا في سلة واحدة؟! قول ليهو أفرز يا أفندينا.
|
حـَــيَّرتني والله يا أخي!
فأنت يا إمّا شاعِــر "وَ لّا" شاعر ..! فبحسب عبارتك، فقد وجدتَّ نفسك ملموماً غير مفروز عن باحة المشروع اللِّي هو لم ينتَهِ بعد ...(!)
وبـِ ذات عبارتك التانية، تطلب الفرز من "أفندييِّ"؛ وبالمنطق، لا يُطْلَب إلّا الغائب! كأنمّا استَكْنتَ إلى أنك موضوع موضوع في بذات الســَّــلَّة ....(!!)
وبالمنتَهى: فـــ (!) و (!!) طَرفَي معادَلة آنية؛ أيّهما اخترت، فستبقى النتيجة صفرية ..! لاسيما وأنّ بقيّة عباراتك، ما تزال مُشرِقة اتفاقاً ما حلّل الأفندي.
يا عزيزي، لا تضع نفسك في مقام المتورِّط! وقد قيل: ده حار، وَ ده ما بنكوي بيهو!
................. مع المودّات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: الكلام على اللحم القضائي السـوداني المُستَقِل!
|
لو سِلِم العود، اللحم بِــ يعود
وطالما أنّ القضاء مُستَقِل، في دولتنا السودانية القابضة على " كُل الأمور"
فكل ال فات ملحوق ملحوق ملحوق يا " وِلداه" ..!
ما على "القضاء المُستَقِل" إلّا ألاّ يكون " مُســتـــَــغــَـــل علآخر؛ وإلّا واطاتنا صِبحتْ، و " حلوتنا" مــَــلِحَتْ ..!!
................. الكلام على الأخلاق ..! كما زعمتْ إحداهُنُّ وقد تجافاها طلب المراقصة في تلك الليلة التي هانت فيها الرقصات على الــ"ــرِّويشات" ال خفيفونيّات في ذهن المتخلِّقة في حَفل بهيج!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: ولا شك أن أول تساؤل لدينا يتعلق بدوافع إلقاء المسؤول الأمني الأول في البلاد خطابات وإطلاق تصريحات، في حين أن السرية هي من أبجديات العمل الأمني والمخابراتي الذي يتطلب احتفاظ الدولة بسرية هوية ضباط المخابرات وطريقة عملهم. وهذا يتناقض مع إقامة حفلات تخريج متلفزة لضباط المخابرات. ولو أراد جهاز مخابرات إرسال رسالة إلى دولة أخرى، فإنما يكون البيان بالعمل، وليس بالتصريحات الإعلامية، فهذه مهمة جهات أخرى. |
هذا كلام صحيح مية ال مية، وليتهم يعلمون.
-----------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
من نافذة ال" تبليم " المُريحة! الفيسبوك:
Quote: Kirbikan Sudan· متابعة · Manager في Marawi for Translation and Computer Services
وعشان الأفندى الكوز المعفن عرف انو السودانيين اغبياء رسل واحد غبى زيك كدا عشان يلمعو ويحاول يرجعو نضيف من تانى ولكن نقول لك وهو لن ننسى انه كوز وحتى لو قام بتأليف قرآن عن نقد الكيزان وقول ليه لو عندك شغله تانيه سويها لانو لمن جاتك الفرصه تعمل شعب ماغبى قلت احسن تعملها من إتجاه حزبك الوسخان الذى يساهم مساهمه فاعله ولمده الخمس وعشرون عاما الماضيه فى تدمير الدولة والشعب ياغبى انت وهو وبلاش تطبيل ولو عندك كلام تانى عن الغبى الأكبر الأفندى فتشو لكن دا ماحينضفو من العفن الساهم بيه مع الكيزان من قبل.... |
اسمك عينة يا مدير مروي للترجمة وخدمات الكمبيوتر؛ كربكان!
ولّا ده زيادة سِترة وتحجُّب في مواقع الجهارة القومية ..؟ انتا خايف من إيه يا رجل؟ تعال باسمك ورسمك وحقدك وفشلك وقــَـ هَــرَك، وأعدك أنو ما يحصل ليك غير الطيب من القول.
مع حجابك الصفيق، أقول ليك: أنا ما رســِّلني الأخ الأفندي، ولا أظنو يحتاج أن أسوّقه، فهو أوكد ظهوراً وأقوى إسهام جهير ولا يتسدس خلف حُجُب الفيسبوك
وبعد كل ذلك، وعلى الرغم من إساءاتك لي وللأفندي، وهي إساءات تشبه دسدستك وخِفّة عقلك - هذا إن كان لك شوية عقل!- أقول لك، كتر خيرك على المرور بالبوست وخلّيك عارف، الجاتك في "هبالتك" تنفعك إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
واضح لكل المتابعين، أن إعلانات التعيين بالتجنيد لجهاز المخابرات الوطني، قد ظلّت تترى، جريدة وراء جريدة، وعلى آخر تلوين وتصميم وترويج ما بعده! ولا قبله؛ بل لقد طالعتُ في هذا المنبر الفتي، بوستاً يحدد أعداد المتقدِّمين للتجنُّد في جهاز المخابرات الوطني، قيل أنهم بلغوا ستة آلاف متقدِّم!! في واحدة من تلك الإعلانات؛ ويجب ملاحظة أنّ ذاك الرقم الكبير، قد كان في واحدة من الإعلانات! وبالتالي، من الممكن أخذه كــ متوسط لأعداد الذين هُم على استعداد للتجنّد في جهاز المخابرات الوطني.
ثم إنّني قد شَهِدتُ أواسط السنة الماضية 2013، عربة جيش عليها جنودها بمكبِّرات صوتهم، وأغاني حماسة عديل كدا ضجّت بشارع الحُــرِّية (ش. روبرتسون، سابقاً)، بل وأصْمَتْ كل الآذان الحائمة وعلى الشارع "أو تسميته!" لائمة! تنادي الناس أن هلمّوا للتجنُّد بقوات الشعب المسلّحة.
الشرطة، كغيرها، لم تُقصِّر في طلب الانضمام إليها، بإعلانات إذاعية وأخرى منشورة..
فإن كان الحال كما يجري، ودون أن تُضيف إليه تلك اللبسة المُبرْقَعة لطلاّب المدارس الثانوية؛ وَ دون حتى أن تُضيف إليه قوات الدفاع الشعبي وَ مُنَسَّقية الخدمة الوطنية، و جماعات الحركات المتمردة العائدة بــ " كدمولها" والأخرى المتنقّلة سريعاً من مكان في غرب السودان لوسطه؛ لظنّنا وليس كل الظنِّ "خير" أنّنا سُنمزِّق قريباً فاتورة العسكرة حِتّة واحدة، يعني ضربة لازب!
.................... إلى أين نُساق....؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote:
الصحفي السوداني، خالد الإعيســـر * وهم التفوق لدى رأس الدبلوماسية السودانية ..!
كانت ذروة فهم الواقع السياسي السوداني يومها، حين كنا في جلسة رمضانية في صالون الاستاذ حسن تاج السر في لندن مطلع الألفية، جمعتنا مع صاحب الدار الكريم، وكل من الأستاذ المحبوب عبد السلام المحبوب، والسياسي السوداني "الجنوبي" بونا ملوال "أمد الله في أعمارهم".. والأديب الراحل الطيب صالح، والراحل الصحافي الكبير حسن ساتي، وعميد الصحافة السودانية الراحل محمد الحسن أحمد؛ "طيب الله ثراهم". لن*أنسى*مدى الأريحية بين غرماء السياسة وأصدقاء الثقافة والأدب*في مثل تلك الجلسات، وقد سأل المحبوب عبد السلام يومها صديقه الطيب صالح، عن سر عدم زيارته للسودان إبان العهد الأول للإنقاذ في أوائل التسعينيات؛ لما كانت الحركة الإسلامية موحدة وأمرها على قلب رجل واحد، فرد الطيب: "أنتم يا ابني محبوب كان نصفكم مجانين والنصف الآخر عقلاء، لما الواحد يصل مطار الخرطوم يقبض عليه المجانين وعلى بال ما يسمعوا بيهو العقلاء، يكون المجانين قضوا غرضهم وعملوا فيهو العايزنو". لا شيء يجسد الغرور أو الادعاء أكثر مما يحدث الآن في حكومة الإنقاذ، ذلك الواقع الذي يكرّس لهيمنة وتغوّل المجموعة "التي سماها الطيب صالح يومها بالمجنونة" على كل مناحي الحياة وانفرادها بالقرار السياسي، الذي أدت انعكاساته لتخلف السودان وتدني مستوى التنمية فيه، بل وتفكيكه إلى دولتين، ولربما تستمر رحلة التفكك من واقع المعطيات الموجودة على المسرح السياسي، حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.
ليس غريبا أن تتعاطى دبلوماسية الدول الناجحة مع العالم من حولها عبر سياسة خارجية تتسم بالحكمة والعقلانية والتوازن، وتغليب مصالح شعوبها؛ إلا أن السودان ظل أسيرا لتصرفات قلة أكثر ما يعنيها هو تحقيق مصالحها، بغض النظر عن مصالح شعبها.. هذه القلة دائما تظن وبعد أن حكمت السودان "بالحديد والنار" لعقدين ونصف العقد، بأنها مجموعة وهبها الله قدرات خاصة حتى تكون أيقونة لظاهرة كونية عنوانها التفوق "نادرة الحدوث". هذه الحالة التي تتجسد في سلوك الكثيرين من قادة حكومة الإنقاذ في السودان، عرفت عالمياً "بتأثير دانينغ وكروغر" نسبة لمبتكريها ديفيد دانينغ وجوستين كروغر، وهي نظرية تشابه إلى حد كبير مقولة تشارلز داروين "الجهل يولد الثقة في كثير من الأحيان أكثر مما تفعل المعرفة".
تأثير دانينغ وكروغر هو انحياز معرفي يشير إلى ميل الأشخاص غير المؤهلين، للمبالغة في تقدير مهاراتهم وقدراتهم، أو لأنهم يعانون من وهم "التفوق"؛ وهكذا الحال مع بعض صناع القرار السياسي السوداني، وعلى سبيل المثال نذكر منهم رأس الدبلوماسية السودانية ووزير الخارجية علي كرتي، الذي يملأ الدنيا ضجيجا هذه الأيام. ربما من السهل لكل مراقب لمسيرة الإنقاذ أن يلاحظ وبدون كبير عناء، أن الحكومة السودانية دائما تبدع في خلق الأعداء، وثمة تجارب سابقة وآنية معاصرة تؤكد ذلك، وأدت إلى نفور الحلفاء والأصدقاء، في وقت ظل فيه السودان وشعبه أحوج ما يكون لكسب الأصدقاء، وليس نفورهم. من بين هذه الإخفاقات سلسلة من الأخطاء الكبيرة ارتكبتها وزارة الخارجية السودانية مؤخرا، بدأتها بمطالبة بعثة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) بإعداد خطة للانسحاب من السودان؛ اتبعتها باستدعائها السفير الأردني في الخرطوم عايد جميل الدرارجة وتسليمه "رسالة احتجاج واستنكار" على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة وتعقيبه على بيان المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، ومطالبته بضرورة امتثال السودان للمحكمة.. وواصلت الوزارة إخفاقاتها بطرد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان علي الزعتري ومديرة برنامج الامم المتحدة الإنمائي ايفون هيلي.. واختتمتها بقرار إعادة مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رحمة الله محمد عثمان، لاتهامه بالغياب عن جلسة مجلس الأمن التي قدمت خلالها المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا تقريرها الخاص بالسودان، علما بأنه دبلوماسي محترف.
وزارة الخارجية ارتكبت كل هذه الأخطاء والهفوات في ظرف أسبوعين، وأظن أن أخطرها تمثل في تصريحات وزير الخارجية السوداني الأخيرة في مؤتمره الصحافي في الخرطوم في أعقاب مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للسودان بالعدول عن قرار طرد كل من علي الزعتري وايفون هيلي.. حيث خرج كرتي بعدها على كل قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي، عبر تصريحات ضمت الكثير من المضامين المجافية للأدب الدبلوماسي والتي من بينها قوله، إن الخارجية السودانية تصرفت بثقة "ورجولة"عندما قررت طرد المبعوثين، هل لعاقل أن يتخيل أن يصدر تصريح كهذا من قمة الدبلوماسية في أي دولة من دول العالم، وهل يمكن أن يصدر تصريح كهذا من أي دولة تضع أدنى اعتبار لمصالح شعبها وارتباطاته بالعالم من حوله؛ ولا أدري ما هو تفسير الرجولة عند كرتي، عندما قرر تعيين زوجته أميرة داؤد قرناص سفيرة للسودان في إيطاليا، "على الرغم من تمتعها بالمؤهلات العلمية والخبرات المطلوبة؟".
لقد تساءل دبلوماسي سوداني سابق "مشهود له بالكفاءة والنجاح" في جلسة خاصة، عن دبلوماسية الإرتجال والعشوائية بالقول: "كيف لدولة وزير خارجيتها قادم من سوق السجانة وتجارة الإسمنت والسيخ أن يفلح في إحداث التغيير عبر العمل الدبلوماسي، ويعني تغيير صورة السودان؟".. والحقيقة أنه ليس عيبا أن يكون الوزير كرتي قادما من السوق، ولكن العيب أن يمارس التجارة في حله وترحاله تحت ستار العمل الدبلوماسي، وكما يقال "من يجلس فوق مقعدين لابد أن يسقط بينهما". كرتي تكهن قبل أيام من اجتماع مجلس الأمن بعدم صدور قرار إدانة في حق السودان، وقال: "حتى لو صدر القرار فإن مجلس الأمن اتخذ من قبل عدة قرارات تتعلق بالسودان لكنها لم تؤثر عليه"، ألا يعلم كرتي أن صورة السودان في العالم أصبحت أسوأ مما يتخيل أي عاقل.. كيف لا يعلم كرتي بأن قرارات كهذه إن صدرت أو لم تصدر لا محالة أنها تضر بعلاقة السودان مع المجتمع الدولي؟ ألا يعلم الوزير أن مثل هذا التفكير العقيم هو السبب الأساسي للعزلة الدولية التي يعانيها السودان، والتي لم يشهد لها التاريخ مثالا مع كل الأنظمة التي حكمت البلاد منذ الاستقلال. نعلم أن كرتي يندرج ضمن قائمة مليارديرات قادة الانقاذ.. ولكن ألا يعلم كرتي أن السواد الأعظم من أبناء الشعب السوداني هم من الفقراء وأكثر من يتأثر من حالة الركود التي تعانيها البلاد من مثل هذه التصريحات غير المسؤولة.
كرتي لم يسلم هو نفسه من انفعالاته، ونعلم أن هناك حراكا قد قطع شوطا بعيدا يقوده عدد من الناشطين بغية ضمه إلى قائمة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، على خلفية تصريحات سابقة أدلى بها العام قبل الماضي، اتهم فيها حركة العدل والمساواة بالقتال الى جانب قوات العقيد معمر القذافي، الأمر الذي أدى الى مقتل المئات من السودانيين في حملة انتقام قادتها المعارضة الليبية. كل هذه القضايا تكشف، وبكل وضوح فشل وزير الخارجية في الملفات الخارجية، بالإضافة للفشل الداخلي الذي تعانيه واحدة من أهم الوزارات السيادية بسببه، ومعلوم أن كرتي "محليا" وقبل التعديل الوزاري الأخير كانت له خلافات كثيرة منها، مثلا خلافه الشهير مع القوات المسلحة بسبب تصريحاته في البرلمان بعدم معرفته برسو السفن العسكرية الإيرانية في ميناء بورتسودان، علما بأن من نسق العملية هو سفير السودان في إيران، الذي يقع تحت مظلة كرتي الإدارية. ليت الطيب صالح كان حيا، ليعلم أن القائمين على أمر الإنقاذ هذه الأيام لم يعد نصفهم من العقلاء كما كان، وإنما غالبهم ممن وصفهم يومذاك بالنصف "الذي تميز بأنماط من السلوك الذي أودى بالسودان".
* كاتب سوداني مقيم في بريطانيا صحيفة القدس العربي mailto:[email protected]@yahoo.com |
------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
عزيزي "ابوجودة" .. تحية طيبة يا زول يا كتاب ..
فكرتي البسيطة تقول انو الناس مفروض, متى ما تمكنوا من اللغة وادواتها, بكون ساهل جدا انهم يمثللوا مراكز اشعاع توعوي تشرح للناس كيفية عمل الدولة البوليسية ومسؤوليتها المباشرة في تدمير البنى الفوقية والتحية للشعوب .. ومن ضمن هذه البنى السيدة سيئة الذكر "المعارضة"..
قل انو ما عملوا كده !! فليكن ولكن ما يسارعو بمنتهى الهمة والنشاط لوضعها في ذات قفص الاتهام مع الدولة البوليسية .. وذلك بمناسبة مناسبة .. والادهى يكون دونما مناسبة .. كمقال الافندي هذا ..
مودتي التي تعلم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: عادى ومقبوله منك طالما انت جايب ليك وسخ بتاع كوز معفن يعنى يجى من وراك شنو غير العفن.... مهما طال ليل الظلم فشمس الحق شارقة لا محالة وسننظف منكم البلاد مابين ليلة وضحاها ياقذرين ياوسخانين شعبى على وطنى....التوقيع: كربكان مدير شركة مروى للترجمة وخدمات الكمبيوتر |
هانت ال مروية، والله
حينما يتفاصح ال المغتغتين، والمُلملمين وال مُعفــِّنين ال زي العامل فيها مدير ترجمة وهو لا يحسن لغته الأم..!
كيف يترجم المتدسدسون؟ وبأيّ قارحة؟
سُب عليك في القِبَل الأربعة
أمّا إنك "زول" تــ ا فــ ه
.................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
من مداخلة صديقي د. محمد حيدر المشرف:
Quote: فليكن ولكن ما يسارعو بمنتهى الهمة والنشاط لوضعها في ذات قفص الاتهام مع الدولة البوليسية .. |
لكين يا أباحُميد، منو دي؟!
أنا دا ..؟! حاشاني!
بيني وبينك، أعتقد بأنني لستُ ال وحيد الذي يضع المعارضة (ليس في ذات قفص الاتهام مع الدولة البوليسية الأمنجية بعدما جعلت جهاز أمنها، قوة نظامية وكدا!!!) في قفص! فالمعارضة، في أكثر كوادرها، ترمي بنفسها ليّاً بــ ذات القفص!
أها ده يقولو عليهو شنو ...؟!
.....................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالوهاب الأفندي في مقال ناريٍّ: بحكومتنا ومعارضتها: فالبقاء ليس إلّا للأفس (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: ســقوط الرئيس البشـير .. بقلم د. عبدالوهاب الأفندي ..ا في فترات نادرة من تاريخ الشعوب، تتاح لبعض القادة فرصة صناعة التاريخ وإعادة صياغة واقع الشعوب وتحديد مصيرها. والرجال العظام هم من ينجحون في تحويل هذه الفرصة إلى ولادة جديدة، كما فعل نابليون وديجول في فرنسا، وجورج واشنطون وتوماس جيفرسون في أمريكا، ونيلسون مانديلا في جنوب افريقيا وراشد الغنوشي في تونس ورجب طيب اردوغان في تركيا، وكثيرون غيرهم من العظماء. وقل ما تتكرر هذه الفرصة، إلا في حالات أندر، كما حدث لنابليون وونستون تشرشل. ولكن لم يحدث قط أن أتيح لشخص واحد سبع فرص متتالية لأن يكون قائداً حقيقياً لشعبه، كما حدث للرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير، ثم فشل فيها جميعاً، وذلك هو الخسران المبين. فقد أتيحت الأولى عندما نفذ انقلابه في يونيو 1989، في وقت كانت البلاد فيه في أتون حرب أهلية مدمرة وشلل سياسي، وعلى حافة الانهيار الاقتصادي والعسكري. وكان ممكناً حينها توحيد قوى الشعب السوداني حول برنامج لإنهاء الحرب وإصلاح الاقتصاد واستعادة ديمقراطية مستدامة. وهو مقترح قلة من داخل النظام، وسياسيين معارضين مثل زعيم حزب الأمة الصادق المهدي قبل أن يقرر مغادرة البلاد والانضمام للمعارضة المسلحة. ولكن البشير ومن معه اختاروا الحرب ضد الجميع، فكان ما كان.
للإنصاف فإن البشير لم يكن يتحمل كامل المسؤولية، لأن الأمور كانت بيد الشيخ حسن الترابي، ولا يعفيه هذا من الإثم، لأنه كان جزءاً من المنظومة القيادية، وكان من يحتكر كل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية. وقد نجحت الحكومة وقتها في تحجيم طموحات الحركة الشعبية وجرها إلى مائدة الحوار، مما أتاح فرصة جديدة لإعادة صياغة الساحة السياسية عبر مفاوضات متوازنة مع الحركة الشعبية تحت رعاية افريقية، في أبوجا أولاً، ثم نيروبي ثانياً بين عامي 1992-1994. ومرة أخرى ضاعت أو ضيعت هذه الفرصة بسبب عدم الجدية من قبل الطرفين، وإن كانت الحكومة تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية، لأنها عزلت نفسها دولياً وإقليمياً وداخلياً، ولم يكن لها برنامج سياسي يلقى المقبولية. ظهر هذا بوضوح عندما أتيحت الفرصة الثالثة، وذلك عبر اتفاق الخرطوم للسلام الموقع مع جناح رياك مشار في الحركة الشعبية، وما تبعه من صياغة لدستور عام 1998. فلم يستجب الدستور للحد الأدنى من تطلعات الشعب والقوى السياسية في التعددية والحريات، كما لم يكن هناك حرص على مشاركة حقيقية مع حركة مشار، مما دفع بالأخير للعودة مجدداً إلى حضن الحركة الشعبية.
أتيحت فرصة رابعة بعد الانقلاب على الترابي في عام 1999، وتسلم البشير مع نائبه علي عثمان السلطة كاملة، وسط ترحيب إقليمي ودولي ومحلي. وسقطت بذلك كل الأعذار حول المسؤولية الكاملة. وقد تزامن هذا الانفراد بالمجد مع بدء تدفق النفط، بحيث أصبح لحكومة السودان موارد لم تتح لأي دولة سودانية في السابق منذ أيام بعانخي. كان بإمكان البشير مرة استغلال الفرصة، خاصة وأن المهدي كان قد عاد إلى البلاد ووقع مع النظام اتفاقية تفاهم تسهل الشراكة في استعادة الديمقراطية. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، بل زادت الأوضاع تدهوراً. رغم ذلك ساعد جماع هذه التطورات، ومنها التقارب مع أمريكا عبر التعاون الأمني وتحسن وضع النظام المالي والعسكري، في خلق الفرصة الأهم، حيث مهد الطريق أمام اتفاقية السلام الشامل التي أنهت حرب الجنوب وخلقت لأول مرة حكومة قومية تحظى بدعم شعبي ودولي كاسح.
كانت هذه فرصة تاريخية لوضع السودان لأول مرة على مسار التعافي. فبخلاف اتفاقية أديس أبابا عام 1972، أتاحت الاتفاقية المشاركة السياسية لكافة القوى السياسية على أساس دستور يؤكد على المواطنة المتساوية وحماية الحريات والحقوق الأساسية للجميع ويعزز الحكم الفدرالي. كل هذا في ظروف مواتية نادرة: وجود موارد كبيرة تحت تصرف الدولة عبر النفط، وحماس دولي كاسح صحبته وعود سخية بالدعم. ولكن البشير أضاع هذه الفرصة الخامسة خلال عقد ونصف (ومعها فرصة سادسة برزت من خلال لقاء كنانة الذي أعقب صدور طلب اعتقال الرئيس من قبل محكمة الجنايات الدولية في عام 2009)، وذلك أولاً بارتكاب حماقة وكبيرة تفجير الأوضاع في دارفور، ثم بعدم احترام الاتفاقية ونصوص الدستور في المشاركة السياسية وإتاحة الحريات. وكانت النتيجة التواطؤ مع الحركة الشعبية، بحيث يسمح لها بقمع مواطنيها وتزوير الانتخابات في الجنوب، على أن يكون للبشير نفس "الحق" في الشمال. وكانت النتيجة إضاعة هذه الفرصة العظيمة وتحويلها إلى كارثة عبر تمزيق البلاد، وفصل الجنوب، وتدمير دارفور، وتحول السلام إلى حرب جديدة في جهات كثيرة من البلاد.
كان كل هذا يكفي لمعاقبة من تسببوا في كل هذه الكوارث، ليس فقط في محكمة الجنايات الدولية، بل في محاكم الشعب. فلو كان هذا نظاماً إسلامياً كما يزعمون، وكان هناك قضاة يخافون الله ورسوله، لكان الأولى جلب البشير ومعاونيه إلى محاكم للقصاص العادل. فليس هناك في الشريعة "حصانة" لأي شخص أو مسؤول من تطبيق الشرع. يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاح لمن خاصمه القصاص في حادثة بسيطة، فكيف بالقتل وارتكاب الفواحش؟
المدهش هو أن الذي حدث العكس، فقد أتيحت للبشير فرصة سابعة، هي بالقطع الأخيرة، لاستنقاذ نفسه من الحفرة التي حفرها لنفسه. فقد استجابت كل القوى السياسية لدعوته للحوار في يناير من العام الماضي، وعرضت حتى الحركات المتمردة وضع السلاح والدخول في الحوار. وقبل ذلك كانت مبادرة الاتحاد الافريقي برعاية الرئيس تابو أمبيكي، ومعها المبادرة القطرية حول دارفور، قد فتحا الباب لحل سياسي شامل يضع البلاد على طريق الاستقرار. وقد قبلت المعارضة طائعة قيادة الرئيس البشير للمرحلة الانتقالية، مما كان سيجلله بالفخار كزعيم يرتضيه كل السودانيين، ويقود البلاد عبر الإجماع إلى مستقبل مشرق.
إلا أن البشير يبدو اختار، وللمرة السابعة، أن يكون دكتاتوراً صغيراً بدل أن يكون زعيماً كبيراً. فكما يظهر من خطاباته المتكررة، وكان آخرها السبت الماضي، ومن ممارسات حكومته من اعتقالات غير مبرة للمعارضين، فإن البشير قد تراجع عن فكرة الحوار –إن كان جاداً فيه من الأساس- واختار المواجهة. فهو يتحدى معارضيه لخوض انتخابات ليست بحقيقية إلا بقدر ما كان حواره حقيقياً. فهو أشبه بمن قيد رجلي منافسه وقدميه ومنع منه الماء ثم دعاه للسباق. فالنظام اختطف الدولة، واحتكر أجهزة إعلامها وكل مواردها، وكمم أفواه المعارضين، وحرم المسيرات والمهرجانات الانتخابية، ثم قال للناس تعالوا ننتخب. فانتخاباته أشبه بانتخابات الأسد الذي أرسل الشعب في إجازة خارج البلاد ثم انتخب نفسه، وحواره مثل حوار الحوثي، الذي ينسف بيوت معارضيه أو يحاصرها ثم يقول لهم تعالوا نتحاور، ويوقع الاتفاقات ولا يلتزم بها.
وقد تذرع البشير بأفعال الحوثي لرفض الحوار "خشية الفوضى". وما ينساه الرئيس هو أن مشكلة اليمن لم تبدأ بالحوثي، كما أن مشكلة العراق لم تبدأ بالغزو. ولو أن رؤساء مصر واليمن وليبيا وتونس والعراق وسوريا وغيرهم جلسوا للحوار مع معارضيهم، وتفهموا بعض مطالبهم المتواضعة في الحريات والمشاركة لكانوا ما زالوا في الحكم، أو على أقل تقدير، لأصبحوا رؤساء سابقين يقيمون معززين مكرمين في أوطانهم. وهذه العبرة للبشير، وليس حال اليمن بعد سقوط صالح، وهو غير مسؤول عما يحدث بعد سقوطه المحتوم إن استمر في نهجه المدمر الحالي.
|
----------------
| |
|
|
|
|
|
|
|