الربيع العربي بعد اربع سنوات ... المسارات والمآلات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2014, 08:05 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الربيع العربي بعد اربع سنوات ... المسارات والمآلات

    حلقة من برنامج حديث الساعة يوم أمس الأربعاء 17 ديسمبر
    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=Eukeg1Uysg4www.youtube.com/watch?v=Eukeg1Uysg4


                  

12-18-2014, 10:23 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الربيع العربي بعد اربع سنوات ... المسارات والمآلات (Re: Yasir Elsharif)

    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=cMJTYut5tKgwww.youtube.com/watch?v=cMJTYut5tKg

    في برنامج حديث الساعة لم يجد المفكر السوري الدكتور سمير العيطة الفرصة الكافية. هذه فرصة لمن يريد مشاهدة لقاء كامل معه وضع بتاريخ 24 أكتوبر في يوتيوب.




    وهذا حوار آخر يعود إلى أواخر أبريل 2014 أجراه الإعلامي سامي كليب من قناة الميادين، لقاء ممتاز.

    حوار الساعة - مع سمير العيطة - الكاتب المعارض السوري - 2014-04-29

    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=s8niidye874www.youtube.com/watch?v=s8niidye874





    سامي كليب: أهلاً بكم أعزائي المشاهدين إلى هذه الحلقة من حوار الساعة نقدّمها من باريس عبر قناة الميادين، نستضيف فيها كاتبًا سوريًا معروفًا كان رئيسًا لتحريرLe Monde Diplomatique وهي صحيفة فرنسية عريقة ومهمة، باللغة العربية، وكان يوزّعها في العالم العربي، وهو رئيس المنتدى الاقتصادي العربي أيضًا، كاتب ومفكر سوري يقيم في فرنسا، في باريس منذ سنواتٍ طويلة، درس هنا وأقام ويدور حاليًا في فلك العاملين من أجل التغيير في سورية، تحديدًا في المنبر الديمقراطي وهو منبر طبعًا من المعارضة السورية.

    أهلاً وسهلاً بك أستاذ سمير.



    سمير العيطة: أهلاً بك.



    سامي كليب: أهلاً وسهلاً. طبعًا الحدث البارز الآن والذي فرض نفسه، ترشح الرئيس بشار الأسد لولايةٍ ثالثة في الانتخابات الرئاسية. السؤال، بعد كلّ هذا الضغط الدولي والعربي والمعارض لإزاحة هذا النظام أو تغيير هذا النظام، نراه يترشح لولايةٍ ثالثة. هل هو فشل الآخرين؟



    سمير العيطة: أتصوّر فشله هو أيضًا لأنّ أولاً لا معنى لانتخابات رئاسية بشكل عام عندما يكون هناك قصف بالبراميل وبالصواريخ على بعد 2 كيلومتر من مركز العاصمة، عندما تكون المدينة الثانية، العاصمة الثانية حلب مقسومة إلى جزءين في ظلّ الحرب. ما معنى انتخابات رئاسية في ظلّ الحرب؟ أنتَ لستَ على أرضية سياسة، انتخابات رئاسية هي موضوع سياسي اجتماعي إلى آخره، اليوم ما يحصل في سورية هو الحرب والأرضية هي الحرب. أنا كنت أفضّل حتى من وجهة نظره أن يمدّد سنتين لتعذر الانتخابات الرئاسية لأنه في الحقيقة ليست هناك انتخابات بالمعنى الحقيقي، هناك ناس مهجّرون إن كان في المناطق، لا أعرف كيف سيتدبّرون الأمر، كان أفضل أن تؤجَّل الانتخابات الرئاسية ويُترَك المجال مفتوحًا حتى تنتهي الحرب وننتقل للسياسة وبعدها نتكلم.



    سامي كليب: أولاً الانتخابات ستجري في المدن الكبيرة، يعني حمص، حلب، حتى حلب، حماه، دمشق، حتى درعا، إدلب، دير الزور، يعني المدن الكبيرة ستجري فيها الانتخابات. هذا أولاً. الأمر الثاني، السلطة تستطيع أن تقول هذا استحقاق ووصل إلى آخره ونحن نحارب أناسًا على الأرض لا يجب أن يمنعونا من ترشيح الرئيس لولاية ثالثة. كلّ طرف عنده وجهة نظره. لماذا يجب أن يمدّد؟ لماذا لا يترشح؟



    سمير العيطة: أعود إلى المبدأ، روحية الدستور الحالي هو أنه لا يمكن للرئيس، الذي وضعه بشار الأسد، لا يمكن للرئيس أن يترشح أكثر من مرّتين سبع سنوات.



    سامي كليب: ابتداءً من الولاية.



    سمير العيطة: هو يريد أن يعيد العدّاد من أول وجديد.



    سامي كليب: لا، الدستور يجيز له.



    سمير العيطة: أخي، الدستور فُصّل على شكله.



    سامي كليب: نعم، ولكن يجيز له.



    سمير العيطة: حقه، يحمل سلاحًا، ماذا تستطيع أن تفعل تجاهه؟ أنتَ روحية الدستور أنّ الرئيس هو لمدّتين، سبع سنوات، هذه البلد، سورية، هل هي سورية الأسد أم هي سورية؟ وهناك فرق كبير. إذا كان هناك سورية الأسد والأسد إلى الأبد، أو نحن آخر بلد شيء، [أو نحرق البلد] معناها أخذنا إلى صراع ليس له نهاية، أو هناك سورية واحترام للرئيس مهما كان الرئيس ومهما كان ما حصل، انطلاقاً من أنّ الرئيس يحترم سورية كدولة.



    سامي كليب: كيف تفسّر أنه لا يوجد قيادي معارض الآن له شعبية كشعبية الرئيس الأسد؟ لا يوجد.



    سمير العيطة: المعارضون يقولون أنهم مُنِعوا خلال أربعين سنة من العمل السياسي، الشخصيات البارزة هي شخصيات برزت عبر الإعلام، أتصوّر في سورية هناك كثيرون يستطيعون أن يتحمّلوا منصب الرئاسة مهما كان وضعهم، إما عند المعارضة أو عند الناس الذين بقوا في المناطق الخاضعة للنظام لأنهم محترمون ولأنهم يمثلون شيئاً آخر. الظروف الحالية لا تسمح بانتخابات رئاسية، وأنا كنت أفضّل مثلاً أن يشكل مجلسً رئاسيً يأتي بالتوافقات. اليوم سورية، لم يعد هناك سورية بالمعنى الذي كان موجودًا قبل أربع سنوات إن كان في الأذهان أو إن كان على واقع الأرض.



    سامي كليب: حتى لو سمحت الانتخابات، ألا تفتقر المعارضة الآن لقيادي بارز، لقيادي كاريزمي مثلاً، يستطيع أن ينافس، يستطيع أن يترشح ويُجمِع عليه جزء من السوريين على الأقلّ والمعارضة؟



    سمير العيطة: كنت أتمنى أن يكون هناك بين شخصيات المعارضة شخصيات تستطيع أن تحمل كلّ هذه الأزمة، وعملت لهذا الشيء. أنا تصوّرت أنه ليس من حقي أنا أن ألعب هذا الدور، لأنني مغترب من سنة 72، خرجت إلى فرنسا، وهناك أناس دخلوا السجون وناضلوا سنين طوال وكنت أتمنى أن تكون لهم الريادة، تكون لهم الريادة بمعنى وجودهم كرموز حينما تنتهي الأزمة تتعلق بها الناس. للأسف كثيرون خسروا هذه المكانة. ما يهمّني هو أن تبقى هناك رموز، وهناك رموز باقية، ولن أسمّيها لأنه الله يحميها.



    سامي كليب: لماذا خسروا؟



    سمير العيطة: يمكن أن تعمل ولكنها ليست الرموز البارزة على شاشات التلفزة.



    سامي كليب: على كلّ حال، حضرتك وصّفت عدّة مرّات أنّ الذين ربما يظهرون على شاشة التلفزيون قد لا يعبّرون فعلاً عن المعارضة الفعلية. لماذا لم تظهر هذه الوجوه برأيك؟ تقول كنت أتمنى. هل هي التدخلات الخارجية؟ هل هي الصراعات بين أطراف المعارضة في الداخل؟ هل هو المال السياسي الذي أفسد جزءًا منها أيضًا في الخارج؟ هل هو العجز؟



    سمير العيطة: كثير من الأشياء. من ناحية السلطة، تقصّدت السلطة اعتقال، قتل كلّ القيادات الوسطية بين جيل الكبار السياسيين المخضرمين القدامى وجيل الشباب الذي قام بالثورة. ومن ناحية أخرى، القصة في سورية ثورة ومؤامرة في الوقت نفسه.



    سامي كليب: ولكن ليس الكلّ، ترى، مثلاً حسن عبد العظيم، قيادي كبير في هيئة التنسيق في سورية، في دمشق. لا نستطيع أن نعمّم ونقول الكلّ.



    سمير العيطة: صحيح، ولكن هناك فرق شاسع بين طريقة عمل وتفكير، مع كلّ الاحترام الذي أبديه للأستاذ حسن، بين طريقة تفكيره وطريقة تفكير الشباب. هناك مشكلة. الثورة من قام بها هم شباب، وأنا كانت نصيحتي أن تتمّ اللحمة بين جيل السياسيين القدامى وبين جيل الشباب. هذه اللحمة حاولنا أن ننجزها في المنبر، ولكن في أغلب التكوينات السياسية التي نتجت من الأزمة، هذه اللحمة لم تُنجَز. أنظر، حتى لجان التنسيق المحلية فقدت قيادتها وفقدت روابطها مع ما يسمى الائتلاف اليوم وكذا.



    سامي كليب: التدخلات الخارجية لعبت دورًا؟



    سمير العيطة: حتمًا. تقصّدت بعض المحطات، أقول دائمًا، السياسة تصنع الإعلام وليس الإعلام هو الذي يصنع السياسة. تقصّدت بعض المحطات وبعض الدول أن تُبرز أشخاصًا معيّنين، لم تكن لهم علاقة بالثورة، بعض الشخصيات المعارضة كان لي سجال معهم قبيل ما حصل في سورية، وكانوا يمدحون بالسياسات الحكومية، وكنتُ أبهدلهم، واليوم يأتون أنا ثورة، كيف؟ يا حبيبي، لم تكن الثورة ولا شيء ولم ترَ الثورة كيف تحصل ولم تفهم عواملها وعناصرها لا اجتماعيًا ولا سياسيًا.



    سامي كليب: الأمر لم يقتصر على الفضائيات، هناك تدخل دولي، تدخل إقليمي، هناك إبراز لشخصيات على حساب أخرى.



    سمير العيطة: ولكن يجب أن يكون الإنسان محقًا، الأزمة التي وُضِع فيها الناس كبيرة لدرجة لم يكن من السهل التعامل معها، حتى أكون محقًا ولا أظلم أحدًا، فجأة خرج الناس، كانوا يقولون بضع كلمات ثم يُسجَنون ويخرجون إلى التعاون مع قوى إقليمية، مع قوى دولية، مع كذب هذه القوى. كذا مرّة، التقينا بشخصيات معارضة من أوساط مختلفة، يقولون قال لنا الأمريكان كذا وقالت لنا السعودية كذا وقال لنا القطريون، وقلت لهم من قال أنّ ما يقولونه سيحصل، أنهم لا يضحكون عليكم، هم ضحكوا عليهم.



    سامي كليب: في هذا السياق، هناك قصة على ما يبدو حصلت، أكّد لي إن حصلت أم لا.



    سمير العيطة: هات لنرى.



    سامي كليب: السيدة بسمة قضماني وهي معارضة حاليًا اتصلت بك مرّة في بداية تأسيس المجلس وقالت لك المجتمع الدولي هذا الخيار الذي يريده، القوى العظمى، القوى الإقليمية، هذا هو الخيار الذي يريده، ويجب أن تنضمّ إلينا، وحضرتك رفضت. صحيح؟



    سمير العيطة: أولاً أنا لا أحبّ أن أتحدّث عن أيّ شخص بشكل محدّد.



    سامي كليب: سيدة اتصلت بك.



    سمير العيطة: لا، لا. هناك حادثة، ولكن لم تكن في هذا السياق. الحقيقة كانت هناك مجموعة من الشباب متواجدة في فرنسا، كنّا نتناقش، وطُلب مني أن أتحدّث مع بسمة لاختلاف توجّهاتها عن توجّهات المجموعة في أول الأمر.



    سامي كليب: دعتك إلى الانضمام الى المجلس؟



    سمير العيطة: لا.



    سامي كليب: لماذا لم تنضمّ حضرتك؟



    سمير العيطة: إلى المجلس؟



    سامي كليب: المجلس الوطني المعارض.



    سمير العيطة: في مرحلة أولى طُرح الاسم، بعدها سحبوه. هناك أسباب كثيرة. أنا كنت من أول الأحداث أصرّ على نقطتين أو ثلاث، حتى أمام المسؤولين الفرنسيين في الأماكن العامة، جرت عدّة ندوات، حتى في أواخر آذار، 15 يوما، وقيل أنّ النظام سيرحل، 15 يوما. أنا أجبت أنّ الدولة هي الشيء المهم، لا تفعلوا كما فعل الأمريكان في العراق. إذا دمّرتم الدولة تدمّرت سورية. واضح أنه كان هناك توجّه لكثير من الأوساط العالمية، سمّها، إلى تدمير الدولة السورية، وأنا وقفت كشخص ضدّ هذا. لا يهمّني بشار الأسد، بشار الأسد سيرحل.



    سامي كليب: أمريكا كانت تريد تدمير سورية؟ لنتحدّث بصراحة. حتى لو حضرتك الآن في المعارضة، ربما ليس لصالحك أن تقول هذا الكلام، ولكن هل أرادت أمريكا أن تدمّر سورية فعلاً؟



    سمير العيطة: الموضوع أعقد من ذلك. ما يحصل في البلاد العربية بما فيها سورية هو موضوع نابع من تطورات داخلية في البلاد العربية، تطورات اجتماعية، أنا ما أسمّيه التسونامي الشبابي، وساروا على هجرة الريف الى المدينة. هذا وضع يضع كلّ هذه البلاد في حالة عدم استقرار. أمريكا ليست اللاعب الوحيد، أمريكا والدول الإقليمية أصبحت لاعبة في هذه السيرورة، ليس فقط في سورية.



    سامي كليب: فهمت ماذا تريد أمريكا من سورية، ماذا أرادت خلال 3 سنوات وماذا تريد الآن؟



    سمير العيطة: أمريكا لها تصوّر عن المنطقة تحاول أن تتعامل مع أطراف متعدّدة بعضها ينشأ مثل تركيا التي خرجت من كونها قلعة فقط، واجهت الاتحاد السوفياتي وإيران التي أصبحت قوة حقيقية، مع تراجع دور مصر، مع تخبّط في دور السعودية نحو المستقبل، تتعامل مع هذه الأمور ليبقى لها مفاتيح في المنطقة تديرها كما شاءت. الوضع العربي اليوم مختلف جدًا عن مثلًا السبعينات، كانت هناك دول كانت لها ريادة وسيادة، كانت تستطيع أن تقطع النفط.



    سامي كليب: هذا معروف، ولكن ماذا تريد من سورية تحديدًا، وماذا أرادت خلال 3 سنوات؟ هل أرادت فعلاً الإتيان بديمقراطية وتغيير النظام من أجل نظام أكثر ديمقراطية وأكثر حريات أم أنها أرادت ضرب الجيش السوري وضرب الدولة السورية؟



    سمير العيطة: أنا أتصوّر من يقرأ سياسة الولايات المتحدة أو أيّ دولة ثانية أنها تريد الحرية لشعب يكون نوعًا ما واهمًا. في اللعبة الدولية، اللعبة لعبة مصالح. أنت من تريد الحرية لأهلك، أنت من تريد الديمقراطية. الديمقراطية عندما تستخدمها دولة أخرى عن بلدك هي لأسباب معيّنة تريد أن تدفع بهذا وذاك، ما معنى للديمقراطية بشكل عام إذا كانت الديمقراطية تُقام بالفلوس.



    سامي كليب: هل كانت أمريكا تريد تدمير الجيش السوري وتدمير الدولة السورية؟



    سمير العيطة: أنا أتصوّر أنّ القوى الإقليمية كانت تريد تدمير الجيش السوري وتدمير الدولة السورية أكثر من أمريكا.



    سامي كليب: الدول الإقليمية، من مثلاً؟



    سمير العيطة: الأربعة المبشّرون بالجنة.



    سامي كليب: يعني؟



    سمير العيطة: يعني تركيا والسعودية وقطر وفرنسا.



    سامي كليب: حضرتك قلت، أستاذ سمير، أمريكا أجّجت نيران الحرب الأهلية ودفعت الجهاديين من كلّ حدبٍ وصوب لأنّهم الأقدر على تقويض أركان النظام السوري. كان كلامك أصرح من الآن.



    سمير العيطة: تركيا. أنا قلت أمريكا وتركيا والقوى الإقليمية. لم أقل أمريكا بشكل محدّد. لم يكن هناك الإمكان لدخول المقاتلين الأجانب إلا بموافقة الحكومة التركية والحكومة التركية الحالية بشكل خاص المرتبطة بالتنظيمات الإسلامية وإلى آخره، هم الذين أفلتوا التنظيمات المتطرفة في سورية لأنهم رأوا بعد مرحلة معيّنة أنّ الحراك المدني لم يُسقِط النظام والنظام مستشرس في قتل الناس، رأوا أنّ المقاومة المسلحة نوعًا ما لا تستطيع أن تزعجه، فأفلتوه حتى يدمّروا الجيش.



    سامي كليب: أستاذ سمير، لن أدافع ولن أهاجم، دوري صحافي وأسألك، حين تقول النظام يستشرس في قتل الناس، عندك قاعدة وعندك نصرة وعندك داعش وعندك الآن جبهة إسلامية، يعني عندك تيارات تكفيرية الدول الغربية تعترف اليوم بأنّ مئات الجنسيات وعشرات آلاف المقاتلين يقاتلون في سورية. ماذا يفعل الجيش؟ ينتظر ويشاهد؟



    سمير العيطة: عندما تسمع خطاب الرئيس السوري الذي ألقاه بعد شهر من الأزمة، ولم يكن هناك هذا الشيء، فقط في منطقة درعا وحوران، تقول أنه يتكلم عمّا يحدث الآن، أراد أن يأخذ إلى العنف والطائفية فقط للحفاظ على نفسه كرئيس إلى الأبد.



    سامي كليب: لماذا لا تكون كانت لديه معلومات؟ كانت لديه معلومات ربما ليست متوافرة لديكم أن هناك قاعدة وهناك.



    سمير العيطة: لا تُعالَج المؤامرة بهذه الطريقة، ثانيًا عندما تزجّ بالجيش ضدّ شعبك، أنتَ تأخذ المخاطرة أن تدمّر هذا الجيش. أنا برأيي الشخصي بشار الأسد لم يكن فقط مجرمًا بحق مواطنين أخذوا إلى التعذيب، قتلوا، إنما كان مجرمًا بالضبط بحق الدولة والجيش السوري. أنتَ ضابط أو عنصر في الجيش السوري، يؤمَر بقتل متظاهرين لم يكونوا يحملون سلاحًا، كان أمامه خياران، إما أن يرفض الأمر ويُقتَل أو أن ينشقّ ويصبح تابعًا لدول خارجية. هذا إجرام بحق الجيش والدولة السورية، برأيي.



    سامي كليب: جيد أنه برأيك لأنّ هناك رأيًا آخر يقول العكس، يقول أنّ هناك نسبة جيدة معه اليوم، مع الرئيس الأسد، وأنه هو بتحريك الجيش ضدّ التيارات التكفيرية والقاعدة والإرهاب ولا أعرف ماذا، حمى الدولة وحمى الجيش. على كلّ حال، رأيان متناقضان، كلّ واحد عنده رأيه.



    سمير العيطة: كيف حمى الدولة وحمى الجيش؟ أنتَ في مرحلة معيّنة قبيل معركة القصير، أصبح الجيش السوري منهكًا لدرجة كبيرة.



    سامي كليب: طبيعي، الجيش الأمريكي وأنهِك في العراق.



    سمير العيطة: صح، ولكن أنتَ زجّيت بالجيش في معركة لم يكن بحاجة لها.



    سامي كليب: إذًا لماذا ارتمت المعارضة في الخارج في أحضان تركيا وأحضان السعودية وأحضان قطر إذا كانت هذه وجهة نظرك؟ لماذا المعارضة إذا ذهبت إلى هذا الاتجاه؟ لم يكن عندها خيار؟



    سمير العيطة: في البداية كان عندها خيار، حتى يكون الواحد دقيقًا، وكثيرون رفضوا أن يرتموا في الأحضان، لكن بشكل واقعي بعد ثلاث سنوات من الأزمة، ما حصل أنّ أغلب الشباب وحتى المعارضين ماتوا جوعًا، ليس لهم مورد رزق، كانوا يكتبون مقالين وكانوا يعيشون في سورية بظروف رخيصة نوعًا ما، تحوّل الأمر، وأنا أعرف ناساً كثيرين، شبابًا مضطرين ليعملوا، أنا لا ألوم أحدًا ولا أظلم أحدًا، هم مضطرون للعمل لأنه، خذ ضابطا منشقاً لأنه رفض أن يطلق النار، حقه وحريته، كيف يعيش؟ لا يستطيع أن يُطعم أهله وزوجته وأبناءه.



    سامي كليب: إذا هذا هو السبب ليذهبوا باتجاه الدول الإقليمية؟ كأنّك تبسّط قليلاً، أستاذ سمير، هناك دول إقليمية أيضًا، حضرتك قلت أنّ عندها خطة أيضًا لسورية، فقط ذهبت المعارضة إلى هذه الدول الإقليمية لكي تأكل وتشرب؟ لنكن واقعيين. نحن نتحدّث عن ملايين الدولارات التي دُفِعت.



    سمير العيطة: هناك ناس ذهبوا أكثر من أكل وشرب، ولكن أنتَ من حيث الظاهرة الكبرى، هناك دول تعيد موضعة نفسها وهناك سياسيون ليس لهم هذه الخبرة الكبيرة في التعامل مع ألاعيب الدول الإقليمية. هذا ما يحصل.



    سامي كليب: مثلاً هل يبرّر هذا لمعارض مثل كمال اللبواني يفتح علاقات، يطالب بفتح علاقات مع إسرائيل اليوم؟



    سمير العيطة: أنا أقول أنّ كل طائفي عدو لسورية، وكلّ من يطالب بالمصالحة مع إسرائيل حتى يقلب نظامًا أيضًا عدو لسورية، بمعزل عن الأشخاص. هذه ظاهرة، فقاعة إعلامية حتى يُبرز نفسه.



    سامي كليب: لماذا لم تُشجَب من قبل الأطراف المعارضة؟ لم نسمع مثلاً أنه صدر بيان رسمي عن تيار معارض مثل الائتلاف أو غيره أو حتى المنبر الديمقراطي أو غيره وشجب أنّ كمال اللبواني يدعو الى فتح علاقة مع إسرائيل.



    سمير العيطة: وصل القهر إلى درجة كبيرة جدًا، دعني أذكر لك حادثة. عندما بدأت الأحداث الطائفية في حمص في الشهر السادس أو السابع، اجتمعنا، وأصدرنا بيانًا، لم يكن هنالك منبر ديمقراطي، أنا وميشال كيلو وعماد مخلوف، أنّ كلّ شيء ولا التصرّفات الطائفية، كان غليون رئيس المجلس الوطني وأصدر بيانًا مماثلاً، أتى المكتب السياسي، تعرف الهيئة العامة في المجلس الوطني، قال برهان غليون تحدّث باسمه، ممنوع شجب الطائفية. كيف ممنوع شجب الطائفية؟ الآن، النظام ضرب بالبراميل، قتل الناس، خلق قهرًا، الناس لم تعد تعي جيّدًا أين الحق وأين الباطل. نتكلم بالواقع الحالي.



    سامي كليب: ولكن لا يبرّر الذهاب الى اسرائيل، ولا يبرّر عدم شجب ما حصل.



    سمير العيطة: حتمًا.



    سامي كليب: السيد ميشال كيلو يقول أوباما.



    سمير العيطة: أنتَ تريد أن تأخذني للأشخاص.



    سامي كليب: لا، لن أتحدّث لكي تعطيني رأيك به. فقط أقول لك أمرًا، أنه بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لأنك تتحدّث عن أمريكا، تتحدّث عن دول إقليمية، يقول إنّ الرئيس أوباما ينتهج سياسات دفاعية والأوروبيون يقولون إنّ أوباما دمّرنا بسياسته المتخاذلة والضعيفة، وأنا أعتقد، يقول السيد ميشال كيلو، إنه سيندم كثيرًا على سياسته في سورية. اليوم، مع ترشح الرئيس الأسد وبقاء النظام السوري ربما أقوى من السابق حسب ما يبدو على الأرض الآن، هل تفهم ماذا يريد أوباما مثلاً اليوم؟



    سمير العيطة: في الحقيقة، كنت في ندوة للجيش اللبناني منذ 15 يوما، وكان هناك أحد الشخصيات الأمريكية البارزة تحاول أن تفسّر ما هي سياسة الرئيس أوباما، قال معلومة مهمّة أنّ الرئيس أوباما اجتمع فقط مع أعضاء في مجلس الأمن القومي من دون الخارجية و من دون وزارة الدفاع حتى يضع سياسته للشرق الأوسط، تقوم على أربعة عناصر، الدفاع عن حلفائنا، منع استخدام أو تطوير أسلحة الدمار الشامل، تدفق النفط ومحاربة الإرهاب. فأثناء جمع مع الضباط اللبنانيين والحضور، سألته سؤالاً بسيطاً من هم حلفاؤكم في المنطقة؟ الولايات المتحدة اليوم أمام ارتباك حقيقي خاصة مع رئيس مثل الرئيس أوباما على كيف ستتطور المنطقة بعد 25 سنة. ما يحدث في المنطقة هو ظاهرة تاريخية لها أبعاد ستكون كلّ التوازنات بعد 20 سنة مختلفة وربما شكل الدول مختلف بعد 20 سنة. برأيي، الولايات المتحدة تموضع نفسها بالنسبة لما سيحدث بعد 20 سنة وليس لما يحدث الآن.



    سامي كليب: هل بدأ يتخلى عن الملف السوري أوباما برأيك الآن؟



    سمير العيطة: الولايات المتحدة هي التي منعت الضربة العسكرية على سورية وليست روسيا. هذا رأيي.



    سامي كليب: اسمح لي، لحظات قليلة، أعزائي المشاهدين، ونواصل حوار الساعة مع الكاتب السوري المعارض سمير العيطة. ابقوا معنا لو سمحتم.

    سامي كليب: أهلاً بكم مجدّدًا أعزائي المشاهدين لمواصلة حوار الساعة عبر قناة الميادين نقدّمه هذه المرّة من باريس، حيث نستضيف الكاتب السوري المعارض سمير العيطة الرئيس السابق لتحرير صحيفة Le Monde Diplomatique العربية، ورئيس المنتدى الاقتصادي العربي. أهلاً وسهلاً بك مجدّدًا.

    أستاذ سمير، تحدّثنا عن الولايات المتحدة الأمريكية كأنها في بداية تخلّ عن الملف السوري. في المقابل، نلاحظ أنّ روسيا باتت أكثر تشدّدًا في الموضوع السوري بعد أزمة أوكرانيا. ما كانت تقوله مرّة في الأسبوع باتت تردّده 3 مرات أو 4 مرّات في الأسبوع الواحد دفاعًا عن السلطة السورية الحالية أو الحكومة الحالية أو النظام الحالي.



    سمير العيطة: هناك لعبتان على مستوى سورية، أصبح الملف السوري معقدًا جدًا. هناك اللعبة المحلية، هناك اللعبة الإقليمية مع دول الجوار، وهناك اللعبة الكبرى. ما يلفت الانتباه لماذا الصين تضع فيتو مثل روسيا على كلّ قرارات مجلس الأمن. روسيا أصبحت في صدام مع أوروبا في أوكرانيا، وهذا صدام كان ظاهرًا للروس قبل الأزمة، وهناك صراع على سورية بين الروس والأوروبيين. هذا الصراع كان ظاهرًا، التدخل في القرم لم يتمّ وليد الساعة، كان يجب تحضيره خلال سنتين حتى يتمّ بهذا الإنجاز.



    سامي كليب: برأيك هو كما يقول البعض أنه تمّ التحضير لذلك قبل خمس سنوات؟



    سمير العيطة: دقة العملية لافتة للنظر.



    سامي كليب: الآن الرئيس بوتين سيصبح أكثر تشدّدًا، أكثر تمسّكًا بحلفائه في المنطقة، والرئيس السوري أحد حلفائه مثلاً، في المرحلة المقبلة؟



    سمير العيطة: لا أتصوّر أنّ روسيا متمسّكة بالرئيس السوري الحالي كشخص.



    سامي كليب: تبيّن أنها متمسّكة.



    سمير العيطة: روسيا متمسّكة بأشياء كثيرة في سورية، ليست صفقات السلاح، لم تدفع سورية يومًا ثمن سلاحها إلى روسيا، روسيا متمسّكة بوجودها ومصالحها الاستراتيجية بعيدة المدى في سورية، الشيء المتعلق بعلاقتها مع الخليج، الشيء المتعلق بعلاقاتها مع تركيا. إذا سقطت سورية في النفوذ التركي، ستخسر روسيا كلّ منطقة آسيا الوسطى.



    سامي كليب: بالإسلام السياسي برأيك أو بمصالح؟



    سمير العيطة: هي فقط أيديولوجيا، ربما عبر الإسلام السياسي أو عبر أشياء أخرى، لن تسمح روسيا بسقوط سورية تحت النفوذ التركي بشكل عام، ولكن هذا يوافق بعض دول الخليج.



    سامي كليب: بسبب الإخوان المسلمين.



    سمير العيطة: الإخوان المسلمون هم فقط حملة أيديولوجيا أو تيار فكري يزول في ما بعد. حتمًا هي الظاهرة التي دفعها الأوروبيون أكثر من الولايات المتحدة كظاهرة يمكن أن تحكم مصر وسورية وأثبتت أنها يمكن أن تعبث ولكنها غير قادرة، أنا مفاجَأ كيف خسر الرئيس في مصر، الرئيس مرسي في مصر، كلّ هذا الشيء وكلّ الشعبية بمعزل عن الانقلاب العسكري الذي حصل بهذه السرعة. أنا كنت أمزح، أنا أقول الإخوان لا يصلّون على النبي.



    سامي كليب: ولكن لماذا تُفاجَأ إذا حضرتك بنفسك كاتب مقالات طويلة عريضة عن الفشل الاقتصادي للإخوان المسلمين في مصر؟



    سمير العيطة: فشل اقتصادي وفشل سياسي أيضًا.



    سامي كليب: قلت تبنّوا تقريبًا السياسة نفسها للرئيس مبارك.



    سمير العيطة: صح، واستبدلوا أشخاصًا بأشخاص، رأسمالية الأقرباء والأصدقاء، وبدل أقرباء وأصدقاء حسني مبارك أتوا بأقربائهم وأصدقائهم. ماذا استفدنا؟ على كلّ حال، من الناحية الاقتصادية، أيّ بلد بما فيها سورية بعد الأزمة إذا انتهت الأزمة، ستعيش ظروفًا صعبة. أنت تسونامي شبابي في الشارع، ليس لديك عمل ووظائف تعطيها لهم، سيظلون بوجودهم في الشارع يخلقون عدم استقرار خاصة إذا بيدهم سلاح، عدم الاستقرار يخلق عدم استقرار سياسي وعدم الاستقرار السياسي يجعل أنه ليس هناك سياسة اقتصادية ناجحة تستطيع أن تشغل هؤلاء الناس.



    سامي كليب: إخوان سورية أفضل برأيك من إخوان مصر؟



    سمير العيطة: لهم تجربة مختلفة، فتِح لهم باب من قبل المعارضة خاصة بعد ربيع دمشق أو أثناء ربيع دمشق في ظروف كان النظام لا يسمح فيها أن يتحدّث أحد مع الإخوان المسلمين ولكن أتصوّر أنهم لم يردّوا الجميل بشكل لائق.



    سامي كليب: السبب؟



    سمير العيطة: سيطروا على المجلس الوطني، لعبوا لعبة بين التنظيمات السياسية والتنظيمات العسكرية هي جزء مّا أدى الى الخراب. الله يسامحهم. الله يسامح الجميع.



    سامي كليب: الإخوان جزء ممّا أدى الى الخراب في سورية؟



    سمير العيطة: الإخوان جزء ممّا أدى الى الخراب.



    سامي كليب: على كلّ حال، أستاذ سمير، حضرتك، سمير العيطة، فصّلت أو وصّفت المعارضة السورية بأسباب الفشل الجدي الذي وصلت إليه. تقول التالي، اسمح لي أن أعدّد بعض النقاط التي ذكرتها حضرتك، ونشرت في إسلام أونلاين.

    تقول أولاً عدم اتفاق المعارضة على برنامج حدّ أدنى، هذا كان سببًا جديًا، شهدت المعارضة حملات تخوين متبادلة بين أهلها، ذهبت تبحث عن اعتراف دولي فساهمت بتدويل قضية الشعب، وقعت المعارضة في الفخّ الذي نصبته لها السلطة، لم تنظم هيكلياتها على أساس متين أو ديمقراطية حتى في داخلها، بقيت أمور المعارضة هلامية ومرتبطة بأفراد وذاتيات، أغلب المعارضين الذين يظهرون، كما تفضّلت قبل قليل، في وسائل الإعلام هم معارضون لا يقيمون أصلاً في سورية وربما لم يزوروها إلا نادرًا، حضرتك منهم أساسًا، لم تجرؤ المعارضة.



    سمير العيطة: ولكن أنا لا أتفلسف على العالم.



    سامي كليب: لم تجرؤ المعارضة على القول صراحة إنّ التدخل العسكري الأجنبي غير مطروح، وغالى بعض المعارضين في المطالبة بالتدخل العسكري الخارجي رغم أنه يقسّم المجتمع. من يقرأ هذا يقول المعارضة ارتكبت كلّ المعاصي في النهاية.



    سمير العيطة: أنتَ عندما ترى بلدًا مدمّرًا، السلطة ارتكبت كلّ المعاصي وأقصى المعاصي، والمعارضة كما قلت التي واجهت شيئًا غير متوقع وأكبر من حجمها لم تعرف كيف تتصرّف بهذا الشيء. ولكن سأذهب إلى النقطة الإيجابية. مشكلة الائتلاف أنه يبحث عن الشرعية الدولية أكثر ممّا يبحث عن لمّ شمل المعارضين والموالين، لمّ شمل الشعب السوري حول مشروع وطني. المشروع الوطني كتِب فقط عندما جمّعنا المعارضة في مؤتمر القاهرة حول عهد وطني وحول صيغة لمرحلة انتقالية ولكن نبِذت هذه الصيغة التي اتفقنا عليها من أول يوم، وكان هناك من يلعب بالتنظيمات المقاتلة حتى يجنّدها لإطلاق حرب، كانت فقط مقاومة مع بعض السلاح، أصبحت حرباً بين كتائب. في نفس الوقت الذي كانت فيه المعارضة تتحدّث بالسياسة، هناك أيضًا من كان يلعب في الخارج حتى على هذه المعارضة السياسية. هناك مشكلتان، أولاً مشكلة أنّ الائتلاف يطالب بالشرعية الدولية ويريد حكومة وإلى آخره وهذا فيه مخاطرات كبيرة، إحسب أنّ حلب سقطت بيد المعارضة، تقسّمت البلد، نصبح نتكلم بين حكومتين وعلمين وإلى آخره، وهذا شيء بالنسبة لي غير مقبول. ممكن أن أقاوم سلطة ولكن لا يمكن أن أقسّم سورية.



    سامي كليب: لذلك، رفضت سابقًا المناطق العازلة وما إلى ذلك.



    سمير العيطة: ثانيًا، من الناحية المفهومية، إذا كان الائتلاف هو جسم المعارضة، يجب أن يضمّ الجميع حتى مع اختلاف الرأي، ولكن أتصوّر أنّ هيئة التنسيق ستنهار من وراء أخطائها، ارتكبت أخطاء فادحة إعلاميًا وسياسيًا.



    سامي كليب: ولكن بقيت الأفضل.



    سمير العيطة: لا أحد الأفضل. لا أنا الأفضل، ولا أحد الأفضل، كلّنا في خضمّ معركة قاسية علينا جميعًا، يجب أن يكون الإنسان، سهل أن يجلس الرئيس السوري في قصره ويحرّك من هنا ومن هناك، نحن أناس، والمعارضون بقايا أناس يجولون في هذه الدنيا وليس لهم شيء يتمسّكون به. يجب أن يكون الشخص محقاً مع الناس.



    سامي كليب: أستاذ سمير.



    سمير العيطة: دعني أكمل الفكرة. يجب أن يكون هدف، إذا كان الائتلاف المعارض فعلاً جسمًا معارضًا حقيقيًا، يجب أن يكون همّه لمّ الشمل مع كلّ التيارات.



    سامي كليب: هل يستطيع؟



    سمير العيطة: حتى لو يشكّ أنّ بعضها له عملاء في النظام. أنتم أليس لديكم عملاء في النظام؟ كبّر عقلك. مع هيئة التنسيق، مع تيار بناء الدولة.



    سامي كليب: الائتلاف فيه عملاء للنظام؟



    سمير العيطة: أتصوّر فيه عملاء للنظام.



    سامي كليب: برأيك، الائتلاف أستاذ سمير مالك قراره؟ هل يستطيع أن يقرّر ما يريد الائتلاف اليوم؟



    سمير العيطة: اسأل الائتلاف، ولكن هم يتحدّثون عن صراع سعودي قطري داخله مع دول أخرى، أنا ذهبت إلى اجتماع عندما، أجبرنا على عقده في تركيا وهو الذي أسّس لاجتماع، للقاء لجنة تحضيرية لمؤتمر القاهرة. كان هناك بعد ما قالوا أنه فقط اجتماع بين السوريين وفقط ثلاثة من كلّ تنظيم سياسي، فوجئنا أنّ المجلس الوطني بكامل أعضائه، وفوجئنا بكذا سفير، وعليهم نصف النهار أن يطلقوا علينا خطابات طويلة عريضة. أنا خرجت من الصالة، قلت عندما نجلس بين السوريين أتحدّث، ولم أدخل إلى الصالة إلا عندما بقي الحديث بين السوريين. ممكن أن ألتقي بأي أحد من العلاقات الدولية، ولكن حتى أقرّر مصير سوريا، هذا شيء بيني وبين الشخص السوري الآخر.



    سامي كليب: على كلّ حال، لافت أستاذ سمير العيطة أنّ حضرتك وهيثم المناع وبعض القيادات الأخرى في الخارج دائمًا منبوذون من قبل هذه التكتلات بسبب رفضكم إملاءات دول أخرى في النهاية. الائتلاف سيبقى كما هو لا بل، ربما حضرتك أيضًا حين ذهب إلى جنيف وسنتحدّث عن جنيف قليلاً، حين ذهب إلى جنيف، قلت أنت أيضًا أنه يمثل جزءًا من الائتلاف، حتى داخل الائتلاف هناك مشكلة للائتلاف.



    سمير العيطة: اليوم مثلاً، كلّ العالم قالت هذا الشيء، والخيار كان بهذه الطريقة ألا يكون اجتماع سابق لمختلف أطياف المعارضة. على كل حال، لم يكن اجتماع جنيف شيئاً مهمًا برأيي.



    سامي كليب: على كلّ حال، نحن نلاحظ أنّ هناك تحولاً جديًا في المنطقة، الفريق ربما عبد الفتاح السيسي سيصبح رئيسًا، الرئيس الجزائري أعيد انتخابه لولايةٍ رابعة، الآن السيد نوري المالكي بات مدعومًا بشكل جدي في محاربة الإرهاب، هناك قرار دولي أنّ الإرهاب، محاربة الإرهاب هي الأولوية، وكأنه يُعاد إنتاج منطق الجيوش لكي تحمي هذه الدول بشكل أو بآخر.



    سمير العيطة: ولكن فكرة الحرية ترسّخت في الأذهان، دفع الناس ثمنها، خذ التجربة التاريخية، الثورة الفرنسية تسمّى ثورة لأنّ هناك إعلان حقوق الإنسان والمواطنة، ثمّ قتلوا بعضهم، الثوار، ثمّ أتى الديكتاتور بونابارت، ثمّ حصلت ثورات وإرهاصات. ما يحصل في البلاد العربية مثل ما يحصل في أوروبا.



    سامي كليب: لكن لم يكن هناك داعش ونصرة وقاعدة.



    سمير العيطة: كان هناك داعش وألعن من داعش، تُعتبر بعض التنظيمات الفوضوية مثل داعش، وكانوا يقومون باغتيالات سياسية بأيديولوجيات مختلفة، لا يهمّ. نحن لدينا مشكلة مع صعود التنظيمات المتطرفة التي دفعتها الـCIA بفترة معيّنة في أفغانستان ولكن هذه إرهاصات أيضًا داخلنا، أنا قناعتي أنّ عندما سيأتي الاستقرار في بلادنا، مجملها بما فيها العربية السعودية ومصر، ستكون حتى نظرتنا إلى هويتنا وعلاقتنا مع إسلامنا أكثر انفتاحًا ممّا حصل بعيد النهضة الثانية، يعني آخر القرن التاسع عشر مع الأزهر. أنا متفائل على المدى البعيد، مع كلّ ما يعاني منه الناس اليوم.



    سامي كليب: قلت أيضًا أستاذ سمير، اسمح لي أن أستعيد ما قلته لكي ننعش الحوار، تقول لن أسامح القوى الخارجية التي خرّبت مهمّة المراقبين العرب ثمّ الدوليين مباشرة أو عبر إعلامها، لن أسامح المعارضين الذين انخرطوا في تأجيج التسلح بدافع الحقد والركوب على الثورة. نحن اليوم أمام مرحلة تبدو جديدة في سورية. أولاً على المستوى العسكري، واضح أنّ هناك تقدّمًا للجيش السوري في عدد من المناطق وهناك مواجهة لها أسبابها، وواضح أنّ المجتمع الدولي أراد أن يضع أولوية الإرهاب، هناك أيضًا صدام سعودي قطري واضح، هناك وضع السعودية للائحة المنظمات الإرهابية عليها داعش والنصرة ولكن كانت المفارقة أنها أيضًا وضعت الإخوان المسلمين، هناك تقارب مصري سعودي، هناك مواجهة سعودية تركية على أرض مصر، وكأنّ كلّ هذا بدأ يؤمّن مناخًا أفضل للسلطة السورية الحالية أو للنظام الحالي لكي يعزّز مواقعه في المرحلة المقبلة. يُضاف إلى ذلك طبعًا موقف إيران والتفاهم مع الغرب، وموقف روسيا.



    سمير العيطة: السلطة السورية ليست قادرة على الاستمرار برأيي إلا من ضمن الحرب، عندما ستوقف الحرب، سيُحاسَب، ستُحاسَب على ما فعلته وستُحاسَب من الموالاة قبل المعارضة. لماذا دفعنا هذا الثمن؟



    سامي كليب: كيف؟ لم أفهم تمامًا كيف. الموالاة التي تعتبر الآن أنّ هذا الجيش أو هذا الرئيس.



    سمير العيطة: الموالاة دفعت ثمنًا باهظًا، والجيش دفع ثمنًا باهظًا فقط كي تبقى سورية الأسد. هذا ثمن باهظ هم يعرفون أنه ليس محرزًا. سورية أهمّ من كلّ الأشخاص. لا يقاتل الناس فقط حتى يكون شخص بدل 14 سنة، 28 سنة، يقاتل الناس ضدّ عدو، إسرائيل. يقاتل الناس للحفاظ على شعب، يقاتل الناس للحفاظ على اللحمة الوطنية. أين أصبحت اللحمة؟ أصبحت هناك طائفية مقيتة في سورية، مقيتة لم تكن موجودة. من المسؤول عن ذلك؟ فقط المعارضة؟ من سرّب الفيديوهات في أول الأزمة للذي يركله برجله قائلاً "تريد حرية"؟ كيف ذلك؟ هذا ليس معارضا من سرّبها، النظام هو الذي سرّبها، هو الذي دفع للطائفية. الناس وقعت فيها، لكنّ المسؤولية الأساسية وسيحاسبونه، والحديث بيننا إذا كتِب لنا عمر، ستحاسبه الموالاة قبل المعارضة. التحدي الأساسي اليوم، مع كلّ ما شرحته، التحدي الأساسي في سورية هو وقف إطلاق النار، لننتقل من الحرب إلى السلام. عندما يكون هناك سلام، كلّ واحد يحاسب جماعته إذا أردت، يحاسب المعارضون قادة المعارضة وتحاسب الموالاة قادة الموالاة. هكذا تسميها؟ ولكن الأهم هو وقف الحرب، وقف الحرب، السلطة السورية شجّعت برأيي على دفع تنظيمات متطرّفة، هي تجلس مع التنظيمات المتطرّفة وتوقف الحرب، لا مشكلة أنّ مقاتلي حمص يوقفون الحرب، لا مشكلة أنّ مقاتلي حلب المحليين، المشكلة داعش توقف الحرب، المشكلة النصرة توقف الحرب، لأنّ هذه تنظيمات تبحث عن بناء دولة مختلفة عن الدولة السورية.



    سامي كليب: لذلك، في نهاية الأمر، الغرب سيجد أنّه مضطر ليدعم الجيش السوري في مواجهة هذه، إذا بدأت القاعدة وبدأت التنظيمات الإرهابية ترتدّ على أراضيه، ما هي الحل في نهاية الأمر؟



    سمير العيطة: أنا عندما قلت لك في البداية أنّ الرئيس السوري مجرم بحق دولته وجيشه، هذا يعني أيضًا أنني لا أستطيع أن أقف ضدّ الجيش السوري، فالجيش السوري مهما كان إذا انهار الجيش السوري، على ماذا ستبني سورية؟ أنا لي ثقة أنه حتى ضمن الجيش السوري مع كلّ القسوة الموجودة حاليًا وحتى بين الضباط المنشقين الذين عُزلوا بالمناسبة وأبعِدوا عن الاشتراك في أيّ شيء، إن كان في الأردن وإن كان في تركيا.



    سامي كليب: هناك ضباط يعودون الآن.



    سمير العيطة: بمعزل عن هذا الشيء، أزل التفاصيل.



    سامي كليب: لا، هذا شيء مهم، كيف بمعزل؟



    سمير العيطة: لا، لا.



    سامي كليب: هناك عودة إلى منطق الدولة ومنطق الجيش.



    سمير العيطة: سيّدي العزيز، إذا أردت، الضابط المنشق يقول أحيانًا للضابط الذي يريد الانشقاق لا تنشق لأنه تعتير في المكان الذي نعيش فيه. ولكن الضابط غير المنشق يعرف إلى أين أخذته هذه السلطة. الحفاظ على الجيش السوري شيء مهم، شيء ضروري، وإلا دمر البلد. الجيش يتبع لسلطة سياسية، والسلطة السياسية اليوم بيد الرئيس السوري، ليس شرطاً أن تكون غدًا بيد الرئيس السوري.



    سامي كليب: الآن، أنا لن أدخل بالتوصيف أستاذ سمير لأنّك حضرتك ذكرت كذا مرّة الرئيس السوري ووصّفته بأنه مجرم. قد يكون أيضًا، ليس قد يكون، هناك أكيد ربما الملايين الآن سيردّون عبر الفايسبوك وغيره، سيقولون لا والله ربما المعارضة هي التي أدخلت قوى أجنبية وبالتالي هي المجرمة بحق، بعض أطراف المعارضة. هاتان وجهتا نظر، كلّ واحد عنده وجهة نظره، ولكن في نهاية الأمر، الآن نحن مقبلون على مرحلة جديدة في سورية. في شهر تموز الرئيس الأسد سيعود لولاية جديدة. أنا أسأل هل الأطراف الإقليمية باتت تعرف ماذا تريد في هذه المرحلة؟ مثلاً إذا أخذنا السعودية، هل السعودية برأيك بعد التغيير الذي حصل بإزاحة الأمير بندر عن الملف السوري ومجيء الأمير مقرن وقيادة جديدة، هل سيتغيّر الموقف السعودي حيال سورية مثلاً؟



    سمير العيطة: السعودية بمعزل عن القصص المتعلقة بالرئاسة تعرف جيّدًا أنّ إذا سورية تقسّمت ستكون هي الدولة التالية. الآن تعبت وعندها صراعات ضمن بيتها الداخلي، ولا تعرف كيف تتعامل مع قطر الأذكى والأدق، لها خبرات وتستقدم الخبرات من دول مختلفة.



    سامي كليب: لا تزيد على الأذكى والأدق قطر؟



    سمير العيطة: بطريقة اللعب، يستثمر السعوديون ويأخذ القطريون النتيجة في الفترة الحالية. ليس عندهم شيء يخسرونه، القطريون، مع الاحترام للجميع. أتصوّر أنّ الدولتين بحاجة للبحث عن شيء آخر. أنا قلت لن أسامحهم، ومستعدّ أسامحهم على قصة ضرب المراقبين وتفادي العنف في سورية، إذا تدمّرت سورية ماذا سيبقى لكم؟ أنتم ظاهرة، مدينون بالمال، إلى آخره، ولكن إذا تقسّمت سورية ثمّ تقسّمت السعودية، ماذا سيبقى لكم؟ أتمنى أن يكون لهم بُعد نظر أكثر من هذا.



    سامي كليب: ذكرت المسألة عدّة مرّات أنّ قطر والسعودية وتركيا أرادت تدمير سورية. الهدف، ما الهدف كان؟



    سمير العيطة: ما يحصل شيء غريب. أنت أنظر ماذا كان التوجه العام، الرأي العام، نظرتك ونظرتي بعيد إسقاط حسني مبارك. كان الأمل مفتوحًا لحريات ومواطنة وإلى آخره.



    سامي كليب: وبن علي أيضًا.



    سمير العيطة: ماذا مواطنة في بعض الدول الخليجية؟ مواطنة تعني تحترم المقيم مثل ابن البلد. متى؟



    سامي كليب: ديمقراطية ومجلس نواب.



    سمير العيطة: لك نفس الحقوق والواجبات، كيف تطردني متى تريد؟ هناك تعامل، السعودية بلد متعدّد، هناك شيعة، هناك اسماعيلية، هناك أطياف مختلفة، آراء مختلفة، مناطقية، مثل سورية، أهل القصيم شيء وأهل نجد شيء. كيف يحترمون بعضهم، كيف ينتمون لدولة، الربيع العربي ظاهرة اجتماعية ولكن وضعت كلّ قصة الهوية والمواطنة وإلى آخره على المحك.



    سامي كليب: فشلت السياسة الفرنسية في سورية؟



    سمير العيطة: دولة كبيرة فرنسا، الدولة العظمى لا تفشل بالمعنى الكامل، الدولة العظمى إذا كنت إنسانًا سياسيًا عقلانيًا يجب أن تجد لها مخرجًا يحفظ بلدك. أنت مشكلتك أنّ بلدك تكون واحدة، شعب واحد، يأخذون حرياتهم لكن يبقى بلدًا واحدًا. هم عندهم مشكلة مصالح، مشكلة أنهم مشوا في طريق ويعرفون أنّ الطريق الذي مشوا فيه مأزق.



    سامي كليب: هناك علاقات تحت الطاولة فرنسية سورية؟ أسألك لأنك مقيم في فرنسا وتعرف هذه الدولة.



    سمير العيطة: والله لا يقولون لي إذا لهم علاقات.



    سامي كليب: ولكن تعرف أنّ هناك علاقات أمنية على الأقلّ.



    سمير العيطة: نعم، ولكن التعاون الأمني شيء والتعاون، ممكن واحد يتعاون معك بظرف ويضع لك أمورًا أخرى في مكان آخر.



    سامي كليب: صحيح، استمرار التسليح، التسليح لا يزال مستمرًا.

    سمير العيطة، شكرًا جزيلاً لك. انتهت الساعة للأسف الشديد. كان معنا سمير العيطة عضو المنبر الديمقراطي، رئيس تحرير صحيفة Le Monde Diplomatique العربية سابقًا، ورئيس المنتدى الاقتصادي العربي. شكرًا جزيلاً لك.



    سمير العيطة: شكرًا.



    سامي كليب: شكرًا لكم أعزائي المشاهدين، وإلى اللقاء في حوار الساعة المقبل قريبًا بإذن الله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de