دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــــــــرديandquot; في طبقات ود ضي (Re: صلاح أبو زيد)
|
نموذج أول من الطبقات: الشيخ الصّالح "أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي" المشهور ب أحمد ولد الطريفي
" وكأنّ الأقدار كانت تعده لهذا الدور" عن الطريفي ود بكري ، في رواية ضو البيت الوظائف السّردية: النص السردي ، لسيرة الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله الطريفي ، وسوف يشير إليه المؤلف ، في مواضع أخرى ب(أحمد ابن الطريفي) وردت في ص41 ، في الكتاب تأخذ شكل الفقرات ، وتجد تداخل كبير في تنظيم الحوار، ولصعوبة تبين الأطراف المتحاورة ، أعدت كتابته بشكل يسهل فيه تمييز الأشخاص و تحديد جمل المتحاورين ، وأضفت الأقواس و علامات التنصيص ، و إعادة كتابة اسم الشخص ، حسب الحاجة التي يتطلبها الحوار. النص من الكتاب قبل إعادة كتابته : "أخذ الطريق من الشيخ دفع الله وسلكه وأرشده، والسبب في ذلك أن أباه الشيخ عبد الله لما سافر إلى الحج وأوصى الشيخ على أولاده الشيخ دفع الله، أحمد كان أول أمره معجبا بنفسه عنده حراب سمحات، وشعره إلى كتفه يروح من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، ذات يوم جاء قاطع إلى الهوى ما وجد المركب، رقد فوق المشرع جاء الشيخ دفع الله قبل طلوع الفجر ليتبرد في البحر، شاف الإنسان الأسود راقد، كلم أحد الفقرا قال له :شوفو منو، قال له :أحمد ولد الطريفي، قال :أحمد، ضربه بأصبعه فوق رأسه وقال له: ما هذه طريقتنا، مسكه أحد الفقرا، بعدما فرغ من التفتيحة ، أتى به إليه، أخذ الموسى وفرعه بالزيانة، فتمه أحد الفقرا، ثم أداه لناس القرآن، أمرهم أن يحفظوه سور الصلاة، وفرايض الوضوء والغسل، بعدما عرف ذلك سلكه الطريق وامره بحضور مجالس العلم، ذات يوم الشيخ بيقرأ في مجلس الظهر قال له: ما فهمنا قال: من هذا قالوا له: أحمد بن الطريفي، فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد فوقع مغشيا عليه، فرقد أياما، ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال : قم يا أحمد ولدي لقراءتك ، وكان يرد مع القفرا بركا الشيخ ويصب الماء لوضويه،فقال له :يا أحمد يا ولدي، خدمتك حرمت علينا وأعطاه فقرا يلازمونه ويقضون حاجته، وإذا زار الشيخ إدريس يجيبوا له حمارا يركب فوقه، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف، وسرقت عجول فأخبر أهلهن قال: رموهن في الترعة الفلانية ، وكان الأمر كما قال، وتوفي رحمه الله تعالى سنة الجدري، وذلك أن امرأته أم أولاده بنت عمه أبو قرن قالت له: دفع الله ورد من الجدري والمزين يزين فيه، قال لها: أنا ما بقدر على حرقة الحشا، تقدريها انت الشديدة، فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان، وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان. ". ملحوظة : في بعض النسخ: "حراب سمحات"/ ( عنده حراباً). "شوفو منو" / (شوف من هذا)، في مثل هذا التعارض، إخترت العامية ،لأنها عندي أقرب للأصل، والتعديل الى الفصحى فيه شبهة التدخل و التغيير في النص . أعادة كتابة النص مع إضافة الترقيم: 1- أخذ الطريق من الشيخ دفع الله وسلكه وأرشده، 2- والسبب في ذلك أن أباه الشيخ عبد الله لما سافر إلى الحج وأوصى على أولاده الشيخ دفع الله، 3-أحمد كان أول أمره معجبا بنفسه عنده - حراب سمحات - وشعره إلى كتفه (يروح) من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، 4- ذات يوم جاء قاطع إلى الهوى ما وجد المركب، رقد فوق المشرع جاء الشيخ دفع الله قبل طلوع الفجر ليتبرد في البحر، 5- شاف الإنسان الأسود راقد، كلم أحد الفقرا قال له: ” شوفو منو؟”، قال له:” أحمد ولد الطريفي، قال له:” أحمد”، 6- ضربه بأصبعه فوق رأسه “ما هذه طريقتنا”، مسكه أحد الفقرا، 7- بعدما فرغ من التفتيحة أتى به إليه، أخذ الموسى وفرعه بالزيانة، فتمه أحد الفقرا، 8- ثم أداه لناس القرآن، أمرهم أن يحفظوه سور الصلاة، وفرايض الوضوء والغسل، 9- بعدما عرف ذلك، سلكه الطريق، وأمره بحضور مجالس العلم، 10- ذات يوم بيقرأ الشيخ دفع الله في مجلس الظهر ، قال له –أحمد-:” ما فهمنا!”0 قال -الشيخ- من هذا؟ قالوا :” أحمد بن الطريفي”، 11- فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد، فوقع مغشيا عليه،11 12- فرقد أياما، 13- ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال له:" يا أحمد يا ولدي قم لقراءتك" 14- وكان يرد مع القفرا بركا الشيخ ويصب الماء لوضويه، 15- فقال له -الشيخ- ” يا أحمد يا ولدي، خدمتك حرمت علينا” 16- وأعطاه فقرا يلازموه ويقضوا حاجته، وإذا زار الشيخ إدريس يجيبون له حمارا يركب فوقه ، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف، 17- وسرقت عجول أخبر أهلهن قال لهم :” رموهن في الترعة الفلانية”، وكان الأمر كما قال، 18- وتوفي رحمه الله تعالى سنة الجدري، وذلك أن امرأته أم أولاده بنت عمه أبو قرن قالت له:” دفع الله ورد من الجدري” والمزين يزين فيه، قال لها:” أنا ما بقدر على حرقة الحشا، تقدريها انت الشديدة” 19- فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان”، وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان.
الوظائف السردية المقترحة ، مع إضافة بعض التعديل : والوظائف هي الأجزاء الأساسية في القصة وتتصف بالثبات: الإبتعاد: ( القنجرة، سفر، غياب) وغالبا تحدث ل/من (البطل) : القنجرة و هي الإرتحال بسبب الخصومة، أو السفر كالحج أو الإنتقال الى مكان آخر و غالبأص ما تتركز الأحداث في المكان الجديد، أو عند طريق الغياب وهو الإختفاء المفاجئ أو غياب الوعي. التغريب : من معنى الحدث الغريب ، المخالف للمألوف، مثل الكرامات و الخوارق ، وعادة تكون في شكل مكافأة توهب للمريد من الشيخ. (الخدمة والمساعدة) : خدمة الفقرا للشيخ أو مساعدة المريد (التلميذ ) وأحياناً المريد يخدم الشيخ كالذي حدث بين ود حسونه و الفقيه بابكر. التلمذة : المريد على يد الشيخ ، التعريف بطريق القوم أو مجالس الفقه و علوم الدين. المصاهرة : ، المصاهرة بين الشيخ الضيف و أسرة أخرى لرجل صالح ،وتتم عن طريق الزواج بإمراءة صالحة. الإعلام: أشارة و تذكرة لإعلام المريد بمقام تحقق له وهو غير عالم به، مثال لذلك في حكاية الشيخ (حسن ود حسونة ) عندما خرج يطلب شيخأ في الطريق، في أول أمره ، وعندما وصل الى الفقيه (بابكر) ، أمره الفقيه ، أن يملأ الركوة من البحر ، قال الشيخ (حسن ود حسونة): "فلما جيت عند البحر ، إمتلأت وحدها، وجاءتني من غير أن أملأها". التجلي: الظهور بمظهر جديد ، كلإنتقال بين المراتب و المقامات. الأختبار: وسيلته الكشف ، إمتحان غير مباشر للمريد العابر أو الذي عبر الى مرتبة الشيخ ، وهي معرفة إستباقية ، كالتنبؤ بوقوع الحدث، أو معرفة مكان الشئ المسروق أو معرفة ما قاله الآخر في سره. رد فعل البطل على أفعال المانح: رد المعروف، قد يكون إيجابياً أو سلبياً.
الشخصيات : وهي تمثل العنصر المتغير: الزوجة الشيخ (الولي المانح) المريد(التلميذ) الفقير الخادم
الوظائف السردية في نص سيرة أحمد ولد الطريفي : الإستهلال : تعريف بالشخصية الرئيسية " البطل". الإستهلال أو (الحالة البدئية) (1) .ليس وظيفة إلا أنه عنصرأً مورفولوجياً هاماً ، إذ يتم التعريف بالبطل و عائلته. " البطل" يخصص له العنوان، أما الشيخ أول ظهور له يأتي في الإستهلال ، ودور الشيخ يفصّل في هذا الجزء ، كما نلاحظ ، خلو هذه النبذة المقتضبة عن تاريخ و مكان الميلاد.
تضمن عنصر الإستهلال ثلاث وظائف: التلمذة :على يد الشيخ دفع الله – سلكه الطريق وأرشده- الوصية: الشيخ عبدالله – والد الشخصية الرئيسية طلب من الشيخ دفع الله،الإهتمام بأولاده فترة غيابه في الحج، الوظيفة ـ وظيفة الوصية تأسس و تبرر العلاقة بين الشخصيتين ، (التلميذ و الشيخ) و تُعِد للقاء الذي يتم بينهم لاحقاً في شكل صدفة. الإبتعاد: وشكله هنا ، غياب الأب. تقسيم النص السردي الى ثلاثة مشاهد: والمشهد يعني المقطع الحواري : المشهد الأول في المشرع الصباح قبل طلوع الفجر: الإعداد للمشهد عن طريق "الإسترجاع" ( الرجوع الى نقطة زمانية في الماضي، ليخبر عن ماضي الشخصية) من قبل الراوي المضطلع ، والراوي هنا هو السارد المباشر على خلاف ما سوف نرى في نماذج قادمة ، كيف أن الراوي يترك المجال لراوٍ آخر ، كفقير ملازم يحكي رواية أخبره بها شيخه (البطل) ، أما في هذا المثال يقوم الراوي العليم بماضي البطل (احمد )، الذي كان شاباً معجباً بنفسه، وصورة العجب بالنفس، رسمت بما يسمى " الوقفة الوصفية" وهي اللحظة التي يتوقف فيها زمن السرد، بدون أحداث ك(عنده حراب سمحات)، يتوقف السرد، ويحل الوصف. القوة و الحرابة ، فارس مقاتل ( عنده حراب سمحات) ، الوسامة وجمال الهيئة (شعره الى كتفيه) . والبداية الأصلية للمشهد والمشهد تبدأ من (يروح) من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، الروحان يتطلب عادة االمداومة ، ك(يروح و يغدو). ويروح بين الحلتين ، في زمن القصة ، هذا الحدث قد يحتاج الى أيام وشهور، المدة الحقيقة التي يستغرقها الحدث، أما في زمن الحكاية، الحكاية-المكتوبة على الورق، عدادها السطور والصفحات و مدة قراءتها تختلف من شخص الى آخر- ، فالحذف يلغي سنوات أو أشهراً من عمر الأحداث. ثم يأتي (عنصر الصدفة) ليشد الوثاق بين الوظائف،" ذات يوم جاء قاطعاً ولم يجد المركب" ، وفي " لم يجد المركب " إجمال في طول الحكاية، وعدم ذكر سبب الحدث ،" فرقد في المشرع" وصادف مجئ الشيخ دفع الله لتفتيحة الصباح في البحر، التفتيحة هي الغسل في النهر في الصباح الباكر، و البعد الطقسي – من طقس- للتبرد في الماء ، متروك لقراءة أخرى، المكان لا يسعها . والمشهد المعني هنا، هو الحوار الذي يجريه الراوي على ألسنة شخوصه ، كل مقطع حواري هومشهد،حالة إنسحاب الراوي، و إتاحة المجال ، و تحررالشخصيات من هيمنة صوت الراوي ونحتاج لإعادة رسم هذا المشهد كما يأتي:المشهد : الشيخ دفع الله يصل للتبرد في البحر بصحبة "فقرا" – أول ظهور للفقير- الشيخ شاف إنسان أسود راقد في المشرع (والدنيا ضلام قبل طلوع الفجر). فكلم أحد الفقرا فقال له: شوف من هذا؟- مشى الفقير لمكان الزول الراقد و ممدد- الفقير قال للشيخ دفع الله: أحمد ولد الطريفي الشيخ رد قائلاً: أحمد؟- الشيخ يمشي لمكان أحمد- ، فيضرب أحمد بأصبعه فوق رأسه قائلاً: "ما هذه طريقتنا!" ( في ما هذه طريقتنا ، إدخال أحمد في ضمير الجمع ، بمعنى ما سيؤل إليه حال أحمد الطريفي) ، يعرف هذا ب "الإستباق" - إخبار الرواوي بالحدث قبل وقوعه ، إستشراف للمستقبل - . ثم طلب الشيخ دفع الله من أحد الفقرا أن يمسكه حتى يفرغ من التفتيحة (التبرد في البحر)، وبعد أن انتهى من التفتيحه ، أحضر الفقير أحمد للشيخ ، و تم حلق شعره ، وسُلِّمَ لناس القرآن ليدرس الفقه و وعلوم الشريعة. المشهد الثاني في درس الظهر : بهذا المشهد يبلغ السرد ذروته ، لإحتوائه على وظيفة الإبتعاد وو ظيفة "التغريب"، بالإضافة إلى أداة (النور) ، كما سنري في المشهد الآتي: "ذات يوم بيقرأ الشيخ دفع الله في مجلس الظهر. قال "أحمد" – مربكاً هدوء الجلسة و كاسراً حاجز الصمت- قال : ما فهمنا. قال الشيخ دفع الله: من هذا؟ (الحضور) قالوا:أحمد بن الطريفي. " فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد، فوقع مغشيا عليه" "ما فهمنا " أعقبها مباشرة، النور من فم الشيخ دفع الله الى عرش المسجد، (عرش المسجد / عرش الملكوت) والمدة بين ، "قالوا أحمد بن الطريفي" و " خروج النور" ، ثم يقع النور ، على أحمد، الذي لا قدرة له ، ولا احتمال لصقعة النور، ويبقى احمد مغشياً عليه" أياماً"، عدد الأيام مختزل وملغي من عمر الحدث، حتى يقرر الشيخ، إيقاظه. ومباشرة يتحول من الخدمة الى المخدوم . فالنور من فم الشيخ ، (أداة ) وظيفة "التغريب" في بنية الفعل السردي ، " التغريب" هو كسر المألوف بالفعل الخارق ، وهي مهمة سردية لصدم و إدهاش ، القارئ و المتلقي لتخرجه من حالة العادة و التعود.(2) والواضح أنّ مجلس درس الشيخ دفع الله ، مجلس درس الظهر، يختلف نوعاً ما ، عن مجلس ( دروس الفقه و علوم الشريعة و فرايض الوضوء)، مجلس علم آخر، و أحمد استشكل عليه، هذا العلم المغاير ، وكأنّ الشيخ ، عرف من (ما فهمنا) أنّ أحمد يحتاج للمنحة ، التي تنقله مقام "شيخ" وتمكِّنه من "سلكان"الطريق. المشهد تضمن وظيفتين: التغريب: جاء على شكل كرامة. التغريب ، تحديده: الحدث الكاسر للمألوف. والإبتعاد: " فرقد أياما" والإبتعاد يأخذ شكل الغياب. و "أياماً" حذف زمني آخر، لا نعرف مدة الغياب.والنور ، عنصر مساعد، جعل أحمد من خلال الفعل السردي، يقع مغشياً عليه ، مهمة (النور) الربط بين "التغريب" و "الغياب". ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال له:" يا أحمد يا ولدي قم لقراءتك". وفي الإذن لإحمد "قم لقراءتك" السماح للإنتقال الى مقام أعلى، وكل هذا تحضير للوظيفة التالية، وهي وظيفة التجلي ، وهي خارج نطاق المشهد السابق، للفصل الزمني الحكائي، في "فرقد أياماً". وظيفة التجلي : وهي إكتساب البطل مظهرأً جديداً، مظهر المقام الجديد. التمهيد لهذا المظهر الجديد، توسل له النص بتذكيرنا، مهمة الخدمة التي يؤديها "وكان يرد مع الفقرا بركاَ الشيخ ويصب الماء لوضويه" الخدمة في جلب موية الوضو وصبها، ” يا أحمد يا ولدي، خدمتك حرمت علينا"نهاية مرتبة التلميذ و المريد ونهاية قبول الخدمة ، وشواهد المظهر الجديد في " وأعطاه فقرا يلازموه ويقضوا حاجته". ونأتي الى وظيفة الإختبار: وهي أيضاً بضرورة الترتيب ، خارج حدود المشهد السابق وتأخذ شكل القدرة على الكشف ، كشف المكان المحجوب، لكن قبل تناول هذه الوظيفة، اريد أن اعلق على الوصف التالي : " وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف" فبالإضافة ، الى أنَّ هذا الوصف ، يؤدي مهمة التمهيد للوظيفة القادمة ، و نموذج لما ذكرنا ، سابقاً "للوقفة الوصفية" فهو أيضاً ، مثال واضح، لما يعرف ب "صوت" السارد، السارد الذي يضطلع بمهمة تعليمية أو " أيدولوجية" ، يُسِّرب فيها (وجهة نظره) . لأنّ القارئ و المتلقي لا يترك له المجال ليصل لهذه النتيجة وحده ، من خلال الأحداث، وبعد إكتمال السرد . وظيفة الإختبار كما أشرت سابقاً، تأخذ شكل الكشف: والنص فيها واضحاً و مباشراً: " وسرقت عجول، أخبر أهلهن قال لهم :” رموها في الترعة الفلانية”، وكان الأمر كما قال". ونتيجة الإختبار ، معروفة مسبقاً،فالراوي يسبق الحدث ، ويخبرنا مقدماً، أنَّ أحمد الطريفي ، لابد أن يعرف مكان العجول فهو "من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف" لدرجة أن جده سمي بالكشيف. والكشف كعنصر مساعد، لا يؤثر في مسار الحبكة، قام بالربط بين وظيفة التجلي و الإختبار، الكشف عزز تأكيد ، أكتساب البطل للمظهر الجديد. المشهد الثالث و الأخيرعند المزين وخبر إصابة الشيخ دفع الله بالجدري: مشهد فيه حوار ، المسرح (ربما) في بيت الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الله الطريفي، تدخل عليه زوجته، وعنده المزِّيَّن يحلق شعره، فتخبره قائلةً : "دفع الله وِرِد بالجدري". فيرد عليها: "أنا ما بقدر على حرقة الحشا"، ويتضمن هذا الجزء إحتمالين ، الأول أنه يعرف سوف يموت قبل شيخه، فينجيه الله من الحزن على شيخه أو الثاني، أنه يتضرع الى الله أن يتوفاه قبل شيخه، وينجيه من الحزن عليه، وقد كان. المشهد أيضاً تضمن ، وظيفة "التغريب" وهي شكل ، كرامة أخرى ، أداتها (إستجابة الدعاء). وتوفي الشيخ أحمد، كما أراد ،" فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان”. تجنَّب حرقة الحشا، بوفاته قبل شيخه. وفي "تقدريها انت الشديدة " يعني على "حرقة الحشا " وهي كناية عن الشخص القادر على مغالبة ألم الفراق ، الكناية كثَّفتْ هوية ذاتية للزوجة. فهي موضوع الوظيفة السردية " التغريب" بواسطة ، تحقق " كرامة إستجابة الدعاء". وإمتثالاً لهذه النبؤة ، تنتظر على رصيف المشهد ، ممسكة بخيوط الآحزان، تتوالى عليها حرائق حشا متتالية " وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان". يمكن أن نرى في هذا المشهد ، وظيفة أخرى ، يطلق عليها وظيفة "رد فعل البطل على المانح" ،أو رد المعروف ، سلبياً أو إيجابياً. وردالفعل في المشهد الأخير ،يستنتج ، من أنَّ شيخ أحمد ابن الطريفي، لم يسعَ لتقديم المساعدة في مرض شيخه ، كرد فعل على مِنح الشيخ دفع الله ، بشكل خاص منحة "مقام الواصلين و سالكي الطريق"، التى خصها به دون غيره . فقد اكتفى الشيخ أحمد، بالدعاء لينجو من حرقة الحشا. هذا على مستوى لغة الخطاب السردي للحكاية التي نحن بصددها. هذه الظاهرة يطلق عليها (بروب) "ظاهرة الإدغام أو الدلالة المورفولوجية المذدوجة" للوظيفة السردية، وهي تحدث عند إجتماع وظيفتين، هما ، في هذه الحالة (التغريب و وظيفة رد فعل البطل على أفعال المانح) . بعد كل ما سبق، نأتي لمناقشة، السؤال التالي : هل تضمن هذا النص السردي ، حبكة ما ؟ا الأجابة نعم ، فالحبكة ، تمت صياغتها، بدافع التوثيق التأريخي (حافز خارجي حر) ، لسيرة أحمد ابن الطريفي، في خطاب سردي ، تمت فيه ترتيب الأحداث بشكل جديد، بوسائل داخلية مستقلة، كالحذف و الإجمال، الإستباق و الإسترجاع والوقفات الوصفية.*استخدم ، المؤلف هذه الوسائل ، ليتدخل في مسار السرد. . لهذا كان التركيز عل شرح ، المفارقات الزمنية، والوقفة الوصفية، وغيرها،لأنها مجتمعة تؤلف الحبكة.(3)
إذن ، من هذا المثال ، النص السردي للشخ أحمد الطريفي ، تتضح الوظائف السردية و العناصر المساعدة . بعض هذه الوظائف ، هي نفسها بذاتها في الحكاية الشعبية، كالإبتعاد والمصاهرة والتجلي، كما أن هنالك وظائف خاصة ، فقط ، بهذا النص السردي للشيخ أحمد الطريفي. فليس من الضروري التطابق التام بينهما. مما يؤكد ، على الأقل، إستناداً على هذا المثال ، إفتراض التباين بينهما كنمطين مختلفين. وهذا التباين يعود الى وجود وظائف ، ليست من بين الوظائف السردية في الحكاية الشعبية. لكن علينا أن لا ننسى في نفس الوقت، أننا نتكلم عن نموذج واحد، غير كافٍ للقول بأنَّ هنالك بنية شكلية ، ذات نسق واحد ، تجمع بين نصوص الطبقات السردية.
نواصــــــــــــــــــــــــــــــــل....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش : 1- مورفولوجيا القصة: فلادمير بروب ص .38 2- راجع: رامان سلدن: ((النظرية الأدبية المعاصرة))، ترجمة: د.جابر عصفور، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991م، صـ31 3-راجع: رامان سلدن: ((النظرية الأدبية المعاصرة))، ترجمة: د.جابر عصفور، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991م، – صـ32
(عدل بواسطة صلاح أبو زيد on 12-25-2014, 06:10 AM) (عدل بواسطة صلاح أبو زيد on 12-25-2014, 07:37 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: صلاح أبو زيد)
|
أستاذ صلاح
شكرا على هذا النص النقدي الباهر.
اقترح عليك أن تقوم بنشره دفعة واحدة في هذا البوست حتى يسهل الانتقال من جزئية إلى أخرى، فهو نص نقدي متشعب يحتاج إلى المتابعة و"المراوحة" في أحايين كثيرة بين جزئياته.
كما أقترح عليك -أيضاً- إرساله إلى مجلة "الكلمة" الاسفيرية لصاحبها الناقد والمترجم والأكاديمي المصري المعروف دكتور صبري حافظ.
كن بخير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: Basamat Alsheikh)
|
هل تجوز القراءة على القراءة؟..
بالطبع لأ..ولكن..!
اول سؤال اتبادر لذهني: صلاح ابوزيد قاعد يسوي شنو بالضبط هنا؟.. السؤال ده ، يتخيل لي جاي من محنة التلقي والتفاعل القاعدين نعاني منها كمواطنين من امسودان..!
هنا ، في الخيط ده بالتحديد ، عندنا سياقين مختلفين تماما ، كما اعتقد..وكليهما يتعلق مع كيفية تعاملنا من نص مثل كتاب طبقات ود ضيف الله..
السياق الأولاني: منطلق مضموني ، يعني ، معني كتير جدا بقيمة الكتاب ومضمونو..وده غالبا منطلق ديني بيحاكم نص ود ضيف الله على هذا الأساس..بعض يقول ليك قاموس جهالة ..بعض يقول ليك وصمة في جبين شنو كده ما عارف.. بعض يقول ليك تحقيق فلان كان صحيح وجيد..الخ..انتو قايلين شنو؟.. صديقنا صلاح غير معني تماما بهذا السياق ولا جزء من اهتمامو وهو بيكتب هذا المقال النافذ المفارق..ولا انا غلطان يا صلاح؟
السياق التاني: منطلق التعامل مع نص طبقات ود ضيف الله ..كنص ادبي /فلكوري/اساطيري/عجائبي..ومن هنا بيكون الإهتمام بشغل نقد ادبي بحت..وصلاح ،هنا، معني وشغال بهذا السياق ، واختار ، بوعي تام ، جزئية محددة وهي( وظائف السرد)..وده شغل نقد ادبي شكلاني ، ما عندو علاقة نوهائي بمضمون الكتاب..!
صلاح ، من البداية ، حدد هو دايريقول شنو بالضبط ، جاي من وين وماشي وين..وفي اعتقادي هو شغال على فكرة النظرية السردية ، كنظرية معنية بالنص الأدبي (وربما نصوص تانية ، كما حدثنا جان جينه)..ولو في فكرة محاكمة لصلاح ابوزيد فيجب ان تنطلق من سؤال مركزي: هل توفق في اثبات اداعاءاته المركزية (النقدية)؟..الى أي حد نجح في تطبيق مقولات نظرية نقدية ادبية مثل نظرية السرد في تطبيقاته هنا؟..وهل نص الطبقات يمكن فيه اجراءات تطبيقات سردية؟..
ملاحظتي لصديقنا صلاح.. استخدام مفهوم (التغريب)..وانت تفضلت بالشرح وقاصد شنو..والمحنة يا صديقي القراء دايما مبرمجين بمخرجات الأكاديميا..يعني ممكن عادي بعض الناس ..اول ما تقول ليهو (التغريب) ح يفهم او يتبادر لفهمو فكرة النفي والعزلة (كما هي في ادبيات الماركسية ، والأدبيات الجنائية الإسلامية التي تستخدم التغريب كعقوبة)..وفي نفس الوكت..لمن يقرا الشرح .. ح يفهم أو يتبادر لذهنو مفهوم تاني خالص وهو مفهوم (الغرائبية/العجائبية/ الظواهر الخارجة عن العادي)..!
اما باقي الونسة ، كويس انك تختار الإشتغال على خلاصات النظرية السردية ومحاولة تطبيقها وتوطينها في مشهد امسودان الثقافي..ولكن..! بين فلادمير بورب وجان جينه ، شباب كتار ، وعندهم تفاكير مهمة للغاية.. امثال تودروف ورولاند بارت..و بارت عندو خمسة شفرات مهمة ، كما اعتقد ، (الإنغيما ، ودي بتشبه فكرة الكرامة ، موجودة في النص لكن مافيش تفسير ليها ،شفرة الفعل ، شفرة الدلالة ، شفرة الرمز ، وشفرة المحمول الثقافي)، و بتفيد كتير في التفاهمات مع النظرية السردية وتطبيقها..
كتر خيرك يا صاحب..وهي قراءة مختلفة ومهمة..!
اعجبتني كتير فكرة اعادة (التخليق) في شخصية (سعيد البوم)..
كل سنة والجميع بخير..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: Kabar)
|
Quote: اقترح عليك أن تقوم بنشره دفعة واحدة في هذا البوست حتى يسهل الانتقال من جزئية إلى أخرى، فهو نص نقدي متشعب يحتاج إلى المتابعة و"المراوحة" في أحايين كثيرة بين جزئياته.
كما أقترح عليك -أيضاً- إرساله إلى مجلة "الكلمة" الاسفيرية لصاحبها الناقد والمترجم والأكاديمي المصري المعروف دكتور صبري حافظ. |
العزيز الخواض مشكور كتير على المتابعة وبالنسبة للاقتراح مجلة كلمة المشكلة انو الكتابة دي مازالت اشتات متناثرة منها القديم ومنها الاضافات يمكن تحتاج لزمن في الاول تاخد دورتها هنا على سودانيز اون لاين عسى أن تتكرم عليها إضافات أو تعليقات أقلام كتيرة يذخر بيها الموقع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: صلاح أبو زيد)
|
الأخ العزير كبر
ياخي شكرا لبذلك وقت خاص للمرور و التعليق و القراية، دا حقيقة كان العشم بانو الموقع يذخر باقلام مسؤولة و مهمومة ، ستمر و تساهم . المقام هنا فقط للتعبير عن امتناني لإهتمامك .
Quote: صديقنا صلاح غير معني تماما بهذا السياق ولا جزء من اهتمامو وهو بيكتب هذا المقال النافذ المفارق..ولا انا غلطان يا صلاح؟
السياق التاني: منطلق التعامل مع نص طبقات ود ضيف الله ..كنص ادبي /فلكوري/اساطيري/عجائبي..ومن هنا بيكون الإهتمام بشغل نقد ادبي بحت..وصلاح ،هنا، معني وشغال بهذا السياق ، واختار ، بوعي تام ، جزئية محددة وهي( وظائف السرد)..وده شغل نقد ادبي شكلاني ، ما عندو علاقة نوهائي بمضمون الكتاب..!
صلاح ، من البداية ، حدد هو دايريقول شنو بالضبط ، جاي من وين وماشي وين..وفي اعتقادي هو شغال على فكرة النظرية السردية ، كنظرية معنية بالنص الأدبي (وربما نصوص تانية ، كما حدثنا جان جينه)..ولو في فكرة محاكمة لصلاح ابوزيد فيجب ان تنطلق من سؤال مركزي: هل توفق في اثبات اداعاءاته المركزية (النقدية)؟..الى أي حد نجح في تطبيق مقولات نظرية نقدية ادبية مثل نظرية السرد في تطبيقاته هنا؟..وهل نص الطبقات يمكن فيه اجراءات تطبيقات سردية؟.. |
طبعا زي ما بيقولو لقد اصبت كبد الحقيقة وعبرت عني تماما
لاحقا سأتناول ما اثرت من نقاط
وكل سنة وانت طيب صلاح ابوزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: صلاح أبو زيد)
|
العزيزي صلاح
سلامات
شكرا على الرد .
وطالما أن النص النقدي هو في مرحلة "التخلق"، فدعني أورد ملاحظة أتمنى أن تكون نافعة.
قليل من "الإضاءات" -عطفاً على مقاربة الأستاذ "كبر" ،
مهم لإشراك القارئ غير الملم بمبادئ نظريات السرد و"التأويل".
مثلا إيراد تعريف مختصر في "الهوامش"، للفرق بين "قصدية المؤلف" و"قصدية النص" و"الشخصيات الورقية للنص" ،هو بمثابة "كبسولة" صغيرة تدخل ذلك النوع من القرّاء في أجواء مقاربتك النقدية.
كن بخير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: osama elkhawad)
|
شكرا ولكن لم أجد الكتاب في الموقع الذى تفضلت بعنوانه.. يا ريت تمشى لصفحـة الكتاب ثم تنسخ العنوان بدل عنوان الموقع كله.. وشكرا
........... ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عزيزي الفاضل ابو الريش اذا عاوز تقرأ الكتاب كله في حلقات فستجده في بوست كتبه عضو البورد محمد عثمان الخاج في بوست وعنوانه:" طبقات ود ضيف الله : النص الإلكتروني ..مقسطا على دفعات" ودمت بالف خير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: Basamat Alsheikh)
|
اخي العزيز Abureesh ممنون لمرورك الكريم قلت
Quote: لماذا أتيت بروابط المخالفين فقط لود ضيف الله والمشككين في كتابه ولم تأت بروابط الذين يؤيدون ويتفقون معه؟ اليس الحياد مطلوب في مادة مثل هـذه؟ أهم معلومات منشورة على ويكىبيديا وروابط أخرى كثيرة تتحدث بإجابية عن الكتاب والمؤلف. |
نعم الحياد مطلوب، لكني جلبت روابط المنتقدين او المعترضين عل الكتاب كنموذج لقراية بالنسبة لي في موضع الإستشهاد القاصدوا أنا اهم من المؤيدين لود ضيف الله ، اهميتهم في التدليل على دور الأدوات المعرفية والمرجعية عند شخص ما ، في التأثير على تكوين رد فعل يحمل حكم محدد على نص ما ، لذلك كان من المهم جدا رصد هذه الكتابات المعارضة و المخالفة للطبقات، في إطار أنها (قراية) لأن الحاجة ليها ماسة في سبيل إعادة النظر في نصوص الطبقات رغم كل ذلك فانا اعترف بالتقصير كما تفضلت وكان علي ايراد نماذج و امثلة للمؤيدين حتى ولو في معرض التوثيق و المقارنة تقبل احتراماتي و تقديري لاهتمامك بما كتبت صلاح ابوزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامـح andquot;النص السّــــــــــــــــــ� (Re: صلاح أبو زيد)
|
العزيز الخواض قلت
Quote: وطالما أن النص النقدي هو في مرحلة "التخلق"، فدعني أورد ملاحظة أتمنى أن تكون نافعة.
قليل من "الإضاءات" -عطفاً على مقاربة الأستاذ "كبر" ،
مهم لإشراك القارئ غير الملم بمبادئ نظريات السرد و"التأويل".
مثلا إيراد تعريف مختصر في "الهوامش"، للفرق بين "قصدية المؤلف" و"قصدية النص" و"الشخصيات الورقية للنص" ،هو بمثابة "كبسولة" صغيرة تدخل ذلك النوع من القرّاء في أجواء مقاربتك النقدية.
|
طبعا ملاحظة نافعة ومهمة، لازم الانتباه ليها في المراجعة ، شكرا على الملاحظة
| |
|
|
|
|
|
|
النص النقدي كاملا (Re: صلاح أبو زيد)
|
حاولت أن أجمِّع ما كتبه الاستاذ صلاح حتى الآن، علّه يساهم في "تكريب القراءة"، عبر الطباعة والقراءة التقليدية.
بعد الطباعة، مع اختلاف البنط من جزء إلى آخر، بلغ عدد الصفحات 35 صفحة
يبدو أننا ما نزال في حاجة إلى الورق، على الأقل لجيلنا. أرجو تصحيحي أن سهوت:
Quote: ملامح "النص السردي" في طبقات ود ضيف الله هذه محاولة لقراءة النص السردي في حكايات الأولياء و الصالحين في الطبقات، النص السردي أعني به ، تلك الحكايا التي جاءت ضمن سير(ج سيرة) حياة أشخاص وصفهم مؤلف الكتاب ب (خصوص الأولياء والصالحين)، استعملت مصطلح (النص السردي) لأنه أكثر تحديداً و توصيفاً للمُنتج من قِبل روايات ود ضيف الله، النص السردي هو الحكاية - تكتب سطور وصفحات - تروي "قصةً" ما حدثت على الواقع ، جرت على مدى زمني يقاس بالدقيقة والساعة و السنة الخ... يعتبر (جيرار جنيت) في كتابه "خطاب الحكاية"* أنّ الحكاية "سرد" سواء كانت شفوية او مكتوبة . وفي الكتاب نفسه يضع المؤلف تعريف مهم في التفريق بين الحكاية و القصة بناء على التحديد التالي : القصة: المدلول أو المضمون السردي. الحكاية: الدال أو المنطوق أو الخطاب أو النص السردي نفسه. السرد: الفعل السردي، المنتِج، بالتوسع : على مجموع الوضع الحقيقي أو التخيلي الذي يحدث فيه ذلك الفعل. ويفرق مؤلف ( خطاب الحكاية) بين زمن الحكاية ، يعني بذلك " زمن السرد" المكتوب على صفحات الورق، عداده بالسطور وعدد الصفحات ، بينما زمن القصة ، وهو زمن الأحداث و الأفعال التي جرت على الواقع محسوب بالساعات و الأيام و السنوات. و اقرب مثال لذلك ، أذا افترضنا أن شخصاً شاهد حادث حركة بين عربتين أمس، فهذا الشخص شاهد قصة الحادث بكل تفاصيلها ، وعند حكايته "قصة" الحادث لشخص آخر ، فهو يصبح راوي و سارد لأحداث قصة شغلت حيزاً زماني ومكاني في الطريق جرت على مدى ساعة او ساعتين، فيحولها الى حكاية يكون هو مؤلفها ، لانه ليس جهاز تسجيل أو آلة صماء ينقل فحسب ،بل يصيغها بأسلوبه و يتخير اللغة والشكل لتوصيل للمروي لهم ،فيلخصها و يسرد الحوارات التي جرت بين شخوصها ، يمتلك الحرية في تقرير من أين يبدأ و أين ينتهي ، قابض لخيوط الحكي ، يحذف، او يختصر أجزاء منها، كل هذا في مدة لايمكن أن تكون مماثلة للزمن الذي حدثت فية القصة على أرض الواقع،أو إذا افترضنا أن شخصاَ طلب منه أن يكتب هذا الحادث في تقرير لصحيفة، فيقوم بتحويل قص الحادث الى حكاية هو ساردها و مؤلفها و راويها، فيضعها في زمن جديد غالباَ ما تكون أحداثه في تسلسل غير مطابق ، يتحكم في تسلسله كما يشاء، قد يكون طول الحكاية صفحة واحدة ، تقرأ في اقل من دقائق معدودة. "سرديات" الأولياء و الصالحين في الطبقات ، لا يكفي وصفها و تصنيفها بحكاية صوفية أو شعبية ، لأنها جمعت بين ملامح القصة الصوفية، في التجربة الذاتية والهدف الأخلاقي، وعنصر الحكاية الشعبية، في تواترها الشفوي،وكذلك في احتواها أحداثاً ذات طابع اسطوري و سحري . لذلك توخياً للحذر من الأفضل استعمال الأسم الذي عرفت به في الطبقات كحكايات في (خصوص الأولياء و الصالحين). خطتي تعتمد على عدة عناصر : أولاً، عرض مقدمة مبسطة عن كتاب الطبقات ، قد يحمل تفسير عن سبب الأهتمام بالنص السردي لمرويات ود ضيف الله ، ثانياً ، التعريف بالمنهج و أدواته المستعملة لإظهار ملامح هذه السرديات. ثالثاً، تحليل نص سردي من الطبقات كنموذج ، و إخترت سيرة أحمد ابن الشيخ عبدالله الطريفي . رابعاً، لغة وشكل "المضمون السردي" بين روايات الطيب صالح و حكايا الطبقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش: (1)أريد أن أنبه أنّ هذه القراءة في ملامح النص السردي في الطبقات ، عمل غير مكتمل ، فشلت في مطاردة ، (فايلاتي) على الكمبيوتر وجمعها، لترتيب وتنظيم ما كتبته في أيام متباعدة،لذلك قد يحتوى مواضع غير دقيقة تحتاج للتعديل أو التصويب ، رغم ذلك قمت بنشره ،لعدم توفر شخص يقوم بمراجعته او تصويبه، ولأنّ وضعه على سودانيزاون لاين، يساعدني على جمعه و تنظيمه، و"شوفه" في شكل يغريني بالمتابعة والتعديل أو الحذف ، فهي محاولة للتعديل أثناء النشر.
*خطاب الحكاية: بحث في المنهج، جيرار جنيت، ترجمة: محمد معتصم، عبد الجليل الأزدي، عمر حلي المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الثانية، 1997 النسخة الأنجليزية مترجمة عن الفرنسية ص 37 التلخيص و التنظيم من عندي كما يمكن مراجعة: مع مراعاة اختلاف ارقام الصفحات بين الترجمتين العربية و الأنجليزية http://archive.org/stream/NarrativeDiscourseAnEssayInMethod/NarrativeDiscourse-AnEssayInMethod_djvu.txthttphttp://archive.org/stream/NarrativeDiscourseAnEssayInMethod/...nMethod_djvu.txthttphttp://archive.org/stream/NarrativeDiscourseAnEssayInMethod/NarrativeDiscourse-AnEssayInMethod_djvu.txthttphttp://archive.org/stream/Narrati...nMethod_djvu.txthttp: GERARD GENETTE Narrative Discourse AN ESSAY IN METHOD Translated by Jane E. Lewin Foreword by Jonathan Culler CORNELL UNIVERSITY PRESS ITHACA, NEW YORK
الطبقات ..... إختلاف الآراء أم تعدد القراءات؟
كتاب الطبقات لوحة من تاريخ السوداني ، سِفْرٌ ينضحُ بتفاصيل الحكي لإنسان تلك الحقبة ، السياق التاريخي و الإجتماعي ساهم في نسيج بنية سيره و تراجمه ، شكّل مرآة عكست ، ملامح السودانوية، ، لا يمكن أن نغفل أسلوب ولغة، ووجهة خيال وتصوير المؤلف ود ضيف الله، لأنه دوّنها، وحولّها من الرواية الشفوية الى المكتوبة، تحمل سماته ووجهة نظره ، فصاحب الطبقات هوالراوي والمؤلف، لانَّه رسم وشكّل، قام بالحذف والإجمال والتلخيص لحوارات دارت بين شخوص الحكايا ، قام بإعادة صياغة مشاهدها و أحداثها ، أحياناً مستخدماً العامية ، وتارةً الفصحى ، لوصف او سرد نيابة عن الشخصية التي يروي عنها، فكثيراَ ما يتطابق الراوي والمؤلف و السارد. في ثنايا هذه السير ، قصص و حكايا لأولياء و صالحين ، أثارت جدلاً واسعاً ، لما تضمنته الروايات من كرامات وخوارق اعتبرها الكثيرون مخالفة للمنطق و العقل . هذه الإنتقادات نفسها لها قيمة ذاتية، من حيث أنها تمثل رد فعل من قارئ ، مزوّد بمعارف مرجعية دينية سلفية، يرى من خلالها أنّ هذه الحكايات ، لا تتوافق مع ثوابت معتقداته الدينية، ورغم أنّ مثل هذا القارئ/ القارئة ، يستخدم أدوات تحاكم خطاب السرد من خارجه ، إلا أنه قارئ متفاعل، ومزوّد بمعارف ، مكنته لقراءة فردية و خاصة .
نماذج عناوين مقالات و كتب لقراءات منشورة على صفحات الإنترنت :
* تعالوا نضحك شوية مع كتاب طبقات ود ضيف الله، . * طبقات ود ضيف الله ظُلُمات بعضها فوق بعض، مقال. * كتاب وقفات مع طبقات ود ضيف الله ، في نقضها وتبيين انحرافاتها، تأليف الأمين الحاج محمد أحمد. * كتاب طبقات ود ضيف الله (وصمة فى جبين الوطن)).
هناك أيضاَ قارئ من نوع آخر ، ادواته الوثائق و كتب التاريخ و المخطوطات ، يقوم باستخدامها لتبيان التناقض بين روايات الطبقات و التاريخ الحقيقي لهذه الشخصيات ، تنصب القراءة على تصحيح و تصويب معلومات الشخصيات المروي عنهم. كل هذا ينضاف الى رصيد الطبقات ، كونها استدعت كل هذه الأنواع من الإستجابة ، فهي لا تخرج من جملة محاولات تفكيك بنية الخطاب السردي، خطاب يحمل مفاتحه في بنيته العصية. للطبقات مخاطبون مباشرون ومعنيون ، رغم إختفائهم عن مسرح "المتن" لكن وجودهم كمروي لهم ، حاضر ومشارك ومُوجِّهٌ ، أحياناً ، للحكي ، فود ضيف الله ، يذكرنا بهم في مقدمته للكتاب "وبعد فقد سألني جماعة من الإخوان، أفاض الله علينا وعليهم سحائب الإحسان وأسكننا وإياهم أعلى فراديس الجنان، بحرمة سيد ولد عدنان، أن أؤرخ لهم ملك السودان " من هذا التقديم يتوقع القارئ أن يجد توثيق لسير الملوك و السلاطين ، وعلى العكس فإن ما توفر عن ملك السودان قليل من الإشارات لأسماء متفرقة لملوك و سلاطين من غير تنظيم او تسلسل ، لايوجد سرد لتاريخ مفصل و حكي مرتب عن تسلسل تاريخي لسلاطين الفونج ، بينما كان النصيب الأكبر من الكتاب، موظف لسير و أخبار الصالحين و الأولياء، فكأنَّ هنالك رغبة مبطّنة من أولئك الأخوان ، في معرفة سير و روايات الصالحين ورجال الطرق ، و شيوخ الخلاوى و المسايد، ولربما أنَّ ود ضيف الله كان عارفاَ لما يريده أولئك الأخوان ، فمال الى هذا الجانب تلبية لمشيئة المتلقيين. أذن فإنَّ مشيئة المتلقيين أو المروي لهم ،أثرَّت على الخطاب السردي ، هذا التأثير ، ينعكس في الحذف والاختصارات التي قام بها الراوي و المؤلف ود ضيف الله ، وايضاً تظهر في وجود أسماء أمكنة ،و أشارات لأحداث، ومواقع غير معروفة ، احتاجت لجهد و إضافات المحققين ، وتفاسيرهم لتعريفنا بها ، أما بالنسبة للمتلقي المجايل، أو القريب من فترة زمان تأليف الطبقات من أولئك (الأخوان) ، فما كان في حاجة لمعلومات إضافية ، وحواشي لتعينه على قراءة وفهم نصوص الطبقات.
"النص السردي" في طبقات ود ضيف الله
الجزء الثاني: المنهج و ........ النماذج
الكرامة ..... مفتاح منهج التحليل:
النص السردي في الطبقات ، منتج ثقافي ، بمعنى أنّه تشكَّل في واقع محدد ، وفق سياق تاريخي و إجتماعي ، يحمل ملامح عصره. الكرامات و الخوارق ، شغلت مركز دائرة اهتمام النص السردي. الكرامة ، في حد ذاتها حكاية عارضة في متن (الحكاية الرئيسية) كما سنرى لاحقاً، وهذا الوجود العارض لها ، يحيل الفعل السردي ، الى مقام التجريد، مقام الصور الخيالية . الكرامة هي في ذاتها فعل سردي ، لا يُحاكمُ وفق منظور التصديق و التكذيب ، بل يُنْظرُ إليه من خلال الصور و الأعمال التي يتيح "الفعل السردي" نفسه ،تخيُّلِها. (جيرار جنيت)* أيضاً ، فطن إلى هذه المسألة ، فهو يؤكد أنَّ الفعل السردي ، تزداد أهميته في الروايات المتخيلة ، التى لا وجود لإحداثها على أرض الواقع ، يشير الى هذا المعنى في معرض تعليقه على المغامرات التي يرويها "يوليوس" في ملحمة الأوديسة - رواية قصة عودة أحد الأبطال الإلياذة وهو أوليس ملك إيثاكا- يقول (جيرار جنيت)* " أما إذا إعتبرنا عوليس كذاباً،و إعتبرنا الروايات التي يرويها متخيلة، فإن الفعل السردي لا يفتأ يزداد أهميةً، ما دام لا يتوقف عليه وجود الخطاب السردي فحسب، بل يتوقف عليه أيضاً تخيل وجود الأعمال التي( ينقلها).* الكرامة نص سردي ، بغض النظر عن السلطة المانحة لها (جن، شيطان، إله أو محض وهم ) ننظر إليه من خلال مظهرين* : أ- القصة: (الأحداث في الواقع ، بتسلسل و تماسك زمني و مكاني حقيقي ) ب- الخطاب: (يظهر من خلال الرواي الذي يقدم القصة منطوقة أو مكتوبة لقارئ أو متلقي) ومظهر الخطاب هو المستوى الوحيد ، الذي تعمل عليه أدوات التحليل و التفكيك، كما يؤكّد (جيرار جنيت) في خطاب الحكاية *. ولفائدة شرح هذين المظهرين للنص السردي (القصة والخطاب ) سأعرض من الطبقات نص يتضمن "كرامة منحت للشيخ دفع الله" * وردت في ثنايا سيرة الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي كمثال:
Quote: ذات يوم بيقرأ الشيخ دفع الله في مجلس الظهر ، قال له: ما فهمنا، قال من هذا، قالوا أحمد بن الطريفي فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد، فوقع فوق أحمد، فوقع مغشيا عليه، فرقد أياما،
و أعيد كتابة هذا الجزء المقتطع مرة أخرى لتوضيح أطراف الحوار مع إضافة ما بين القوسين:
ذات يوم بيقرأ الشيخ دفع الله في مجلس الظهر، قال له (أحمد) : ما فهمنا قال (الشيخ دفع الله) :من هذا؟ (الحضور ، مريدين ، فقرا... الخ) قالوا: أحمد بن الطريفي. فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد، فوقع فوق أحمد، فوقع مغشيا عليه، فرقد أياما، ***
المكتوب أمامنا أعلاه عبارة عن "خطاب سردي" قدّم بواسطته ود ضيف الله قصة (جرت في سا عات أو أيام) وصلت إليه شفوياً ربما عبر سلسلة من الرواة . و هو بدوره يقدمها مكتوبة لنا كقراء ومتلقيين . يجب التنبيه الى أنّ هذا الخطاب السردي ، رغم وجود الحدث الخارق، خطاب غير مفارق للواقع و الثقافة بأي حال من الأحوال ، لأنّه منتج في إطار لغوي و سياق إجتماعي و تاريخي. كما أنّه المظهر الوحيد المتوفر الذي يمكن أن نخضعه للتحليل من حيث اللغة والشكل *، لنكتشف الطرق والأساليب ، التي إستخدمها "ود ضيف الله" ،كراوٍ ، ليعرِّفنا بواسطة هذه " الطرق و الأساليب" على أحداث تلك (الكرامة ) . إذن ، إقتراح أي منهج لتحليل نصوص الأولياء و الصالحين في الطبقات ، لابد وأن يكون للكرامة، الدور الحاسم في إختياره . لأنها العنصر المشترك السائد في النص السردي في الطبقات.
ونتيجة لكل ما سبق يمكن أن نصل الى فرضية مفادها أن هذا "االمشترك" بين معظم نصوص الطبقات، الوحيد الذي يدفع في إتجاه تبني منهج تحديد (الوظائف) السردية ، لتحليل هذه النصوص . ونعني بهذا المنهج ، الفكرة التي إخترعها الروسي (فلاديمير بروب)، في كتابه* مورفولوجيا القصة ، جمع فيه عدد من الحكايات الخرافية، وقام بدراستها بحثاً عن العناصر المشتركة المكونة لها وسماها الوظائف. وهذه الوظائف والعلاقات التي تربط بينها تمثل بنية الحكاية الشعبية ، أياً كان الواقع والمكان الذي أنتجها أو السياق الذي أثر فيها. يقسم العناصر المكونة للحكاية الشعبية إلى: (أ) الشخصيات: وعددها سبعة وهي المعتدي / المانح/ المساعد/ الأميرة / الآمر/ البطل/ البطل المزيف (ب) الوظائف: وهي 31 وظيفة وأراد بالوظيفة " ما تقوم به الشخصية من فعلٍ محددٍ "*.
وتحليل بنية الحكاية الشعبية يتم بدراسة هذه الوظائف ، بإعتبارها " الأجزاء الأساسية في القصة ".* و الوظيفة تتحدد بالفعل الذي تؤديه " تسمية الوظيفة باسم يعبر عن الفعل ك(الحظر) و (الإستجواب) و ( الهرب) *" ومن ثمّ يستنتج (فلاديمير بروب) أن شخصيات القصص على إختلافها و تنوعها ، غالباً تؤدي نفس الفعل . لذلك فهذا الفعل الذي تقوم به الشخصيات ، هو الذي يجب أن يكون محور الدراسة و التحليل لمعرفة ما تؤديه الشخصيات "فأما من يقوم بالشئ وكيف يقوم به، فإنها أسئلة لا تطرح إلا بشكل ثانوي" .* و العلاقة بين هذين العنصرين ، ( الوظائف والشخصيات )، علاقة ثابت ومتغير فقد لاحظ أنّ الوظائف دائماً تتسم بالثبات، بينما الشخصيات متغيرة. فمثلاً المعتدي في حكاية ما يمكن أن يكون الغول بينما في حكاية أخرى يمكن أن يكون الملك او السلطان أو الساحر. الكرامة ، بهيئتها الوظيفية ، وفعلها السردي ، قد تنبئ بوجود وظائف أخرى ، في بنية هذه النصوص، يمكن تحليلها وفق منهج تحديد (الوظائف) السردية . بالإضافة أعمال الفرنسي (جيرار جنيت) ، خاصةً " خطاب الحكاية" الذي سيكون حاضراً أيضاً.
نواصل النماذج في الجزء التالي....................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش *خطاب الحكاية: بحث في المنهج، جيرار جنيت ترجمة: محمد معتصم، عبد الجليل الأزدي، عمر حلي المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الثانية، 1997 ص .38
** السابق ص .38
***كتاب الطبقات، تحقيق فضيلة الشيخ ابراهيم صديق الطبعة الثالثة الدار السودانية للكتب ص .41
****كتاب مورفولوجيا القصة ترجمة د. عبد الكريم حسن و د.سميرة بن عمو الطبعة الأولى 1996 شراع للدراسات و النشر و التوزيع - دمشق
**** السابق ص. 38 **** السابق ص .38 **** السابق ص .37 **** السابق ص .37 النص الّســـــــــــــردي في الطبقات الجزء الثاني : المنهج و........النماذج
الحكاية الشعبية ...... مقابل حكاية الولي الصالح: فاطنة السّــــــــــــــــــــمحة:
مثال من " الأحاجي السودانية" لتوضيح كيفية عمل الوظائف السّردية و ترتيبها ، في (الحكاية الشعبية) ، قبل الحبكة ثم (انعقاد الحبكة)، بسبب إساءة بواسطة المعتدي ، لتنتهي بتخليص البطل ، والنهاية السعيدة. كل هذا الهدف منه ، توضيح بعض الفروق بينها وبين سرديات الطبقات المعنية هنا بالتحليل . "فالأحاجي" مادة موضوع الدراسة التي قام عليها ، في الأساس، منهج (الوظائف السردية) . وسوف يساعدنا المثال هذا ، لاحقاً في مناقشة مدى صلاحية تطبيق هذا القالب على موضوعنا في الطبقات.
وحكاية فاطنة السمحة ، رغم ان لها روايات متعددة ، اخترت هذه الرواية فقط كمثال واقتطعت أجزاء لبيان عمل الوظيفة . تبدأ الحكاية الشعبية عادة ، بوصف البطل او الشخصية الرئيسية : استهلال : وصف جمال و أخلاق فاطنة و عمرها:
(وكم من امير تقدم لخطبها واعتزر اهلها لصغر سنها اعجب بها الكبار وأحبها الشباب ، وغارت منها وحسدتها كثير من بنات جيلها ، تعيش فاطنة مع أهلها في إحدى القرى الوادعة الجميلة على ضفاف واديا اخضر) (يفصلها عن غابة كثيفة لم تطأها رجل بشر يسكنها غول شرير ، ينام سنة ويصحو سنة) . حيث ظهور الغول على المسرح ،الغول الخطر الذي سيؤدي وظيفة لاحقة. وكل سنة كان الغول يخطف بنت جميلة و يتزوجها : وظيفة الحظر، منعها من الخروج: (كان أهل القرية يعرفون انها سنة الاختيار ، ويتهامسون خوفا على فاطنة لأنها اجمل بنات المنطقة على الإطلاق كذلك عائلتها تدرك ذلك لذا منعوها من الخروج أو الابتعاد عن الدار ) الإعتداء: (كانت الغيرة والحقد يسيطران على عقول كثير من فتيات القرية اللائى يدركن ان الشباب مشغولون عنهن بفاطنة السمحة) ( ووصلن لفكرة تريجهن من فاطنة وما تسببه لهن من بوار ، في الصباح الباكر تجمعت الفتيات وذهبن لفاطنة وطلبن منها الذهاب معهن الي بساتين النخيل لجمع البلح ) وظيفة تجاوز المحظور: (فكرت الحبوبة في طريقة لتثنيهن عن طلبهن وذلك بإعطائهن واجبا صعبا فقالت لهن (علشان اخلي فاطنة تمشي معاكن اشتت ليكن رحل سمسم ورحل دخن في ساحة الحوش وتلمنوا لي حبة حبة لو نقصت حبة واحدة فاطنة ما حتمشي معاكن ) ، قبلن البنات هذا الشرط التعجيزي ، نشر الخدم حمولة بعير من السمسم والدخن في ساحة حوش الدار الواسعة ، اخذت البنات يجمعن الحبوب بصبر شديد ، اثناء هذا العمل المضني حضر ديك والتقط بعض الحبوب فطاردته البنات وقبضن عليه وذبحنه واخرجن الحبوب من جوفه ، هكذاحتى جمعن كل الحب ، ولم يكن في وسع حبوبتا الا ان تسمح لها بالذهاب معهن ) الخديعة: ( واقترب الغروب نزلت فاطنة واستعدت البنات للرجوع وهنا اقتربن من الخطة التي عزمن علي تنفيذها ، وصلن البئر فقلن لفاطنة سنلعب لعبة البير والسوار وهي ان ترمي كل منا اسورتها في البئرثم تخرجها والتي تخرج اسورتها اولا لها جائزة تنفق عليها ) التواطؤ - استسلام الضحية للخديعة- : ( ترددت فاطنة فأقنعنها بأنهن يلعبن تلك اللعبة دائما عندما يصلن البئر ، وافقت فاطنة بعدالحاح ، تظاهرت البنات برمي أساورهن في البئر ، ولكنهن رمين مجرد حجارة) الأساءة: - إنعقاد الحبكة-: فرمت اسورتها وانتظرت نهاية اللعبة تضاحكت زميلاتها وتغامزن وهن راجعات نحوالقرية دون ان يلتفتن لنداء فاطنة وبكائها واستجدائها ، ظلت فاطنة وحدها تبكي حائرة لا تدري ما العمل ولا تريد العودة لدارها بدون اسورتها النادرة ،بدأت الشمس في الغروب ،) - يظهر الغول لمساعدة فاطنة لاخراج اسورتها من البير ، في مقابل الذهاب معها لى القصر- وظيفة الحاجة : وهي خروج إخوة فاطنة لتخليصها من الغول، الحاجة الى أداة سحرية من (مساعد) وهي العجوز تقدم لهم المساعدة المشروطة: (أشار الناس على إخوتها بأخذ رأي حكيمة القرية العجوز ام كلامن بجوز ) في هذا النموذج تعتبر فاطنة (البطل الضحية ) والأخوة (البطل الباحث) فهم عليهم مواجهة الغول و الإنتصار عليه، وثم النهاية السعيدة: (عاشت فاطنة حياة هانئة سعيدة وتزوجها ود النميري لتصبح أماً وجدة لكثير من أهل السودان). انتهى .
******** تحديد الوظائف في نصوص الطبقات، وتفكيك الوظيفة الى عدة أجزاء: تحديد وظائف ، قد تجمع بين جميع نصوص خصوص الأولياء و الصالحين، وفق الوظائف السردية ، وتجميعها ، وافتراض أنها تشكل بنية لنمط سردي واحد،قد لا يتطلب جهداً كبيراً ، خاصة في مثل هذه الملامح التى اسعى لإبرازها، لكن المهمة و التحدي في استكشاف العلاقة بين هذه الوظائف من ناحية الترتيب و الترابط،. وكيف أنها تعمل في نظام ما ، لتجهز وتعد حبكة . إذا افترضنا أن " الفعل الخارق أو الكرامة " يمثل حبكة ما، فهل تدفع الوظائف الى ما بعد (إنعقاد الحبكة) في إتجاه حركة تنازلية يصل بها الفعل السردي(من داخله) الى نهاية ما ؟. ليس الهدف السعي لإكتشاف وظائف تتطابق تماماً مع الوظائف للحكاية الشعبية، انما الغرض هو البحث عن محددات لبنية هيكلية قد تتوحد فيها نمط (قصص خصوص الأولياء و الصالحين في الطبقات) وفقاً لوظائف أخرى خاصة بهذا النمط في الطبقات ، فالمقصود هنا بنية القالب لا الوظائف بعينها، وكما في حكاية الخرافة، لا يلزم وجود كل الوظائف او جميع الشخوص في كل حكاية، لكن يلزم الترتيب في الوظائف في تتاليها بحيث ينتفي التضاد اوالإحلال. والوظائف المقترحة كالتالي: الإبتعاد : ( القنجرة، سفر، غياب) وغالبا تحدث ل/من (البطل) . أحياناً تأخذ شكل القنجرة و هي الإرتحال بسبب (الخصومة ، المغاضبة ، أو الحرد) أو هيئة السفر كالحج أو الإنتقال الى مكان آخر و غالبأ ما يتحول مسرح الأحداث الى المكان الجديد. أو عند طريق الغياب وهو الإختفاء المفاجئ أو غياب الوعي. الكرامة : في شكل مكافأة توهب للمريد من الشيخ، أشارة و تذكرة لإعلام المريد بمقام تحقق له وهو غير عالم به، مثال لذلك في حكاية الشيخ (حسن ود حسونة ) عندما خرج يطلب شيخأ في الطريق، في أول أمره ، وعندما وصل الى الفقيه (بابكر) ، أمره الفقيه ، أن يملأ الركوة من البحر ، قال الشيخ (حسن ود حسونة): فلما جيت عند البحر ، إمتلأت وحدها، وجاءتني من غير أن أملأها. فكانت إشارة لود حسونة الذي كان لا يدرك أن مقامه أعلى من كل الشيوخ الذين خرج يطلبهم ويبحث بينهم عن شيخ يتتلمذ تحته. والكرامة بفعلها الخارق للعادة هي التي تمنح القصة حركتها فالوظائف الأخرى ،هي الجزء التحضيري للكرامة لأن بها تتم الحبكة، باعتبارها نقطة تغير في مسار السرد، ويبلغ النص عندها قمة صعود الحدث ، و الأشكال التي تتجلى بها تتنوع وتتعدد ، وفي معظم نماذج الطبقات سنلاحظ مجيئها كإشارة و تبليغ بوصول المريد الى مقام الصلاح و الولاية ، ثم يتبعها مباشرة تأكيد "مسكان" الطريق ، والتأكيد قد يكون بإظهر القدرة على كشف المحجوب ، أو إستجابة الدعاء . الخدمة والمساعدة : خدمة الفقرا للشيخ أو مساعدة المريد (التلميذ ) وأحياناً المريد يخدم الشيخ كالذي حدث بين ود حسونه و الفقيه بابكر. التلمذة : المريد على يد الشيخ ، التعريف بطريق القوم أو مجالس الفقه و علوم الدين، في المسيد المصاهرة : المصاهرة بين الشيخ الضيف و أسرة أخرى لرجل صالح ،وتتم عن طريق الزواج بإمراءة صالحة. الأختبار: وسيلته الكشف إمتحان غير مباشر للمريد العابر أو الذي عبر الى مرتبة الشيخ ، وهي معرفة إستباقية ، كالتنبؤ بوقوع الحدث، أو معرفة مكان الشئ المسروق أو معرفة ما قاله الآخر في سره. الوظائف ، ترتيبها هام جداً (السرقة لا يمكن وقوعها قبل كسر الباب)* كما يؤكد (فلادمير بروب) ، أما بالنسبة لنماذج موضوعنا في النصوص المعنية بالتحليل، فإنَّ الترتيب المقصود ، ترتيب الإنتقال ، فبدون حدوث الكرامة ( المنحة) ، لا يمكن إنتقال المريد، الى مرتبة الولي الصالح ، ثم بعد ذلك تأكيدها بقدرة هذا الولي على (الكشف) كشف المحجوب.
أما بالنسبة للشخصيات ، فهي كالآتي: الزوجة الصالحة الشيخ (الولي/المانح) المريد(التلميذ) الفقير الخادم
"النص السـّــــــــــــــــردي" في الطبقات: الجزء الثالث : نموذج أول:
الشيخ الصّالح "أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي" مقدمة: الطبقات ....... الشكل و المضمون، يقول ود ضيف الله في المقدمة : "إقتديت بجماعة من المحدثين والفقهاء والمؤرخين، فإنهم ألفوا في التاريخ والمناقب" (1) ويذكر هؤلاء بالأسماء، كابن حجر العسقلاني في كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، وهو توثيق لسير الأعيان والملوك و الأمراء والكتاب و الوزراء و الأدباء و الشعراء. على هذا النهج ، سار ود ضيف الله ، فإتبع الترتيب الأبجدي في تبويب السير ، و واسترشد بطريقة الأسلوب و المضمون . "الدرر الكامنة" واحد من الكتب ، التي ذكرها ود ضيف الله ، وهو كتاب جمع فيه، ابن حجر العسقلاني، تراجم واخبار ، بالطريقة التقليدية المعروفة ، تبدأ بالأسم ومكان الميلاد و المناصب التي شغلها الشخص، وتننتهي بمكان و تاريخ الوفاة . وهذا هو حال كل كتب المناقب و الأخبار ، في وقتها ، تتضمن السيرة الذاتية، والإنجازات المهمة ، حسب دور ومجال الشخص المعني بالتوثيق . معظم مؤلفات التراث الإسلامي ، عرفت ذلك الشكل في طريقة إبتدار و صياغة المقدمة . على سبيل المثال، نذكر رسائل أخوان الصفاء ، بمقدمتها المشهورة فمثل هذه الكتب ، تعكس الخلفية التاريخية ، التي إتكأ عليها، صاحب الطبقات . فكتب المناقب ، بشكل عام ، لم تأت بجديد في هذا الموضوع ، لأنها ورثت فن كتابة المقدمة ، من تأريخ أسبق . أما بالنسبة لود ضيف الله، فقد ذكر في مقدمته ، أنّه إقتدى ، و إتبع هذا المنهج ، في طريقة التقديم، من ناحية استخدام اللغة الفصحى ، و إظهار المعرفة بعلوم الفقه و الحديث ،وطريقة العرض. ولا خلاف ، فالمقدمة ، كتبت بلغة رفيعة، التزم فيها الشكل و المحتوى التراثيين. فعلى سبيل المقارنة ، بينه وبين ابن حجر العسقلاني ، في عرض المقدمة. فالأخير في مقدمته للدرر الكامنة، يبدأ كالمعتاد ، الثناء و الشكر لله و الصلاة على النبي، ثم يختمها بنص إنتقالي، يقول: " وبالله الكريم عوني، واياه أسال ، عن الخطأ صوني،إنَّه قريب مجيب" (2) بينما ود ضيف الله، وبعد الثناء على الله و نعمه و الصلاة على نبيِّه ، يعلن النية و القصدية ، في جمعه و تأليفه للطبقات ، يقول: " لما انتهى الكلام على ما اختصرته من مدح الله تعالى لأنبيائه ورسله وملائكته عليهم السلام، وكان قصدي من ذلك التوسل إلى الله بجنابهم الرفيع، وأن ييسر لي ببركتهم ما قصدته، وما ألفته، أن يفتح لي بجاههم فتح العارفين ويوضح لي ما خفي وأشكل علي فإنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، هو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"(3) ود ضيف الله يسعى للتوسل بهؤلاء جميعاً، ويسأل البركة، ونيل فتح العارفين ، للتزوّد ، لمهمة جليلة، لمناقب الأولياء وكرامات العارفين. فهذا الجزء ، في الإقتباس أعلاه، بمثابة مفترق طرق، بينه وبين هؤلاء، الذين ذكرهم بالأسماء . يشهد على هذا،أنه ، لم يحبس نفسه في التقليد، رغم إحتفاظه بشكل المقدمة الموروث. ففي متن الكتاب ، في السير و التراجم نجد أنّ ، ود ضيف الله ،خرج عن هذا القالب ، وكسر الشكل التقليدي، في كتابتها . فقد أضاف عنصر السرد ، في مَسْرَحة مشاهد الحوار، بشخصيات و أحداث ، تتبادل الأدوار وتتفاوض بلغة عامية ، لغة الحياة اليومية. الطبقات ، "مرق" بقالب جديد لكتابة المناقب ، في الشكل و المضمون . فالعامية اعطت النص الهوية الذاتية، والخوارق أضافت " الغريب" الغير معتاد. فنصوص الطبقات ،إدهاشها ، في مفارقتها ،للأطر المرجعية السائدة .
نواصــــــــــــــــــــــــــــــــل ..... نموذج أول... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش:
1- كتاب الطبقات، الدار السودانية للكتب،ط الثالثة ص. 3 2- الدرر الكامنة، لابن حجر العسقلاني، ج ص5 3- كتاب الطبقات، الدار السودانية للكتب،ط الثالثة ص. 7
نموذج أول من الطبقات: الشيخ الصّالح "أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي" المشهور ب أحمد ولد الطريفي
" وكأنّ الأقدار كانت تعده لهذا الدور" عن الطريفي ود بكري ، في رواية ضو البيت
الوظائف السّردية: النص السردي ، لسيرة الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله الطريفي ، وسوف يشير إليه المؤلف ، في مواضع أخرى ب(أحمد ابن الطريفي) وردت في ص41 ، في الكتاب تأخذ شكل الفقرات ، وتجد تداخل كبير في تنظيم الحوار، ولصعوبة تبين الأطراف المتحاورة ، أعدت كتابته بشكل يسهل فيه تمييز الأشخاص و تحديد جمل المتحاورين ، وأضفت الأقواس و علامات التنصيص ، و إعادة كتابة اسم الشخص ، حسب الحاجة التي يتطلبها الحوار. النص من الكتاب قبل إعادة كتابته : "أخذ الطريق من الشيخ دفع الله وسلكه وأرشده، والسبب في ذلك أن أباه الشيخ عبد الله لما سافر إلى الحج وأوصى الشيخ على أولاده الشيخ دفع الله، أحمد كان أول أمره معجبا بنفسه عنده حراب سمحات، وشعره إلى كتفه يروح من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، ذات يوم جاء قاطع إلى الهوى ما وجد المركب، رقد فوق المشرع جاء الشيخ دفع الله قبل طلوع الفجر ليتبرد في البحر، شاف الإنسان الأسود راقد، كلم أحد الفقرا قال له :شوفو منو، قال له :أحمد ولد الطريفي، قال :أحمد، ضربه بأصبعه فوق رأسه وقال له: ما هذه طريقتنا، مسكه أحد الفقرا، بعدما فرغ من التفتيحة ، أتى به إليه، أخذ الموسى وفرعه بالزيانة، فتمه أحد الفقرا، ثم أداه لناس القرآن، أمرهم أن يحفظوه سور الصلاة، وفرايض الوضوء والغسل، بعدما عرف ذلك سلكه الطريق وامره بحضور مجالس العلم، ذات يوم الشيخ بيقرأ في مجلس الظهر قال له: ما فهمنا قال: من هذا قالوا له: أحمد بن الطريفي، فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد فوقع مغشيا عليه، فرقد أياما، ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال : قم يا أحمد ولدي لقراءتك ، وكان يرد مع القفرا بركا الشيخ ويصب الماء لوضويه،فقال له :يا أحمد يا ولدي، خدمتك حرمت علينا وأعطاه فقرا يلازمونه ويقضون حاجته، وإذا زار الشيخ إدريس يجيبوا له حمارا يركب فوقه، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف، وسرقت عجول فأخبر أهلهن قال: رموهن في الترعة الفلانية ، وكان الأمر كما قال، وتوفي رحمه الله تعالى سنة الجدري، وذلك أن امرأته أم أولاده بنت عمه أبو قرن قالت له: دفع الله ورد من الجدري والمزين يزين فيه، قال لها: أنا ما بقدر على حرقة الحشا، تقدريها انت الشديدة، فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان، وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان. ". ملحوظة : في بعض النسخ: "حراب سمحات"/ ( عنده حراباً). "شوفو منو" / (شوف من هذا)، في مثل هذا التعارض، إخترت العامية ،لأنها عندي أقرب للأصل، والتعديل الى الفصحى فيه شبهة التدخل و التغيير في النص . أعادة كتابة النص مع إضافة الترقيم: 1- أخذ الطريق من الشيخ دفع الله وسلكه وأرشده، 2- والسبب في ذلك أن أباه الشيخ عبد الله لما سافر إلى الحج وأوصى على أولاده الشيخ دفع الله، 3-أحمد كان أول أمره معجبا بنفسه عنده - حراب سمحات - وشعره إلى كتفه (يروح) من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، 4- ذات يوم جاء قاطع إلى الهوى ما وجد المركب، رقد فوق المشرع جاء الشيخ دفع الله قبل طلوع الفجر ليتبرد في البحر، 5- شاف الإنسان الأسود راقد، كلم أحد الفقرا قال له: ” شوفو منو؟”، قال له:” أحمد ولد الطريفي، قال له:” أحمد”، 6- ضربه بأصبعه فوق رأسه “ما هذه طريقتنا”، مسكه أحد الفقرا، 7- بعدما فرغ من التفتيحة أتى به إليه، أخذ الموسى وفرعه بالزيانة، فتمه أحد الفقرا، 8- ثم أداه لناس القرآن، أمرهم أن يحفظوه سور الصلاة، وفرايض الوضوء والغسل، 9- بعدما عرف ذلك، سلكه الطريق، وأمره بحضور مجالس العلم، 10- ذات يوم بيقرأ الشيخ دفع الله في مجلس الظهر ، قال له –أحمد-:” ما فهمنا!”0 قال -الشيخ- من هذا؟ قالوا :” أحمد بن الطريفي”، 11- فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد، فوقع مغشيا عليه،11 12- فرقد أياما، 13- ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال له:" يا أحمد يا ولدي قم لقراءتك" 14- وكان يرد مع القفرا بركا الشيخ ويصب الماء لوضويه، 15- فقال له -الشيخ- ” يا أحمد يا ولدي، خدمتك حرمت علينا” 16- وأعطاه فقرا يلازموه ويقضوا حاجته، وإذا زار الشيخ إدريس يجيبون له حمارا يركب فوقه ، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف، 17- وسرقت عجول أخبر أهلهن قال لهم :” رموهن في الترعة الفلانية”، وكان الأمر كما قال، 18- وتوفي رحمه الله تعالى سنة الجدري، وذلك أن امرأته أم أولاده بنت عمه أبو قرن قالت له:” دفع الله ورد من الجدري” والمزين يزين فيه، قال لها:” أنا ما بقدر على حرقة الحشا، تقدريها انت الشديدة” 19- فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان”، وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان.
الوظائف السردية المقترحة ، مع إضافة بعض التعديل : والوظائف هي الأجزاء الأساسية في القصة وتتصف بالثبات: الإبتعاد: ( القنجرة، سفر، غياب) وغالبا تحدث ل/من (البطل) : القنجرة و هي الإرتحال بسبب الخصومة، أو السفر كالحج أو الإنتقال الى مكان آخر و غالبأص ما تتركز الأحداث في المكان الجديد، أو عند طريق الغياب وهو الإختفاء المفاجئ أو غياب الوعي. التغريب : من معنى الحدث الغريب ، المخالف للمألوف، مثل الكرامات و الخوارق ، وعادة تكون في شكل مكافأة توهب للمريد من الشيخ. (الخدمة والمساعدة) : خدمة الفقرا للشيخ أو مساعدة المريد (التلميذ ) وأحياناً المريد يخدم الشيخ كالذي حدث بين ود حسونه و الفقيه بابكر. التلمذة : المريد على يد الشيخ ، التعريف بطريق القوم أو مجالس الفقه و علوم الدين. المصاهرة : ، المصاهرة بين الشيخ الضيف و أسرة أخرى لرجل صالح ،وتتم عن طريق الزواج بإمراءة صالحة. الإعلام: أشارة و تذكرة لإعلام المريد بمقام تحقق له وهو غير عالم به، مثال لذلك في حكاية الشيخ (حسن ود حسونة ) عندما خرج يطلب شيخأ في الطريق، في أول أمره ، وعندما وصل الى الفقيه (بابكر) ، أمره الفقيه ، أن يملأ الركوة من البحر ، قال الشيخ (حسن ود حسونة): "فلما جيت عند البحر ، إمتلأت وحدها، وجاءتني من غير أن أملأها". التجلي: الظهور بمظهر جديد ، كلإنتقال بين المراتب و المقامات. الأختبار: وسيلته الكشف ، إمتحان غير مباشر للمريد العابر أو الذي عبر الى مرتبة الشيخ ، وهي معرفة إستباقية ، كالتنبؤ بوقوع الحدث، أو معرفة مكان الشئ المسروق أو معرفة ما قاله الآخر في سره. رد فعل البطل على أفعال المانح: رد المعروف، قد يكون إيجابياً أو سلبياً.
الشخصيات : وهي تمثل العنصر المتغير: الزوجة الشيخ (الولي المانح) المريد(التلميذ) الفقير الخادم
الوظائف السردية في نص سيرة أحمد ولد الطريفي : الإستهلال : تعريف بالشخصية الرئيسية " البطل". الإستهلال أو (الحالة البدئية) (1) .ليس وظيفة إلا أنه عنصرأً مورفولوجياً هاماً ، إذ يتم التعريف بالبطل و عائلته. " البطل" يخصص له العنوان، أما الشيخ أول ظهور له يأتي في الإستهلال ، ودور الشيخ يفصّل في هذا الجزء ، كما نلاحظ ، خلو هذه النبذة المقتضبة عن تاريخ و مكان الميلاد.
تضمن عنصر الإستهلال ثلاث وظائف: التلمذة :على يد الشيخ دفع الله – سلكه الطريق وأرشده- الوصية: الشيخ عبدالله – والد الشخصية الرئيسية طلب من الشيخ دفع الله،الإهتمام بأولاده فترة غيابه في الحج، الوظيفة ـ وظيفة الوصية تأسس و تبرر العلاقة بين الشخصيتين ، (التلميذ و الشيخ) و تُعِد للقاء الذي يتم بينهم لاحقاً في شكل صدفة. الإبتعاد: وشكله هنا ، غياب الأب. تقسيم النص السردي الى ثلاثة مشاهد: والمشهد يعني المقطع الحواري : المشهد الأول في المشرع الصباح قبل طلوع الفجر: الإعداد للمشهد عن طريق "الإسترجاع" ( الرجوع الى نقطة زمانية في الماضي، ليخبر عن ماضي الشخصية) من قبل الراوي المضطلع ، والراوي هنا هو السارد المباشر على خلاف ما سوف نرى في نماذج قادمة ، كيف أن الراوي يترك المجال لراوٍ آخر ، كفقير ملازم يحكي رواية أخبره بها شيخه (البطل) ، أما في هذا المثال يقوم الراوي العليم بماضي البطل (احمد )، الذي كان شاباً معجباً بنفسه، وصورة العجب بالنفس، رسمت بما يسمى " الوقفة الوصفية" وهي اللحظة التي يتوقف فيها زمن السرد، بدون أحداث ك(عنده حراب سمحات)، يتوقف السرد، ويحل الوصف. القوة و الحرابة ، فارس مقاتل ( عنده حراب سمحات) ، الوسامة وجمال الهيئة (شعره الى كتفيه) . والبداية الأصلية للمشهد والمشهد تبدأ من (يروح) من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، الروحان يتطلب عادة االمداومة ، ك(يروح و يغدو). ويروح بين الحلتين ، في زمن القصة ، هذا الحدث قد يحتاج الى أيام وشهور، المدة الحقيقة التي يستغرقها الحدث، أما في زمن الحكاية، الحكاية-المكتوبة على الورق، عدادها السطور والصفحات و مدة قراءتها تختلف من شخص الى آخر- ، فالحذف يلغي سنوات أو أشهراً من عمر الأحداث. ثم يأتي (عنصر الصدفة) ليشد الوثاق بين الوظائف،" ذات يوم جاء قاطعاً ولم يجد المركب" ، وفي " لم يجد المركب " إجمال في طول الحكاية، وعدم ذكر سبب الحدث ،" فرقد في المشرع" وصادف مجئ الشيخ دفع الله لتفتيحة الصباح في البحر، التفتيحة هي الغسل في النهر في الصباح الباكر، و البعد الطقسي – من طقس- للتبرد في الماء ، متروك لقراءة أخرى، المكان لا يسعها . والمشهد المعني هنا، هو الحوار الذي يجريه الراوي على ألسنة شخوصه ، كل مقطع حواري هومشهد،حالة إنسحاب الراوي، و إتاحة المجال ، و تحررالشخصيات من هيمنة صوت الراوي ونحتاج لإعادة رسم هذا المشهد كما يأتي:المشهد : الشيخ دفع الله يصل للتبرد في البحر بصحبة "فقرا" – أول ظهور للفقير- الشيخ شاف إنسان أسود راقد في المشرع (والدنيا ضلام قبل طلوع الفجر). فكلم أحد الفقرا فقال له: شوف من هذا؟- مشى الفقير لمكان الزول الراقد و ممدد- الفقير قال للشيخ دفع الله: أحمد ولد الطريفي الشيخ رد قائلاً: أحمد؟- الشيخ يمشي لمكان أحمد- ، فيضرب أحمد بأصبعه فوق رأسه قائلاً: "ما هذه طريقتنا!" ( في ما هذه طريقتنا ، إدخال أحمد في ضمير الجمع ، بمعنى ما سيؤل إليه حال أحمد الطريفي) ، يعرف هذا ب "الإستباق" - إخبار الرواوي بالحدث قبل وقوعه ، إستشراف للمستقبل - . ثم طلب الشيخ دفع الله من أحد الفقرا أن يمسكه حتى يفرغ من التفتيحة (التبرد في البحر)، وبعد أن انتهى من التفتيحه ، أحضر الفقير أحمد للشيخ ، و تم حلق شعره ، وسُلِّمَ لناس القرآن ليدرس الفقه و وعلوم الشريعة. المشهد الثاني في درس الظهر : بهذا المشهد يبلغ السرد ذروته ، لإحتوائه على وظيفة الإبتعاد وو ظيفة "التغريب"، بالإضافة إلى أداة (النور) ، كما سنري في المشهد الآتي: "ذات يوم بيقرأ الشيخ دفع الله في مجلس الظهر. قال "أحمد" – مربكاً هدوء الجلسة و كاسراً حاجز الصمت- قال : ما فهمنا. قال الشيخ دفع الله: من هذا؟ (الحضور) قالوا:أحمد بن الطريفي. " فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد، فوقع مغشيا عليه" "ما فهمنا " أعقبها مباشرة، النور من فم الشيخ دفع الله الى عرش المسجد، (عرش المسجد / عرش الملكوت) والمدة بين ، "قالوا أحمد بن الطريفي" و " خروج النور" ، ثم يقع النور ، على أحمد، الذي لا قدرة له ، ولا احتمال لصقعة النور، ويبقى احمد مغشياً عليه" أياماً"، عدد الأيام مختزل وملغي من عمر الحدث، حتى يقرر الشيخ، إيقاظه. ومباشرة يتحول من الخدمة الى المخدوم . فالنور من فم الشيخ ، (أداة ) وظيفة "التغريب" في بنية الفعل السردي ، " التغريب" هو كسر المألوف بالفعل الخارق ، وهي مهمة سردية لصدم و إدهاش ، القارئ و المتلقي لتخرجه من حالة العادة و التعود.(2) والواضح أنّ مجلس درس الشيخ دفع الله ، مجلس درس الظهر، يختلف نوعاً ما ، عن مجلس ( دروس الفقه و علوم الشريعة و فرايض الوضوء)، مجلس علم آخر، و أحمد استشكل عليه، هذا العلم المغاير ، وكأنّ الشيخ ، عرف من (ما فهمنا) أنّ أحمد يحتاج للمنحة ، التي تنقله مقام "شيخ" وتمكِّنه من "سلكان"الطريق. المشهد تضمن وظيفتين: التغريب: جاء على شكل كرامة. التغريب ، تحديده: الحدث الكاسر للمألوف. والإبتعاد: " فرقد أياما" والإبتعاد يأخذ شكل الغياب. و "أياماً" حذف زمني آخر، لا نعرف مدة الغياب.والنور ، عنصر مساعد، جعل أحمد من خلال الفعل السردي، يقع مغشياً عليه ، مهمة (النور) الربط بين "التغريب" و "الغياب". ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال له:" يا أحمد يا ولدي قم لقراءتك". وفي الإذن لإحمد "قم لقراءتك" السماح للإنتقال الى مقام أعلى، وكل هذا تحضير للوظيفة التالية، وهي وظيفة التجلي ، وهي خارج نطاق المشهد السابق، للفصل الزمني الحكائي، في "فرقد أياماً". وظيفة التجلي : وهي إكتساب البطل مظهرأً جديداً، مظهر المقام الجديد. التمهيد لهذا المظهر الجديد، توسل له النص بتذكيرنا، مهمة الخدمة التي يؤديها "وكان يرد مع الفقرا بركاَ الشيخ ويصب الماء لوضويه" الخدمة في جلب موية الوضو وصبها، ” يا أحمد يا ولدي، خدمتك حرمت علينا"نهاية مرتبة التلميذ و المريد ونهاية قبول الخدمة ، وشواهد المظهر الجديد في " وأعطاه فقرا يلازموه ويقضوا حاجته". ونأتي الى وظيفة الإختبار: وهي أيضاً بضرورة الترتيب ، خارج حدود المشهد السابق وتأخذ شكل القدرة على الكشف ، كشف المكان المحجوب، لكن قبل تناول هذه الوظيفة، اريد أن اعلق على الوصف التالي : " وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف" فبالإضافة ، الى أنَّ هذا الوصف ، يؤدي مهمة التمهيد للوظيفة القادمة ، و نموذج لما ذكرنا ، سابقاً "للوقفة الوصفية" فهو أيضاً ، مثال واضح، لما يعرف ب "صوت" السارد، السارد الذي يضطلع بمهمة تعليمية أو " أيدولوجية" ، يُسِّرب فيها (وجهة نظره) . لأنّ القارئ و المتلقي لا يترك له المجال ليصل لهذه النتيجة وحده ، من خلال الأحداث، وبعد إكتمال السرد . وظيفة الإختبار كما أشرت سابقاً، تأخذ شكل الكشف: والنص فيها واضحاً و مباشراً: " وسرقت عجول، أخبر أهلهن قال لهم :” رموها في الترعة الفلانية”، وكان الأمر كما قال". ونتيجة الإختبار ، معروفة مسبقاً،فالراوي يسبق الحدث ، ويخبرنا مقدماً، أنَّ أحمد الطريفي ، لابد أن يعرف مكان العجول فهو "من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف" لدرجة أن جده سمي بالكشيف. والكشف كعنصر مساعد، لا يؤثر في مسار الحبكة، قام بالربط بين وظيفة التجلي و الإختبار، الكشف عزز تأكيد ، أكتساب البطل للمظهر الجديد. المشهد الثالث و الأخيرعند المزين وخبر إصابة الشيخ دفع الله بالجدري: مشهد فيه حوار ، المسرح (ربما) في بيت الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الله الطريفي، تدخل عليه زوجته، وعنده المزِّيَّن يحلق شعره، فتخبره قائلةً : "دفع الله وِرِد بالجدري". فيرد عليها: "أنا ما بقدر على حرقة الحشا"، ويتضمن هذا الجزء إحتمالين ، الأول أنه يعرف سوف يموت قبل شيخه، فينجيه الله من الحزن على شيخه أو الثاني، أنه يتضرع الى الله أن يتوفاه قبل شيخه، وينجيه من الحزن عليه، وقد كان. المشهد أيضاً تضمن ، وظيفة "التغريب" وهي شكل ، كرامة أخرى ، أداتها (إستجابة الدعاء). وتوفي الشيخ أحمد، كما أراد ،" فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان”. تجنَّب حرقة الحشا، بوفاته قبل شيخه. وفي "تقدريها انت الشديدة " يعني على "حرقة الحشا " وهي كناية عن الشخص القادر على مغالبة ألم الفراق ، الكناية كثَّفتْ هوية ذاتية للزوجة. فهي موضوع الوظيفة السردية " التغريب" بواسطة ، تحقق " كرامة إستجابة الدعاء". وإمتثالاً لهذه النبؤة ، تنتظر على رصيف المشهد ، ممسكة بخيوط الآحزان، تتوالى عليها حرائق حشا متتالية " وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان". يمكن أن نرى في هذا المشهد ، وظيفة أخرى ، يطلق عليها وظيفة "رد فعل البطل على المانح" ،أو رد المعروف ، سلبياً أو إيجابياً. وردالفعل في المشهد الأخير ،يستنتج ، من أنَّ شيخ أحمد ابن الطريفي، لم يسعَ لتقديم المساعدة في مرض شيخه ، كرد فعل على مِنح الشيخ دفع الله ، بشكل خاص منحة "مقام الواصلين و سالكي الطريق"، التى خصها به دون غيره . فقد اكتفى الشيخ أحمد، بالدعاء لينجو من حرقة الحشا. هذا على مستوى لغة الخطاب السردي للحكاية التي نحن بصددها. هذه الظاهرة يطلق عليها (بروب) "ظاهرة الإدغام أو الدلالة المورفولوجية المذدوجة" للوظيفة السردية، وهي تحدث عند إجتماع وظيفتين، هما ، في هذه الحالة (التغريب و وظيفة رد فعل البطل على أفعال المانح) . بعد كل ما سبق، نأتي لمناقشة، السؤال التالي : هل تضمن هذا النص السردي ، حبكة ما ؟ا الأجابة نعم ، فالحبكة ، تمت صياغتها، بدافع التوثيق التأريخي (حافز خارجي حر) ، لسيرة أحمد ابن الطريفي، في خطاب سردي ، تمت فيه ترتيب الأحداث بشكل جديد، بوسائل داخلية مستقلة، كالحذف و الإجمال، الإستباق و الإسترجاع والوقفات الوصفية.*استخدم ، المؤلف هذه الوسائل ، ليتدخل في مسار السرد. . لهذا كان التركيز عل شرح ، المفارقات الزمنية، والوقفة الوصفية، وغيرها،لأنها مجتمعة تؤلف الحبكة.(3)
إذن ، من هذا المثال ، النص السردي للشخ أحمد الطريفي ، تتضح الوظائف السردية و العناصر المساعدة . بعض هذه الوظائف ، هي نفسها بذاتها في الحكاية الشعبية، كالإبتعاد والمصاهرة والتجلي، كما أن هنالك وظائف خاصة ، فقط ، بهذا النص السردي للشيخ أحمد الطريفي. فليس من الضروري التطابق التام بينهما. مما يؤكد ، على الأقل، إستناداً على هذا المثال ، إفتراض التباين بينهما كنمطين مختلفين. وهذا التباين يعود الى وجود وظائف ، ليست من بين الوظائف السردية في الحكاية الشعبية. لكن علينا أن لا ننسى في نفس الوقت، أننا نتكلم عن نموذج واحد، غير كافٍ للقول بأنَّ هنالك بنية شكلية ، ذات نسق واحد ، تجمع بين نصوص الطبقات السردية.
نواصــــــــــــــــــــــــــــــــل....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش : 1- مورفولوجيا القصة: فلادمير بروب ص .38 2- راجع: رامان سلدن: ((النظرية الأدبية المعاصرة))، ترجمة: د.جابر عصفور، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991م، صـ31 3-راجع: رامان سلدن: ((النظرية الأدبية المعاصرة))، ترجمة: د.جابر عصفور، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991م، – صـ32
أولاد جابر ..... أو حكاية الحفيد
أحدوثة عن كون ابن الأخت يَرِثُ السَّجادة
أسرة واحدة ، توزعت سيرتها بين صفحات الطبقات ، فكل واحدة كأنها مستقلة بذاتها ، أو كأن لا رابط يجمعها، بسبب الترتيب الأبجدي الذي اتبعه ود ضيف الله . من محاسن هذا الترتيب جعل البحث عن الأشخاص ميسراً،حسب الحرف الأول في الأسم. وبسبب هذا الترتيب ، تباعدت سيرة عائلة أولاد جابر ، وتوزعت بين صفحات الطبقات . الأولى ، سيرة " جابربن عون " الأب ، ووالد أولاد جابر ة في باب (الجيم) ص. 56 . و الثانية ، سيرة أولاد جابر، ضمتهم سيرة الأخ الأكبر إبراهيم بن جابر المعروف بالبولاد، على صدر باب (الألف) ، لاجتماع الألف والباء ، والنص في ص.10 والثالثة ، سيرة صهرهم ، وزوج أختهم ، الشيخ سرحان بن الحاج محمد بن سرحان، في باب (السين) ص.128 أما الرابعة ، فهي لابن أختهم الشيخ صغيرون (محمد بن الشيخ سرحان) في باب (الصاد) ص. 135 قمت بإعادة ترتيبها ،فوضعتها في مكان واحد ، على حسب التسلسل الأسري ، جمعت بينها كأسرة واحدة . بحيث أنها أصبحت ، نص واحد يمكن الإضطلاع عليه، كحكاية واحدة ، كل واحدة تسلمك للجزء التالي . بداية من الجد ، فالأبناء ثم الحفيد . سيلاحظ القارئ، كيف أنّها جميعاً ، تؤلف نصاً تكتمل بنيته ، بسيرة الحفيد (صغيرون) . فهي في الأصل عبارة عن حكاية واحدة ، لا تُقرأ إلا بتراصها في موضع واحد . فجابربن عون ، هو والد فاطمة بنت جابر ، التي ستتزوج الشيخ سرحان،الغريب عن الأسرة ، "المقنجر" لجزر أولاد جابر . وسينجبان (محمد ) المشهور صغيرون، وهو صاحب السيرة الرابعة . أما فاطمة ابنة الشيخ جابربن عون ، والدة الشيخ صغيرون، المرأة الصالحة العالمة ، كما يصفها ود ضيف الله، فهي كغيرها من (نساء الطبقات) ، ليس لها سيرة مستقلة بذاتها. ولأهمية دورها ، أفردت لها سيرة خاصة ، كونتها بإقتباساتٍ من نصوص متفرقة ، وضعتها في الترتيب بين الأب و الزوج. قمت بأخذ الأجزاء المهمة من كل سيرة، وتحاشيت الأجزاء المطولة ،مع عدم الإخلال بمتن النص. مثلاً، في سيرة الجد (جابربن عون) ، تركت أخبار أخيه جبر الله . وفي سيرة الحفيد الشيخ " صغيرون"، تغاضيت عن أخبار الشيوخ الذين أخذوا عنه العلم وهي أخبار وردت في نهاية السيرة. أما سيرة الشيخ سرحان "الوافد"، فهي كاملة دون حذف، لإهميتها في تسليط الضوء على "الأب". أيضاً قمت بإضافة الأقواس وعلامات التنصيص ، و التعليق في بعض المواضع . ( عن الجد) يقول ود ضيف الله: جابربن عون بن سليم بن رباط بن غلام الله الركابي
وجابر هو أبو الأيمة الأربعة الذين عليهم نظام الدنيا والدين، وأمهم اسمها صافية، يقال أن الخير ما وجدوه إلا بدعا أبيهم وأمهم. الجد يذكر مقروناً بابنائه ، وسبب صلاح ذريته ، بدعائه المستجاب " ويقال سبب عظمة أولاد جابر دعوة صالحة من أمهم، اسمها صافية، وذلك أن عندها قدحا فيه دهنا مقرفا، ففرقوه في الأرض وجعلوا له جداولا وحيضانا، فجاءت أمهم فوجدت دهنها مفرقا فقالت: :اللهم إجعلكم يا وليداتي أوتادا في الأرض”، فسمعت قائلا يقول في الهواء: “آمين”، أو لأن أولاد جابر رضي الله عنه وجدهم تركوا ألواحهم حين انكسر جدوله فاشتغلوا بجمع التراب لسده، وقال لهم :” كلنا اشتغلنا بالدنيا”، فدعا لهم بقريحة صادقة فجعل الله البركة فيهم وأحيا بهم الدين". وأولاد جابر الأربعة : "وأولاد جابر الأربعة كالطبائع الأربعة: أعلمهم إبراهيم، وأصلحهم عبد الرحمن، وأورعهم إسماعيل، وأعبدهم عبد الرحيم، وأختهم فاطمة أم الشيخ صغيرون نظيرتهم في العلم والدين."
فاطمة بنت جابر: (لاتوجد لها سيرة خاصة) فاطمة بنت جابر بن عون الله بن سليم بن رباط بن غلام الله ، وأخت أولاد جابر فاطمة أم الشيخ صغيرون نظيرتهم في العلم والدين، وأم الشيخ محمد(صغيرون). كانت ماسكة أربعة وعشرين فقيرا، تزوجت الشيخ سرحان، المولود بجزيرة أرقو، فحملت فولدت الحاج محمد.( محمد الإبن الأكبر هو الحفيد الملقب بصغيرون)، فبعده الحاج عمر، ثم الحاج أبو القاسم، ثم آمنة أم أولاد التنقار. ويمكن أن ننظر اليها جميعاً كتعريف بلأسرة و بأفرادها، وقد أفرد الطبقات لكل واحد من أولاد جابر، سيرة خاصة، لكننا لسنا في حاجة لها الآن. لنتقل الى سيرة في نص آخر وهي ل: سرحان ولد الحاج محمد بن سرحان ج1: ولد بالجزيرة أرقو، وحفظ الكتاب وحج إلى بيت الله الحرام وحصل عليه جذبة وغيبة وسرح مع الصيد، وشركوا له وقبضوه وزوجوه فأفاق، وولد ولده إدريس،
الجذب و الغيبة، حالة العشق ، جذب الفؤاد، وانقطاعه عن الناس، السرحان في الخلاء، ومفارقة الناس. المقدمة بوتيرة متسارعة، الميلاد ، الحج ، ومفارقة الناس للحياة مع الصيد في الخلاء،السمة العامة الإجمال المكثف للأحداث . ونفس الوتيرة في عد تنازلي للحدث تتواصل : شركوا له، قبضوه ثم زوجوه، " وظيفة المصاهرة"، و لا يُسلَّط الضوء على هذه " المصاهرة" كعلاقة جديدة و يتركنا النص في ظل " أفاق ، طاب من الجذب " فلا نعرف شيئاً عن الزوجة . " فأفاق". وولد ولده "إدريس " وهذا الجزء خاصة سنحتاج إليه لاحقاً. تبدأ المرحلة التالية، بعد أن أفاق من حالة الجذب. ج2: "وساق الساقية وكان حراثا، فحصلت مشاجرة بينه وبين أولاد عمه، فأدخل حطب ساقيته في مركب وقنجر إلى دار الشايقية بأهله وأولاده، فسكن شرق الجزيرة الفيها أولاد جابر، وودوا ولده إدريس الكبير للقراءة عندهم، الناس قالو:” هؤلاء الشيوخ عندهم أختا صالحة عالمة اسمها فاطمة ماسكة أربعة وعشرين فقيرا، ما تتزوج بها؟” قال:” أخت هؤلاء المشايخ من ياباها؟” وذلك في زمن الشيخ عبد الرحمن، فطلبها عندهم فزوجوه إياها، فحملت فولدت الحاج محمد، فبعده الحاج عمر، ثم الحاج أبو القاسم، ثم آمنة أم أولاد التنقار. ج3:
فذات يوم سمع الحاج محمد يبكي، سأل منه، قالو له:” ربطته أمه لأجل الصلاة”، فجاب لها خادم من زوجته القديمة، فهرجت، قالت له:” راجية الله أولادك يدوروها عند ولدي محمد”، فقبل الله دعاءها".
ج2: "وساق الساقية وكان حراثا، فحصلت مشاجرة بينه وبين أولاد عمه،" رغم أن " المشاجرة" نقطة فاصلة في الأحداث كما سنرى، سبب المشاجرة ، المحذوف يمكن لأسباب كثيرة، فعدم معرفته و الجهل به لن يؤثر، على سير الأحداث ، لكن يمكن أن نزعم أن الخطاب نفسه يمهد للتأويل في بنية هذه الجملة فهل يمكن أن تكون الحِراثة سببت المشاجرة. رغم أنَّ هذا التأويل قد تسمح به بنية النص، لكنه يبدو أقرب للتأويل الخاطئ . فالبحث عن سبب المشاجرة ، ورغم أن هذا من صميم مجال السيرة ، بمثابة الإنشغال بما يدور في خلد المؤلف ، ومن ثمَّ الإلتهاء ب" قصدية المؤلف"عن " قصدية النص" . مهما كان السبب، فالمشاجرة ، لا محال هي الدافع ل(وظيفة الإبتعاد): وظيفة الإبتعاد: التي تأخذ مظهر "القنجرة"، حيث يدخل الشيخ سرحان حطب ساقيته في مركب و ويغادر إلى دار الشايقية بأهله وأولاده" قنجر في قاموس العامية بمعنى: ترك الوطن لعداوة او لخوف من ظالم، والإرتحال نتيجة غضب، أو عداوة،أرجعها باحثون اصلها الى لغة البجا. والمشهور عنها السفر من غير عودة. فيرحل الشيخ سرحان ، ويحمله البحر الى شواطئ جزر أولاد جابر.
" فسكن شرق الجزيرة الفيها أولاد جابر" وهنا يبدأ ظهور مقدمات لعلاقة ما بأولاد جابر، وقد نستبعد "المصاهرة"، لأنه تزوج في دياره قبل "القنجرة"، و لديه "أدريس" من زوجته تلك . ويرسل "إدريس" للقراءة عند أولاد جابر وثم تأخذ هذه العلاقة شكلاً آخر:
الناس قالو: هؤلاء الشيوخ عندهم أختا صالحة عالمة اسمها فاطمة ماسكة أربعة وعشرين فقيرا، أفلا تتزوجها؟ (قالوا) ضمير جمع غائب، دائماً ، في مساحة العتمة، يعود ل(الناس) السلطة الثالثة ،في مجتمع الطبقات،الحاكم و الشيوخ ثم الناس، سلطة الرأي العام، وهي سلطة مازالت تسري آلياتها في الثقافة السودانية. ورشحوا لهم :فاطمة" العالمة المتدينة و الصالحة . لها نفس مكانة إخوتها، فهي (ماسكة ) أربعة وعشرين فقيرا، قائمة على أمر وِفادتهم وإطعامهم . فكيف يرفض الشيخ سرحان مثل هذه المصاهرة، من يأبى مثل هذا النسب؟ ” قال:” أخت هؤلاء المشايخ من ياباها؟” وذلك في زمن الشيخ عبد الرحمن ، الجالس على السجادة ، فطلبها عندهم فزوجوه إياها. المصاهرة الثانية تختلف عن الأولى، التي كانت من أجل الرجوع الى حياة العادية ، مفارقة حالة الجذب و الغيبة. "فحملت فولدت الحاج محمد.( محمد الإبن الأكبر هو الحفيد الملقب بصغيرون والذي سوف يصبح الشخصية الرئيسة في ترتيب النص الجديد)، فبعده الحاج عمر، ثم الحاج أبو القاسم، ثم آمنة أم أولاد التنقار."
ج3: احتوى هذا الجزء ، مشهداً وحيداً ،في نهاية النص : فذات يوم ، سمع الحاج محمد(الحفيد صغيرون) يبكي، فسأل عنه ، قالوا له:” ربطته أمه لأجل الصلاة. وهذا ملمح أساسي في نص الطبقات، الإنتهاء من التعريف بصاحب السيرة ، وذكر زواجه أو سفره الى مكان ما ، يختار حدث واحد، عادةً ما يكون عبارة عن مشهد حواري، قد يتضمن كناية تحتاج للتأويل ، بالأضافة الى كرامةٍ ، يختتم بها النص. وقد رأينا المشهد عند المزين، في نهاية سيرة أحمد ولد الطريفي . المشهد كالآتي : يبدأ المشهد ب " فذات يوم" حذف زمني، زمن السرد أصغر من زمن (الوقائع). ، حذف من زمن الحكاية. الجزء الأول، من المشهد واضح، الشيخ سرحان ، يسأل عن سبب بكاء ابنه، فيردوا عليه (قالوا) – قالوا معتمة ودائماً مغلّفة بسريِّة ،فهوية جالب الخبر مخفية- قالوا أمه ربطته لأجل الصلاة، والسياق العام وخلفية النص تقود الى أن الإبن رفض أن يصلي أو أنه أهمل أداء الفريضة، فعوقب بالربط ، فبكى. ؟ ونتيجة لهذا العقاب ، غضب الأب، و لم يرضَ من تصرف زوجته؟ النص لا يعطي تفسير ، ويترك القارئ، لسد الثغرات، هل غضب لأنَّه لا يؤيد ، إكراه و قسر الأطفال على الصلاة،أو أنه لا يوافق على أسلوب العقاب؟ . ” فجاب لها خادم من زوجته القديمة" إحضار خادم من زوجته القديمة، أو زوجته الأولى ،هل "نِكاية" في زوجتة على فعلتها ؟ " هرجت " والهرجة من غضب وعدم رضا، تجعل معنى ( إحضار خادم ) شئ غير مقبول عند (فاطمة) . فهل التأويل هنا على حسب السياق التاريخي و الإجتماعي ،هو الحاسم أم يمكننا أن نعتمد على سياق النص؟ بفرضية (خادم) وجود تأريخي و إجتماعي، يعني جلبها ك "ضرة" ، إن جاز التعبير؟ فهرجت(فاطمة) ، قالت له:” راجية الله أولادك يدوروها عند ولدي محمد" فقبل الله دعاءها . والكناية في "يدوروها في ولدي محمد"؟ هل هي قضاء حوائجهم ؟ أو الدنيا؟ وقد إستشرت الأستاذ الفاضل "شوقي بدري" في دلالة (يدوروها عند محمد ولدي) فقال "يبدو ان الامر هنا هو غيرة من الزوجة الصغيرة من الكبيرة . . وهي تدعو لان يتفوق ولدها محمد علي اخوته غير الاشقاء وانهم سيحتاجون للمساعدة ويجدونها عند محمد الصغير" .
في الجزء التالي سنتقل الى الشيخ صغيرون لنرى ، كيف قبل الله دعاء والدته فاطمة، وهنا ما ورد عن صغيرون في الطبقات، وهو من المواضع النادرة في الطبقات ،فيه تسلسل منظم للوقائع، حتى مع كثرة القفزات الزمانية ، واستخدام السرد المجمل .وكعادته ، يختار مشهداً معيناً ويسلط عليه الضوء، وعادةً ما يكون المشهد حلقة مهمة في ذروة أو نهاية النص . يقول ود ضيف الله عن الشيخ صغيرون، و سنعرضه على جزئين : الجزء الأول:
صغـــــــــيرون
"هو سيدي محمد بن سرحان العودي، وأمه فاطمة بنت جابر بن عون الله بن سليم بن رباط بن غلام الله، فما طابت تلك الثمرة إلا من تلك الشجرة، وسمي صغيرون فإن أخواله أولاد جابر يقولون له محمد الصغير فغلب عليه اسم صغيرون، ولد رحمه الله بالجزيرة ترنج من دار الشايقية، وكان رضي الله عنه ممن جمع بين الفقه والتصوف، وقرأ الفقه على خاله الشيخ إسماعيل بن جابر وأجاز له بالتدريس، ورحل إلى الشيخ محمد البنوفري وقرأ عليه شيئا من خليل، وقال محمد هذا يصلح للتدريس، فجعل الله البركة فيه، وجلس في مجلس أخواله بعدهم، وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين، وصحب في التصوف الشيخ إدريس بن الأرباب، وسبب قدومه إلى دار الأبواب، عادوه أولاد أخواله عداوة شديدة لكونه حاز منصبهم وقام مقام أخواله في العلم والصلاح، وساقوا عليه الملك زمراوي ملك الشايقية وأمروه بقتله، فركب جواده وجاءه وهو في المسجد فوجد أمه بنت جابر معه فقالت:” جيت تقتل محمد” فنزلوه من الجواد مغشيا عليه، فصار يقول :”حك، حك، بقر الحاج محمد نطحني”، فجاءوه فتشفعوا له، وقال لهم: “الشئ هذا ماه مني، من أخوانا لي”، فعزم له فشفي".
سنلاحظ في التعريف بالشيخ صغيرون ، ذكر والده مقروناً باسم والدته، فاطمة،تاكيد مرة ثانية على دورها و أهمية ايراد اسمها، لإكتمال التعريف به و بعائلته ." وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين" ومرة اخرى نرى ما أشرنا إليه سابقاً، عندما يقوم السارد بمهمة التعليق على الأحداث وتبريرها مُقَدِّما آراء تعليمية. صغيرون جمع بين التصوف و الفقه ، أجيز كمدرس ، ولمكانته دون أقرانه من أبناء أخواله ، أحفاد الشيخ جابر، يُنصَّبُ خليفة للسجادة . وكأنّ خيط ما يشدنا ، إلى زمن لاحق ، بمحيميد العائد لود حامد ، مشدوهاً في مناجاة ، يتذكر فيها جده :""لقد اختاره دون سائر أبنائه، ليكون ظلاً له على الأرض، وخلف له الدار وفروة الصلاة ، وإبريق النحاس والمسبحة من خشب الصندل، وهذه العصا" - محميد عن جده في رواية مــــــــــــــــريود- . وهذا الإختيار جلب للشيخ صغيرون ، العداء من أبناء أخواله، الذين اسْتَعدوا عليه الملك زمراوي" فساقوا عليه الملك زمراوي"، (ساقوا عليه) حرَّضوه وألّبوه عليه . السلطان ينهزم أمام كرامة الولي، المحمي بسلطة الولاية و الصلاح. فالمك كأنّ به لوثة ، صار يكرر (بقر الحاج محمد نطحني). لا شفاء منها إلا بعزيمة من الحاج محمد نفسه. الملك المهزوم يعرض عليه الدنيا. الجزء الثاني :
"وقال له أعطيتك أربعة سواقي، وكل ساقية أربعين عودا بعود السلطية، وأربعة فروس والدات واربع رؤوس”، فقال لهم:” مالكم حرام علي، وسكنى بلدكم حرام علي”، وقيل أن الملك بادي بن رباط وكان سيد قوم الملك عدلان ولد أيه، وكان معتقدا فيه، فإن الملك عدلان بعدما قتل الشيخ عجيب في كركوج سافر بجيوشه إلى دار ضنقلة فلما جاء في مشو عزلوه الفونج من الملك وولوا بادي سيد قوم الملك، فحينيذ طلب منه أن يسافر معه إلى أرض الصعيد فقال له :”بلحقك”، ثم قدم بعد إلى أرض الصعيد بأمه وإخوانه وزوجاته وأولاده ووقع في الدريرة فاختلف فقراه: ناس الصعيد أمروه بسكن الصعيد، وناس السافل أمروه بسكن السافل، فقال لهم يختار الله على ذلك، فأخذ ركوته وشال الخلا، فاجتمع بالسيد الخضر عليه السلام، قال له:” سكنك قوز المطرق (جنوب شندي)، مقابل سهلة أم وزين”، فسافر إليه فوجده كله شجرا وعرا، فمشى إلى الفجيجة فوجدها فجة ساهلة من الشجر، وقال هذه الفجيجة ينزل فيها أخوان الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو، وهذا سبب تسميتها بالفجيجة، ثم إن الشيخ ابن سرحان(صغيرون)، أرسل إلى الملك بادي بسنار وأعلمه بالقدوم، وطلب منه أن يعطيه بقعة الخلاء للمسكن والزرع والمشرع للورود، فإن الملك جاب زولا وقال له :” أعطه جميع الدار اليدورها “ وحددها له وقال له:” بلا بقعة الخلا والمشرع للفقرا وموضع المقبرة ما بدور شيء” وهذا رحمه الله من الورع والزهد في الدنيا.ثم إن الشيخ رضي الله عنه بنى المسجد بتأسيس الخضر عليه السلام، ويقال أن الشعبة الوسطى التي هي موضع المشايخ للتدريس غزاها الخضر(وفي رواية هزاها) بيده الكريمة، وشدت إليه الرحال من سائر الأقطار وضربت إليه أكباد الإبل وانتفعت به الناس." لايقبل الولي عطاء الملك فقال لهم:” مالكم حرام علي، وسكنى بلدكم حرام علي” كوالده الشيخ سرحان، "سيقنجر" الى دار الأبواب . ويسعى لمودته، سلاطين الفونج ، الملك بادي بن رباط و بادي سيد قوم الملك .بل أن الملك بادي بسنار، يستجيب إليه و يأمر بإعطائه مايريد” أعطه جميع الدار اليدورها “ لكنه لا يريد الأرض و لا العقار وقال له:” بلا بقعة الخلا والمشرع للفقرا وموضع المقبرة ما بدور شيء” هذا كل مايريده. .و مرة أخرى يعلو صوت السارد ويتدخل في النص مُسرِباً رأيه الخاص فيقول " وهذا رحمه الله من الورع والزهد في الدنيا". ثم يختلف الفقرا في المكان الذي سيختاره ليسكن فيه، بين فقرا السافل و فقرا الصعيد ، والملك بادي سيد القوم الذي يريده أن يسافر معه الى الصعيد، فيلجأ للسيد الخضر . الجزء الخاص بالكرامة ، نراه في تحقق دعاء فاطمة بنت جابر، فلقد اصبح الجميع ،بمن فيهم إخوته غير الأشقاء ، يدوروا قضاء حوائجهم ، من ابنها محمد. وكرامة أخرى من نوع مختلف ، حيث يجتمع بالسيد الخضر لإستشارته في المكان الذي سوف ينزل فيه، وإحتدَّ النزاع بين الفقرا، بين الصعيد والسافل، السيد الخضر، بيده الإجابة ، فهو المرجع، لحسم المكان الذي فيه سوف يقيم الشيخ . كما أنَّ السيدالخضر يأتي بنفسه لغرز (الشعبة الوسطى) للمسجد. آلية وقوانين النص ، هي المرجع الذي نحتكم إليه، لفك دلالة اجتماعه في الخلاء "بالسيد الخضر" ، و حضورالخضر مرة ثانية، لغرز شعبة المسجد.كلاهما مجملان بدون تفصيل لأحداث وقائع السرد . وكلاهما احتواهما زمان ومكان ، الأول في الخلاء و الحدث الثاني ، في المسجد ، وهو مكان معروف يمكن تحديده جغرافياً. وبالرغم من وجود سياق ديني خاص ب "السيد الخضر"، يجعل الحدث نفسه عرضة للتصديق أو التكذيب، لكن هذا لا علاقة له ، بدور ووجود "الخضر" في السرد ، كواحد من" الشخصيات الورقية" للنص .
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص النقدي كاملا (Re: صلاح أبو زيد)
|
عزيزي صلاح
سلامات
وآسف للتأخير.
دعنا نبدأ بالمقتطف التالي من نصك النقدي:
Quote: من هذا التقديم يتوقع القارئ أن يجد توثيق لسير الملوك و السلاطين ، وعلى العكس فإن ما توفر عن ملك السودان قليل من الإشارات لأسماء متفرقة لملوك و سلاطين من غير تنظيم او تسلسل ، لايوجد سرد لتاريخ مفصل و حكي مرتب عن تسلسل تاريخي لسلاطين الفونج ، بينما كان النصيب الأكبر من الكتاب، موظف لسير و أخبار الصالحين و الأولياء، فكأنَّ هنالك رغبة مبطّنة من أولئك الأخوان ، في معرفة سير و روايات الصالحين ورجال الطرق ، و شيوخ الخلاوى و المسايد، ولربما أنَّ ود ضيف الله كان عارفاَ لما يريده أولئك الأخوان ، فمال الى هذا الجانب تلبية لمشيئة المتلقيين. |
ربما كان من المفيد تحليل كيف سرد "ودضيف الله"، سير الملوك والسلاطين، على قلتها كما تفضلت.
وهل ثمة عامل مشترك أو عوامل مشتركة بين تلك النصوص السردية التي تناولت سير الملوك والسلاطين؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص النقدي كاملا (Re: osama elkhawad)
|
عنّ لي يا صديقي صلاح-عطفاً على تعليقي سابق الذكر-
أن أقترح إجراء "إحصاء" عن عدد النصوص السردية التي تناولت سير الملوك والسلاطين،
في مقابل عدد النصوص التي تناولت سيرة الصالحين والأولياء.
ذلك الإحصاء البسيط، سيساهم في تعزيز استنتاجك عن "قلة سير الصالحين والأولياء"، في طبقات ود ضيف الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص النقدي كاملا (Re: صلاح أبو زيد)
|
يمكن إضافة الإقتباس التالي من نهاية مقدمة الطبقات
بيساعد على توضيح فكرة محور اهتمام المؤلف ، وبرضو فيهو نموذج لذكر (الملك أو السلطان ) كإطار زمني لاحظ (قدمت رابعة بنت القطب الرباني الخ.... في زمن الملك رباط وعثمان ود عجيب ) وفيهو ايضا التصريح بهدف ود ضيف الله المباشر (فأردت أن أجمع هؤلاء الأعيان في معجم وأذكر العلماء العاملين على حدة، وعلماء التوحيد على حدة، وقراء القرآن على حدة، والنجباء والشعراء على حدة، وأذكر الملوك والشيوخ المعتنين بأمر الدين، والأعيان المذكورين أبينهم بحروف الهجاء. ) اهتمامه منصب في تاليف معجم للعلماء وتصنيفهم حسب حروف الهجاء و والمجال. يمكن الإستفادة من مثل هذه المواضع (كما اقترحت) في توضيح الفكرة المشار إليها سابقا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص النقدي كاملا (Re: صلاح أبو زيد)
|
Quote: الأخ يوسف أمين أين ومتى وكيف تحدث البروفيسور عبدالله الطيب واصفاً طبقات ودضيف الله بأنها قاموس الجهاله ؟ شخصياً أستبعد أن يسئ د. عبدالله الطيب للطبقات فقط لحالة كونه صوفياً فى الأساس , |
الأخ Abdallah Mahmoud من الفيس بوك مرحب بيك و شكرا لتوليك الرد والدفاع
تحياتي صلاح ابوزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص النقدي كاملا (Re: صلاح أبو زيد)
|
عزيزي صلاح
تحية مسائية عطرة،
بتوقيت الساحل الغربي الأمريكي
شكرا على الرد المتمهِّل الرزين.
قلت سيدي:
Quote: وتلاحظ من الوهلة الأولي التركيز على الصالحين و بالتفصيل للشيوخ ودورهم حتى انو الواحد يشعر انو ذكر السلاطين كاطار زمني لسيرة الشيوخ: |
هذا "فتح" في القراءة النصِّية، سيضيئ علاقة "الشيخ " ب"السلطان" عند الفونج، كما تتبدّى في النصوص السردية "الضيفية".
سأعود بمهلة حين تتوفّر "الوردية الثانية".
أرقد عافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص النقدي كاملا (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي صلاح سلامات
أشكرك -شخصيا-على تحفيزي إلى العودة مرة أخرى لقراءة "الطبقات".
فُتنتُ بشخصية سلمان "الزغرات" الذي كان "بابكولاً" للمرَّاسة، والتي أطلت برأسها في نص العبدلله الشعري "كوب سلوى":
Quote: من بقايا نشوةٍ تصدح ك"الزغْراتِ" حيناً ثمَّ حيناً:
"يا منّانةْ دقِّي الدلوكةْ خادم الله الماكْ مملوكة" |
وذلك مقتبس مما قاله صاحب "الطبقات" عن "سلمان الطوالي الزغرات":
Quote: وغصب جارية من أهلها تضرب له الدلوكة اسمها منانة، وكانت ضرابة لها بجميع أنواع الضرب، ويقول لها:” يامنانة دقُ الدلوكة، خادم الله الماك مملوكة”، |
سأعود لإيراد حديث مقتضب عن مفهوم "العلم" في كتاب "الطبقات".
آرجو أن يثير حماستك وحماسة ضيوف وضيفات بوستك الذي يثير أسئلة واقتراحات كثيرة لتوظيف المناهج النقدية الحديثة لمقاربة كتاب "الطبقات". أرقد عافية
| |
|
|
|
|
|
|
عن "العلم" ونحوه في كتاب طبقات ودضيف الله (Re: osama elkhawad)
|
عن "العلم" ونحوه في كتاب طبقات ودضيف الله
في مقدمته للكتاب، يتحدث صاحب "الطبقات" عن "مدرسة علم" كما في المقتبس الآتي:
Quote: ولم يشتهر في تلك البلاد مدرسة علم ولا قرآن
|
وفي موضع آخر يقول عن "المصري" :
Quote: هو محمد القناوي، أخذ العلم من الشيخ سالم السنهوري والشيخ يوسف الزرقاني والد عبد الباقي شارح خليل |
ثم في موضع آخر عن "المصري" يكتب صاحب الطبقات عن :
فما هو المقصود ب"العلم" و"ساير العلوم"؟ وبالتالي من هم "علماء" ذلك الزمن الذين يسرد صاحب "الطبقات" سيرهم؟؟
سنورد-تباعاً- بعض الاقتباسات من "الطبقات" التي تم فيها الحديث عن "العلم" في ذلك الزمان.
| |
|
|
|
|
|
|
علم "الظاهر" و"الباطن" ك"ثنائية ضدية" (Re: osama elkhawad)
|
علم "الظاهر" و"الباطن" ك"ثنائية ضدِّية:
تحدثنا عن الصراع بين الفقهاء والمتصوفة والذي يبدو أحيانا في شكل "ثنائية ضدية" بين علم "الظاهر"، و علم "الباطن". و أصدق تجليات تلك "الثنائية الضدية" تتبدّى في قصة الشيخ محمد الهميم مع دشين قاضي العدالة ممثل الفقهاء أي العالم بالفقه و هو "علم ظاهر".والذي قضى كفقيه ب"فسخ "نكاح ود الهميم.. و قد انتهى الصراع بينهما "لصالح" الصوفي الذي –كما يحدثنا صاحب "الطبقات"-قال للقاضي الشرعي دشين :
Quote: ”فسخ الله جلدك”، فيقال أنه مرض مرضا شديدا حتى تفسخ جلده"،
|
وفي مكان آخر من "الطبقات" نجد:
Quote: أن القاضي مرض وانفسخ جلده مثل قميص الدبيبة". |
وبالرغم من النهاية المأساوية للشيخ دشين القاضي الشرعي إلا أنه أصرّ على فتواه حتى نهايته تلك .يقول في ذلك صاحب "الطبقات":
Quote: وما رجع من أمره للشيخ الهميم وما زاده ذلك إلا يقينا، فمن أجل هذا سمي “قاضي العدالة”. |
في النص الشعري الذي أورده صاحب "الطبقات" عن الشيخ الهميم، نلاحظ تركيز الشاعر على فهم "أهل الباطن" للعلم الظاهر، وبالمقابل جهل أهل الظاهر أي "الفقهاء" بعلم "أهل الباطن" ،حين يقول مخاطباً القاضي الشرعي الفقيه دشين:
Quote: فإن كنت يا قاضي قرأت مذاهباً *** فلم تدر يا قاضي زمور مذاهبنا فمذهبكم نصلح به بعض ديننا *** ومذهبنا يعجم عليكم إذا قلنا قطعنا البحار الذاخرات وراءنا *** فلم يدر الفقهاء أين توجهنا حللنا بوادي عندنا اسمه الفضا *** فضاق بنا الوادي ونحن ما ضقنا حللنا بقرب القاب روحاً من الدنا *** عرجنا شموساً أخجلت شمس نورنا ألحنا على العرش والكرسي المعلى ولوحها *** لبسنا ثياب بحسن جمالنا
|
وفي إشارة أخرى في "الطبقات"، نجد أن الفقهاء قلوبهم محجوبة عن الله سبحانه وتعالى، ولذلك هم يجهلون "علم الباطن". وقد وردت تللك الإشارة عن "حجب الفقهاء"، في حديث أبي القاسم الجنيد بن الشيخ علي النيل لزين العابدين ابن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ دفع الله ، حين خاطبه قائلاً:
Quote: ” يا زين العابدين إذا جالست القوم أمسك خاطرك لا تحاكي الفقهاء فإن قلوبهم محجوبة عن الله تعالى”. |
***************************************** قلنا أن العلاقة بين علم "الظاهر"، وعلم "الباطن" تتتدّى حينا ك"ثنائية ضدية"، لكن هنالك من جمع بين التصوف والفقه في لغة، وبين التصوف والعلم في لغة أخرى.
وسنأتي-لاحقاً كان الله هوَّن- للاستشهاد بأمثلة على ذلك الجمع بين علمي الظاهر والباطن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علم andquot;الظاهرandquot; وandquot;الباطنandquot; كandquot;ثنائ� (Re: osama elkhawad)
|
علما الظاهر والباطن: من الثنائية الضدية إلى الجمع
هنالك في "الطبقات" من جمع بين علمي الظاهر والباطن.وسنورد بعض الأمثلة التي أوردها صاحب "الطبقات" كدليل على ذلك الجمع.
المثال الأول: تلميذ إبراهيم بن عبودي المشهور بالفرضي "المسلمي الصغير". ويقول عنه صاحب "الطبقات":
Quote: نبذة من أخباره: هو الشيخ الإمام مفيد الطالبين ومربي السالكين، جمع بين الفقه والتصوف. |
المثال الثاني:جميل بن محمد. ويقول عنه صاحب "الطبقات":
Quote: ولد بقري، جمع بين الفقه والتصوف، أخذ الفقه على الشيخ الزين والتصوف على الشيخ حسن ولد حسونة، وقال للشيخ:” ما أديتني شيئا”، قال له:” ما أديتك قيام ثلث الليل الأخير؟!” وكان مجاب الدعوة حيا وميتا
|
المثال الثالث:حمـــد بن المجذوب.ويقول عنه صاحب "الطبقات":
Quote: وصفته كان أسمر اللون مربوع القامة مايلا إلى الطول ذا لحية كبيرة تكاد كل شعرة من شعراتها تنطق تقول هذا ولي الله حقا، وهو ممن جمع بين الفقه والتصوف
|
المثال الرابع:خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم. ويقول عنه صاحب "الطبقات":
Quote: أخذ علم الكلام والتصوف من الفقيه أرباب ، وتفقه في خليل على الشيخ الزين صغيرون وهو ممن جمع بين التصوف والفقه وحج إلى بيت الله الخرام وسلك طريق القوم على الشيخ أحمد التنبكتاوتي الفلاتي القطب الرباني القاطن بالحرم المدني
|
المثال الخامس:صغـــــــــيرون. و عن سيرته، قال صاحب "الطبقات":
Quote: وكان رضي الله عنه ممن جمع بين الفقه والتصوف وقرأ الفقه على خاله الشيخ إسماعيل بن جابر وأجاز له بالتدريس، ورحل إلى الشيخ محمد البنوفري وقرأ عليه شيئا من خليل، وقال محمد هذا يصلح للتدريس، فجعل الله البركة فيه، وجلس في مجلس أخواله بعدهم، وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين، وصحب في التصوف الشيخ إدريس بن الأرباب
|
المثال السادس:عبد الله الطريفي. وعنه يقول صاحب "الطبقات":
Quote: كان ممن جمع بين العلم والتصوف ، أخذ علم الظاهر والباطن من الشيخ دفع الله ، وأذن له في الطريقتين العلم والتصوف. |
المثال السابع:محمد ابن الفقيه سالم. وعنه يذكر صاحب "الطبقات" التالي:
Quote: أخذ الطريق من الشيخ خوجلي وتابعه في أقواله وأفعاله ، وجمع بين الفقه والتصوف، وتفقهت عليه جماعة ، منهم الفقيه محمد بن قسم الله الشنباتي ، والفقيه محمد بن الفقيه حمد السيد ، والفقيه فضيل بن الفقيه مضوي ، والفقيه الضو بن الشقل ، والفقيه الطايف ولد حاج أخيه ، والفقيه أحمد ولد قنهير بالتي .
|
المثال الثامن:مضوي بن مدني بن عبد الدايم بن عيسى الأنصاري الخزرجي. وعنه يكتب صاحب "الطبقات" التالي:
Quote: وكان يسلك على الطريقين وهو ممن جمع بين الفقه والتصوف. سلك وأرشد ودرس في القرآن أناساً كثيرين ، كان شاعراً وله في النبي قصايد وأشعار مطربة للنفوس وهو رفيق الشيخ بركات في طلب العلم عند القدال. |
| |
|
|
|
|
|
|
انواع "العلم" في "الطبقات" (Re: osama elkhawad)
|
بعض أنواع العلم في "الطبقات"
سياحة عشوائية في فضاء النصوص السردية الضيفية، تكشف لنا بعضاً من "العلم" في الفترة التي أرّخ لها صاحب "الطبقات". نجد علوم القرآن من تجويد وروايات ونحوها و الفقه و النحو و الصرف والتوحيد وعلم الكلام والعربية والمعاني والبيان والبديع وعلم العروض وعلم الأصول وعلم المنطق. وفيما يتعلق بالعلم الأخير ،ألا وهو علم المنطق، ورد في "الطبقات" أن شيخ الإسلام عبداللطيف بن الخطيب عمار، كاتبه من دار كنجارة شيخه في علم المنطق نور الدين اليمني ، ومدحه فيها على طريقة المناطقة فقال فيها:
Quote: ” إلى حضرة من أنصف بدلالة اللفظ الوضعية والقضية الموجبة الكلية والجزئية والأشكال المنتخبة الجميلة، الذي سلب الألباب بكلياته وجزئياته، سيدنا ومولانا إنسان العين الساكن في الفؤاد بلامين، الولد السامي المنيف، ناصر السنة الفقيه عبد اللطيف ولاه ورعاه وأعطاه من الأوصاف الجميلة ما يعجز الرسم بل الحصر عن حصر مقدماتها وقضى لأعدايه بالعكس والطرد بل العقم من ساير جهاتها، ولازالت قضايا سيادته لازمة، ومزايا سعادته بدوامها جازمة، بمحمد وآله” انتهى. |
ومن الكتب التي يرد ذكرها كثيرا في الطبقات "مختصر خليل"وهو كما تقول "ويكيبيديا":
Quote: كتاب من أمهات الفقه المالكي غني بفقه الفروع ألفه خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب، ضياء الدين أبو المودّة المصري المعروف بالجندي، أحد مشاهير فقهاء المالكية. كان أبوه حنفي المذهب، وسمع هو من ابن عبد الهادي، وقرأ على الرشيدي في العربية والأصول، وعلى عبد اللّه المنوفي في فقه المالكية. وكان يلبس زي الجندية ولم يغيره وكان يرتزق عليها. واشتهر، ودرّس للمالكية بالمدرسة الشيخونية.
|
في مكان آخر تقول "ويكيبيديا" عن خليل بن اسحاق أنه من :
Quote: علماء المالكية المعروفين ، ومن أشهر مؤلفاته كتاب المختصر، ويسمى بـ " مختصر خليل" وقد جمع فيه خلاصة فقه المذهب المالكي بطريقة مختصرة جداً ويعتبر هذا الكتاب وشروحه المعتمد في نقل أرجح الأقوال التي تم اعتمادها في الفقه المالكي، ومن شروح هذا الكتاب: 1- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، للحطاب 2- شرح الخرشي على مختصر خليل، للخرشي. 3- التاج والإكليل شرح مختصر خليل، للمواق. 4- حاشية الدسوق، لمحمد عرفه الدسوقي 5- شرح الزرقاني على مختصر خليل، للزرقاني. 6- شرح الميسر ،للعلامة محنض بابة بن اعبيد الديماني الشنقيطي
|
*إجازة علمي الباطن والظاهر:
نلاحظ في "الطبقات" انه تتم إجازة كل من يكون "مؤهلا" للدخول في علمي الباطن والظاهر. و يجب إجراء مزيد من البحث والاستقصاء لمعرفة أي العلمين كان الأسبق في الإجازة. ونحن نرجح "علم الباطن"،لأنه بحسب صاحب "الطبقات" كان أسبق تاريخيا من "علم الظاهر"، والله أعلم.
*إجازة علم الباطن: و قد وجد بخط الشيخ عبد الله العركي أنه أجاز أخاه أبو إدريس-الشيخ محمد بن الشيخ دفع الله بن مقبل العركي- حين قال:
Quote: “ لما رأيت الأخ الطالب الراغب محمد بن دفع الله الشهير بأبو إدريس أهلا لهذه النعمة العظيمة الشريفة لقنته كلمة التوحيد، وأجزته إجازة مطلقة بقراءة الأسماء والحزب السيفي، وغير ذلك من الدعوات المذكورة والأذكار المأثورة، وأجزت له لباس الخرقة واستخلفته كما أجازني شيخي الشيخ حبيب الله بن الشيخ حسن البصري، وهو أخذ عن شيخه ومرشده الشيخ تاج الدين البهاري البغدادي”.
|
وقد قال ابن جابر في إجازته لإبراهيم ولد أم رابعة:
Quote: ” الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، أما بعد، إن الأخ الفقيه الشيخ المحترم المتأدب المتواضع الشيخ إبراهيم إبن أم رابعة استحق السيادة والإمامة عندي، فجعلته قطبا في مكانه، ولسانا في عصره، وترجمانا في أوانه، ومربيا للمريدين وقدوة للمسترشدين، وملجأ للفقراء والمساكين، مظهر شمس المعارف بعد غروبها، فأذنته في كل ما حققته ونقله وسمعه مني أن يفشيه ويعلمه الناس، وقد أذنت له بإشهارها وإشهار ما فيها، وتشييع ما أشرنا إليه، ومن اطلع على ما فيها أو بلغه شئ من ذلك فليحذر كل الحذر من خراب الباطن، بتاريخ اثنتين وثمانين وتسعماية من الهجرة النبوية، وكتبه الفقير بن جابر الجهني في العرب نسبا، وبلغني أنه ثبت نسبا من ذرية السايح أحمد بن عمر وهو من ذرية عقيل بن أبي طالب، ولكن الأول هو المتواتر من آباينا، فسبحان الله العالم الموفق للصواب”.
|
*إجازة علم الظاهر: يتحدث صاحب "الطبقات" عن إسماعيل بن جابر، حين يقول:
Quote: ودخل مصر واجتمع بالشيخ البنوفري وأجازه |
وفي مكان آخر ، يتحدث صاحب "الطبقات" عن الشيخ صغيرون وكيف تمّت إجازته:
Quote: وقرأ الفقه على خاله الشيخ إسماعيل بن جابر وأجاز له بالتدريس |
في المثالين أعلاه، لم يتم توضيح صيغة الإجازة، بينما نجد في حالة أخرى أن صاحب "الطبقات" يورد صورة "الإجازة" ،كما في حديثه عن عبد الرحمن بن إبراهيم بن إبو ملاح:
Quote: ثم طلب إلى شيخ الإسلام الأجهوري بمصر فقرأ عليه مختصر خليل ومنظومته في التوحيد وأجازه فيها، وصورة إجازته بخطه ” بعد حمد الله تعالى والصلاة على نبيه قال:” وبعد فقد قرأ علي الشاب النحرير الفاضل الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي ملاح الكباني نسبة والبري بلدة عقيدتي التي ألفتها في أصول الدين والتصوف وشرحها قراءة جيدة نافعة إنشاء الله تعالى، وحضر قراءتي في مختصر العلامة خليل في فقه الملكية في نحو نصف الكتاب المذكور، قراءة بحث وتحقيق دلت على نباهته وفقهه بالكتاب المذكور، وقد استخرت الله تعالى وأجزته بما ذكر وبجميع ما يجوز لي روايته بشرطه سايلا منه ألا ينساني من الدعا بسعادة الدارين ونحو ذلك، وبالدعاء والرحمة لأمواتنا وأموات المسلمين جعله الله من العلماء العاملين ووفقه لما يحبه ويرضاه من القول والعمل وجعله من عباده المخلصين ونفع بعلومه المسلمين بجاه سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وكتبه في آخر ذي الحجة سنة ثلاثين بعد اللف علي بن محمد المدعو بزين بن عبد الرحمن الجهوري المالكي” |
*"الفنون" في "الطبقات":
أحيانا يتحدث صاحب "الطبقات"عن دراسة "الفنون". ولعل صاحب "الطبقات" يعنى "انواع" العلم في ذلك الزمان. فلسان العرب يقول " الفَنُّ: واحد الفُنُون، وهي الأَنواع". أما (الصّحّاح في اللغة) فيقول "الفَنُّ: واحد الفنون، وهي الأنواع". وأدناه أمثلة على ورود "الفنون " في "الطبقات". يتحدث صاحب "الطبقات " عن "المكي النحوي الرباطابي" كالآتي:
Quote: أخذ العلم من الشيخ محمد المصري وأخذ عليه جميع الفنون، ثم سافر إلى الشيخ محمد ولد عيسى وأخذ عليه الفنون ثانيا |
و عن عمار بن عبد الحفيظ الخطيب، يقول صاحب "الطبقات" :
Quote: سافر لمصر والحجاز لطلب العلم والحج ، قرأ فيهما جميع العلوم الفقهية والنقلية والعقلية وعلم النحو واللغة والأصول والمنطق والتصوف وساير الفنون |
أما عن مختار بن محمد جودة الله، فيقول صاحب "الطبقات" أنه:
Quote: قرأ التوحيد وجميع الفنون على رجل جاءه من المشرق، وانتصب لتدريس علم الفقه والتوحيد وساير الفنون |
أما عن "حمد بن المجذوب"، فنجد الآتي في "الطبقات":
Quote: وانتصب للتدريس في جميع الفنون والفتاوي والأحكام |
و أيضاً يكتب صاحب "الطبقات" عن عبد اللطيف بن الخطيب عماروعلاقته الوثيقة بجميع الفنون:
Quote: ودرس في جميع الفنون، فلا يوجد فن إلا ويقال أنه فرد زمانه فيه |
لم تقتصر فنون "العلم" على العلوم الدينية واللغوية. فحجازي ابن أبزيد بن الشيخ عبد القادر كما كتب "صاحب الطبقات":
Quote: كان طبيبا ماهرا كأنه ابن سينا في حكمته، وشاعرا حاذقا كأنه كعب بن زهير في شعره، وله معرفة بالخط الحسن كأنه بن مقلة في خطه، ويعرف جميع الأقلام العبرانية والسريانية واليونانية، وله معرفة بصناعة الكيما كأنه جابر في صنعته، وله معرفة بعلم النحو و الــزايـــــرجـــــــــــة يدرك بها الأمور المستقبلة كأنه جعفر الصادق في إخباره، ومع ذلك يقرأ القرآن والدلايل عامة |
تلك "الفنون" الأخرى خاملة الذكر في "الطبقات"، ولهذا لم يوضح صاحب "الطبقات" مصادر تلك "الفنون". ______________________ ونواصل للحديث عن التأليف والكتب
| |
|
|
|
|
|
|
المؤلفون في "الطبقات" (Re: osama elkhawad)
|
المؤلفون في "الطبقات":
في "الطبقات" كثير من الشعراء ، وفي تعريفهم يورد صاحب "الطبقات" وصفا أو أوصافا لشعرهم، مقارنا أحيانا بينهم وبين شعراء آخرين. وأدناه أمثلة : 1- عبد النور بن أبيض، ويقول عنه صاحب الطبقات"وأبوه أبيض راجل مشرقي جابه الشيخ عبد الله العركي معاه من الشرق، وعبد النور ابنه سلك الطريق على الشيخ محمد ولد داوود اللغر، وكان شاعرا ماهرا يمدح الرسول وشيوخه العركيين وغيرهم، ودفن بأبو حراز مع شيوخه.
2- أما "عبد اللطيف بن الخطيب عمار " فبحسب صاحب "الطبقات" قد كان"شاعرا حاذقا كأنه كعب بن زهير في شعره"
3- و "علي ولد الشافعي"، كما يرى صاحب "الطبقات" قد كان " شاعرا ماهرا، وله قصايد في النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مدح مشايخه، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، وكانت أشعاره مطربة وجاذبة للقلوب وكان إذا سمع شعره ينشده غيره يبكي ويطير في الهواء، وقد شوهد ذلك منه مرارا".
4- أما "الشيخ اسماعيل صاحب الربابة"،فيقول عنه صاحب "الطبقات" "وله أشعار وقصايد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام بين فيه صفات الأولياء".
5- النموذج الأخير للشعراء هو "فرح ولد تكتوك"، ويسهب صاحب "الطبقات"قليلا في وصف شعره، فهو"البطحاني ، قرأ العقايد على الفقيه أرباب ولازم الخطيب عماراً ، قرأ عليه علم العربية ، وكان شاعراً ماهراً وكلامه مطرب جاذب للقلوب وله كلام في الزهد والتوحيد والأدب وخساسة الدنيا ، ونعى فيها جميع العلماء والصالحين ، وهي قوله : وين أولاد جابر الأربعة علماء وأكابر جالسين على المنابر علمون المان خابر. وكان صاحب حكمة وموعظة حسنة ، ومن كلامه الموت الياب الموت يبشر بالموت ، قيل له : الناس اختلفوا هل أشعر أنت أو الشيخ إسماعيل بن الدقلاشي قال : الشيخ إسماعيل له المزية علي ، لأنه الفارس ابن الفارس ، وأنا الفارس ولد الدراق" . ______________________________________________________________________________________________ ونواصــــــــــــــل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤلفون في andquot;الطبقاتandquot; (Re: osama elkhawad)
|
يا خواض مسا الخير، الشيخ اسماعيل صاحب الربابة ، يحتاج لوقفة خاصة ، المؤلف، الشاعر والعازف ، كتب كتاباً في الطريقة و آداب الذكر، أشعار في الغزل ، فيها اوصاف و تشبيهات نادرة . يقول ود ضيف الله ، عن اسماعيل وضربه للربابة، وحالة الجمال التي تنتابه ، فيجعل من حوشه، مهرجان للعرايس و البنات والرقيص على أنغام ربابته :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤلفون في andquot;الطبقاتandquot; (Re: صلاح أبو زيد)
|
عزيزي صلاح
سلامات
"كتاب لصاحب الربابة" !!!!!
هذا خبر مفرح جاءنا متأخرا، سأعود للتعليق عليه في سياق مداخلة قادمة كان الله هوّن.
رابط موقع البروف ابوسليم يحيل إلى "سودانيزاونلاين" هل يمكن تحميله مرة أخرى؟
ويكون أحسن أيضا لو صورت لينا تعليق أحد أفراد أسرة صاحب الربابة ورد "الموقع " عليه.
أرقد عافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤلفون في andquot;الطبقاتandquot; (Re: osama elkhawad)
|
آسف للخطأ في رابط الموقع و الرابط الصحيح هنا http://abusaleem.net/ar//http://abusaleem.net/ar//
الصفحة يمكن الوصول اليها بكتابة :(الموقع الرسمي للبروفسير محمد ابراهيم أبو سليم) طبعا في محرك بحث ، ثم في الموقع على حسب الترتيب التالي:
الرئيسية » أعمال وتحقيقات » في طريق أهل الله. الشخص الذي تداخل كما اشرت سابقا، ذكر اسمه و طلب في رسالته التواصل مع الموقع بتاريخ مارس 8, 2014 الساعة 4:50 ص ورحب webmaster بالتواصل معه بتاريخ مارس 8, 2014 الساعة 7:55 م و طلب معلومات عن الكتاب، هذه كل المعلومات المتوفرة يمكن الإطلاع عليها في الموقع الأصلي.
| |
|
|
|
|
|
|
في الوجود "العارض" للكرامة (Re: osama elkhawad)
|
يبدو أن الصديق صلاح سيتأخر قليلا للمجيئ للإدلاء بدلوه النقدي، وقد آثرت أن أبسط مناقشة ميسرة لبعض مما ورد في مقاربته النقدية بخصوص الكرامة و"وجودها العارض".
يقول الأستاذ صلاح أن "الكرامات و الخوارق ، شغلت مركز دائرة اهتمام النص السردي. الكرامة ، في حد ذاتها حكاية عارضة في متن (الحكاية الرئيسية) كما سنرى لاحقاً، وهذا الوجود العارض لها ، يحيل الفعل السردي ، الى مقام التجريد، مقام الصور الخيالية" . وفي مكان آخر من مقاربته النقدية، يؤكد صلاح أبوزيد على مركزية "الكرامة"، حين يقول"إذن ، إقتراح أي منهج لتحليل نصوص الأولياء و الصالحين في الطبقات ، لابد وأن يكون للكرامة، الدور الحاسم في إختياره . لأنها العنصر المشترك السائد في النص السردي في الطبقات".
بالرغم من أن صلاحا يقول ب"عرضية" الكرامة، إلا أنه في مكان آخر من مقاربته يعود للقول بملمح أساسي في كتاب الطبقات وهو"الإنتهاء من التعريف بصاحب السيرة ، وذكر زواجه أو سفره الى مكان ما ، يختار حدث واحد، عادةً ما يكون عبارة عن مشهد حواري، قد يتضمن كناية تحتاج للتأويل ، بالأضافة الى كرامةٍ ، يختتم بها النص".
وجود الكرامة ليس وجودا عارضا كما يقول الأستاذ صلاح .فذكر الكرامة له أهمية فائقة إذ أنه إثبات لولاية وصلاح الولي أو الصالح. يقول الدكتور "مصطفى فهمي " في موقعه الفلسفي عن تعريف الكرامة: " هي ظهور أمر خارق للعادة من قبل شخص غير مقارن لدعوى النبوة، فما لا يكون مقرونًا بالإيمان والعمل الصالح يكون استدراجًا، وما يكون مقرونًا بدعوى النبوة يكون معجزة (1). وعرفها الشيخ المناوي قائلاً : " الكرامة ظهور أمر خارق للعادة على يد الولي مقرون بالطاعة والعرفان، بلا دعوى نبوة، وتكون للدلالة على صدقه وفضله، أو لقوة يقين صاحبها أو غيره ... "(2) . والبعض عندما يتحدث عن الكرامة وما يميزها عن المعجزة والغرض منها يذكر أن الكرامة مشتقة من الإكرام، ومن التقدير والولاء، وقد يمن الله تعالى على أوليائه، بما يظهر على أيديهم من خوارق لم تجر بها العادة منه ورحمة لا استحقاقًا ومقايضة، والكرامة للولي رتبة ثانوية للمعجزة بالنسبة للنبي، وتأتي في الترتيب بعدها مباشرة، فمعجزة النبي أحيانًا(3) ما تكون مقرونة بالتحدي واستدرار الإيمان والتصديق من قلب مشاهدها عن طريق المعجزة بخرق العادة كإسراء محمد(صلى الله عليه وسلم)، وانغلاق البحر لموسى وإحياء الموتى لعيسى (عليهما السلام) وغير ذلك . وأما الكرامة فهي خلو منه أي التحدي، ويجري الله الكرامة على يد الولي من غير أن يقصد ، والكرامة لا قصد فيها للإعجاز ولا للتحدي، والكرامة إذا قصدها من أجراها الله على يديه وطلبها تعد عليه نقصًا في مراتب الكمال، ولا تحدث الكرامة أو المعجزة إلا بقضاء وقدر ومشيئة من الله تعالى، والكرامة لا تحدث خرقًا للسنن الكونية أو القوانين الإلهية القائمة، ولكنها فقط خرق للعرف وللعادة الجارية، والكرامة: حسية ومعنوية؛ أما الحسية فهي خرق لشئون الحس العادي كالمشي على الماء والطيران في الهواء ، وأما المعنوية فهي استقامة العبد مع ربه في الظاهر والباطن سواسية (. http://kenanaonline.com/users/Dr-mostafafahmy/posts/315886http://kenanaonline.com/users/Dr-mostafafahmy/posts/315886 ولذلك كان كاتب الطبقات حين لا يجد كرامة حسية، يذكر الكرامة المعنوية أي "الاستقامة"، كما في الامثلة التالية:
المثال الأول: أبو الحسن ولزم الخلوة بعد أبيه، وكان قايم الليل وصايم النهار، يلازم أذكار الله كلها ويتلو صلاة الرسول في كل ليلة أربعين ألفا وبالنهار ثمانية عشر ألفا، كل ما تم ماية ينتقل بعدها، وكان مستقيما على حاله لاحاجة له بأحد، وكان كاتم لأسراره، لايتكلم إلا بما يصل إليه من فيض ربه. قال الشاذلي:” في كرامتنا الاستقامة أفضل من ألف كرامة”.
المثال الثاني: حــــــــــمدنا الله ولد ملاك وكان من عباد اللخ الذين يخشونه وكان على قدم عظيم في اتباع الكتاب والسنة والاستقامة كشيخه، وقال الشيخ ابو الحسن الشاذلي:” استقامة واحدة أفضل من ألف كرامة”
المثال الثالث:عبودي قال الشيخ عز الدين ولد نفيع العركي : الصدق مع الله بعد الشيخ دفع الله انقطع إلا من ثلاثة ، الفقيه محمد ولد مدني ولد القاضي دشين والفقيه محمد ولد عويضة وصبي في العزاز يقولون له : عبودي إن عاش يبقى فقيراً والحمد لله قد عاش وصار فقيراً وكرامته الاستقامة مع الله تعالى . قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : كرامتنا الاستقامة واستقامة واحدة خير من ألف كرامة .
المثال الرابع: عبد الرحمن بن الحاج خوجلي
وكان بحرا مطلسما كاتما للسرار، وكانت كرامته الاستقامة مع الله تعالى، وقد قال الشيخ أبو احسن الشاذلي:” كرامتنا الاستقامة مع الله تعالى واركانها عمل بلا إخلال برياء ولا فتور، وتوبة بلا إصرار ولا رجوع، وإخلاص بلا تشوق ولا ملاحظة للخلق”، وهذه الأوصاف كلها سمته رضي الله عنه.
يبدو أن صلاحا يتحدث عن تنسيق "سلس" للنص السردي. وقد راعى صاحب "الطبقات" التسلسل السلس للسيرة في حديثه عن "بدوي "و الذي شهرته عند الناس "ولدأبودليق". فهو قد وضع "مخطّطا" مختصرا للحديث عنه، حين قسّم سرده لتلك السيرة إلى مقصدين. وأحدهما كان "المقصد الثاني : في بداية أمره وما أكرمه الله به من الكرامات". وبذلك "المخطّط" الابتدائي لا يبدو ذكر الكرامات أمراً عارضاً.
والله أعلم.
| |
|
|
|
|
|
| |