نشر الدكتور النور حمد مقالا بسودانايل تعقيبا على حلقة تلفزيونية بإم بي سي تحت عنوان: "إم بي سي" تثبت سودانية حلايب المقال: "شاهدت في أمسية الاثنين، الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، حلقة من برنامج "يحدث في مصر"، الذي تقدمه قناة "إم بي سي – مصر2". جرى بث الحلقة بعنوان: "أول تحقيق تلفزيوني شامل من أقصى جنوب مصر عن أهل حلايب وحياتهم". وكان هذا الجزء من التقرير الثاني والأخير، إذ كانت حلقة أولى عن قرية شلاتين. اللافت أن ما سمته القناة "تحقيقًا شاملاً"، لم يكن أكثر من "دردشات" متفرقة مرتجلة، مدتها أقل من نصف ساعة. أمضى مُعدّ التحقيق ومقدمه قسطًا كبيرًا منها في الثرثرة مع سائق مصري، داخل كابينة قيادة شاحنة متوقفة في حلايب. والسائق، كما ظهر من حديثه، يعمل في نقل البضائع المصرية المتجهة إلى السودان، إلى المعبر الحدودي. عمومًا، لم يكن ما جرى تقديمه تحقيقًا، بأي مقياس من المقاييس، دع عنك أن يكون، كما سمّته القناة: "أول تحقيق تلفزيوني شامل من أقصى جنوب مصر عن أهل حلايب وحياتهم"! إلى جانب مقابلة السائق، احتوى ما سمّته القناة "تحقيقاً شاملاً"، على مقابلة من بضع دقائق مع شيخ من قبيلة الأمرار البجاوية السودانية، والتي تسكن مثلث حلايب، زعم فيها، بلسانٍ سودانيٍّ مبين، أنه مصري! ويبدو أن ذلك اللقاء كان مرتبًا قبلاً، عرف فيه الضيف مسبقًا ما يتعين عليه قوله. كما كانت هناك دقيقتان، أو نحو ذلك، من الأخذ والرد، مع مسؤول مصري، وعد فيها سكان حلايب وشلاتين بـ "المن والسلوى". عرض التقرير، أيضًا، رقصةً شعبيةً للأهالي، أمسك فيها مُجرِي التحقيق بسيفٍ وترسٍ بجاويين من أحد الراقصين، ليشارك في الرقص، غير أنه عجز أن يضبط حركات رقصه مع إيقاعها السوداني القح، فكان أداؤه نشازًا بيّنًا. وبدا مُجرِي التحقيق بين الأهالي شديدي السمرة، في جلابيبهم وعمائمهم البيضاء و"صديرياتهم"، وهو يرقص في وسطهم بزيه القاهري المديني، وبشرته البيضاء، مثل سائحٍ أوروبيٍّ عابر. ولقد أعادت رقصة صاحب التحقيق إلى ذهني، صورة رقصة الصاغ صلاح سالم عاريًا، إلا من سروالٍ غطى وسطه، مع رجال القبائل في جنوب السودان، في خمسينات القرن الماضي. وكان سالم وزير شؤون السودان، في حكومة جمال عبد الناصر الأولى، قد ذهب، بعد أن اختار السودانيون الاستقلال عن كلٍّ من مصر وبريطانيا، ليدعوا الجنوبيين إلى الانفصال عن السودان والاتحاد مع مصر، (الوثائق الأميركية- رسالة مكتب الاتصال في الخرطوم إلى وزارة الخارجية، واشنطن، في 18/6/1955). الشاهد، أن ما سُمّيَ "أول تقرير شامل عن حلايب"، أثبت، من حيث لم يُرد معدّوه، أن حلايب سودانية مائة بالمائة. أثبت التقرير ذلك، من الناحية البصرية المحضة، بأكثر مما يمكن أن تفعله كل المرافعات التي يمكن أن يتقدم بها السياسيون والقانونيون السودانيون. ولا أشك أبدًا أن مصريين كثيرين لا تعرف أكثريتهم شيئًا يذكر عن حلايب، ولم يروا سكانها من قبل، ولم يسمعوهم يتحدثون، سوف يتساءلون: "همّ دول مصريين؟ ... يا راجل!". فالصور التي هي أصدق المتحدثين، أوضحت بجلاءٍ شديد، أنه لا شيء، على الإطلاق، في تلك البيئة، يمكن أن يوحي بمصريتها. فلا سحن الناس، ولا ألوانهم، ولا ملابسهم، ولا الطريقة التي يتحدثون بها العربية، ولا أسلوب حياتهم تدل، بأي قدر من المقادير، على "مصرية" ذلك المكان. أهملت الحكومات السودانية المتعاقبة تلك البقعة، كدأبها في معاملة أطراف الدولة، فوجدت فيه مصر الآن فرصةً للتملك بوعود التنمية. هوية أي بقعة من بقاع الأرض وانتماؤها لمحيطها الثقافي والجيوسياسي، يُعرف عن طريق النظر في التاريخ، وفي الجغرافيا، والأنثربولوجيا، والإثنوغرافيا، وفي اللغة، أو اللهجة. فالمناطق التي تقطنها قبائل البجا التي تسكن الساحل الغربي للبحر الأحمر، ابتداءً من مثلث حلايب شمالاً، وحتى شرق وغرب إريتريا جنوبًا، لم تكن في أي يوم جزءًا من الدولة المصرية؛ لا في ماضيها الفرعوني، ولا في ماضيها البطليمي، ولا في أثناء غزوات الهكسوس والآشوريين والفرس لها. لا، ولا حتى في حقب مصر الإسلامية إلى عهد محمد علي باشا ومراحل العصر الحديث. فحلايب لم تكن جزءًا من امبراطورية محمد علي، إلا في السياق الذي كان به السودان، بصورةٍ مؤقتة، جزءًا من تلك الامبراطورية، لا أكثر. المجموعة البجاوية، التي تقطن مثلث حلايب السوداني، ولا يتعدى تعدادها الثلاثين ألفًا، ليست سوى جزء بالغ الصغر من المجموعة البجاوية الكبيرة التي تمتد من حلايب جنوبًا على طول شرق السودان، لمسافةٍ تبلغ 800 كيلومتر في العمق السوداني. فالذي يقول بمصرية أي فرع من فروع قبائل البجا، وفقًا لأي معيارٍ، إنما يفتري فريةً بلقاء. وليشاهد القراء الحلقة المعنية على موقع قناة (إم بي سي – مصر2)، ليروا بأنفسهم، إن كان ممكناً القول، وفق أي معيارٍ، إن أهل حلايب مصريون. حاولت مصر الناصرية، احتلال حلايب، عام 1957، عقب استقلال السودان. وكانت المحاولة بغرض الثأر من رفض السودانيين، بالإجماع، فكرة الاتحاد معها. كما كانت، أيضًا، بغرض الضغط على الدولة السودانية المستقلة الوليدة، لتمرير اتفاقية مياه النيل 1959، ومشروع السد العالي. ومنذ معالجة قضية حلايب في نهاية خمسينات القرن الماضي، أجريت في حلايب ست انتخابات سودانية، لم تعترض مصر على أيًّ منها. فسودانية حلايب لم تكن أصلاً محل نزاع من جانب المصريين منذ تعديل الحدود في عام 1902، حيث أقر المصريون بسودانية حلايب وشلاتين. تجددت مسألة حلايب، مرة أخرى، عقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق، حسني مبارك، في أديس أبابا عام 1995، بعد أن أشارت الأدلة إلى ضلوع مسؤولين حكوميين سودانيين فيها. حينها، زحفت مصر على حلايب، واحتلتها بالقوة العسكرية، وشرعت في تمصيرها. استمرت جهود التمصير طوال التسعة عشر عامًا الفائتة، تمهيدًا لكسب أهاليها، حين تستفتيهم مصر، حول إلى أي قطر من القطريْن الجاريْن يريدون الانضمام. ولقد ظلت مصر ترفض، بشدة، مقترح الحكومة السودانية اللجوء إلى التحكيم، لعلمها أن الوثائق لا تدعم ادعاءها. أدخلت قناة إم بي سي نفسها في قضية ما كان ينبغي أن تدخل فيها. ويبدو أن عرض مصطفى الآغا، في وقت سابق، خريطة تظهر حلايب جزءًا من السودان، في واحدة من حلقات برنامجه الشهير، قد أثار فكرة زيارة حلايب من الجانب المصري لإثبات مصريتها. ما كان ينبغي أن تسمح "إم بي سي" لنفسها بالدخول في هذا الصراع، وأن تدع ذلك للقنوات المصرية الحكومية، وما أكثرها. لقد أدت السياسة الخارجية الخاطئة التي ظلت تنتهجها حكومة الرئيس عمر البشير، وتقلبها وفقًا لهبوب الرياح، بين محورٍ وآخر، إلى أن تصبح أضعف الحكومات السودانية، على الإطلاق، في الحفاظ على التراب السوداني. في عهدها، انفصل الجنوب، وجرى احتلال حلايب مصريًا، وخارت المطالبة باسترداد أراضي الفشقة الخصيبة من الإثيوبيين. ولا أدري ما يخبئه لنا القدر، تحت حكمها من قضم المزيد من أراضينا. لقد ظلت مصر، في كل عهودها، تلعب أوراقها السياسية، تجاه السودان، بطمعٍ بيّنٍ، وبتجردٍ تامٍّ من العواطف. أما الحكومة السودانية الحالية، فقد جعلها تخبط سياستها الخارجية بلا أوراق تقريبًا، والأسوأ، بلا عزيمةٍ، بل، وبلا كرامةٍ أيضًا." mailto:[email protected]@gmail.com
12-13-2014, 05:17 PM
أبوبكر عباس أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3485
Quote: ول تقرير شامل عن حلايب"، أثبت، من حيث لم يُرد معدّوه، أن حلايب سودانية مائة بالمائة. أثبت التقرير ذلك، من الناحية البصرية المحضة، بأكثر مما يمكن أن تفعله كل المرافعات
سبب وصفي للمقال بالضعف هو: حقيقة عدم إرتباط ترسيم الحدود السياسية بالثقافة السائدة للدول
12-13-2014, 09:34 PM
أبوبكر عباس أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3485
Quote: ممكن تتوسع في الشرح شوية يا دكتور، عشان ما نفهمك غلط
سلام يا معاوية، دكتور النور حمد إستخلص من الحلقة التلفزيونية التي بثت لدعم حق مصر في حلايب، بأنو سحنات الناس ونشاطهم الثقافي أقرب للسودان من مصر ودا بيدعم سودانية حلايب أكثر مصريتها؟؟؟ دي با معاوية، حجة ضعيفة، لأنو الحدود الجغرافية السياسية الحديثة في كثير من الأحيان لم تراع المكون الثقافي للمناطق الحدودية. النزاع في حلايب وأبيي نزاع قانوني مرجعيته الحدود التي رسمها الإنجليز
12-14-2014, 12:27 PM
أبوبكر عباس أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3485
طيب يا معاوية، لو طلعنا فوق لحلايب بعدة كيلومترات داخل الأراضي المصرية؛ تفتكر سحنات السكان وثقافتهم ح تكون مختلفة؟! التداخل الأنثروبولوجي بين الدول الحديثة شيء عادي، ولو أخضعنا الأمور لهذا المنطق لصعب رسم حدود وصناعة دول.
12-14-2014, 01:45 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842
عزيزي أبو بكر عباس تحية طيبة أنت في عنوانك وصفت المقال كله بأنه ضعيف، بعدين سببت الضعف بفقرة معينة تقول[ وأنا أوردها من البداية]:
Quote: الشاهد، أن ما سُمّيَ "أول تقرير شامل عن حلايب"، أثبت، من حيث لم يُرد معدّوه، أن حلايب سودانية مائة بالمائة. أثبت التقرير ذلك، من الناحية البصرية المحضة، بأكثر مما يمكن أن تفعله كل المرافعات التي يمكن أن يتقدم بها السياسيون والقانونيون السودانيون.
إذن الفقرة كانت تشير إلى أن ما سمي بأول تقرير شامل عن حلايب أثبت أن الموجودين في التقرير هم بجا، وهم في أرض بجاوية. يمكن طبعا أن تكون هناك أرض بجاوية مصرية أو سودانية أو أن هناك بجا سودانيون أو مصريون، ولكن النقطة المهمة هي أنه لم يُعرف في التاريخ قط أن جزءا من البجا أو جزءا من أرضهم كان تابعا لمصر. لاحظ أن الحلقة كان عنوانها "أول تحقيق تلفزيوني شامل من أقصى جنوب مصر عن أهل حلايب وحياتهم"، ثم اتضح أن أهل حلايب هم البجا. ثم أنك قد أهملت هذه الفقرة التي أوضح فيها الدكتور النور ما قلته لك بعاليه:
Quote: هوية أي بقعة من بقاع الأرض وانتماؤها لمحيطها الثقافي والجيوسياسي، يُعرف عن طريق النظر في التاريخ، وفي الجغرافيا، والأنثربولوجيا، والإثنوغرافيا، وفي اللغة، أو اللهجة. فالمناطق التي تقطنها قبائل البجا التي تسكن الساحل الغربي للبحر الأحمر، ابتداءً من مثلث حلايب شمالاً، وحتى شرق وغرب إريتريا جنوبًا، لم تكن في أي يوم جزءًا من الدولة المصرية؛ لا في ماضيها الفرعوني، ولا في ماضيها البطليمي، ولا في أثناء غزوات الهكسوس والآشوريين والفرس لها. لا، ولا حتى في حقب مصر الإسلامية إلى عهد محمد علي باشا ومراحل العصر الحديث. فحلايب لم تكن جزءًا من امبراطورية محمد علي، إلا في السياق الذي كان به السودان، بصورةٍ مؤقتة، جزءًا من تلك الامبراطورية، لا أكثر.
مع فائق التقدير ياسر
12-14-2014, 02:18 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842
Quote: المجموعة البجاوية، التي تقطن مثلث حلايب السوداني، ولا يتعدى تعدادها الثلاثين ألفًا، ليست سوى جزء بالغ الصغر من المجموعة البجاوية الكبيرة التي تمتد من حلايب جنوبًا على طول شرق السودان، لمسافةٍ تبلغ 800 كيلومتر في العمق السوداني. فالذي يقول بمصرية أي فرع من فروع قبائل البجا، وفقًا لأي معيارٍ، إنما يفتري فريةً بلقاء. وليشاهد القراء الحلقة المعنية على موقع قناة (إم بي سي – مصر2)، ليروا بأنفسهم، إن كان ممكناً القول، وفق أي معيارٍ، إن أهل حلايب مصريون. حاولت مصر الناصرية، احتلال حلايب، عام 1957، عقب استقلال السودان. وكانت المحاولة بغرض الثأر من رفض السودانيين، بالإجماع، فكرة الاتحاد معها. كما كانت، أيضًا، بغرض الضغط على الدولة السودانية المستقلة الوليدة، لتمرير اتفاقية مياه النيل 1959، ومشروع السد العالي. ومنذ معالجة قضية حلايب في نهاية خمسينات القرن الماضي، أجريت في حلايب ست انتخابات سودانية، لم تعترض مصر على أيًّ منها. فسودانية حلايب لم تكن أصلاً محل نزاع من جانب المصريين منذ تعديل الحدود في عام 1902، حيث أقر المصريون بسودانية حلايب وشلاتين.
أهم نقطة ذكرها دكتور النور هنا هي أنه قد أجريت ست انتخابات سودانية منذ نهاية الخمسينات ولم تستطع مصر الاعتراض. مصر قامت باحتلال حلايب وشلاتين عقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في إثيوبيا. ويمكنك أن تلاحظ أن قناة إم بي سي نفسها قد وضعت مثلث حلايب بالطريقة التي توضح أنه منطقة نزاع. https://http://http://www.youtube.com/watch?v=TRf35HRE35cwww.youtube.com/watch?v=TRf35HRE35c
برضو هناك نقطة مهمة وهي أن مصر ترفض الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية التي يطالب بها السودان ويجدد شكواه للأمم المتحدة كل سنة.
12-14-2014, 04:53 PM
طلعت الطيب طلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826
الاخ ابوبكر تحياتى اشكرك على ايراد هذا المقال الهادىء والمتزن لاننى لم اره من قبل اختلف معك فى تقييمك للمقال اعتقد ان الاستاذ النور حمد كاتب عميق ومتميز ومسسؤول ما فى ذلك شك هذا لا يعنى طبعا الاتفاق معه فى وجهة نظره التى يطرحها فى قضية ما على الدوام لكنى اجد نفسى متفقا مع ما يكتبه النورفى اكثر من تسعين فى المائة من امثلة القليل الذى لا اتفق معه فيه مقال له نشر قبل اكثر من اسبوعين حول تأييده للحكم الذاتى لكل من منطقة جنوب كردفان والنيل الازرق. وهو طرح جديد اظهرته قيادات الجبهة الثورية مؤخرا ولكنه قديم فى ذات الوقت حيث كانت قد تحدثت عنه وثائق سىء الذكر مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية الذى عقده التجمع المقبور فى منتصف تسعينات القرن الماضى حينما تحدثت عن الوضع الخاص لكل من مناطق النوبة والانقسنا. وفى ذلك المؤتمر تم توثيق حق تقرير المصير للجنوب لاول مرة فى تاريخ السودان الحديث والنتيجة كما نعلم انفصال الجنوب وظهور دولتين فاشلتين بدلا عن دولة واحدة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! من اكبر ازمات احزابنا الوطنية فى المعارضة انها لا تراجع تجاربها بتجرد وموضوعية خاصة وانها تواجه اكبر ردة حضارية تواجه السودان الحديث متمثلة فى وصول الاسلام السياسى الى سدة الحكم واستمرار التحالف بين تيار عريض منه مع المؤسسة العسكرية السودانية. من الواضح ان احزاب المعارضة كانت تقدم تناولات مبدئية إرضاءا للحركات المسلحة التى تتحالف معها ارجو ان تستفيد من اخطائها السابقة فى هذا الشأن. سبب اختلافى مع رؤية الاستاذ النور تتجسد فى ايمانى العميق بأن ازمة السودان تسبب فيها غياب الحكم الديمقراطى الفيدرالى منذ استقلاله وان امتلاك المجتمعات المحلية لمصيرها بعيدا عن المركزية المتبعة تمثل البداية للخروج من عنق الزجاجة وهى قضية لا تنحصر فى الانقسنا والنوية ودارفور رغم التضحيات النبيلة التى يقدمها سكان تلك المناطق والحلول الاسعافية التى يحتاجونها بسبب سياسة الحرب والدمار التى تمارسها المؤسسة العسكرية السودانية. نحن لا نود ان نستبدل الانقاذ بقادة الجبهة الثورية الحالية رغم نبلهم المتجسد فى الانحياز للفقراء والمهمشين لان ذلك الانحياز لا يمكن على الاطلاق ان يكون بديلا عن التعددية الديمقراطية وسيادة حكم القانون. فى معرض تفسيره لظاهرة تعذيب وتقتيل الملايين من اليهود وافراد الجيش الاحمر على يد النازية فى المانيا، كان ادورنو يعتقد ان ( الطبقة الوسطى فى المانيا وبرودها هو ما ساعد الالة النازية على اقتراف ذلك الجرم الكبير) . هنا قد نجد تأثير الثقافة الماركسية الطاغى على ذهنية اهم رواد النظرية النقدية ! اتضح ان ادورنو كان مخطئا فى تقييمه لما حدث من تغييب لحقوق الانسان الاساسية لان السبب يمكن فى هيمنة العقلانية الاداتية كثقافة لغياب الديمقراطية والحوار العقلانى داخل مجتمع مدنى حر حاضن لذلك النوع من الحوارات ومشرعن له. الم تكن الاقلية الحاكمة فى الانقاذ والتى تقتل بيد باردة ابناء الهامش هى نفسها من قتل الشهيد سنهورى ومن معه بأيد باردة وعلى رؤرس الاشهاد؟!!
اتفق معاك فى ضعف المقال بل وخطأ معلومات اساسية مثل Quote "قبيلة الأمرار البجاوية السودانية، والتي تسكن مثلث حلايب"،
الصحيح ان قبيلة البشاريين البجاوية هى التى تسكن مثلث حلايب. كذلك ان الصاغ الراقص صلاح سالم جال وصال ورقص ودفع اموال فى الجنوب لضمان دعم زعماء القبائل الجنوبية, وقطاعات مؤثرة فى الجنوب لخيار الوحدة, ولدعم حزبها" الوطنى الاتحادى". خيار الازهرى ورفاقه بالاستقلال تم فى مرحلة لاحقة لانتخابات 53 والتى فاز بها الوطنى الاتحادى بغالبية المقاعد
12-15-2014, 01:09 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842
Quote: هجرة المتعلمين وحصولهم على جوازات غربية؛ أفضل دليل على انو الخدمات هي الفيصل في تحديد الهوية
الذين هجروا وطنهم وبحثوا عن جواز في أي بلد آخر لم يحملوا معهم جزءا من أرض وطنهم الأصلي. ويمكن لمن يريد أن يذهب إلى مصر ويأخذ الجنسية أن يفعل ذلك، ولكن مصر هنا تريد أن تأخذ الأرض. في أيام حكم الرئيس محمد مرسي نشر جماعة "الدعوة السلفية" هذا الفيديو "أغيثوا إخوانكم في الشلاتين".. سأترك التعليق لكم. https://http://http://www.youtube.com/watch?v=t8himjL840swww.youtube.com/watch?v=t8himjL840s
12-15-2014, 01:40 PM
أبوبكر عباس أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3485
Quote: الذين هجروا وطنهم وبحثوا عن جواز في أي بلد آخر لم يحملوا معهم جزءا من أرض وطنهم الأصلي. ويمكن لمن يريد أن يذهب إلى مصر ويأخذ الجنسية أن يفعل ذلك، ولكن مصر هنا تريد أن تأخذ الأرض.
سلام يا ياسر، كلامي حول تغيير المتعلمين لجنسياتهم قلته كرد لتشكيك د . النور في صحة رغبة الناس الشملهم الاستطلاع للانضمام لمصر الأرض هنا يمتلكها السكان وقد تفتي المحكمة أو التحكيم باللجوء للاستفتاء
12-15-2014, 02:25 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842
Quote: كلامي حول تغيير المتعلمين لجنسياتهم قلته كرد لتشكيك د . النور في صحة رغبة الناس الشملهم الاستطلاع للانضمام لمصر الأرض هنا يمتلكها السكان وقد تفتي المحكمة أو التحكيم باللجوء للاستفتاء
المحكمة لا تلجأ إلى استفتاء الأهالي وإنما تحكم بحسب البينات والوثائق ومصر لا تريد اللجوء إلى المحكمة الدولية أصلا لأنها تعرف أنها لن تكسب. لذلك استفتاء الناس أمر غير قانوني هنا، فبعض هؤلاء البجة نسمعهم يقولون أنهم مصريون كما في حالة الرجل المسكين في الشريحة بتاعة شلاتين بعاليه.
ياسر
12-15-2014, 07:12 PM
الصادق اسماعيل الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
أتفق مع أبوبكر أن ضعف المقال يكمن في إعتماده على سحنة البشر وانتماءهم الإثني لإثبات الأحقية بالأرض.
حيث لا وجود لهذه الحجة في القانون الدولي أساساً
وكما أشار ياسر فالفيصل هو الوثائق وأذكر هنا أن نقد رحمه الله قال أن حلايب بالوثائق مصرية وأعرف أن نقد باحث موثق للتاريخ.
المهم بعيداً عن العاطفة، فحدود السودانية الجغرافية هي حدود استعمارية وبموجب قرار الاتحاد الأفريقي فالحدود والخرائط الإستعمارية هي المعتمدة لترسيم الحدود وبالتلي فالسودان اليوم هو ما رسمه الإنجليز بعد إعادة غزو السودان وهزيمة الثورة المهدية الحاكم الوطني للسودان. والدولة التى غزاها الانجليز تمت بعض الإضافات لها وتمخض عنها السودان بحدوده الحالية.
فكون أن حلايب سودانية أو مصرية لن يتم حسمه إلا باللجوء للتحكيم وبموافقة البلدين غير ذلك ستصبح إدارتها بحكم الواقع الموجود الآن وهو الإدارة المصرية وفي حال عدم قبول مصر للذهاب للتحكيم يصبح الحل هو استعادتها بقوة السلاح
12-16-2014, 07:39 AM
وضاح عبدالرحمن جابر وضاح عبدالرحمن جابر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 1986
زرت مثلث اوسيف حلايب شلاتين خلال السنوات 1988 و 1992 وهي الفترة التي شهدت عملية التمصير الكامل لهذه المنطقة ، وقد نشرت تقريرا صحفيا ميدانيا من المثلث عنوانه ... حلايب مدينة سودانية تحت التمصير . وحوى التقرير التفاصيل الواضحة في تلك الفترة لمخطط التمصير والذي بدأ بتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين من سلع وخدمات ، سكر زيوت ، دقيق خدمات طبية وباسعار مدعومة في حين كانت السلع الاساسية شحيحة في بورتسودان القريبة. استمر هذا الوضع لفترة وحدث التطور الاخطر بعد حادثة محاولة اغتيال حسني مبارك واستغل المصريون تلك الفترة في التوغل داخل حلايب وعندما واجهوا ردة فعل قوية من الحكومة السودانية ، انتقلوا الى المرحلة الثانية من المخطط وقامت على انشاء مدينة جديدة بالكامل في اخر نقطة من الاراضي المصرية جوار حلايب ووفروا فيها الخدمات وفرص العمل وخلال عام واحد لم يبق في حلايب السودانية سوى شرطة الجمارك والمركز الصحي وقوات الحراسة العسكرية . وعندما ساءت العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة والخرطوم ، دخل المخطط لمرحلته الثالثة من خلال مهاجمة الشرطة السودانية وطرد المساعد الطبي وموظفي الجمارك تلى ذلك المرحلة الاخيرة والتي تم فيها اغلاق البوابة الرئيسية ومنع السودانيين من الدخول الى بعد الحصول على تاشيرة من السلطات المصرية ، مما دفع السودانيين من سكان حلايب الى الاسراع بالحصول على البطاقات المصرية لتسهيل وضمان تواجدهم على ارضهم وارض اجدادهم. مع كل يوم يمضي تبتعد حلايب من السودان عمليا الى درجة سيصعب اعادتها الى حضن الوطن حتى لو وافقت مصر. التعويل على سكان المنطقة في اثبات سودانيتهم وهم كبير خاصة وان البشاريين في هذه المنطقة لهم صلات قربى بالمصريين في مناطق سفاجة والقصير وعلى طول البحر الاحمر حتى السويس . المؤسف ان الاطماع المصرية تتجاوز حلايب وشلاتين الى ميناء اوسيف الاستراتيجي وهو يتيتح السيطرة على العسكرية على ساحل البحر الاحمر حتى عدوبنا وعيدييت كما انه من اهم مراكز الامداد لصيد الروبيان على سواحل البحر الاحمر والاخطر من كل ذلك ان منطقة جبيت المعادن والغنية بالذهب والتي تعتبر المصدر الاول لصادرات الذهب السوداني منذ الخمسينات اصبحت على مرمى كيلومترات من الاطماع المصرية. واذا نظرنا الحال السوداني المنقسم ندرك حجم الخطر الذي يهدد منطقة شرق السودان والتي يبدو انها ستعود الى سابق تكوينها السكاني خلال التركية مزيج من الاتراك والاكراد والمصريين والايرانيين واليمنيين وقليل من السودانين هم قبائل البشاريين فقط. ذلك ما رايته في الثمانينات وهذا ماراه في 2014 وربنا يكضب الشينة.
12-16-2014, 10:15 PM
الصادق اسماعيل الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أبوبكر عباس
معاوية الزبير
Yasir Elsharif
طلعت الطيب
Elmoiz Abunura
الصادق اسماعيل
وضاح عبدالرحمن جابر
د.عبد المطلب صديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست