فلم (هادئةٌ المياه) للمخرجة اليابانية ناعومي كاواسيو قوة اللامرئي أفضل الافلام لهذا العام#

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-10-2014, 11:51 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فلم (هادئةٌ المياه) للمخرجة اليابانية ناعومي كاواسيو قوة اللامرئي أفضل الافلام لهذا العام#


    كتبت الناقدةايمان حميدان عن هذا الفلم

    إنها ليست الصدفة التي تجعل المخرجة اليابانية الشابة ناعومي كاواسي تختار لأفلامها مواضيع درامية تحاكي تأثير الطبيعة على حيوات ومصائر الناس، بل اختيارها نابع من تأثرها العميق بفلسفة يابانية ترى في الطبيعة عنصراً أساسياً في سيرورة حياة البشر وفي طبائعهم وتفكيرهم، إلى درجة ان الطبيعة ترتقي إلى مكانة ليست بعيدة عن الآلهة. في فيلمها الأخير «هادئة المياه» (ارتأينا هذه الترجمة بدلا من مياه راكدة) Still the Water الذي عرض في مهرجان كان هذا العام وكان من ضمن الأفلام المرشحة للجائزة، تكمل ناعومي كاواسي ما بدأته في افلامها الاولى لتقدم عملاً يتميز (كما أعمالها السابقة) بالروحانية الصوفية من خلال ابراز مكانة الطبيعة في حياة الفرد وفي علاقته بالحب والحياة والموت. عادت ناعومي إلى جزيرة أمامي - اوشيما ذات الطبيعة الاستوائية، بعد ان اكتشفت ان جدتها ولدت على تلك الجزيرة لتحكي علاقة بديعة بين الطبيعة والناس هناك ولتقدم معنى آخر للموت مقروناً بفرح من يقوم برحلة جديدة نحو حياة أخرى، ألا وهي الأبدية. أسئلة تدخل إلى وجدان المشاهد يطرحها بطلا الفيلم المراهقان اللذان يتشابهان في تجربة مؤلمة عير تجربة موت أو طلاق اهلهما.
    فلسفة الزنّ
    كيوكو مراهقة في السادسة عشرة جميلة تريد اكتشاف كل شيء، تعاني من مرض والدتها إيسا المصابة بمرض قاتل، والأم التي هي كاهنة سحر (Chamane) تستقبل مرضها وموتها القريب بسعادة وهدوء داخليين لأنها مؤمنة انها ستلتقي في مكانها النهائي بمن فقدت من أحبائها وخاصة أمها الراحلة. أما كايتو صديق الشابة فهو مختلف عنها برغم انه بمثل عمرها. هو ابن طوكيو وغير معتاد على الجزيرة، يخاف من البحر لأن البحر «حي ومتحرك دائماً» كما وصفه، لتجيبه كيوكو معترضة «ولكنني أنا حية أيضاً». يعمل والده في طوكيو وشّاما (يقوم برسم الأوشام)، تهجره زوجته وتأتي بابنهما الوحيد إلى الجزيرة بعد طلاقهما وتبدأ بالعمل في مطعم. لا يفهم كايتو انفصال والديه ولا يستطيع ان يتقبل ذلك الفقدان المؤلم. هذا الوضع يزداد تعقيدا عندما يشاهد الصبي جثة طافية على البحر تعود إلى أحد عشاق أمه الذي مات غرقاً بسبب عاصفة بحرية. المراهقان يستكشفان الحياة وسط طبيعة متغيرة متقلبة لا خيار لسكان الجزيرة أمامها سوى القبول والتعامل معها كجزء من حياتهم. يستكشفان أيضاً التجربة الجنسية معاً في وقت تفقد الإبنة امها كأن الحياة والموت لا يفترقان في فيلم كاواسي. كايتو وكيوكو يخافان الموت والفقدان ولا يفهمان لماذا يولد البشر إذا كانت نهايتهم هي الموت. لكن أسئلة الموت يقابلها هدوء داخلي تعيشه الأم المحتضرة. ما قالته على سرير الموت يعيد المشاهد إلى كل ما عرفه وقرأه عن فلسفة الزِن اليابانية التي تتخذ من دورة الطبيعة التي لا تنتهي أساساً للتعاطي مع قضايا مصيرية في حياة الفرد كالفقدان والموت. أسئلة لم يجد لها الكبار جواباً، إلا انهم وجدوا مخرجاً حكيماً ألا وهو قبول حكم الطبيعة عليهم ومحاولة إيجاد سعادة أو توازن ما في حياتهم. انه توازن دورة الطبيعة التي تحمل الموت والحياة معاً من دون نهاية. رحلة يسلكها كل فرد من افراد الجزيرة بانسجام مع الطبيعة. الأم التي تحتضر باستعداد كامل، والأب الذي يغني قريباً من سرير زوجته، والأصدقاء الذين يغنّون ويعزفون للمرأة السائرة نحو الموت، والشيخ الذي يقبل أن الطبيعة أقوى منه وأنه لا يستطيع منازلتها، وأم المراهق كايتو التي تداوي جرح الطلاق والوحدة بعشاق من حولها.
    شخصيات فيلم كاواسي ليست رجالا ونساء فحسب بل بحر وقمر وريح وأشجار وشمس ومساحات استوائية خضراء تتداخل مع بحر متقلب لا توقيت لجنونه. هي تلك الطبيعة الحرة الصامتة أحياناً الصارخة أحياناً أخرى. رجال يدخلون البحر لكنهم أيضاً يخافون منه. يذبحون الحيوانات الضعيفة ليأكلوها. مشهدا ذبح الحيوانات بعدسة قريبة لا يختلفان عن قساوة البحر وعاصفة «التايفون 25» التي سجنت سكان الجزيرة في أماكنهم يوماً كاملاً.
    عواصف البحر القاتلة تكاد تملأ حيوات الناس وقصصها وهي لا تشبه عنوان الفيلم بأي شيء، ذلك ان المياه التي تحيط تلك الجزيرة ليست هادئة على الإطلاق. إنها مفارقة مقصودة بالطبع. مفارقات متتالية قدمتها كاواسي كمشهد احتضار أم كيوكو حيث اجتمع حولها الأصدقاء والزوج والإبنة وغنوا لها ورقصوا رقصة شهر آب. رافقوا المرأة باحتضارها ورافقتها الطبيعة أيضاً برياحها وتقلباتها التي تنبئ عن سفر الروح إلى مكان آخر قريب من الآلهة.
    أثناء تسلمها جائزة مهرجان كان عن فيلمها «غابة الحداد» عام 2007، أتت كلمة المخرجة مؤثرة لتعكس فلسفتها العميقة قائلة «حين تصادفك المصاعب في حياتك وعملك، فتش بعمق عما يعطيك القوة والثقة مرة أخرى، ولا اقصد هنا الأمور المادية - بل تلك الأمور غير المرئية، قد تكون ريحاً، أو نوراً، أو ذاكرة الأجداد التي تمدنا بقوّتهم. (...) أريد للأمور غير المرئية أن تغدو بأهمية الأمور المرئية في حياة الإنسان..... هذه هي رسالتي وسأكملها». ما قالته المخرجة اليابانية في المهرجان عام 2007 لم يكن بعيدا عما عبّرت عنه إحدى شخصيات فيلم «هادئة المياه». والد الفتاة يقول مخاطباً صديق ابنته «عليك ان تكون متواضعاً مع الطبيعة، لا تحاول ان تقاومها». أو في مكان آخر «أترك نفسك للموجة لأنها ستكون بالنسبة لك الموجة الأخيرة وادخل في أعماقها، حينها لن يبقى لك سوى الشعور بالهدوء»... أو تلك الجمل الحكيمة والبسيطة التي سمعناها من شخصية محببة في الفيلم هي بابي السلحفاة». وبابي رجل عجوز يعشق البحر إلا أنه لم يعد يستطيع السباحة بسبب تقدمه في السن. فصار يجلس قرب البحر لصيد السمك. بابي السلحفاة لا بد سيذكّرنا برائعة كوروساوا «درسو اوزالا، ولو من بعيد وبشكل طفيف. تلك الشخصية الرئيسية المتماهية مع الطبيعة إلى حد الذوبان والانتهاء عبرها. في فيلم «هادئة المياه» كما في درسو اوزالا مواقف فلسفية اتخذت من الطبيعة وتقلباتها أمثلة لواجهة الموت وقبول فناء الإنسان.
    الطبيعة إمرأة
    الطبيعة هي امرأة حكيمة في فيلم ناعومي كاواسي ان من خلال الأم أو الإبنة، أو من خلال كاهنات السحر الأخريات اللواتي رافقن الأم في احتضارها. انها تلك العلاقة الخاصة التي تنقلها الأم إلى الإبنة والإبنة إلى ابنتها وهكذا. مشهد المراهق مع أبيه في طوكيو قد يقول لنا أيضا إن علاقة الأب والإبن هي كذلك لكنها لم تحضر إلا في مشهد واحد، ثم تعود في نهاية الفيلم عبر ترديد المراهق لما أوصاه به أبوه ألا وهو الاعتناء بأمه. تبني النساء علاقة خاصة مع الطبيعة وهن المؤمنات بقوة الطبيعة الروحانية في مساعدة الإنسان على تخطي ألمه وخساراته. هكذا نرى أيضاً في بداية الفيلم الشابة الصغيرة تدخل أعماق البحر بملابسها لتسبح. مشهد سوريالي قد لا نراه إلا في فيلم ياباني مشبع بروح صوفية خاصة. لكن حكمة قبول الطبيعة وسلطتها على أبناء الجزيرة لا تتمتع بها النساء فحسب بل الرجال الناضجون أيضاً والذين يخوضون تجربة النضوج عبر امرأة.
    كان على الفتى كايتو ان يعود إلى طوكيو لزيارة أبيه وسؤاله عن سبب طلاقهما. كان عليه أيضاً ان يواجه احتمال خسارة امه في رحم البحر الهائج كي يتخطى غضبه ويتقبل الفقدان ويعود اليها. طريق مشى عليها كايتو هي رحلته نحو النضوج بمساعدة صديقته كيوكو التي أحبته والتي حيّرها في بادئ الامر رفضه ممارسة الحب معها. نضج كايتو عبر الحب وعبر قبول سلطة الطبيعة على حياته وانعدام خوفه منها فنراه في نهاية الفيلم مع صديقته يسبحان عاريين في عمق البحر الذي ترك جنونه جانــباً مع عودة الربيــع إلى الجــزيرة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de