|
|
 أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان
|
بعد عيد الفطر بكم يوم كده ، مشيت سوق أم درمان ، قلت اشوف لو ألقى لي مركوب غريب شوية اشتريهو وأطلع بيهو من الملل بتاع المراكيب العادية ..
وما كنت حريص على الشراء لكن كانت رغبيتي بالفرجة عارمة .. مريت على كم محل وبائع لكن لم اجد جديدا يعجبني .. وعاودت الكرة مرتين أو ثلاث علّي أجد ضالتي وهي بالطبع غير محددة ..
فناداني أحد الباعة الذين سبق لي أن ألقيت نظرة على بضاعته ولم يحظ مني بكلمة استحسان ولم اتجاوب مع اسئلته التي يوجهها الباعة عادة .. ايوة ، اهلا بيك ، أي خدمة .. داير شنو يا استاذ ..
ناداني بإصرار فاقبلت عليه متفائلا وقلت ربما ان الرجل يخبئ في محله شيئا يدّخره لأمثالي من الزبائن المصابين بداء التردد او يبحثون عن الجديد .. فسألني الرجل :
ايوة يا أستاذ شايفك لفّيت كتير وما طلعت بحاجة .. ممكن نساعدك ؟
قلت له : والله ياريت ..
- أها ورينا إنت عايز شنو لأنك لو قعدت تلف كده بتقع ليك وقعة بتندم عليها ..
- تبسمت ضاحكا من قوله ، ثم قلت : بس أنا ما لقيت حاجة عجبتني ..
-ايوة بس إنت بتفتّش على شنو ؟ داير اصلة ؟داير دبيب ؟ داير جنينة؟ داير فاشري ؟ داير زي ده ، وللا زي ده وللا شنو ؟
وكنت ألبس مركوبا من النوع الذي لا يتوفر عنده ،فقلت خليني أدق فيهو مقلب ..فقلت ورفعت قدمت قليلا إلى أعلى : داير زي ده ..
فضحك الرجل ضحكة مجلجلة سمعها جيرانه بالسوق ، وقال :
ياخي زي ده هنا في سوق أمدرمان مافي ، ممكن تلقاهو في السوق الشعبي أو سوق ليبيا والأسواق الشعبية عموما ..
نحن هنا بنجيب مراكيب لناس أم درمان ، وديل ناس مثقفين لو جبنا ليهم زي مركوبك ده تاني ما بيجو يشتروا مننا ..
ضحكت كثيرا على نفسي وعلى حديث الرجل ولم أرد بكلمة .. لكني تأملته علّه يكون أحد أقرباء صديق الموج ..
أو يكون أحد اقرباء زوجتي ، فكلاهما يستفزانني بأهل عوضيتي ويدافعان عن أم درمان التي ظلت محل اتهامي بتخلفها واتساخها وأنها قرية أكبر من اللازم ...
وجدته شابا في نهاية العقد الثالث .. أخدر خدرة ليمونية ، ليس في شعره شيب ، به شيء من وسامة بالرغم مما اصابه من غبار سوق أم درمان .. لكني تأكدت أنه أم درماني قح
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
ههه
ود قاسم
كان عندنا واحد في سوق كوستي للمراكيب .. لو جيتو لي مركوب بعاين ليك .. يا بايعك او سألك دايرة لي منو .. لو قلت ليهو موصيني زول يقول ليك خليهو يجي براهو .. ولو قلت ليهو لي انا .. يقول ليك ما عندنا مراكيب للبيع .. تسألو وديل شنو .. يقول ليك دايرين نلبسهن
سألتو
قال لي زول ما بعرف المراكيب ما بقدر يقيمها .. تقول ليهو بي 20 يقول ليك هناك لقيتو بي 10 وما عارف الفرق شنو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: عبدالحفيظ ابوسن)
|
تعرف ياعبدالحغيظ ذكّرتني رااجل بلدياتنا كان ببيع التمباك في السوق وهوالوحيد
جاهو واحد داير يشتري منّو والوقت داك ملية الحقة كان ت بي قرش واحد
الزبون سلم على البائع
البائع رد السلام
إن شاء الله التمباك الليلة كارب
فرد البائع بفتح الحقة الكبيرة وكأنه يدعوه لتجربة الصعوط بسفة ماكنة
الراجل شال ليهو كمية من الصعوط وكشحها في خشمو
وصلحها بي لسانو
وقام قال للبائع : صعوتك ده االليلة ما سمح
قاليهو : والله ، ما عجبك؟
- والله تب ماسمح زي التقول عطرونو كتير
- أها أقول لك حاجة ، ابصق الفي خشمك دي خلني النضوقك واحد تاني أنا سويتو هسّة
الراجل يا مؤمن يا مصدّق بصق السفة وأخينا أداهو الابريق قالو مصمص خشمك من العطرون
وقفل حقّتو وقال للزبون أمش لي قدّام كدي بتلقى واحدين عندهم صعوط مسوينّو بلا عطرون
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
ههه
ود قاسم
كان عندنا واحد في سوق كوستي للمراكيب .. لو جيتو لي مركوب بعاين ليك .. يا بايعك او سألك دايرة لي منو .. لو قلت ليهو موصيني زول يقول ليك خليهو يجي براهو .. ولو قلت ليهو لي انا .. يقول ليك ما عندنا مراكيب للبيع .. تسألو وديل شنو .. يقول ليك دايرين نلبسهن
سألتو
قال لي زول ما بعرف المراكيب ما بقدر يقيمها .. تقول ليهو بي 20 يقول ليك هناك لقيتو بي 10 وما عارف الفرق شنو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
الخال ودقاسم
مسكاقمي
ام درمان مدينة حديثة التكوين بما فيها مدينة ابوسعد ( الفتيحاب ) اهلنا النوبيون لم يسكنوها لنوعية تربتها الحجرية المايلة للاحمرار ولعدم وجود الجروف ولضيقهاان وجد ، فسكنوا شمال ام درمان في النوبة والجزيرة اسلانج وسكنوا بحري وكان تمركزهم الاساسي في جزيرة توتي وكانت لهم سواقي في المقرن وعندما اتخذ الاتراك الخرطوم عاصمة سموه النوبيون خرطوم توتي نسبوها لتوتي وإلى الآن ابائنا الكبار يطلقون عليها هذا الاسم المزدوج .. وعندما تم اعمار ام درمان في المهدية اطلقوا عليها ( كرش الفيل ) مع وجود بعض الاحياء التي تحمل الاسماء النوبية
عندما اسس النوبيون مملكتهم ( علوة ) اتخذوا عاصمتها في سوبا
مدينة ام درمان اشتهرت في المهدية كعاصمة للدولة ووصلت قمة الشهرة والتجمع واصبحت قبلة للمثقفين والوطنيين في زمن الاستعمار .
لك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: حمزاوي)
|
الخال حمزاوي
مسكاقرو
كله ممكن إلا أن تكون أم درمان ( اليوم ) قبلة المثقفين
أم درمان فقدت بريقها وانقطعت صلتها بالثقافة منذ مايقارب نصف القرن
وأصبحت مدينة بالية تعج بمحلات العماري والفسيخ والكجيك
ناهيك عن أنّ بيئة أم درمان أصبحت طاردة ...
أم درمان يا صديقي تتريف من وسطها ناهيك عن أطرافها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
Quote: ياخي زي ده هنا في سوق أمدرمان مافي ، ممكن تلقاهو في السوق الشعبي أو سوق ليبيا والأسواق الشعبية عموما ..
نحن هنا بنجيب مراكيب لناس أم درمان ، وديل ناس مثقفين لو جبنا ليهم زي مركوبك ده تاني ما بيجو يشتروا مننا
سلأم ابو طلال
الزول جاب أخرك عارفك عريبي |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: اسامه العريفي)
|
الحبيب ود قاسم..السلام عليكم........لكن عرف ليك ود أم درمان..وماتسمع كلام أخونا حمزاوى .الشعوب هى التى تصنع المدن..أم د رمان بتأليفتها المجتمعية وتشكيلها تميزت عن أقرانها فذاع صيتها وأحبها من ولد فيها ولجأ لها...أم درمان عشق لا ينضب.
Quote: ضحكت كثيرا على نفسي وعلى حديث الرجل ولم أرد بكلمة .. لكني تأملته علّه يكون أحد أقرباء صديق الموج ..
أو يكون أحد اقرباء زوجتي ، فكلاهما يستفزانني بأهل عوضيتي ويدافعان عن أم درمان التي ظلت محل اتهامي بتخلفها واتساخها وأنها قرية أكبر من اللازم ...
وجدته شابا في نهاية العقد الثالث .. أخدر خدرة ليمونية ، ليس في شعره شيب ، به شيء من وسامة بالرغم مما اصابه من غبار سوق أم درمان .. لكني تأكدت أنه أم درماني قح |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ismeil abbas)
|
تعرف يا اسماعيل أنا دايما بتجيني الحقارة من الناس البريدم وكذلك الأشياء والأمكنة
أخترت أم درمان لأتزوج من حسانها .. واخترتها مكانا للسكن .. وفي أم درمان ديار جدي الشيخ حمد النيل
وبها ضريحه المشهور على مستوى العالم
لكن رغم ذلك لا تعجبني أم درمان اليوم ...
لي صديق لدود .. هو أكبر مني وقد تخرّج من اقتصاد الخرطوم العام 69 وتخرجت بعده بثمان سنوات
اتصل هذا الصديق يدعوني للعشاء في داره وكان بين الاتصال والعشاء اربع ساعات
فقلت له : ما شاء الله ـ والمناسبة شنو؟
رد علي : طارق ولدي قبلوهو في كلية اللقتصاد ( يتكلم هكذا )
قلت : ياسلاااام والله مبروك وإن شاء الله يطلع لينا زي أبوهو ..
رد صديقي : هي أبوهو ده مو لاحقو ، خلّو يطلع زي محمد قاسم
ضحكت كثيرا ، ولبيت الدعوة ..وكان هذا الحديث أساس الونسة على العشاء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
عمنا خضر كان بياع عطور
جاهو واحد داير ريحة .. بدي الفتيل .الزول بفتح الفتيل ويريح اباطاتو ورقبتو ويشم الفتيل يقول ليهو ما حلوة .. لحقو كم فتيل .. الزول يريح اباطاتو ورقبتو ويقول ما حلوة
الزول بي برة وعمنا خضر بي جوة الدكان وبينهم تربيزة ( بنك ) ..قال ليهو عندي واحدة سمحة لكن غالية .. الزول قال ليهو دايراها .. قال ليهو تحت البنك وما بنديها للناس ساي .. الزول دنقر جوة الدكان من فوق للبنك .. عم خضر قبضو من عنقرتو ودنقس راسو في الواطة .. خلا كرعينو هون من الواطة.. بصق وبي يدو التانية شال البصاق وعركو ليهو في نخرتو ..لامن فك الزول فكاهو دايخ
ضوق دي قال ليهو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ابو جهينة)
|
أبوجهينة صاحبي الماك هيّن
هاك دي ...
واحد كابتن طيّار ينتمي لأهلنا في الجزيرة .. جاهو واحد من أعمامو يزورو في الخرطوم
عمك وصل ورحبوا بيهو في البيت وتوصوا به خيرا
قال الكابتن : قمت طلعت لي رحلة داخلية كده ورجعت
وبيني وبين نفسي قلت ياخ عمي ده أنا ماا فصيت اتونست معاهو خليني أقعد معاهو شوي وبعدين في لمّة بتاعة طيارين في برج الفاتح
قلت أسوقو معاي
يلا عمي بدأ في الونسة وبيسأل :
- أها الليلة مشيت وين
- والله مشينا رحلة داخلية لبورتسودان هنا ..
- يا زول ؟ ما شاء الله بورتسودان البيمشوا ليها يومين سفر ، مشيتوا وجيتو أ؟
- آي والله يا عم .. بورتسودان دي قريبة كلها ساعة واحدة ..
- يازول هسة أنا وانت كان ركبنا عربيتك دي لي حلتنا ، الساعة ما بتوصلنا المسيد القريبة دي ..
- آي لكين دي طيارة ياحاج .. االطيارة دي سرعتها عالية شديد
- وهسة إنتو من السما ده بتشوفوا ال وا طا حقتنا دي ؟
- طبعا ، بنشوف ال وا طا وبنتكلم مع برج المراقبة
- شي عجيب .. بتشوفوها بالنظارة المعظمة .. مو كدي ؟
- لا والله يا عم بنشوفها بالعين المجردة ..
- والعين المجردة دي شني ؟
- العين العادية يعني ..
- يازول ما تخاف الله ؟
- والله ياعم ، جد جد .. كدي قوم معانا نحن عندنا زملانا عاملين لينا عشا في فندق ، أرح معانا ..
- لا لا ، أمشوا إنتو وانا خلوتي بتعشى قبلي
- لا يا عم ، والله لازم تمشي معانا ..
اصطحب الكابتن عمه إلى الفندق وأجلسه إلى جواره
وجاءوا بالعصير وبدأت الونسة وعمّك ساكت ما فاهم أي حاجة
بعد شوية قالوا اتفضلوا على البوفيه ...
عمّك شاف الأكل مردوم ومجيه وريحتو تجيب الضهبان ، قرّب من الكابتن وبالراحة قال ليهو :
أها دا ما اللكل البيتم النظر ... ال وا طا دي بتنشاف من السما بي ملاح الويكاب ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: أيمن محمود)
|
ياخي سلام والله حكاوي سمحة ومبهجة..
والله ياودقاسم حاج احمد ده اكان مابخاف تقول لي بطل سلبطة
اقول ليك الزول ده هولنا تب..
بس مرات حلال الجزيرة دي بتلقي فيها
استنساخ عجيب...
تم حكاية عمنا احمد ده
ان بقيت اتخرت تلقاني تميته
وبزعل عشاق حكيك السمح ده.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
Quote: عمّك شاف الأكل مردوم ومجيه وريحتو تجيب الضهبان ، قرّب من الكابتن وبالراحة قال ليهو :
أها دا ما اللكل البيتم النظر ... ال وا طا دي بتنشاف من السما بي ملاح الويكاب ؟ |
الحكاي الجميل ود قاسم سلام يصلك محل قاعد
اما نحنا يانا المتفجنين ليك في الواطة دي نتابع قصص المراكيب وحاج أحمد وحكايات قرانا الجميلة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: أيمن محمود)
|
ايمن محمود
كيفك ؟
جميل إنت ياخ ..
شوف يا ايمن ناسنا بيحبوا اللحم زي عيونم .. عندنا يومين في الاسبوع أيام سوق
وما عداها يطلق عليه أهلنا (غِب السوق ) ..
يوم السوق وقبيل الفجر يذبح الجزارون أعدادا من البقر والإبل والضأن ، وعند الصبح ترى اللحم في الجزارة فتق متسائلا :
من سيأكل هذا اللحم الكثير؟
والكهرباء لم تكن متوفرة وعليه لا يوجد مكان لتخزين اللحوم
نظرت إليها كثيرا فرايتها مثل قرابين الحجاج في منى ينحرونها ويرمونها دون أن يأكلوا منها أحيانا
وجدّنا البر احد الجزارين ، وواحد من عشاق أكل اللحم .. يرسل كمية من اللحم لبيته في الصباح ،
ثم يعود محملا بباقي اللحم من جزارته في المساء ..
أولاده وزوجته كبقية أهله يعشقون اللحوم بأنواعها .. لا تصيبهم منها تخمة ، ولا وجع بطن ، ولا يخشون كوليسترول ولا غيره
يأكلون الدور الأول وينتطرون الأب ليعود محملا بلحوم الدور التاني .. فيلتهمون الجزء الأكبر ..
والبر يتضايق لكنه يصمت .. ويأكل ما تبقى ..
لكن الموضوع لم يتوقف عند حد فكان لابد أن يطلق البر مكامن صدره حتى يوقف الالتهام الجائر للحوم الدور الثاني
فنادى زوجته وواجهها بضيقه من إلتهامها للحم بهذا المستوى
فتعذّرت بالأولاد وجعلت تثول له أنهم شباب والشباب يأكلون وطلبت منه أن يردد ما شاء الله بدلا من هذا الانتقاد الحاد والذي يمكن أن يكون مدخلا للعين
لكنّ البر كان وصل حد الضيق من أنهم لا يتركون له لحما يكفيه ، فطلب منها أن يكتفوا بلحم الصباح ، ويتركوا له لحم المساء
ووعدها بزيادة كمية لحم الصباح .. وأنه سيقطّع لحم المساء بنفسه وويعده ثم يسلمه لها لتطبخه ..
لكن ّ المرأة كانت ذات كيد عظيم ، فحاك لها الشيطان أمرا ، فإذا سلّمها اللحم بعد عدّ قطعه واحدة تلو الأخرى ، تقوم بتقطيع كل قطعة إلى قطعتين
ثم نقسم اللحم وتعطيه النصف وتترك النصف لها ولأولادها ..
لكن البر جزار محترف يعرف اللحم نيئا أو مطهيا .. فاتهم زوجته بأنها تسرق اللحم وأنها لم تلتزم بالاتفاق الذي تم
فقالت : يعلم الله ، ياهو ده عدّو ، كان لقيتو ناقص لحمة واحدة تحرم علي ..
- يا مرة قولي خير
- أها كدي إنت عدّو قدّامي ..
- يازولة اللحم في الجزارة ما بعدّوه بوزنوه وزن
- بس اللحم في النار بيكِش
- تكِش ايامك يا شيطانة يكِش ينقص النص
- بينقص والله
- أها كان كدي لحمي تاني ما تنجضيهو لي بنجضو براي
- فاسقط في يدها واعترفت فزاد لها كمية اللحم ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ابو جهينة)
|
تعرف يا أباجهينة أن الأصل في الويكاب هو عصارة حريق القصب .. أي رماد القصب خاصة الفيتريتة ..
يتم تخميره بالماء ، ثم يوضع في ( النقّاط ) فتنزل نقاطه نقطة نقطة ويكون لونه أصفر فيخلط مع الحليب المغلي وتضاف إليه الويكة
مع ملح وشطة وبهار حسب الطلب
يلا هاك دي :
المدّاح نزلوا فوق راجل عمّنا ، فرشوا ليهم الديوان ، وجهزوا الرتينة وكلموا ناس الحلة عشان يحضروا حلقة المديح
وجاء أناس تعشوا مع المداح بفطيرة اللبن .. وسأل المداح أهل القرية ان يعطوهم كليقة قصب لحميرهم .. فكان الرد
يازول والله الحلة دي كلها قصبة واحدة ما فيها .. القصب ويييييين زمان كمل
وباتت الحمير على حبات عيش لكن بطونها ظلت خاوية
مدحوا ليلتهم ، وعرض الناس عرضتهم ، وأكرموا المداح بالختّة ، وصلوا على نبيهم .. ثم عادوا إلى نومهم
وفي الصباح أتى الناس بالشاي ، وايضا المداح يسالون عن القصب والرد هو هو ..
وفي الفطور جاء الناس بصواني الفطور للمداح ... هلا هلا ، مادح االنبي مكروم ..
وكلما فتحوا صينية وجدوها عصيدة بملاح ويكاب ..
فضحك أحد المدّاح وكان أطرفهم ..وقال .. أتاريكم يا اهلنا القصب حرقتوه كلو وسويتوه ويكاب ..ما خليتو للحمير الحبة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: طارق جبريل)
|
طارق جبريل
تحية كبيرة
عايز اقيف مع ناس أم درمان في وجه شماتة قريبك ..
ونحن طلاب في الثانوي كان عندنا استاذ قريبنا بتاع فنون وعنده صاجبه استاذ فنون من أم درمان
قام قريبنا عزم الزول بتاع أم درمان يمشي معانا حلتنا في الجزيرة يومين تلاتة
ولما مشينا في الحلة والحلة لا فيها بحر لا جناين لا غابة لا جبل ،، والدنيا مصيّفة حتى القطن مافي
دوّرنا الكشتينة والأكل .. والنوم وطق الحنك ..
قام بتاع أم درمان سأل : يا جماعة إنتو بتتفسحوا وين ؟
قام الأستاذ قريبنا قال ليهو : يا سلام ، نحن لسة ما طلعناك على الموردة .. خلاص بكرة نتمشى في الموردة ..
الراجل استحم وفطر وقشر وطلع معانا للموردة
لما وصلنا الموردة ونحن قاعدين نسّلم على ناس الموردة ونعرفهم على زول أم درمان .. قام سألنا : دي الموردة ؟
قلنا ليهو : ياها ..
قال : إنتو عرب مجانين دي زريبة الحطب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
بتّي ما هينة ، بعرّس ليها وبتملأ البيت جنيات وبننّت
بتّي بت تلاتة نسوان اتنين عركيات والتالتة جعلية .. وأبوها .. اسكت خلّي ساي
والله أسوي ليها عرس جزيرتنا دي كلها ما شافت زيّو
كان حاج أحمد يتمنى من كل قلبه أن يزوّج بنته الوحيدة لابن قريبه وصديقه عبدالقادر اب خليفات
لكن عبدالقادر لم يستطع أن يقنع ابنه بالزواج من بت حاج أحمد
فتقدم لها شاب من اهل أمها ، بيشتعل في الخرتوم زي ما بتقول زوجة حاج الكبرى
وأسألها : بيشتغل وين ؟
ترد : عاد بعرفو ؟ بيقول بيشتغل في الخرتوم .. إن عرّفني أنا بي الخرتوم ؟ علّا شايفا سمّح ، أظنّو شغّال في محل كويّس
يعني وضعو كوّيس ؟
لا لا .. كويّس والله .. ومن خطب البت لي الليلة ما قصّر معاها ولا معانا ..
هن الناس ديل جعليين ؟
بيقولوا جعليين ، بس نحن اي زول دخل علينا واتوسط العركيين بنقول عركي وخلاص ، البلد دي اصلها بلد عركيين
وحاج أحمد يتوسط الجلسة في ديوان جدّي ود نوار وهو القائم على خدمة ضيوفه حاليا ، ينادي ولد أخيه الخليفة :
ها جنا ها ، مشيت وين من الصباح نفتّش ليك ؟
-ابوي رسّلني لحواشة الفول عشان أشوف النسوان البيقلعن الفول ديل ..
- إت والفول وابوك طايرين في السما .. هسة نحن في الفول وللا فاضين ليهو ؟ تعال اقعد حداي بي هنا ..
ثم يخاطب الجالسين : هوي آجماعة ما تقعدوا تتضّحكوا لي ساكت .. ما تخلّوا زول ما تدّوهو كرت .. ما دايرين زول يلومنا ..
يتدخل عبدالباقي : إت يا حاج أحمد ، ناس أدّوهن كروت وناس رسّلوا ليهن رسائل موبايل ..
لكن حاج أحمد يعتبر مثل هذا الكلام فلسفة جنيات الزمن ده .. يازول هوي موبايل شنو وسجم شنو .. الكرت ذاتو فيها احترام للزول ..
أها أمسكوا الناس حلة حلة .. كمّلوا الحلة كلّها حتّين تمشوا لي التانية ..
وباكر السوق نشيل الكروت الكتبناها كلها نسلما لي ناس كويسين ونوصيهن نقول ليهن كل زول أدوهو كرتو في إيدو
طولوا بالكم .. عرس بت حاج ما هيّن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
تزوج حاج احمد زوجته الأولى في بداية الستينات ، ولم يكن زواجه منها صدفة كما أنه لم يكن مخططا له
فقد تقدم لخطبتها شخص آخر من إحدى قرى ( طوال ) وهم جيران ولهم نسب مع العركيين في المنطقة
لكن ابوها لم يمنحهم موافقته فورا .. قال لهم :
والله انتو ناس أخوانّا واولاد عمّنا .. لكن بيت الشورة ما خرب .. والأهل كان ما شاورناهم ما بيرضوا..
فردّ كبيرهم : يا زول نحن ذاتنا كان ما رضّينا الأهل ما بناخد لينا مرة
وعند بلوغ الخبرلبعض شباب الحلة ، انتفضوا ووزعوا الخبر على الأشخاص ذوي التأثير ..
خالي إدريس جاء إلى عمّي عجبنا .. والاثنين ناساً فاعلين وتاركين .. ولا يعصى لهم أمر
- اها آعجبنا شن قولك في البت الخطبوها دي؟
- بت منو دي الخطبوها ؟
- ما سمعت ؟ بت عبدالباقي ..
- انخطبت تب ؟ وخطبوها من منو ؟
- خطبوها طوال
- وعبدالباقي أداهم ليها ؟
- قاليهم أدوني يومين تلاتة أشاور أهلي
- أها وإت رايك شنو ، داير تديها لي طوال ؟
- يازول خبارن عليها طوال ؟ دايرا لي أحمد ولدي
- أها كان جاهزين جيبوا قروشكن
- هي لكين القروش وكتها ما جاء ن النّقوم أول نتكلم مع عبدالباقي ، تاني نشوف موضوع القروش
- هوي آدريس جيب قروشك وأنا بعرّس ليك البت لي ولدك
- قت كدي ؟
- آي ..
حين وصول عجبنا وإدريس لبيت عبدالباقي لم يكن صاحب البيت موجودا ..
دخل عجبنا وإدريس على زوجة عبدالباقي وكانت معها أمه وهي عمتها .. وكانت هناك أيضا شقيقته
اجتمعت النسوة الثلاث على فنجان جبنة والبنت كانت هي التي أعدتها
بدأ عجبنا بالهجوم المباشر : آمنة ، خباركن بيتدوا البت لي طوال ونحن أولادنا دايرنها ؟
- بري والله ما أديناها زول ، هن دارونا بس نحن قلنا نشاور أهلنا ..
- يا زولة هوي دي ما دايرة ليها شورة ، الناس ديل أنا ما بدّيهم ، أنا بتّي واحدة وماتت ، ودي بتي البتبكي وتترمّد علي يوم موتي
- من هناك بتجي تبكي وتترمد عليك ، آعجبنا
- مطرطشة إنتي ، دايراها تجي تلقاني اندفنت ؟
- أها دايرا لي منو آعجبنا آخوي ؟
- دايرا لي ود إدريس .
- ود إدريس أخوي ؟
- آي مالو شن قولك فيهو ؟
- أجي آعجبنا تديها للراعي ؟
- مالو سارح بي غنم الحلة .. ماهن غنمو ..
وظل إدريس صامتا لا يتكلم ، لكن وجهه تقطّب وضاق صدره من حديث أخته
واصلت المرأة : كدي لما يجي أبوها ، شوفوا حديثكم معاهو ..
ورد عجبنا : أنا مالي ما ابوها ؟ هاك أمسكي القروش ديل
- قروش شنو آعجبنا ؟ مال البت
- أجي آعجبنا البت لا أبوها حضر لا ضبحوا ليها لا زغردوا ليها ، أنا ما بمسك قروش
- أها وكت إنتي ما بتمسكي القروش ، أمسكيهن إنتي آبخيتة ( عمة البنت )
ترددت بخيتة ، فنهرها عجبنا نهرة ارتعدت لها فرائصا .. فاستلمت القروش .. وامرها بأن تعد الجنيهات ، فعدتها
قام عجبنا وتبعه إدريس ، وخارج البيت ضرب عجبنا الروراي ( صياح يصدره الناس إعلانا لعقد القران ..)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
بائع المراكيب الأمدرماني ذاك لا يعرفني ، وشكليات أم درمان هي حدود معرفته . هذه البلاد ملأى بالرجال والنساء السوامق
ابتعدوا عنوة عن المدينة وشرورها وضيق أفق أهلها ، وعاشوا في قراهم وفرقانهم أهلا يتواصلون في السمح والشين
ويزينون أيامهم بالكرم والسماحة واالطيبة وصفاء القلوب .. هؤلاء أناس مثل الأنبياء ، ولو أن الرسالة جاءت لأي منهم لحملها دون كلل أو ملل ..
وهبدالباقي الصمد رئيس المزارعين يمر على الحواشات كل يوم يوجه ويدير ، ويقدم النصح والعون لأهله .. ثم يعود منتصف النهار برفقة خفيري الري
للترعتين الشرقية والغربية ..
يخاطبهم كل يوم بنفس الجملة : أرحكم قيّلوا معانا ، ولما الو اطا تعصّر ارجعوا لي بيوتكم
فيستجيبون لندائه وطلبه ، فالقانون عندهم ، لا يرد الكريم إلا اللئيم .. يأتون سويا للديوان الكبير .. يتبطّحون على سراير الحديد التي اشتراها عبدالباقي
لمناسبة طهور ابنه محمد .. تأتيهم الأباريق مملوء بالماء فيغسلون ىثار التراب الذي يغبّر المشروع فيزيده خصبا وثراء .. وكلهم جزء من ترس هذا المشروع ..
ثم تأتي الصينية صحنين عصيدة وكورتين ملاح ، وكباية مملوء بالسمن المنتج داخل البيت .. وشعيرية مرشوشة بالسكر المطحون مترعة بالسمن أيضا ..
تتحاشى آمنة إبلاغ الخبر لعبدالباقي ، لكن أمه تناديه وتجلسه إلى جوارها ..
- شوف يا عبدالباقي يا ولدي البت دي جاء عجبنا هنا وسدّ مالا .. دحين يا ولدي ما تسوي ليك كلام فوق كلام عجبنا
- سدّ مالا ؟ لي منو ؟
- لي ود إدريس أخوك .. وكلهم أخوانك .. وإدريس ذاتو جاء معاهو
- وناس طوال ديل اتكلموا معاي وقالوا دايرين البت
- أها عجبنا قال بتنا ما بنديها لي زولا غريب
- خلاص يمة ما دام ده كلام أخواني أنا ما بخالف أخواني ، بس يمشوا معاي لي ناس طوال ديل ، نقول ليهم البت دايرا ود خالا
- بيمشوا معاك ، ما بيابوا .. عجبنا زولا عديل
يحمل عبدالباقي صينية الشاي ويعود لضيوفه في الديوان ، فيجد عجبنا هناك .. يسلم عليه ، ويبادره :
- هازول ده شنو السويتو ده ؟
- حدثوك ؟
- والله هسة عمتك كلمتني .
- أها شن قولك ؟
- شيتا سويتو إت أنا ما بخالفو
- اها مبروك
- بس يا عجبنا ناس طوال ديل ؟
- يازول باكر من الصباح نمشي ليهم في محلهم ، ناكل ضيفتهم ونتونس معاهم ونقوليهم إنتوا ناسا عزاز وكرام
بس البت جاها ود خالا ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
أدّى حاج أحمد الحج في أواخر السبعينات .. وكانت طموحاته قد نمت وتزايدت .. وظلت زوجته تدفعه لمزيد من الكسب
دفعت به إلى أن طلب الوجاهة ، والغنى .. تريده أن يبمي البيت من الطوب الأحمر بدلا عن الجالوص .. تريد الأبواب والشبابيك الخضراء .
تريده أن يعمر الديوان ، ويجدد الفرش ، ويوسّع صينية الضيوف ..
تريد له سيرة عامرة لا تغيب عن ألسنة الناس حتى بعد انتهاء الأجل ..
جاءني حاج أحمد في الخرطوم يريدني أن أساعده في تكملة إجراءات الحج .. استفضته في بيت العزّابة وعرّفته عليهم ..
وكان وقتها ينبهر من رؤية أي موظف وأي شخص يلبس بنطلون ... قال لي :
انا إن شاء الله بمشي أتم حجتي ، وطوالي اشتري لي بنطلون وقميص ، وابقى على الشغل في السعودية ..
قلت له أنه لن يجد عملا لأنه ليست لديه المؤهلات المطلوبة للعمل في السعودية .
فقال : خبارا السعودية كلها قراية ، ما فيها حفر ولا تكسير ولا عتالة ..
أتممنا إجراءات الحج كلها ، ذهبنا للاستوديو لاستخراج أول صورة لحاج أحمد في حياته ، واستخرجنا الجنسية والجواز
واستبدلنا العملة ، وعملنا التذاكر وحجزنا ... فقال لي حاج أحمد أنه يريد العودة غلى أهله ليودعهم ..
نصحته أن يسافر للحج دون أن يعود غلى أهله ، وكنت قد رايت في ذلك مشقة وتكلفة
لكن حاج انتفض وقال :
يازول الحج ده فرحة كبيرة ، أكبر من فرحة العرس ..أنا بمشي لي أهلي بجيب المدّاح ، والنوبات ، والدراويش
والناس تجي تذكر وتعرض ويتعشوا كلهم .. ويبكوا من شوقن لي زبارة المصطفى .. وأقالدهم وابكي معاهم .. بعد داك بجيك للسفر ..
كتب الله الحج لحاج أحمد ، لكنه لم يجد عملاا .. واقفل عائدا إلى الديار يطلب العيش فيها ويسعى له ..وعاد بذكريات كثيرة من الحج .. يحكي لأهله
ويؤانسهم بها فيضحكون حد إنزال الدمع ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
محمدزين ودالمبارك ، صديق حاج أجمد ، ورفيق دربه في كثير من دروب الدنيا .. يتشاوران ـ يتحادثان ن يتبادلان الود والنصح .
تعجبهما الجلابية البيضاء الناصعة ، والعمة المحدّرة المقنطرة ، والديوان الواسع والملايات الفضفاضة والفرش الوثيرة ..
وصف محمدزين ود المبارك زوجة حاج أحمد :
يازول ها ، والله المرة دي كان ما عدم الولادة تقول نبي .
-كلام شنو ده ؟ نبي عديل كده ؟
- والله آجماعة المرة دي بت أختي وبت اخوي ، لكن أنا بقول ربنا أداها فهمنا كلنا .
ويواصل : مرة آجماعة نظيفة ، مرتبة ، كريمة ، مجيهة الراجل ، مجيهة البيت ـ والأكل ده في مواعيدو ..
ما حوّامة ولا بتمسع ليها حس ،ولا بتغيب من البيت ، وفوق ده كلو ، والله بت رجال .. أها تاني المرة دايرنها تسوي شنو أكتر من كدي ؟ إن شاء الله ربنا يديها الولادة تيمان ، تيمان .
ثم أن زوجة حاج أحمد زارت الشيخ لطلب الذرية ، وقال لها الشيخ مرارا أنه يسأل الله أن لا تنتقل هي أو حاج أحمد إلى الدار الآخرة دون ان يتركا ذرية تخلفهما ..
ونصحها الشيخ بزيارة الأطباء ، فقالت انها زارتهم أكثر من مرة لكنهم جميعا يقولون لها أنها طبيعية وليست هناك موانع من الحمل والولادة.. يتبسّم الشيخ ويقول :
خلاص خلّي حاج أحمد يمشي يشوف نفسو عند الدكاترة ..
فتثور زوجة حاج أحمد ثورة تتناسى معها قدسية الشيخ وقدسية المكان :
مالو حاج أحمد كمان ؟ والله راجلا يضربوا بيهو المثل .. مو ناقص ولا خايس .. والله من يوم ما دخل علي ما شفت ليهو نقص ..
يتبسم الشيخ من قولها ويتمتم :
الله كريم ، كله بأمر الله ..الله كريم يابتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
حدثتني زوجة حاج أحمد أنه لم يخبرها هو بنفسه عن رغبته في االزواج .. لكنه ظل لبضعة أيام غائب البال متقلب المزاج ، يكاد يكلم نفسه ..
لم يعد هميما ، ولم تعد مرؤته كما كانت عليه .. قالت أنها خشيت عليه من مرض السكري ، ونصحته بزيارة الطبيب
- يا حاج كدي قول خير خلينا نمشي مدني نكشف ليك على السكري .
- يا ولية أنا ما عيّان ، أنا شديد أتلتل .
- أها حالك ده ما ايّاهو .. إنت ليك اسبوع وشّك مختوف وعينيك داخلات لي جوة
- الحبة دي ما علي
- عاد على كيفك بس أنا بذكرك كلامي ده ، لكن خايفة ليك من الندم
تقول أنها هي الأخرى أصيبت بشكوك كثيفة لم تخرج منها إلا بعد أن جاءها محمدزين ودالمبارك ليقطع الشك باليقين
ويحدثها عن أنها إمرأة لا مثيل لها ، وأنها 0بت رجال ) .. ويحدثها عن رجاحة عقلها واتزان رأيها وقوة شخصيتها
وأنها لن تتزحزح عن موقعها لدى حاج أحمد ومكانتها في قلبه بعد زواجه ..
تقول زوجة جاج أحمد انها أصيبت بمغص شديد ومستمر ، لكنها ظلت كاتمة الألم متظاهرة بالتماسك غير مبدية أي اصطراب
وقالت أن أمها كانت معضلة كبيرة في طريق موافقتها على زواج حاج أحمد، فهي الوخيدة التي اقتنعت تماما ومنذ زمن بعيد بأن ابنتها ليست لديها موانع من الإنجاب
وأن حاج احمد هو العاقر .. وربما أنها في داخلها تمنت لو أن حاج احمد يطلق ابنتها في ذروة شبابها ليأتيهاا من يتزوجها وتملأ البيت بنين وبنات
قالت زوجة حاج احمد أنها جاءت لأمها باكرا ، وليس في البيت غيرها ،فكلهم خرجوا لأعمالهم ، إما االمدرسة أو الحقل أو السوق
وفارت الأم فورة عظيمة وخرج صوتها حتى بلغ عددا من الجيران .. تقول أنها أغلقت الباب على أمها وسعت إلى تهدئتها إلا أنها لم تتراجع
وحلفت أنها لن تترك هذا الأمر يمر على خير ..
- داير يعرّس ؟ عرس شنو ليهو كمان ؟ هو بيشبه الرجال البيعرسو؟
- يمة عليك الله الكلام الزي ده ما سمح ما تقوليهو.
- هو زي ده بيعرف سمح من شين ؟
- إنتي يمة الزول ده ما ود أخوك .. مالك بتقولي عليهو كدي ؟
وحكت لي زوجة حاج أحمد أنها أصرّت أن تصل مع أمها إلى نتيجة ترضي حاج أحمد ، وهي تعرف أنه لن يرضى بغير موافقتها على الزواج .
واستمر الحوار يعلو ويهبط ، ولسان الأم يضرب في جميع الجهات ، تسب حاج أحمد وتدعو عليه ـ وتسب ابنتها وتسب اليوم الذي جمهما مع حاج أحمد
قالت لأمها أن حاج أحمد مصرّ على الزواج وأنه لا محالة متزوج إن هي وافقت أو رفضت .. وأنه من الأفضل أن يتزوج برضاها من أن يتزوج غصبا عنها
وسارت الأمور بإذن ربك ، فقد قيل لها كوني .. فكانت ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وبائع المراكيب .. حكايات من السودان (Re: ودقاسم)
|
رقاع الدعوة تم توزيعها على نطاق واسع .. الكل يستعد لمشاركة حاج وأسرته فرحتهم ..
وحاج أحمد كان دائما في مقدمة المشاركين في أفراح أهله واتراحهم .. والناس هنا يردون الجميل بما هو أهل له
كرام لا يردون الكريم ، يتشاركون دنياهم ويتقاسمونها فرجا وترحا ..
رغم مشاغلهم وقسوة الحياة وقلة حيلتهم المادية إلا أنهم أهل نفير وأهل كرم وأهل عفّة
ما يزالوا يستقبلون الضيف ، ويعينون المحتاج ، ويوقرون الكبير ويرحمون الصغير ..
إنهم من نسل اصحاب النبي ، لا عرقا ، بل خلقا ..
تنادوا عند معرب اليوم السابق لموعد الدعوة .. جهزوا المكان وأصلحوه .. صيوانات الفرح ، الكراسي ، السرائر ، المناضد ، السجّاد
وجاءت النسوة بأكبر القدور والحلل ، والصواني ، وأطقم الصحون , والجرادل ، وكاسات الشاي
وأعد الجيران بيوتهم ودواوينهم لاستقبال الضيوف القادمين من بعيد ..
جاء الناس من ودربيعة ، ومن شلعوها الجعليين ، وودالضو العركيين ، وجاء أهل الطلحة ودالطريفي وجئت وأسرتي من العاصمة
وكثير من المقربين من حاج لم يتذوقوا طعم النوم تلك الليلة .. قضوا ليلتهم كلها ساهرين مع حفلة ( الحنة ) ، ثم بدأوا في إعداد بعض أطعمة الفطور وتجهيز الموقع
ثم جاءوا بالخراف يذبجونها واحدا تلو الآخر .. أعددت منها سبع ذبحت وثلاثة آخرى ما تزال حية ..
وحاج يوجه بذبجها كلها .. يقول لمن يقوم بمهمة الذبح :
الخرفان دي ما كتيرة ، اذبحوها كلها ، عشان نستر حالنا
لكنهم عندما يعدّون ( الضلع ) يجدون أن كمية الأكل ستكون اكثر مما يجب ..
تشرق الشمس عليهم وهم منهمكين في أعمال إعداد الطعام .. وتبدأ النسوة في تجهيز العصيدة والكسرة وملاح النعيمية والتقلية
وثلاث منهن يقمن برمي الطعمية ، وتناولت أخرى حلة الكباب ... السلطة ـ القول ـ شية الصاج ..وسلطة الأسود ..
وشاي الصباح باللقيمات ، وأهل القرية يتقاطرون بصواني الشاي لضيوفهم .. لبن بالحلبة ، لبن بالزنجبيل ، لبن مقنن .. لبن سادة ..وشاي سادة بالنعناع
حرّم تشرب
حلف تشرب
يازول والله تشرب
عليك الله ما تكبلي
وبدأ الناس يتقاطرون من القرى القريبة ، ناس حلة بابكر ، ودحرازة ، معتوق ، اللعوتة ، قنيدة ، بر ، جبرة ، المجيقة ، كرتوب ، أبومريخة ، القنابيل ، عبدالرسول ، عمر ، فريق الفضل
والصيوان يفيض بالضيوف ، والدواوين كذلك ..
وحاج أحمد يرتدي جلابية بيضاء جديدة من تحتها عراقي وسروال ، ويلف عمامة ناصعة البياض مشغولة في طرفها ، ويضع ملفحة فوق كتفيه متدلية للأمام
فبدا وسط الجميع وسيما ومهابا وبشوشا .. ونساء حاج أحمد الثلاث بستقبلن النساء الضيوف بطل حفاوة ويجلسنهن بصيوان النساء أو داخل غرف البيت
وبعضهن يتم أجلاسهن في بيوت الجيران ..
مشهد عظيم ، لم تشهده القرية من قبل .. كأن العروس كانت ابنة للقبيلة كلها ..وكأن الرجال كلهم كانوا أولياء أمرها ، وكأن النساء كلهن أمهاتها
الناس يتبادلون الأنس والضحك ، ويتحدثون في الزراعة والسياسة والسوق .. يحلّون مشاكل كانت عالقة ، يتصافحون ويبتسمون ويقهقهون ..
فكأن الموسم لم يكن فقط موسم عرس لكنه كان موسما للتلاقي والتصافي والتآخي .. كان موسما لأفراح شتّى ..
بكى الكثيرون من الفرح ، ونفض الكثيرون أحزانهم وضحكوا كما لم يضحكوا من قبل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ودقاسم
عبدالحفيظ ابوسن
اسامه العريفي
ismeil abbas
ناذر محمد الخليفة
ابو جهينة
طارق جبريل
أيمن محمود
عبدالعزيز عثمان
سامى عبد المطلب
محمد امين مبروك
معتصم دفع الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست