الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2014, 11:10 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال

    يعد الإمام الغزالي أحد السباقين في علم النقود الذين استفاد منهم الكثير من علماء الاقتصاد من بعده في القرون الوسطي
    و في عصور النهضة و الثورة الصناعية و كذلك في تاريخنا الحديث ،،،
    يعتبر الإمام الغزالي النقود بأنها أحد أهم ابتكارات الحضارة الإنسانية التي يتم استخدامها في تبادل السلع و الخدمات و
    أن وظيفتها الأساسية تقتصر في كونها فقط وسيط للتبادل باعتبار أنها لا تحتوي في جوهرها و حد ذاتها علي منفعة أو قيمة جوهرية
    و أنها فقط تعبِّر عن القيمة الجوهرية أو المنفعة الحقيقية للسلع أو الخدمات التي يتم تبادلها بموجبها فالذهب و الفضة في
    فكره مجرد معدنيين ليس لهما منفعة أو قيمة جوهيرية (Intrinsic Value) في حد ذاتهما فالإنسان لا يأكل الذهب أو الفضة
    و لا ينام عليهما أو يركبهما و لا تضيفان قيمة أو تنقصانها فإذا احتفظت بجرام من الذهب أو الفضة في بيتك لمدة 60 عاما
    سيظلان مجرد جرام من الذهب و جرام من الفضة ,,, و بالتالي فهو أشار إلي أهمية استخدام النقود في فكرة تداول سلعتين
    أو خدمتين أو أكثر لهما قيم جوهرية و منفعة مختلفة ،،، و لذلك فهو (علي أعمق من أباذر الغفاري) من أوائل المفكرين الذين انتقدوا
    اكتناز الذهب و الفضة (أو النقود) من زاوية فكرية و اقتصادية باعتبار أن ذلك يفقد النقود دورها الأساسي كوسيط في التبادل
    و يؤثر سلبا علي عرض النقد و بالتالي علي الاقتصاد الكلي ،،،
    و بنفس قدر نقده لاكتناز النقود انتقد أيضا الإسراف و التبذير في إنفاق النقود و اعتبرهما في نفس الدرجة من الإضرار بعرض النقد
    و بالاقتصاد الكلي مستندا للآية القرآانية الكريمة من سورة الإسراء التي لخصت كل ذلك (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا
    كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)
    فكرة النقود كوسيط للتبادل و في الآثار السلبية لاكتنازها (أو ما يعرف بمراكمة رأس المال عند ماركس) هو ما أكتشفه كارل ماركس بعد
    عدة قرون من عصر الإمام الغزالي في كتابه رأس المال الذي يعد أحد أهم الكلاسيكيات في الفكر الإقتصادي ،،،
                  

10-11-2014, 02:27 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    الأخ الأستاذ الهادي هباني،
    مرحباً بك!
    أبوحامد الغزالي ما تكلم في شيء إلا أبدع وأمتع!
    متابعون!
                  

10-12-2014, 05:59 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: صلاح عباس فقير)

    شكرا أخ صلاح و فعلا الغزالي أبدع و أمتع
    برغم أن الإمام أبو يوسف قد سبقه في الحديث عن النقود إلا أنه (أي أبو يوسف) تحدث عن النقود في حدود ضيقة جدا عندما طلب
    منه الخليفة هارون الرشيد دراسة أسباب الغلاء و ارتفاع الأسعار و انخفاض قيمة العملة (الفلوس و هي عبارة عن عملة رخيصة
    مسبوكة من النحاس تستخدم في التداول إلي جانب الدينار المصنوع من الذهب و الدرهم المصنوع من الفضة) و اللتان (أي الدينار و
    الدرهم) قد بدأ استخدامهما في التداول في السوق ينخفض مقابل انتشار تداول العملة الرخيصة أي الفلوس و طلب منه تقديم نصيحته
    في أمرين الأول: كيفية معالجة الغلاء (التضخم) و الثاني: ما هي الآلية الشرعية لتعويض التجار عن انخفاض قيمة العملة في عقود
    البيوع الآجلة فقد عاني التجار وقتها من ذلك حيث كانوا يبيعون بيعا أجلا بسعر يحدد اليوم حسب قيمة العملة اليوم و عندما يحين
    أجل السداد تكون قيمة العملة قد إنخفضت. و قد جاءت نصيحته للخليفة تتلخص فيما يلي:
    أولا: فيما يختص بالغلاء فأفاد الخليفة بأن أسبابها هو اكتناز الذهب و الفضة و انتشار الاحتكار و أن معالجتها يتم بتدخل الخليفة
    للحد من ذلك في مثل هذه الحالات أما فيما عدا ذلك أن يترك السوق يعمل وفقا لآلية العرض و الطلب.
    ثانيا: أما فيما يختص بتعويض المتضررين من انخفاض قيمة العملة أن يتم تحديد سعر البيع علي أساس الدرهم أو الدينار و عندما
    يحين وقت السداد يمكن للمشتري السداد بما يعادل الدرهم أو الدينار من الفلوس وقتها.
    أي أن أبا يوسف برغم أنه سبق الغزالي في الحديث انخفاض قيمة العملة (كما في النقطة ثانيا) إلا أن مساهمته لم تخرج عن هذه الحدود
    أما الغزالي فقد قدم فكر متكامل و مترابط عن النقود شكل أحد أدبيات الفكر الاقتصادي الذي استفاد منه المقريزي كأول عالم اقتصاد
    يقدم نظرية متكاملة و قانون اقتصادي عن النقود (سننتطرق له بالتفصيل في مداخلة لاحقة) و كذلك ابن خلدون الذي يعتبر في تقديري
    أبو علم الاقتصاد و أنه سبق ماركس و آدم سميث و ديفيد ريكاردو و كينز و غيرهم في علماء الاقتصاد و قد اعترف العديد منهم في
    كتاباتهم بعظمة ابن خلدون و عظمة فكره الاقتصادي (سنتطرق لأجزاء من فكره الاقتصادي الغزير في هذا البوست)

    مع خالص الشكر

    (عدل بواسطة الهادي هباني on 10-12-2014, 04:57 PM)

                  

10-12-2014, 08:42 AM

عادل ابراهيم احمد
<aعادل ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 06-30-2014
مجموع المشاركات: 1947

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    صباح الخيرات أخي الهادي

    كل سنة وانت طيب والاسرة الكريمة..


    الكلام عن " الضحاكات" دا من الصباح جميل جدا..

    ومهم جدا جدا في ظل الاحتكار والاكتناز وتغير ادبيات السوق لتصبح شيطانية بامتياز ..

    وفي ظل سيادة تجار غفلة جمعوا اموال طائلة عبر طرق ملتوية وغسيل اموال ومضاربات وهمية ..

    حكي لي قبل ايام احد الاصدقاء ان شبابا طامحا اشتروا صناديق عملة بيضاء من الجنوبيين في غمرة حربهم واضافوا اليها الزئبق فاصبحوا الان من اصحاب المليارات..

    كل تلك المليارات قطعا لم تدخل في دولاب حركة الاقتصاد الرسمي.. مما يؤدي لمشاكل لا حصر لها..

    خيط مهم جدا نتمنى ان نتعرف خلاله اكثر عن النقود وقيمتها من اقتصادي ضليع..

    لك تقديري
                  

10-12-2014, 09:54 AM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: عادل ابراهيم احمد)

    شكرا أستاذنا الهادي على الإمتاح خاصة وأن الكاش بيقلل النقاش! ولا تنسى ترشنا بمقال عن الانخفاض الأخير للدولار مقابل الجنيه السوداني وكأن نبض الاقتصاد السوداني يوشك أن يتوقف أو توقف فعلا. هل بارت السلع المستوردة؟
                  

10-13-2014, 05:21 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: محمد الأمين موسى)

    تحياتي أخ عادل و كل عام و أنت و العيال و جميع الأهل بخير

    أكثر من تنطبق بعض أهم أفكاره علي واقع بلادنا اليوم هو المقريزي صاحب أول نظرية متكاملة في النقود
    بني عليها جريشام فيما بعد ما يعرف بقانون جريشام القائل بأن النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة.
    أرجع المقريزي أسباب الغلاء و التضخم إلي ثلاثة عوامل تنطبق علي حالة بلادنا اليوم:
    أولا: فساد الحكام و أتباعهم و تفشي الرشاوي و الظلم
    ثانيا: ارتفاع الضرائب و الرسوم و الأتوات علي المنتجين مما يؤدي لزيادة تكلفة الإنتاج و بالتالي زيادة
    أسعار المنتجات و الخدمات.
    ثالثا: العامل النقدي و هو انتشار النقود الرديئة (الفلوس) و اكتناز الأمراء و الحكام و كبار التجار النقد
    الجيد الممثل في الدينار و الدرهم (الذهب و الفضة)
    سنفرد حيزا في هذا البوست لفكر هذا العالم المتفرد ،،،
                  

10-13-2014, 05:36 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    تحياتي أخ محمد الأمين و كل عام و أنت بخير

    اانخفاض الدولار مسألة مؤقتة و سرعان ما يعود إلي تصاعده و أنت سيد العارفين باعتبارك اقتصادي محنك و متابع متابعة
    دقيقة للأوضاع.
    كما أن السلع المستوردة لم تبور و المخزون منها كبير لأنه في الأساس ما في غيرها من السلع المحلية إلا القليل الضروري
    لكن ممكن نقول بمعني أصح أن متوسط الانفاق الشهري للأسرة السودانية إنخفض لمستويات غير مسبوقة لارتفاع الأسعار
    و تدني مستوي الدخل و انتشار الفقر بشكل مخيف ،،،
                  

10-15-2014, 06:08 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    النقود أو النقد تعني التقييم أو المعايرة و هي في اللغة لا تختلف عن معني النقد في (النقد الفني أو الأدبي) أو النقد القانوني أو النقد الذاتي
    فعندما تقدم نقدا أدبيا لقصيدة أو قصة أو رواية فإنما تقوم بتقييمها و معايرتها و هكذا فإن النقد هو الذي يتم بموجبه تقييم و معايرة السلع
    و الخدمات ،،، و لذلك فإن النقد عند الغزالي كما أسلفنا هو مجرد وسيط للتبادل حيث يقول الإمام الغزالي:
    ( من نعم الله تعالى خلق الدراهم والدنانير، وبهما قوام الدنيا، وهما حجران لا منفعة في أعيانهما، ولكن يضطر الخلق إليهما، حيث إن كل
    إنسان يحتاج إلى أعيان كثيرة في مطعمه وملبسه وسائر حاجاته) فهو هنا يعني:
    أولا: أن الذهب (الدراهم) و الفضة (الدنانير) هما النقود دون سواهما (في عهده).
    ثانيا: يعتبرهما (الدراهم و الدنانير أي الذهب و الفضة أو النقد عموما) مجرد معدنين لا قيمة لهما ليس لهما قيمة ذاتية في حد ذاتهما أي
    أنهما أو غيرهما من النقود عموما لا تعتبر مالا فالمال يشير إلي كل شئ له منفعة حقيقية و مملوك كالعقارات و المواشي و السيارات و
    غيرها. و هو ما أشار إليه في قوله (فخلق الله تعالى الدراهم والدنانير حاكمين متوسطين بين سائر الأموال، إذ لا غرض في أعيانهما)
    أي أنهما:
    أولا: حاكمين متوسطين أي نقد وظيفته الأساسية نقد السلع و الخدمات أو تقييمها أو معايرتها.
    ثانيا: فرَّق بين النقد و المال في قوله حاكمين متوسطين بين سائر الأموال.
    ثالثا: أنهما وسيط بموجبه يحصل الناس علي إحتياجاتهم من السلع و الخدمات.
    رابعا: أنهما لا قيمة لهما في حد ذاتهما و ذلك في قوله (إذ لا غرض في أعيانهما).
                  

10-15-2014, 10:45 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    هنالك بالتأكيد تشابه كبير بين فكر الغزالي و فكر ماركس فيما يتعلق بالنقود و اكتنازها و يتمثل هذا التشابه في:
    أولا: أن كارل ماركس في كتابه (نقد الإقتصاد السياسي) ترجمة (راشد البراوي) الناشر (دار النهضة العربية) أكد علي أن
    وظيفة النقود تقتصر في التداول و أنها بالتالي:
    1- أن النقود هي مقياس للسلع و مجرد وسيلة للتبادل حيث يقول ماركس في الكتاب المشار إليه:
    (وبينما تعبر السلع بلا استثناء عن قيمتها التبادلية بالذهب، يعبر الذهب مباشرة عن قيمته التبادلية في جميع السلع، وبينما السلع تعطي بعضها البعض
    شكل القيمة التبادلية، فإنها تضفى على الذهب شكل معادل عام هو النقود).
    ونظرًا لأن جميع السلع تقيس قيمها التبادلية بالذهب أي بالنسبة التي تحتوي طبقًا لها كمية محددة من الذهب وكميات محددة من السلع على نفس الكمية
    من وقت العمل، فإن الذهب يصبح مقياس القيم. وليس هذا أولاً إلا لأنه يحدد على هذا النحو كمقياس للقيم، بفضله تقاس قيمته الصحيحة مباشرة بمجموع
    متعادلات السلع، أي لأن الذهب يصبح معادلاً عامًا أو نقودًا، ومن جهة أخرى تعبر القيمة التبادلية لجميع السلع، عن نفسها الآن بالذهب. وفي هذا التعبير
    يجب أن نميز عنصرًا كيفيًا وعنصرًا نوعيًا

    2- ليس لها قيمة استعمالية (أو منفعة أو قيمة ذاتية).
    3- كما أنه تحدث عن خطورة اكتناز الذهب و الفضة أو (النقود) و حجمها من التداول و نقدم هنا بعض المختتطفات من الكتاب المذكور
    التي لها علاقة بهذا الأمر:
    فقي تعريفه للاكتناز قال (فالذهب أو الفضة الذي لا يتحرك كعملة هذا ما ندعوه الكنز) كماأضاف أيضا لتبيان خطورة الاكتناز و دوافعه ما يلي
    (ولا يستطيع مالك السلع أن يسحب من التداول على هيئة نقود إلا ما طرحه في التداول في شكل سلعة. ومن ثم ومن وجهة نظر تداول السلع،
    فالشرط الأول للاكتناز هو البيع بلا توقف وطرح السلع بلا توقف في التداول. ولكن من جهة أخرى، تختفي العملة باستمرار في عملة التداول
    وذلك بوصفها وسيلة تداول، لأنها تتحقق باستمرار في قيم إستعمالية وتتحلل على متع فانية. ومن ثم، من المهم أنتزاع العملة من سيل التداول
    الجارف، ومن المهم إبقاء السلعة في تحولها الأول بمنعها من القيام بدور وسيلة الشراء. فمالك السلع وقد أصبح الآن مكتنزًا، يجب أن يبيع إلى
    أقصى حد وأن يشتري على أقل حد. فإذا كان العمل هو الشرط الإيجابي للاكتناز فإن الادخار هو الشرط السلبي. ومن ثم فلأجل تملك الثروة في
    شكلها العام، يجب التنازل عنها في ظل حقيقتها المادية. وإذن فالدافع على الاكتناز هو الجشع الذي يبحث لا عن السلعة كقيمة إستعمالية، ولكنه
    يبحث عن القيمة التبادلية كسلعة. فالفرد لا يستطيع الاستيلاء على الفائض في شكله العام إلا إذا أعتبر الحاجات الخاصة كأنها ترف وشيء زائد).

    كما قال أيضا لتأكيد خطورة الإكتناز علي المجتمع:

    (في العصور التي كانت فيها أسس التنظيم الاجتماعي مهتزة، فإن إخفاء النقود المعدنية في شكل كنز يتم حتى في المجتمع البورجوازي المتطور.
    وكما أن مالك السلع يعتبر السلعة كأنها الرابطة الاجتماعية وأن وجودها الصحيح يكمن في النقود المعدنية فإن النقود المعدنية أي الرابطة الاجتماعية
    في شكلها المكتنز، هي التي يجب إنقاذها من الثورة الاجتماعية. إن “عصب الأشياء” من وجهة النظر الاجتماعية، يدفن إلى جانب الجثة التي هي عصبها).

    (ولكن الكنز لن يكون سوى معدن غير ذي نفع وبدون روح، ورماد خامد متخلف من التداول، و”رأس ميتة” إذا لم يكن دائمًا على وشك الدخول في التداول.
    فالنقود بحكم صفتها أي بمعنى القيمة التبادلية التي أصبحت مستقلة، هي الوجود للثروة المجردة. ولكن كل مبلغ معلوم من النقود هو من جهة أخرى حجم من
    القيمة محدود بالنسبة إلى الكم. والحد الكمي المفروض على القيمة المتبادلة يتعارض مع عموميتها النوعية أي من حيث الكيف؛ ولدى المكتنز إحساس بأن
    هذا الحد يشكل حاجزًا يصبح أيضًا في الحقيقة حاجزًا نوعيًا بمعنى أنه يجعل من الكنز الممثل المحدود فقط للثروة المادية. ولقد سبق أن رأينا هذا: فالنقود
    مادامت معادلاً عامًا، تتمثل مباشرة في معادلة هي نفسها أحد طرفيه وتشكل طرفه الآخر السلسلة اللا نهائية من السلع. فحجم القيمة التبادلية هو الذي يقرر
    إلى أي حد يمكن أن يتحقق على وجه التقريب في سلسلة لا متناهية كهذه أي يتطابق مع فكرته عن القيمة التبادلية. فحركة القيمة التبادلية في حد ذاتها وكتمثال
    متحرك، لا تستطيع الامتداد إلا يتجاوز حدها الكمي).

    و مضي قائلا في تأكيد أن الجشع و الأكتناز لا حدود لهما:

    (ولكن من حقيقة أن حدًا كميًا للكنز يجري تجاوزه، فإن حدًا جديدًا يخلق ويجب أن يزال بدوره. إنه ليس حدًا مقررًا يظهر كأنه حاجز ولكنه هو كل حد الكنز.
    ومن ثم فليس ثمة حد أو قيد فطري على الاكتناز؛ إنه عملية لا نهاية لها نجد في كل نتيجة جزئية السبب الذي يرجع إليه استمرارها. فإذا كان الكنز لا يزداد إلا
    بصيانته فإنه لا يحافظ على نفسه إلا عن طريق زيادته).

    و هي تقريبا نفس أفكار الإمام أبو حامد الغزالي
                  

10-15-2014, 11:14 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    و عن فكر الغزالي فيما يتعلق بتبادل النقود في حد ذ اتها كسلع نورد فيما يلي ما جاء بشبكة CNN العربية بتاريخ 30 يوليو 2014م عن الشيخ محمد تقي الدين عثماني ما يلي:

    Quote: ويقول البروفسور جون غراي من جامعة أوكسفورد بكتابه "البجعة المزيفة" إن التداولات في الأسواق الدولية تجاوزت حاجز 1.2 ترليون دولار يوميا، ما يعادل 50 مرة
    حجم التجارة الدولية، مضيفا أن 95 في المائة من تلك التداولات تتعلق بعقود تقوم على المضاربات، وهي بمعظمها منتجات مهيكلة تستند إلى الخيارات أو العقود ويلفت عثماني إلى نص
    آخر للباحث جيمس روبرتسون من كتابع "تحويل الحياة الاقتصادية" يعتبر فيه أن الأموال والنظام المالي المعاصر "غير عادل ويدمر البيئة الطبيعية وغير مجد على الصعيد الاقتصاد"
    مضيفا إلى أن الاندفاع عن الاستهلاك والثروات قد أدى إلى نمو السعي إلى "إنتاج المال من المال" تسبب بموجة عالمية من تشتيت الجهود بعيدا عن توفير المنتجات والخدمات المفيدة.

    ويرى عثماني أن الإمام الغزالي كان قد أدرك هذه الحقيقة قبل 900 سنة إذ يقول في أحد كتبه حول أسباب تحريم الربا: "إنما حُرم الربا من حيث إنه يمنع الناس من الاشتغال بالمكاسب،
    وذلك لأن صاحب الدرهم إذا تمكن بواسطة الربا من تحصيل درهم زائد نقداً أو آجلاً خف عليه اكتساب المعيشة، فلا يكاد يتحمل مشقة الكسب والتجارة والصناعة وذلك يفضي إلى انقطاع
    منافع الخلق، ومن المعلوم أن مصالح العالم لا تنتظم إلا بالتجارات والحرف والصناعة والإعمار.


    و الفقرة الأخيرة من مقولة الغزالي تشير إلي أن تجارة النقود في حد ذاتها دون أن تشتمل علي فكرة مبادلة سلعتين أو أكثر لهم منفعة و قيمة ذاتية معلومة هو من الأنشطة المحرمة باعتبارها
    ربا و بما أن تحقيق ربح في تجارة النقود لا يحتاج لعناء و يمكن للفرد و هو راقدا علي سريره باستخدام الهاتف كسب الملايين دون يبذل جهدا فهو عمل طفيلي هامشي لا منفعة أو قيمة حقيقية
    له و هو غير منتج و ليس له صلة بالاقتصاد الحقيقي الذي يتمثل في التجارة و الحرف و الصناعة و الإعمار (أي القطاعات الإنتاجية عموما) مما يؤدي علي المدي الطويل إلي التأثير السلبي
    علي حياة الناس و قطع منافعهم.
                  

10-15-2014, 08:16 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    الأخ الهادي هباني لك التحية
    ومشكور على مد هذا الخيط لعله يوصلنا لثير من عبر التاريخ وكنوز العلماء أمثال أعجوبة الزمان الإمام محمد بن محمد بن محمد الغزالي كما سماه الحافظ الذهبي وغيره
    وهناك عبرة عظيمة وحكمة بالغة نتوصل لها ليتعلم منها من يتبجحون بمقاطعة النظام العالمي لهم...
    النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته عليهم الرضوان لم يتحرجوا من استخدام الدينار الروماني البيظنطي والدرهم الفارسي رغم ما بهما
    من صور لابطارة الروم وأكاسرة الفرس...ثم بدأ شيئاً فشيئاً وبالتدريج وتعديل هذه العملة سواء كانت الرومانية أو الفارسية ليكون وجه من العملة
    فيه صورة هؤلاء الأباطرة والوجه الآخر في عبارة لا إله إلا الله ونحو ذلك...حتى صار للمسلمون عملتهم المستقلة لما قويت دولتهم واشتد عودها وتوسعت قواعدها..
    فلنعتبر من التاريخ ومن سير سلفنا الأماجد..

    (عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 10-15-2014, 08:18 PM)

                  

10-16-2014, 08:52 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: منتصر عبد الباسط)

    Quote: اليوم سنقرأ فقط (آية الكنز) ثم تفسير السلف لها، وأي السلف تفسيرهم أبعد عن الشبهة وأقرب إلى النص في آية الكنز وفي آية العفو، وأقرب إلى واقع النبي صلوات الله عليه وسلامه.
    يقول الله تعالى في آية الكنز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) [التوبة/34، 35 ).
    هذه اختلف فيها السلف على رأيين:
    رأي رأسه أبو ذر الغفاري من أوائل الداخلين في دين الإسلام وهاجر لأجل ذلك.

    ورأي رأسه معاوية وهو من آخر الداخلين في الإسلام ومن الطلقاء إجماعاً مع وجوده في البطحاء.
    قال البخاري في صحيحه- (ج 2 / ص 509): «..أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له ما أنزلك منزلك هذا؟ قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في }الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله{. قال معاوية نزلت في أهل الكتاب فقلت نزلت فينا وفيهم.. الحديث».

    وقال ابن العربي المالكي في أحكام القرآن: «الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ: اخْتَلَفَتْ الصَّحَابَةُ فِي الْمُرَادِ بِهَذِهِ الْآيَةِ؛
    فَذَهَبَ مُعَاوِيَةُ إلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا أَهْلُ الْكِتَابِ، وَخَالَفَهُ أَبُو ذَرٍّ وَغَيْرُهُ، فَقَالَ: الْمُرَادُ بِهَا أَهْلُ الْكِتَابِ وَالْمُسْلِمُونَ..» واضح من قول ابن العربي أن متزعم تخصيص الآية في أهل الكتاب هو معاوية وليس النبي ولا المهاجرون ولا الأنصار.

    ومعنى الكنز.. أنك تحبس المال ولا تنفقه، بغض النظر كان هذا الإنفاق على شكل صدقات أو كفاية حاجات الأقربين أو على شكل مشاريع، إلا أن وجود أحد هذه الأشكال أو غيرها يخرج المال من معنى الكنز المحرم وما فيه من الوعيد الشديد.
    لكن لأن حكام المسلمين تجار من القرن الأول إلى اليوم في الجملة، ومعظم فقهاء المسلمين مستفيدون من السلطات أو متأثرون بهم من القرن الأول إلى اليوم أيضاً، فقد هجروا مذهب أبي ذر وذموا مذهبه مع أنه منطوق الآية، ولجؤوا لمذهب واحد من الطلقاء خصص الآية بلا حجة مقنعة، لأن معظم السلاطين والفقهاء كانوا تجاراً، ففضلوا كنز الأموال وترحيل الآيات المانعة من ذلك إلى أهل الكتاب، وهذا العذر قد يصلح في الدنيا للمجاملة، ولكن ماذا سيكون جوابهم يوم القيامة؟! ولا سيما أن زيادة (الواو) ليس عبثاً، أعني في قوله (والذين يكنزون) فهؤلاء معطوفون على فئة الأحبار والرهبان، ولو كان المراد أهل الكتاب لما كان هناك داعٍ لوجود الواو، ولذلك حاولت السلطة أن تحذف (الواو) بإيعاز من أمراء السوء الذين كانوا يصرون على ترحيل الآية لقوم آخرين، أما نحن فلنكنز كما نشاء!

    ولولا عناية الله أولاً، وتهديد الصحابي الكبير سيد القراء أبي بن كعب الأنصاري بالثورة المسلحة لربما وقع هذا التحريف (حذف الواو)، ففي المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز- (ج 3 / ص 247) قال: وأسند أبو حاتم إلى علباء بن أحمر أنه قال: لما أمر عثمان بكتب المصحف أراد أن ينقص الواو في قوله }والذين يكنزون{ فأبى ذلك أبي بن كعب وقال لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي فألحقها. اهـ.

    إذن فالسلطة تعي اللغة وضرر الواو على مصالحها، بل كان رأي معاوية قد تسلل لبعض القراء، فهذا طلحة بن مصرف اليامي- وهو تابعي أموي الهوى- كانت قراءته (الذين يكنزون الذهب والفضة) بحذف الواو، ولكن الله سلم وحفظ كتابه فلم تنتشر قراءته.

    وهذا الأمر بالتحريف في الآية استبعد أن يكون من عثمان وإنما من بعض كتبته، كمروان بن الحكم، فتمت نسبته لعثمان، وربما حصل هذا بتنسيق مروان مع معاوية خصم أبي ذر، وكان تواصل معاوية مع حاشية عثمان قوياً، ولذلك قال المفسر مباشرة «وعلى إرادة عثمان يجري قول معاوية!، إن الآية في أهل الكتاب وخالفه أبو ذر فقال: بل هي فينا، فشكاه إلى عثمان فاستدعاه من الشام ثم خرج إلى الربذة.. الحديث).

    فهذه الآية إذن وواوها، قد أحدثا هذه القصة الكبيرة التي حدثت لأبي ذر، ونحن هنا سنتجنب ما جرى بينهم، وننظر لدين الله وكتابه فقط، ومع أن أبا ذر من السلف الصالح حقيقة، وهو أولى بالاتباع من معاوية إلا أن منهج معاوية غلب، واستحسنت السلطات عبر التاريخ هذا الرأي.
    حسناً فتعالوا إذن لنتنزل ونفترض أن رأي أبي ذر ورأي معاوية متساويان في القوة، فهل من مرجح؟

    نعم من القرآن يرجح رأي أبي ذر آيات أخرى كثيرة جداً، نكتفي بآيتين، الأولى آية التطويق:
    قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) [آل عمران/180]. فالآية أقرب لمنهج أبي ذر، وأبعد عن تخصيص معاوية، لأنه لا ذكر هنا لأهل الكتاب.

    ومنها آية العفو: وهي، قال تعالى: (... وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) [البقرة/219]. والعفو هو ما فضل عن الحاجة عند أكثر أهل التفسير، بل وأهل اللغة، ففي أساس البلاغة - (ج 1 / ص 316): ويقال أعطيته عفواً من غير مسألة «ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو» أي فضل المال ما فضل من قوتك وقوت عيالك. اهـ. ولأصحاب الرأي الآخر مناصرون أيضاً لكن حججهم فيها ضعف وتكلف.

    ولذلك كان حملة التيار الأموي على أبي ذر شديدة جداً، حتى اتهموه بأنه يريد تحريم ما أحله الله! كما قال ابن تيمية- وهو من أنصار معاوية ضد أبي ذر- قال في منهاج السنة النبوية- (ج 6 / ص 274) : وكان أبو ذر يريد أن يوجب على الناس ما لم يوجب الله عليهم ويذمهم على ما لم يذمهم الله عليه». اهـ. أعوذ بالله من هذا الطعن، والغريب أن ابن تيمية ينكر الطعن في معاوية ويقول مثل هذا القول في أبي ذر، فهو هنا يتحدث عن نيته، بأنه (يريد) هذا! ويبدّعوننا إذا نقدنا الطلقاء بأقل من هذا.
    والخلاصة:
    أن النص القرآني وممارسة الرسول وأوامره ووعيده وذمة أبي ذر.. كل هذا نضعه في ذمة كل طالب علم وكل صاحب قرار، والتفصيل في تجنب عملية الكنز يكون بإنفاق ما فوق الحاجة ولو في المشاريع، وأهل الاقتصاد يعرفون أثر تفعيل الأموال على كنزها في مسألة التنمية وقوة الاقتصاد

    حسن فرحان المالكي
                  

10-16-2014, 09:22 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: منتصر عبد الباسط)

    شكرا أخ منتصر علي هذه الإضافة المفيدة و في الحقيقة كلما بحثنا في فكر هؤلاء العلماء الأوائل كلما يتأكد لنا
    أنما يحدث في بلادنا لا علاقة له لا بالإقتصاد أو الدين ،،،
    و علي الرغم من أن الإمام الغزالي و بن تيمية و ابن القيم الجوزية و أبو يوسف و إبن خلدون تحدثوا عن فساد الحكام و
    تأثيره المباشر في الغلاء و ارتفاع معدلات التضخم إلا أن المقريزي هو الذي قدِّم تفسير عميق و متكامل لظاهرة
    الغلاء أو التضخم حيث أرجع أسبابه إلي ما يلي:
    1- الفساد و إنتشار الرشوي: و قد فسَّر ذلك بتفشي ظاهرة الرشاوي و المحسوبية للحصول علي المناصب العليا المتمثلة
    في القاضي ، المحتسب (و هو مراقب السوق في نظام الحسبة الإسلامي أو نظام مراقبة السوق) ، الوزير ... إلخ. و أنهم
    بعد الحصول علي هذه الوظائف و المواقع المرموقة و لتعويض ما دفعوه من رشاوي إلي الحاكم يقومون باستغلال وظائفهم
    و فرض رسوم و أتاوات غير رسمية علي تابعيهم و العاملين تحت إداراتهم و بالتالي يضطر هولاء التابعين بالضغط علي
    التجار و أصحاب المهن الحرفية و الصناع و المزارعين بفرض أتاوات غير رسمية مما يؤدي إلي زيادة تكلفة الإنتاج و بالتالي
    إرتفاع أسعارها و هكذا كلما زاد الفساد كلما زادت حدة الغلاء.
    2- زيادة إجار الأرض من الأمراء للمزارعين للدرجة التي تضاعف فيها سعر إجار الفدان في زمن المقريزي إلي عشرة أضعاف،
    و كذلك إرتفاع الضرائب و ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج نتيجة للفساد مما يؤدي أيضا إلي ارتفاع تكاليف الإنتاج و بالتالي زيادة
    أسعار المنتجات و تفشي الغلاء.
    3- العامل النقدي: الذي يتمثل في سك كميات كبيرة من العملة النحاسية الرخيصة و التي احتلت محل العملة الذهبية و الفضية مما
    أدي إلي زيادة المعروض من النقود عن إجمالي السلع و الخدمات. فقد لاحظ أن فساد الحكام قد زاد من ثرواتهم و بالتالي زاد إنفاقهم
    و تبذيرهم و صرفهم علي أشياء و قطاعات غير انتاجية فأصبحوا دائما في حاجة ماسة للنقود لتلبية نفقاتهم هذي و لما كان الذهب و
    الفضة معدنان نادران فقد قاموا بتزييف النقود أي بخلط النحاس مع الذهب و الفضة في سك العملات الذهبية و الفضية و أصبحت هذه
    النقود المزيفة مقبولة في السوق و لكنها مع تزايد انفاق الحكام و اتباعهم علي أنفسهم و مخصصاتهم و القطاعات غير المنتجة حتي
    هذه العملة المخلوطة قد اختفت من السوق و أصبحت الفلوس (أو العملة النحاسية الرخيصة) هي السائدة و التي ضاعفت الدولة من
    سكها و عرضها في السوق. و هو بذلك يعتبر أول مفكر اقتصادي في العالم يتحدث عن التوسع في طباعة النقود كأحد أهم أسباب
    الغلاء أو التضخم.
    و كل المذكور أعلاه من قبل القرون الوسطي هو ينطبق بالكامل علي ما يحدث في بلادنا تحت أكذوبة المشروع الحضاري متمثلا
    في الفساد + الضرائب و الأتوات و ارتفاع قيمة الأراضي و العقارات عن قيمتها الحقيقية + الصرف علي الأجهزة الحكومية المترهلة
    و عن أدوات و معدات الأمن و القمع و القتل + التوسع في طباعة النقود و التي أدت جميعها للتضخم و للوضع الكارثي الذي تعيشه
    بلادنا اليوم.
    الإسلام الذي تحدث عن الغزالي و غيره من علماء الإسلام هو الإسلام الحق و ما يطبق في بلادنا إسلام لا ندري من أين أتي

    تحياتي
                  

10-16-2014, 09:47 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    شكرا ود الخليفة علي هذه الإضافة القيمة جدا و التي أضافت لي و للموضوع الكثير عن تفسير معني
    الاكتناز و عن المخاطر التي تنجم عنه و تضر المجتمع بأثره ،،،
                  

10-16-2014, 10:14 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    الأخ الهادي هباني سلامات وتحايا نواضر لك وللمرور الكريم...

    حقيقي من أجمل ما قرأت مؤخراً... بوست دسم بحد نكهة الإمام الحُجة أبي حامد الغزالي "قدَّس الله سره الكريم"...

    متابعة ولنا عودة بإذن الله تعالى...
                  

10-16-2014, 01:58 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: أبو الحسين)

    الأخ الهادي هباني
    لك التحية والتقدير لكل ماسكبته هنا من علم وبخث ومعرفة
    ومن المؤكد أنك ستنتقل بنا إلى العملة الورقية
    وما يلحق بها من استدانة من النظام المصرفي
    وتزوير وضعف وهزال حتى تتحول إلى أوراق لا قيمة لها
    ويتحول الاقتصاد كله إلى اقتصاد طفيلي ويتناقص الانتاج وتعم البلوى
                  

10-16-2014, 02:24 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: ودقاسم)

    مرور لتحية صديقي العزيز ود الناظر
    وليعلم بأننا متابعون .....

    وللذين لا يعرفون صديقي الهادى
    فهو مرجع في هذا المجال ........
    وكثيراً ما نستمع لتوصيفات أخواننا المصريين (أن فلاناً خبيراً في كذا... وكذا)
    ولكني أتحداهم بهذا الهادى إن كانوا خبراء أكثر منه في هذا المجال.
                  

10-16-2014, 04:21 PM

ادريس خليفة علم الهدي
<aادريس خليفة علم الهدي
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 5409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: عاطف مكاوى)

    (*)

    حضور ومتابعة
                  

10-17-2014, 06:18 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: ادريس خليفة علم الهدي)

    Quote: الأخ الهادي هباني سلامات وتحايا نواضر لك وللمرور الكريم...

    حقيقي من أجمل ما قرأت مؤخراً... بوست دسم بحد نكهة الإمام الحُجة أبي حامد الغزالي "قدَّس الله سره الكريم"...

    متابعة ولنا عودة بإذن الله تعالى...


    شكرا يا أبو الحسين علي التعليق الجميل و نحن في انتظارك
                  

10-17-2014, 06:27 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    Quote: الأخ الهادي هباني
    لك التحية والتقدير لكل ماسكبته هنا من علم وبخث ومعرفة
    ومن المؤكد أنك ستنتقل بنا إلى العملة الورقية
    وما يلحق بها من استدانة من النظام المصرفي
    وتزوير وضعف وهزال حتى تتحول إلى أوراق لا قيمة لها
    ويتحول الاقتصاد كله إلى اقتصاد طفيلي ويتناقص الانتاج وتعم البلوى


    شكرا ود قاسم علي هذا الكلام الطيب و بالتأكيد سنتحدث عن العملة الورقية علي نحو ما ذهبت
                  

10-17-2014, 06:35 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    Quote: مرور لتحية صديقي العزيز ود الناظر
    وليعلم بأننا متابعون .....

    وللذين لا يعرفون صديقي الهادى
    فهو مرجع في هذا المجال ........
    وكثيراً ما نستمع لتوصيفات أخواننا المصريين (أن فلاناً خبيراً في كذا... وكذا)
    ولكني أتحداهم بهذا الهادى إن كانوا خبراء أكثر منه في هذا المجال.


    تحياتي يا عاطف و مشتاقين مالك اختفيت و غبت هذه الغيبة الطويلة
    شكرا علي كلامك الجميل و لكنني لا أستحق هذا الوصف إنها مجرد اجتهادات بسيطة
    و مساهمات في هذا المجال الخصب الذي له ارتباط وثيق بما يجري في بلادنا تحت أكذوبة
    المشروع الحضاري.
    نحتاج بالفعل سبر أغوار الفكر الإجتماعي و الإقتصادي عند علماء المسلمين الأوائل و مقارنتها
    بعلماء الفكر الإقتصادي عموما حتي لا يخمونا جهال القوم الذين هم يضحكون علي الناس و هم
    أبعد عن الدين في كل شئ

    تحياتي للعيال و أمهم و كل الناس الجميلين نواحيكم
                  

10-17-2014, 07:31 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    Quote: (*)

    حضور ومتابعة


    شكرا يا إدريس علي المرور و المتابعة
    تحياتي للمدام و الأولاد و كل ناس أم سعين حداكم
                  

10-20-2014, 07:05 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    الاستاذ الهادي
    سلامات

    ما رأيك في الجانب الآخر من خطاب الامام الغزالي،

    حسب ما يقول به بروفيسور امريكي في الفيديو التالي:



    مع خالص التقدير و الاحترام
                  

10-21-2014, 07:58 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: osama elkhawad)

    تحياتي يا خواض و شكرا علي رفد البوست بهذه الإضافة القيمة ،،،

    لعلك تتفق معي بأن الحضارة (أي حضارة) لا يمكن أن يعزي إنهيارها نتيجة لفكرة أو أفكار شخص
    و إنما يحدث الإنهيار لعوامل إجتماعية و إقتصادية و سياسية مختلفة و معقدة ،،، و لذلك أري أن رأي
    هذا البروفسير الأمريكي في تحميل الغزالي لوحده مسئولية إنهيار الحضارة الإسلامية غير علمي و غير
    عميق ،،، و بما أن المحاضرة كانت عن الفلك يبدو أن البروفسير علي علم و اطلاع بالاختلاف الكبير بين
    فكر الغزالي و ابن رشد خاصة حول اتساع الكون و هي مسالة فلسفية و فيزيائية بحتة ،،،
    و الخلاف بين فكر الغزالي و ابن رشد كبيرا ،،، صحيح في كتاب الغزالي (تهافت الفلاسفة) وجه
    الرجل نقدا شديدا للفلاسفة متناولا أقوالهم في المسائل الإلهية وبعض المسائل الطبيعية التي لا علاقة لها
    بالميتافيزيقيا والغيبيات, و الغزالي لم يذم أو يهاجم الفلسفة العلمية و البحث العلمي,فلم ينتقد إبن سينا أو الرازي
    في "الطب" أو الخوارزمي في الرياضيات أو إبن الهيثم في المنهج العلمي و البصريات أو البيروني في الفلكيات
    و المنهج العلمي. و كان ينتقد الفلاسفة في تأثرهم بإفلاطون الذي تأثر به ابن رشد فيما بعد و قام يتطوير أفكار
    إفلاطون نفسها و الإضافة إليها ،،، و أعتقد بأن مهاجمة الغزالي للفلاسفة نابعا من كون الغزالي كان رجلا متدينا
    أي عالم دين في المقام الأول و من الطبيعي أن يكون علي خلاف مع الأفكار الفلسفية التي تشكك في فهم الدين الإسلامي
    للطبيعة و الكون.
    طبعا الغزالي ليس مسئولا عن انهيار الحضارة الإسلامية لأنه عاش و مات قبل ابن رشد بحوالي 95 عاما و الحضارة
    الاسلامية لم تنهار بعده في الحقيقة بل ظهرت إسهامات ابن رشد و حتي بعد فقدان الأندلس و سقوطها ظهر بعد ذلك
    المقريزي و ابن خلدون و غيرهم و هؤلاء لهم إسهامات في علم الإقتصاد استند إليها آدم سميث و ريكاردو و كينز
    و غيرهم فعلي سبيل المثال نظرية بن خلدون عن الضرائب أو ما يعرف بنموذج ابن خلدون هو نفسه الذي ظهر
    حديثا في القرن العشرين بقانون لافر و قد اعترف لافر نفسه بأنه استمد هذه الأفكار من افكار بن خلدون ،،، المقريزي
    و بن تيمية أيضا يرجع لهم الفضل فيما يعرف اليوم بقانون كريشام القائل بأن النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة ،،،
    ابن خلدون هو في اعتقادي أول من قدم تفسير علمي لأسباب إنهيار الحضارة (ليس فقط الحضارة الإسلامية) بل
    أي حضارة أسباب نجاحها و تطورها و عوامل إنهيارها في ملحمته الفكرية (المقدمة) ،،،
    علي الرغم من الجدل الواسع عن موقف الغزالي من الفلسفة الطبيعية إلا أن اسهاماته في الفكر الإقتصادي إسهامات
    جبارة و هو ما نحن بصدد توضيحه في هذا البوست ،،،
    مع كامل الود
                  

10-22-2014, 12:04 PM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    أهم شي في النقود قبول الناس لها في التداول و ليس قبولهم لها في حد ذاتها و قد أدرك الإمام الغزالي ذلك قبل آدم سميث و الفرد مارشال و كنز وغيرهم
    فقد جاء في الإحياء (كما أورد جزء من قوله في مداخلة سابقة): (جعل الله الدراهم والدنانير حاكمين ومتوسطين بين سائر الأموال حتى تُقدّر الأموال بهما.
    وإنما أمكن التعديل بالنقدين إذ لا غرض في أعيانهما ما داما نقدين فقد خلقهما الله لتتداولهما الأيدي فمن ملكهما فكأنه ملك كل شيء لا كمن ملك ثوبا، فإنه
    لم يملك إلا الثوب، فلو احتاج إلى طعام ربما لا يرغب صاحب الطعام في الثوب، لأن غرضه في الدابة مثلا، فاحتيج إلى شيء هو في صورته كأنه ليس
    بشيء، وهو في معناه كل الأشياء).
    و بالتالي فإن الغزالي لا يعترف بقيمة النقود في حد ذاتها حتي لو كانت ذهبا أو فضة لأنها لا تطعم جائعا فلا يمكن أكل النقود و لا يمكن ركوبها أو استخدامها
    ملبسا أو شرابا فلا توجد لديها منفعها في حد ذاتها و فقط تكمن منفعتها عندما يتم تبادلها للحصول علي السلع و الخدمات أي أنها مقياس للمنفعة التي تقدمها السلع
    و الخدمات للمستهلكين.
                  

10-22-2014, 08:18 PM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    برغم أن الإمام الغزالي قد تطابقت أفكاره حول النقود و الاكتناز مع كارل ماركس و لكنه يختلف
    مع الفكر الماركسي في قضايا مفصلية تتعلق بالملكية الخاصة و الفلسفة فبينما يبرز الغزالي في
    فكره تقديسا للملكية الخاصة لكل شئ يرتكز الفكر الماركسي علي الملكية العامة لوسائل الانتاج.
    و بينما يرتكز ماركس في فكره علي التفسير المادي للتاريخ يري الغزالي عكس ذلك أن تفسير
    التاريخ يستمد أصله و قوته من جانب الغيبيات و الدين الاسلامي و القيم التي يحملها و لذلك فقد
    كان الغزالي مناهضا لكل فكر فلسفي يتعارض مع الفكر الديني باعتبار أنه عالم دين في المقام
    الأول كما أسلفنا و ليس فيلسوفا بجانب أن الحضارة الإسلامية في عهده كانت في أوجها حدثت
    خلالها كثير من الابتكارات و الانجازات العلمية و الفلسفية ما لا يقدر بثمن و شكل تراثا تاريخيا
    استفاد منه كثير من المحدثين ليس فقط في الفكر الاسلامي و انما في الفكر الانساني عموما مثل
    المقريزي و ابن خلدون الذي عاش فترة انحسار الحضارة الاسلامية و تدهورها مما استدعاه إلي
    تفسير ليس فقط أسباب إنهيارها لوحدها بل أيضا كل الحضارات في ما عرف تاريخيا بمقدمة ابن
    خلدون.
    فكر ابن خلدون و علي الرغم من أنه أكد علي ضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية في مضمونها
    العام و وضعها في قمة هرم ما يعرف بنموزج ابن خلدون لكنه اتفق مع ماركس في نظرية الصراع
    الطبقي أو ما يعرف في الفكر الماركسي بالمادية التاريخية و التي عبر عنها ابن خلدون في مقدمته بالعصبية
    و اتفق معه أيضا في مفهوم فائض القيمة و في قضية النمو السكاني و قانون التطور و في حتمية
    المراحل التاريخية.
    أكاد أجزم بأن ماركس قرأ مقدمة بن خلدون عن ظهر قلب و اتفق معها في كثير من المفاهيم و صحح
    بعض المعادلات الاقتصادية و الاجتماعية التي تشتملها و أضاف لها بعدا أكثر اجتماعيا و عالج بعض
    المفاهيم التي وردت في فكر بن خلدون و لكن بعدم تمكنه من تفسيرها بشكل علمي لإنه في المقام الأول
    يستمد كل اجتهاداته من فكره الديني أيضا ،،،.
    سيركز هذا البوست في المداخلات القادمة عن ابن خلدون و كارل ماركس فتابعونا ،،،
                  

10-22-2014, 08:24 PM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    ماذا لو لم يكن ابن خلدون ذو خلفية دينية ،،، ماذا يقول علماء الدين اليوم؟
    برغم هذه الخلفية الدينية لابن خلدون إلا أنه يستمد احترامه من كونه لم ينطلق
    في تفسيره للتاريخ و الظواهر الاجتماعية و الاقتصادية من الدين ،،،
    سنفرد المداخلات القادمة لابن خلدون
                  

10-23-2014, 06:09 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: الهادي هباني)

    شكرا استاذ الهادي على ردك المسهب.

    أتفق معك ان انهيار الحضارات لا يرتبط بشخص معين،أو فكرة معينة.

    مدخلي لذلك مستمد من نظرية ماكس فيبر حول دور البروستنانتية في نشوء الراسمالية،و دور الدين في ما يتعلق بذلك النشوء.

    و هي فكرة تم تطويرها في ما بعد،في تفسير نشوء ظاهرة ما كان يسمى ب"النمور الآسيوية".

    الموضوع طويل و آمل أن أعود إليه كان الله هون.

    شكرا على هذا البوست "التعليمي".

    كن بخير دائما.
                  

12-17-2014, 11:07 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمام الغزالي ،،، كارل ماركس ،،، في النقود و اكتناز المال (Re: osama elkhawad)

    فوق للإطلاع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de