قال : لوكان الشيخ الشاعر الفحل أمير شعراء (الكتيبة ) النور إبراهيم النور حيا لحظة وصول نسخة نادرة من ديوانه الأول (الكتيبة ) لشخصى الضعيف أول شتاء هذا العام 2014 عبر البريد من أستراليا البعيدة عابرة للمحيط الهندى وبحر العرب كذلك هديه من حفيده الأكاديمى والشاعر (عضو المنبر المقل ) الأخ المحترم عمار يس النور إبراهيم لتجاوز عمره القرن بنحو أربعة أعوام حسوما إذ رأى الطفل النور النور ببلدة الدويم على الضفة اليسرى لبحر أبيض العام 1910 وهو عام فيصل فى المسرد التأريخى عبر إنجازات مواليده فى سجل شخصيات السودان القديم عبر مولد نفر من بنيه المبدعين فى مجالات شتى صار يطلق عليهم لاحقا جيل الوعد (حسب مصطلح محمد المكى إبراهيم فى تطور الفكر السودانى ). العشرية الأولى (حسب قاموس المحبوب عبدالسلام أحد أبرز المسبحين بترهات شيخه الجايط حسن !!) امن القرن العشرين الميلادي لتى كان الشاعر التربوى النور إبراهيم أمير الكتيبة المتوج من خواتيم مواليدها أول من رأى النور فى مستهلها 1900 هو الزعيم إسماعيل الإزهرى المولود فى مفتتح القرن العشرين ثم ثلة من شعراء الحقيبة منهم على المساح (1903) تحديدا وعتيق أيضا (1909) والشيخ حسن نجيلة 1905 (فى رواية أخرى 1908) المحجوب الشاعر والسياسى الضخم (1909) معاوية نور الناقد الفذ(1908) نصر الحاج على (أول مدير سودانى لجامعة الخرطوم ) العلامة تجانى الماحى (1908 ) والناظر بابو نمر على الجلة (1910) والكنار الصيدح إبراهيم الكاشف . يلاحظ أن من ضمن هؤلاء المواليد خلال هذه العشرية التى شكلت مفتتح الحياة بالسودان بعد خضوعه للحكم الإستعمارى هنالك أكثر من خمس من مواليدها أى العشرية تلقوا العلم بمدارس الدويم وقتها وتقريبا كانوا فى فصل واحد هم تجانى الماحى ،عتيق ، نصر الحاج على وبابو نمر وعسى أن يكون معهم أمير الكتيبة النور إبراهيم الذى حسب السيرة الذاتية له على غلاف الديوان قد نهل علمه بالدويم وقتها كانت المدارس بالدويم بلدة العلم بالسودان (القديم ) على نهج ليدز ببريطانيا ولايدن بهولنده تعتبر من أميز مدارس السودان (القديم ) على مر تأريخه وتضارع فى قيمتها كل المدارس القومية بمدنى ، الأبيض و ام درمان ولعل من أميز المعلمين فى مجمل تأريخها العلامة السودانى جمال محمد احمد (1916-1986) الذى يكفيه فخرا أن أطروحته العلمية فى الجذور الفكرية للقومية المصرية الحديثة عن جامعة أكسفورد قد أوصت اللجنة المقيمة لها بطبعها بدار اكسفورد للطباعة وتقريبا هو أول مواطن من دولة تصنف عربية ( أعلم أن جمال نوبى ) نال هذا الشرف إلى جانب أنه ضمن ثلة قليلة جدا من غير الغربيين قامت الموسوعة البريطانية بإستكتابهم للكتابة بلسان شكسبير فى هذه الموسوعة النادرة المتجددة . شكر عمار يس النور إبراهيم النور حفيد (أمير الكتيبة ) على النسخة القيمة جدا من هذا الديوان النوعى النادر فى مجمل ديوان الشعر السودانى الذى للأسف الشديد هذا العصر قد إمتلأ بالغث والرث من قبيح (الهرجلة ) التى يصنفها أهلها شعرا وهذا باب أخر .
صورة الغلاف الأمامى للطبعة الثانية من (الكتيبة ) الصادرة 2007 . شكرا مجددا (ألأمير )عمار يس حفيد (أمير الكتيبة ) وقد عمده أى عمار باللقب الشيخ عبدالله الطيب (1921-2003) نفسه حين وافاه عمار يس النور إبراهيم بمكتبه حيث يفتقد الواقفون السعة (حسب قاموس مصطفى سند فى رثاء محمد عبدالحي ) بشعبة اللغة العربية بأداب جامعة الخرطوم طالبا أن يكتب الشيخ الجهبذ عبدالله الطيب مقدمة للطبعة الثانية ل (الكتيبة ) وهو امر يبدو لم يتم ( سوف أسهب فى ذلك لاحقا ) ومصدرى هنا مداخلة قبل سنوات لعمار يس وهو ممن اتشرف بمتابعة مايكتب بهذا المنبر كونه ضمن ثلة ممن يمنحونه اى المنبر قيمة والق وسط ركام الفوضى والبؤس و (الشفتنة ) و (قلة الأدب ) خاصة ممن يصنفون أنفسهم جزافا (أدباء ) و هم فى باب (قليلى الأدب ) أدخل وهذا باب أخر .
النسخة التى وصلتنى عبر المحيط الهندى من (الكتيبة ) هى (الطبعة الثانية ) الصادرة العام 2007 (قبيل مئوية صاحبها بثلاثة اعوام حسوما وهذا ملفت ) لكن شاقنى أن بطاقة الكتاب وهى أس الكتاب الذى يعين كافة الباحثين منهجيا على سبر غور محتوى وعصر الكتاب وتضعه بترتيب فى أرفف الكتابات العالمية غير مفعلة فى هذا الطبعة وأرجو ان يكون ذلك سهوا خاصة ان عمار يس أكاديمى محترف خبير بأصول البحث ومظانه ومنهجه . بطاقة الكتاب لاتقدم اى معلومة عن تأريخ الطبعة الأولى وكذلك ضنت علينا بالجهة الناشرة للطبعة الثانية ومكان النشر إلى جانب رقم الإيداع الدولى والتصنيف فى اى مكتبة عالميه معتبرة . يبدو أن الطبعة التى بيدى هى تصوير كامل للطبعة الأولى (دون الإشارة إلى ذلك) خاصة أن السيرة الذاتية للشاعر أمير الكتيبة على الغلاف الخلفى تشر إلى عام مولده (1910 ) ولم تشر إلى عام وفاته مما يؤكد أن الطبعة الثانية تصويرا للأولى التى حسب إجتهادى قد تكون صدرت خلال حياة الشاعر (مالم يصوبنى عمار يس ) وقد لفت نظرى ضمن تصميم الغلاف الخلفى صورة الشاعر (يشبه حفيده عمار بصورة ملفتة جدا ) التى يبدو من جودتها أنها (بمقاييس تقنية ماقبل الفوتشوب ) ملتقطة بأرض شكسبير فى العام الذى قضاه الشاعر مبتعثا هناك (1948-1949 ) وهى صورة حقا بها نقاء ووضوح مدهش تشبه إلى حد كبيرذاك النقاء الذى يميز صور عبدالله الطيب (القديمة ) التى ظهرت على اغلفة بعض كتبه والتى غالبا قد إلتقطها بلندرة خلال وجوده هناك الذى تزامن مع وجود امير الكتيبة النور إبراهيم مثلما تزامن مع وجود مكى شبيكة ،الريح العيدروس ،جمال محمد أحمد وهلمجرا
صورة الغلاف الخلفى للديوان وبها صورة جميلة جدا ذات نقاء مدهش للشاعر أمير الكتيبة ولفت نظرى بقوة قوة الشبه بينه وحفيده عمار يس النور الذى سعدت بمعرفته منذ أيام الطلب بالدويم (القديمة ) وجامعة الخرطوم كونه صديقا يرتفع لمرتبة شقيق لشقيقى الأصغر عبدالكريم اللمين عبر زمالة جمعتهما بالنيل الأبيض الثانوية (مساق رياضيات ) ثم حملتها سويا إلى جامعة الخرطوم .
السيرة المقتضبة التى جاءت على الغلاف الخلفى تحدثنا عن محطات فى حياة (أمير الكتيبة ) إنعكست بقوة على مجمل شعره داخل ديوان (الكتيبة ) وتؤكد أنه قد نهل تعليمه بعدة مدن سودانية (قديمة ) كانت تمتاز بنوعية ثرة فى مادة التعليم الذى تقدمه ومخرجاته عبر خريجيها كما لاحظنا فى مجمل سيرة ممن درس بهذه المدن (القديمة ) أو عبر بها كمدرسا ( الطيب صالح نموذجا ) . نهل (أمير الكتيبة ) علمه بمدارس الدويم ، الخرطوم ، رفاعة (بكسر الراء أو ضمها ) وكلية غردون التذكارية حيث تخرج العام 1931 ( ذات عام تخرج حسن نجيلة مالم يتم تصويبى ) وأول موقع تبواه مدرسا بالدويم الوسطى ( تقريبا مالم يتم تصويبى من عمار يس تعرف بالدويم الريفيه ومن أشهر خريجيها عتيق الشاعر والمحجوب ونصر الحاج على (اول مدير لجامعة الخرطوم ) و التجانى الماحى أشهر موسوعى سودانى (انظر مقدمة ديوان عتيق ) كذلك من أشهر مدرسيها محمد عمر بشير .
صورة من محرك البحث (قوقل ) لطلاب كلية غردون العام 1931 قد يكون النور إبراهيم احدهم وهو عام تخرجه من قسم العرفاء الذى أبرز خريجيه الشيخ حسن نجيلة صاحب المؤلفات الثرة والإنجازات الحضارية المدهشة عبر اليراع والذاكرة فى سجل وطنه (القديم ) تحية وشكر مجددا لعمار يس النور على النسخة من (الكتيبة ) وعسى ياعمار ان تتابع البوست من (محرابك ) بسيدنى وتباركه وتمنحه قوة وجمالا عبر المشاركة وأرجو ان يستمر هذا البوست طويلا والله اعلم .
الأخ و الصديق الأديب المحترم الأستاذ أحمدـ سلام و تحية،
سعدت كثيرا أن تكون أنت من يقم بالكتابة عن جدي الأستاذ الأديب النور إبراهيم . بالطبع سوف أكون حضورا دائما في هذا البوست و أن أساعدك بالقدر اللازم من المحطات التي مر بها الأستاذ النور إبراهيم و التي لم يتم تغطيتها في هذه النسخة من ديوانه. حقيفة أنا عمي الأكبر الباشمهندس نجم الدين النور هو من قام بإعادة طباعة هذه النسخة، و لم كنت في مهجري الإجباري في بلاد الجبال الزرق و العيون الخضر ما كنت مطلعا على كل الترتيبات التي تمت في هذه الطبعة و التي كما أشرت أنها نسخة مصورة من الطبعة الأولى. كما أشرت فإن عمي نجم الدين كان قد كلفني و أنا طالب بالجامعة أن أزور البروف عبد الله الطيب لكتابة المقدمة للطبعة الثانية و عندما دخلت على البروف و عرفته بنفسي حياني ضاحكا بقوله "أهلا يا إبن الأمير" و حكى لي كثيرا عن ذكرياته مع جدي و رحل الصيد في برية الدويم التي كان ينظمها لهم و كيف أنه كان ماهرا في صيد الغزلان. هنالك محطات كثيرة في حياتها و منها أنه قد تم إيقاف ترقياته و نقله لانه رفض أن تضع صورة الحاكم العام في مكتبه مما إضطره إلى الإنتقال إلى التعليم الأهلي حيث ساهم في تأسيس مدارس الإهلية بأمدرمان. كذلك أنه كان من رواد تعليم المرأة أثناء عمادته لكلية المعلمات لفترة طويلة من الزمان. كذلك نظارته للمدرسة الأهلية أمدرمان حيث كان أول ناظر غير أجنبي لها و فيها قصته المشهورة مع الفنان الراحل المبدع زيدان إبراهيم.
أما عن وفاته فقد توفي الأستاذ النور إبراهيم في عام 1976 بأمدرمان. للأستاذ النور إبراهيم مجموعة شعرية أخرى لم تطبع بعنوان أيام زمان كما أن له قصائد منشورة في الصحف في الأربعينيات و إلى السبعينيات. ذكر الدكتور محمد الأمين (المتجهج الأممي) مؤسس مجموعة حلمتيش أنهم أقاموا ندوة في كلية الأداب في عام 1972 و دعوا فيها االنور إبراهيم و بعض شعراء الكتيبة و أنها كانت الدافع لهم لتأسيس مجموعة حلمنتيش.
12-11-2014, 09:46 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وتقدير الأخ العزيز عمار يس فى الواقع أنا من يتشرف كثيرا بالكتابة والتجمل بذكر الشاعر الكبير جدا أمير الكتيبة النور إبراهيم وقد عشقت شعره وسيرته عبر إنعكاس ذلك فى الديوان النادر جدا ونتفا من الأخبار التى جاءت عنه . بخصوص عبدالله الطيب وحديثه لك عن جدك لاحظت وفرة حضور عبدالله الطيب نفسه داخل قصائد الديوان وسوف أسهب فى ذلك لاحقا (مرحلة لندن فى حياة امير الكتيبة ) وأيضا تجلى صيد الغزلان الذى أشار إليه عبدالله الطيب فى اكثر من قصيدة بالديوان (سوف أتوقف فى ذلك عبر مقارنة ) بخصوص إيقاف ترقية جدك حين كان (أفندى ) لرفضه وضع صورة الحاكم العام فى مكتبه فقد أشارصديقه عضو الكتيبة الشاعر منير صالح إلى ذلك فى المقدمة للديوان بصورة مجملة (سوف أتوقف فى ذلك عبر مقارنة مع شعراء أخرين من طبقة جدك منهم توفيق صالح جبرين و خليل أفندى فرح ) وهما من أكثر مناؤى الخواجات قديما خلال إستعمارهم لوطننا (القديم ) سوف أتوقف كذلك فى تجربة جدك فى كلية المعلمات أم درمان وتمكينه الموجب ل (النساء ) السودانيات عبر تحرير وترقية عقولهن للدخول فى العصر الجديد وليس عبر (السفور والتبرج ومحاكاة الرجال فى المظهر والسلوك الناشز وقيل الناشر ) كما يفهم بعض (الحداثين ) و (التقدميين ) ويظنونه تحرير للنساء ( لقد أسهبت تلميذته نفيسة أحمد اللمين كثيرا فى الحديث عن دوره فى ترقيتها معرفيا خلال طلبها حين جاءت للحديث فى برنامج أسماء فى حياتنا قبل سنوات ) وعسى ياعمار ان تقم بتوثيق مادة مع نفيسة أحمد اللمين عن جدك وفترته فى كلية المعلمات . أرجو أن يقدم البوست عبر مشاركتنا جميعا تصورا للطبعة القادمة من الديوان وكذلك يمكن إخراج نسخة صوتية من الديوان على أقراص مدمجة عبر قراءة رمزية (ترنمية على نهج حامد العربى ومحمد سعيد العباسى ) لمجمل قصائد الديوان وذاك امر يسير جدا . اتوقع ان يكن دخولى فى البوست فى أيام : الخميس ، السبت والثلاثاء من كل أسبوع كى تتابع بدقة ياعمار مع التحية مجددا لك .
يقع الديوان فى نحو 101 صفحة شملت تصديرا بقلم صاحب الديوان أمير (الكتيبة ( نفسه ) تلتها مقدمة ضافية وراقية جدا جدا بقلم أحد شعراء الكتيبة هو الشاعر الكبير منير صالح عبدالقادر وهو شاعر إبن شاعر حملت المقدمة عنوان (الكتيبة ) وعبرها قدم منير صالح (خصه صاحب الديوان بقصيدة واكثر من إشارة إسوة بغيره من أخدانه شعراء الكتيبة ) خلفية نقدية وتأريخية و إجتماعية واخلاقية رفيع جدا عن صاحب الديوان وعصره وسلوكه وحلل بإقتضاب موجب الكثير من خرائد الديوان التى تعددت مواضيعها . ضم الديوان حوالى 54 قصيدة (من مثالب الطبعة عدم وجود فهرس بعناوين القصائد وهذا ينهك القارئ بحثا عن قصيدة ما خاصة إن حاول إعادة ترتيب موضوعات القصائد دون تصفح الكتاب كاملا وعسى أن يتم إستدراك ذلك فى الطبعة القادمة ) . تنوعت قوافى الخرائد بمتعة وتمددت داخل جل الحروف الهجائية مع غلبة واضحة للقوافى الميمية والنونية واللامية كذلك يلفت وجود همزية وهى من اصعب القوافى مما يدل على مدى ملكة الشاعر وتمكنه من المفردات ويلاحظ كذلك توظيفة مفردات غير عربية للغات سودانية من لسان البجا وقد نبهنا إلى ذلك فى الهامش ذاك حين داعب أحد اعضاء الكتيبة ممن ينتمون لقومية البجا فى مداها العريض وهى قومية غذت الشعر السودانى بأرقى بينه من لدن أبى امنة حامد ،كجراى ، الحلنقى . تعددت بحور وأوزان القصائد رغم غلبة واضحة لبحور الكامل ، الطويل والوافر وهى أيضا من أصعب البحور وتحتاج لنفس طويل وثراء فى المفردات والخيال . لاحظت أن بعض القصائد فى الديوان ليست من نظم من الشاعر بل ثبتها كونها مرفوعة إليه من شعراء اخرين ثبت ذكرهم وقام بتغطية شعرية (على طريقة مجادعة الهنباتة بالدوبيت فى بوادى وانادى السودان القديم مع التذكير أن الأنادى كانت فى فترة ما من مغانى الشعر والحياة عموما بالسودان وقد خصاها الطيب محمد الطيب بكتاب راقى جدا صدرت له أكثر من طبعة فإليه ينظر مثلما خصها صاحب الشرافة والنار محمد المهدى المجذوب وهو من شعراء الكتيبة كذلك بقصيدة تحت عنوان (راية الحانة ومطلعها : مريستنا ملأت برمة على فمها يستدير القمر وهى من أجود شعره ) لكل القصائد تلك وهذا يمنح الديوان قيمة كبرى كمنجم يمكن فى فجواته الحصول على اشعار لشعراء اخرين بعضهم مغمور هذا العصر الركيك الذى يحتفى ب (قليلى الأدب ) من الأدباء والأدبيات كذلك وهذا باب أخر. أبرز الشعراء الذين حوى ديوان الكتيب نتفا من خرائدهم المقتضبة التى قام أمير الكتيبة بتغطيتها هو المبدع السودانى الفذ التشكيلى الموسيقى والعابد الصوفى عثمان وقيع الله وقد (تجادع ) شعريا مع أمير الكتيبة خلال عطلة الفترة الدارسية التى قضاها الأمير بحاضرة ديكنز وثبت الأمير فى الهامش أن عثمان وقيع الله ( من خيرة الشبان الذين عرفتهم بلندن سنة 48-1949 )وقد تبادل معه رسائل شعرية . سوف أتوقف لاحقا فى هذه (المجادعة والله أعلم عبر التركيز على عثمان وقيع الله تحديدا ). نبهتنا السيرة المقتضبة للأمير على الغلاف الخلفى أنه قد سلخ عاما دراسيا بلندن 1948-1949 وقد تجلى هذا العام بقوة داخل خرائد الديوان حيث ثبت الأمير أكثر من خريدة من وحى ذاك العام متنقلا بين عدة مدن بريطانية منها بريستول و لندن تحديدا بيت السودان الشهير ومقهى شعبى فى غرب لندن يقال له The Clan ويعنى (ا|لأهل او العشيرة مالم يتم تصويبى كان يجتمع به المبعوثون من السودان (القديم ) بعد أن ضاق بهم بيت السودان حسب إعتراف أمير الكتيبة نفسه فى الهامش المنضبط .
بدر وبيدر المجاذيب الشاعر الفحل محمد المهدى المجذوب (1919-1983) أحد أعضاء جماعة الكتيبة وقد يكون اصغرهم سنا تجلى كثيرا داخل خرائد امير الكتيبة النور إبراهيم ولاحظت تطابق فى الكثير من موضوعات قصائد الشاعرين وتقريبا قرأت كلاما قديما لعبدالله الطيب (إبن بيرق ) يؤكد أن المجذوب لم يكمل مشواره مع جماعىة الكتيبة بل كانت عضويته مرحلية والله أعلم .
الأخ الأديب أحمد الأمين تحيَّات زاكيات لك ولضيفك حفيد المحتفي بشعره وإبداعه متابعين هذا البوست الهام جدا ، لجهلنا بهذا الشاعر الكبير وكذلك سوف نتعرف علي الكثير الكثير دمت ياأحمد كنزا من كنوز المعرفة في بلادي معزة كبيرة
12-12-2014, 11:06 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
مداخلة فى غير اليوم الموعود ردا على أخى المحترم عبيد الطيب ود المقدم الذى شرفنى بالدخول وقد قال ضمن ماقال واللفظ له : ( متابعين هذا البوست الهام جدا ، لجهلنا بهذا الشاعر الكبير وكذلك سوف نتعرف علي الكثير الكثير.) إنتهى إقتباسى من ود المقدم سقته الرياح والُمُزن .. كلنا كنا نجهل هذا الشاعر الضخم جدا الذى يحتل مرتبة عالية فى طبقات شعراء وطنه لاتقل عن طبقة التجانى والمجذوب وتوفيق صالح وإدريس جماع وتقريبا المنهج المدرسى الذى درسناه بمدارس السودان هو السبب فى ذلك خاصة أن المنهج المدرسى عهدنا به كان يركز على الشعراء المصرييين تحديدا ومدارسهم كجماعة أبوللو ، مدرسة الديوان و شعر شوقى وحافظ وعلى الجارم بصورة مزعجة جدا وشعراء لبنان تحديدا المهجريين و يحتقر إنتاج شعراء السودان وهم لايقلون قامة عن غيرهم من شعراء العربية لذا خلت مناهجنا التى ربت عقولنا من ذكر لمدارس وجماعات وتيارات شعرية مثل ( الكتيبة ) ( الغابة والصحراء ) وحتى جماعة (أبا دماك ) رغم صعوبة إدراجها بقوة فى طبقة (الكتيبة ) و (الغابة والصحراء ) خاصة لضعف الكثير من شعراء رموزها اى أبادماك وهذا باب واسع . كذلك الإعلام السودانى لايلتفت كثيرا للشعراء الكبار الحقيقيين بل يحفل بالشعراء الذى علاقتهم بالشعر مردها العلاقات العامة وجلسات الأصدقاء وتزكية الأحزاب (أحيانا منظمات المجتمع المدنى المؤدلجة تسوق كذلك شعراء لاقيمة شعرية لهم وتدفع بهم للواجهة بل ترشحهم لمهرجانات عالمية وجوائز مؤدلجة فيطفون كالبالونات على السطح بينما يغوص الشعراء الكبار فى القاع وهذا سبب جهلنا بهم .) تقريبا شعراء النصف الأول من القرن العشرين ومنهم النور إبراهيم جميعهم طواهم النسيان عدا التجانى (لأسباب تطول ) كذلك جلهم لم تصدر لهم دواوين حتى الراهن أو نفذت طبعات دواوينهم من المكتبات وصار الجيل الجديد لا يجد لهم أثرا خاصة حين سيطرت الأسافير (المزعجة ) عبر نشر القبيح والركيك من الشعر دون أن يجاز الشاعر أو الشاعرة خاصة أن الشاعر الحقيقى فى أى أمة ضرورى أن يُجاز بدقة عالية جدا جدا كما تجلى فى مجمل تأريخ الشعر لذا لازال العالم يحتلفون بشعراء كبار عبر قرون عديدة لم يتجاوزهم شاعر بعد لصعوبة ذلك . تحية مجددا عبيد الطيب ود المقدم .
تحية وتقدير الأخت نعمات عماد على المرور النوعى الراقى وعسى أن يرتفع البوست لمقام هذا المرور ولك الشكر مجددا وعسى أن تصل تحيتك إلى الأخ عمار فى (مناه ومعتزله ) على الضفة الأخرى من الهندى فيرد عليها بمثلها أو أحسن منها تمثلا بتلك الأية الكريمة فى سورة النساء المدنية . تحية مجددا لكى وللجميع قلت : لقد مهد و صدر أمير الكتيبة الشيخ النور إبراهيم لديوانه بتصدير مقتضب عبر لغة جزلة جدا فى صفحة واحدة فقط أستهلهما بتعريف لمصطلح (الكتيبة ) وقد نبهنا وداخل الهلالين له أنها : ((جماعة من من الشعراء الغاوين الف بين قلوبهم الأدب البرئ وقرب من أهوائهم تباعد سواهم فى الحياة الحزبية فشاقهم من ضروب الأدب الهاجاء خاصة وراقتهم الدعابة البريئة فرارا بنفوسهم من ملق العيش وجفاف الصلات ،وبعدا بها عن تلك الحياة الكالحة والأدبب المكفهر ،وخروجا بها عن تزمت مفتعل وجو بغيض تلبد بغيوم الحزية وأدبها الهزيل مما جعل حياة الأدب فيها خاصة ،ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج الديب يده لم يكد يراها. لاشك أن الحياة قاتمة على نحو ماذكرت ،لايجد جمال الأدب إليها سبيلا ،تحتم على النفوس أن تتلمس طريقها إلى ترفيه او تنفيس خلالها وإلا ذوت تلك النفوس وأضت مباهجها وهى فى ربيع الحياة – أن هذا ما حدا بشعراء الكتيبة إلى خلق جو تغمره المودة الخالصة المترجمة شعرا يعرف فيه الفضل ذووه ،ويقدر اهله حق قدره .اتخذ فرسان الكتيبة مكتبة الشيخ حسن بدرى صالونا ادبيا يجدون فى مقاعد المكتبة المتواضعة مالايجده سواهم فى المقاعد الوثير والأبسطة الوفيرة كما يجدون فى ىشيخ المكتبة من الخلاق الفاضلة مايعز وجوده فى سواه من اصحاب الجاه العريض والثراء الوفير . (إنتهى إقتباسى من تصدير أمير الكتيبة لديوانه رحمه الله ) . لاحظت فى إيجاز موجب حدد (أمير الكتيبة ) دستورها فى خمس نقاط تجلت جميعها عبر قصائد ديوانه وعبر هذا الدستور يتضح أن (الكتيبة ) جماعة شعرية يسودها النظام والإنضباط عبر الكتابة وفقا لمشروع شعرى وبيان نظرى فلسفى صارم جدا إلتزم به كل الأعضاء. لقد حوى الديوان أكثر من نص شعري عن (التقرير السنوى ) لجماعة الكتيبة من نظم أميرها أبرزها ذاك الذى جاء فى قافية (رائية ) لخريدة من نحو 26 بيتا به ذكر لمسقط راسه (الدويم ) ومطلعها : حتى متى يافؤادى الشوق يستعر ونار وجدك لاتبقى ولاتذر وذا البياض الذى ريع الفؤاد له أكان لولاتجنى البيض يستعر أما النحول الذى قامت أدلته على الصدود فما من وقعه تبتدر هما عقابيل عهد كان ريقه مجاجة العيش واللذات تبتدر مازلت ارمقه والعين ذارفة والنفس واجفة حتى بكى الشعر وظل قلبى تواقا يروعه رجع الصبا ولذاذات به أخر إذ (الدويم ) رياض كلها زهر ولليالى عيون كلها نظر ثم يذكر كل أعضاء ( الكتيبة ) وماحل بهم خلال العام 1947 (قبل العام من ميلاد الشاعر الكبير جدا عالم عباس ) عبر القريض وأعجب مافى هذه القصيدة عبارة بهامشها فحواها أن قبيلة (المحس ) النوبية الشهيرة ب (أرض كوش ) أصلها عربى يعود لقبيلتى (الأوس ) و (الخرزج ) سكان يثرب قبل الهجرة هذا حين داعب شيخ (الكتيبة ) الشهير بدرى الذى مكتبته هى ملتقى لشعراء (الكتيبة ) وهنا يتفق مع راى البروف يوسف فضل فى مؤلفه الكبير عن العرب بالسودان الذى نال به الأستاذية الكبرى من جامعة لندن وقد تاملته مرارا فى لسان توينبى وليس البوست مجال ذلك . كذلك إتضح من (التصدير ) المقتضب أن (شعراء الكتيبة ) حركة سياسية دون إعلان ذلك بوضوح مارست الإحتجاج الصارخ ضد الوضع السياسى السائد وقتها بالسودان المتمثل فى الإستعمار والحركة الوطنية المناوئة له عبر الاحزاب التى بدات تتشكل وقتها عبر الشلليات والتحالفات والمؤامرات وقد خصص الشاعر قصيدة للتحذير من مغبة التحزب بمعايير ذاك الوقت وقد صدق عقب سنوات طويلة حيث الأحزاب السودانية ( والحركات المسلحة المنبثقة من تلك الأحزاب ) هى اس القبح والفساد فى الحياة السياسية بالسودان اليوم علما أن الشاعر محمد سعيد العباسى المجايل لشعراء الكتيبة وهو أسن منهم جميعا له القدح المعلى عبر قريضه الصافى الجزل فى التحذير من بؤس التحزب فى خريدته الشهيرة التى ارسلها (يوم التعليم ) وقرأناها ضمن منهج اللغة العربية بالمرحلة المتوسطة فى السودان (القديم ) التى بها هذا المطلع العالى جدا: مـا لـي وللخمـرِ رَقَّ الكأسُ أو راقـــــــا___________________________________ وللصّبـابة تُصلـي القـلـبَ إحـراقـــــــا؟___________________________________ مضى زمـانٌ تسـاقَيْنـا الهـوى بـهـمــــــا___________________________________ فـي فتْيةٍ كرمـوا وَجْدًا وأشـواقــــــــــا___________________________________ زُهْرُ الـوجـوه متى سِيـمُوا الهــــوانَ لَوَوْا___________________________________ سـوالفًا كَصُوَى السـاري وأعـنـاقـــــــــا___________________________________ صحـبٌ حـمـلـتُ لـواء العـشق بـيـنهــــــمُ___________________________________ مـن قبـل أن يصـبح العـشـاقُ عـشّاقــــــا___________________________________ إذ لـيس فـي الـمذهــــــب العُذريِّ لَوْمُ فَمٍ___________________________________ أرضى فـمًا ومشـوقٌ ضمَّ مشـتـاقـــــــــــا___________________________________ يـا برقُ طـالعْ رُبـا الـحـمْرا وزهـرتَهـــا___________________________________ واسق الـمـنـازل غـيْداقـا فغـيـداقـــــا___________________________________ وإن مـررتَ عـلى «الـحُتّانِ» حـيِّ بــــــــه___________________________________ مـن الـمـنـاشِطِ قـيصـومًا وطُبّاقـــــــــا___________________________________ ومَنْ إذا سمعـوا مـن نحـونـــــــــا خبرًا___________________________________ واللـيلُ داجٍ أقـامـوا اللـيلَ إيراقـــــا___________________________________ إنـا مُحـيُّوكِ يـا أيـامَ ذي سلـــــــــــمٍ___________________________________ وإن جنى القـلـب مـن ذكراك إعـلاقــــــا___________________________________ والـيـومَ قصَّر بـي عـمّا أُحـــــــــــاولُه___________________________________ وعـاقنـي عـن لـحـاق الركْبِ مـا عـاقــــا___________________________________ وأنكرَ القـلـبُ لـذّاتِ الصِّبـــــــــا وسَلا___________________________________ حتى النَّديـمَيـن، أقْداحًا وأحداقـــــــــا___________________________________ أحـبُو إلى الخمسِ والستـيـنَ مــــــن عُمُري___________________________________ حـبـوًا وأحـمـل أقـلامًا وأوراقـــــــــا___________________________________ غـيري شدا فتعـالـوا الـيـوم فـاستـمعـوا___________________________________ شعـرَ النُّواسـيِّ مـن تلـحـيـنِ إسْحـاقـــــا___________________________________ شعـرٌ هـو الأدب العـالـــــــــــي أُنسِّقُه___________________________________ كـالـدُّرِّ عقـدًا وكـالخِيريِّ أطبـاقــــــــا___________________________________ أحْبُو بـه كلَّ مـن رَقَّتْ شمـــــــــــــائله___________________________________ مـنكـم وبـات إلى العـلـيـاء تـوّاقـــــا
الشاعر السودانى الفحل ولعله الأكبر فى ديوان الشعر السودانى محمد سعيد العباسى (1881-1963) وهو من جيل الهزيمة (حسب قاموس ود المكى ) فى تطور الفكر السودانى وقد عاصر المهدية وشهد الهزيمة الكبرى ب (كتلة كررى ) العباسى من قلة من شعراء السودان (القديم جدا ) الذين هاجرت نصوصهم إلى المنهج المدرسى (عهدنا به ) حيث تأملنا له خريدتان فى مقاعد الطلب هما : مليط (قبل عصر الجنجويد ) وقصيدة يوم التعليم وتقريبا قصيدة مليط قام بتدريسنا لها فى المجلد المتوسطة منتصف سبعين القرن الماضى الأستاذ سلام المهل (بفتح كل الحروف فى الإسم ألأخير وهو من أبناء أب زبد ويقيم اخر عهدى به بالنهود فله التحية والتجلة . محمد سعيد العباسى ضمن قلة من الشعراء الذين توقف عندهم كثيرا الطيب صالح حين كتب عبر الحب عن (وطنى السودان )) كذلك هاجر شعره إلى داخل (موسم الهجرة إلى الشمال ) عبر إستيقاظ مفاجئ لذاكرة محيميد وهو يستغل لورى تجاه أم در (القديمة ) كذلك هو من قلة من الرموز التى توقف عندها الشيخ حسن نجيلة فى (ملامح من المجتمع السودانى ) وقد إلتقاه فى بادية الكبابيش الملهمة ساحرة الجمال على ظهر بعيره الشهير مييما ربما صوب مليط وذكر أن الكبابيش كانوا يعاملون بإحترام بالغ كونه شيخا كبيرا فى السجادة السمانية . محمد سعيد العباسى من الشعراء الاوائل الذين ظهر نتفا من شعرهم فى ديوان هو ديوان العباسى و تحديدا وقفت على هذا الديوان خلال المرحلة الإبتدائية بالمجلد الشرقية حين عاد به فى إجازة صيفية (خالى جمعة عبدالكريم ) وقتها كان طالبا فى مدرسة سنار الثانوية.
اردت فقط ان احييك استاذنا احمد الامين احمد واحيي استنزالك لهذه الغمامة الطيبة لتسكب علي جفاف مداركنا غيثا يحي مواتها ويسقي عطاش ما بقي عليها من شجر .. غمامة الكتيبة التي روت بساتين الشعر السوداني ورياضه في الخمسينيات وبداية الستينيات فازهر واثمر .. وجذب اجيالا منا الي ادب شح توارده علي الناس بعد عكاظ والمربد وبعد رحيل شوقي وحافظ ..
اتابعك بشغف وفي مخيلتي زماننا ونحن صبية تلامذة في المدرسة الوسطي ياتينا كل اثنين اساتذتنا الاجلاء محمد سعيد معروف وابوزيد الجعلي ومحمود محمد الامين وقاسم المفتي ومنصور حسن امين وفي يد أحدهم (أيا ما تكون مادة حصته) جريدة السودان الجديد وهي احدي الصحف الاستقلالية ( وقد انقسمت صحف ما قبل الاستقلال الي استقلالية واتحادية ) وفي جوفها ركن للادب والثقافة تتصدره قصيدة لشعراء الكتيبة .. ويقرا علينا الاستاذ القصيدة ثم يطلب من احد التلاميذ قراءتها مرة اخري .. ويقوم بعضهم في نهاية الحصة بنسخ القصيدة علي السبورة لينقلها من يريد من التلاميذ .. ويتكرر هذا العمل في فصول المدرسة الاربعه فإن فاتك نقل القصيدة من سبورة فصلك ذهبت لنقلها من سبورة فصل آخر ...
كانت الجريدة لا تجاوز الاربعة صفحات ورغم ذلك تخصص نصف صفحة للادب .. وكانت للشعر مكانة عند السودانيين فجعلت الصحف للشعر مساحة يسكن القاريء اليها ويتردد عليها جيئة وذهوبا .. وينتظر الناس مساحة الكتيبة كل اثنين فتجذبهم صورة أمير الكتيبة الاستاذ النور ابراهيم بقميصه الابيض وجسده النحيل وصورة فارسها منير صالح عبد القادر بشعره المصفف بعنايه فيعرفون امام من سيقفون ذلك الاسبوع .. وكان فرسان الكتيبة ومن ينسبون اليها بقامة الامير بيانا وفصاحة .. ولم يكن بوسع الكل اقتناء الجريدة .. فكان الناس يتبادلون الصحف بعد قراءتها .. الا صحيفة السودان الجديد فقد كان تداولها يوم الاثنين كالغول والعنقاء والخل الوفي ..
استاذي احمد الامين احمد .. جزاك الله خيرا واثابك ثواب من روي عطش كبد رطبة .. وسنتابع بحسرة فنحن جيل تحولت بعده المكتبات الي حوانيت (قرطاسية) وعز نشر الكلمة البليغة والعلم النافع ..
وعش سالما
عمر علي حسن
12-13-2014, 03:29 PM
يحي قباني
يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18742
Quote: العشرية الأولى (حسب قاموس المحبوب عبدالسلام أحد أبرز المسبحين بترهات شيخه الجايط حسن !!) امن القرن العشرين الميلادي لتى كان الشاعر التربوى النور إبراهيم أمير الكتيبة المتوج من خواتيم مواليدها أول من رأى النور فى مستهلها 1900 هو الزعيم إسماعيل الإزهرى المولود فى مفتتح القرن العشرين ثم ثلة من شعراء الحقيبة منهم على المساح (1903) تحديدا وعتيق أيضا (1909) والشيخ حسن نجيلة 1905 (فى رواية أخرى 1908) المحجوب الشاعر والسياسى الضخم (1909) معاوية نور الناقد الفذ(1908) نصر الحاج على (أول مدير سودانى لجامعة الخرطوم ) العلامة تجانى الماحى (1908 ) والناظر بابو نمر على الجلة (1910) والكنار الصيدح إبراهيم الكاشف . >
تلك العشرية الأولية انجبت أيضا عمالقة الحقيبة سيد عبد العزيز 1900 عمر محمد عمر البنا 1901 محمد احمد سرور 1901 مصطغي بطران 1904 عبيد عبد الرحمن 1908 محمد البشير عتيق 1909 عبد الكريم مختار كرومة 1910
و غيرهم ممن قد لم تسعفني ذاكرتي بذكرهم ...
لا شك ان أبناء تلك العشرية و قبلهم بقليل أمثال خليل فرح و ود الرضي و ابوصلاح و العبادى
هم من شكلوا وجداننا و هذبوا مذاقنا و استيعابنا للجمال ...
12-14-2014, 01:52 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وشكر مجددا الأخ عمار يس على النسخة ولاحظ مدى تحريك نسخة عبرت المحيط الهندى وأستقرت عندى لذاكرة الأستاذ المحترم عمر على حسن وتحريكه ليراعه المنضبط ليجول عبر (الكتيبة ) فى فترة ما من سنوات تكوين علمه بمدارس أم در القديمة وقتها كانت أشعار شعراء الكتيبة بقيمتها العالية هى بعض الغذاء المعرفى والفكرى الذي يغذى عقول طلاب زُغب الحواصل (حسب قاموس الحطيئة ) فيتناقلونه وينشدونها وينسخونها باليد وليس عبر ألواح (المحمول ) الذى للأسف الشديد رغم أهميته قد أفسد ملكة العلم والحفظ والتحصيل فى عقل تلاميذ اليوم حين فسد العلم بسبب سهولته (العلم غالى جدا ويجب تحصيله بصعوبة ) من مداخلة (قديمة )لسعادة اللواء عمر على حسن (له الإحترام الشديد ) علمت أنه قد درس بخورطقت فى ذاك العهد الرهيب الذى أنتج عقولا من لدن شاعر أمتى محمد المكي و (الراحل فى الليل وحيدا ) عبدالرحيم أبوذكرى وقتها كانت خورطقت فى رفقة سيدنا وحنتوب الجميلة تسمو بشموخ على كل نظيراتهم فى العالم الثالث ويصطفون عن جدارة فى ذات مقام مدرستى إيتون وهارو بأرض شكسبير حيث العلم النوعى النادر عليه يأ أستاذ عمر على حسن أنت بجدارة (أستاذنا ) جميعا بحكم المنطق والتأريخ ونحن جميعا تلامذة فى مجالس درسك وأشكرك على المتابعة والمداخلة الثرة جدا التى أضافت الكثير جدا ل (الكتيبة ) كبوست وقيمة مداخلتك ومداخلة الأخ يحي قبانى تكمن أنكما من أبناء أم در القديمة وهى موحى ومغنى شعراء الكتيبة وغيرهم من شعراء وطنى (القديم ) ولاحظت تجلى مذهل فى (الكتيبة ) لأمدر كإنسان ومكان ومغنى وسوف أتوقف عند ذلك مع التأكيد أن أم درمان بعد نحو القرن ونيف من تأسيسها تحت (الرماح والتهليل ) حسب تلك الأغنية ربما للدرويش المبدع الفرجونى قد صارت اى أم در اليوم متحفا بشريا عبر الوجوه والأماكن التى بها وتجلت فى كافة الجمال السودانى عبر مختلف ضروبه . شعراء (الكتيبة ) كانوا يجتمعون فى مغنيين من أم در هما : مكتبة الشيخ بدرى وصاحبها هو شيخ الكتيبة وأحد أبرز شعرائها وتقريبا عند وصولى ام در أول مرة منتصف سبعين القرن الماضى عبر (قطار الغرب ) حسب قاموس ود المكى رايت (كشك ) شرق البُسطة وغرب جورج مشرقى عليه لافتة صغيرة للمكتبة وتقريبا إندثرت الأن مثلما إندثرت (قهوة يوسف الفكى ) وغيرها من مغانى الإ لهام علما ان مكتبة شيخ بدرى كانت بعض موحى التجانى والمحجوب كذلك وهما من شعراء نصف القرن الماضى لذا لهذه المكتبة قيمة نادرة جدا فى تأريخ الجمال السودانى (أرجو تصحيحى إن كان تحديدى لموقع المكتبة غير دقيقا مع الشكر .). كذلك كاوا يجتمعون أحيانا فى ( صيدلية العاصمة ) حيم كان يعمل بها فترة عضو (الكتيبة ) منير صالح وهو من كتب مقدمة الديوان قيد (التأمل ) وسوف افرد لمقدمته الراقية جدا أكثر من مداخلة وصورة وإضاءة . بحكم أم درمانيتك هل يمكن تحديد موقع (صيدلية العاصمة ) تلك علما أن (مكتبة بدرى ) (وصيدلية العاصمة ) لو كانتا فى دولة مثل بريطانيا او فرنسا أو المانيا حيث الذاكرة والإحتفاء بالثقافة بصورة مدهشة لتم بعثهما من جديد وتحويلهما لصرح ثقافى ومزار سياحى ووضع لوحة إرشادية تظل قرون عديدة تؤكد أن فى هذا المغنى كان شعراء الكتيبة يجتمعون لتدارس الشعر وربما يتم تجسيد كل الشعراء عبر تماثيل .. لك التحية مجددا وأعتز كثيرا بالمداخلة النوعية وسوف اجتهد كثيرا للإرتقاء بالبوست إلى مقام راقى هو مقامك .
تحية وتقدير الأخ يحي قبانى وأعترف أن مداخلتان منك عبر (البحيرات الخمس والأطلنطى ) كذلك هذا الشتاء فوق طاقتى وأعتز بهما كثيرا وعسى أن يتابع الأخ عمار تحياتك له . من مداخلتك الثانية : (لا شك ان أبناء تلك العشرية و قبلهم بقليل أمثال خليل فرح و ود الرضي و ابوصلاح و العبادى
هم من شكلوا وجداننا و هذبوا مذاقنا و استيعابنا للجمال) إنتهى إقتباسى الملفت فى الأسماء أعلاه وكل إسم منها يوزن منجم دهب أنهم جميعا من مواليد القرن التاسع عشر فى فترة المهدية وعايشوا (كتلة كررى ) لذا هم من (جيل الهزيمة ) وهاجروا جميعا إلى القرن العشرين عبر إبداعهم بصورة جعلتهم كأنهم يحيون بين أمتهم اليوم فى العشرية الثانية من القرن الجديد . تقريبا إسم أى واحد من الأربعة أعلاة يكاد يّذكر أكثر من مرة فى وسائط الإعلام بالسودان عبر التغنى بدررهم . من الأربعة يكاد شيخ العبادى يسمو بقوة ويقف بشموخ كونه عبر مسرحه القومى أول من نبهنا إلى قبح الإعتزاز بالقبيلة مؤكدا أن (الجميع سودانى ) لذا تتضح أهمية العبادى اليوم حيث صارت القبلية هى أس الحكم وصار الكثير من السودانيين يتعالون جهلا على غيرهم بسبب الإنتماء القبلى . الطيب صالح فى سؤاله الشهير سأل نفسه إن كان (هؤلاء ) قد سمعوا كابلى وأحمد المصطفى ومدائح ود سعد وحاج الماحى ؟ وأنا إستنادا على قائمتك وبها (سايق ) الفيات الشيخ العبادى أسأل إن كان (العنصريون ) بالأسافير قد سمعوا او قرأوا (مسرحية المك نمر ) للشيخ العبادى التى عبرها حذر من مغبة الإعتداد بالقبيلة . تحية مجددا قبانى ومثلها لعمار وعموم من يتابع .
لم يتكرم علينا ( أمير الكتيبة) الشاعر الفحل النور إبراهيم النور رغم جوده الباذخ الذى تجلى عبر أكثر من خريدة لها ألهمها شواء (حنيذ)أولمه لجماعة الكتيبة فى داره العامرة بأم در بأسماء شعراء الكتيبة فى تصديره لكن داخل الديوان نجد جل أسماء هؤلاء الشعراء وبعضهم عبر لقبه أو كنيته عبر خرائد تتفاوت حجما قام برفعها إليهم وقد ثبت أسماء بعضهم كما كنى بعضهم وأشار إلى أخرين بالقاب تجلى ذلك فى : 1- قصيدة : رسم الدخول فى الكتيبة ..إلى شعراء الكتيبة سنة 1940 ( عام تدشين الكتيبة وكان ذاك قبل أربع سنوات من ميلاد الشاعر الكبير محمد عبدالحى وقتها كان شاعر أمتى محمد المكى (فى المهد صبيا ) وكذلك الشاعر الكبير جدا النور عثمان أبكر . ) 2- قصيدة : وداع إمام (سنة 1950 ) وإمام هو إمام دوليب ربما شقيق الشاعر الكبير السر الدوليب ( تغنى له الكنار الشفيع ، عثمان حسين ، إبراهيم عوض ، وردى ومحمد ميرغنى وكفى ) حين هم بهبوط مصرا شأن بنى إسرائيل لكن ليس طلبا ل (فومها وعدسها بصلها بل بحثا عن علم دينى عبر التخصص فى الوعظ والإرشاد ومطلع القصيدة وهى فى باب الهجاء أدخل إستناد ا على دستور الكتيبة الذى من بنوده هجاء كل من رغب فى السفر من الأعضاء ويقرأ : أحسنت يوم وداعه فأساء وأشاح بالخد الأسيل حياء عبثا يحاول أن يكفكف عبرة حرى جرت من مقلة نجلاء ولك بحثت عن العزاء فلم أجد أبدا وحقك يوم ذاك عزاء هون عليك فلست أول راحل شرقت به كل القلوب وفاء وفى القصيدة ذكر ل (الكركدن ) ولعله وحيد القرن والله أعلم (أرجو تصويبى ) ولم أقف على هذا الحيوان الشرس داخل قاموس الشعر السودانى سوى فى قصيدة لمحمد عبدالحى (1944-1989 ) فى قصيدة مرفوعة للشاعر النيجيرى شهيد حرب بيافرا الإنفصالية كريستوفر أوكيغبو فى ديوان (الله زمن العنف ) الصادر بعد رحيله . بذات الخريدة لأمير الكتيبة جاء ذكر لجل أعضاء الكتيبة شعرا منهم : (عفان ) أستاذ النثير بدستها شهم يفيض رجولة ووفاء ونبهنا فى الهامش المنضبط أن عفانا هذا هو (أحد فرسان الكتيبة ) وهو عثمان أحمد عمر (شقيق قيلى أحمد عمر الصحفى الشهير ) وأستطرد الأمير فى هامش أخر أن عفانا قد حاول الشعر ولم يطاوعه لذا كانت مشاركته فى الكتيبة فى باب النثر أدخل وهذا ملفت . وقفت على ذكر مقتضب لعفان هذا فى مذكرات أغبش لعبدالله رجب وقد تحدث عن عمود صحفى له قديم عن (شقاوة إبناء ام درمان ) ورشح أغبش وهو (بصير بالرجال ) على المك (توفى عام رحيل كرف وعتيق ) لمواصلة هذا النسق من الكتابة لهم الرحمة جميعا . 3- قصيدة :إلى اليمانى والحلبى وهما من شعراء الكتيبة . 4- قصيدة : الشيخ والسينما ( الشيخ هو الشيخ الشاعر حسن بدرى صاحب المكتبة التى كانت من مغانى الكتيبة ) 5- قصيدة : كرف وكرف هو الشيخ محمد عبدالقادر كرف (1911-1992 ) وربما يكون أكثر أعضاء الكتيبة شهرة ومقدرة شعرية خاصة أنه معاصر للتجانى فى المعهد العلمى وقد رفعه جمال محمد أحمد (يمر قرن على مولده أى جمال محمد أحمد العام بعد المقبل 2016 فهل إنتبه أحد تحديدا إتحاد الكتاب السودانيين الذى جمال رئيسه الأول ) فى تقديمه ديوان عمر عبدالماجد (أسرار تمبكتو القديمة ) إلى طبقة نجوم الفجر للرومانسية السودانية وتضم التجانى والهادى العمرابى (تغنى له الأتبراوى بأغنية وكذلك ود البادية ب (مى ) وهى طبقة رفيعة جدا علما أن عبدالله الطيب قد رثاه أى كرف بنونية شهيرة ثبتها فى القسم الثانى من الجزء الرابع من مؤلفه الضخم (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها ) وإليه ينظر . أشار (أمير الكتيبة ) إلى كرف عدة مرات فى الديوان بأسماء والقاب مختلفة منها (شاعر الخور ) ونبهنا فى الهامش أن الخور هو ذاك الخور (القديم ) بفريق العُمدة بأم در وعلى ضفافه يقع بيت كرف . 6- قصيدة : إلى الأستاذ منير (هو منير صالح عبدالقادر ) وقد حظى بنصيب الأسد من قصائد الأمير وأشار إليه فى إحداها بكنيته وهى (أبو الفرزدق ) والفرذدق هو إبن منير مثلما له إين إسمه جرير وقد خص الأخير الشاعر المجذوب (عضو كتيبة فى فترة ما ) بقصيدة لعلها فى (نار المجاذيب ) او (الشرافة والهجرة ) و نسختاى من الديوانين بعيدتان عنى راهنا . لخص (أمير الكتيبة ) رسم الدخول إلى الجماعة فى خريدة من قافية (قافية ) وهى قافية صعبة ونادرة جدا فى القريض العربى فى مجمل عصوره ولم أقف عليها سوى عند قلة منهم (رؤبة بن العجاج )ه بها إشارة عميقة جدا لأعمى المعرة البصير بالشعر وعزلته الموجبة ومطلعها : سموت بنفسى عن وداد صديق ونهت قلبى عن أخاء رفيق واسلمنى طول إختبارى إلى القلى فأبت بيأس فى الفؤاد عميق نبذتهم نبذ النواة وإننى كما علموا بالود جد خليق وخالفت أستاذ المعرة إذ نأى بقلب يعنيه الفراق خفوق وهى من أطول قصائده وعبرها ذكر كل أسماء الأعضاء ورفع إليهم التحايا .
الشيخ الطيب السراج (1893-1963) من جيل الهزيمة (ربما ) وشهود (كتلة كررى )بعينى طفل شأن العبادى وأبى صلاح . الشيخ الطيب السراج هو الأب الروحى (غير المعلن ) لجماعة (الكتيبة ) عبر جلوس جميع أركان الكتيبة فى حلقات درسه لعلوم العريية مع ملاحظة أن (جماعة الكتيبة ) خلطة سحرية مدهشة من خريجى (كلية غردون ) و (المعهد العلمى ) وهذا نادر جدا فى التشكيلات الجمالية السودانية حيث جلها من معسكر واحد وليس من خليط . لم اقف على (تجلى سحرى ) للشيخ السراج داخل ديوان (الكتيبة ) لكن عبر (قراءات قديمة جدا جدا جدا ) وقفت على (تجلى له ) عند احد شعراء الكتيبة محمد المهدى المجذوب حين رثاه بقصيدة من ارقى شعر الرثاء بالسودانى (القديم ) ربما مطلعها : الشط لاتدنو منه اليوم الشط اليوم دمُ والشط المذكور هنا هو شط النيل السعيد (حسب قاموس عتيق فى قم نرتشف خمر الغرام ) حيث درج الشيخ السراج (ألأب الروحى للكتيبة واحد أكبر علماء اللغة بالسودان القديم وربما الجديد كذلك ) على ترويض فرسه الأسود اللون و تعليمه القفز على الأساطيل حين كان يدخله عنوة على (معدية شمبات أب روف ) وقد أسهب الشيخ عبدالله الطيب وهو ليس عضو كتيبة لكنه من (اصدقاء الكتيبة وتجلى كثيرا داخل الديوان ) فى ذلك حين تحدث عنه بحب شديد فى (حقيبة الذكريات ) وإليها فلينظر .
Quote: الملفت فى الأسماء أعلاه وكل إسم منها يوزن منجم دهب أنهم جميعا من مواليد القرن التاسع عشر فى فترة المهدية وعايشوا (كتلة كررى ) لذا هم من (جيل الهزيمة ) وهاجروا جميعا إلى القرن العشرين عبر إبداعهم بصورة جعلتهم كأنهم يحيون بين أمتهم اليوم فى العشرية الثانية من القرن الجديد . تقريبا إسم أى واحد من الأربعة أعلاة يكاد يّذكر أكثر من مرة فى وسائط الإعلام بالسودان عبر التغنى بدررهم . من الأربعة يكاد شيخ العبادى يسمو بقوة ويقف بشموخ كونه عبر مسرحه القومى أول من نبهنا إلى قبح الإعتزاز بالقبيلة مؤكدا أن (الجميع سودانى ) لذا تتضح أهمية العبادى اليوم حيث صارت القبلية هى أس الحكم وصار الكثير من السودانيين يتعالون جهلا على غيرهم بسبب الإنتماء القبلى . الطيب صالح فى سؤاله الشهير سأل نفسه إن كان (هؤلاء ) قد سمعوا كابلى وأحمد المصطفى ومدائح ود سعد وحاج الماحى ؟ وأنا إستنادا على قائمتك وبها (سايق ) الفيات الشيخ العبادى أسأل إن كان (العنصريون ) بالأسافير قد سمعوا او قرأوا (مسرحية المك نمر ) للشيخ العبادى التى عبرها حذر من مغبة الإعتداد بالقبيلة . تحية مجددا قبانى ومثلها لعمار وعموم من يتابع .
اما الملفت حقيقة استاذي احمد الأمين ...
هو حرفية كتاباتك و تحليلاتك و سبرك لأغوار حقبة عجيبة و مثيرة للدجل أحياناً ...
غير متأثراً باي كتابات أخري ... وهو ما قل وجوده في أيامنا هذه ...
انا أحيي فيك هذه المثابرة ... و النظرة المتفحصة للتأريخ بعيون واعية وقلم حر ...
Quote: وفى القصيدة ذكر ل (الكركدن ) ولعله وحيد القرن والله أعلم (أرجو تصويبى )
استاذنا الامين .. نتابع هذا التناول العبقري لشعر وشعراء الكتيبه ومن طاف حولهم من اساطين الادب السوداني الذين شكلوا معهم وفي زمانهم وزمان قريب من زمانهم فطرة السوداني المثقف وغير المثقف في تذوق الشعر خاصة والكلمة المضمخة بالابداع والرصانة عامة ..
ونجد عندك صبرا وتجويدا يزيد نهم القارئ لعبّ المزيد من هذا المنهل العذب .. فلا جاء يوم شكرك .. وسنواصل الترقب والمتابعه ونستزيدك لتعيدنا لزمان العيش الخلي والوقت الملي بالنفع .. وهو زمان كالمرآة يعكس سجية اهله الذين لا يشغلهم الغث ولا يجتذبهم اللغو ..
اما الكركدن فهو وحيد القرن او الخرتيت كما تعرفه العامية السودانية .. وقد كان رمزا لوطننا وشعارا لجمهوريتنا عقب الاستقلال وحتي 1970 حينما استبدلته مايو بصقر الجديان ..
وقد قيل لنا ونحن صبية ان اختياره رمزا وشعارا جاء لانه لايوجد الا في السودان بعد ان خلت من نسله الدول الافريقية كلها .. ولا يوجد في بلاد اسيا الا نوع آخر منه له قرنان وليس كمثل خرتيتنا بقرن واحد
والكركدن تعرفه العرب رمزا للقوة التي لا مثيل لها ولما يظن به من غرور وخيلاء .. وقد ورد في شعر القدامي والتقيته علي ما اذكر عند المتنبي وعند شوقي ..وسمعت قديما اغنية للشحروة الراحلة صباح مطلعها يا كركدن تتحدث عن جبروت وسطوة من تعشق .. وكانت تذاع كثيرا من اذاعتنا في الخمسينات او الستينات ..
ويتميز الكركدن بسمات فريده فهو ضخم الجثة وشديد القوة والسرعه .. وله قرن وحيد في مقدمة راسه وليس في مؤخرته كبقية الحيوانات .. حتي في حالة الكركدن الاسيوي والذي يسمي بالسومطري الذي له قرنان ، فان قرنيه مصفوفان خلف بعضهما .. وهو يماثل في حجمه فرس النهر الذي يعرف في السودان بالقرنتي .. وربما يكون حجمه اكبر .. وهو يسير في خط مستقيم ويصعب عليه الالتفاف لليمين او اليسار الا اذا توقف عن الركض او اذا اصطدم بجسم اخر .. ويقوم الصيادون بمتابعته من الخلف ليسهل صيده .. ويقال ان النجاة منه سهلة ولا تتطلب من الطريده الا ان تنحرف يمنة او يسرة فتفلت منه ويظل هو منطلقا حتي يتوقف بعيدا ليستدير ويعود اليها .. لذلك غلب الوصف بانه حيوان بليد .... وربما لذلك ظل اهل السودان لا يتفاخرون به كرمز او شعار .. ومن ثم تم استبداله بقشعم الجو صقر الجديان ..
وهو ايضا حيوان منقرض فانثاه لا تحبل الا مرة كل ثلاث سنوات ..
ولقد رأيناه في حديقة الحيوان بالخرطوم .. زمان ..
عمر علي حسن
12-17-2014, 06:24 AM
عبدالكريم الامين احمد
عبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32523
هلا يا سودانيز وحياكم الغمام وحي صديق الزمن الجميل ومراتع الصبا عمار يس النور وفي حضرة هذا السفر يا احمد عدنا شفيفا للمتابعة او كم يعود طاير السمبر من غيابه السرمدي ليعود معتلي اشجار الدندور نواحي دينقا ام الديار ويتابع
وسنتابع
12-17-2014, 05:25 PM
عبيد الطيب
عبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1802
Quote: بها إشارة عميقة جدا لأعمى المعرة البصير بالشعر وعزلته الموجبة ومطلعها : سموت بنفسى عن وداد صديق ونهت قلبى عن أخاء رفيق واسلمنى طول إختبارى إلى القلى فأبت بيأس فى الفؤاد عميق نبذتهم نبذ النواة وإننى كما علموا بالود جد خليق وخالفت أستاذ المعرة إذ نأى بقلب يعنيه الفراق خفوق
الأديب السعودي الراحل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري أرهقه شيخ المعرة بتأملاته وعزلته، حتي أنه إستحضر شيخ المعرة في كتابٍ رائعٍ بعنوان أبا العلاء... "ضجر الرَّكبُ من عناء الطريق" والجميل أنه تخيل معه حوارا رائعا، قد يكون جسرا بين الماضي والمستقبل يخاطب التويجري شيخ المعرة في الختام قائلا شيخ المعرة: "مطيتي واقفةٌ ببابك، يدي ممسكة بخطامها، ميمما بها صحراء العرب، ولعل زائرا أوزائرة من الصحراء، في جيلٍ من الأجيال،يأتون إليك في سعة من الخطو،ذهابا وإيابا ليقولوا لك وعنك مالم أقله!!"
Quote: ويتميز الكركدن بسمات فريده فهو ضخم الجثة وشديد القوة والسرعه .. وله قرن وحيد في مقدمة راسه وليس في مؤخرته كبقية الحيوانات .. حتي في حالة الكركدن الاسيوي والذي يسمي بالسومطري الذي له قرنان ، فان قرنيه مصفوفان خلف بعضهما .. وهو يماثل في حجمه فرس النهر الذي يعرف في السودان بالقرنتي .. وربما يكون حجمه اكبر .. وهو يسير في خط مستقيم ويصعب عليه الالتفاف لليمين او اليسار الا اذا توقف عن الركض او اذا اصطدم بجسم اخر .. ويقوم الصيادون بمتابعته من الخلف ليسهل صيده .. ويقال ان النجاة منه سهلة ولا تتطلب من الطريده الا ان تنحرف يمنة او يسرة فتفلت منه ويظل هو منطلقا حتي يتوقف بعيدا ليستدير ويعود اليها .. لذلك غلب الوصف بانه حيوان بليد .... وربما لذلك ظل اهل السودان لا يتفاخرون به كرمز او شعار .. ومن ثم تم استبداله بقشعم الجو صقر الجديان.
شكرا سماحة اللواء علي الشرح الوافي وتحيَّات صادقة من القلب لك ولصاحب البوست ولجالب صُرَّة مسك كبد العشاري، عبر كبد الهندي ولجته، كما قال أحمد.... وللأستاذة نعمات وللأستاذ يحي قباني والمهندس عبدالكريم الأمين "كيكي" عرفت أخي أحمد ان بوستك سوف يكون سفر قيِّم جدا الكثير من شارحي التراث قالوا العنزة هي وحيد القرن ولكن أهل البادية قالوا بغير ذلك وقالو العنزة حيوان آخر وهو من اشجع الحيوانات، وفي التراث "عنزة وقرونو سنان" وقيل أن الشيخ علي التوم ناظر عموم قبائل الكبابيش(1911-1938) عندما أمسك الشيخ عبدالله ودجادالله ودبليلو ناظر قبائل كواهلة الغرب أمسك الشيخ عبدالله قلم السكرتير الإداري.. الإنجليزي الشهير "ماكمايكل" (1926-1934)معلنا رفضه ، لحكم المفتش الإنجليزي،لأنه نزع أرض تتبع للكواهلة...، وصار من وقتها كنية الشيخ عبدالله ودجادالله عند أهل البادية"كسَّارقلم مكميك" فقال الشيخ علي التوم:"الشيخ عبدالله ودجادالله.فارسن عنزة" وحتي الأديب الراحل الزعيم زين العابدين الهندي ذكر العنزة صراحة فيك الفيل وفيك العنزة والجاموس وفيك صقر الكواهلة العينو كالفانوس الباحثون قالوا: أن الشريف كان يقصد بصقر الكواهلة الشيخ ودجادالله ولكن أيضا يوجد صقر الكواهلة وصقر الجديان وصقر الجو، وصقر الجو أخطرها وأقواها وأشجعها، ولا يستطيع أي كائن أن يصل لصغاره ، حتي وإن كلفه حياته، وهو كذلك جميلا ولونه به سواد وزرقة السماء وشُعلة ، كلها تشكل لمعانا وبريقا ، فليته كان شعار السودان، شاهدته في الثمانينات والتسعينات ولكن في الألفين إختفي تماما ولم أشاهده، معزة صادقة
12-18-2014, 10:54 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وتقدير مجددا ودإبراهيم ( كما كان يناديك العندليب الصيدح زيدان له الرحمة والمغفرة ولامه التى كان بارا بها فى حياته الأولى ) وعدت المتابعين الكرام العودة إلى البوست لأجل شيئين ياقبانى هما (واللفظ لك ): ( المتعة...
ثم النهل من هذا المعين) إنتهى وعد قبانى له التحية مجددا وقد شرفنى بثلاث مداخلات (رُقت حواشيها أحلى عندى من الدنيا ومافيها ) حسب خريدة لتوفيق صالح جبرين . أرجو أن تعود كثيرا ياقبانى وتثرى وتضيف وتصوب وتقترح خاصة إنك تقف على كنز نادر جدا من الأرشيف الثر الذى حزته بجهدك الخاص وهو جهد مؤسسة. أنت فى مداخلتك الثانية ذكرت أربعة من شعراء من مواليد نهاية القرن التاسع عشر منهم خليل فرح والعبادى فعسى أن تجمل البوست كثيرا ب (خمريات خليل فرح ) إنشاد عبدالعزيز داؤود أو (ياعازة الفراق بى طال ) لشيخ عبادى بصوت عصفور السودان أو أحمد الطيب أو إسماعيل حسب الدائم ولك الود والتقدير ياقبانى **** تحية مجدد وإحترام بالغ لأستاذنا الجليل عمر على حسن وقد إرتفع بمداخلته الثرة جدا حول (الكركدن ) الذى جلبه لقاموس الشعر السودانى أمير الكتيبة النور إبراهيم ثم محمد عبدالحي من بعد إلى مقام عالى جدا فى المعرفة بالحيوان هو مقام العلامة الدميرى مؤلف كتاب (حياة الحيوان ) وهو من ارقى المؤلفات فى العربية عبر ندرة مجاله إستوقفنى من مداخلتك مايلى واللفظ لك : (ما الكركدن فهو وحيد القرن او الخرتيت كما تعرفه العامية السودانية .. وقد كان رمزا لوطننا وشعارا لجمهوريتنا عقب الاستقلال وحتي 1970 حينما استبدلته مايو بصقر الجديان ..
وقد قيل لنا ونحن صبية ان اختياره رمزا وشعارا جاء لانه لايوجد الا في السودان بعد ان خلت من نسله الدول الافريقية كلها .. ولا يوجد في بلاد اسيا الا نوع آخر منه له قرنان وليس كمثل خرتيتنا بقرن واحد)) إنتهى إقتباسى من سعادة اللواء عمر على حسن له التقدير والإحترام الشديد جدا. قلت : مفردة (الخرتيت ) فى العامية السودانية المرادفة لوحيد القرن والكركدن لم أقف على شاعر سودانى وظفها فى قاموسه الشعرى سوى الشاعر الكبير جدا والفيلسوف جيلى محمد صالح ( تغنى له عثمان حسين ،وردى ،سيد خليفة و عثمان مصطفى وكفي ) عبر مطولة شعرية أشبه بالمسرحية صدرت بعد الإنتفاضة عن دار جامعة الخرطوم للنشر هى ( أحاجى الخرتيت ) . قلت أيضا ياأستاذنا عمر عن الخرتيت : (وهو ايضا حيوان منقرض فانثاه لا تحبل الا مرة كل ثلاث سنوات) إنتهى الإقتباس تصديقا لحديثك المنضبط فقد ورد خبر مزعج جدا ومؤلم فى موقع بى بى سى الإنجليزية والعربية فى اليومين الأخيرين مفاداه نفق أخر وحدي قرن ذكر عن عمر ناهز 44 عاما (للمفارقة هو ذات عمر الشاعر الكبير جدا محمد عبدالحي الذى إنتبه للكركدن ووظفه شعريا حين مات 1989 له الرحمة . أدناه نص الخبر كاملا عن بى بى سى العربية ويليه الرابط نفق حيوان وحيد القرن الذكر الأخير في الولايات المتحدة بحديقة حيوانات سان دييغو الأمريكية. ويعتقد أن أنغاليفو البالغ من العمر 44 عاما توفي بسبب الهرم. ويتبقى من هذه السلالة النادرة والمهددة بالانقراض 5 حيوانات فقط في العالم. وتؤوي حديقة سان دييغو، في كاليفورنيا، واحدا من هذه السلالة بينما يوجد حيوان آخر في حديقة حيوانات بجمهورية التشيك، أما الثلاثة الأخرون فيعيشون في محمية طبيعية في كينيا. ويتعرض وحيد القرن إلى القنص حتى قارب الانقراض بسبب قيمة قرنه الذي يستخدم في صناعة مقابض الخناجر. وجاء في بيان وقعه محافظ حديقة حيوانات سان دييغو، راندي ريتشيز، إن "نفوق أنغاليفو خسارة كبيرة لنا جميعا". ولم يفلح القائمون على الحديقة في وقت سابق، في مزاوجة أنغاليفو مع الأنثى نولا. بينما اعترف المشرفون على المحمية الطبيعية في كينيا أن وحيد القرن الذكر الوحيد الذي لديهم لا يمكنه التكاثر طبيعيا. وتفيد تقارير بأن الجهود تنصب حاليا على التخصيب بالأنابيب لحماية هذه السلالة من الانقراض.. إنتهى الخبر المؤلم حسب وروده نصا فى ب بى سى العربية . *** ياعبدالكريم اللمين سعدت بالمداخلة وتعكس مدى وتقديرك لصحبك القديم (جدا ) عمار يس خاصة إنك قد تواريت طوعا عن المنبر العام فى الفترة الأخيرة ** سوف أعقب بعد لحظات على أخى عبيد الطيب ود المقدم والله أعلم مع الود للجميع . تم حذف صورة (الكركدن ) والرابط للخبر عن بى بى سى نسبة لفتلهما للبوست .
تحية وتقدير مجددا ود المقدم عبيد الطيب فى عودتك الثانية للبوست وبها أسعد كثيرا ولاحظ ياعمار يس وأنت ( متابع ) بعين صقر من وراء المحيط الهندى للبوست مدى قوة الأثر الموجب الذى احدثه قاموس جدك المُزدان ب (الحوشى ) عبر ذكر الكركدن وغيره من مخلوقات الله المسبحة بحمده والراعية فى أرضه التى لايملكها سواه وهو الملك المالك الملك المليك فى ذواكر كرام متابعى البوست من لدن سعادة اللواء عمر على و الأستاذ عبيد ود المقدم و إسهابهما الموجب فى الحديث عن (الكركدن ) و (المعرى ) وهما من مفردات وشخوص شعر جدك رفيع القيمة . من مداخلة ود المقدم الثرة جدا أقتبس واللفظ له : ((الأديب السعودي الراحل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري أرهقه شيخ المعرة بتأملاته وعزلته، حتي أنه إستحضر شيخ المعرة في كتابٍ رائعٍ بعنوان أبا العلاء....))) إنتهى إقتباسى من ود المقدم له الود .
قلت : الشيخ عبدالله الطيب المجذوب (1921-2003) وهو أرفع قيمة معرفية وفكرية وحضارية من الشيخ التويجرى (رحمهما الله ) رغم إنتماء شيخنا عبدالله إلى دولة فقيرة جدا هى وطنى (القديم ) تنبه لقيمة المعرى عبر الفلسفة والشعر كذلك فى عصر سابق للتويجرى الذى تنبه له عبر الشعر عبر دراسة علميه مُحكمة فى لسان جون ملتون ( الذى إستلهم المعرى كذلك فى Paradise the Lost) عبر رسالته للأستاذية الكبرى بجامعة لندن حول (أبو العلاء شاعرا ) ونوه عبدالله الطيب أن مؤلفه حول الشعر العربى وصناعته وهو لاحق للدراسة قد حجب الضوء عنها وذكر كذلك أن الكثير من اللاحقين له فى تعقب أعمى المعرة (البصير بالشعر ) قد سلخوا من رسالته تلك دون أن يشيرون إلى جهده القديم . محمد عبدالحى نفسه تنبه كثيرا بذات نهج الشيخ التويجرى فى (حديقة الورد الأخيرة ) إلى عقل المعرى وقد تحاور معه فى أكثر من مقطع شعرى مثلما تنبه كذلك ل (الكركدن ) الذى عبر ذكره هنا سعدنا بمداخلة الأستاذ عمر ومداخلتك ونطمع فى المزيد . الشيخ التويجرى له الرحمة والمغفرة من قلة من العقول العربية المحدثة التى لها تنبه إليها الطيب صالح حين كتب بحُب شديد جدا عن صلاته بنجد تحديدا عبر حضوره مهرجان أدبى شهيره ينظمه الحرس الوطنى ومن رموزه التويجرى وشهد له بالجود والأدب وسمو الخلق .
"بخصوص (العنزة ) وكونها وحيد القرن أو سواه (حسب روايتين لود المقدم ) فقد وظف المفردة الشيخ العبادى بإعتبارها وحيد القرن كحيوان شجاع جدا ذاك حين (تنبر ) طه وهب من النوم مفزوعا لنجدة (ريا ) التى هبت هى الأخرى من حلم فظيع راته فيه خراب الحلة فطمأنها طه أنه ( تور عنزة ) الذى لايهاب شيئا (مسرحية المك نمر فى المفتتح وهو من أجمل مشاهد المسرحية ونعكت كثيرا بسماع من صوت شيخ العبادى شخصيا عبر إلقاء رمزى له فى حواره الأشهر مع الطيب صالح نهاية ستين القرن الماضى ويكاد يكون أرقى حوار أسمعه فى الوسائط ) أجمل مافى مداخلة ود المقدم ترحيبه بكافة المتداخلين والمتداخلات بالبوست وهم من يمنحه قوة وجمال .
ذكرت يا ود المقدم الشريف زين العابدين ومسدراه الشهير الذى صدح به كابلى فهاهو وعسى أن يكون مهندس خليل متابع هنا تحديدا :
Quote: فقال الشيخ علي التوم:"الشيخ عبدالله ودجادالله.فارسن عنزة"
اساتذتنا الامين والعبيد لاخلاف لدي حول رمز العنزة الفاردة وعنزة الشريف زين العابدين وعنزه العبادي وكذلك قولنا للفارس الشجاع تور عنزة الي الخرتيت الكركدن وليس سواه .. وقد ركزت علي الاسم الدارج في العامية .. وهو اسم (خشن) ومفردة غير موسيقيه .. لابد ان شعراءنا نفروا من استخدامها فندر ذكرها عندهم وطرحوا بديلا او كنية تثير الحماس والطرب بجمالها وموسيقاها .. .. فلو قال الشيخ علي التوم عن ود جاد الله انه خرتيت لنفر منه الناس .. والشيخ علي التوم فارس سيف وفارس كلمة تشجيك الفاظه في الونسة العاديه ..
اما صقر الجو فهو يرتع في كل بلاد العرب ويعرفه الادب العربي والصيد العربي والجسارة العربية بينما صقر الجديان لا يوجد الا عندنا في كردفان واطراف دارفور القريبه .. وهذا سر اختياره رمزا بديلا للخرتيت الذي كان اختياره بسبب هذا التفرد
ثم الا ترون ان كتيبتنا متفردة ايضا .. علي الاقل في زماننا الحديث ..
عمر علي حسن
12-20-2014, 11:12 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
من مداخلة سعادة اللواء عمر على حسن الثالثة والضافية أقتبس واللفظ له : ( (اما صقر الجو فهو يرتع في كل بلاد العرب ويعرفه الادب العربي والصيد العربي والجسارة العربية .)) إنتهى له التحية مجددا قلت :
تحية وتقدير سعادة اللواء أستاذنا الجليل عمر على حسن وحقا قد جملت البوست كثيرا بهذه الشروح والإضافات حول (الكركدن ) و (صقر الجديان ) والصقور عموما مقتبسا بعض من شهاب الأخ الصديق ود المقدم و خروجه الموجب عبر ذكر (العنز ) و ( صقر الكواهلة ) وغير ذلك وكل ذلك الإستطراد الموجب مرده قاموس أمير الكتيبة الذى نتحلق بحب حول ناره ونوره وقد بدانا بحب ومتعة تصفح ديوانه (الكتيبة ) . أستاذ عمر تأكيدا لقولك بذكر (الصقر ) فى الكثير من القريض السودانى يحق للشاعر محمد عبدالحى (1944-1989 ) أن يفخر ويباهى أخدانه الشعراء أن قاموسه الشعرى الرهيب جدا هو اكثر قواميس الشعر السودانى فى شتى عصوره إزدحاما بذكر (الصقر ) وقد وظفه فى أكثر من مقطع شعرى وقصيدة عبر الحب الشديد والتأمل فى ملكوت ومخلوقات الله من لدن (الغراب ) (الحمامة ) (الفأر ) (الذئب ) (الطير الخدارى ) وقد سبق الحلنقى فى ذلك عبر تلك الأغنية الجميلة جدا ب (حس اللحو ) السحرى !!(ياقبانى ) إلى جانب المخلوقات الأسطورية كالتنين ، السمندل وهلمجرا هذا فى القاموس السحرى الذى يمزج الخيال بالواقع . المفارقة المزعجة قيام شاعر (تقدمى حيا وقت المداخلة ) بالسخرية من كثرة الحيوانات ومنها الصقر والكركدن بالطبع داخل قاموس محمد عبدالحي السحرى إذ إتهم هذا الشاعر ( رغم تقدميته ) محمد عبدالحى انه شاعر ينحو ب (برجوازية ) لحشد شعره بالحيوانات لأجل إرهاب القارئ !!! لا أدرى ما هى علاقة قاموس به حيوانات بالإرهاب ؟؟؟ وقد رد محمد عبدالحى على ذاك الشاعر بقصيدة مقتضبة جدا منشورة بجريدة الصحافة عقب الإنتفاضة وقبل الإنتخابات 1986 وهى ذات الصحيفة التى نشرت حوارا مع ذاك الشاعر (التقدمى ) الذى يعتقد أن الحيوانات البريئة نزعة برجوازية !! بعد رحيل محمد عبدالحى توالت الشهادات الموجبة عن مصادر تكوينه ومصادر قاموسه بصورة جعلت غير (المتأمل ) لشعره خلال حياته يدرك سر كثرة إحتفاله بالحيوانات الجميلة فى قاموسه الشعرى حيث نبهتنا السيدة الفضلة أمه (شقيقة الشاعر الكبير جدا سعد الدين فوزى الذى لم يتلفت إلى قيمته الشعرية بالسودان سوى قلة من الشوش فى أدب وادباء ) أن عبدالحى حين كان طفلا مرافقا لوالده المهندس الكبير جدا فى جهات وطنه القديم خاصة الأنقسنا وجبال النوبة (قبل عصر الجبهة الثورية المضاد الموضوعى للجنجويد بعقود ) قد رأى بام عينيه حقيقة وليس خيالا كل الحيوانات الحقيقية التى وردت فى شعره عبر إنبجاس عقل الطفولة فى عقله كشاعر راقى جدا ومن ضمن ماراى نمره ترضع أشبالها وقد إقترب الطفل محمد عبدالحى منها بصورة قريبة لكنها اى النمرة لم تزعجه خاصة انها كانت فى وضع إرضاع وتجلى للأمومة !! بذات المستوى شهد والده أن محمد عبدالحى لم يكن النحل يلسعه وهذا امر مدهش لذا لا عجب إن تجلى الحيوان الشرس كالكركدن والطير المستأنس كالحمام والوحشى كالصقر داخل قاموسه الشعرى . شهادة اخرى لقوة معرفة وصلة محمد عبدالحى كقارئ نهم جدا بالطير والحيوان أدلى بها صديقه التشكيلى الشاعر حسين جمعان عمر (صمم حديقة الورد الأخير وكتب اكثر من مقال عن عبدالحى ) حين ذكر ان عبدالحى خلال وجوده بأكسفورد للدكتوراة بداية سبعين القرن الماضى قد قرأ بنهم شديد جدا وحب الكثير عن الحيوان وسلوكه لذا تجلت تلك القراءة داخل قاموسه حين يذكر (الصقر ) تحية مجددا أستاذ عمر على حسن . أواصل بعد قليل حول ( الكتيبة ) والله اعلم ) مع التحية مجددا لعمار يس على الضفة الأخرى من (الهندى ) وعموم من يتابع .
12-20-2014, 11:29 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
مقدمة الديوان فى طبعته الثانية 2007 هى ذات مقدمته فى الطبعة الاولى (كما إتضح ) وقد تكفل بتدبيجها احد أركان الكتيبة الشاعر الفحل منير صالح عبدالقادر (1919-1996) وهو شاعر إبن شاعر مثلما عمار يس أمير إبن أمير كما شرفه عبدالله الطيب شخصيا بذلك . منير صالح عبدالقادر ربما يقف بقوة فى ذات طبقة المجذوب الشعرية وإدريس جماع ومحمد محمد على وأولئك الشعراء الذين نشطوا شعريا ونضجوا فى فترة مابين الحربين (أنظر تقديم المجذوب لديوان الناصريات للناصر قريب الله ) وقد وقفت فى سنوات الطلب بالثانوى (القديم ) على ديوان ناضج لمنير لعله (أشتات من أشتات ) وشدنى فيه بقوة خريدته التى رفعها إلى صديقه إدريس جماع حين زاره بمشفى العصفورية ببيروت وقد طلب من جماع فى خاتمتها ان لايعود إلى عالمنا نحن معشر المجانين وإدريس جماع هو العاقل وقد صدق خاصة أن دنيانا خلافا لدنيا جماع تعج بالوحوش وأكلى لحوم الأطفال وتجار الحروب والأشرار ولم أقف على قصيدة سواها موضوعها جماع سوى قصيدة الشاعر محمد محى الدين التى رثى بها جماع (1922-1980 ) وقد تبدلت السماء التى مخيلته وصارت دخانا وأنوه هنا (حسب مزاجى الخاص ) أن الشاعر محمد محى الدين (بتاع ود مدنى وصاحب ديوان الرحيل على صوت فاطمة ) قد ختم عهدا فى الشعر السودانى كونه أخر شاعر كبير ظهر فى ديوان الشعر السودانى ولم يتجاوزه شاعر من بعده (على كثرتهم ومساختهم وقندفتهم ) رغم أن الشاعر المقل خالد عبدالله ( من السوكى القديمة ) قدأوشك ان يطال قامة محمد محى الدين . مقدمة منير صالح ل (الكتيبة ) تندرج عبر قوتها وتماسكها وسعة أفقها فى ذات مرتقى المقدمة التى كتبها جمال محمد أحمد لديوان عمر عبدالماجد ( أسرار تمبكتو القديمة ) وذات مرتقى مقدمات المجذوب للشرافة والنار وعبرها أبان منير معرفة نقدية وتقريظية عميقة جدا بالشعر العربى عموما وشعر أميره النور إبراهيم خصوصا خاصة سعة وتعدد موضوعاته وثراء قاموسه وقد مزج ذلك بمعرفة إنسانية واخلاقية عميقة بصديقه النور مكنته من سبر غور شعره وفك شفراته وتقديمه للقارئ غير المختص بهذا التقديم السحرى . نبهنا منير فى اول جملة له أن (الكتيبة ) فى الأصل جماعة منبثقة (لم يقل منشقة والفرق واضح خاصة أن لفظ (منشقة ) قد أفسدته الأحزاب السودانية والحركات المسلحة لفرط كثرة المنشقين عنها وهذا ليست من أسئلة البوست ) عن مجموعة تلقائية هى شعراء أم درمان الذين كانوا يجتمعون العام 1940 بمكتبة الشيخ حسن بدرى ( شيخ الكتيبة ) لمناقشة الادب ونوه منير أن الشيخ بدرى هو تقريبا صاحب الفضل فى نشأة الجماعة عبر الهجاء . تنبيه : خلافا لمكتبة الشيخ (بدرى ) التى كانت ملتقى لشعراء (الكتيبة ) لتداول وإرسال الخرائد الجياد فقد كانوا كذلك يجتمعون فى (صيدلية العاصمة ) حين كان عضو الجماعة منير صالح يعمل بها (أنظر معجم البابطين لشعراء العربية فى القرنين التاسع عشر والعشرين وقد علمت بعد رحيل الشاعر محمد الواثق أنه من قام بإنتخاب الخرائد الخاصة بالشعر السودانى وقدم لشرائها وحشى ومن ضمن نماذجه منير صالح وقد جاء ذكر المعلومة هناك .)
الشاعر الكبير عضو الكتيبة منير صالح عبدالقادر (1919-1996) وقد تكرم علينا بتقديم ديوان (الكتيبة ) ولاحظت تجليات مشرقة لمنير داخل خرائد الديوان مثلما تكرم علينا كذلك بتقديم ديوان (لحظات باقية ) لإدريس جماع (1922-1980) . لاحظت مولده أى منير صالح فى ذات عام مولد عضو الكتيبة المجذوب (بعد عام من مولد سيدى مانديلا ) لكنه أى منير عاش وعمر أكثر منه أى المجذوب ولعل منير يكون أخر شعراء الكتيبة رحيلا (إن لم يكن إمام دوليب حيا لحظة هذه المداخلة وهو مغمور جدا هذا العصر مقارنة بشقيقه السر الدوليب الذى إشتهر كثيرا عبر الأغنيات الراقية التى غناها لها ذاك الجيل الراقى فى عصر (الفراش الحائر ) عثمان حسين له الرحمة والمغفرة.
ابو اللمين سلام شحمان سمين وحات الذى جمعنا مصادفة انا بالجد جد سكران عديل وفى ذمتك دى لامن تنتهى من جدولك ده ياخى ده من امتع ما قرأت فى سودانيزاون لاين قاطبة .. يا ابو اللمين وعمار طلبتكم بالمصطفى كان ما نفحتونى بصورة من الديوان ولا اطمع بنسخة اصليه فلو وصلتنى خايف اقوم اجن وازيد فى الجن وانا اصلى شقى ومجنون.. اخيراً اوصيكم ونفسى بتقوى الله والصلاة و التواجد فى اى حوض يرتاده جنابو عمر على حسن ففى ذلك فوز عظيم،،، حاشية : نسيت صورة الديوان لو تكرمتم بتصلنى على mailto:الايميل:[email protected]الايميل:[email protected] فهل اطمع؟؟؟
Quote: يا ابو اللمين وعمار طلبتكم بالمصطفى كان ما نفحتونى بصورة من الديوان
انعم واكرم بالموج الدافق يندفع الي هدفه .. لا يلوي علي شيء .. فإن اجبتموه فلن يضيع اجركم .. لانه مستودع تراث يزخر بكل ثمين .. ولذلك نثني طلبه تثنيه تبلغ افاق (الشحاتة) معه بنسخة اخري لنا
وان كان استاذنا احمد الامين يشكو من فتل البوست العبقري .. فان فتلنا له جاء بخبر فات الكثيرين منا عن حيوانات الخالد محمد عبد الحي فلم يعرف اكثرنا ان تجواله مع والده قد اثري خياله بالفة الحيوان فاسكنه مع فكره في بعض شعره حتي ظن البعض انه يرهب به عدوا .. وما كان لعبد الحي من اعداء فيحشد لهم من ابناء الغابة من يخيفهم .. ولعل في وجود الحيوان في شعر عبد الحي قربا من الغابة والصحراء ......
اذن ونحن عند الباب نستاذن الراحل منير صالح عبدالقادر الدخول معه الي ساحة الكتيبة وديوانها .. فلا باس ان ياخذنا الموج الي طلبه المشفوع (بالتخصيم) الي ابتدارات مليئة بعبق الماضي .. وهذا حقنا عليه ان شاء الله .. عمر علي حسن
(عدل بواسطة عمر علي حسن on 12-20-2014, 02:37 PM) (عدل بواسطة عمر علي حسن on 12-20-2014, 03:07 PM)
12-21-2014, 06:16 PM
صديق الموج
صديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433
تحية وتقدير صديق الموج فعلا بعد إنزال صوت الكابلى المعتق فى المداخلة السابقة لك تم إختفاء الجزء الأسفل من الصفحة خاصة أيقونات (ملفك- عدل-رد) إلى جانب إختفاء التعليق أسفل الفيديو وسوف أحاول حذف الفيديو من الصفحة وإنزالها فى صفحة منفصلة إن تمكنت من ذلك حتى حينها قلت : ***
فى مقدمته الضافية والممتعة جدا لديوان (الكتيبة ) نبهنا عضو (الكتيبة )منير صالح عبدالقادر (1919-1996) وهو ثانى أشهر عضو بالجماعة بعد الشاعر محمد عبدالقادر كرف رغم أن الأخير لم يعش ليرى ديوانه مطبوعا على الورق على النهج المعهود للشعر (قبل حُمى الدواوين الإسفيرية وليس ذاك من أسئلة البوست ) وقد أطلق مركز عبدالكريم ميرغنى بحى العمدة بأم در وهو أكثر أحياء البقعة ذكرا فى ديوان (الكتيبة ) كونه سكنا لأكثر من شاعر عضو بالجماعة منهم كرف شخصيا أطلق العام 2010 مناشدة عبر الصحف والأسافير طلبا من الحادبين بتزويد المركز بماتيسر لهم من أشعار متفرقة تركها كرف حين حدق فى الموت 1992 لأجل إصدار ديوان كرف ولا أدرى هل صدر الديوان أم لا ؟ أترحم هنا بظهر الغيب على رجل البر والإحسان المغفور له محمود صالح عثمان مؤسس المركز وخادم الثقافة السودانية عبر جهده وماله وقد أسدى لوطننا خدمة فشلت فى توفيرها الحكومات بتأسيس مركزا وإطلاق مبادرات وإصدار كتب فى مجالات شتى .. فى مقدمته ل (الكتيبة ) اتكأ منير صالح تأريخيا بقوة على شعر النقائض الذى أستلهمه شعراء الكتيبة من العصر الأموى تحديدا عبر نقائض جرير والفرزدق والأخطل مؤكدا واللفظ له أنها اى النقائض قد : ( حفظت تأريخا أدبيا رائعا لحياة ذلك العهد الذى سجلته فى دقة وأمانة اجدت بأكثر مما اجادت أشعارهما فى غير باب الهجاء ) إنتهى وأضاف منير رحمه الله : ( والهجاء فيما أعتقد عاطفة فيها صدق التصوير وجنوح الخيال وفيها الفن الذى يسمو بإدراك الشاعر ويدفعه للخلق وإبتكار المعانى ) إنتهى أو كماقال رحمه الله ثم فصل أنواع الهجاء عبر أمثلة مؤكدا أن بعضه فاحشا فى باب (قلة الأدب ) والسب أدخل كالهجاء ذاك الذى أودى بحياة المتنبى حين هجا ضبة وأمه الطرطبا والأخر فن راقى يشارك التصوير ويمتاز بالحركة مؤكدا أن شعر (الكتيبة ) أدخل فى الأخير وذكر شواهد لأكثر من شاعر من الكتيبة . دلف منير عقب ذلك لتبيان المجالات الشعرية التى أجاد فيها أمير الكتيبة الشاعر الفحل النور إبراهيم عبر شعر الطبيعة ، الصبابة ، الهجاء ، الطرد ويعنى به الصيد هنا والشعر الوطنى والوصف وذمه للأحزاب التى أفسدت الحياة السياسة ويذكر منير أمثلة لكل باب . أرفع شهادة نالها أمير الكتيبة هى ماتفضل به صنوه فى الكتيبة وخدنه منير فى المقدمة حيث قال واللفظ له : ( والنور يضبط أعصابه ويلجأ إلى السخرية . هل قلت السخرية ؟ هذا ما أردت .فهو أستاذ تخرج على يديه جيل من المثقفين وعليه أخذوا فنون المعرفة ولكنه سيئ الحظ أحاطت به ظروف كان يجب إعادة النظر فيها وكا ن يجب تصحيحها ليستعيد بعض إعتباره بعد أن أضاعه العقوق وذهب به بعيدا عن حظه . وهنا يحسن بنا أن نقف قليلا لنرى المسالك التى إنتهجها هذا الشاعر فألوت بأماله وأمانيه . فالنور لم يتملق ولم يحاب وهو ديدن شديد التمسك بدينه يقبض على دينه بكلتا يديه وهو (( من أهل دين قصتهم تطول )) فهو عف لاتطيبه الطرق الملتوية التى يتبعها بعض الناس فى سبيل العيش . فما بهرته الأضواء فوقف بعيدا وزاهدا فيها يعتمد على إيمانه ويعيش حياته بتجاريبه ولو شاء أن يساير ركب الإستعمار لكان له شأن غير هذا .وتبدأ القصة عندما إشتغل بكلية المعلمات بأم درمان واتيحت له فرصة تخصص فى لندن ليزداد معرفة بالمنهاج وعاد فرأى الأوضاع فلم تعجبه ،فلم يتغير النور القروي برغم ثقافته ولا اعماه بهرج الحياة فى لندن عن الواقع فى وطنه ووجد سوءا فأعمل فكره وقلمه ووقف أمام الفوضى موقفا صارما دفعته إليه الرواسب الدينية والتمسك بالأخلاق . وكتب الإستعمار عنه مذكرات سيئة ولكن الشاعر كان قد أرضى ضميره وحدد مسئوليته ووقف أمام الفوضى بلانصير . وقد سجل الشاعر الأستاذ محمد المهدى مجذوب هذه الواقعة بشعر قال فيه مستنفرا شعراء الكتيبة : رجل الكتيبة دقوا الطبول أميركم اليوم فى معضل )) إنتهى إقتباسى الطويل من مقدمة منير صالح ل (الكتيبة ) وهى مجددا من أرفع المقدمات التى مهدت للكثير من دواوين الشعر السودانى ذات القوة .
الشاعر الفحل محمد عبدالقادر كرف (1911-1992) أحد جماعة (الكتيبة ) وربما يعد أشعرهم وأشهرهم وقد تجلى كثيرا داخل ديوان الكتيبة لأميره النور إبراهيم النور محمد كرف أحد قلة من الشعراء السودانيين الذين توقف عندهم الشيخ عبدالله الطيب فى مرشده الضخم إلى فهم أشعار العرب وصناعتها وقد خصص له حيزا ضخما فى القسم الثانى من الجزء الرابع من ذاك المؤلف الذى تزامن تأليفه وتنقحيه ونشره مع رحيل شيخ كرف.
تحية وتقدير الأخ صديق الموج على المرور وأسعد به وسوف تصلك نسخة من (الكتيبة ) وسوف أنبهك داخل البوست عقب إرسالها لك وفقا للطريقة التى حبذت وصول الديوان إليك عبرها هذا من ناحيتى و أتوقع تعقيبا من الأخ عمار يس كذلك وفى كلا الحالين سوف يصلك الديوان بأسرع فرصة ولك الود مجددا وشكرا على المرور الراقى . أثمن كثيرا تقريظك الموجب لسعادة اللواء عمر وهو حقا أقوى إضافة للبوست عبر خروجه الممتع حول القاموس وبعض الإضاءات التاريخية كونه شاهد على عصر جميل جدافى ذاكرة الوطن إلى جانب انه نتاج تعليم (حكومى ) نوعى نادر وراقى جدا إنعدم نظيره راهنا وأشك ان يعود ذاك النسق من التعليم الذى تلقاه سعادة اللواء عمر وجيله بمدارس التعليم العام بالسودان بمختلف أطرافه . من مداخلة سعادة اللواء عمر الأستاذ عمر قطفت هذه الجملة وتقرأ : ((ان فتلنا له جاء بخبر فات الكثيرين منا عن حيوانات الخالد محمد عبد الحي فلم يعرف اكثرنا ان تجواله مع والده قد اثري خياله بالفة الحيوان..)) إنتهت جملة الأستاذ عمر له التقدير .. قلت : حول تجوال الطفل والصبى محمد عبدالحى مع والده المهندس الكبير فى أرجاء الوطن (القديم ) وهجرة ذاك التجوال إلى خيال وقاموس محمد حين صار شاعرا (يستنطق الصخرا العصيا .) يتضح عبر قراءة مذكرات و إبداع جيل عبدالحى ومن سبقه من رموز السودان الموجبة أن التجوال الذى قاموا به فى رفقة الأسر طلبا للعيش وخدمة للوطن وفقا للوائح الخدمة المدنية فى عز مجدها يتضح أن ذاك التجوال يمثل نهرا باطنيا تتفجر مياهه حين يخلد من تجول للتأليف عبر الكتابة ، المزيكا ، الرياضة وغير ذلك حيث إنعكست جغرافيا الوطن وثرواته وموارده ومناخاته بقوة وحب داخل ذاك الإبداع وقد تجلى ذلك فى قصص أبى بكر خالد ( من أم در القديمة ) حيث سيطر تجواله كمدرس بكردفان (القديمة ) على جل (ثيمات قصصه ) ومثله الشاعر الكبير جدا الناصر قريب الله ( ودنوباوى توفى 1953 ) وقد أكسبه التجوال فى كردفان والشرق الباسم أجمل قصائده من لدن (ام بادر ) و ( خور اربعات ) بذات الدرجة تجلى التجوال فى الوطن بقوة فى قصائد المجذوب ( جنوبياته التى على نهر الجور ) و الكثير من خرائده كتبها ببورسودان والأمثلة تطول فى هذا الصدد بصورة تؤكد أن حرية الحركة داخل الوطن الواسع جدا كالسودان القديم توفر فرصا للتأمل تتجلى بقوة حين يتم عكسها جماليا حتى عقب سنين طويلة كما تجلى فى مسألة محمد عبدالحى الذى سكنت حيوانات ونباتات السودان القديم فى المناطق النائية خياله المرن و تفجرت حين غدا شاعرا يندر له من مثيل عبر ذاك الشعر الصافى جدا الذى حوته الدواوين التى خلفها لأمته (القديمة ) والإنسانية جمعاء عن عمر لم يتجاوز 44 عاما . أكبر تجلى للتطواف وفقا للخدمة المدنية فى السودان القديم شهدناه فى تجربة توفيق صالح جبرين ( من القلعة التى خلبت لب أبى صلاح يا قبانى !!) الشعرية داخل (افق وأشفق ) الذى لم يعش ليراها مطبوعا (قبل ثورة الدواوين الإسفيرية وهذا باب طويل ) وقد إنعكست بقوة داخل مصادر إلهامه عبر (دامر المجذوب ) (عيون المياه التى بدلامى شرق كردفان والكثير من الشعر الذى الهمته الطبيعة الساحرة بمناطق السودان بعيدا عن مسقط رأسه ام در حيث (الدهليز المنهدم ) أجمل تجربة لذاك التطواف لتوفيق داخل السودان تجلت فى أغنية (حديقة العشاق ) التى اوحتها كسلا (القديمة ) و عبرها حمل كابلى بصوته الراقى وأدائه السلس ومقدرته الفذة فى نطق الأصوات وفقا لمنهج (التجويد ) حمل المستمع إلى ذرى شاهقة جدا من السمو والإمتاع أشك أن يعيدها فنان اخر سواه . ** تنبيه هذه مداخلة مُعادة وقد تم حذف الفيديو الذى يصدح فيه كابلى بصوته (المعتق ) لضرورة تقنية وسوف يتم حذف المداخلة التى بها كابلى بواسطة غدارة المنبر لفشلى فى ذلك .
12-22-2014, 01:29 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
الأخ الأستاذ/ احمد الامين احمد سعدت كثيرا بما حمله هذا البوست من مفاجأة سارة لكل من يبحث في هوية واتجاهات الأدب السوداني (المكتوب بالعربية ) منذ ثلاثينات القرن الماضي حتى يومنا هذا من بداية القرن الحادي والعشرين.. ذلك أن شعراء الكتيبة يمثلون تيارا فريدا في شعر العربية بالسودان لما حفل به من (إخوانيات) جعلت نصوصهم ترجمة لكثير من الحوادث التي - وإن بدت أحياناً مناسبات ديوانية- إلا إنها إنعكاس لواقع اجتماعي يكتظ بالحميمية والترابط. والباحث في شعر الكتيبة لابد أن يقرأ أيضا - كما تكرمت أنت في مقدمتك الضافية لهذا البوست - لابد أن يقرأ تاريخ تلك الحقبة بما حوت من عراك وطني ضد المستعمر ، كما إنها حقبة جاءت في مرحلة غير بعيدة من هزيمة أكبر ثورة وطنية على يد المستعمر. ولقد أسعدتني الظروف شخصياً بالجلوس إلى أكثر من إثنين من فرسانها.. أحدهما الشاعر الكبير منير صالح عبد القادر وهو إبن أحد الوطنيين الكبار - صالح عبدالقادر. مداخلات الكثيرين من الإخوة الأفاضل سلطت الضوء على شعراء الكتيبة الذين ظلوا صفحة شديدة الغموض والتهميش في كراسة الأدب السوداني. ولعلك بخبرتك المعتبرة في البحث والتدوين تكتب لنا شيئا مفيدا عن هذه الثلة من شعراء السودان.
ملحوظة ليست بذات أهمية: هل من الممكن أن (تشحد) بالوكالة عني صديقك حفيد أمير الكتيبة لو يبرني بنسخة من الديوان. عندي صديق حميم في استراليا يمكن أن أعطيه عنوانه وهاتفه ، وسوف يقوم صديقي بابتعاثها لي.
يزيدنا التمتع جرأة لنواصل الفتل فنعطي الصدر فسحة للتنفس ونهب العقل وقتا لاستيعاب هذا الرصد الضخم المتراكب .. فعقل المتلقي يشت بعد مقدار محدود من التركيز .. ولا نود ان يضيّع ذلك منا سطرا من هذا المد العبقري
لذلك اقول (فاتلا)
شحدناكم فما قلتم ( علي الله) **** ولا اعطيتمونا ما شحدنا فقوقلنا (الكتيبة) عند قوقل **** فقلّب جيبه واشاح عنا ويحملها الي ذي الموج حظ **** عظيم الشأن لكن ما شملنا ألا يا ليت انّا ما شحدنا **** ولا انّا لقوقل ما سألنا
وقد اخذتنا المقدمة مع ناظمها الاستاذ منير صالح الي سياحة وسط الزمان وبين العباقرة .. وطالت فما وددنا ان تنتهي لولا الشوق الي ما بعدها مما يحمل الديوان لنا من شذي ايام ترديدنا لبيان كالدر واللآليء بهر حسّنا الفطري ونحن صبيه حتي بتنا نضيق بطول الاسبوع علينا ونحن ننتظر القادم .
ويا جوهر صدر الكتيبة يا استاذ الاجيال منير صالح عبد القادر حياك الغمام في عليائك وعانقتك الاملاك في جنة الخلد ..
عمر علي حسن
12-22-2014, 05:12 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وتقدير الأستاذ فضيلى جماع على هذا المرور النوعى الراقى جدا جدا جدا ومكمن نوعيته ورقيه يكمن فى : 1- فضيلى جماع كناقد ومتأمل فى إبداع وطنه الواسع جدا الذى كانت مساحته مليون ميل مربع قد قام طوعا بالإدلاء بشهادته كشاهد عدل فى إبداع وطنه عبر الحب حين كتب سلسلة مقالات راقية جدا فى أكثر من صحيفة ومجلة (قبل 30يونيو 1989) وقام حين ضرب فى ارض الله الواسعة بنشره من حُر ماله فى كتاب هو (قراءة فى الأدب السودانى الحديث ) وقتها لم نكن نعرف الأسافير وفى ذاك المؤلف نبه فضيلى القراء والتأريخ والمستقبل أنه قد عجز عن الكتابة عن رموز كبيرة فى الأدب السودانى لعدة اسباب أهمها عدم توفره على مراجع لعدمها وعدم وقوفه على الكثير مما كان يطمع فى تقديم شهادة عنه من رموز سودانية قد يكون أعضاء الكتيبة جلهم فى عدادها عليه ياعمار يس ضرورى جدا أن تسعف الأستاذ فضيلى بنسخة من (الكتيبة ) حسب طلبه عسى أن يقم وهو قادر بكتابة مقالا عن أمير الكتيبة وعصره ..الا هل بلغت ؟ اللهم فأشهد . 2- فضيلى كشاعر (ظهر قبل محمد محى الدين بفترة وجيزة جدا وسط كوكبة تكاد تكون أخر كوكبة رصينة فى الشعر السودانى حسب مزاجى الخاص وفقا لما أقرأ فى الأسافير من شعر حسب وصف من يكتبه أو يزكيهم من الشُلة ) خلافا لدواواينه المنشورة فى أكثر من عنوان تفجرت شاعريته خلال دراسته بخورطقت الثانوية حيث كانت صحيفة كردفان تنشر شعره وهو طالبا عبر إسمه الثلاثى فضيلى جماع عبدالله ...مدرسة خورطقت الثانوية وقد قام الصحفى النادر الفاتح النور محرر الصحيفة النوعية قبيل رحيله بإعادة نشر كل القصائد التى كتبها الشعراء السودانيون فى صحيفة كردفان قبل التأميم فى كتاب يحمل عنوان : الشعر فى كردفان ولاحظت من فهرس الكتاب ان كل الشعراء الذين كانوت ينشرون فى الصحيفة وقتها شعراء كبار وموظفى خدمة مدنية كبار جدا منهم المحجوب وتوفيق صالح وهما من طبقة رفيعة جدا فى الشعر السودانى والإستثناء الوحيد فى الشعراء حسب السن كان هو الطالب فضيلى جماع عبدالله والطالب محمد حامد أدم والأخير من قرية نبق ريفى الحمادى وقد تتلمذت عليه فى مادة اللغة الإنجليزى بالمجلد المتوسطة وهو من شعراء عبدالرحمن عبدالله تحديدا أغنية -ضابط السجن ويعد من أميز ممن تتلمذت عليهم من حيث القدرة على توصيل المادة وتحبيب الطلاب إليها له التحية حيثما حل .. أشك كثيرا أن يقم طالب ثانوى او حتى جامعة فى هذا العصر بكتابة قصيدة شعرية او حتى مقال يصلح للنشر فى صحيفة محترمة ( قبل عصر الاسافير التى تنشر أى مادة مكتوبة بإعتبارها جمالا وهى فى باب القبح أدخل) تلك الموهبة الشعرية المبكرة لفضيلى جماع وهو فى مقاعد الطلب غذتها بقوة مناهج التعليم وقتها رغم صعوبة تحصيها عبر الوسائل (قبل إزدحام المدارس التى تبيع العلم حاليا بالحواسيب ) . فى إيجاز إعترف الأستاذ فضيلى مقابلته عيانا لأكثر من شاعر من جماعة (الكتيبة ) وقد تفضل علينا بإسم منير صالح عبدالقادر ولعل الأخرين الذين إلتقاهم فضيلى من الكتيبة هما كرف والمجذوب علما أن الأخير كان ضمن اللجنة النوعية النادرة التى أجازت إثنان من أبرز شعراء السودان (القديم ) هما فضيلى وعالم ووفقا لمصادرى الخاصة كان صوت عضو اللجنة محمد المهدى المجذوب قد ذهب فى التصويت لصالح الشاعر فضيلى جماع وقيمة الشهادة تكمن أن المجذوب يكاد يكون أرقى شاعر سودانى يكتب ب (العربية ) وأشك كثيرا وفقا للمعطيات أن يتجاوزه أعنى المجذوب شاعر فى مستقبل الأيام . تحية وتقدير الأستاذ فضيلى جماع واتشرف كثيرا بمرورك بالبوست ومنحه قوة وجمالا.
تحية وتقدير مجددا سعادة اللواء أستاذنا عمر على حسن على المثابرة الموجبة فى الدخول النوعى وتعطير البوست عبر توسيع دائرة الحوار فيه عبر الخروج الممتع جدا على نهج الجاحظ وعبدالله الطيب ومن سار على نهجهما النوعى الذى مرده الموسوعية . الحمدلله زالت (فتلة ) البوست وهى (فتلة ) تقنية سببها طول رابط البى بى بى سى الذى به خبر نفق أخر وحيد قرن (كركدن ) قادرا على الإنجاب بأمر الله وقد تم حذف الرابط كذلك أدى فيديو كابلى وهو يصدح لايف من نادى الضباط بالخرطوم (القديمة ) إلى خلل تقنى فى البوست وقد تم حذف الفيديو للأسف الشديد عليه عاد البوست لحجمه (التقنى ) لاحظت فى مداخلتك الأخيرة مدى إنضباطك الذهنى وحسن ترتيبه خاصة حين تنبهت أننا قد وصلنا إلى مقدمة الكتيبة التى كتبها منير صالح بعد أن تجاوزنا العنوان و تصدير أمير الكتيبة وحتى الراهن لم نتصفح قصائد الديوان بعد لكننا بحول الله وقدرته إن طال العمر سوف نبدأ تصفح قصائد الديوان عبر مراحل ومحطات عبر بها أمير الكتيبة وإنعكست فى شعره وهى : 1- بخت الرضا 2- كلية المعلمات 3- أم درمان عموم 4- لندن 5- متفرقات وعبر هذه المحطات جميعا سوف ننتقل مع أمير الكتيبة إلى أكثر من مكان أهمها شرق السودان تحديدا بلدة أركويت التى كانت مصيفا للحاكم العام ومعسكرا دراسيا لطلاب بخت الرضا فى الصيف كذلك سوف نتأمل الهامش الثر جدا الذى ذيل به أمير الكتيبة الكثير جدا من قصائده بصورة جعلت الديوان يتحول إلى كتاب فى التاريخ عبر ذكر الشخوص والحوادث . أسعد كثيرا بملاحظاتك القيمة والإضافات الثرة التى تضيفها على البوست الذى غايته أن نعلم المزيد من تأريخ وطننا الجمالى . لك التحية والتقدير ومثلها للمتابعين الكرام وللأخ عمار يس النور إبراهيم .
الأستاذ الباحث والمحقق احمد الامين احمد يوسف.. عندما ظللت أشير إليك في كل مداخلة هنا عبر موضوعاتك المثيرة للإهتمام - عندما ظللت أشير إليك بالباحث - ذلك لأني كنت وما زلت أرى فيك خاصة الباحث الجاد والمحقق الذي لا تخفى عليه شاردة في تفسير خبايا النص - وخاصة جانبه التاريخي والاجتماعي. واليوم - بل منذ يومين - حين وقعت عيني على عنوان البوست وصاحبه كنت قد أدركت أن ضالتي التي لا تقدر بثمن قد جاءتني دون ميعاد. واليوم وجدت من بين ثنايا الوقت الممحوق ما حملني بين ثنايا بوستك القيم وما حفل به من غذاء روحي لا حدود للإمتاع فيه. كما إن الأفاضل من القراء الجادين الذين تداخلوا قد زادونا علماً ومتعة. شكرا على تفضلك بالإضاءة - وأنت من بين قليلين جدا عرفوا محاولاتي المتواضعة - لأنهم خبروا الإنسان في داخلي من قريب. وحين قلت القلة فإن البروف عبد السلام نور الدين مثلك قد أعطاني ما أنا دونه بكثير. إن أمثالك من الباحثين والمحققين مهم وجودهم في ثقافة أي أمة ، لأنهم ينظرون بعين فاحصة وغيرة مؤرخ على أحداث السيرة الأدبية للأمة وينفضون عنها غبار التجاهل والنسيان ثم يعيدون إليها البريق. أطال الله عمرك ومتعك بالعافية وجعل النجاح دربك . نعم التقيت إلى جانب منير صالح عبد القادر عبقري الشعر السوداني محمد المهدي المجذوب والشاعر الفحل كرف. ولعلي - إن وفقني الله ذات يوم لكتابة شيء من سيرة جيلنا - شاحذا الذاكرة أن أحكي كيف أنني أفدت من أولئك القديسين في لقاءاتي بهم. ولعل لقاءاتي كانت أكثر ما جاءت مع المجذوب ثم منير صالح ثم محمد عبد القادر كرف. ولو صح أن أقول شيئا انطباعيا عنهم - وقد ذهبوا جميعا إلى الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل - أنني كنت ألتقي فيهم نظافة القلب والتواضع الجم رغم أن ثلاثتهم كانوا قمة بحالها في كراسة الشعر السوداني وجرب كل منهم الفقر لكن تعالوا عليه ومشوا إلى الخلود بكل هيبة ووقار. كان المجذوب مثل طفل وكان شديد السخرية. وأحياناً قد يسألك عن أمر بسيط جدا وكأنه لا يعرفه ، فلا تملك أن تضحك ، لكنه يفتح لك به باباً لموضوع آخر أكثر أهمية ومتعة. كرف (صديق التجاني يوسف بشير) لطيف إذ يتحدث عن شئون أخرى غير الشعر..فهو من أنصار فريق المريخ السوداني ومنحاز له جدا..وإذا سمعته يتحدث عن المريخ وأنت لا تعرفه لحسبته من العوام الذين لا يعرفون شيئا غير شئون كرة القدم ولاعبيها!! أما منير فهو طفل كبير حين يأتي الكلام عن الشعر. وآخر مرة التقيته كان محض صدفة. كان ذاك في صباح شتائي ناعم البرودة. التقينا جوار ميدان أبو جنزير وكل منا في اتجاه معاكس. أستوقفني وهو يناديني من بعيد. وإما تبادلنا السلام الحار قال لي أريد أن أقرأك مقطعا من قصيدة. وقرأها بصوت غلب عليه الحزن. ليتي عرفت ساعتها أن منير استوقفني ليودعني في رحلته الإبدية ، فقد نعاه لي الناعي بعد ذاك يزمن غير طويل. من مثل هؤلاء أخي الأستاذ احمد الامين احمد تعلمنا ، ومنهم عرفنا أن جحيم الشعر نار مقدسة ألسنتها الصدق والرؤى العميقة للحياة. رحمة الله عليهم أجمعين.. وعاش وطن أنجبهم !
12-24-2014, 11:59 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وتقدير الأستاذ فضيلى جماع عبدالله وسعدت كثيرا بمداخلتك الثانية التى أضاءت الكثير حول جوهر البوست عبر ذكرك أكثر من موقف ولقاء لك مع رموز من (الكتيبة ) التى أميرها النور أفندى إبراهيم عبر ديوانه (الكتيبة ) هو من أيقظ ذاكراتى وشحذ همتى لفتح هذا الخيط حين وصلتنى نسخة نادرة من حفيده الأكاديمى والشاعر عمار يس هذا الشتاء وأجمل مافى البوست إستنطاق ذاكرة ويراع أستاذنا الجليل سعادة اللواء عمر على حسن وهو شاهد على عصر راقى جدا فى ذاكرة وطنى (القديم ) السودان وحبذا لو تكرمتما علينا بالمزيد من الإضاءات عبر مجرى البوست الذى يتشرف كثيرا بوجودكما قرأت مقال بروف عبدالسلام نور الدين صاحب (العقل والحضارة ) حول تجربتك الجمالية عموما (بمافيها عشقك للتصوير الفوتوغرافى قبل ثورة الفوتشوب ) وهو حقا مقال ممتع جدا وشهادة عظيمة من رجل فى قامة بروف عبدالسلام لكن الشهادة الأقوى لتجربتك الشعرية وبعض أبناء جيلك (رغم إختلاف الهم والعبارة والقاموس ) جاءت من يراع وعقل الشاعر تاج السر الحسن حين كتب عنك مقالاممتعا وضافيا فى الملحق الثقافى لجريدة الميدان (بتاعة التقدميين أنفسهم !!) صيف 2010 حين وصلته نسخة من مؤلفك الثر (قراءة فى الأدب السودانى الحديث ) وبها مقالا عنه كونه (أحد الأربعة الكبار ) فى التجربة الشعرية الحديثة فى السودان. هل نطمع كقراء فى ظهور أعمالك النثرية فى كتاب ؟ اعنى تلك المقالات التى كانت فى الصحف السودانية قبل الإنتفاضة تحديدا وبدقة أكثر اليوميات التى كانت فى الصفحة الأخيرة بجريدة الأيام حين كان يكتب بها إبن البان ، أبوأمنة حامد ، مصطفى سند تحديدا وانت معهم إلى جانب المقالات التى نشرتها فى صحيفة أماراتية خلال وجودك الأول بسلطنة عمان عن (نافذة فى الأدب الأفريقى ) وغيرها تلك المقالات مضافا إليها مقالاتك ف ىصحيفة الحياة اللندنية عن فرانسيس دينق وعلى عبدالقيوم يمكن بسهولة أن يضمها كتاب . كذلك مرت هذا العام الذى أوشك ان ينصرم 40 عاما (تقريبا ) على نشر روايتك البكر (دموع القرية ) وأنت فى مقاعد درس كلية الأداب جامعة الخرطوم (حين كانت دار حكمة ) فهل تنبهت لذلك الحدث الحضارى الهام جدا فى تأريخ الأدب السودانى وتأريخك الخاص لتتفضل عينا بمقال يستعيد تلك التجربة النادرة جدا ويحكى تفاصيل الحدث ؟؟ حين مرت خمسون عاما على طباعة Things Fall Apart لشينوا تم بحضوره فى قريته (أوقيدى ) إستعادة للتأريخ والجمال والتراث والإنسان الذى ألهمه تلك القرية حين تم تجسيد وقائع السرد فى شوارع القرية ذاك كان العام 2009 فهل نطمع يوما أن يتم إستعادة درامية بحضورك لوقائع ألهمتك (دموع القرية ) فى الفضاء الجغرافى والإنسانى الذى ألهمك ذاك السرد وأنت طالبا بطقت وكلية أداب الخرطوم ؟ وهل ترتفع جامعة الخرطوم لقيمة الحدث وتقم ندوة لك بالقاعة (102 ) قاعة عبدالله الطيب حاليا لتستعيد التأريخ فى ذات المغنى العلمى الذى مكنك من كتابة رواية ناضجة هى (دموع القرية ) قبل أن تصبح الرواية قالبا باهتا يكتبه كل من حاز على (محمول ) وقد ينال بها جائزة كذلك فى غفلة من التأريخ ذاك حين غابت معايير الرواية وفسدت لجان التحكيم . قلت فى مداخلة سابقة نشر الفاتح النور كتابا عن (الشعر فى كردفان ) به كل القصائد التى نشرتها الصحيفة قبل التأميم لكبار شعراء السودان من أجيال مختلفة (بعضهم من جيل الهزيمة وشهود كتلة كررى كالعباسى وأبى صلاح ) وجلهم من جيل أجداد فضيلى جماع الذى نشرت له جريدة كردفان قصيدة عميقة جدا تكاد ترتفع رغم حداثة فضيلى وقتها إلى خرائد التجانى الرومانسية هاهى القصيدةة لطالب خورطقت فضيلى جماع عبدالله
تحية لكرام المتابعين وسوف أواصل ربما يوم الإثنين إن طال العمر .
الأستاذ الباحث والأديب / احمد الامين احمد شكرا على إحماء الذاكرة والعودة بي إلى حقبة لم أزل حين أذكرها أشعر وكأني استعدت من حجب الزمان فردوساً مفقوداً. وشكري الجزيل على جهدك المقدر في رفع قصيدة (صدى الكروان) التي نشرت في صحيفة كردفان لأستاذنا الفاتح النور عليه رحمة الله الواسعة في العام 1967. نعم .. نشرت هذه القصيدة وكنت - إن لم تخني الذاكرة - في السنة الثالثة بمدرسة خورطقت الثانوية. وقد جاراني فيها بعض الإخوة من شعراء طقت. ومن أميز من كتبوا مجاراة لها الشاعر الأستاذ محمد حامد آدم - الذي كتب فيما بعد أعذب الأغنيات للفنان عبد الرحمن عبدالله ومنها (البلوم الطاير بفوقي) و(ضابط السجن). ومحمد حامد كان يتقدمني بعام واحد في الدراسة ونسكن معاً داخلية (اب سن). ثم إنني اشكرك على إشارتك لشاعر ( آسيا وأفريقيا ) الدكتور تاج السر الحسن له الرحمة وما كتبه عني وعن توأم شعري - صديقي الشاعر عالم عباس. لقد كتب تاج السر في أخريات عمره عنا ما رفع من معنوياتنا وذكر أن هناك واقعية جديدة أطلق عليها إسم (الواقعية السودانية الجديدة ) مشيرا إلى كتابات شخصي الضعيف والشاعر عالم عباس كنموذج لها. التقيت تاج السر فترات قليلة قبل خروجي من الوطن في منفاي الاختياري الطويل (25 سنة).. وفي كل مرة أكتب إليه شاكرا أو أوصي الشاعر عالم عباس بإزجاء تحياتي له كنت امني النفس أن ينزاح هذا الكابوس الجاثم على صدر الوطن فاعود وألتقيه وأشكره على رفع معنوياتنا نحن الجيل الذي جاء من بعدهم بمراحل. لكن الموت كان أسرع. رحل شاعر آسيا وأفريقيا ذات مساء وجاءني نعيه من الاستاذ الأديب عبد الله الهاشمي (إبن شمبات الثائرة) ..يعزيني ويعزي وطننا فيه. شكرا أيضا على كلامك الجميل عن روايتي الأولى (دموع القرية) والتي تمثل طفولتي الأدبية التي أعتز بها دون شك. هذه الرواية يا استاذ احمد سترى النور قريبا بإذن الله في طبعتها الثانية - بعد مرور أكثر من 40 عاما على صدورها.. حيث كنت في سنتي الأولي بالجامعة حين كتبتها. ولعلي لا أذيع سراً إن قلت بأني سوف أحاول نشرها بالتزامن مع رواية آمل أن أفرغ منها قريبا- آملا أن أطرح من خلالها شيئا يحترم ذوق القارئ فيما يتعلق بالسرد القصصي في بلادنا. أحلم أن تخرج الروايتان وديوان شعر جديد من المطبعة صيف 2015م بعون الله. أعجبني كثيرا حديثك عن احتفاء الأب الروحي للرواية الأفريقية بروفيسور شينوا أشيبي حين هو ورهط من أهل الأدب بروايته الأولى بعد مرور عقود على تأليفها وأنهم اختاروا المكان الذي استقى منه صور واحداث الرواية. ليس عندي مانع أبدا أن تشجعوني على فعل ذلك وخاصة بعد خروج الرواية الجديدة والتي تشارك (دموع القرية ) مساحة وهمية وافرة من نفس الموقع الجغرافي - بل وتمددت فيه سردا ولغة وتضمينا للموروث المحلي بما يجعل الروايتين أقرب إلى الشرب من متخيل مكاني واحد وأكثر تصويرا لواقع أمكنة متشابهة - بل قد تكون نفس الفضاء الروائي لدموع القرية - مع استفادتي بعد مرور هذه السنوات - من حصيلة ما توفر لي من مشارب ثقافية وما اضطلعت عليه بالتأكيد من فنون السرد القصصي في لغات وثقافات اخرى. الرواية الجديدة من حيث التكنيك واللغة تكاد تكون بقلم شخص آخر - لكنه يحمل نفس مؤلف (دموع القرية !)
12-30-2014, 10:22 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وشكر الأستاذ فضيلى جماع عبدالله على المرور الثالث وقد حمل بشرى طيبة مفادها نبأ إعادة نشر (دموع القرية ) ونشر الرواية الجديدة ومجموعة شعرية فى العام الذى أوشك أن يهل 2015 . أنتظر مع القراء صدور الطبعة الجديدة ل (دموع القرية ) وتقريبا أملك نسخة مصورة كاملة لها نسختها من مكتبة معهد جوتة بالخرطوم (القديمة ) خلال وجودك الأول بمسقط وأذكر جيدا أن المشرفة على مكتبة معهد جوتةوقتها السيدة الفضلى مارجريت (حليلة الشاعر الكبير جدا جدا النور عثمان أبكر ) قد سمحت لى بتصوير مجانى للنسخة وقد سألتنى عنك بتقدير شديد جدا جدا . قرأت رواية (دموع القرية ) خلال الطلب بمدارس المجلد (القديمة ) وأذكر جيدا أن النسخة التى تداولناها فى المدرسة تخص معلمة من بنات المجلد اللاتى شقن طريقهن نحو العمل العام هى الأخت الكبرى الأستاذة سلوى ديدان وقد أتى بالنسخة للمدرسة شقيقها وصديقى وقتها يوسف ديدان وهو كذلك صديق مقرب جدا من الأخ يحي جماع عبدالله وجميعنا تداولنا قراءة تلك النسخة التى عبر أحداثها وجغرافيتها وشخوصها وجدنا صدى قوى جدا لمنطقتنا ومشاكلها تلك الحقبة التى عالجها الروائى فضيلى جماع جماليا . فضاء السرد الوهمى فى رواية (دموع القرية إسمه (خيرات ) وهى قرية جمالية فى مكان ما على تخوم السافنا بها تنوع إثنى وطبقى وطقسى تجلى فى السرد وحسب متابعتى قديما قد يكون فضاء السرد للرواية الجديدة هو ذات موحى خيرات لكن قد يتبدل الأسم السحرى ليصبح ربما (رويانة ) والله أعلم وفى الحالتين الإسمين بهما دلالة موجبة وتفاؤل تحية مجددا ولك التقدير وأنتظر بصبر نافذ صدور الطبعة الجديدة من (دموع القرية ) والرواية الجديدة لأرى ماحل بالمكان الذى ألهمك هذا السرد المدهش حتى حينها قلت : تحية وتقدير الأخ المحترم عمار يس النور إبراهيم النور !! بعيدا عن الشعر و(الكتيبة ) حدثتنا السيرة العلمية والعملية الفذة للتربوى الفذ النور أفندى إبراهيم النور (1910-1976 ) على الغلاف الخلفى لديوان (الكتيبة ) أنه أى النور أفندى قد : ((عمل ببخت الرضا بشعبة اللغة العربية حيث أسهم فى إعداد برامج المدارس الأولية وتدريب مدرسيها وله مشاركة فى إعدادا الكتب المقررة . ) إنتهى قلت : حول مشاركة النور أفندى(1910-1976) فى تلك التجربة الفذة فى مناهج التعليم بالسودان القديم (قبل فصل يامبيو بلدة صديقنا منقو زمبيرى بعقود جراء إستحقاق نيفاشا وليس ذاك من أسئلة البوست ) وقفت على أكثر من مقال بعد عقود طويلة من (تحديق ) النور أفندى و أخدانه فى التجربة فى الموت يتحدث بعمق ومرجعية حول تلك التجربة الباهرة فى ترقية عقول الناشئة من التلاميذ عبر توحيد الوطن جغرافيا وإقتصاديا و ديموغرافيا داخل الذهن فى تلك السن الحرجة لتكوين عقل التلاميذ (ساسة الغد ) . أبرز تلك المقالات التى وقفت عليها حول تلك التجربة هو مقال للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه و الإسم لايحتاج لتعريف هنا وقد إرتبطت التجربة بقوة بوالد صاحب المقال الشيخ عبدالرحمن أفندى طه الذى صدر عنه كتابا قبل سنوات بقلم كريمته البروف فدوى و علمت من المقال أن كتابا جديدا حوله قيد الإعداد بيراع نجله فيصل (أنظر أرشيف سودانايل ). مقال د. فيصل الذى وقفت عليه حول تجربة إعداد المناهج ببخت الرضا وبه ذكر للنور أفندى إبراهيم كمشارك منشورا العام 2014 بموقع سودنايل تحت عنوان : كتاب «سبل كسب العيش في السودان» (1941). ويكاد يكون أقوى مقال أقف عليه صيف 2014 وفيه نبهنا د.فيصل أن الزيارات الميدانية التىى شكلت مادة الكتاب قد تمت فى العام 1937 ( عام رحيل التجانى يوسف بشير ومولد على المك ) ثم ثبت سجلا ذهبيا بأسماء من (دهب ) للأفندية من مشايخ بخت الرضا الذين قاموا بتلك الزيارات لتأليف الكتاب وهم حسب ترتيب د. فيصل عبدالرحمن : 1- عبدالرحمن على طه ( والد صاحب المقال واول وزير معارف بعد الإستقلال وهو من أشهر السودانيين عبر الإنجاز الحضارى فى القرن العشرين .) 2- الشيخ مصطفى ( لم اقف على أثر له وعسى أن تتم الكتابة حوله .) 3- عثمان محجوب (يبدو أنه شقيق عبدالخالق الأكبر وهو من كبار معلمى السودان وعمل ناظرا لعدة مدارس بالعاصمة المثلثة .) 4- سر الختم خليفة ( رئيس وزراء أكتوبر وله فضل فى ترقية التعليم بجنوب السودان والمبادرة حل قضية الجنوب وهو من الدويم شأن النور أفندى إبراهيم امير الكتيبة .) 5- مكى عباس (تقريبا مالم يتم تصويبى هو اول مدير سودانى لمشروع الجزيرة -له الرحمة – كذلك أصدر صحيفة الرائد وتوجد الكثير من الكتابات حوله .) 6- أحمد إبراهيم فزع ( يبدو من الإسم صلة صاحبه بمدينة مكوار خاصة أن أسرة عريقة تحمل هذا الإسم لها باع فى التعليم تعتبر من أعلام هذه المدينة العريقة جدا.) 7- النور إبراهيم (أمير الكتيبة الذى فجر هذا البوست ومنحه قوة .) 8- الخواجة جانسون سميث . حسب مقال د.فيصل كان الكتاب النوعى ضمن مقرر الجغرافيا لطلاب السنة الثالثة بالمداس الأولية (قرأت الكتاب بمدرسة جوبا الملكية التى إنتقلت إليها لمدة عامين من مدرسة المجلد الشرقية ثم عدت مجددا لتكملة الإبتدائى بالمجلد الشرقية وليس هذا من أسئلة البوست .) وذكر د.فيصل أيضا أن سبل كسب العيش للأسر النموذجية فى السودان (القديم ) تتنوع طرق كسبها للعيش وفقا للمناخ . من مقال د.فيصل أستوقفنى بقوة المقتبس التالى ويقرأ: ((وجاء كذلك في المقدمة، أن الكتاب لم يستخدم طريقة الجغرافيا الاقليمية المتبعة عادة في تدريس الجغرافيا. فقد استقر الرأي على أنه في مثل هذا القطر الواسع الذي لم يُلم سكانه بعد إلا بالقليل من أحواله العامة، ولم تنضج في نفوس أهله بعد روح الميل لخير الشعب بوجه عام، فإن أهم شيئ للولد من الناحية التأسيسية أن يدرك أن حياة غيره من السودانيين تشبه حياته كثيراً، وكل ما هناك من فوارق يعود إلى أن لكل جهة ظروفاً مختلفة يعمل أهلها على تذليلها والتغلب عليها. ولن يتيسر التقدير الحق لموقف الغير والعطف عليهم، ولن يتوافر الاعتماد المتبادل بين المدينة والقرية وبين القبيلة والقبيلة، إلا إذا أدرك الولد تلك الفوارق والاختلافات. لذا رؤي أن تُدرس هذه الفكرة التأسيسية عن طريق الوصف المحسوس لأسر حقيقية لا عن طريق التعميم كما في الجغرافيا الاقليمية. فمن خلال هذا الكتاب وعبر الطريقة التي انتهجها يخرج التلاميذ من الوسط المحلي إلى محيط أوسع فيمتد أفقهم وتتسع مداركهم ويرون بعين الخيال اصدقاءهم في أنحاء السودان المختلفة في صور حية يعيشون في جهات مختلفة متباينة في مناخها وبيئاتها وموارد ثروتها الطبيعية. نُشر مع كتاب «سبل كسب العيش في السودان» مرشد للمدرس لتدريس الكتاب(1941). ورد في المرشد أن هناك فوارق في اللغة والعادات والدين بين الأسر التسع التي تمت زيارتها. وورد فيه أيضاً أن الكتاب لم يتجنب وصف هذه الفوارق كما أنه لم يبالغ في توكيدها. فقد كان الغرض بيان أن الناس الذين نزورهم ما هم إلا بشر لهم مالنا من الشعور والرغبات. ولكن هناك خطر أن يحتقر الأولاد بعض هذه الأسر أو يكرهونها لأن لغتهم او عاداتهم أو ديانتهم تبدو غريبة لهم. والشيئ الوحيد الذي يدرأ هذا الخطر هو موقف المدرس وشعوره نحو هذه الاختلافات. فعلى المدرس أن يتجنب تلك الطريقة التي يصعب علينا وصفها، ولكنا نقول أنها تبدأ عادة بابتسامة السخرية. وعليه أن يتذكر أن الكثير من هذه العادات التي قد تبدو سخيفة هي في الحقيقة قد تكون مستندة إلى سبب معقول في الوقت الحاضر أو إلى آخر كان معقولاً عندما بدأ الناس ممارسة هذه العادات. ) إنتهى المقتبس الطويل من مقال د.فيصل عبدالرحمن على طه . حاشية حول المقتبس الطويل : لاحظت من توصيف د. فيصل عبدالرحمن على طه للكتاب النوعى توقفه الموجب على تبيان الكتاب ومرشده للفوارق النوعية الطفيفة فى حياة الكثير من السودانيين عبر اللغة واللهجة و نمط الإقتصاد والتغذية والملبس وهلمجرا و تعليم التلاميذ فى سن مبكرة بكل مدارس السودان (القديم ) تلك الخصائص ليعملوا أنهم جزء من وطن به تنوع يجب إحترامه إن تم التعامل بمنظار أكبر حين يجتمع لاحقا سودانيون من جهات مختلفة فى محيط قومى يوما ما كمنبر الحوار التفاعلى مثل سودانيزاونلاين مثلا الذى به تمثيل نوعى لكل أطياف السودان بتنوعه العرقى والسياسى والطائفى وحتى الدينى كذلك لكن للأسف وضح أن ذاك المنهج المثالى (سُبل كسب العيش فى السودان ) قد فشل بعد سنوات فى تحقيق نتائج للبناء القومى وإحترام ذاك التنوع على مستوى الأسافير تحديدا حيث يعج أرشيف سودانيزأونلاين تحديدا بأمثلة كثيرة جدا لأعضاء يحتقرون بنى وطنهم على ضوء الجغرافيا واللسان والعرق ونمط الإقتصاد والأمثلة تكاد لاتحصى فى هذا الصدد . رجع الحديث : ضمن المقالات الإسفيرية التى وقفت عليها هذا العام 2014 والمتعلقة بكتاب (سُبل كسب العيش فى السودان ) الذى من مؤلفيه النور أفندى إبراهيم كتربوى كبير بالسودان (القديم ) مقال بموقع الراكوبة للأستاذ عبدالحليم إبراهيم ولاحظة إحتشاده بمعلومات اكثر من المقال الذى كتبه د.فيصل عبدالرحمن أيضا لاحظت أسماء فى قائمة الأستاذ عبدالحليم أغفلها (عن غير عمد ربما ) د.فيصل لطائفة الشيوخ والأفندية الذين قاموا بالزيارات وتاليف الكتاب حيث حوت قائمة الأستاذ عبدالحليم بعد ان ثبت بطاقة الكتاب بدقة متناهية أسماء للأفندية الذين وفروا مادة الكتاب ولاحظت تضمينها أسماء أغفلها د.فيصل عبدالرحمن فى قائمته أعلاه حيث أدرج الأستاذ عبدالحليم أسماء إضافية هى : 1- عبدالعزيز عمر اللمين (شاعر شهير نشر له الفاتح النور بعض شعره بصحيفة كردفان ولم يذكره د.فيصل عبدالرحمن فى قائمته .) 2- عبدالحليم جميل (لم يذكره د. فيصل فى قائمته ) 3-- مسز سمث (لم يش د. فيصل لمسز إسميث بل أشار لبعلها فقط !!) من محاسن مقال الأستاذ عبدالحليم تثبيته لبطاقة الكتاب كاملة وحوت معلومات وفيرة جدا حوله إلى جانب تثبيته طائفة بأسماء الصبيان السودانيين الذين تمت زيارتهم ومناطق تواجدهم مثلما قام بتثبيت كامل نص الأهزوجة الشهيرة التى تروى تفاصيل الزيارة شعرا .
أيقونة مطبوعات بخت الرضا التى كانت ماركة مسجلة على مطبوعاتها التى نشأ على رحيقها أجيال عديدة من تلاميذ السودان (القديم ). تحية لعموم من يتابع .
ضمن خرائد ديوان (الكتيبة ) التى تنوعت أماكن وأزمنة تأليفها طبقا للمحطات والمغانى التى عبر بها (أمير الكتيبة ) الشيخ النور أفندى تجلت بخت الرضا كمكان وزمان فى عدد ضئيل جدا من تلك الخرائد بلغت حوالى ثلاث رغم أن الأمير النور من أبناء الدويم الحاضنة الكبرى لبخت الرضا حيث لم أقف سوى على نزر يسير جدا من القصائد التى أستوحاها الأمير من هذه المرحلة فى عمره الجمالى والحقيقى تحديدا فى الفترة التى كانت من نهاية ثلاثين القرن الماضى إلى النصف الأول من أربعينه . حسب ترتيب القصائد فى الديوان القصيدة الأولى التى بها تجلى لبخت الرضا هى قصيدة (الثعلب السجين ) والتى خلافا لكل قصائده تنوعت قوافيها فى كل بيتين ثم يعقبهما قافية نونية فى البيت الثالث من كل مقطع من المقاطع الخماسية التى بلغت زهاء 19 مقطعا وقد أستهلها بتقديم يقرأ واللفظ له : (رمت المقادير ثعلبا فى قفص للجمعية الطبيعية ببخت الرضا سنة 1940 تلك الجمعية التى كان سكرتيرها الطالب عبدالله خليل فى ذلك الوقت .. فقبع الثعلب المسكين مستكينا فى ذلك القفص وكأنه يقول : كم أرجى الصبر والصبر بعيد ودواعى الشوق تبدى وتعيد ذكريات رجعها عندى جديد كلها باق بقلبى لايبيد كلما حن إلى الأوطان حان .) ثم يكمل القصيدة وهى عبر خيالها المجنح تدخل فى باب الفانتازيا والسوريالية على لسان الثعلب وهو يتحدث فى أسره عن ماضيه ومراتعه وأعجب مافى القصيدة بلسان هذا الثعلب الأسير تضمينها ابيات من قصائد لأحمد شوقى و المتنبى عبر مقدرة أسلوبية عالية جدا تؤكد تمكن امير الكتيبة من تطويع القوافى وسعة إطلاعه على تراث الشعر . الحيلة الأسلوبية فى كتابة قريضا بلسان حيوان نادرة فى الشعر والأدب السودانى عموما رغم وفرتها فى التراث العربى تحديدا عند المعرى الذى وظف تلك الخاصية الأسلوبية فى الكثير من مشاهد (رسالة الغفران ) خاصة حين جعل تلك (الحية ) تتحدث بفصاحة غير معهودة فى الحيات عن بعض مواضع الخلاف فى قراءات القرأن مستندة على قراءة شاذه سمعتها من الحسن البصرى وكانت تسكن فى جدار فى بيته وهجرته حين مات إلى الكوفة وهذا ليس من اسئلة البوست . تجلت بخت الرضا كزمان ومرحلة فى المشروع الجمالى والوظيفى لأمير الكتيبة الشيخ النور أفندى فى خريديتين كتبهما من وحى تلك المرحلة الحاسمة فى تطوره وقد ألهمه الخريدتان معسكرا صيفيا تربويا ضمن المنهج العملى المرسوم لطلاب بخت الرضا عبر تلك التجربة النادرة فى ربط البيئة المدرسية بمكوناتها جميعا بالواقع الإقتصادى والبيئى الواسع للمجتمع إذ تبين من تمهيده للقصيدتين أن بخت الرضا كانت تقيم معسكرا سنويا للطلاب بأركويت (شرق السودان القديم وهى من اجمل مناطق السودان من حيث الطبيعة والمناخ وكانت مصيفا للحاكم العام ويلاحظ قرب منطقة جبيت العسكرية حيث مدرسة تدريب المشاة من هذا المكان ) ويكون موضوع المعسكر دراسة دولة معينة من دول العالم وكان العام 1946 موضوعه دراسة (الهند ) . القصيدة وهى بائية غير منتظمة بها حشد لبعض مفردات غير عربية من لسان الهدندوة المبين وقد نبهنا إلى ذلك الأمير نفسه فى الهامش تحديدا مفردة (سكناب ) والتى معناها (خبر ) وبها ذكر لغاندى ونهرو والكثير من رموز الهند ومطلعها : هل لليالينا على الهضاب من رجعة رغم الزمان النابى تلك ليالي الأنس والتصابى كأنها خلاصة الأحقاب أفرغها الزمان فى أكواب من اطهر القلوب والالباب وحفها بحبب الشباب وإخوة من خير الأصحاب . طبيعة وعنوان قصيدة أمير الكتيبة الشيخ النور أفندى (ليالى أركويت ) تندرج تحت باب القصائد الشهيرة لعدد من مجايليه من الشعراء التى أستوحت القريض من بلدان وطبيعة شرق السودان (القديم ) تحديدا خريدة الناصر قريب الله (ت1953 ورثاه المجذوب ) التى تتحاور عبر رومانسية رفيعة جدا مع (خور أربعات ) وقد أعاد للناصر (أنشودة الحُب العميق ) أو كماقال كذلك الكثير من قصائد المجذوب عضو الكتيبة القلق جدا تتحاور مع شرق السودان تحديدا ساحل المالح (لاحظت تطابق شديد جدا فى موضوعات الخرائد بين المجذوب واميره النور أفندى ) . كذلك من وحى هذه المرحلة قصيدة (سيلا ) للنور أفندى ونبهنا الأمير أن (سيلا ) هذا جبل أرعن بقرب أركويت كان معلما من معالم ذاك المكان يشير إليه الزملاء أنى ساروا قائلين :ذاك سيلا فيسترشدون به إذا ضلوا طريقهم إلى المعسكر .. * تنبيه : على ذكر جبل (سيلا ) بشرق السودان كعنوان لخريدة للأمير النور أفندى توجد قصيدة لشاعر من (المتأخرين ) هو المحامى والناشط (التقدمى ) كمال الجزولى عنوانها وموضوعها جبل غير بعيد عن جبل (سيلا ) هذا عنوانها (دِيوَانِيبْ) القصيدة الجبلية أو نحو ذلك كتبها كمال الجزولى منتصف ثمانين القرن الماضى وقد وقفت عليها منشورة بمجلة اليوم السابع الفلسطينية التى كانت تصدر من باريس وكنت أتابعها خلال الدراسة بالجامعة بنهم شديد خاصة مقالات صلاح أحمد إبراهيم الشهيرة (جديرون بالإحترام ) والرسائل الأدبية المتبادلة بين درويش وسميح القاسم وليس هذا من أسئلة البوست . وحسب السن فقصيدة النور أفندى التى أحتفى فيها بجبل من شرق السودان هو جبل (سيلا) التى كتبها العام 1946 قبل مولد كمال الجزولى نفسه (إن صح مولد ه العام 1948 وفقا لمتابعتى ) سابقة لقصيدة هذا المحامى والناشط (التقدمى ) التى التى كتبها منتصف ثمانين القرن العشرين وبها إحتفاء بجبل من ذات البيئة هو (ديوانيب ) وأكثر تماسكا وغنائية منها رغم شهرة الأخيرة بحكم شهرة صاحبها الذى ينشط فى السياسية بمفهومها اليومى والكتابة فى الصحف والأسافير وليس هذا من أسئلة البوست . رجع الحديث : قصيدة (سيلا ) للنور افندى دالية بلغت زهاء الخمسين بيتا مطلعها : ذاك سيلا فى وقفة المستبد شغلته العلياء عن كل قصد شامخ فى الفضاء يعرفه النجم مطلا على مطالع مجد . لاحظت إحتشاد القصيدة بمفردات تتعلق بطبيعة المنطقة الجبلية ذات العلو اللشاهق حيث يكثر الضباب والجليد على قمة الجبل (سيلا ) فيقول النور أفندى واصفا له: لابسا حلة الجليد على الأيام مستمسكا بحليه جلد فتخال النجوم وهى تراْءى فوق لبته فرائد عقد كلما لاحت النجوم بنحس عارضتها صخوره بالتحدى هكذا سيلا فى وحدة الراهب الناسك أو وحدة الفتى المتحدى نحتت جانبيه أيدى الليالى ورمته الأيام عن قوس كيد لم يعبه أن عز وهد ودانت شامخات الذرى لجزر ومد ويلاحظ هنا مدى تمكن الأمير من علم البيان عبر التشبية التمثيلى الذى يكاد يرتفع به لمقام البحترى وبشار بن برد . أرقى مافى قصيدة (سيلا ) خاتمتها حيث قال رحمه الله : عجبا للذى تبوأ قصرا يحسد الناس قابعين بلحد ذاك سيلا قد علمته الليالى إنما العيش للقوى الأشد فهو يبدى تجلدا والليالى دائبات فى كيدها والتعدى وتخال الصدي دوين ذراه مرسلا للربا أهازيج رعد أو زئير الجريح من ساكنى الغاب رمته الأيام منها بكيد حسب سيلا لوشاء أن يتسلى أن فيه درسا لشيب ومرد أيه سيلا أراك فيها عزيزا وأرى النيل دونه كل خلد هاك عنه تحية الصادق الود عسى أن تجود يوما برد وعزيز على أن تألف الذل فشتان بين حر وعبد وهى من أجمل شعره ويلاحظ حسب الزمن الخارجى لتأليفها العام 1946 أن القصيدة بها رمزية عالية جدا وإسقاط وطنى وسياسى فى مناهضة الإستعمار وقتها لكن دون ان تقع فى الهتافية والمباشرة السياسية التى تفسد الشعر وتحيله إلى منشورات سياسية خاصة ذاك الشعر الذى يستظل برداء ودثار مايسمى ب (الواقعية الإشتراكية ) وهو أسوأ أنواع الشعر وفقا ل (مزاجى الخاص ). كذلك من مجمل قاموس وصور وتضمين الشاعر النور فى قصائده التى محورها فترة بخت الرضا يتضح مدى تأثره الموجب بشعر المتنبى وأحمد شوقى وهما من أكبر شعراء العربيةعلى مر العصور حيث يحتشد شعر الأمير النور بوعى بالكثير من قريض هذين الشاعرين الكبيرين جدا . فشلت فى العثور على صورة من محركات البحث لجبل (سيلا) بشرق السودان الذى ألهم أمير الكتيبة خريدة من مطولته !!لكن هاهو جبل من ذات البيئة الجبلية وعرة التضاريس وساحرة الجمال والتى خلبت لب الكثير من شعراء السودان القديم هو جبل التاكا المنيف (حسب قاموس النور عثمان أبكر ) ويكاد يكون أكثر جبال السودان القديم ( وربما الجديد ) إلهاما للشعر الراقى لدرجة صعوبة ذكر نماذج ولعل أشهرها ( يا الساكن جبال التاكا ) لإبن كسلا وبارا بشير عبدالرحمن .
من شعراء الكتيبة توقف محمد المهدى المجذوب شعرا عند هذا الجبل المنيف وقد أسماه فى قصيدة شهيرة له (جبل الختمية ) ويمكن قراءة العنوان عبر علم البيان كونه رمز للسيد الحسن أب جلابية نور وليس هذا من أسئلة البوست . التحية والتقدير لمن يتابع .
استاذى العزيز احمد والضيوف ....سلام مربع ظللت اتابع بشغف بالغ وبعينى صقر هذا الخيط الرفيع ولعل ما يشجعنى على المتابعة اللصيقه ويوردنى مورد المتابعة بالنظر هو وعدكم لى اننى سوف اجد رداً على شحدتى فى ثنايا هذا البوست، ولا اخفيك سراً ان قلت ما يمنعنى ان اكتب شيئاً والاكتفاء بفغر الفاه والاندهاش هو ان كل مره بحرك المحمر ده جايب ليه عشارى فبعد شيخى عمر ها هو استاذى وملاذى فضيلى ياتى شايل البدينقا يكوس، ولاننا توارثنا مثلاً يقول : (بلدا ما فيها التمساح يقدل فيها الورل) كان لزاما على ان انزوى فاسحا المجال للتماسيح وسيمة القدلة فارعة الطول. اذ كيف تريد لورل مثلنا ان يقارع هذه التماسيح؟ احمد الحبيب يقال ان ابيات الحطيئة الى سيدنا عمر رضى الله عنه هى اكثر ابيات الشعر العربى استعطافاً وطالما ان المقام مقام شعراء يتبعهم غاوون كثر لا ضير من ايرادها هنا: ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ ؟ غادرْتَ كاسبَهم في قعر مُظلمة فارحم هداك مليكُ الناس يا عمرُ أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه ألقى إليك مقاليدَ النُّهي البشرُ لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ ومادعانى لايراد هذه الابيات اسنعطاف شيخى عمر الكاردينال الحقيقى لامة الهلال فى تعزيز طلبى شعراً ولابأس ان سهلنا بمثل هذا الشحدة الحسنة على استاذنا فضيلى جماع وشجعناهـ على مد قرعته بيضاء من غير سوء، اتمنى ان يستجاب لثلاثتنا وبالتأكيد هنالك متعطشون مثلنا ولكنهم كزائرة المتنبى بهم حياء ،فهولاء بعد ان ترسل لنا طلبنا حولهم على وساكفيك مؤونة طلباتهم غير ممتن اذ ان المنة لله وحده احمد اسف ان فتلت البوست بشتارة نحن بها موصومون ويبقى الود،،،
01-04-2015, 02:34 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وتقدير الأخ العزيز صديق الموج وأفخر كثيرا كثرة ورودك منهل (الكتيبة ) وأعتز ومرد دخولك الموجب هو حُب الغرف من معين ثقافتنا الوطنية التى للأسف الشديد نجهل جميعا الكثير من رموزها لأسباب مبهمة فى تركيبة دولتنا الوطنية عبر مراحل مختلفة حيث يقل الإشارة إلى رموزنا الحضارية بصورة جعلت جمالنا السودانى يقف بعيدا عن المشهد الجمالى العربى والافريقى كذلك رغم ان رموزنا لاتقل قامة عن رموز العرب والافارقة . اذكر خلال وجودى بالحجاز أن معلم مادة الفنون من ابناء جده إسمه خالد البدير وهو تشكيلى بارع جدا قد فأجانى بطلب أدهشنى حين أوصانى ان امده بديوان إدريس جماع وقد أكد لى إطلاعه على فيض قليل من شعر إدريس جماع فأتصلت بشقيقتى الصغرى بودمدنى لتصوير ديوان (لحظات باقية ) وإرسالها ليصل لهذا السعودى المنصف وقد أكد لى هذا السعودى الحساس جدا أن شعر إدريس جماع (السودانى ) وشعر عبدالله البردونى (اليمنى ) يتفوقان بقوة على أشعار أى شاعر عربى خاصة المصرى واللبنانى الذين قرأ لهم فى هذا العصر لكن مشكلة إدريس والبردونى الإنتماء لدولتين بحكم الإقتصاد والإعلام خارج دائرة الحدث فى الإعلام العربى الذى يحفل بالكثير جدا من الشعر الركيك ومصدره لبنان ومصر المحروسة (بتحفظ ) وأكد لى ذاك السعودى الحساس جدا أن اشعار إدريس جماع تلهمه بعض الرسومات واللوحات . عسى أن تساعد الكتابات فى الأسافير على نبش ماضينا الجمالى وإعادة التعريف به وسطنا نحن السودانيين على الأقل . عبرك ياصديق أرسل التحية لسعادة اللواء عمر على حسن ويسعدنى كثيرا مشاركاته فى هذا البوست خاصة انه مقل جدا وكذلك أستاذنا فضيلى جماع حضوره يٌقاس بالدهب فى بوستات تختص بالادب السودانى خاصة ان فضيلى جرب صنوف من الأدب وبرع فيها كالقصة القصيرة ، الرواية ، المسلسل الإذاعى ،المقال السياسى ، المسرحية الغنائية ، الشعر والنقد وتاريخ الأدب . أحى كذلك أخى وصديقى عمار يس على هديته التى لاتقدر بثمن والتى خصانى بها وهو هذه النسخة النادرة من ديوان الكتيبة كونها تحمل توقيعا من حفيده خصنى به وأحى كذلك شقيقى عبدالكريم الذى عبر صداقته لعمار يس قد تعرفت على عمار . سوف تصلك نسختك ياصديق مع (الرياح الجنوبية ) عبر المالح . تحية للجميع .
Quote: نبهنا منير فى اول جملة له أن (الكتيبة ) فى الأصل جماعة منبثقة (لم يقل منشقة والفرق واضح خاصة أن لفظ (منشقة ) قد أفسدته الأحزاب السودانية والحركات المسلحة لفرط كثرة المنشقين عنها وهذا ليست من أسئلة البوست ) عن مجموعة تلقائية هى شعراء أم درمان الذين كانوا يجتمعون العام 1940 بمكتبة الشيخ حسن بدرى ( شيخ الكتيبة ) لمناقشة الادب ونوه منير أن الشيخ بدرى هو تقريبا صاحب الفضل فى نشأة الجماعة عبر الهجاء .
في خاطري ذكريات مشوشه عن رؤي اساتذنا في المدرسه الوسطي ونحن نعيش اوج التجاذب السياسي بين الاحزاب حول مصير السودان بعد رحيل المستعمر عنه .. كانت ميول اساتذنا المختلفة لاتلقي بظلالها علي توجيهنا كتلاميذ فلا يحاول اي منهم الترويج لميوله او استمالتنا اليها .. لذلك كان اكثرهم لا يحاول التاثير علينا عند التداول الاسبوعي لما يصدر عن الكتيبة .. ولكننا كنا نفهم من سياق شرح قصائدهم ان سواد شعرء الكتيبة من ذوي الميول الاستقلالية خاصة الاساتذة الاجلاء النور ابراهيم ومنير صالح عبد القادر ومحمد عبد القادر كرف والمجذوب ..
وقد يبدو ان الجماعة (منبثقة) عن مجموعة تلقائية من شعراء امدرمان تمهر عضويتها بالهجاء وتسجل انتماءها عند الشيخ حسن بدري شيخ الكتيبه وتمارس عضويتها ونشاطها بمكتبته بامدرمان في ميدان البوسته الشهير .. ولكن الكتيبة وُجدت علي صفحة الادب بجريدة السودان الجديد وتمددت الي كل مدن السودان عن طريقها فاصبحت بوجودها في جريده السودان الجديد تفوح بعبق الانتماء للحركة الاستقلالية .. وبجانب المكتبة فقد أُشير الي صيدلية العاصمه القريبة من المكتبة والمجاورة لنادي الخريجين وقد كانت ايضا ملتقي لشعراء الكتيبة بحكم نشاط صاحب الصيدلية الراحل ابراهيم قاسم مخير وانتمائه لبيت انصاري كبير وبحكم عمل الاستاذ منير صالح عبد القادر بها ..
قد يجد استاذنا احمد الامين في ديوان الكتيبة شعرا سياسيا صريحا يشير الي هذا الانتماء وقد لايجد .. فنحن في المدرسة لم نتلق من شعر الكتيبة ما هو سياسي محض او يدعو بدعوة استقلالية وربما كان هذا من فروض امانة مدرسينا ونأيهم عن التاثير علي تلامذتهم واستمالتهم لتيار من التيارات المتلاطمة في تلك الايام السابقة لاستقلال السودان
كذلك فان الكتيبة بشكلها الثابت في وجداني منذ الصغر لاتصلح لان تكون (منشقة) عن كيان غير استقلالي (مثلا) ... ففرسانها في الغالب من بيوت انصارية معروفة .. وحتي الشيخ حسن بدري إن لم اخطئ الظن كان بذاته وانتمائه انصاريا ....
قد لا يكون هذا مبحثا من مباحث استاذنا احمد الامين احمد في تناوله العميق لديوان الكتيبة .. ولكنه محاولة جانبية مني لفتل الحرير بالدمقس .. وليس (لفتل) البوست
عمر علي حسن
01-06-2015, 02:35 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وتقدير سعادة اللواء عمر على حسن ويحق لى الفخر أنك فى هذا البوست قد تكرمت على متابعيه الكرام بأكثر من مداخلة كل واحدة منهن تعادل بوستا وعلى المستوى الخاص أفخر أن البوست قد شحذ ذاكرتك وأنت المقل (بإيجاب ) فى التداخل فى المنبر العام فلك الود والتحية من مداخلتك أستوقفنى المقتبس التالى واللفظ لك ويقرأ.. ((فنحن في المدرسة لم نتلق من شعر الكتيبة ما هو سياسي محض او يدعو بدعوة استقلالية وربما كان هذا من فروض امانة مدرسينا ونأيهم عن التاثير علي تلامذتهم واستمالتهم لتيار من التيارات المتلاطمة في تلك الايام السابقة لاستقلال السودان.كذلك فان الكتيبة بشكلها الثابت في وجداني منذ الصغر لاتصلح لان تكون (منشقة) عن كيان غير استقلالي (مثلا) ... ففرسانها في الغالب من بيوت انصارية معروفة .. وحتي الشيخ حسن بدري إن لم اخطئ الظن كان بذاته وانتمائه انصاريا .... قد لا يكون هذا مبحثا من مباحث استاذنا احمد الامين احمد في تناوله العميق لديوان الكتيبة .. ولكنه محاولة)) إنتهى المقتبس ولصاحبه الأستاذ الكبير جدا عمر على حسن مجددا التقدير . قلت والله اعلم : إنبثاق جماعة (الكتيبة ) عن جمهرة شعراء أم در مطلع اربعين القرن الماضى إثر بدء رياح التحزب عبر إنقسام مؤتمر الخريجين و بدء الجمعية الأدبية التى من رحمها خرج المؤتمر فى الذبول خاصة بعد بدء ظهور الأحزاب الطائفية والعقائدية عقبها مباشرة لم يجعل شعراء الكتيبة عبر عزلتهم تلك يبتعدون عن المشهد السياسى لوطنهم فى تلك الفترة التى كان المطلب الأول هو حرية البلاد وخروج المستعمر لكن دون أن ينضموا لتيار سياسى صارخ كحزب طائفى تحديدا الأمة ( إستقلال تام ) او حركة إتحادية ( الوحدة مع المحروسة وقد أثبت التأريخ السياسى السودانى اللاحق قوة وصدق حدسهم حيث تجلى الأن جليا أن التحزب (على الطريقة السودانية ) هو أس الخراب بالوطن بصورة برهنت أن دخول أى حزب فى مسألة يزيدها تعقيدا وهذا باب طويل جدا ومُربك . !) فى أشعار عضوى الكتيبة البارزين المجذوب والأمير النور أفندى يتجلى البُعد السياسى بوضوح شديد جدا عبر أكثر من قصيدة ويلاحظ مدى تجنب الشاعرين لتأييد حزب معين ( رغم إنتماء مرحلى للمجذوب للفكرة الجمهورية اربعين القرن الماضى وقد تخلى عنها فى بحثه القلق عن ملاذ مثلما تخلى عن جماعة الكتيبة بشهادة عبدالله الطيب كذلك إنضم عضو الكتيبة منير صالح للفكرة الجمهورية ردحا ثم إنصرف فى بحثه القلق عن مرفأ ) رغم نسبة الأمير النور تحديدا إلى كيان الأنصار والفرق كبير جدا بين الأنصار كطائفة وحزب الأمة كحزب (راجع حوار مع السيدة الفضلى وصال الصديق عبدالرحمن المهدى اجراه معاوية يس معها بمجلة الوسط اللندنية خلال العشرية الاولى وأكدت سعة البون بين الأنصار وحزب الأمة !!) كذلك تعج أشعار المجذوب والنور بالكثير من السخرية من رموز الأحزاب عبر الرمز والتحذير من شرور التحزب لكنهما رغم ذلك يحتفلان كثيرا بالتأريخ النضالى والوطنى العام الذى (تتاجر ) به رموز تلك الأحزاب حيث كلاهما قد إحتفل شعريا ب (كتلة كررى ) رغم الهزيمة كونها معركة ضمير لم يجبن فيها أجدادنا الأنصار وكان تقدمهم دائما نحو الإمام (حسب شهادة الخواجى شرشل فى حرب النهر ) أيضا إحتفل المجذوب و النور شعريا بخروج المستعمر وإنزال تمثال كتشنر وترحيله إلى وطنه وقد وقفت على قصيدة المجذوب فى إحدى دواوينه (تقريبا نار المجاذيب ) وبها تهكم وسخرية من الإنجليز لدرجة سؤاله لهم عن كيفية تركهم النيل ويرحلون عنه !! قصيدة النور إبراهيم التى تعكس همه الوطنى محتفلا برحيل تمثال كتشنر رائية بها إحتفال ببطولة الجندى السودانى وإشارة ل(كررى ) وقد شيع الأمير تمثال كتشنر بتهكم قائلا : فسر حيث شئت بلارجعة إلى حيث مثوى الطغاة سقر وأجمل مافيها قوله للتمثال : أقمت زمانا على سابح تشير إلى (كررى ) بالنظر وكم من شهيد بها ماجد أقام هناك رهين الحفر وانت من الزهو فى غمرة كأنك بعض غزاة التتر أما جاء عيسى بانجيله لينشر السلم بين البشر؟ كما جاء أحمد من بعده يرتل فرقانه والسور؟ ويلاحظ إتكاء الأمير هنا على سورة (الصف ) المدنية التى بشر عبرها المسيح برسول من بعده إسمه أحمد كذلك يلاحظ إستخدامه لمفردة (سابح ) للإشارة إلى (الحصان ) الذى كان كتشنر على صهوته فى التمثال الشهير مُستفزا للوجدان الوطنى السودانى والمفردة (سابح ) لم يستعملها فى ذات السياق سوى قلة منهم الملك الضليل نفسه فى معلقته الشهيرة حيث قال واصفا فرسه : مُسح إذا ما السابحات على الونى أثرن الغبار بالكديد المُركل . !! فى الوطنيات بعيدا عن حمى التحزب الضار للأمير خريدة رائية كذلك عنوانها (إلى جيشنا البطل ) وله كذلك وطنية اخرى تحت عنوان (يوم الحرية ) وقد ألقاها فى إحتفال البلاد ب (السودنة ) التى سبقت الإستقلال رسميا وهى نونيه مطلعها : هاك حر القريض من شيطانه وإليك البيان من سحبانه وسحبان هنا هو سحبان وائل أفصح العرب فى تراثهم وبالقصيدة وهى مقتضبة ابيات جياد بها ذم للخمسين عاما التى شكلت فترة الإستعمار . كذلك من خرائده التى تشف عن نزعته فى عدم التحزب تلك الميمية التى أسماها (ذات السوار ) وقد مهد لها بقوله (أهدت إحدى النساء سوارها للوفد المسافر للقضية السودانية وذلك يوم 21-3-1946 وكان الإنشقاق محتدما بين الأحزاب ) إنتهى ويلاحظ ديمومة ذاك الإنشقاق بين الأحزاب منذ ذاك العام وحتى لحظة إرسال هذه المداخلة 2015 !! وبالقصيدة تعريض بالاحزاب ومدح للمواطنة الصالحة (ذات السوار ) حيث قال : أهدته رمز ولاء فكان المجد ميمه وطنى رمتك الليالى بعصبة مستنيمة صاغوا الخلاف سهاما مزقن منه أديمه وقد صدق الأمير حيث مزق الخلاف بين الأحزاب الوطن الواسع شر ممزق !!
المفارقة رغم ميول الأمير الإستقلالية تجده كثير الحب والإحتفاء بجمال عبناصر حيث خصص له خريدة (لاميه ) تكاد تضارع لامية الشنفرى ولامية العرب الاخرى كتبها العام 1960 بعنوان (تحية عيدين ) ومطلعها به تورية وجناس تام فى أن واحد مما يؤكد بلاغة النور إبراهيم كشاعر شديد العناية بالقاموس ويقرأ: جمال يناجيه هناك جمال ففى كل قلب بهجة وجلال والقصيدة الأخرى التى بها صدى لجمال عبناصر لامية أخرى !!كتبها 1953 وبها إعتزاز باللون السودانى الأسود حسب قاموسه حيث قال ممجدا له : ومال السودان أن ساءت عنه سوى قطر يروعه إنعزال بلاد نيلها الميمون فرد فليس له جنوب أو شمال وليس اللون مقياسا لعزل وإن جهلوا ففى العين المثال سواد العين نور للمأقى على أن البياض لها جمال وبها دعوة لترك التحزب حيث قال : دعوا الأحزاب وإتحدوا جميعا ولاتشغلكم (قلنا وقالوا) ويلاحظ مدى شبه إجماع الكثير جدا من رموز الجمال والسياسة السودانية على شخصية جمال عبناصر عبر الحُب والتمجيد له كزعيم أجنبى لدرجة إصدار ديوان يحمل إسمه و الكثير من الخرائد التى بها ذكره وأعترف هنا أن أكبر مظاهرة فى طفولتى بالمجلد كانت حين مات جمال عبناصر وقد إندلعت بصورة عفوية من أمام (دُكان إبراهيم الخليفة ) وطافت كل شوارع المجلد وهى تردد بحزن (مات جمال مات جمال ) .
تمثال كتشنر بالسودان (القديم جدا ) وقد تجلى حين تم ترحيله إلى وطنه بقوة فى خرائد أكثر من شاعر فى جماعة الكتيبة منهم الأمير النور إبراهيم و محمد المهدي المجذوب . تحية للأخ صديق الموج وعموم من يتابع .
تحية والف شكر استاذنا احمد الامين عقلي ومنذ الصبا لا يفهم الا ان الشعر شعور .. وانه عاكس صادق لما يتلبس الشاعر من حس بما حوله لذلك لا يعقل ان يخرج فرسان الكتيبة بلا رأي فيما يعتمل بصدر السودان من صراع وجدل حول اتجاه السودان بعد الاستقلال نحو مصر او الكومنولث البريطاني او الاستقلال ..
كنا صغارا نحس باحتدام هذا الصراع وكانت في بيتنا كوة يتدافع فيها الشعر والرأي بين اثنين من اعمامي هما الطيب حسن ومحمد عثمان عبدالرحيم واصدقاء للاسرة من الفنانين بينهم حسن خليفة العطبراوي .. شيء نفهمه وشيء لانفهمه .. وكله يوقد في نفوسنا حبا صافيا لوطن يشكل الشعر وجدانه ورأية .. وكنت اخرج احيانا قصاصاتي التي انسخها من قصائد الكتيبة الي عمي دون قصد لفهم مافيها من نداء سياسي فسني لم تكن سن وعي سياسي .. ولكنني عندما فهمت وتكوّن لدي قدر ضئيل من الوعي السياسي سألت احداساتذتي مباشرة عن مكان الراي السياسي فيما تقوله منشورات الكتيبة فاجابني الاستاذ (محمد سعيد معروف) بان فرسان الكتيبة استقلاليون وان شعرهم فيه الكثير من التعبير عن ذلك ..
ولم تغب الكتيبةعن ذاكرتي وانا (مميز) اقرأ الشعر ببصيرة متفحصة .. ولكنها غابت عن نظري لما صحب سنوات نضجنا من قصور في النشر .. ابعد بعضا وقرب بعضا .. ولهذا السبب وحده اسرعت اليك اطرح سؤالي وانا علي يقين فطري بان فرسان الكتيبة لا ينبغي ان يكونوا الا فرسان نضال ضد الاستعمار وفرسان دعوة استقلالية .. وقد اسعدت خاطري بهذا الرد كما اسعدتني باعادة الكتيبة الي الواجهة في زمان اصبح الشعر فيه سلعة بائرة .. فلم نعد نجد بيتا واحدا سليما فيما نسمع او نقرأ .. واصابنا (شعر) اعلانات السلع وخدمات الاتصال بحزن علي موات ديوان العرب واغلاقه وتشميع ابوابه الي حين ميسره
تحية والف شكر استاذنا احمد الامين عقلي ومنذ الصبا لا يفهم الا ان الشعر شعور .. وانه عاكس صادق لما يتلبس الشاعر من حس بما حوله لذلك لا يعقل ان يخرج فرسان الكتيبة بلا رأي فيما يعتمل بصدر السودان من صراع وجدل حول اتجاه السودان بعد الاستقلال نحو مصر او الكومنولث البريطاني او الاستقلال ..
كنا صغارا نحس باحتدام هذا الصراع وكانت في بيتنا كوة يتدافع فيها الشعر والرأي بين اثنين من اعمامي هما الطيب حسن ومحمد عثمان عبدالرحيم واصدقاء للاسرة من الفنانين بينهم حسن خليفة العطبراوي .. شيء نفهمه وشيء لانفهمه .. وكله يوقد في نفوسنا حبا صافيا لوطن يشكل الشعر وجدانه ورأية .. وكنت اخرج احيانا قصاصاتي التي انسخها من قصائد الكتيبة الي عمي دون قصد لفهم مافيها من نداء سياسي فسني لم تكن سن وعي سياسي .. ولكنني عندما فهمت وتكوّن لدي قدر ضئيل من الوعي السياسي سألت احداساتذتي مباشرة عن مكان الراي السياسي فيما تقوله منشورات الكتيبة فاجابني الاستاذ (محمد سعيد معروف) بان فرسان الكتيبة استقلاليون وان شعرهم فيه الكثير من التعبير عن ذلك ..
ولم تغب الكتيبةعن ذاكرتي وانا (مميز) اقرأ الشعر ببصيرة متفحصة .. ولكنها غابت عن نظري لما صحب سنوات نضجنا من قصور في النشر .. ابعد بعضا وقرب بعضا .. ولهذا السبب وحده اسرعت اليك اطرح سؤالي وانا علي يقين فطري بان فرسان الكتيبة لا ينبغي ان يكونوا الا فرسان نضال ضد الاستعمار وفرسان دعوة استقلالية .. وقد اسعدت خاطري بهذا الرد كما اسعدتني باعادة الكتيبة الي الواجهة في زمان اصبح الشعر فيه سلعة بائرة .. فلم نعد نجد بيتا واحدا سليما فيما نسمع او نقرأ .. واصابنا (شعر) اعلانات السلع وخدمات الاتصال بحزن علي موات ديوان العرب واغلاقه وتشميع ابوابه الي حين ميسره
(اسعدت خاطري بهذا الرد كما اسعدتني باعادة الكتيبة الي الواجهة في زمان اصبح الشعر فيه سلعة بائرة .. فلم نعد نجد بيتا واحدا سليما فيما نسمع او نقرأ .. واصابنا (شعر) اعلانات السلع وخدمات الاتصال بحزن علي موات ديوان العرب واغلاقه وتشميع ابوابه الي حين ميسره لك الود .. فقد اثلجت صدري وطيبت خاطري عمر على حسن ))
تحية وإحترام الأستاذ الكبير عمر على حسن ومجددا أجدنى عاجزا عن التعبير عن مدى سعادتى وفخرى بمداخلاتك الجياد التى حقا أثرت البوست ومنحته قيمة عالية جدا عبر رصدك وتقييمك ورجوعك بالذاكرة إلى سنوات التكوين الخاصة بك حين كان العلم النوعى الذى تلقاه جيلك أغلى من الأكسير وتجلت قيمته حين فسد العلم لاحقا وفقد قيمته خاصة بعد موات المكتبة المدرسية وغياب المعلمين الذين كان همهم عقل التلميذ وليس الراتب الذى يتلقوه عبر ذاك الجهد . اتفق معك فى فقدان الشعر (الحالى ) لسلامته وخصائصه كشعر وذات المنحى ساد فى الفن والرياضة وكل ضروب الجمال العقلى والبدنى ولا أدرى سبب لذلك سوى طفو البالونات الفارغة جراء غطس المعادن الثمينة التى لاتعرف الطريق إلى الإعلام هذا العصر لك الود وأتوقع المزيد من الإضاءات منك حتى حينها قلت : ***قبل 17 ساعة من إرسال هذه المداخلة زار البوست حفيد أحد شعراء (الكتيبة ) هو الأخ طارق محمد بشير وقد كتب مايلى عل الفيس بوك (تحت ) ***** Tarig Bashir • American University of Beirut (AUB)
الكتيبة و مكتبة الثقافة امدرمان
الاستاذ/ احمد الامين احمد المحترم انا طارق محمد بشير محمد حفيد الشيخ حسن عثمان بدري صاحب مكتبة الثقافة امدرمان و " امير كتيبة الشعراء" من اصغر بناته سعاد. انا من مواليد منتصف الستينات من القرن الماضي ولكن كان لي من الحظ ان اتواجد بمكتبة جدي اثناء العطلات الصيفية و نلت من الحظ ان اشرف بلقاء بعض شعراء الكتيبة امثال كرف ، حدباي ، منير صالح عبد القادر، النور ابراهيم، محمد المهدي المجذوب واخرين لا أذكرهم لصغر سني و لكني مازلت اذكر هذه الشخصيات لمواقف طبعت في ذاكرتي منذ ذلك الزمان ومن تلك الذكريات زيارتي بصحبة جدي لمنزل الاستاذ / النور ابراهيم بالملازمين للاطمئنان عليه اثر وعكة المت به. الشيخ الشاعر حسن عثمان بدري هو شقيق الشاعر محمد علي عثمان بدري شاعر "مرضان باكي فاقد" وهما ابناء عم الشاعر الفنان خليل فرح بدري. وهو حسب ما سمعته منه انه ولد بالعام 1877 من القرن قبل الماضي وتوفي الي رحمة مولاه في ليلة الاسراء و المعراج من العام 1987 من القرن الماض عن 110 اعوام من العمر. استاذي، ما جعلني اكتب هذه السطور هي انني شرفت بقراءة موضوعك الشيق عن الكتيبة وردود السادة الاكارم وتعليقاتهم علي هذا الموضوع. وعلي الرغم من انني لست ضليعا باللغة لكن سوف احاول ان القي يحجري في لج هذا الموضوع علني اكون ذا فائدة لمتايعي موضوعك الشيق كما ارجو ان تعذر اغتضابي في الكتابة لعطب اصاب يدي ما يجعلني لا استطيع الكتابة باسهاب. فيما يخص امارة الكتيبة علي حد علمي هي حق اصيل لجدي الشيخ حسن عثمان بدري فهو علي حد علمي اكبرهم عمرا وهو صاحب الدار "مكتبة الثقافة امدرمان" وهو صاحب درج السفاسف الذي كانت توضع فيه قصائد شعراء الحقيبة وتقرأ اخر كل يوم عند اكتمال الحضور. وقد سمعته اثناء تسجيل صوتي مازال موجودا قامت به والدتي وابن خالتي دكتور عبد الحمن محمود زيادة . في هذا التسجيل تحدث جدي عن سعي بعض شعراء الكتيبة لنيل الامارة و من هؤلاء كان هناك ترزي يدعي الخزرجي هجاه جدي قائلا: أيا خزرجي لما تألفت الكتيبة كنت تحبو فانا الامير وان لم تطع نالك من كفي عطب. ما أذكره هنا ليس انقاصا لمقام الاستاذ الجليل النور أبراهيم و لكن هي شهادتي فيما رأيت و سمعت. أرجو ان اكون قد اسهمت بالفائدة لقارئك الكريم و سوف احاول ان اسعفتني يدي في ان اسرد بعض مع جدي و مكتبة الثقافة لك عظيم احترامي و لكل من تداخل معك ودمتم ***** إنتهى إرسال طارق حفيد الشيخ حسن عثمان بدرى أحد رموز (الكتيبة ). 1- أتشرف كثيرا ياطارق بهذه المساهمة قدر تشرفى بنسخة (الكتيبة ) التى مكنتنى عبر قيمته العالية من إطلاق هذا البوست هذا الشتاء حين وصلتنى عبر أمواج الهندى من حفيد لأحد شعراء الكتيبة هو عمار يس النور وحسب تأريخك ميلادك قد نكون فى سن متقاربة جدا جدا . 2- مداخلتك ثرة جدا جدا جدا وبهاالكثير جدا من (المفاتيح ) التى تمكننى من المزيد من المداخلات وسوف أفعل ذلك بإذن الله فى مداخلات منفصلة تختص ب (تجلى ) جدك شيخ الكتيبة حسن عثمان بدرى ذاك الفرقد الذى وظف عقله وماله لخدمة الثقافة عبر تلك المكتبة الهامة جدا فى تأريخ وطنى (القديم ) حيث كانت مزارا للتجانى والمحجوب (توفى التجانى قبل مولدك بعقود وفترة وجودك بالمكتبة مع جدك فى العطلات الصيفية (تقريبا سبعين القرن الماضى ) كان المحجوب نفسه قد مات (1976 ) بعد منفى إختيارى بلندن وقد توقف فى ذلك الطيب صالح كثيرا وكذلك جمال محمد أحمد ) 3- من الرموز الجمالية التى تشرفت أنت برؤيتها بعين صبى فى مكتبة جدك أستوقفنى بقوة الشيخ عبدالمطلب أحمد حدباى ( من مواليد بعد كررى مباشرة ) وله مكانة عالية جدا فى الفن والشعر القومى خاصة أنه كان راويا لخريد خليل فرح وقد سكن معه فترة فى منزل مشترك إلى جانب تطوافه بمدن عديدة بكردفان والنيل الأبيض تحديدا النهود والأبيض وتندلتى ويكفيه فخرا أنه من ضبط الكثير من أشعار خليل فرح حين حقق على المك الديوان. 4- حسب شهادتك فى تأريخ ميلاد جدك 1877 (بعد عام من وفاة الشيخ حاج الماحى ) يكون جدك أكبر جماعة الكتيبة سنا وأطولهم عمرا وعبر هذه المعلومة يكون أعضاء الكتيبة حسب العُمر من ثلاثة أجيال مختلفة جيل جدك ، جيل النور وكرف وجيل منير و المجذوب ويلاحظ أن الفارق العمرى كبير جدا بين جدك ومنير والمجذوب (حوالى 42 سنة تقريبا ) رغم ذلك تجاوزوا جميعا عبر الحب والموهبة هذا الفارق وشكلوا جماعة أدبية متجانسة عبر الشعر العالى جدا والمسامرة فخلدوا عبر تلك السمة النادرة (إختلاف العمر وتقارب الروح ). 5- أثمن مافى مدخلتك على الفيس بوك هو ذكرك لوجود تسجيل صوتى (خاص ) يتحدث فيه جدك الشيخ حسن عن تلك الفترة وثق لوكان جدك بقيمته الفكرية العالية بريطانيا على وجه التحديد لتصدرت هذه المعلومة (وجود تسجيل صوتى له خاص ) نشرات الأخبار لأكثر من يوم ولسعت الجهات الثقافية للحصول عليه باى ثمن وإيداعه ضمن الأرشيف الصوتى بالمكتبة البريطانية لكن للأسف الشديد ينتمى جدك لدولة لاتقدر الفكر ورجاله عموما هذا الشريط له قيمة عالية جدا واوصيك به خيرا . 6- بخصوص (أمارة )الكتيبة فجدك حسب تجلياته فى ديوان (الكتيبة ) لامير الكتيبة كان يتمتع اى جدك بمكانة عالية جدا بحكم السن والتجربة فى نفوس كل شعراء الكتيبة وقد منحوه لقب (شيخ الكتيبة ) وهو لقب أرفع من (امير الكتيبة ) ومن مهام شيخ الكتيبة إستفزاز شعراء الكتيبة لتجود قرائحهم بشعر الهجاء تحديدا لإثراء الحركة و مد (درج السفاسف ) الشهير بمكتبته بالشعر الناتج عن ذلك سوف أخصص مداخلة لتجلى (شيخ الكتيبة حسن بدرى ) داخل مجمل قصائد الديوان للنور أفندى . 7- بخصوص الأمارة للكتيبة فقد تم نزعها مرة من النور أفندى ومنحها للشاعر إمام دوليب لكن نسبة لحدوث مشكلة عويصة بين إمام والمجذوب جراء تجاوز الأمير الجديد إمام لمهامه فى الهجاء فقد تمت بينهما جفوة أوشكت ان تعصف بجماعة الكتيبة لكن الأمير السابق النور إبراهيم سعى للصلح بينهما عبر إطلاق قصيدة جديدة وعقبها تم إعادة الأمير النور لمنصبه القديم و عزل إمام علما أن عبدالله الطيب كصديق للكتيبة قد أقترح أن يكون للكتيبة أميران أولهما اميرا للهجاء هو إمام والثانى اميرا للفخر هو النور إبراهيم لكن كرف رفض ذلك فظل النور إبراهيم هو الأمير مستظلا بتجربة جدك حسن بدرى كشيخ للكتيبة و المنصب ألأخير أرفع داخل الجماعة مثلما منصب (المرشد ) أرفع من منصب (الرئيس ) فى إيران على سبيل المثال . سعدت بتعليق طارق حفيد الشيخ حسن بدرى وسوف أخصص إن شاء الله مداخلات لجده الشيخ حسن تحية للجميع
العاطفة الدينية الجياشة بصورة موجبة التى تحلى بها أمير الكتيبة الشيخ النور أفندى إبراهيم (1910-1976) ونبهنا إليها فى مقدمة الديوان عضو الكتيبة منير صالح (1919-1996) حين عدد مناقب أميره النور أفندى تجلت فى الكثير من أجواء الديوان عبر أكثر من إشارة وإقتباس وتضمين للكثير من مصادر الدين الإسلامى لدرجة إصرار النور أفندى على تثبيت التأريخ الهجرى بدلا عن الميلادي فى الكثير جدا من الأحيان (قبل التوجه الحضارى بعقود ) وهذا ملفت جدا . الخريدة الأولى حسب ترتيب الديوان والتى تجلت فيها النزعة الدينية وتجليها داخل قريض أمير الكتيبة الشيخ النور أفندى (1910-1976) هى خريدة تتعلق بالركن الرابع للأيمان عند المسلمين تحت عنوان (رمضان فى الأورمان ) وقد ثبت الأمير مناسبة القصيدة بجملة مقتضبة تقرأ (قضيت شهر رمضان بمعهد الأورمان بمصر سنة 136-1941 ) ويلاحظ تثبيته التأريخ الهجرى قبل الميلادي وهذا مدهش حسب الزمن الخارجى للخريدة . القصيدة الرمضانية ذات قافية نونية مطلعها : أهلا بمطلع شعر هلاله من جُمان كأنه قوس نور مصوب للزمان هلا رميت فؤادا لجامع الحدثان . لاحظت من المطلع حضور خفى لإبن الرومى عبر تشبيهاته التمثيلية الشهيرة جدا فى قريضه وكذلك عبر قاموسه لكن أنصع تجلى لشاعر فى القصيدة كان تجلى المتنبى شخصيا عبر تضمين واضح لبعض خريده فى مرحلة متأخرة من عمره الذى يندرج تحت باب الطبيعة خاصة قصيدة شُعب بوان التى كتبها ببلاد فارس ذات الطبيعة الخلابة وخاطب فيها حصانه عبر إستنطاق ميتافيزيقى رائع جدا وكانت هذه القصيدة ضمن المقرر المرسوم فى الأدب العربى عهدنا بمدارس السودان (القديم ) وكذلك أتكأ عليها كثيرا الشيخ عبدالله الطيب (1921-2003 ) فى كتابه الشهير مع أبى الطيب يقول الأمير النور متكئا على المتنبى : لقد حسبتك شعبا كالشعب من (بوان) لكن وجدتك قفرا فقال فيك حصانى فهل يسار لها من جنة السودان ؟ ويختم بأبياته بها إشارة إلى ام درمان (القديمة ) وعهده برباها قائلا : وكان للقلب يوم وللحجى يومان عهد سعيد تقضى على ربا ام درمان . كذلك توجد أكثر من خريدة موحاها الإسلام وأركانه و بعض طقوسه حتى المختلف عليها كالمولد النبوى والإحتفاء به على الطريقة الصوفية الشهيرة رغم نكران جماعة السنة لذلك بإعتباره فى باب البدعة أدخل وهذا ليس من اسئلة البوست . على نهج جل شعراء السودان فى النصف الأول من القرن الماضى إحتفل الشيخ النور افندى بمولد طه والمصطفى (بحر الصفا ) بخريدة راقية جدا من قافية همزية على نهج البوصيرى الإمام الذى همزيته هى الأكبر فى حُب المصطفى ولعل مطلعها يقرأ : كيف ترقى رقيك الأنبياء ياسماء ليس طاولتها سماء وهى القصيدة التى الهمت الشاعر السودانى (القديم ) محمد عبدالحي (1944-1989) رائعته معلقة الإشارات التى بها ذكر لأولى العزم وهم خمسة أولهم نوح وأخرهم سيدى أحمد وقد بدأ الخريدة بذكر إشارة أدمية مطلعها : بالأسماء نستدعى العالم من فوضاه ثم بها : ويجى الله ملتفا بالأسماء بالأسماء الحسنى هذا مولد رؤياه أو كماقال رحمه الله . كذلك إستهلمها أى همزية الشيخ البوصيرى رحمه الله الشاعر أحمد شوقى بهمزيته التى شهرتها (الست ) ومطلعها : ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمن تبسم وثناء خريدة أمير الكتيبة فى (المولد النبوى ) التى كتبها العام الهجرى 1379 وهى أخر قصيدة حسب ترتيب الديوان تقرأ:
لاحظت شأن صنوه وخدنه عضو الكتيبة (المرحلى ) محمد المهدى المجذوب فى رائعته التى نشرها بين (السميعة ) الشيخ كابلى والتى نبه فيها المحتفلين بالمولد الشريف فى خاتمتها ان يهتموا باليتامى والضعفاء والمحتاجين حين قال رحمه الله : ربى أرسلت يتيما قام بالحق رحيما لقد ذكرناه فهل نذكر من امسى عديما ؟ قد تنبه الأمير كذلك فى لب نبويته إلى المعانى الدقيقة السامية فى (المولد النبوى ) التى تسمو فوق الطقوس وأكل الحلوى فى تلك (الليلة الكبيرة ) لتهتم بنشرقيم نبوية مثل السلام والمحبة والتعاون حيث قال رحمه الله : كل عام تهتز منا قلوب حافلات يفيض منها الدعاء يتبارى الخطباء فى ساحة المولد نثرا ويطنب الشعراء وإذا القول لم يؤيده فعل ذاك شرعة الوفاء هراء ليس معنى الميلاد أن تصنع الأصنام حلوى وتستغل النساء ذاك ميلاده وقد حطم الأصنام طرا حتى إستقام الولاء أين منا مبادئ عمت الكون فعالا فقام ذاك البناء ؟ ويلاحظ على نهج عضو الكتيبة الفحل المجذوب فى خريدته تلك التى نشرها بين الناس الشيخ عبدالكريم الكابلى عبر ذاك الصدح والترنم والإنشاد الذى تتجمد لجماله المياه و تتفتت الجلامد فقد ختم الأمير النور نبويته فى مولد أحمد وقيل طه ومصطفى ومدثر !! بدعوة للسلام والمحبة والمغفرة له حيث قال رحمه الله : ساء منا الفعال فأربد أفق وابت ان تجودنا الأنواء وإذا الناس ساء منهم فعال قلدتهم فى ذلك الأبناء فرجائى أن يغفر الله ذنبا لعباد ضلوا ونعم الرجاء . يلاحظ أن الإحتفال بمظاهرالدين الحنيف (على نهج الصوفية ) كالإسراء والمعراج ، مطلع العام الهجرى ، مولد طه ، العيدين ، الحج ، هلال رمضان كلها ثيمات (حسب قاموس الصفوة ) ثابته فى جل شعر شعراء السودان من المسلمين !! فى النصف الأول من القرن العشرين الماضيى والأمثلة تكاد لاتحصى والمدهش حتى شاعرا قريضه كله نشدان للثورة ووصف الطبيعة والخندريس تحديدا لدرجة تصريحه فى تلك الخمريات الراقية جدا جدا التى نشرها صوت داؤود قائلا: جُمدانة وإبريقين وكأس وساقى خدودو ماس أو ينى يابلبل أمين صداح حميتمى النوم يمين أعنى صاحب (ماهو عارفف قدمو المفارق يامحط أمالى السلام ) قد تنبه عبر العقل الباطنى لقيمة مولد سيده أحمد فخلده بقصيدة .
هنا الشيخ العابد الصوفى الصادح عبدالكريم عبدالعزيز الكابلى على (المزهر الراقى جدا جدا ) فى ( ليلة المولد ) كلمات صاحب الشرافة والنار ومعهما أقل : صلى ياربى على المدثر وتجاوز عن ذنوبى واغفر وأعنى يا إلهى بمتاب أأكبر فزمانى ولع بالمنكر الله الله الله الله الله الله الله تحية وتقدير لكرام المتابعين ويا صديق الموج (مانسيناك ) زى ما صدح الكنار أحمد الجابرى -له الرحمة والمغفرة -
خريدة (ليلة المولد ) التى ختم بها الشيخ المُحب كابلى المداخلة السابقة من كلمات عضو (الكتيبة ) محمد المهدى المجذوب الذى تتطابق الكثير جدا من موضوعات وعناوين قصيده مع صنوه (امير الكتيبة ) وقف الكابلى عليها اى (ليلة المولد ) خلال تردده على (الندوة الأدبية ) الشهيرة جدا بأم در القديمة تحديدا بحى (البُسطة ) الذى يكاد يكون متحفا بشريا لما حوى من رموز سياسية وفنية سكنت فى حواريه ضيقة المساحة لكنه رحبة بما تضخه من عطر فى نفوس بنيه المبدعين . (الندوة الادبية ) عبر تكوينها تختلف كثيرا عن (الكتيبة ) رغم وجودهما فى مغنى واحد هو ام در القديمة والأخيرة أسبق بحكم سن أعضائها لكن كان بعض أعضاء الأخيرة يترددون على الثانية وقت ذاك كان المبدعون الحقيقون من لدن كابلى و عثمان حسين تحديدات ومن قبلهم حسن عطية بمثابة حضور شبه دائم فى تلك الفعاليات التى جمعت بنى عصرهم من الشعراء الحقيقين و ساهم نقاشهم فى اللغة وتجويدهم لها على جعل هؤلاء الصوادح ينجذبون بقوة تجاه الشعر الذى يعج بلغة رفيعة جدا ومفردات تكاد تندرج فى باب الحوشى وكان يتم ترشيح قصائد من فرائد الشعر الراقى لهم ليصدحوا بها كما تجلى فى كابلى و (ليلة المولد ) وايضا عثمان حسين ذاك (الفراش الحائر ) فى خريدة التجانى (محراب النيل ) التى تم تنبيه عثمان حسين إليها بواسطة إثنين من جماعة (الندوة الأدبية ) ليعالجها موسيقيا عبر هذا الأداء الراقى جدا بذاك الصوت الجميل جدا الذى يذوب لعذوبته الجلمد ..
السيرة الذاتية المقتضبة جدا على الغلاف الخلفى لديوان (الكتيبة ) تؤكد قوة إرتباط صاحب الكتاب النور أفندى إبراهيم بقوة بتجربة نوعية فى مسيرته العملية هى قوة الصلة بتدريس البنات فى السودان (القديم ) حين كان تعليم (النسوان ) شحيحا بفعل قيود المجتمع رغم أن الإسلام الدين المسيطر على الدولة قد حث على تعليم الفرد غض النظر عن نوعه وليس البوست متسعا لذلك !!. حسب السيرة تلك فقد عمل النور أفندى (كمدرس أول بكلية المعلمات بأم درمان أكثر من عشر سنوات ) كما تؤكد كذلك أنه قد (عمل مفتشا لتعليم البنات بالمديرية الشمالية ) إلى جانب ترجمته كتاب (نفيسة فى المدرسة ) والكتاب حسب عنوانه مرتبطا بالتعليم عند النساء ولم أقف حتى لحظة هذه المداخلة على نسخة من الكتاب ولا أعرف موضوعه ومؤلفه الأصلى ولغته الأم كذلك لا أدرى إن كانت ترجمة النور أفندى له مخطوطة ام منشورة وعسى أن يقم الأخ عمار يس بتسليط الضوء عليه وحبذا لوتكرم علينا بصورة ضوئية له وتحديد عام نشره واللغة الأولى التى تم تأليفه بها وحتى حينها قلت : حول إنجاز النور أفند ى التربوى بكلية معلمات أم درمان التى خريجاتها أكثر (بنات ) السودان (القديم ) مشاركة فى العمل العام وترقية دور المرأة السودانية فى المجتمع بصورة موجبة (عبر عضوات الإتحاد النسائى قبل إنشطاره شأن كل الفعاليات المدنية السودانية للأسف) دون الخروج على تقاليد المجتمع الصارم فى الملبس والحركة وتحويل المراة ذات الخصوصية البيولوجية المختلفة إلى نسخة مشوهة من الرجال عبر تقليد الرجال فى كل الأمور المظهرية حول تلك التجربة للنور أفندى فقد تحدثت عنها كإنجاز تنويرى لصاحبها النور أفندى التنويرى فى تمكين عقل النساء بالسودان (القديم ) بإسهاب وتقدير كبير جدا تلميذته القديمة السيدة المحترمة السياسية المشهورة نفيسة أحمد اللمين فى برنامج (أسماء فى حياتنا ) وأكدت مدى جهد أستاذ النور افندى فى دفع تلميذاته لترقية عقولهن والكتابة لأجل التعبير عن مشكلاتهن ومشكلات المجتمع عموما واكدت أنها أى (ست نفيسة ) كانت تكتب مقالات وتمهرها بتوقيع (بنت النور ) والنور هنا هو النور افندى شخصيا أستاذها الجليل بكلية المعلمات ويلاحظ أن توقيع كاتب او كاتبة فى ذاك العصر من تأريخ السودان الفكرى امرا عاديا وقد ساد فى أدبيات (الكتيبة ) حيث العضو محمد المهدى المجذوب كان يوقع خرائده فى الصحف بلقب (شعبى ) . لقد تجلت تجربة النور افندى فى تعليم البنات تحديدا فترة كلية المعلمات بأم در فى العديد من خرائده وقد أبانت تلك الخرائد الكثير من خبايا تلك المغانى التى عاش بها الشيخ النور الذى عمل بحكم المنصب فى العديد من المدن إنعكست بدرجات متفاوتة فى شعره . حسب ترتيب الخرائد فى الديوان أول خريدة تجلت فيها تجربة تعليم البنات فى شعر النور أفندى هى قصيدة (دالية ) بعنوان (بؤس مبكر ) وملهمتها (حسب مصادرى ) إحدى منتسبات كلية المعلمات ام درمان وقد مهد لها رحمه الله بقوله ( إلى تلك الفتاة الحزينة التى فقدت زوجها فألفت الحزن بعده وألفها .. صارت كئيبة بائسة حزينة وهى فى العقد الثانىمن عمرها ،فرفضت الزواج من سواه ،إلى تلك الفتاة أهدى هذه القصيدة ..)إنتهى يلاحظ سمو أخلاق الشيخ النور أفندى حيث لم يصرح بإسم تلك الفتاة إحتراما لخصوصيتها ولو عاش الامير فى هذا العصر الركيك المزدان قبحا ب (قليلى الأدب ) من (المتشاعرين لوجد قريضهم (الركيك ) يعج بأسماء النساء صراحة اللائى ألهمنهم شعرهم ( الفاسد ) الخريدة من 31 بيتا ومطلعها : أية للجمل اخرسها البؤس فعفى على رواء جديد وتمشى الأسى على حجر خدين بمس الخطوب شديد وتليها مباشرة قصيدة (فتاة اليوم –ردا على الشاعر العدنى ) وهى فى الأصل تغطية شعرية قام بها الأمير لقصيدة لشاعر يمنى بعنوان (فتاة اليوم ) التى ثبتها الأمير كاملة فى الديوان قبل قصيدته ذات العنوان المشترك وقد مهد لها بقوله : ( أرسل الشاعر العدنى عوض بن عوض بأمدها بقصيدة للطالبات العدنيات بكلية المعلمات بأم درمان ) ثم جاء بالقصيدة كاملة وهى من 12 بيتا فى قافية (بائية ) مطلعها : بأبى ما عاقها اليوم عن العلم حجاب بابى لم يثنها عنه فراق وإغتراب وقد رد شيخ النور أفندى ب (بائية ) من ذات وزنها وبحرها وقاموسها بلغت أبياتها 22 بيتا ومطلعها : ردد الالحان بأمدها فقد طال العذاب واهب بالقوم قد أحسن صنعا من أهابوا أنما الصبر على الجهل وإن قل مصاب لاتلم بالله من لاموك عن جهل وعابوا (يافتاة اليوم والعلياء مجهود وداب ويختمها بقوله : يافتاة اليوم أن العيش بالعقل صواب ليس عيشا مايمليه من الجهل خضاب ليست الأزياء إلا بهرج فيه تباب حكمى العقل ففي ألأمر قشور ولباب أن نور العقل لايثنيه فى الكون حجابا نشئى الطفل كريما وله العلياء دأب. يلاحظ حول (المجادعة ) الشعرية بين النور أفندى أمير الكتيبة وشاعر يمنى هو عوض بن عوض !! وجود تواصل وقتها (رغم تخلف وسائل الإتصال ) بين شعراء من السودان و رصفائهم فى المحيط الشعرى العربى المجاور لهم علما أن عضو الكتيبة (المرحلى ) المجذوب كان له وقتها صلة شعرية بشاعر يمنى شهير جدا عمل سفيرا لوطنه فى الخرطوم (القديمة) وقد اهداه المجدوب أحد دواوينه الشعرية كتخليد لتلك الصلة الشعرية كذلك تجلى أكثر من اديب يمنى فى إبداع ذاك الجيل من المبدعين السودانيين أبرزهم عبده غانم الذى أسهب اكثر من جهبذ سودانى فى الحديث عنه ابرزهم الشيخ عبدالله الطيب (1921-2003) . يلاحظ كذلك من جوهر قصيدة الشاعر اليمنى عوض بن عوض وتغطية امير الكتيبة لها وجود نوعى لطالبات من اليمن السعيد تحديدا الشطر الجنوبى منه قبل الوحدة المضطربة بين صنعاء وعدن حيث تجلى عبر تلك القصيدتان حضور بارز لطالبات عدنيات وهن من أجمل مخلوقات الله من حيث اللون تحديدا وليس البوست مجال ذلك !!1يدرسن فى كلية معلمات ام درمان حين كان السودان وقتها رغم فقره الإقتصادى مركزا جاذبا لجيرانه من كافة الإتجاهات لتدريب وتأهيل الكوادر فى مؤسسات التعليم والتدريب النوعية الراقية جدا التى تميز بها السودان وقتها مثل جامعة الخرطوم ، بخت الرضا ، كلية معلمات ام درمان ، الكلية الحربية ، مدرسة الشرطة ،المعهد المهنى إلى جانب الثانويات الثلاث الشهيرة التى كانت أرقى مناجم لإنتاج العقول مثل وادى سيدنا ، حنتوب وخورطقت هذا فى تجلى تجربة تعليم البنات فى شعر وسيرة أمير الكتيبة الشيخ النور افندى إبراهيم (1910-1976 ). أتوقف طوعا عن التداخل برهة ثم أعود للمواصلة فى (أمشير ) والله أعلم مع التحية والتقدير لعموم من يتابع .
إنا لله وإنا إليه راجعون . أترحم بظهر الغيب على روحى الأخوين حسن الطيب وأحمد محمد عباس وجعل الله جدثاهما روضتان من رياض الجنة وسقاهما من ذاك المنهل العذب ...أمين يارحيم . *** مع هبوب (أمشير ) أرفع التحية العطرة والتقدير للأخ عمار يس النور إبرهيم النور وكرام المساهمين فى إثراء البوست ومنحه قوة وجمالا أخص : 1- سعادة اللواء عمر على حسن ،الأستاذ عبيد الطيب ود المقدم ، الأستاذة نعمات عماد ، المعمارى(القديم ) يحي قبانى ، عبدالكريم اللمين المساح !! ، الأستاذ صديق الموج ، الشاعر الناقد فضيلى جماع ، وكذلك كرام المتابعين خاصة الأخ المحترم طارق محمد بشير(الفيس بوك) حفيد شيخ الكتيبة حسن بدرى صاحب مكتبة الثقافة بأم در (القديمة ) التى شكلت المغنى الأكبر فى تكوين شعر (الكتيبة ) . ولأسباب أجهلها تجاهل الكثير من المهتمين بتبويب وقراءة ونقد الأدب السودانى الناطق باللسان المبين ذاك اللسان الصاهر لكل قبائل السودان ! تراث شعراء الكتيبة فى أسفارهم التى طالعناها بالسودان القديم حيث لا أذكر (أرجو تصويبى خاصة كتابتى من ذاكرة قديمة جدا ) نصا لأحد شعراء الكتيبة (عدا المجذوب الذى خرج عن الجماعة بشهادة خدنه إبن بيرق شخصيا ) مثبتا ضمن (مختارات من الأدب السودانى ) الذى صنفه على المك (1937-1992) . وبصورة مجملة تكاد تكون جل الحركة النقدية والتوثيقية السودانية قد خلت إلا لماما من الإشارة بصورة تفصيلية لأثر جماعة الكتيبة بصورة دقيقة رغم إهتمام واسع جدا للنقاد السودانيين بشعر عضو (مرحلى ) للكتيبة هو المجذوب الذى يكاد يكون ضمن ثلة ضمت التجانى والعباسى والفيتورى ومحمد المكى وعالم عباس من أكثر شعراء السودان الذين وجد شعرهم إحتفاء مستحقا . وفقا لمطالعتى (القديمة جدا جدا ) أعترف طوعا وكرها فى ىسياق تجاهل المشهد الأدبى السودانى لتراث (الكتيبة ) أن الشاعر ،العروضى ، الأكاديمى والعاشق الكبير جدا جدا محمد الواثق (1936-2014 ) هو الوحيد ضمن الرموز الجمالية رفيعة القيمة (قلت رفيعة القيمة) فى السودان (القديم ) من أبرز إهتماما ضخما بجماعة (الكتيبة) الشعرية تلك الجماعة ذات الخاصية النوعية فى نهر الأدب السودانى عبر بيانها وإنجازها وسبرها العميق جدا للقاموس الفصيح حيث ثبت أنه أى الواثق الذى رحل شتاء 2014 هو من نظم ليلة شعرية لهيئة شعراء (الكتيبة) فى كامل عضويتها ناقلا مجلسهم البرئ العامر (حسب قاموس ود القرشى والكنار الشفيع لهما الرحمة ) بالشعر من (مكتبة الثقافة ) لصاحبها شيخ الكتيبة حسن بدرى و (صيدلية العاصمة ) من أم در القديمة ليجلسوا بالقاعة 102 (الأن عبدالله الطيب )بكلية أداب جامعة الخرطوم (حين كانت دار حكمة ) وسط حضور ضخم جدا لطلاب الجامعة من كليات شتى ليشهدوا إلقاء جماعة الكتيبة للشعر بتلك الطريقة الرمزية وهم يهجون بعضهم البعض بصورة أعادت العصر الأموى عبر (النقائض ) ونقلته من دمشق الفيحاء إلى تلك القاعة الفخمة المهيبة جدا على الضفة اليسرى للنيل الأزرق بالخرطوم (القديمة ) . تبين كذلك من المقالات القيمة جدا الناعية لمحمد الواثق كاكاديمى وشاعر وعاشق مُدنف أنه أى الواثق هو من أنتخب خرائد من شعر الأدب العالى (حسب وصف التجانى لشعر الشيخ العبادى صاحب عائشة بين صديقين –انظر إشراقة ) لطائفة من الشعراء الحقيقيين (قلت الحقيقيين ) من السودانيين عاشوا فى القرنين التاسع عشر والعشرين الميلادى وتم إدراج شعرهم الصافى فى خزانة (معجم البابطين لشعراء العربية فى القرنين التاسع عشر والعشرين ) بهدف توحيد مجارى الشعر فى مجرى واحد (أنظر مقال د.أحمد البدوى فى رثاء الواثق بأكثر من منبر إسفيرى ) . من ضمن مختارات الواثق ثبت خرائد لأكثر من شاعر من جماعة الكتيبة منهم المجدوب ، منير صالح و أمير الكتيبة النور أفندى إبراهيم وقد قام الواثق كعارف بالشعر ونقده وقرضه كذلك بكتابة مقدمة تعريفيه نقدية مقتضبة لكل شاعر مع تثبيت نحو أربع خرائد لكل وقد قطف من بستان ديوان (الكتيبة ) الخرائد التالية والترتيب له : رسم الدخول فى الكتيبة ومطلعها : سمـوتُ بنفسـي عـن ودادِ صديـــــــــــــقِ___________________________________ ونزَّهتُ قـلـبـي عـن إخـاء رفـيــــــــــقِ___________________________________ وأسلـمـنـي طـول اختبــــــاري إلى القِلى___________________________________ فأُبتُ بـيأسٍ فـي الفؤاد عـمـيـــــــــــق___________________________________
بؤس مبكر (توقفت عندها فى مداخلة سابقة ) ثم ثبت أبياتا منتقاه من قصيدة : الطريق إلى لندن (ربما أقف عندها فى مداخلة لاحقة والله أعلم وهو العليم العلام علم أدم الأسماء كُلها )
أدناه المقدمة التى قدم بها الشاعر الأكاديمى الرفيع جدا جدا جدا محمد الواثق الشاعر النور أفندى لقراء معجم البابطين وتقرأ كاملة : **********
النور إبراهيم ( 1328 - 1399 هـ) ( 1910 - 1978 م)
سيرة الشاعر: النور إبراهيم. ولد في بلدة الدويم بالنيل الأبيض، وبها توفي. طوف ببعض مدن وطنه السودان، وزار إنجلترا. تلقى تعليمه الأولي بالدويم، والأوسط بالخرطوم ورفاعة، والثانوي بكلية غردون بالخرطوم، وقد تخرج فيها عام 1931، ثم بعث إلى إنجلترا بقصد التدريب عام 1948 ولمدة عامين، كما زار مصر. عمل معلمًا بالدويم الوسطى، ثم ببخت الرضا - بشعبة اللغة العربية، حيث أسهم في الإعداد التربوي للمناهج والمعلمين، ثم مدرساً أول بكلية المعلمات بأم درمان أكثر من عشر سنين، فمفتشاً لتعليم البنات بالمديرية الشمالية، وناظرًا لعدد من المدارس الثانوية. عضو اتحاد الأدباء، ومؤسس الكتيبة الأدبية بأم درمان.
الإنتاج الشعري: - له ديوانان: «الكتيبة» - مطبعة التمدن بالخرطوم (د.ت) حوالي 1962، و«أهاجي» مخطوط.
الأعمال الأخرى: - له: مجموعة قصصية مخطوطة، وكتاب «أحاجي» - مخطوط، كما ترجم كتاب: «نفيسة في المدرسة». اعترف له معاصروه من أمثال عبدالله الطيب، وكرف، والمجذوب، بالشاعرية، وبالتقدم عليهم، فنصبوه أميرًا على «الكتيبة»، وهي محفل أقاموه بأم درمان يتنافسون فيه في نظم الشعر ومهاجاة بعضهم بعضًا. ديوانه «الكتيبة» مليء بجميل الشعر المعبر عن حياة الشاعر وآماله وآلامه، وعن هموم عصره، ووطنه. رقيق العبارة، واضح المعاني، سلس الأسلوب، جيد السبك، ملتزم بعمود الشعر.
مصادر الدراسة: 1 - عون الشريف قاسم: موسوعة القبائل والأنساب في السودان - مطبعة أفروقراف - الخرطوم 1996. 2 - محجوب عمر باشري : رواد الفكر السوداني - دار الجيل - بيروت 1991. ******************* إنتهى بيان محمد الواثق (سقت جدثه الرياح ) ولاحظت مايلى : 1- بعقل الأكاديمى الصارم جدا حين ذكر محمد الواثق ديوان الكتيبة للنور أفندى أشار إلى الطابع له هو مطبعة التمدن ثم أضاف داخل هلالين عبارة (د.ت) وتعنى (دون تأريخ ) خاصة أن الديوان خاليا من بطاقة معلومات وهذا من عيوبه كذلك رجح الواثق مستخدما عبارة (حوالى ) صدور الديوان العام 1962 نسبة لغياب سنة صدوره فى البطاقة الغائبة ويلاحظ ان الأخ عمار يس حفيد الأمير قد تفضل فى مداخلته الثرة إلى أن الطبعة الثانية التى هى بيدى الأن صادرة العام 2007 . عليه الطبعة الأولى لديوان (الكتيبة ) صدرت العام 1962 (وفقا لمحمد الواثق ) فى حياة صاحبها بينما صدرت الطبعة الثانية 2007 بمبادرة من نجل الأمير الباشمهندس نجم الدين النور (عم عمار يس ) وذاك بعد نحو 31 عاما من (تحديق )صاحب الديوان فى الموت وقبل ثلاثة أعوام من مرور القرن على مولده ورؤيته النور له الرحمة ولجميع موتانا . 2- إن صح ترجيح شيخناالواثق صدور الطبعة الأولى ل (الكتيبة ) العام 1962 فذاك كان سابقا لمولدى ف(تأمل) وليس ذلك من أسئلة البوست!! وإن صح ترجيح الواثق صدور الديوان فى العام المذكور فذاك العام 1962 يحق له أن يفخر على عموم الأعوام فى القرن العشرين أنه شهد طباعة ونشر أكثر من ديوان رصين (قلت رصين ) فى نهر الشعر السودانى (قبل ثورة وحُمى الدواوين الإسفيرية وهذا باب أخر ) حيث شهد 1962 صدور الطبعة الأولى لديوان (إشراقة ) للتجانى يوسف بشير بعد ربع القرن من تحديقه فى الموت 1937 !!وأحتفت بها الأوساط الأدبية فى أم در والسودان ( القديم) بل أقامت جماع ادبية بأم در (القديمة ) هى جماعة الأدب السودانى التى كان عليها شيخ شعراء السودان عبدالله الشيخ البشير (عمل معلما بخورطقت ستينات القرن الماضى درس شأن التجانى فى المعهد العلمى) مهرجانا لتخليد ظهور (إشراقة ) مطبوعا وتم كتابة الكثير من المقالات حول التجانى وشعره وعصره اشهرها مقال للطير المهاجر صلاح أحمد إبراهيم وكان دون الثلاثين من العمر وهذا باب طويل . 3- ذكر أستاذنا الواثق (سقت جدثه الرياح ) مولد أمير الكتيبة الشيخ النور ببلدة الدويم وأيضا أشار إلى وفاته بها !!وقد صدق فى مكان الميلاد بحكم ورود ذلك فى الغلاف الخلفى للديوان (الطبعتان ) لكن هناك شك (من جانبى ) فى دقة وفاة الأستاذ النور ببلدة الدويم حاضرة بحر أبيض وذاك وفقا للمعلومة التى تفضل بها حفيده الأخ عمار ( مداخلة 4 صفحة واحدة من البوست ) حيث جاء أن مكان الوفاة ب (بقعة الإمام ) وعمار هنا ثبت عنه يؤخذ بحكم صلة الرحم بالفقيد مع ملاحظة أن الأخ طارق حفيد شيخ الكتيبة حسن بدرى (فيس بوك ) ذكره معاودته بمعية جده الرمز المنير للأمير الكتيبة حين حل به الداء بداره بحى الملازمين بأمدر (القديمة) ان وهو حى يفخر أن من سكانه يوما ما النور أفندى والشيخ الأكبر إبراهيم العبادى . توقفت فى إختلاف مكان الوفاة (وفقا للواثق وعمار ) لأن وفاة و مولد شاعر من طبقة رفيعة شأن النور أفندى يمنح المغنى قيمة حضارية كبرى بصورة تجعله يباهى غيره من المغانى تجلى ذلك فى معرة النعمان التى صارت لاتُذكر إلامقرونة بإبنها أبى العلاء وتكاد لا تعنى شيئا حين يغيب ذكره بذات الدرجة بعد قرون طويلة من تحديق الشاعر المغنى اليونانى الأشهر هوميروس وغموض مكان مولده حتى لحظة هذه المداخلة تنافست أكثر من 7 مدن يونانية وأدعت كل منها أنها أرض مولده !! 4- لاحظت تثبيت محمد الواثق للتأريخ الهجرى لمولد ووفاة النور أفندى إبراهيم مثلما ثبت كذلك مقابل بالميلادى وهذا النهج فى العناية ب (الهجرى ) سار عليه الشيخ النور إبراهيم نفسه فى التأريخ للكثير من قصائده حيث دأب على كتابة الهجرى مثلما ثبت الميلادى وهذا ننهج نادر جدا لم أقف عليه عند جل من قرأت لهم من رموز الجمال السودانى الذين لايعنون أصلا ب (الهجرى ) سوى عند مطلع الصوم و تحرى هلال شوال و عاشوراء و الوقوف بعرفة وربما ليلة المولد وليلة الإسراء ب (طه ) و(مصطفى ) و (مدثر ) عليه الصلاة والسلام . المدهش أن محمد الواثق قد ثبت أن الشيخ النور أفندى قد مات العام 1978 !! لكن حفيده عمار يس النور وهو بحكم المنطق أكثر دقة بأخبار جده وسيرته نبهنا أن جده العارف قد توفى ب (بقعة الإمام ) العام 1976 (مداخلة رقم 4 صفحة 1 من البوست ) وهو ذات عام وفاة المحجوب وشاعر الحقيبة الأكبر سيد عبدالعزيز مع ملاحظة أن الواثق فى كلمته المقتضبة فى حق الأمير النور إستخدم مفردات (تقديرية ) لحسم بعض الأحداث ومرد ذلك غياب بعض المصادر والرواة عنه خلال الكتابة والله أعلم . كتابة تأريخ الوفاة 1978 (حسب إجتهاد الواثق ) فى مصدر هام وحيوى كمعجم بابطين الشعرى لايعنى أنه صحيحا لمجرد وروده فى المصدر خاصة أن الكثير جدا من التواريخ الخاصة بالميلاد والوفاة للشعراء وغيرهم من المؤثرين والواردة فى مصادر مكتوبة ليس صحيحا فى الكثير من الأحيان تجلى ذلك فى تأريخ وفاة الشاعر الكبير جدا صلاح أحمد إبراهيم حين ورد فى كتاب (مهارب المبدعين ) للنور حمد انه فى العام 1995 رغم أن الصحيح هو 1993 . بذات الدرجة ذكر على المك فى (مختارات من الأدب السوانى ) ميلاد القاص بشرى الفاضل بمدينة ود مدنى السُنى بالجزيرة المروية لكن د.بشرى الفاضل فى بروفايله بسودانيزاونلاين ثبت أن ميلاده ببلدة (أرقى القديمة ) بالسافل النيلى !!وهى أى بلدة (ارقى ) من المغانى القليلة التى توقف عندها عبر الحُب الشيخ الطيب صالح (1929-2009) حين كتب بحب عن وطنكم (القديم ) بإعتبارها من بلدان تلاقى القبائل وتعايشها ذاك حين ذكر بلدة (الدبة ) و رمزها الفنى صديق أحمد كصاحب صوت جميل يخلد إليه الطيب صالح كثيرا وليس هذا من أسئلة البوست . 5- فى تقريظه لأمير الكتيبة النور أفندى أورد شيخنا محمد الواثق أن طبقة رفيعة جدا من شعراء السودان (القديم ) من من أمثال عبدالله الطيب، وكرف، والمجذوب، قد شهدوا للنور أفندى بالشاعرية، وبالتقدم عليهم، فنصبوه أميرًا على «الكتيبة !! قلت : ذكر إبن بيرق وهو عبدالله الطيب (أنظر مقدمة نار المجاذيب للمجذوب والإهداء كذلك ) فى هذه الجملة قد يوحى للمتابع أن إبن بيرق عضو فى (الكتيبة )شأن كرف والمجذوب وهلمجرا لكن وفقا للمصادر فعبدالله الطيب لم يك عضوا فى (الكتيبة ) بل كان فى باب (صديق الكتيبة ) أدخل وبحكم ذلك شارك فى الكثير من الجلسات تجلى بعضها شعرا داخل ديوان الكتيبة عبر الهامش والمقدمة والإحالات وسوف أقف عند ذلك والله أعلم . 6- ضمن مصادره فى معرفة أخبار النور أفندى ثبت محمد الواثق كاكاديمى ضليع جدا أكثر من مصدر منها كتاب (رواد الفكر السودانى ) لمحجوب عمر باشرى و مادة الكتاب فى الأصل مصدرها برنامج يحمل ذات إسم الكتاب كان يُبث من (هنا ام درمان )وأعتبره من أرقى البرامج التى كنت أتابعها لسنوات طويلة جدا خلال فترة التكوين ويشبه كثيرا فى مادته برنامجا إذاعيا محوره الأدب تقريبا إسمه (أديب تحت دائرة الضوء ) كان يقدمه محمد فضل بُكاب و محمود خليل محمد وحقا إذاعة أم درمان فى عصرها القديم (قبل ثورة الديجتيال وفوضى الإعداد والتقديم وضمور بل تلاشى ثقافة المذيعين الذين صارت مؤهلاتهم تكمن فى مقاطعة الضيوف والهرجلة ) كانت جامعة مفتوحة تضخ المعرفة بسخاء وجودة .
06:00 م Feb 7,2015 سودانيز أون لاين احمد الامين احمد - مكتبتي في سودانيزاونلاين
تحية وتقدير الأخ العزيز عمار يس النور إبراهيم وعودا حميدا ل (محرابك ) غربى الهندى بعد إجازة ممتعة فى (مدن الملح ) بدولة الإمارات وأسعد كثيرا أن تتابع خاصة ان البوست لازال طفلا يحبو وسوف أتداخل فيه بهدوء عبر فترات قد تطول . بوصفى مُبتدر البوست أشكر الأخ عمار على تكرمه إبداء الرغبة فى إرسال نسختان من (الكتيبة ) للأعزاء الأستاذ صديق الموج و صاحب (شارع فى حى القُبة ) فضيلى جماع وأرجو منهما حسب طلب عمار إرسال عنوانيهما لعمار مباشرة عبر المسنجر أو عبر أى طريقة تروق لهما مع إعلان وصول الكتاب إليهما علنا عبر مداخلات هنا ومن جانبى ياعمار أرجو التكرم بإرسال نسخة لسعادة اللواء عمر على حسن على وجه التحديد خاصة أنه شاهد منصف ونادر لعصر (الكتيبة ) قبل أن نعرف نحن فك الخط عبر معايشته لنشر جل شعر الكتيبة على الصُحف السودانية (قبل فوضى الأسافير وهذا باب طويل ) حتى حينها قلت : إشراقة التجانى الذى تزامن صدوره العام 1962 مع الطبعة الأولى للكتيبة ضخ أى إشراقة التجانى عطرا أخاذا فى إهاب الفن السودانى الرصين (قبل عصر ركاكة الكلمات المُغناة ) تجلى ذلك عبر (محراب النيل ) التى صدح بها (الفراش الحائر ) عبر (مزيكا ) كبيرة جدا (حسب شهادة وردى شخصيا وهو ضنين جدا بالشهادات ) ذاك حين تم ترشيحها له فى (الندوة الأدبية ) بحى (البُسطة ) الذى يباهى بزنقار ، بشير محسن والعاقب محمد حسن وعلى عبدالقيوم وكفى ! ( مداخلة قبل السابقة ) صادح أخر لايقل شأنا من (الفراش الحائر ) هو سيد خليفة (صوتو أجمل من صوت وردى ) تنبه عبر الحُب إلى قيمة الشعر الصافى (حسب قاموس سند ) الذى تركه التجانى عن ربع القرن فى (إشراقة ) فقام بتركيب لحنا كبيرا عبر (مزيكا ) راقية جدا لدرة من درر التجانى هى (إنشودة الجن ) وصدح بها عبر هذا الصوت المبحوح الجميل جدا جدا الذى يصعب فرزه عن (كمنجات ناس عربى وخواض وفتاح ) سيد خليفة الدرويش صلاح ود البادية تنبه لذات الأغنية وصدح بها عبر (الحُب) . ديوان (إشراقة ) بشعره القيم جدا فى المكتبات السودانية فى أكثر من طبعة منذ العام 1962 رغم ذلك عجز الفنانون سوى عثمان حسين و سيد خليفة فى معالجة شعره عبر المزيكا والصدح الراقى فهل يتنبه أحد من الملحنين والمغنين الجداد (بضم الميم ) إلى شعر إشراقة وأخواتها ليضخوا فنا جديدا فى نهر الفن السودانى الذى صار راكدا ؟؟ أشك كثيرا خاصة أن لا أحد فى الساحة الأن بمقدوره ذلك بعد رحيل وصمت كبار العنادل من لدن إبى عفان وإبى السيد لهما الرحمة ..
تحية وتقدير لكرام المتابعين . فى تعقبى أخبار أمير الكتيبة الشيخ الجليل النور أفندى إبراهيم منذ لحظة وصول ديوانه (الكتيبة ) إلى عنوانى البريدى ذات ضحى بارد شتاء 2014 لم أقف على مايشفى غليلى من أخبار فى مصادر شحيحة وقفت عليها . من ضمن الموارد التى منحتنى نتفا من سيرة النور أفندى العطرة مادة إسفيرية تحمل عنوان ( موسوعة السودان الرقمية ) وقد هدانى إليها محرك البحث الشهير قوقل (له الشكر ) بثت ضمن ما بثت المعلومات التالية عن الشيخ النور أفندى وتقرأ كاملة : ******* ****** المعلومات الشخصية النور إبراهيم مكان الميلاد : قرية الكنوز تاريخ الميلاد : 1910م وفاته: توفي عام 1978م.
اللقب: شاعر الدويم الأول و أمير كتيبة شعراء أمدرمان
النسب والأسرة: من قبيلة --------والده --------.
حياته: and#61607; كان من هواة الصيد والطرد. and#61607; تقاعد عام 1965م ولكنه تولى إدارة المدارس الحرة. and#61607; كان نجما من نجوم المجالس الفكاهية. المراحل التعليمية: مدرسة الديوم والاوسط في الخرطوم و رفاعة0000م. مدرسة ---------- 0000م. كلية غردون التذكارية بالخرطوم 1931م.
الخبرات العلمية والعملية: and#61607; ذهب إلى بعثة للإنجلترا في عامي 1948-1949 حيث زامل خلالها الدكتور عبد الله الطيب (عليه رحمة الله). and#61607; عمل مدرسا بالدويم الوسطى and#61607; عمل مدرس اول بكليات المعلمات بأمدرمان and#61607; عمل بمدرسة بورتسودان الوسطى. and#61607; عمل مفتشا بمكاتب التعليم في الأقاليم. and#61607; عاد ليعمل ناظر للمدرسة الأهلية بأم درمان. إنجازاته: and#61607; ساهم في تأسيس معهد بخت الرضا حيث عمل بشعبة اللغة العربية and#61607; أسس مع مجموعة من الاساتذة و الشعراء ما يعرف بمجموعة الكتيبة الادبية و هي جماعة أدبية نهضت لتهتم بالادب و خاصة ما يعرف بأدب الاخوانيات و تناهض المستعمر and#61607; إنتخبت مجموعة الكتيبة الاستاذ النور إبراهيم ليكون أميرا لها. and#61607; ساعد في التأسيس المدرسي على نهج جديد. and#61607; تعاون مع الإذاعة السودانية ونشر عدة أحاديث أدبية. and#61607; ساهم في إعداد الكثير من مناهج اللغة العربية في البلاد and#61607; ذكره الاستاذ عمر باشري في موسوعته الفكرية "رواد الفكر السوداني" حيث ذكر ترجمته و سيرته الادبية و المعرفية مع مجموعة مختارة من رواد الفكر السوداني في العصر الحديث. and#61607; نشر شعره في المجلات المصرية والجرائد السودانية. أعماله: and#61607; له ديوان شعر مطبوع بإسم الكتيبة ، كما أن له ديوان أخر غير مطبوع بإسم أيام زمان and#61607; له من المؤلفات "أحاجي" و "أهاجي". and#61607; كتب بعض المسرحيات الشعرية، وترجم مجموعة من الشعر الإنجليزي.
مما قيل عنه: and#61607; قال الدكتور عبده بدوي في كتابه: الشعر الحديث في السودان عن جماعة الكتيبة : ( وقد حملت لواء الهجاء في السودان جماعة تسمى جماعة حسن بدري وهو شاعر صاحب مكتبة في أم درمان والشرط الوحيد للإنضمام إلى هذه الجمعية هو أن يهجو من يرغب الدخول فيها شاعرا من المنضمين إلى الجمعية). الجوائز: نال جائزة
--------- 0000م. ******************* ******************* إنتهت المادة من مظانها ولاحظت مايلى : 1- وجود فراغات متعمدة من المصدر لغياب المعلومات حولها خاصة فى خانة القبيلة ،،تواريخ الدراسة بالمدارس قبل كلية غرودن التذكارية التى تخرج فيها النور أفندى العام 1931 (قبل تحديق خليل أفندى فرح فى الموت بعام !!) . خانة القبيلةهُنا فى هذا السياق أمر موجب ولا بأس منه خاصة ان القبيلة وعاء إجتماعى ،سكانى هام جدا مالم يوظف للإستعلاء علما أن القبيلة مفردة قرانية وردت فى سياق حضارى راقى جدا بالمصحف الشريف حيث نبهنا المولى عز وجل فى سورة الحجرات بقوله بعد التعوذ والبسملة : (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وإنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير عليم ) الحجرات 13 هذا التعريف الحضارى ل(القبيلة ) هو ما غاب عن الكثير جدا من أعضاء المنتديات الإسفيرية السودانية الذين يسخرون من قبائل مخالفيهم فى الرأى ويستوى فى ذلك (المعاردون ) منهم و (الموالون ) وهذا باب قبيح فتأمل . أضافت مادة (موسوعة السودان الرقمية ) حقائق هامة جدا فى سيرة الشيخ النور أفندى لم ترد فى سيرته على غلاف ديوان (الكتيبة ) و الفذلكة التى جاد بها يراع شيخنا محمد الواثق (سقت قبره الرياح ) فى (معجم البابطين لشعراء العربية فى القرنين التاسع عشر والعشرين ) مداخلتى قبل السابقة. من هذه المعلومات الجديدة : 2- عمل النور أفندى بالتدريس (بمدرسة بورتسودان الوسطى) وهى المدرسة التى تفخر على عموم نظيراتها بالسودان (القديم ) وماحوله من بلدان عربية وأفريقية أنها المدرسة التى من طلابها الطالب الطيب محمد صالح (1929-2009) الشهير لاحقا بالطيب صالح الذى حمل عبر يراعه وموهبته الفذة إسم وطنه عاليا فى أرفف المكتبات العالمية وقاعات الدرس بالجامعات بأكثر من لسان . لم تحدد الموسوعة العام الذى كان به النور أفندى ضمن هيئة تدريس هذه المدرسة النوعية ب(شيخ برغوث) لكن من الفجوات فى سيرته حسب وقوفى يتضح أن ذاك كان فى سنوات قبل وصول الطالب الطيب صالح إلى (وادى سيدنا ) القديمة عليه هل كان التلميذ النجيب الطيب صالح ضمن تلاميذ شيخ النور أفندى بمدرسة بورتسودان الوسطى ؟؟ لا أدرى لكن أرشيف (مصلحة المعارف ) الذى خلفه قوم جون موريس حين غادروا السودان قد يحدد ذلك عبر حركة المعلمين وسجلاتهم بالمصحلة ومنهم النور أفندى خريج قسم العرفاء بغردون التذكارية 1931 م ( مالم يصب أرشيف الخواجات الذى تركوه بالسودان هاء السكت !!)و هذا باب طويل . من المؤسف أن الطيب صالح رغم صمته عن الكثير من سيرته حين فتح ذاكرته (القديمة ) فى مرات نادرة جدا لطلحة جبرين فى (على الدرب ) وعبر مقالات رصينه ب (أخر ورقة ) بمجلة المجلة السعودية اللندنية لم يتحدث بتفصيل موجب عن شيوخه من الأفندية السودانيين (قد يكون النور أفندى أحدهم ) بقدر حديثه الدقيق جدا عن شيوخه من (الفرنجة ) الذين جلس فى مجالسي درسهم تحديدا ب(وادى سيدنا) (وكلية الخرطوم الجامعية ) قبل أن يتركها عليه ضن علينا الطيب صالح بالكثير جدا من المعرفة والحقائق حول شيوخه من الأفندية السودانيين الذين جلس فى مجالس درسهم ببورسودان وقد يكون الشيخ النور أفندى (حسب ترجيحى) أحدهم . لم أقف على تجلى سحرى لفترة بورسودان عبر الشعر داخل ديوان (الكتيبة ) مقارنة بالمحطات الأخرى التى عبر بها الشيخ النور وإنعكست شعرا داخل (الكتيبة ) علما أن العضو المرحلى ل (الكتيبة ) المجدوب هو الأخر قد عمل بشيخ برغوث فى فترة ما من عمله بالمحاسبة فى حكومة السودان (قبل السودنة ) وقد تجلت المدينة ببحرها الأسطورى المُزدان ب (القوقعات الفارغة ) بقوة داخل مشروعه الشعرى عبر أكثر من خريدة إستمد القاص على المك (1937-1992) من عجز إحداها عنوانا سحريا لإحدى قصصه القصيرة هى (وهل أبصر أعمى المعرة ) . خلافا لشعراء الكتيبة من لدن النور والمجدوب فقد عبر ب (بورتسودان ) القديمة نفرُ نادر من شعراء السودان القديم من لدن الناصر قريب الله (له خريدة حول خور أربعات ) الذى كانت تحمل إسمه أحد أبرز داخلية البركس بجامعة الخرطوم (القديمة ) مصطفى سند وعالم عباس والأخير خلد مدينة بورتسودان بقوة عبر ديوانه الأول (إيقاعات الزمن الجامح ) وإليه فلينظر . أكبر تجلى شعرى ل (شيخ برغوث ) التى كانت إحدى محطات خدمة النور أفندى إبراهيم فى ديوان الشعر السودانى الرصين(قلت الرصين ) كان فى شعر شادى الموال (حسب قاموس جمال محمد أحمد ) الشاعر الكبير جدا صلاح أحمد إبراهيم . 3- حسب الفذلكة المقتضبة التى ثبتتها (موسوعة السودان الرقمية للشيخ النور أفندى فإنه قد (تعاون مع الإذاعة السودانية ونشر عدة أحاديث أدبية ،كتب بعض المسرحيات الشعرية، وترجم مجموعة من الشعر الإنجليزي نشر شعره في المجلات المصرية والجرائد السودانية..)إنتهى هل لازالت مكتبة الإذاعة السودانية بعد تحولها للتقنية الرقمية تحتفظ بالبرامج التى كان يقدمها النور أفندى ؟؟ الإجابة قد يجدها حفيده عمار يس إن سعى ذات يوم إلى دار الإذاعة السودانية إن قدر له المولى عبور الهندى بإتجاه الغرب ومن حق عمار والأسرة بحكم القانون الحصول على نسخ من تلك البرامج التى كان يقدمها رب أسرتهم النور إبراهيم . بخصوص كتابة النور أفندى (مسرحيات شعرية ) فهذا ديدن كان سائدا وسط الكثير من مجايليه من مبدعى النصف الأول من القرن العشرين الذين برعوا فى أكثر من ضرب من ضروب الجمال كالشعر ، المسرح ، الرواية ،الترجمة الخ تجلى ذلك فى شيخهم العبادى (المك نمر –عائشة بين صديقين الخ ) الهادى أدم (سُعاد ) عبدالله الطيب ( ألأمثلة لاتحصى لمسرحه الشعرى .) ومن شعراء النصف الأخر من القرن العشرين لم يبرع فى كتابة المسرحية الشعرية سوى قلة من المبدعين منهم محمد عبدالحى ، فضيلى جماع ، عمر الدوش ، هاشم صديق ومحمد محى الدين . ذكرت الفذلكة كذلك ترجمة النور أفندى لخرائد من لسان شكسبير وتيد هيوز ونشرها بمجلات مصرية وسودانية وهذه معلومة ثرة جدا خاصة أن سيرته على الديوان أغفلت ذلك رغم أن ترجمة الشعر الإنجليزى من أندر الضروب فى محراب الأدب السودانى حيث لم تسجل ذاكرتى لمن حذا هذا الحذو سوى قلة من كبار المبدعين جلهم نال تعليما راقيا كعبدالله الطيب (ترجم للشاعر الميتافيزيقى جون دون وجون كيتس وغيرهما ، محمد عبدالحى ( ترجماته عن خرائد أرض شكسبير لاتحصى ) عليه هل نطمع أن نرى كتابا يحوى ترجمات النور أفندى لتلك القصائد التى لسانها الأم هو لسان الملكة وقد حددت الموسوعة الرقمية مظانها فى مجلات مصرية وسودانية وتبقى دور لمن ينقب عن ذلك ياعمار يس النور إبراهيم . 5- أخيرا أشارت (موسوعة السودان الرقمية ) إلى ميلاد النور إبراهيم بقرية الكنوز !!! رغم أن المعلومة فى غلاف الديوان الذى صدر خلال حياة صاحبه (حسب شهادة محمد الواثق فى معجم البابطين ) تؤكد أن ميلاده كانت ببلدة الدويم حاضرة بحر أبيض !! عمومابلدة (الكنوز ) المشار إليها هنا نفسها من أعمال بحر أبيض وتقع تقريبا بين جبل أولياء والقطينة ( مالم يتم تصويبى لطول عهدى بجغرافيا السودان القديم على الطبيعة ) وسُكانها معظمهم من كنوز شمال السودان (القديم ) ويتم النظر إليهم كإحدى المجموعات النوبية الأربع الشهيرة لكن يوسف فضل حسن فى مؤلفه عن (العرب فى السودان ) أشار عبر مصادر أنهم اى (الكنوز ) هم فى الأصل عُربان قبيلة ربيعة العربية المهاجرة إلى السودان (القديم جدا ) وتصاهروا مع البجة وفقدوا لسانهم العربى ثم أستعادوه لاحقا مثلما أشار أمير الكتيبة كذلك فى هامش إحدى خرائده حين ذكر عضو الكتيبة (الخزرجى ) أن المحس هم فى الأصل ينحدون من الأوس والخزرج ب (طابا ) شرفها الله ويتطابق هنا مع يوسف فضل كذلك !!وليس هذا من أسئلة البوست ويكفى قبيلة (الكنوز ) أنها أهدت (السميعة ) الفنان الكبير جدا إبراهيم عوض له الرحمة والمغفرة ومثلها للشيخ النور افندى وجميع موتانا بالمشارق والمغارب . تحية مجددا الأخ عمار يس النور إبراهيم النور وعموم الكرام .
بوصلة الجمال شديدة الدقة وعالية الحساسية فى صوت سيد خليفة التى حدت به إقتفاء أثر شيخه (الفراش الحائر ) عثمان حسين فى قطف وردة ضماخة العبير من بُستان (إشراقة ) الذى ترك التجانى عن ربع القرن لأمته وتصادف صدوره العام 1962 فى ذات عام صدور ديوان (الكتيبة )لصنو التجانى الشاعر الكبير النور إبراهيم الذى نتحلق بحب حول بعض إنتاجه فى هذا البوست ( مداخلتان وأغنيتان سابقتان بصفحة 2 من البوست ) ، هذه البوصلة الشفافة عند سيد خليفة مكنته كذلك من الإنتباه بقوة وحب إلى شعر من ذات معيار ( أنشودة الجن ) للتجانى هو شعر إدريس جماع الذى تركه لنا فى (لحظات باقية ) وقد أثبت عبر الصدح به سيد خليفة أن الشعر العالى ، الصوت المسحور والمزيكا الكبيرة جدا حين يجتمعوا جميعا فى عمل ما يخلد ذاك العمل ماخلدت الوسائط حتى إن مات جماع وسيد . هنا سيد خليفة يصدح برائعتين من دُرر جماع فى تلك ال(لحظات الباقية )
أعلى الجمال تغار منا أرجو من (السميعة ) هُنا الإنتباه الشديد للصولو الأول الذى سمح به سيد خليفة لعازف الساكسفون الأشهر عامر ساكس وكذلك إلى أكورديون أكرت وهو من حى الملازمين بام در ذات الحى الذى تشرف يوما أن من سُكانه أمير الكتيبة النور إبراهيم الذى نتحلق حول نار شعره منذ بداية هذا الشتاء ! وهنا يثنى سيد خليفة ب (ربيع الحب ) بمصاحبة مزيكا كاملة بها كمنجات ناس على ميرغنى ،أحمد المبارك و حمزة سعيد لهم جميعا الرحمة من ذت المصدر الذى حوى شعراصافيا أشك كثيرا(حسب المعطيات ) أن يجود حاضر ومستقبل الشعر السودانى بمثله وهنا ذات (ربيع الحُب ) بمصاحبة مزهر فقط مثلما شدا ود البادية برائعة التجانى وسيد خليفة (أنشودة الجن ) فى مداخلة سابقة عبر الحُب خاصة أن مثل ود البادية لايحتاج أن يتغنى بأغنيات الغير نسبة لإكتناز بستانه ومحرابه بدرر نادرة من لدن (وشوشنى العبير )(ياملك ) (أسير الغرام ) (مى ) (حسنك امر ) (محراب الحُب ) وهلمجرا يشدو كذلك ب (ربيع الحُب ) لسيد خليفة وما أجمل الفن حين يكتب التجانى وجماع شعرا ويلحنه عثمان حسين وسيد خليفة ويصدحون به ثم يحذو حذوهم ود البادية البوست محوره ديوان الكتيبة للشاعر النور إبراهيم وعصره الذى إزدان بشعراء من لدن التجانى يوسف بشير (أصغر من الأمير بعامين ) وإدريس جماع الذى يصغره بنحو 12 عاما وقد تزامن صدور ديوان الأول مع صدور ديوان الأمير لهم الرحمة جميعا ولازال البوست مستمرا والله أعلم وهو العلام العليم .
معذرة تم حذف المداخلة مؤقتا لعدم النجاح فى إنزال الصور وسوف أقم بعد أيام بإعادة تنزيل المداخلة حال تحسن تقنية المنبر فى معالجة الصور مع التقدير للمتابعين الكرام .
بعد تحسن خاصية تنزيل الصور قلت : العام الدراسى 1948- 1949 (قبل نحو سبعة أعوام من وصول الطيب صالح وليس مصطفى سعيد والفرق واضح إلى شاطئ دوفر حيث المأساة والهلاك !!) الذى سلخه النور أفندى موفدا من كلية المعلمات بأم در (القديمة ) بأرض أخدانه الشُعراء من لدن وليام شكسبير،وليام بليك ،جون كيتس وجون ملتون إنعكس بقوة وكثافة وحُب داخل خرائد الديوان رغم قصره حيث بلغت القصائد التى وحيها ذاك العام الثر بأرض شوسر وثبتها أمير الكتيبة فى ديوانه أكثر من ست خريدة بعضها (مجادعات شعرية على طريقة الهنباتة مع الصوفى الشاعر التشكيلى المغنى السودانى عثمان وقيع الله ). من مصادر مختلفة بعضها (قديم ) علمت أن الفترة التى هبط بها النور أفندى حاضرة ديكنز نهاية أربعين القرن الماضى كان مؤسسات التعليم العالى خاصة جامعة لندن ومدرسة لندن للفنون تعج بأسماء ثلة نادرة جدا من عناصر الخير بالسودان القديم من لدن عبدالله الطيب (تجلى فى أكثر من خريدة للنور إبراهيم حول فترة لندن ) الدكتور أحمد الطيب سليل الغُبش بنواحى بربر القديمة ومسودن شكسبير (قبل ترجمة قوقل وهذا باب طويل ) التربوى عبدالرازق عبدالفغار (صدر حوله كتاب عن عبدالكريم ميرغنى ) ،التشكيلى عثمان وقيع الله ( تجلى كذلك فى الديوان وسوف أقف على ذلك والله أعلم ) وهلمجرا من أسماء ملهمة فى تأريخ السودان (القديم ). وفر موضوع قصائد النور افندى التى كتبها بلندرة وماحولها من ريف أخضر يسر الناظرين الكثير من المعلومات الثرة المتعلقة بأسماء الطلاب السودانيين من جيل ورثة الهزيمة وأحفاد المهزومين حسب معيار شاعر (أمتى ) قبل الإستقلال حين كان الأفندية يعودون طوعا للوطن عقب البعثة خلافا للوضع حين حكم السودان بنوه الظالمون و جعلوا المليون ميل مربع (بالقديم ) أرضا موات-حسب مصطلح إليوت- طاردة للأفندية وهذا باب مُربك ، وقد ثبت النور أفندى أسماء بعض هؤلاء الأفندية المبعوثون وقتها للتأهل العلمى النادر بأرض الإنجليز فى هامش ومفتتح بعض قصائده ومنهم : المهندس محمود جادين ولقبه (جونى ) حسب عبارة أمير الكتيبة وكان وقتها رئيسا لبيت السودان بناحية نايتسبيردج !! غير بعيدا عن حانات شلسى التى كان يرتادها مصطفى سعيد وليس الطيب صالح والفرق واضح وليس هذا من أسئلة البوست ! من الأسماء التى ثبتها النور افندى فى هامش بعض قصائده للسودانيين البارزرين الدارسين يومها بلندن إسم القاضى أحمد متولى العتبانى وهو قاضى شهير من طبقة (البوس ) محجوب وأبى رنات (الأخير تحمل إسمه قاعة بكلية القانون جامعة الخرطوم ياشيخنا كُبر مع التحية والحُب) كانوا ضمن أول دفعة بمدرسة القانون بكلية غردون وهو أى مولانا العتبانى سليل إحدى أرقى الأسر السودانية ذات الباع فى السياسة والصحافة والطب والقانون وهم جزء أصيل جدا من ديموغرافيا أم در ومن المؤسف فى عصر فوضى الأسافير تعرض هذه الأسرة للسب من بعض (المعاردين ) بزعم معارضة توجه أحد منسوبيها الذى ينتمى لتيار سياسى به كل إثنيات السودان !! القصيدة الأولى حسب ترتيب الديوان التى بها وحى العام الذى سلخه النور أفندى بلندن هى قصيدة (فى الطريق إلى لندن ) وكتبها 21 سبتمبر 1948 وهى لامية ذات 41 بيتا من مطلعها يتضح قوة تأثر أمير الكتيبة بأمير الشعراء العرب أحمد شوقى عبر تضمين لايخفى منذ المطلع ويقرأ : زعموا : الصبابة رقة ونحول وتلفت نحو الديار طويل والقصيدة أشبه ب (المسدار ) كما عهدناه عند الشيخ الحردلو حيث يذكر فيها النور ويصف الطريق على بنت الريح وهى تجوب بهم الأفاق من ملتقى النيلين إلى حيث الثايمز ويعدد المغانى التى مروا بها ويصف السحب الدكناء الثقال والثلج على هامات الجبال ويبدو من مسداره أن الطائرة قد مرت بالكنانة ، اليونان ( وصف الشاعر جبال الالب يكللها الثلج ) وبلدة ليون بفرنسا حتتى وصولها إلى هيثرو غربى لندن فيختم الخريدة ويقول فى وصف بديع جدا بعد عبور بنت الريح لبحر المانش : لاحت به بيض المنازل فوقها حمر السقوف كأنها إكليل وترى القوارب فى المياه وقد رسا بالقرب من مينائه أسطول وكأن ربان السفينة هزه بعد العناء إلى حماة وصول فدنا من الأرض النضيرة طائرا تحت السحاب كأنه محمول وهى من أرقى قصائده من حيث السبك والقاموس والموضوع ولم أقف على موضوع يشابهها فى ديوان الشعر السودانى القديم سوى عند ثلاث قصائد موضوعها لندن للزين عباس عمارة ، محمد سعد دياب وعالم عباس تحديدا خريدته التى عنوانها (غانية على الجليد لندن نامت ) علما أن قصيدة النور افندى هى الأقدم والأجود من حيث المبنى والمعنى والقاموس . القصيدة الثانية من وحى ذلك العام الدراسى بلندن هى قصيدة : تحياتى إلى النيل وقد كتبها العام 1948 وهى رائية من 27 بيتا شبيهة جدا فى موضوعها بقصيدة لعبدالله الطيب فى ديوانه الأولى (أصداء النيل ) ومطلعها : بلندن مالى من إنيس ولا مالى وبالنيل أمسى عاذرى وعذالى وقد قرأنا الأخيرة ضمن منهج اللغة العربية المرسوم قديما بمدارس السودان . قصيدة النور أفندى مطلعها : حياك يانيل زهر وجاد أرضك قطر ويلاحظ من المطلع حضور بارز لقصيدة وقاموس الشيخ محمد سعيد العباسى التى مطلعها : حياك مليط صوب العارض الغادى وجاد واديكى ذى الجنات من وادى حيث لاحظت نفث ونفس العباسى بقوة فى كل القصيدة لدرجة إستعارة الأمير النور لمفردتين من ذات مطلع مليط العباسى (قبل عصر الجنجويد ) هما مفردتى : حياك ....جاد أجمل أبيات الأمير النور فى (تحياتى إلى النيل ) التى كتبها بلندن هى الأبيات التى بها ذكر للسواقى ويقول مخاطبا النيل : كم حاط شطيك واد وامل الرى قفر وانت تبسم دلا فينظم الأرض بشر وفاض سحرك حتى تعلم السحر سحر على ضفافك نبت مثل الشباب وزهر وقامت الدوح فيها مثل المأذن كثر وللسواقى حنين حلو المقاطع مر الخريدة العُمدة أو ال
Masterpiece ;كما يقول قوم شكسبير وقد سلخ النور أفندى عاما مُلهما فى أرضهم ضمن منظومات أمير الكتيبة التى محورها وحى هذا العام هى القصيدةالتى كتبها شتاء 1949 إحتفالا ب (عرس ) صديقه الطالب المبتعث يومها إلى جامعة لندن عبدالله الطيب المجذوب 1921-2003 (سقت جدثه البُعاق ) حين أبتنى إبن بيرق بالمواطنة السكسونية (حسب قاموس أمير الكتيبة داخل القصيدة ) جريزلدة وهى قصيدة موضوعها ليس مستحدثا فى ديوان الشعر السودانى الكبير خاصة فى النصف الأول من القرن الماضى حين كان كتابة القصائد إحتفالا ب(عرس ) صديق أمرا ليس غريبا كما وقفنا على ذلك فى قصايد شعراء الحقيبة الذين موحاهم وثقافتهم هى ذات ثقافة أمير الكتيبة وجيله الذين تشبعوا بثقافة أم در ك (بوتقة صاهرة ) لكل ثقافات وعرقيات السودان القديم ولعل أشهر تلك القصائد التى فى ذات موضوع عرس الأصدقاء هى : 1- قصيدة شيخ العبادى التى إحتفى بها ب (عرس خدر ) وقد نبهنا أن (قلبه ودر ) فى ذاك الحفل الرهيب الذى خلده شيخ عبادى عبر درة الحقيبة تلك التى أحياها لاحقا الدرويش بادى . 2- قصايد خليل فرح و حدباى و بطران فى زواج صديقهم محمد عثمان حيث تحركت (السيرة ) تجاه (القوز ) بالخرطوم جنوب وقصيدة خليل هى (تم دور وإدور ) وأحياها صوت داؤود وكابلى مثلما أحيا صوت داؤود رائعة حدباى فى ذات المناسبة ( غصن الرياض فى غصونو ماح ) ععصن أمت در بطران فقد ضاعت 3- رائعة عتيق فى زواج صديقه عربى الباردوى ب (بيان إبراهيم أب أحمد ) غير بعيدا عن بيت أزهرى وقد ملأ بها ناس عوض شنبات أسطوانة وأحياها لاحقا بادى نقل أمير الكتيبة ثقافة وتقاليد أم در القديمة فى النصف الأول من القرن العشرين حين يتم تخليد (عرس ) الأخلاء عبر قصيدة يسير بذكرها الركبان إلى لندن حاضرة ديكنز فخلد عرس صديقه عبدالله الطيب الذى ورد إسمه مرارا فى أكثر من خريدة وهامش ومتن بديوان (الكتيبة ) وكان النور أفندى حاضرا لعرسه بلندن 1949 فكانت هذه الخريدة :
صورة مصدرها محرك البحث لعبدالله الطيب وحرمه المصون السيدة الفضلى جريزلدة الطيب وقد خلد أمير الكتيبة زواجهما السعيد بلندن بقصيدة ويلاحظ مدى نقاء الصورة وشدة أناقة الزوجين وهذا ديدن سائد عند كل أولئك النفر من جيل عبالله الطيب وأفندية عصره الذين يمتازون بالأناقة المفرطة وجودة العناية بالمظهر عبر وقار علما أن نظافة البدن والثياب عنوان للتحضر قبل عصر (الخنافس ) و (إتساخ الشعر ) وسطوة (الثياب المبهدلة ) بدعوى التمرد على السائد والحداثة والتجريب فتأمل !!
صورة أخرى بعد تقدم العمر نسبيا بالزوجين السعيدين شيخنا إبن بيرق وحليلته الفضلى جوهرة الطيب علما أن الأخيرة قد عملت فترة ما بقسم الفنون بكلية المعلمات بأم در القديمة وهى من المواحى الى عمل بها كذلك الشيخ الجليل النور أفندى إبراهيم كمعلم أول ولا أدرى إن كان قد تزامن ذلك مع فترة عملها . تحية وتقدير الأخ عمار يس وعموم من يتابع .
بالنسبة لتاريخ وفاة الأستاذ النور إبراهيم فهو بالتحديد يوم 31 ديسمبر عام 1975. وقد إختلط على الأمر أنه في عام 1976 لانني اذكر أنني كنت في الصف الرابع الإبتدائي و لكن نسيت أن العام الدراسي كان يمتد بين سنتين. أما سؤالك عن قبيلة الأستاذ النور فهي أننا نتمي لقبيلة الكنوز و بالتحديد لذلك الفرع من الكنوز المتفرع من جد الكنوز و مجدد أمارة الكنوز شمال السودان الأمير نجم الدين و الأمير عون. وقد هاجر جدودنا لاحقا إلى وسط السودان و اقامو قرية الكنوز بالقرب من الدويم جنوب الكوة. وقد ذكر هذا جدي الاستاذ النور في قصيدته (إلى اليماني و الحلبي)) حيث قال مداعبا أصدقائه:
أعلى البناء لنا (عون) و أحكمه ** نجم المعالي في الأفلاك و الشهبِ
وهو أيضا جد الإمام محمد أحمد المهدي وقد ذكر هذا ايضا في القصيدة:
ذاك إبن عمي أقام الدين فإذدهرت ** أغصانه من (أبا) بالسادة النجبِ
وفيه ايضا يذكر جدنا النور ابو عبدالله الذي ذكره نعوم شقير وهو ملقب بشهيد سرس و الذي حارب مع عبد الرجمن النجومي و كانت مهمته تعطيل جيش كتشنر الزاحف على السودان فكان الشهيد النور ابوعبد الله يقود رجاله و يهاجم عمال بناء السكة حديد حتى استشهد في معركة سرس. فقال الاستاذ النور إبراهيم:
و سائل الناس عن ذاك الشهيد و من *** لاقوه في (سرس) في جحفل لجبِ
=============== بالمناسبة PDF من كتاب دولة الكنوز الإسلامية تأليف الدكتور عطية القوصي و هي عن إمارة بني كنز الاولى التي أقامها الأمير ابو المكارم هبة الله. يمكنني أن ارسل لك نسخة منها إذا أرسلت لي بريدك الإلكتروني.
بالنسبة للدكتور فضيلي جماع و الأستاذ الريس عمر علي حسن و الأستاذ صديق الموج الرجاء إرسال العنوان حتى ارسل لكم نسخ من ديوان الكتيبة.
تحية عمار يس النور من الساحل الأخر ل (الهندى ) 1- على ضوء تصحيف عمار الأخير حول تاريخ وفاة جده النور إبراهيم كونه أخر أيام العام الميلادى 1975 تكن المعلومة التى اوردها الواثق فى ترجمته للشاعر النور أفندى فى معجم البابطين لشعراء العربية فى القرنين التاسع عشر والعشرين وهى العام 1978 غير صحيحة وهى ذات المعلومة التى أعادت تثبيتها (موسوعة السودان الرقمية ) لذا كل معلومة فى الكُتب والمصادر المختلفة تحتاج إلى تحقيق عبر منهجية قبل الركون إليها كحقيقة . 2- حول قبيلة الكنوز التى ينتمى إليها أمير الكتيبة وقد أكد حفيده عمار ذلك كان السؤال عنها فى مداخلة سابقة لى على ضوء غياب القبيلة فى الخانة الفارغة التى وضعتها (موسوعة السودان الرقمية ) علما أن القبيلة فى الغالب الأعم مصطلح موجب مالم يتم توظيفها للتعالى والسخرية من الأخر المختلف وقد نبهنا المولى إلى ذلك فى المصحف مثلما نبهنا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فى (خُطبة الوداع ) التى للأسف الشديد لم يتنبه الكثير جدا من غلاة الجاهليين المسلمين إلى قيمتها الرفيعة جدا فى الحياة والصلة بين الناس على إختلافهم . 3- حدد عمار بدقة وهو عليم بجغرافيا بحر أبيض بحكم الإنتماء موقع قرية الكنوز كونها جنوب بلدة الكوة (تعرف قديما ب أليس والإسم ليس عربيا كمالا يخفى ) علما أننى من غير دقة رجحت فى مداخلة سابقة موقع (الكنوز بين الكوة وجبل أولياء ) عليه وعلى ضوء تصحيف عمار تكون بلدة الكنوز بين الكوة وربك ويلاحظ أن هذه المنطقة يكاد يغلب عليها الوجود النوبى بدءا من جبل اولياء وحتى كوستى بالغرب ويلاحظ أن الكنوز يتم تصنيفها كقبيلة نوبية رغم أن يوسف فضل يرى غير ذلك وقد أسهب بمرجعية منضبطة فى تبيان هجرتها وتحالفها ذاكرا أسماء رموزها الاوائل . بر يدى الرقمى على المسنجر ياعمار وشكرا مقدما ولازلت فى معية أمير الكتيبة عبر خرائده و إقامته ذاك العام الموحى بلندن
العام الأخير من أربعين القرن الماضى الذى سلخه أمير الكتيبة الشيخ النور أفندى بأرض شكسبير وتيد هيوز طلبا للعلم أبعده مؤقتا عن خلانه شعراء الكتيبة بام در منشأ الجماعة ومجلسهم الشعرى المنعقد بمكتبة الثقافة لصاحبها شيخ الكتيبة حسن بدرى و صيدلية العاصمة إحدى محطات عمل عضو الكتيبة البارز منير صالح عبدالقادر لكن شاء الله وهو قدير أن يلتقى الشاعر النور بلندن وقتها بثلة من مبدعى وشعراء السودان (القديم ) حملتهم الأمواج إلى أرض شوسر طلبا للعلم كبواكير لتحديث الحياة والعلم بالسودان حين يرجعون وقد تجلوا جميعا داخل خرائد مرحلة لندن فى ديوان الكتيبة البالغ عددها نحو سبع خريدة كلها من المطولات كتبها جميعا بلندن عدا وحيدة كتبها بمدينة برستل (حسب تهجئة الأمير رغم أن السائد عن طريق الخطأ هو بريستول فتأمل !!) وهى أى (برستل ) من أجمل مدن بريطانيا وقد زارها النور أفند ى فى زيارة عاجلة خلال عُطلة عيد الميلاد إمتدت إسبوعا شتاء 1948 وقد أقام بفندق وستبورن وهو لازال موجودا حتى لحظة إرسال هذه المداخلة وعنوان القصيدة (ليالى برستل ) وهى نونية مطولة جدا أغرب مافيها مناجاة الشاعر للنجوم والأنواء والأفلاك وقد ختمها بذكر خلانه من عهد قديم بمسقط رأسه الدويم حاضرة بحر أبيض هما : (أحمد ) و (اللمين) حيث قال رحمه الله ما أشتط ليل فى الظلام ولا النهار به سخين وكساه أفواف السرور وحديث (أحمد ) و (الأمين ) ثم نبهنا فى الهامش أن أحمد واللمين (صديقان حميمان بالدويم ) موضوع كتابة خريدة من ذاك العهد والمغنى بفندق أمر يسود كثيرا فى شعر أولئك النفر من كبار الشعراء الأفندية الذين عاشوا تلك الفترة بإنجلتره حيث تجلى ذلك فى أكثر من قصيدة لعبدالله الطيب منها قصيدته الشهيرة جدا التى أنتخبها على المك (1937-1992) ضمن مختاراته من الأدب السودانى وهى قصيدة (الكأس التى تحطمت ) حيث كتبها عبدالله الطيب بفندق ببلدة ليدز الإنجليزية بحضور صديقه أحمد الطيب واليانوس والأخرى التى تشبه اليانوس !!!!وهذه القصيدة توقف عندها فى مقال مقتضب شاعر أمتى محمد المكى نشره معاوية يس صيف 1996 بمجلة الوسط اللندنية وقد أكد أن هذه القصيدة لعبدالله الطيب سابقة لقصائد السياب ونازك فى شعر (الحداثة ) رغم تجاهل المنهج المدرسى والإعلام لذلك وليس هذا من أسئلة البوست !!! لفت نظرى بقوة فى هامش ومتن قصائد مرحلة لندن للنور افندى تجلى مدهش ونوعى ضمن الطلاب البمتعثين يومها إلى لندن للأستاذ الأستاذ إدريس البنا السياسى المشهور وسليل أسرة البنا ذات الباع الطويل جدا فى ذاكرة السودان القديم عبر إسهامات بنيها فى الفن والتعليم تحديدا . تجلى المبتعث السودانى إلى لندن نهاية الحرب العالمية الثانية إدريس عبدالله محمد عمر البنا وهو علم بارز فى ذاكرة وطنه (القديم ) فى موضعين من ديوان الكتيبة : الموضع الأول فى هامش قصيدة (زواج عبدالله الطيب ) وقد أشرت إليها فى مداخلة سابقة حيث ذكر ألأمير أن الشاب (وقتها ) دريس البنا كان يلعب وقتها على اله الفيولين (حسب قاموسه ) وتعنى الكمنجة (مالم يتم تصويبى ) وقد داعب أقواسها بمهارة فى عرس (بكسر العين أو ضمها ) عبدالله الطيب وهذا ملفت جدا أن (يلعب ) إدريس البنا على (الكمنجة ) ذاك العهد البعيد حين كان عازفى الكمنجة بالسودان قلة من لدن خواض ،فتاح ، السر ، عربى أما محمديه فقد كان ذاك العام صبيا لم يشب عن الطوق !! *** التجلى الثانى لأدريس البنا فى ديوان (الكتيبة ) لأمير الكتيبة الشيخ النور أفندى (1910-1975) له المغفرة كان عبر إشارة إفتتاحية لخريدته النونيه (ليالى الكلان ) التى نسج أبياتها نزولا على طلب أحد السودانيين منه (تغطية ) بيتان من الشعر بذات القافية والروى والوزن أرتجلهما المبتعث إدريس البنا وهو شاعر إبن شاعر إبن شاعر فتأمل والبيتان لأدريس كانا ردا على سؤال لأحد السُمار عن والده الأستاذ عبدالله محمد عمر البنا فرد إدريس شعرا (قطع أخدر ) يقول : أبو البناء قد سكن البطانة فنعم الدار تلك لها مكانة على ظهر البعير يقول شعراء وفى البيداء قد ألقى عنانه فقام على الفور أمير الكتيبة النور إبراهيم بتغطية ذينك البيتين بعشرين بيتا من الشعر العالى (حسب قاموس التجانى يوسف ) مستهلا ب : تذكرنى البطانة دار ليلى ومغنى ماسلا قلبى حسانه متى خطرت مسارحها بقلبى على علاته هدت كيانه ثم يشحنها باللوعة والصبابة والأسى ويختم بهجاء مُر على نهج شعر الكتيبة فى ام درمان لحانة (الكلان ) The Clan الذى كان منتدى إجتماعيا بديلا للمبتعثين السودانيين وقتها حيث يقضون وقتهم فى زمهرير الشتاء فى لعب لعبة (رمى الأسهم ) ويسمونها فى لسان شكسبير dart فيقول فى ذمه ظمئنا للورود فليت شعرى أبدلنا الزمان به (كلانه ) وماخير (الكلان ) بأرض قوم بها العربى مجهول المكانة ألابئس (الكلان ) بديل سوء فهل هو غير بؤس وأستكانة **تنبيه : الحانة فى الثقافة الإجتماعية ببريطانيا حيث سلخ الأمير عاما ظاهرة إجتماعية ثقافية ليس من الضرورى أن كل من يدخلها يجترع (الخندريس ) خاصة أن الشيخ النور أفندى قد شهد له عضو الكتيبة منير صالح فى مقدمة الديوان بالتدين والورع الشديدين وقد تجلى ذاك الورع الموجب فى الكثير من خرائده كما راينا هذا فى سياق ذكر حانة الكلان التى خصص لها الأمير خريدة . **رجع الحديث : ثم يختم ببيت سائلا عن موعد رحيله إلى أرض النيل على وقد شبه الطائرة ب ( السفين ) وهو البعير فيقول : متى أعلو السحاب على سفين وأترك مابى وشأنه ؟ ويلاحظ هنا أن أمير الكتيبة قد حدد هويته الحضارية وهو فى لندن بوضوح كونه عربى مع ملاحظة أن الإيمان ب (العروبة ) ك (هوية ) ديدن يكاد يسود عند رموز الشعر السودانى فى النصف الأول من القرن العشرين عصر إزدهار جماعة (الكتيبة ) قبل الوقوع فى سؤال إنشطار الهوية المُربك الذى ساد فى النصف الثانى من القرن العشرين قبل أن يبين محمد عبدالحى أحد رموزه أن ذاك السؤال أمر خاطي !!وليس هذا من محاور البوست. السياسى البارز إدريس البنا الذى تجلى بقوة داخل ديوان (الكتيبة ) خلال تجلى العام الذى قضاها أمير الكتيبة بإنجلتره نهاية أربعين القرن الماضى لايعد والمقصود هو السياسى إدريس البنا سليل دوحة الشعر العالى عبر أكثر من جيل من عائلته الكبيرة جدا لايعد ضيفا على الشعر والجمال والفن عموما رغم غلبة السياسى على سيرته الحافلة حيث هو إعلامى بالمهنة ساهم كرائد فى جعل المديح النبوى عصر قتوته بعض إهتمامات الإذاعة السودانية قديما إذ له فضل السبق فى تسجيله وجلب المداحين إلى دار الإذاعة لتسجيل إنتاجهم عصر سيطرة الغناء الراقى عهد ناس أحمد المصطفى وعثمان حسين وحسن عطية وقد ترجم إدريس إلى لسان شكسبير بعض المديح النبوى مثلما ترجم بعض أغنيات الحقيبة الشهيرة من لدن (زمانك والهوى أعانك ) التى كتبها على المساح (بتاع مدنى القديمة ) وأودها كثير جدا عند العميىري على العود فقط !! (ياخليل بتاع الدوحة ) وترجم له كذلك رائعته الشهيرة (إنت بدر السماء فى صفاك ) وهى لمغنى مدنى القديم شبلى والكاشف مجرد محي لها عبر المزيكا الكبيرة جدا . من أعظم مخلفات إدريس البنا كشاعر مجود حجبته عنا رياح السياسة الهوجاء مثلما فعلت مع شعراء سياسيين من لدن مولانا دفع الله حاج يوسف والشريف زين العابدين الهندى هى الأهزوجة الصوفية الشهيرة (القلب الذاكر ) التى ملأ بها حسن خليفة الأتبراوى وهو مجود على القيمة تسجيلا شهيرا عبر (هنا ام درمان ) يصاحبه صوت داؤود ك (سنيد ) وهاهى : وما أجمل الصدح حين يتعانق صوتا الأتبراوى وداؤود .
رائعة الشيخ على المساح شاعر مدنى (زمانك والهوى أعانك ) التى ترجمها الشاعر المترجم إدريس البنا (مداخلة سابقة ) إلى لسان جون لينون ،بول ماكارنى ورنقو يصدح بها هنا الراحل المقيم الصادح المجود عبدالعزيز العميرى على (المزهر ) الأغنية أعلاه هى التى بنى عليها على المك (1937-1992) كلمته الشهيرة فى مهرجان الإبداع الذى تمت إقامته بودمدنى حاضرة المساح العام 1983 المداخلة برمتها مهداة إلى الأخ المهندس وليد عبد البارى الشهير ب (خليل ) والبوست يوشك أن ينصرم .
03-16-2015, 02:41 PM
khaleel
khaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134
تحية خليل و شكرا على قبولك الهدية رائعة شيخ المساح التى ترجمها إدريس البنا إلى الشكسبيرية العالية جدا وعسى أن تتحفنا بها ب (صوت الكابلى ) وعسى أن يكون بمرافقة (مزهر ) فقط إن تسنى ذلك وحتى حينها قلت :
مع تباشير الربيع وتصفحى لديوان (الكتيبة ) الذى وصلنى شتاءا قد بدأ فى العد التنازلى أعترف طوعا أن أجمل الأشعار التى (تأملتها ) عبر صفحاته التى فاقت المئة صفحة أعجبتنى كثيرا هى تلك الأشعار التى تبادلها الشيخ النور (أمير الكتيبة ) مع خدنه وصنوه الشاعر ،الصوفى ، التشكيلى والمغنى النادر جدا الراحل عثمان عبدالله وقيع الله (من رفاعة القديمة ) والذى توطدت صلته بالنور خلال الأنس بحاضرة جون كيتس نهاية أربعين القرن الماضى وقد تواصلت المودة بينهما حتى عقب عودة النور أفندى إلى أرض النيل وبقاء عثمان وقيع الله الطويل جدا ببلاد الفرنجة طوعا . حوى ديوان (الكتيبة ) أدب رسائل رفيع جدا عبر مساجلات شعرية هى فى الأصل رسائل مرسلة بالبريد العادى (قبل ثورة الإتصالات وفسادها بواسطة الإيميلات والفيس بوك والواتساب وهلجرا التى أفسدت الجمال وأهانته وهذا ليس من اسئلة البوست ) لقصائد متبادلة بين الشاعرين النور إبراهيم و عثمان وقيع الله وقد قام صاحب الديوان بتثبيت كل رسالة شعرية تلقاها من عثمان ورده عليها مع تزيينها بالهامش الذى شهد فيه لعثمان أنه (من خيرة الشباب الذين عرفتهم بلندن سنة 1948- 49 ) كذلك حوى الهامش بعض الإعترافات الشخصية ذات الصلة بالجانب الإجتماعى والوجدانى لعثمان حين كان شابا وقتها بلندن وليس هذا من أسئلة البوست. الرسالة القصيدة الأولى التى تلقاها الأمير من عُثمان وقيع الله كانت العام 1949 خلال عطلة قصيرة من الدراسة وهما بلندن وعنوانها (أيام البطالة ) علما أن (البطالة ) هُنا تعنى (العُطلة ) وليس ( العطالة ) علما أن المفردة كانت سائدة حتى سبعين القرن الماضى فى قاموس التعليم قبل أن تحل محلها راهنا (الإجازة ) و ( العُطلة ) وهذا باب أخر . القصيدة الرسالة التى كتبها عثمان من 11 بيتا قام الأمير ب (تغطيتها على نهج الهنباتة ) ب 21 بيتا من ذات وزنها وقافيتها ورويها وبحرها و الملفت أنها تكاد تكون القصيدة الثانية بعد قصيدة (حُمرة الخد – التى غطى بها النور أفندى ابيات شبه غزلية للشيح حسن أحمد أحد رموز جماعة أب روف الفابيانية -حسب تقسيم الطيب صالح ) للأمير فى مجمل الديوان التى بها غزل ونسيب وتشبب واضح جدا خاصة حين قام بتذكير عثمان بأيام السكن المشترك فى صاحية ما بلندن ومن أجمل ابياتها : مرحى لأيام الخليج وماهنلك من زمالة ولناعم لا كالنساء لدى القلوب له رسالة وجبين أشقر مانسيت برغم واشيه جلاله وبطلعة كالبدر فيه الحسن والأهواء هاله ومهفهف رخص البنان أرى تصيده جهالة ثم خاطب عثمان مجددا : (عثمان ) نبهت الفؤاد وقد تماسك عن نباله قد كاد ينسى ماهنالك من أحاديث الغزالة جاءت رسالتك الطريفة يالقلبى من رسالة . الرسالة القصيدة الثانية التى تبادلها النور أفندى مع عثمان أفندى وقيع الله كانت بتأريخ 20 أغسطس 1950 وقتها كان النور بكلية المعلمات وقد ترك لندن التى بقى فيها عثمان أفندى . قصيدة عثمان من 14 بيتا وقافية بائية (طالعة ) مطلعها مخاطبا النور افندى من ضفاف الثايمز : أزف إليك اليوم أزكى تحية وأعظم تقدير وشوق تلهبا ويقول : ولكننى عن حالك الدهر سائل ومازلت فى صدق بشخصك معجبا وأنى وان جاد الزمان بعودة إلى الوطن الغالى أعيش معذبا وقد غطاها الامير النور برسالة شعرية بتأريخ 5- 9- 1950 بأبيات مكولة جدا بلغت 47 بيتا مطلعها : ألح به الهجران حتى تأدبا وعادوه الشوق القديم فأوبا ومن اجمل ابياتها : وهيهات أيام الخليج وماؤه فياطيبه ماء هناك وملعبا فتلك ليالينا نخال صباحها وإشراقة لون المشائب مذهبا وكم طفلة مثل المهاة تحفها العذارى يسيرن الملاحة موكبا وقوله رحمه الله فى مناقب عرفتك شهما فى بلاد غريبة يظل بها القلب الضعيف مهذبا يلاحظ فى البيت أعلاه بروز واضح للمتنبى عبر قصيدته (شُعب بوان ) ثم يخاطبه فى شوق : فزدنى من الشعر الرصين أوابدا ومن ذلك الماضى الحبيب مناقبا ازدك من الشكوى حنينا معتقا تبوأ القلب فى القلوب معذبا ولاتحسبن قد شب عمرو عن الهوى فمازلت أشدو بالدموع لأشربا وكم فرحة مرت بقلبى ساعة فأعقبها جمر بصدرى تلهبا والقصيدة شفت عن الكثير جدا عن الحياة الخاصة لفرقدين النور وعثمان خاصة فى الجانب العاطفى والإجتماعى وتبين من أبياتها أن النور أفندى قد فقد زوجته تلك الفترة حيث أشار فى ذلك فى الهامش وترحم عليها علما أن شعر الرثاء فى ديوان (الكتيبة )يكاد لايذكر حيث لم أقف سوى على بُكائية وحيده ذرف فيها النور أفندى الدمع مدرارا على ضريح المرحوم الشيخ عمر إسحق عبر مطلع سحرى يقرأ : جل المصاب فطاشت الأحلام وعلا الوجوه كأبة وسقام يوم تجهم بالنعي فأشرقت شمس عليها ظلمة وقتام وتبين من ابياتها أن الشيخ عمر إسحق من رجال التعليم الذين عملوا بالتعليم الأهلى إسوة بالنور أفندى وختمها بقوله : وحبيس مقبرة يقيم بقفرة وعليه من ترب الفلاة ركام والتف حول النعش أقوام لهم عند الضريح خشية وزحام يترحمون على الفقيد بلوعة فعليك ياعمر الفعال سلام ويتجلى الحطيئة (شيخ الهجائين ) بوضوح فى عجز البيت الأخير عبر تلك الأبيات الحزينة جدا التى إستعطف بها أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقال : ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ زُغب الحواصل لاماء ولاشجر ألقيت كاسبهم فى قعر مُظلمة فإغفر عليك سلام الله يا عُمر او كماقال .
صورة من محرك البحث للشاعر التشكيلى المغنى العابد عثمان عبدالله وقيع الله ( ت2007) والذى حوى ديوان (الكتيبة ) مُساجلات شعرية رفيعة جدا جدا جدا بينه و صنوه أمير الكتيبة الشيخ النور أفندى (1910-1975) . قلت : ينتمى المبدع متعدد المواهب عثمان وقيع لطائفة نادرة جدا جدا جدا من التشكيليين السودانيين العظام أوشكت على الإنقراض وما يميزهم حبهم الشديد لتراث أمتهم و الذى انتجه نفر مبدع من طبقات وإثنيات وحرف وملل شتى عملوا عبر ما رشفوه من علم الفرنجة على إستلهامه وإعادة تشكيله. كذلك يميز عثمان وقيع الله وطبقته النادرة ومنهم الصلحى وشبرين قوة وجدانهم الدينى عبر ممارسة الشعائر وعدم إصطدامهم السالب بالدين كمكون هام ومركزى فى نفسية السودانيين وقد إنعكس الدين بإيجاب داخل جل إنتاجهم وفكرهم لذا لم يشعر المتلقى (العادى ) بنفور من مشروعهم الجمالى مقارنة ب (مشروع القبح ) الذى سيطر على فكر وإنتاج أجيال واسعة جدا من التشكيلين السودانيين ( الجايطين ) الذين وجدوا نفورا واضحا من المتلقى (العادى ) جراء نهجهم ذاك وليس هذا من أسئلة البوست .. شكل عثمان وقيع الله كمفكر صاحب ذاكرة نادرة جدا احد المصادر الحية التى سعى إليها المؤلف معاوية حسن يس بلندن قديما للحصول على مادة قفل تعينه على كتابة نتفا من التأريخ الجمالى السودانى تحديدا تراث حقيبة الفن كما ظهر ذلك فى الجزء الأول من الموسوعة التى دبجها معاوية وصدرت العام 2005 . وقد شهد له معاوية يس بعلو كعب التشكيلى المبدع عثمان وقيع الله فى معرفة تراث حقيبة الفن عبر إتصال مباشر مع شعرائها وإحتفاظه بدواوين شعرية لهم بخطوط أيديهم. كما ذكر معاوية كذلك حين اشار إلى رحيل عثمان وقيع الله ببلدته رفاعة العام 2007 فى المسرد الفنى التأريخى الطويل الذى إمتد لأكثر من قرن وختمه برحيل الصوت الراقى وردى شتاء 2012 أنه أى وقيع الله قد أنجز خلال وجوده الثانى والأخير بلندن لوحات تشكيلية مستوحاة من خيال وصور ولغة حقيبة الفن مستخدما أسلوب (الحروفية ) الذى عبره أرتقى عثما ن لذرى سامقة فى التراث التشكيلى العالمى المعاصر بأرض الفرنجة لدرجة إحتفاظ المتحف البريطانى ببعض إنجازاته تنبيه : لوقيع كذلك خطوط للذكر الحكيم على أستار الكعبة المشرفة ب (بكة ) كما له لوحة شهيرة تحمل عبارة (الله أكبر ) يراها بوضوح من يقترب مقدار رمح من محراب إمام مسجد ريجنت بارك الشهير بلندن . تحية عمار يس ومن يتابع وقد بدأ البوست فى لملمة أطرافه والله أعلم .
أولا الرجاء إرسال إيميك مرة أخرى لان السيد بكري ابوبكر قد قام بمسح كل الماسنجر قبل ان ادونه.
تطرقت في عرضك الأخير لمساجلات جدي المرحوم الأستاذ الأمير النور إبراهيم و صديقه المغفور له أيضا الأستاذ عثمان وقيع الله. وهي لعمري من أجمل ما في الكتيبة كما أشرت. في القصيدة التي ذكرتها بيت ذكر فيها زوجته التي توفيت و هي الزوجة الثالثة له. تزوج جدي عليه رحمة الله ثلاث مرات في حياته و له 17 إبن منهن جميعا. تزوج أولا جدتي المرحومة السيدة حرم على عمار من أهلنا الجعافرة بالدويم وهي من جهة آخرى قريبته أيضا. ولدت جدتي للأستاذ النور إبراهيم فقط والدي المرحوم الأستاذ يس النور ثم إنفصل عنها و تزوج بعد ذلك مرتين و عندو منهن 16 من الإبناء و البنات. جدتي المرحومة حرم كانت صغبرة في العمر عند ولادة والدي عام 1936 حيث ان عمرها كان 13 سنة فقط و أعتقد هذا من أسباب إنفصالهما. كانت عليها رحمة الله من أجمل بنات زمنها. و قد ذكر هذا جدي في مطالع قصائده لو تمعنت فيهن. ففي القصيدة بعنوان ((السنوات العجاف) سنة 1935 إلى 1940) و التي اعتقد كتبها عن هيامه بها إنفصاله عنها لهم الرجمة جميعا. يقول جدي: تفقه في الهوى جدا ** فأبدى الوصل و الصدا حبيب لا يرى للحسن ***في أفاقـــه حدا تنكر بعد رقته ** فقلت لعهده بــعـــدا
ولو لاحظت أستاذي القدير أن جدي من مواليد الدويم وهو من أوائل خريجي كلية غردون في السودان و بلدنا الدويم في عام 1933 و قد كان من ضمن مؤسسي معهد بخت الرضا عام 1934 و هذه هي السنة التي تقريبا تزوج فيها جدتي و إنفصاله منها كان بعد والدة أبي مباشرة و أعتقد أن هذا هو السبب الذي جعله يترك الدويم و معهد بخت الرضا الواعد في بلده و ينتقل إلى أمدرمان. وقد ذكر هذا ايضا:
زمان لج في العدوان ** و التدليس فأسودا و لما أن بدأ للقلب ** أن الشر لن يهدا و أن زماننا و غد ** يجيد البرق و الرعدا
وقد حاولت تحري عن المعاني التي اشار لها جدي و بعد ان تفتحت قريحتي لإستيعاب الشعر و لكن للأسف فأن والدي كما تعلم مات ايضا صغيرا و كنت حينها في الصف الأول المتوسط. و لكنني عرفت لاحقا ان هناك عدم إتفاق بين الاسرتين و ان جدتي لا يد لها فيها بحكم سنها الصغيرة إذ أنها تزوجت و عمرها 12 سنة فقط.
ويستمر جدي في القصيدة و يذكر أنه إنتقل إلى أمدرمان بعد ذلك بعد ان ذكر أسبابه وهي فراقه لمحبوبته الصغيرة فيقول: فقل لأولئك النائين ** بئس لزمانكم عهدا سكنت السور بإمدرمان ** كي أنساكم جدا
وهنا يقولها صراحة أنه إرتحل إلى حي السور بأمدرمان كي ينسى تلك الفترة.
تزوجت جدتي بعد ذلك من رجل البر و الإحسان المغفور له أحمد فضيل حسن عبد المنعم و أنجبت منه 12 إبن. من المفارقات أن والدي ليس له أخ شقيق و لكن له 16 أخ من جهه الأب و 12 أخ من جهه الأم كما أن أحمد فضيل له 16 إبن من زيجات أخرى و هم أخوان أعمامي لذلك أصبح لأبي 44 أخ و لنا 44 عما. حاليا لنا أكثر من 300 إبن عم و عمة من الدرجة الأولى (قولوا ما شاء الله).
أنا أكتب لك تحليلي هذا من حكم القيمة الأدبية لهذا الميراث.
03-27-2015, 01:41 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية وتقدير الأخ عمار يس على ماتفضلت به من إضاءة حول جانب من التأريخ الشخصى والإجتماعى للأسرة الكبيرة جدا التى إرتبطت بعدة أواصر بالشيخ النور أفندى أمير الكتيبة و ما جاء فى مداخلتك يفيد كثيرا إن تم النظرإلى شعره من جانبى نفسى وإجتماعى خاصة عبر تجلى حليلته الراحلة حرم بت على عمار الذى منحك جدها هذا الإسم الذى حامله الأصلى سيدنا عمار بن ياسر يكفيه فخرا أن الصحابة وكلهم عدول كانوا يعرفون الحق بالموقف الذى يتخذه هذا العمار بن ياسر وسمية بنت خياط أفضل شهداء الإسلام (لاحظ لديك شقيق إسمه ياسر إن لم تخنى الذاكرة ). إنفصال الزوج عن الزوجة أمر يتم بأمر الله الذى حدد مشيئة البشر منذ أن خلق القلم وقال له أكتب فكتب عليه قد لايكون الفارق العمرى بين شيخ النور والفضلى حرم بت على هو سبب تعثر الحياة المشتركة التى من أجود ثمارها الوالد المقيم شيخ يس أفندى الذى كان همزة الوصل فى شجرة النسب الراقية بينك و جدك النور أفندى بل تعثر الحياة الزوجية بين شيخ النور وزوجته حرم بت على كان حتما مقضيا بامر الله لتنجب الفضلى حرم بت على ذريتها من أحمد فضيل وينجب شيخ النور ذريته من حليلات أخريات لتزدهر شجرة نسبكم الكريم عبر هذا العدد المدهش من الأعمام والعمات و بنيهم الكرام وعسى أن ينتبه أحد هؤلاء الأحفاد وانت منهم لكتابة تأريخ حياة النور أفندى والعائلة فى كتاب يمكن من تقييم شعره وهذا امر يسير إن توفرت الإرادة خاصة أن الكثير من شهود حياة النور أفندى لازالوا على قيد الحياة وكذلك الأماكن التى عبر بها فى حياته الأولى وإنعكست فى شعره مع التنبيه أن أى معلومة او صورة تصبح مفيدة جدا ويمكن توسيعها بسهولة فى الكتابة . من جملة أسماء أفراد الأسرة الكبيرة الذين ذكرتهم أستوقفنى بقوة إسم الشيخ : أحمد فضيل وتقريبا هو الجد المباشر لأخيك وصفيك وزميلك الراحل المقيم على عبدالسلام أحمد فضيل الذى أصطفاه المولى إلى جواره وسقاه من الكوثر قبل أعوام ا قليلة وهو فى عز الشباب بعد عمر حافل فى النضال والعلم وقد تنبهت ساعة رحيله إلى حديثك عنه وعن والده السياسى الكبير واحد رموز الدويم (القديمة ) عهدنا بها وعبر وفاء نادر ياعمار شهدت له بقيامه المعنوى مقام الوالد يس الذى أصطفاه الله كذلك وهو فى عنفوان شبابه لهما الرحمة جميعا (راجع مداخلة لك فى بوستات نعى الراحل على عبدالسلام وعبورك الهندى فور سماعك الخبر صوب أم در لحضور العزاء مع التنبية أن على عبدالسلام تربطه صله قوية جدا بشقيقى عبدالكريم اللمين ) . وعلى ذكر الوالد أستاذ يس لاحظت تجليه بقوة فى ديوان (الكتيبة ) عبر قصيدة (إعتذار ) وهو تلميذ حدث سنوات الحرب العالمية الثانية حين أصاب مستعمرات بريطانيا قحط فى السلع التموينية وهى من المراحل المفصلية فى إقتصاد السودان التى توقف عندها الطيب صالح فى مقالاته تلك عن (وطنى السودان ) وقد نبهنا أن تلك السنوات فى قاموس السودان تعرف بسنوات (البرشوت ) !!!.فتأمل هاهى القصيدة كاملة التى تجلى والدك أستاذ يس له الرحمة والمغفرة
ويلاحظ سيطرة مفردات غريبة جدا على قاموس القصيدة وضعها الشاعر النور داخل هلالين وتحتاج لشرح فى الطبعات اللاحقة عبر هامش خاصة أن أجيال عديدة من القراء حاليا يجهلونها ربما بسبب خروجها عن دولاب الحياة بفعل (العولمة ) والمفردات هى ( الزراق ) وهو نوع من القماش لونه (ظهرى ) له رائحة نفاذة تلبسه بعض (النسوان ) الفقيرات فى السودان القديم وأحيانا (تتلفع ) به النساء خلال فى فترة الحداد وأذكر أنه كان سائدا حتى سبعين القرن الماضى ... كذلك وردت مفردة (دبلان ) وهو كذلك قماش ابيض يتخذه الرجال لصنع (العراريق ) و ( الجلاليب ) و (السراويل ) وكان يباع عبر قياسه ب (الضُراع ) وليس (المتر)فتأمل . تحية عمار وجميع من يتابع
تحية عمار ياسر النور إبراهيم والبوست يوشك أن تصيبه هاء السكت (حسب قاموس بشرى الفاضل ) أستوقفتنى معلومة مذهلة فى مقام حزين فى البوست التى إبتدرته مؤخرا الأخت الفاضلة نعمات عماد ( أحد زوار هذا الخيط فى بواكيره ) و نعت فيه رحيل السيدة الفضلى الحاجة مريم سلامة أرملة (أبو الزهور ) لهما الرحمة والمغفرة من رحيم رحمن غفور غافر غفار ذى طول ذاك حين جاء فى صحيفة نعى الحاجة مريم سلامة حسب القصاصة التى ثبتتها الأخت نعمات أنها أى حاجة مريم حليلة الأزهرى كان قد تبرعت ب (حلية ذهبية ) بهدف وطنى كمافى أدناه
تعزية لآل الزعيم الأزهريتعزية لآل الزعيم الأزهري *** تبرع سيدة وزوجة زعيم سياسى بحليه ذهبية لغرض وطنى أربعين القرن الماضى أمر حضارى وطنى قد لايتكرر كثيرا خاصة أن جل إن لم يكن كل حليلات الزعماء فى معظم بلدان العالم الثالث تحديدا لم نسمع عنهن منحى نبيل كهذا المنحى المبنى على العطاء وليس الأخذ علما أن جلهن قد تم محاكمتهن أو إتهامنهن بتحويل خزائن الدولة إلى ممتلكات خاصة بهن وبددنها فى السلع الكمالية لأجل (الشوبار ) و(البوبار ) و (الفرشخة ) و (الخارم بارم ) وهلمجرا ولعل أبرز الأمثلة حليلة رئيس الفيلبين ماركوس و حليله التونسى المخلوع زين العابدين و تقريبا جل نساء زعماء دول أفريقيا عليه تبرع السيدة مريم سلامة حليلة الرجل الشريف إسماعيل الأزهرى الذى حين تم دثره تُرب البكرى بأم در كان عليه ديون شخصية بسبب عفته وزهده فى المال العام أمر يستحق التمجيد وقد تنبه إلى ذلك الموقف شاعر شفاف مثل (امير الكتيبة ) شيخ النور أفندى وهزه الموقف النبيل عبر ذاك التبرع فكتب قصيدته الشهيرة بعنوان (ذات السوار ) يمجد فيها تبرع السيدة مريم سلامة بحليها لموقف وطنى والقصيدة طويلة جدا من قافية ميمية أستهلها ( على نهج شيخه العباسى فى يوم التعليم بمطلع طويل جدا فى ذم التحزب وبؤسه قبل أن يعرج إلى موضوعه الأساسى وهو تمجيد السيدة مريم سلامة وتبرعها وقد أوشك أن يرتفع بها إلى مقام هرم بن سنان وصنوه الأخر الذين مجدهما زهير بنى إبى سلمى فى معلقته الشهيرة عبر تسخيرهما مالهما لوقف (داحس والغبراء ) ومن أجمل أبيات القصيدة فى ذكر موقف السيدة مريم حين قال أمير الكتيبة رحمه الله : هنا جزء من القصيدة وهى من صفحتين فى الديوان
قيمة الشهادة الموجبة عبر الخريدة الموقف لأمير الكتيبة فى حق الوطنية الغيورة حليلة أبى الزهور عليهما الرحمة تكمن فى إنتماء النور أفندى على مستوى العائلة إلى تيار الأنصار الذى يمثل الخلفية الروحية لحزب معين مناؤى للحزب الذى ينتمى إليه أبوالزهور عبر الخلفية الروحية الصوفية التى ترعاه رغم ذلك سما شيخ النور عبر بوصلة الشاعر الحادةجدا داخله فوق ذلك وخلد الموقف وهذه هى السمة الحقيقية للشاعر الشفاف السمو فوق الخلاف حين يجد موحى للشعر عبر الموقف وهذا أمر نادر جدا لم أقف عليه سوى عند الشاعر اليسارى النبيل جدا مظفر النواب حين قفز فوق الحاجز الوهمى بين (اليسار ) و (اليمين ) ومجد جهيمان العتيبى قائد ثورة الحرم المكى سبعين القرن المنصرم و خالد الأسلامبولى قاتل السادات رغم إدراج اليسار المُدجن لهما فى باب ( المنكفئين ) و (الظلاميين ) و (التكفيريين ) و (الرجعيين ) و (السلفيين ) وهلمجرا وليس ذاك من أسئلة البوست وهو يحبو حثيثا تجاه الأفول فتأمل . الرحمة للسيدة مريم سلامة أو ذات السوار كمالقبها أمير الكتيبة الوطنية الأصيلة التى تبرعت ب (سوار ) دعما للجهد الوطنى للتحرر من الإستعمار . * تنبيه : توجد إختلافات طفيفة فى نص الخبر حسب وروده فى الصحيفة الناعية للفضلى مريم سلامة و المقدمة المقتضبة التى مهد بها شيخ النور أفندى لخريدته فلى تمجيد موقفها الوطنى عبر التيرع ب (سوار ) من (الدهب ) دعما للمجهود الوطنى .
الباشمهندس الكبير جدا جدا خليل (بتاع الدوحة ) فى مداخلته المقتضبة جدا التى أعلن فيها قبوله الهدية التى كانت رائعة المساح التى ترجمها السياسى (القديم ) إدريس البنا إلى الشكسبيرية الرفيعة جدا (زمانك والهوى ) التى انزلتها له بصوت العميرى على العود اعلن اى المهندس خليل أن الصادح الراقى جدا جدا جدا شيخنا كابلى نفسه قد صدح بها وتلك كانت معلومة جديدة لى حيث لم أسمعها حتى لحظة إرسال هذه المداخلة بصوت كابلى واتوق إلى ذلك عليه لازلت أنتظر (تنزيل ) من (خليل ) لصدح كابلى بالأغنية وحبذا أن تكن على العود خاصة أن كابلى يسمو ويتجلى ويذوب كثيرا حين يداعب المزهر وهو يشدو وإن عز (العود ) فلتكن ياخليل فىى رفقة أوركسترا ذات تشكيل عتيق بها كمنجات (قديمة ) مثل كمنجة عبدالله عربى فى هذا التشكيل الراقى جدا الذى يشبه زهور وفواكه ونجوم فى هذا الدفق ياخليل أنتظر (التنزيل ) الموعود ياخليل (إن كان فى الكأس باقى ) .
إنا لله وإنا إليه راجعون أترحم بظهر الغيب على روح أخى الحبيب العوض المسلمى الذى أصطفاه المولى إلى جواره و عسى أن ينعم عليه بالشفاعة والسُقيا والفردوس ويطعمه تلك الفاكهة الكثيرة ويسقيه من ذاك الخمر الموعود فى الرحمن والدهر والنبأ و يسكنه فسيح جناته . اللهم أرحمه وأرحمنا وأرحم جميع موتانا بالمشارق والمغارب ..أمين . قال شيخنا العبادى فى الرحيل (الحد والحزن ماجابو زول من قبرو ) ..
****** ***** ***** ***** مع وعد المهندس (القديم ) خليل ب (تنزيل )راقى جدا لرائعة المساح بصوت كابلى (زمانك والهوى ) بعد تنقية التسجيل النادر حوزته وريثما يقم الباشمهندس وهو ماهر فى التقنية الرقمية بإجراء (مونتاج ) على الأغنية وعسى أن لا يطول ذاك لا أملك سوى الإنتظار بصبر نافذ و أقم ب (ختم ) البوست بشكر كل القراء المتابعين و الأعضاء الكرام المشاركين وأخص تحديدا هُنا سعادة اللواء عمر على حسن على ما جاد به من مداخلات تزن (دهب ) فى هذا البوست عبر إستنطاق الذاكرة الراقية جدا التى يتمتع بها ومبعث فخرى بمداخلات سعادة اللواء عمر على حسن وهو من جيل تلقى علما مدرسيا راقيا جدا فى (السودان القديم ) إلى جانب تثقيفه من الإطلاع الحر عصر سيادة الكتاب قبل فوضى الأسافير تحديدا يكمن فى قلة مداخلاته النوعية بالمنبر العام لذا إن تفضل بمداخلات مثلما فعل يكن قد صادف فى موضوع البوست هوى ومبعثا للتداخل الموجب فله التحية والتقدير والإحترام والود . أشكر الأخ طارق محمد بشير (حفيد شيخ الكتيبة حسن بدرى ) على تشريفه البوست عبر (الفيس بوك ) وتكاد تكون مداخلته ضمن أجود المداخلات التى حُظيت بها عبر وجودى هنا بالمنبر العام . أشكر الأخ المحترم الشاعر والأكاديمى الفذ عمار يس النور على (النسخة النادرة ) من الديوان النادر التى عبرها نلت شرف (مُنادمة ) فرسان الكتيبة عبر هذا البوست بعد سنوات طويلة من إنفضاض مجلسهم الشعرى ب (مكتبة الثقافة ) و (صيدلية العاصمة ) بأم در (القديمة ) بل جميعهم صاروا تحت الجنادل والثرى فقراء إلى رحمة الله رغم ذلك نلت عبر (نسخة نادرة من ديوان الكتيبة وصلتنى هذا الشتاء عبر أمواج الهندى ) شرف منادمتهم عبر الأسفير لعمار التحية وعسى ياعمار أن : 1- أرى كل مؤلفات جدك المحترم شيخ النور أفندى المنشور منها والمخطوط بعد تطور ثورة الطباعة اليوم ف مجلدين ضخمين تحت عنوان : أ- الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر النور إبراهيم . ب- الأعمال النثرية الكاملة للشيخ النور أفندى إبراهيم و يسعدنى المساهمة فى إعدادهما للنشر عبر جهد المقل خاصة عبر تحديث وتطوير الهامش ورفده الأعمال بالصور والتعليق عليها وأتشرف بذلك كثيرا .
فى ختمه ل (التصدير ) الموجز الذى مهد به النور أفندى لديوان الكتيبة نبهنا كقراء بقوله : ( وكل شعر الهجاء فى هذا الديوان ما هو إلا أخوانيات قصد منها الدعابة البريئة و إننى أعتذر لكل من يرى غير ذلك متمثلا بقولى : أنا إن مدحتك ي (إمام) فصادق وإذا هجوتك فالقريض أساء .
وأستغفر الله لى ولكم . النور إبراهيم . إنتهى قلت : بذات الروح السمحة التى ميزت شخصية الشيخ النور أفندى أعتذر أنا صاحب البوست لكل من يرى به إساءة غير مقصودة وأستغفر الله لى وله . أحمد اللمين أحمد .
متعك الله بكل طيب فى العقل ورضا فى النفس، فقد والله أثرت فى نفسى لواعج ثرة حسبت أننى نسيتها وما أنفرج ذهنى على تذكرها إلا حينما دخلت أستظل بهذه الدوحة من هجير "رمضا" الزمن القاهر الظالم الجدب. وقد أفرح قلبى أن وجدت خيرة القوم وقد تدافعوا يثمنون الجهد ويحتفون بالحصافة ويستجرون الدروس والعبر من غدير شعراء الكتيبة وأى كتيبة؟
رؤوى كثيرة تتزاحم من سلاسة نصك وسبرك الفطن لأعماق النصوص مستنطقا أياها مستطردا زخما من المعارف والمقارنات والتداخل بديع. ويزورك خيرة القوم رجل أحببته فى الله ولعمق وعيه وصقالة طرحه وعطاءة الفكرى البديع اللواء الأديب عمر علي حسن.
وتكتمل المتعة حين يجئ ذكر أخى وصديقى وزميل حجرتى وسكنى فى أواخر الستينات فى داخلية القاش بالبركس المنهدس نجم الدين إبراهيم النور المحفز للأستاذ عمار يس النور إبراهيم لإعادة نشر هذا الكنز الفريد لأمير ثلة عرفنا منهم أساتذة أجلاء صقلوا وعينا وأبانو طرائق إيصال المعلومة لنا. وأخص بالذكر ناظر مدرستنا الشاعر الرصين والنزق فى الهوى وتعابير المغنى تلودى ونائبه الأديب اللبق العميق إبراهيم شبيكه، ومن فتح عيوننا على درر الشعر العربى الرصين والبيان والتبيين الشاعر المنضبط فى التعبير والنظم محمد عبد القادر كرف وصنوه الخطيب الذى أبان لنا سلاسة الشعر ومنطق الحكمة فى أشعار سيد العشاق عمرو بن إبى ربيعة ربيب الحرم النزق. وطوف بنا هو وكرف على كل بيت من بيوت المعلقات ليكمل لنا مما لا يمكن البوح به أستاذنا الفولى. وكان إسم الكتيبة رمزا معلقا على أستار المكتبة الفريدة الغنية التى لا أدرى ما آلت إليه وأين إنتهت! وفيها تم ترويضنا على القراءة والإستمتاع ببديع الكلم ورونق النص وجزالة التعابير، فقد جمعت من كنوز لم أرها حتى فى مكتبة جامعة الخرطوم.
وتترى الذكريات على ذكر لفيف من الأصدقاء يوم كنا حيرانا لإخوة أماجد على رأسهم أشعر العرب محمد المهدى المجذوب الذى طوف بكل ركن من أركان السودان وأختزن معينا لا ينضب من النوادر والملح والطرائف والثقافة مما لا يعدله إلا جزالة شعرة وبديع صوره. وكنا نلتقى كل يوم جمعة فى منزل المرحوم الصديق المتعدد المواهب الشاعر النور عثمان أبكر فى حميمية دار كرمه وجوده بمطايب الطعام ودسامة الثقافة والوعى والرؤوى، ويتنظم العقد بقدوم عميد مدرسة الهمس والرقى فى الحديث الدكتور محمد عبدالحى، ويكتمل الإمتاع بمجرد طرق الهامس الآخر المرحوم عبدالرحيم أبو ذكرى للباب وقد كنا برمجنا طريقة طرقه فى عقولنا. فيدور الحديث وتلتمع الأفكار وتفرد الحكاوى والملح ورابطها أناقة اللفظ وحميمية الود بين ذلك النفر الصدوق. ويجئ ذكر عبدالله الطيب ومقالاته وفعائله على لسان قريبه وصديقه اللدود الذى فرقت الأيام ووشاية الحساد بينهما. ويطوف الجمع حول مدارس الأدب التى لم نعشها إلا فى ذكرهم لها ويطول الحديث عن منير صالح عبدالقادر، والسراج وإبراهيم النور، وغريب أبياتهم موضوعا ونظما. فيا لها من ذكريات فتقها حديثك الثر هذا ومداخلات ضيوفك من كرام القوم. وقد كان لى حظين فى كرم صديقى العزيز عليه رحمة الله النور عثمان أبكر الذى كان داره مكتظا أمسية كل خميس بالمبدعين من الشباب فى كل ضروب الفن والأدب من مغنين ونحاتين ورسامين وشعراء وأدباء وناقدين وممثلين ومسرحيين وسينمائيين يعج بهم داره وهو وزوجه الكريمة الأصيلة فرحون كلما أزداد الجمع واحدا. فكنت أتشرب من روح الشباب تلك وإبداعاتهم إذ كنت يومها شابا -- لو أمكن التصديق بأنى كنت فى يوم شابا-- كما قالت لى إبنة أخى الطبيبة ضاحكة ذات يوم وأنا أحكى عن جدتى عليها رحمة الله. المهم كنت سعيدا بإستمتاعى بأمسية كل خميس مع المبدعين من الشباب ومقيل كل جمعة مع قمم الشعر يومها.
ونعود لمداخلات من إجتذبت من خيار القوم. فأستمتع كالعادة بأسلوب يحى قبانى السهل الممتنع الذى يجرك لاهثا وراء ما يريد الإفصاح عنه بتشويق ممتع، يذكرنى بأستاذتنا الجليلة فى فنون الكتابة فى كلية علوم التواصل بجامعة بوسطن البروفيسور دايان وهى تعيد وتملى علينا: "قد قارئك! فإن لم تفعل مل ما تكتب وتركك، ولربما لا يعود أبدا إلى ماتكتب فتكون قد سجلت فشلا ككاتب". وهى نفس المتعة التى تقودنى لألتهام كل ما يكتب زائرك الخلوق النبيل ود المقدم عبيد الطيب، الذى حباه الله بقدرة نادرة فى ربط التراث بمجريات الأحداث وإستثارة الرؤوى بعمق نماذج الإيراد. ويزداد رصيد البوست من المتعة بمداخلات الشاعر المبدع فضيلى جماع الذى لم تواتينى الفرصة للتعرف عليه إلا فى أواخر أيامى بدار جامعة الخرطوم للنشر لماما، رغم أن شقيقه على جماع صديق صدوق ودود مودة إجتماعية وحميمية فكرية وعقيدة سياسية فى التطلع إلى مجد لسودان حلمنا به يوما. فلهما منى التحية والوداد.
وعلى ذكر الأصالة لا يمكن أن تذكر ولا يذكر الباشمهندس عبدالكريم الأمين الذى أمتعنى الله بلقائه فى الدوحة فكان نعم الأخ وخير العون والمضيف. أما الدكتورة نعمات عماد فأقول لها أن كل الكلمات تعجز عن شكرك لما تقدميه لنا من أطباق من المعلومات شهية، نترقب مداخلاتك فى تشوق ليخفق القلب بذكرى وطن حزين جريح. ولن أتجاهل زائرك الرجل الحى النابض بالأصالة صديق الموج الذى لا يمكن أن أنسى له إقتراحه بأن يكرم بصديق لدود له إحتفاءا بعضويتى فى السودانيز أون لاين، وما زلت أضحك إلى يومنا هذا كلما ظهر أسمه. فله منى كل االتقدير والإعزاز.
وختاما بعد شكرى لك على هذه الدوحة الرطيبة المنعشة، أرجو أن يتكرم على عمار يس النور إبراهيم بإيصال سلامى إلى المهندس نجم الدين وإرسال عنوانه لى. ولو أمكن لى أن أطلب نفس الطلب من الشاعر فضيلى جماع أن يوافينى بعنوان شقيقه على وأرقام هواتفه. أدامكم الله ذخرا للوعى والمعرفة والإمتاع . ولى إقتراح بأن يطرح توزيع الديوان عبر ممثلى مجموعات فى ديار المهجر حتى تعم الفائدة ويروج للديوان.
04-08-2015, 05:12 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
الرحمة والمغفرة لروح الأخ المؤمن العوض المسلمى وقد قبضها باريها إليه وحل جسده الطاهر بالوضوء والغُسل ضيفا ب (جدث ) منير فى إحدى مقابر الموحدين وعسى أن يخفف الخالق عنه سؤال القبر ويقيه عذابه . أمين ****** *** مداخلة أستاذنا الجليل البروف عبدالرحمن عبر (أمواج الأطلنطى ) والبوست قد خبأ نوره نفخت فيه روحا ومنحته قبلة الحياة مثبته تلك المداخلة الثرة جدا أن (الجياد الأصيلة تأتى عند المنعطف ) لفت نظرى فى مداخلة الأستاذ عبدالرحمن يقظته التامة إلى تثمين مداخلات الأعضاء الكرام الذين عبروا بالبوست وقد منحوه قوة وجمالا ومعرفة عبر الأسماء التى ذكرها خاصة سعادة اللواء عمر على حسن والمعمارى النادر يحي قبانى وأخى الحبيب عبيد الطيب ود المقدم و الأخير أى ود المقدم (سقته الرياح ) من أجود كُتاب المنبر العام والأسافير عموما ( يكتب فى سودانايل ) ويكاد يكون تخصصه وحى بادية الكبابيش تلك البادية النوعية الثرة التى خلبت لب شيخنا العباسى ، شيخنا حسن نجيلة وأستاذنا عبدالله على إبراهيم و الخواجى (هولت ) الذى أعترف فى مقدمة لكتابه عن المهدية بلسان توينبى أن الكبابيش هم الجناح المقابل للعبابدة على الضفة الغربية للصحراء المحاذية للنيل ويصعب لأحد إجتياز تلك الصحراء دون الإستعانه بخبرتهم فى الفلك والصحراء تحية لعبيد ود المقدم وجميع المشاركين . مداخلة بروف عبدالرحمن مليئة جدا بالمعلومات و الأعلام للزملاء و المعلمين الذين أسهموا فى تربية عقله الصارم الذى أوصله إلى أسمى درجة علمية فى جامعات غربى الأطلنطى وهو درجة البروف : من أساتذه البروف الكرام لفت إنتباهى إشارته إلى إثنين يكادان أن يكونا من أميز معلمى السودان القديم عبر الأجيال الفذة التى تتلمذت عليهم هما : تلودى و إبراهيم شبيكة والأول منهما عرفناه عبر ما ملأ به زنقار تلك الأسطوانات القديمة عند (الخواجى ) ميشان بمصر تحديدا أغنيتى ( من بف نفسك يالقطار ) و (سودانى الجوه وجدانى برديدو ) وهو أى تلودى من أشهر معلمى وادى سيدنا (القديمة ) ومن أبرز تلاميذه الطيب صالح والصلحى والأخير قد أشار إليه فى أكثر من مقطع من مذكراته التى صدرت قبل أعوام قليلة كذلك تنبه إليه الأستاذ معاوية يس فى سفره الغنائى التأريخى (صدر عام وفاة محمد وردى ) وخصص له فصلا كاملا ورفعه كشاعر غنائى إلى طبقة سماعين ود حد الزين ، بازرعة , حلنقى و الطاهر إبراهيم وهى طبقة رفيعة جدا صارت مغلقة الأن وهذا باب طويل جدا ! صدور الجزء 2 من تأريخ الغناء والموسيقى بالسودان لمعاوية يس !!!!!صدور الجزء 2 من تأريخ الغناء والموسيقى بالسودان لمعاوية يس !!!!!
أما أستاذ إبراهيم شبيكة فهو كذلك من المتميزين جدا فى تأريخ وطنى القديم عبر تلاميذه كمخرجات تعليمية بارزة منهم بروف عبدالرحمن نفسه وقد ذكر كابلى فى إستطراد ما أنه تنبه لقيمة التراث الشعبى السودانى عبر محاضرة دعاه إليها إبراهيم شبيكة حين كان ناظرا لمدرسة المؤتمر بأم در (القديمة ) . ذكر البروف كذلك من أساتذته الذين أخذوا بعقولهم صوب الإطلاع الحر عصر سيادة المكتبة المدرسية شيخ عبدالقادر محمد كرف وهو رغم عدم صدور ديوان له يكاد يكون من أشعر شعراء عصره وتنبه إليه بقوة عبدالله الطيب فى الجزء الأخير من مرشده الصادر عقب رحيل كرف ( تنبى مركز عبدالكريم ميرغنى فكرة لإصدار ديوان كرف قبل سنوات ولا أدرى أين وصل المطاف ؟؟) علما أن محمد الواثق قد إنتخب له وحشى فى مختاراته من شعراء السودان ب (معجم البابطين للشعراء العرب فى القرنين التاسع عشر والعشرين ) أنظر مداخلة سابقة علما أننى قد توقفت بقوة على مداخلى لبروف عبدالرحمن فى عزاء محمد الواثق ببوست للعضو منصور المفتاح وقد شهد البروف للواثق بالخير . هؤلاء هم أساتذه بروف عبدالرحمن وجيله الوقور بالعلم ب (السودان القديم ) . لفت إنتباهى بقوة إشارة شيخنا عبد الرحمن إلى أن صاحب الشرافة و (النار )محمد المهدى المجذوب قد طوف بكل ركن من أركان السودان وقد صدق البروف لمن (يتأمل ) عبر الحُب أشعار هذا الشاعر الكبير جدا التى تمدد عبرها بقوة السودان (القديم ) بجهاته الأربع خاصة الجنوب (القديم ) ودار الغرب و الشرق وذاك التطواف من نعم نقم الإنجليز عهدهم بحكمنا على المجذوب حيث تبين أن نقله للأرياف البعيدة كان مرده عدم رضاهم عنه (فى مصر يتم نقل المغضوب عنهم للصعيد الجوانى كما نشاهد فى الدراما ) لكن تلك النقمة كانت نعمة على الشعر السودانى خاصة أن أجمل أشعار المجذوب هى التى وحيها جنوب السودن وشرقه تحديدا كموظف خدمة مدنية (قديم ) وقد أسهب بقوة فى الحديث عن ذلك فى حوار شهير جدا بمجلة الثقافة السودانية نهاية سبعين القرن الماضى أجراه معه (الراحل فى الليل وحيدا ) عبدالرحيم أبوذكرى وقد شهد المجذوب أنه وجد الكثير جدا من مظاهر الطقس الذى خلفه ب(الشمال النيلى ) مسيطرا بقوة على مظاهر الجمال عند الدينكا بنهر الجور حيث أقام بمدينة واو ( للأسف الشديد بعض الإسفيريين يعتقدون أن الجور يختلفون عرقيا عن الدينكا رغم أن الدينكا هى المسمى الجامع لأكثر من فخذ منهم الجور وملوال ورينق وتوج ونوك وهلمجرا فتأمل ...) من إعترافات المجذوب لعبدالرحيم أبوذكرى جراء تطوافه بالسودان (القديم ) الذى تنبه إليه البروف عبدالرحمن أعلاه قوله أن طبول نقارة الدينكا (الجور ) هى ذات طبول الذكر عند القادرية وغيرهم ذاك كان قبل نيفاشا بسنوات طويلة . بخصوص تقاسمك غرفة بداخلية القاش ب (البركس القديم الذى تم تحويله كسكن للطالبات قبل سنوات ) بداخلية القاش مع العم المهندس نجم الدين النور إبراهيم (عم عمار يس والمشرف على الطبعة الثانية من الكتيبة التى وصلتنى نسخة نادرة منها عبر أمواج الهندى ) فأرجو أن يقم الأخ عمار بالتعقيب وتبليغ العم نجم الدين تحاياك ومدك بعنوانه للتواصل وعلى المستوى العام أرجو أن تتوقف كثيرا يابروف فى كتابة مذكراتك عن فترة الجامعة خاصة السكن ب (البركس ) عبر ذكر الوجوه التى كانت معك وجلهم الأن من المشاهير . أما ذكرك لأبناء المرحوم جماع عبدالله الأستاذين على جماع وفضيلى جماع (الترتيب حسب السن ) وصداقتك للأول وتعرفك القصير على الثانى فهذا أمر يطول ويحلو الحديث فيه خاصة أنهما من مسقط راسى المجلد (القديمة ) وتربط أسرتينا علاقات يصعب وصفها بالكتابة وتتشعب الصداقة والأخاء بين أكثر من فرد من الأسرتين لدرجة التشابك وهما من أعز أصدقلء لعدد من أخوالى بدرجة تكاد تكون خرافية . الأستاذ فضيلى جماع بحكم الكتابة والإبداع فى أكثر من قالب جمالى (شعر –رواية- مسرح – مقال سياسى وأدبى ) الخ هو الأشهر على مستوى السودان رغم أن شقيقه الأستاذ على كذلك له باع طويل جدا فى العمل العام عبر الإدارة المحلية والحكم الإقليمى والمنظمات الدولية والأستاذ على جماع قارئ من طراز فريد فى أكثر من مجال ومتحدث طلق بلسان شكسبير (نال درجة علمية من جامعة بريطانية بعد تخرجه من جامعة الخرطوم وقد فعل الأستاذ فضيلى نفس الأمر ) ونفخر نحن أبناء المجلد بالرجلين الذين وضعا إسم قريتنا بقوة فى خارطة الذاكرة السودانية مع غيرها من البلدان خاصة أن منطقتنا منطقة شبه منسية يعتقد الكثير من الناشطين السياسيين ( الإسفيرين تحديدا ) أنها منجم للبؤس والجهل والمراحيل و الجنجويد أنفسهم رغم أنها غير ذلك بل هى منطقة شأن غيرها بها الجمال والقبح . أرجو أن يكن الأستاذ فضيلى متابعا لمداخلتك للتعقيب ومدك بعنوان شقيقه الأوسط ( الأكبر هو الأستاذ الخال عبدالله جماع ) على جماع وعلى ذكر الأستاذ فضيلى فقد أهدانى شتاء 2009 نسخة إكرامية من مجموعته الشعرية الثالثة (شارع فى حى القبة ) وتشرفت بفتح هذا البوست عنها لحظتها وأسعدنى كثيرا تحول البوست إلى مقال تم نشره فى أكثر من عدد بثلاث صحف سودانية وقد بعثت إلى الأستاذ فضيلى نسخ من تلك المقالات البوست يقرأ. " حافى حالق" فضيلى جماع " يقدل" فى " شارع فى حى القبه"!!!!!!!" حافى حالق" فضيلى جماع " يقدل" فى " شارع فى حى القبه"!!!!!!! أخيرا على ذكرك مقابلتك لشقيقى عبدالكريم اللمين بالدوحة وقد حدثنى عن ذاك اللقاء وقد أثنى عليك بظهر الغيب وهذا أرفع الثناء شاهدا لك بالتواضع الجم فى عصر متكبر تطفو فيه (القواقع الفارغة ) –حسب مصطلح محمد المهدى المجذوب له الرحمة والمغفرة ولك التحية وطول العمر .
حتى يفتح المولى وهو فتاح عليه على عبده الفقير عمار يس النور (حفيد أمير الكتيبة ) من محرابه غربى الهندى بمرور (نوعى ) للتعقيب على مداخلة الأستاذ الجليل عبدالرحمن التى بها إشارة نوعية هامة جدا لسكنه مع العم نجم الدين النور فى غرفة (مُضيئة ) بداخلية ما بالبركس (القديم ) وعسى كذلك أن يقم عمار بتوصيل رابط البوست مجملا إلى العم نجم الدين وحبذا لوشرفنا العم نجم الدين بتعليق مجمل (قبل أرشفة البوست ) حتى حينها وقد إنتهى تأملى ل (الكتيبة ) أعيد تثبيت من أرشيفى بالمنبر العام حيث لا أملك مكتبة ولا (أبغى ) مايلى : بوستان إلى صاحب المقام العالى جدا (سيدنا ) محمد عثمان حسن وردى حين غاب عنا جسدا شتاء 2012 بعد أن حملنا ك (سميعة ) إلى ذرى وسماوات شاهقة جدا من المزيكا الراقية والصدح الجميل عبر ذاك الصوت المسحور والشخصية الفنية الأسرة .
غير بعيدا عن (صوت وردى ) حين تم دثر (كمنجة ) محمديه ثري حمد النيل والمشيعون صيام !! كان هذا البوست وقد ختمته بذكر الملحن الراقى جدا حسن بابكر حين حدق هو الأخر فى الموت ولم تجف المأقى (حسب قاموس إبن زيدون ) على رحيل محمديه علما أن المهندس (القديم جدا) خليل قد (شال ) مع هذا البوست مُرتكزا على مخزون نغمى هائل جدا يتمع به . صولو على كمنجة قديمة أو تقاسيم من (قوس ) محمديه!صولو على كمنجة قديمة أو تقاسيم من (قوس ) محمديه!
04-16-2015, 12:37 PM
جعفر محي الدين
جعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649
يا سلام يا أحمد الأمين دائما تأتي بالدرر الثمينة وغالبا ما يفوتنا الإطلاع عليها نسبة لحالة الزهد في ما يحويه المنبر سيكون هذا البوست رفيقي في عطلة نهاية الأسبوع هذه
رحم الله أولئك النفر من أبناء السودان فقد عملوا بكل جد من أجل رفعة الوطن وسؤدده
والتحية عبرك لجنايرنا (جمع جنيور) في النيل الأبيض الثانوية عبد الكريم وعمار وارجو من الأخ عمار يس أن يشملني بكرمه في إرسال نسخة من الديوان وكتاب تاريخ الكنوز mailto:[email protected]@gmail.com
04-17-2015, 03:48 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
ولمن شرفنى بمتابعة هذا البوست عبر (التداخل الموجب ) أو (المتابعة ) فقط تعافى خالى عُمر أب حديد تماما من تبعات ذاك الحادث حيث أجرى جراحة ناجحة بودمدنى السُنى ثم عاد إلى (عرينه ) بالمجلد و أجمل مافى الأمر تنازله طوعا عن تحريك أى إجراء قضائى ضد من أطلق عليه الرصاص وإعلانه العفو التام عنهم وقد تم الإفراج عنهم علما أنهم قد أعتذروا له معلنين عن أسفهم الشديد لما بدر منهم . لاحظ ياعمار يس النور إبراهيم مدى رقى وتحضر وجمال مطلب زوار البوست الذى جوهره نبض جدك الشاعر الأمير والتى تكمن فى طلب نُسخ من الديوان (النادر ) قد تصلهم عبر (أمواج الهندى ) إلى جانب نُسخ الكترونية من كتاب عن قبيلة الكنوز الذى أشرت إليه قد تصلهم عبر بريدك الالكترونى عليه عسى أن تلبى طلب الأخ جعفر محى الدين مثلما أعلنت رغبتك فى تلبية مطالب الأساتذة صديق الموج وفضيلى جماع (الترتيب حسب التداخل ) إن تكرما بمدك بعنوانينهما . تحية مجددا الأخ الوقور جعفر محى الدين على المرور النوعى . أعلاه فى مرور الأخ جعفر محى الدين ب (مجلس شعراء الكتيبة ) وهو يتهيأ لعطلة نهاية الأسبوع فى رفقتهم وقد بليت عظامهم ب (الأجداث ) رغم بقاء نماخلفوه لأمتهم من شعر رصين أما من تابع البوست أدناه الذى أطلقته ربيع العام الماضى حين حدق أخى المحترم ج ريتشارد رنق بيونق (سودانى قديم ) فى الموت بعاصمة الضباب Re: رحيل رجل كالعطر هو ريتشارد بيونق (رنق ) من أبناء أبيى !! Re: رحيل رجل كالعطر هو ريتشارد بيونق (رنق ) من أبناء أبيى !! مرت قبل أيام فى منتصف أبريل وهو أقسى الشهور (حسب شهادة طوماس إسترناس إليوت فى الأرض الموات ) الذكرى الأولى لرحيله وقد تشرفت بدعوة كريمة من أسرته عبر طرف ثالث لحضور قداس (ذكرى ) فى إحدى المُدن التى عبر بها الرجل العطر ريتشارد بيونق (رنق ) خلال حياته الأولى . للأسف الشديد لم أتمكن من تلبية الدعوة وحضور قداس (الذكرى ) لكن وصلتنى نُسخة من الكتيب الخاص بالصلوات والترانيم الإنجيلية التى تم تلاوتها خلال القداس ولفت نظرى وجود ترنيمة بلسان الدينكا المبين ضممن الترانيم الأخرى المترجمة إلى لسان الملكة وهاهو الغلاف الخلفى للكتيب الخاص بذكراه
المجد والخلود لروح الرجل المحترم ريتشارد رنق بيونق فى الأعالى تحية لجعفر محى الدين ومثلها لعمار يس وعبدالكريم (جنايركا ) وعسى أن يبلغ سلامك إياهما .
كسر قبر الطيب صالح !!!!!كسر قبر الطيب صالح !!!!! تم تحوير البوست إلى مقال طويل جرى نشره صيف 2010 فى أكثر من صحيفة سودانية ويمثل كذلك الفصل الأول من كتاب قيد التحرير حول الأدب السودانى ،الأفريقى ،الإنجليزى ، الفرنسى والروسى (لم أقل السوفيتى والفرق واضح )
بوستاتى ذات البُعد الأفريقى الراصد لرموز جمالية (نادرة ) من هذا القارة المُلهمة ذات الطقس والسحر الخلاب وأتشرف كثيرا إنتمائى لأكثر من دولة داخل هذه القارة التى رسم حدودها الرجل الأبيض لكنه فشل فى جعل هذه الحدود حاجزا للحركة والتوصل بين الأفارقة .
صورة لفتاة من جنوب السودان مصدرها بى بى سى العالمية التى درجت على نشر صور خلابة لمظاهر الحياة بأفريقيا على نحو دورى فى رحيل المفكر (المسلم ) الكينى على اللمين المزروعى : المفكر الكينى( المُسلم) على المزروعى (1933-2014) فى جنات ونهر .ليس للعزاء المفكر الكينى( المُسلم) على المزروعى (1933-2014) فى جنات ونهر .ليس للعزاء قمت طوعا بطلب حذف البوست الخاص برؤيتى (سيدى ) مانديلا ذات صيف بعيد على واجهة إحدى الفنادق بعد نحو 9 أشهر من إطلاق البوست توطئة لتنقيحه فى هدوء ورفده بمصادرتجاوزت لحظة إرسال هذه المداخلة سبعين مصدرا (جلها صدر عقب رحيل مانديلا فى لسان شكسبير ) أملا فى إخراجه فى كتاب عن هذا الرجل المحترم الذى وصفته إحدى صحف الفرنجة صبيحة رحيله عبر عنوان عريض أنه السياسى الوحيد الذى يحزن لرحيله العالم الذى يقتات فيه الساسة من الحاكمين والمعارضين من لحوم الشعوب .
04-26-2015, 01:37 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
سوف أفتح ربما أكثر من بوست عن مؤلفات أحمد الطيب عبدالمكرم التى تبنى مركز عبدالكريم ميرغنى طباعتها عقب رحيله الذى صادف (سنة رحيل محمد وردى ) حال صدورها . كذلك قد أطلق بوست أخر حين أتشرف بالوقوف يوما ما على قبره الذى لم أقف عليه بعد . *** بوستان فى رحيل التشكيلية والأكاديمية الباحثة السودانية د. البقيع بدوى محمد عبدالرحمن التى اصطفاها المولى إلى جواره غربى المحيط الأطلنطى وتم دثرها الثرى بمقابر المسلمين بإحدى مدن العم سام بعد أداء طقوس الرحيل المسلمة على روحها وجسدها العبق والطاهر بالوضوء والغسل بعد صلاة الجمعة نهاية العام 2012 وكان ذاك عام حزن خاصة أن صادف (سنة موت محمد وردى ) أمس يؤرخ برحيل التشكيلية والباحثة السودانية د. بقيع بدوى محمد !!أمس يؤرخ برحيل التشكيلية والباحثة السودانية د. بقيع بدوى محمد !! فى صدور كتابها الجديد عقب عام من رحيلها عبدالله على إبراهيم يكتب عن التشكيل... بدوى محمد . فى صدور كتابها الجديد عقب عام من رحيلها عبدالله على إبراهيم يكتب عن التشكيل... بدوى محمد .
أنتظر نسخة نادرة من مؤلف د.بقيع الجديد المرتكز على مادة قفل من إبداع (النسوان ) بدرافور (قبل سطوة الجنجودي ) قد تصلنى فى أى لحظة من (الضفة الأخرى للأطلنطى ) وحينها سوف أطلق بوستا إن شاء الله فى إستعراض الكتاب علما أن البوست الأول أعلاه قد تصفحت عبره مؤلفها الأول عن (صناعة الطاقية ) فى السودان القديم .
04-28-2015, 11:35 AM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
يقول سيدى المسيح عليه السلام والصلاة على (أحمد ) الذى بشرنا به فى (الصف ) : من كان منكم بلاخطيئة فليرمها بحجر . أو كما قال عليه السلام أدناه جرد لسلسلة بوستاتى الذى صدرت عن (الجانب المظلم ) فى النفس الأمارة بالسوء وقد قمت طوعا بحذف بوست فى ذات الباب القبيح مع التأكيد أن هذه البوستات قد (فرضت نفسها ) رغم ذلك لا أشعر بعار تجاه إطلاقها رغم أنها تبقى حملا قبيحا أحمله على ظهرى لاهوت الصفوة أو قراءة فى سلح الأسافير (لاتوجد ردود)لاهوت الصفوة أو قراءة فى سلح الأسافير (لاتوجد ردود)
سلسلة بوستاتى فى باب المجلد my birthplace وبنيها ! حين مات الخواجة يان كننسون قبل أشهر نعاه البروف عبدالله على إبراهيم وأستوقفنى بقوة فى نعيه عنوان المقال الذى به ذكر لإسم وسيرة مقتضبة للعُمدة حرقاص مريدة عُمدة المزاغنة أحد أفخاذ المسيرية الحُمر الخمسة وكان العُمدة حرقاص رحمه الله هو مضيف العالم الأنثروبولجى يان الذى عبر وفادة وكرم ومعية العُمدة حرقاص قد تمكن من إنجاز سفره النادر ذاك كان هذا البوست من وحى ذاك المقال للبروف عبدالله على إبراهيم علما أن الخواجى يان فى كتابه قد ثبت صورة نادرة جدا أبيض وأسود ذات نقاء عالى جدا للعُمدة حرقاص وهو راكب (قادر ) أحو فى طريقه إلى مجلس صلح قبلى يحيط به ثلة من أعيان مجلسه .
بروف عبدالله على إبراهيم يذكر العمدة حرقاص مريدة فى ظلال رحيل الخواجة يان كنسون !بروف عبدالله على إبراهيم يذكر العمدة حرقاص مريدة فى ظلال رحيل الخواجة يان كنسون ! حين صدرت باكورة مذكرات الأستاذ أحمد جبرين على مرعى وبها ذكر لكل فضاء المجلد (القديمة ) شتاء 2012 و شرفنى بنسخة إكرامية عبر أمواج بحر القلزم كان هذا البوست وهو أقرب بوستاتى إلى قلبى ف (تأمل).
لهذا البوست نسخة أكثر (تهذيبا ) مبثوثة بملتقى كردفان الثقافى نالت رواجا أكبر من نسخة (المنبر العام ) وأعتز كثيرا أن تلك النسخة طى ملتقى كردفان الثقافى هى: http://www.kordufan.com/vb/showthread.php?t=738http://www.kordufan.com/vb/showthread.php?t=738 وتشرفت أنها قد ألهمت أخى محمد النور كُبر (بتاع كندا ) هذا البوست أدناه عن رقصة الخازوق:يا عبد الرحمن نافع واحمد الأمين..!!! عن رقصة الخازوق:يا عبد الرحمن نافع واحمد الأمين..!!!
صورة طبيعية ذات خُدرة خلابة لمنطقة ما شمال المجلد مصدرها صفحة التهامى من إعلام بابنوسة (تؤأم المجلد ) و يكاد يكون التهامى عبر توظيفه تقنية الحاسوب وإستفادته الموجبة من مواقع التواصل الإجتماعى منطلقا من بابنوسة وتجواله المبدع فى تلك الفجاج عبر كاميرا رقمية أكثر عيال تلك المنطقة خدمة حضاريه لأهله فله التحية .
05-08-2015, 12:10 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
فى هجرة بوستاتى (القديمة ) إلى هذا البوست المحتفى بنسخة نادرة من ديوان الكتيبة وصلتنى الشتاء الماضى عبر أمواج الهندى أعيد تثبيت رابط هذا البوست الذى أطلقته وأسعد بذلك فى شهر مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم فى العام الهجرى الحالى حين أثبت مركز مختص بحركة المواليد فى أرض القديس جورج التى لاتدين بالدين الحنيف إحصائية تؤكد أن إسم سيدى وشفيعى (محمد ) صلى الله عليه وسلم هو الإسم (البرنجى ) وسط ذكران مواليد سان جيمس العام 2014 فى عصر يشهد فيه بدعوى (حرية التعبير ) إستهزاءا وإستخفافا بمقام عالى جدا هو مقام المحمود محمد صلى الله عليه وسلم وقد قابله لفيف من متبعى دينه بسلاح مضاد هو (حُرية العمل ) وهذا باب أخر . لمن تابع عبر الحُب أو بدعوى الفضول بوست سيدى محمد (البرنجى ) وسط ذكران مواليد القديس جورج فتأمل إسم سيدي محمد (البرنجي) متفوقا على (جيمس ) وسط ذكران مواليد القديس جورج فتأملإسم سيدي محمد (البرنجي) متفوقا على (جيمس ) وسط ذكران مواليد القديس جورج فتأمل
كانت هنالك مداخلة ما فى البوست تختص برؤية المركز المختص صاحب الدراسة التى شكلت محور البوست لإطلاق أسماء مرتقبة للمولود-ة الملكى- الملكية المرتقب حينها كان فى رحم أمه كاتى حليلة الأمير وليام دوق كيمبريدج نفسها !فتأمل والمدهش أن حدس المركز قد صدق بنسبة عالية جدا فى التكهن بإسم المولودة الملكية مثلما صدق من قبل فى إسم شقيقها البكر (جورج ) المولود العام 2013 (عام رحيل مانديلا وشينوا اشيبى ) للذكرى أعيد تثبيت المداخلة الخاصة بذلك أدناه وتليها ملاحظات Re: إسم سيدي محمد (البرنجي) متفوقا على (جيمس ) وسط ذكران مواليد القديس جورج فRe: إسم سيدي محمد (البرنجي) متفوقا على (جيمس ) وسط ذكران مواليد القديس جورج ف وتقرأ : (( ختم المركز المختص بمراقبة حركة المواليد بأرض الطفل الملكى جورج الدراسة بتكهن حول إسم المولود الملكى الجديد للأمير وليام (بتاع كيمبردج ) وحليلته كاتى (برضو بتاعة كيمبردج ) والذى يتوقع مولده ربيع العام الجديد 2015 علما أن المركز قد أصاب حين تنبأ العام 2013 بإسم المولود الملكى البكر جورج عليه تساءل المركز إن كانت حدسه سوف يصيب فى المولود الملكى القادم ؟ أعترف المركز أن إسم جورج الذى يحمله نجل وليام (بتاع كيمبردج ) والذى يعتبر الثالث فى قائمة تولى العرش بعد جده و أبيه يعتبر إسما تقليديا فى سلسلة الأسماء بأرض القديس جورج عليه راهن المركز أن ذات الإسم جورج قد يتم إختياره مجددا بواسطة وليام وكاتى (بتاعين كيبمريدج ) لمولودهما الثانى إن كان من الذكران مثلما تم إختيارهما له لنجلهما البكر عندها سوف يتم إضافة رقما للإسم وهذا شائع عند الملوك والمشايخ فى أكثر من حضارة كما راينا فى دولة الفونج عبر إسم (بادى ) و فى دولة المغرب عبر إسمى (محمد ) و ( الحسن ) والأمثلة تطول مع ملاحظة أن جورج هو إسسم أخر ملك بريطانى من الذكران وهو الد الملكة الحالية . رأت الدراسة أن المزاج العام البريطانى حال إن كان المولود الجديد وليام وكاتى (بتاعين كيمبردج ) ذكرا يفضل إطلاق عليه إسم جيمسJames والذى إحتل الترتيب التاسع فى قائمة مواليد العام 2014 للذكران بعرش سان جيمس وقد تصدرها إسم سيدى محمد صلى الله عليه وسلم !! ونوهت أن الإسم الكلاسيكى الشهير جيمس قد حمله العديد من الملوك السابقين لدرجة إقترانه بالبلاط الملكى عليه إن تم ذلك سوف يكون الإخيتار مفضلا للعائلة المالكة وذكرت أن الأسم مهاجرا للأسماء الانجلوساكسونية من المفردة اللاتنية Iacomusالمستمدة هى الأخرى من المفردة العبرانية , agev or agab, والتى تعنى الكعب أو العقب مع ملاحظة أن المفردة الأخيرة مستعملة فى اللسان العربى الذى يعتبر من ذات عائلة اللسان العبرى وقد ورد لفظ (عقب ) فى صيغة مختلفة بالمصحف كذلك كان العرب فى جاهليتهم يطلقون إسم (كعب ) على ذكرانهم ويوجد ذلك فى نسب النبى محمد صلى الله عليه وسلم . ظل إسم جيمس على مرور السنين ضمن قائمة الذكران المفضلة بالمملكة حيث أوضحت الإحصاءات الوطنية أنه ظل منذ مطلع القرن العشرين الميلادي وحتى العام 2014 ضمن قائمة الأسماء ال 10 الأكثر رواجا رغم هبوط أسهمه قليلا خلال خمسين القرن الماضى لكنه سرعان ماعاد للمراكز الأولى وتقريبا أشهر روائى فى فضاء ناطق بلسان شكسبير يحمل الإسم هو الايرلندى الجنوبى (الملحد ) جيمس جويس !!
خلافا لإسم جيمس رشحت الدراسة أسماء أخرى شهيرة فى ذاك المحيط قد يتم إطلاق إحداها على المولود الملكى الجديد هى إدوارد Edwardهنرى , Henry وهو من الأسماء الشكسبيرية فى مسرح هذا المبدع الأشهر فى أمته و كذلك ريتشارد , Richard وهو أيضا إسم لملك بريطانى شهير خلال الحروب الصليبية إلى جانب توظيف شكسبير كذلك للإسم التأريخى فى مسرحه القديم كما رشح المركز كذلك إسم جون John وهو يحي أو يوحنا المعمدان وله قيمة دينية كبرى فى أكثر من دين منها (دينى ) الحنيف . وفى كل الأحوال تساءلت الدراسة عن مدى تدنى شعبية الإسم حال إختياره مثلما تم الأمر مع إسم جورج الذى تقهقر بعد إطلاقه على المولود الأول لوليام. فى العام 2013 خمن مركز الطفل المعنى بالدراسة أن إسم شارلوتCharlotte المؤنث قد يكون فى المزكز (البرنجى ) فى فى زمرة أسماء المولودات بارض جين أوستن وذلك مالم يتحقق وقتها لكن قد يتم ذلك يأتى (البرنجى ) فى العام الجديد الحالى 2015 خاصة أنه إسما له شعبية كبرى فى أرض جين موريس !!حيث قفز فى العام 2014 للمركز ال16 كذلك من النادر خروجه خارج نطاق الأسماء المئة الأكثر شيوعا وسط البنات فى أرض ان همند . وفقا للدراسة فإن إسم (شارلوت ) هذا إسما إنجليزيا كلاسيكيا رغم جذوره الفرنسية ويعتبر المعادل الأنثوى لإسم شارلس Charles الذى يعنى (الرجل الحُر ) ويتم (تدليع ) من يحمل إسم (شارلوت ) بلقب مثل لوتى Lottie كذلك وهو إسم رائع جدا وله شعبية كبرى على ضفتى الأطلنطى وأستراليا كذلك ورشح المركز إطلاق الإسم على المولود الملكى المرتقب إن كان أنثى مثلما رجح كذلك أسماء أخرى للأميرة الجديدة من لدن فيكتوريا Victoria وقد حمل الإسم ملكة سابقة تعتبر أطول ملوك بريطانيا حُكما إشتهر عهدها بتوسع بريطانيا عبر الإستعمار ومن أشهر رموز عصرها الروائى شارلس ديكنز وكان يوجد شارع بإسمها فى الخرطوم القديمة جدا جدا ) هو شاعر القصر الحالى وقد خلده حسن عطية فى إحدى كسراته الشهيرة وليس البوست مجال ذلك كما رشح المركز إسم إشتهربت به ملكة بريطانية يعتبر عصرها أزهى عصور بريطانيا كلها من حيث الإزدهار هى الملكة اليزابيث Elizabeth التى من أشهر رموز عصرها وليام شكسبير شخصيا علما أن الإسم قد حملته أكثر من ملكة فى عرش سان جيمس منهم الملكة الحالية التى زارت السودان (القديم ) وقد رافقها كمضيف رسمى العلامة التجانى الماحى بوصفه الرئيس المناوب عقب أكتوبر 1964 مثلما رشح المركز كذلك إسمان ليس لهما شهرة تذكر قد يتم إطلاق إحداهما على الاميرة المرتقبة هما أليس Alice و روز Rose )) إنتهت المداخلة (القديمة ) ملاحظات : 1- يلاحظ مدى دقة تكهن المركز المختص حين أشار بدقة إلى إسم
Charlotte كإسم متوقع إطلاقه على المولودة الملكية التى رات النور مطلع هذا الشهر مثلما تكهن المركز بإطلاق إسم أليزابيث عليها كذلك والمدهش إطلاق ثلاثة أسماء صارت إسما مركبا على المولودة الملكية الجديدة وهو إسم Charlotte Elizabeth Diana
2- إسم شارلوت الذى تم إطلاقه على الأميرة الوليدة التى صار إسمها الرسمى Her Highness Princess Charlotte of Cambridge هذا الإسم ضحى إطلاقه على الأميرة الصغيرة ذكرت صحيفة الإيفنغ إستاندر اللندنية (توزع مجانا على السابلة فى قارعة الطرق ) أنه الإسم المؤنث رقم 21 الأكثر شعبية فى إنجلترا وويلز وقد تم إطلاقه العام 2013 على عدد 22242 مولودة بهاتين البلدين . ذكرت ذات الصحيفة كذلك أن الأسم (شارلوت) الذى صار الإسم الأول ضمن الإسم الثلاثى المُركب للأميرة يندرج من قرون فى قائمة الأسماء الملكية بعرش سان جيمس حيث حملته ملكة كانت زوجة للملك جورج الثالث فى القرن الثامن عشر وقد قام بشراء مبنى شهير وإهدائه أياه لاحقا تطور هذا المبنى إلى قصر بكنغهام الحالى . 3- الإسم الثانى وسط الإسم الثلاثى المُركب للأميرة وهو (أليزابيث ) وقد تكهن المركز كذلك بإطلاقه على المولودة الجديدة التى كانت فى المشيمة لحظة إطلاق الدراسة التى كان فيها سيدى محمد صلى الله عليه وسلم هو البرنجى سبقته إليه ملكتان بعرش سان جيمس هما : الملكة إليزابيث الاولى ويعتبر عصرها أزهى عصور الفكر والثقافة فى بريطانيا خاصة أنه عصر شكسبير الذى نازعها فى نسبة العصر وقد إنتزعه منها إقتدارا مثلما نزع المتنبى عصره من سيف الدولة الحمدانى وسائر حكام عصره . الثانية هى الملكة الحالية التى ستدخل التأريخ إن قدر لها الحكم حتى سبتمبر 2015 كصاحبة أطول مملكة عمرا فى سجل وطنها . 4- الإسم الثالث والأخير فى إسم الإميرة الجديدة هو (ديانا ) وهو مالم تتكهن به الدراسة رغم أنه إسم والدة الأمير وليام والد المولودة الجديدة وهو إسم رومانى الأصل يطلق على ربة القمر التى سحرت(إندومين ) راعى الضأن الوسيم ووهبته النوم الأبدى وقد إتكأ على الأسطورة الشاعر الأمريكى Henry Long Fellow فى قصيدته الشهيرة التى كتبها فى رثاء الشاعر الرومانسى الإنجليزى الأخير جون كيتس وقد تحاور عبرها مع نشيده الكبير Endymion والنقوش الكتابية المنحوتة على شاهد قبره والتى تقرأ : Here lieth one whose name was writ on water. هذا فى إعادة تثبيت بوست إسم سيدي محمد (البرنجي) متفوقا على (جيمس ) وسط ذكران مواليد القديس جورج فتأملإسم سيدي محمد (البرنجي) متفوقا على (جيمس ) وسط ذكران مواليد القديس جورج فتأمل
الذى عبره أتوسل الشفاعة من سيدى أحمد الماحى العاقب (أبوفاطنة ) عسى أن تزجر عنى لظى (جهنم ) على وارديها اللعنة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة