لم يمر الرئيس عبد الفتاح السيسي بمصاعب كبيرة، كما هو حاله الآن، حيث تموج سفينة الوطن بالعديد من التحديات التي تجعل من الخوف العملة الأكثر تداولاً في الوقت الراهن. ومن اللافت أن الحديث عن المستقبل والخوف من المجهول ينتاب الأثرياء كما يلاحق الفقراء، ولم يعد الكلام عن أزمات عاتية حكراً على البسطاء، لكنه عرف طريقه لأولئك الذين يجنون ثمارهم على مدار الساعة، فيما تواجه الحكومة مشاكل كبيرة، بسبب حالة الشلل التي تتعرض لها صناعة السياحة، والتي تهدد بأزمة اقتصادية تنبئ عن كارثه تتمدد في طول البلاد وعرضها، خاصة بعد أن واجهت مصر مؤخراً ما يشبه الحصار الدولي يحول بين مصر وتدفق السياح على أراضيها، بسبب حادث الطائرة الروسية. ولعل التصريحات التي أطلقها الرئيس السيسي مؤخراً في شرم الشيخ، تلك المدينة التي يحيط بها البؤس من كل جانب، توحي بأنه تخلى عن تفاؤله ويظهر ذلك من خلال قوله «مستعدين نجوع علشان نبني البلد»، وهي التصريحات التي اعتبرها انصاره مؤشراً إلى أن الوضع الاقتصادي أشد قسوة مما يعتقدون. وفي الصحف المصرية الصادرة أمس بدت الصحف الرسمية ومعظم المستقلة، على قلب رجل واحد، تتعامل مع المستقبل القريب بكثير من التوجس والقلق، بعد أن بدا الرجل الذي كان يطلق الأمل عبر خطبه، أكثر اعترافاً بصعوبة المقادير التي تواجه سفينة الوطن. ومن اللافت أيضاً أن عددا من الذين أدمنوا التصفيق لكل ما يصدر عن الرئيس من تصريحات، بدوا أكثر توجساً وتحسباً في مقالاتهم، بعد أن كانوا قد أدمنوا قصائد المديح طيلة بزوغ فجر الثلاثين من يونيو/حزيران 2013.. فيما حرصت الصحف التي لازالت ترفع راية المعارضة ومعظمها إلكترونية على السير في مضمار نقد النظام للنهاية وإلى التفاصيل: المنتقدون للنظام إما خونة أو جهلاء يوماً بعد يوم يضيق صدر الكتاب الموالين للنظام ضد المعارضين، وهو ما يؤكده محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام»: «لا يروق للبعض أن يتعامل مع معطيات ظاهرة وجلية للتدخل في القرار الوطني والحسابات المصلحية، من جانب عواصم تملك السطوة والمال والقوة على الساحة الدولية، ويرون مبالغة في تلك التخوفات، ويعتبرونها هروبا من واقعنا الداخلي ومحاولة لإلقاء اللوم على الآخرين، لكن يفوت هؤلاء أن القراءة الفاحصة لما قبل وليس لما بعد 30 يونيو/حزيران فقط تقدم صورة واضحة عن حجم الخطر، وقدرة قوى بعينها على إلقاء الأحجار في طريقنا، واستخدام أبناء دول المنطقة أنفسهم في عملية هدم لدولهم ومجتمعاتهم وزيادة الأعباء على كاهلنا، وكأن المطلوب منا أن نتغافل عن كل ما سبق من أجل أن نسير في ركاب من يرفض مسار التغيير الذي تصدح به كل القوى الوطنية على اختلاف أطيافها. يضيف الكاتب، يطل مخطط هدم الدولة برأسه اليوم علنا من جديد، بصورة لم نرها بعد الثورة الشعبية في 30 يونيو، فقد هدأ المخطط قليلا بعد الإجماع الشعبي الجارف قبل عامين على إعادة الوطن إلى هويته، ثم عاود نشاطه مجددا في الأسابيع الأخيرة، وكانت حادثة الطائرة الروسية، أقرب مثال، فرصة لتتكالب قوى الهدم على مصر، تحاول إشاعة أجواء اليأس من الأوضاع الاقتصادية، وتستخدم السياحة سلاحا ضد أسلحة أخرى، كأداة ضغط وتسعى إلى ضربها بالشائعات التي تنطلق من منابر إعلامية دولية وأخرى إقليمية ومحلية، ترفض حالة الإجماع الوطني، وكانت الذروة في أحداث الأسبوع الماضي في محاولة إظهار الدولة المصرية عاجزة عن حماية مطاراتها، وطلب بعض العواصم الغربية، من مصر، تغيير موقفها من الأزمة السورية وإدماج جماعة الإخوان الإرهابية في الحياة السياسية وتولي شركات غربية أمر أمن المطارات، ورفضت مصر مطالبهم فاستمرت الحملة الشرسة بلا هوادة، بالتزامن مع ما سبق تعود بقوة حروب الشائعات ونشر المعلومات المغلوطة، وبث خطاب التحريض والكراهية والفتنة بالزيف والتدليس للإيحاء برجوع أجواء ما قبل 25 يناير/كانون الثاني». السيسي تخلف عن اللحاق بطائرة البطوطي ومن أبرز تقارير أمس تلك التي رصدها ناصر العشماوي في «الشعب»: «لأول مرة على الإطلاق في الإعلام المصري يتم تناول قضية إسقاط الطائرة المصرية المعروفة بطائرة البطوطي، في رحلتها وهي مقبلة من أمريكا، وعلى متنها 33 عسكريا؛ ومنهم خبراء في الذرة؛ وتناول علاقة السيسي بها. وكان الإعلام المصري منذ وقوع الحادث عام 1999 قد أغفل التناول، الذي يؤكد إسقاط الطائرة؛ وتكذيب رواية انتحار الطيار البطوطي بركاب الطائرة، وقد تجدد الحديث عن الطائرة بعد معلومات روجها البعض عن أن السيسي كان أحد أفراد بعثة العسكريين التي سافرت لأمريكا؛ وكان من ضمن الوفد العسكري، إلا أنه لم يستقل الطائرة معهم، وهو ما ظل ينفيه الإعلام الرسمي تماما؛ وقالوا إنها أكاذيب إخوانية لمحاولة تشويه السيسي، ولكن في حلقة يوم الثلاثاء أول أمس، وعلى قناة «النيل» للأخبار عبر برنامج «الصحافة اليوم»، الذي خصص لاستعراض أهم العناوين الصادرة في جريدة «الأهالي»، وكان ضيف الحلقة الصحافي ثروت شلبي، نائب رئيس تحرير جريدة «الأهالي»؛ الذي تحدث مستفيضا عن حادث الطائرة الروسية التي سقطت مؤخرا في سيناء، متبنيا إسقاط الطائرة بمؤامرة خارجية، تتزعمها أمريكا وبريطانيا، حسب المزاعم التي يروج لها الإعلام الرسمي. وفاجأ شلبي المشاهدين حينما ذكر أن أمريكا لها سوابق في هذه المجالات، واستعاد حادث سقوط طائرة البطوطي؛ وأكد أنه تم إسقاطها. وكرر اللفظ قائلا: نعم تم إسقاطها. وكان الكثيرون أثناء تقلد السيسي لمنصب وزير الدفاع يقولون إنها محض شائعات، وأكدت أنه لم يكن ضمن وفد العسكريين المسافر إلى أمريكا؛ وبالتالي وبالتأكيد لم يكن من ضمن ركاب الطائرة وتخلف عنها، لكن المفاجأة التي فجرها شلبي على التلفزيون المصري، هي تأكيده أن السيسي كان من ضمن الشخصيات العسكرية في البعثة. وقال إنه كان برتبة عميد وقتها؛ ولكنه لم يركب الطائرة، ونجاه الله، حسب نص كلامه، من المؤامرة الأمريكية». الخلاف بين الإخوان دليل قوة ونتحول نحو الحرب بين الإسلاميين ويشنها عبد الرحمن لطفي في «الشعب» ضد عبد المنعم الشحات من قيادات الجبهة السلفية في الإسكندرية: «ظهرت في هذه الأيام بعض الخلافات بين قيادات جماعة الإخوان، وأشهر وأظهر هذه الخلافات، الخلاف الذي حدث بين الدكتور وجدي غنيم والشيخ عصام تليمة، وقد حاول بعض الكارهين للإخوان استغلال هذا الأمر لمهاجمتهم والطعن فيهم، ومن هؤلاء المدعو عبد المنعم الشحات القيادي في حزب الظلام الذي يسمونه «النور»، الذي كتب في صحيفة حزبه «الفتح» مقالاً طويلاً مملاً للطعن في جماعة الإخوان ودعوة المتعاطفين معهم للتخلي عنهم، وبما أنني من أكبر المتعاطفين مع الدكتور مرسي وجماعة الإخوان، أقول للشحات لا تحاول أن تصطاد في الماء العكر، فالخلاف بين قيادات الإخوان دليل صحة، وليس العكس، لأنهم لم يختلفوا على أمر من أمور الدنيا، ولكنهم اختلفوا في فهم بعض نصوص الدين، ومثل هذا الخلاف حدث بين الصحابة، رضي الله عنهم، ونزل القرآن وحسم الخلاف بينهم، وهذا ما حدث بين الشيخين غنيم وتليمة، عندما ردا الخلاف إلى كتاب الله وسنة رسوله زال الخلاف بينهما. أما إذا كنت تريد أن تعرف من الذى كان معه الحق منهما في المسألة محل الخلاف، فأنا أقول لك إن الحق كان مع الدكتور وجدي غنيم، وذلك لايقلل من قدر الشيخ تليمة، لأنه أراد الحق وأخطأه و»ليس من أراد الحق وأخطأه كمن أراد الباطل وأصابه» كما قال علي بن أبي طالب «رضي الله عنه».. يضيف الشيخ عبد الرحمن لطفي: ليتكم يا قيادات حزب النور تفهمون ذلك لأنكم إذا فهمتم ذلك ستضعون أيديكم في يد إخوانكم، ولن تكونوا عوناً للسيسي». دهاء الأنظمة المتخلفة أهّلها للانقضاض على ثورات الربيع أهدى الربيع العربي في 2011 فرصة ذهبية للأنظمة العربية الحاكمة ونبهها إلى استحالة الاستمرار بالعقلية والأفكار الشائخة نفسها والسياسات الفاشلة التي قادت بلادهم للتردي والتراجع، لكن ووفقاً لمصطفى النجار في «الشروق»: «ركلت الأنظمة العربية الحاكمة هذه الرسالة ولفظتها في صورة ثورات مضادة مباشرة أو مدعومة من قبل دول تخشى امتداد اللهب الثوري لشعوبها. وبعد مرور ما يزيد عن أربع سنوات من لحظة البدء، يبدو المشهد الذي سبق هذه الثورات مكررا، بالإضافة إلى أنهار دم صبغت السنوات الماضية برغبات الثأر والانتقام والدعوة للتفكيك والتمزيق وليس الإصلاح واستكمال البناء. يضيف النجار: لا يحتاج الأمر لبراعة تحليل ولا نسج سيناريوهات لاستشراف المستقبل فكل ما نراه الآن يقول إننا في مشهد انتقالي مؤقت سرعان ما سيتغير رغما عن الجميع، ورغم كل محاولات الإعاقة لينتج عنه مشهد جديد لا تنخدع فيه الشعوب بزعامات ولا شعارات ولا مؤسسات ولا مشاريع وهمية، وإنما ستثقلها مرارة التجارب وتقودها إلى إقامة الدولة الوطنية الحديثة، التي تستطيع أن تجد لها مكانا في ركب الحضارة الإنسانية. لذلك هناك ثوابت ينبغي عدم التفريط فيها في المشهد الجديد المقبل، بحسب الكاتب، ومنها مدنية الدولة: يجب أن تكون صارمة المفهوم والتطبيق بإبعاد الدين نهائيا عن مستنقع السياسة، وعدم السماح بتوظيفه لا من قبل الدولة ومؤسساتها، ولا من قبل أفراد أو جماعات ما، بالتوازي مع إنهاء حالة العسكرة النفسية والفكرية والمادية، التي تداخلت مع مفهوم الوطنية وفرضت عليه أشكالا من السيطرة والخلط الضار، وكذلك الإصرار على سيادة القانون، لأن غيابه يعد أحد عوامل التخلف الأساسية في المنطقة العربية، وكذلك وجود ترسانة من القوانين الرجعية والقوانين الفاسدة التي تقنن الفساد وتحصنه، والنموذج المصري كمثال زاخر بهذه الأمثلة لقوانين تم تفصيلها على مقاس الحاكم وأتباعه، لذلك فلا خطوة سنخطوها للمستقبل قبل نسف هذه الترسانة العفنة». الاقتصاد في غيبوبة ونتحول نحو الأزمة الاقتصادية وأسبابها، التي يطرحها محمود خليل في «الوطن»: «عجلة الاقتصاد، إلا في أحوال قليلة للغاية، نامت واستكانت خلال العام الأول من حكم «السيسي»، لأنه لجأ إلى الحلول التقليدية لحل مشكلة العجز في الموازنة، من خلال التفتيش في جيب المواطن، عبر آليات خفض الدعم وفرض الضرائب، في مقابل ذلك غابت الحلول غير التقليدية التي تقتضي منه نوعاً من المواجهة، كما حدث مع رجال الأعمال. بدأ السيسي حكمه بتلك الرسالة الشهيرة التي قال فيها لرجال الأعمال: «هتدفعوا.. هتدفعوا»، لم يدفع رجال الأعمال، فلم يحرك الرئيس ساكناً، بل ترك الأمور تسير. ويستغرب المتابع من حدة اللهجة التي تحدث بها الرئيس في البداية وهو يتناول هذا الملف، والتي أعقبها نوع من السكات العجيب، بل القفز على الدور الذي يقوم به بعض رجال الأعمال في «وقف حال البلد» يضيف خليل: ولو تأملت وجوه الكثير من أبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة، فستجد أن فكرة «وقف الحال» مرسومة بعبقرية على وجوههم. لم يكتف الرئيس بالسكات، بل انتقل منه إلى «الاسترضاء»، فما معنى إلغاء ضريبة الأغنياء، ثم ضريبة البورصة إلا أن الرئيس يحاول استرضاء رجال الأعمال بعد أن أظهروا العين «الحمرا» في تلك العملية المدروسة التي قاموا من خلالها بوقف حال البورصة. وتعجب حين تجد أن بعض مؤسسات المال العالمية عبرت عن استيائها من إلغاء هذه الضريبة. وكان من الطبيعي في ظل هذا التخبط في السياسات أن تحجم الاستثمارات عن التدفق إلى مصر، ورغم الجهد الذي بُذل من سياسيين وإعلاميين في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في مدينة شرم الشيخ، فإن المواطن لم يلمس حتى الآن عائداً والرئيس من ناحيته يعتمد على القوات المسلحة في إنجاز المشروعات الكبرى، ويفهم في المقابل أن هذا الأمر يغضب رجال الأعمال». التحذير من المؤامرة لا يكفي إذا كنا نتحدث طوال الوقت عن وجود مؤامرة خارجية ضدنا، وإذا كانت هناك مؤشرات على بعض المواقف الدولية المتربصة وغير الودية، فماذا فعلنا لمواجهة هذه المؤامرة؟ يتساءل عماد الدين حسين في «الشروق»: «للأسف الشديد نحن نتحدث كثيرا ونصرح طويلا، لكن لا نفعل شيئا على الأرض لنكون مستعدين لمواجهة المؤامرة حال حدوثها. ويرى الكاتب أن المؤامرة لا تنجح إلا إذا كانت هناك أرضية خصبة في الداخل لإنجاحها. والأمثلة على هذا الأمر كثيرة ولا تحصى، فإسرائيل مثلا تريد تفكيك سوريا وجيشها منذ عام 1948، لكنها لم تنجح إلا حينما تآمر بعض أبناء سوريا على أنفسهم وبلدهم، ودخلوا في صراع أهلي حقق لإسرائيل كل ما تتمناه، من دون أن تطلق رصاصة واحدة. إسرائيل أيضا حاولت مرارا ضرب مصر، وفصل سيناء عن الوادي والدلتا، وفشلت. تريد إسرائيل تفكيك كل المنطقة، وهي لا تخفي ذلك، لكن خلافاتنا وانقساماتنا وضعفنا وتخلفنا وجهلنا هي التي تحقق المؤامرة، وليس التدخل الخارجي فقط. كيف نتحدث مثلا عن المؤامرة الأمريكية البريطانية في المنطقة، وغالبية بلدان المنطقة تتحايل وتترجى البلدين ليتدخلا لحمايتهم من «داعش»، رغم أن البلدين تحديدا لعبا دورا مشبوها وإجراميا في تفكيك العراق وتدميره، ما قاد إلى معظم الشرور التي نعاني منها الآ. ويتابع عماد لن نناقش سؤال: هل هناك مؤامرة ضد مصر أم لا، فالصراعات الإقليمية والدولية كثيرة، وما يعتبره البعض مؤامرة، قد يعتبره البعض الآخر تنافسا عاديا ومسعى طبيعيا ليكون هو الأفضل. لكن دعونا نفترض أن هناك مؤامرة علينا، وبالتالى نكرر السؤال: ماذا فعلنا لكي نحبطها؟ ولكي نواجه المؤامرة فنحن كما يشير حسين نحتاج إلى شيء محدد، أن نعمل وننتج ونكون الأفضل». لماذا يكره أبو مازن كلمة «انتفاضة»؟ لا يحب أبومازن كثيراً كلمة الانتفاضة، ويؤثر أن يسميها هبة شعبية ترفض الاحتلال وترفض العنف، ويتمنى في قرارة نفسه لو سلكت هبة الشعب الفلسطيني الطريق نفسه الذي سلكته هبة غاندي في مقاومة الاحتلال البريطاني للهند، ووفقاً لمكرم محمد أحمد في «الوطن»: «يرفض وصف الموقف الأمريكي بالتخاذل، ويحرص على الحفاظ على صلاته مع واشنطن، حتى إن تكن شعرة معاوية، ويحاذر من أن يقع في مواجهة مع الإدارة الأمريكية، ولا يزال يأمل في أن ينجح الرئيس الأمريكي أوباما رغم كل خيباته في الحصول من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على التزام إسرائيلي بالحفاظ على حل الدولتين، لأن ذلك من وجهة نظرة سوف يكون مفيداً، حتى إن كان صعباً الوصول إلى تسوية شاملة أو العودة إلى طاولة التفاوض، ورغم تجربته المريرة مع الإسرائيليين منذ اتفاقات أوسلو، يصر أبو مازن على الاستمرار في عمليات التنسيق الأمني مع إسرائيل، ويعتقد أن المبرر الوحيد لتعليق اتفاقاته مع إسرائيل بعد أوسلو أن تؤكد إسرائيل أولاً عدم التزامها بهذه الاتفاقات، ولا يمانع في الجلوس مع الإسرائيليين غداً إلى طاولة التفاوض. ولا يقلق أبو مازن كثيراً من أن تفسح خطته السياسية التي تتسم بالمهادنة الطريق واسعاً أمام حماس كي تكسب المزيد من الأنصار، خاصة من أجيال الشباب، بدعوى أن المقاومة المسلحة هي الحل الوحيد والبديل الصحيح لمواجهة صلف الإسرائيليين، وأن مواقف أبو مازن تعتبر نوعاً من الاستسلام يفوق المهادنة، لكن أبو مازن يتساءل علناً ساخراً من حماس في جسارة بالغة، ماذا فعلت حماس في حروبها الثلاث مع الإسرائيليين أكثر من أنها دمرت القطاع وهدمت أكثر من 80 ألف منزل، وتسببت في مقتل ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني وجرح مئات الآلاف؟ والآن تفاوض حماس إسرائيل سراً من خلال وساطة يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، على هدنة طويلة الأمد؟ يضيف الكاتب لكن أبومازن يعرف أيضاً أن المسافات تزداد بعداً بينه وبين أجيال الشباب الفلسطيني الغاضب». السياحة في ذمة الله لا حديث يعلو في القاهرة الآن على الحديث عن أزمة السياحة، ومن جانبه يرى كرم عبد السلام في «اليوم السابع» أن الحكومة لم تتخذ إجراءات ملموسة لمواجهة قرار بوتين بحظر الطيران الروسي إلى مصر، وكأنها سلمت بالأمر الواقع، يتابع الكاتب: «إذا نظرنا في خطة الحكومة التفصيلية نجد طريقتها في معالجة الأزمة لا تتسم بالاحترافية أو التحرك على مستوى الحدث، ومنها الحديث المكرر عن تنشيط السياحة الداخلية أو الكلام عن بناء أسواق جديدة، رغم ما يستغرقه ذلك من وقت ومال، أو تناول موضوع منح المستثمرين والعاملين في قطاع السياحة تسهيلات في سداد فواتير الكهرباء والمياه، وجدولة مديونيات التأمينات المستحقة لدى المنشآت الفندقية والسياحية. طيب يا سيادة الوزير، هل قرار بوتين يعني حظر الطيران الروسي لمصر أم حظر السياحة الروسية إلى مصر؟ قرار حظر الطيران لا يعني التسليم بخسارة أكثر من ثلاثة ملايين سائح يمثلون رقما مهما من عدد السياح الوافدين للبلاد، ويستلزم عدم التفريط فيهم تفكيرا مختلفا وتحركا مختلفا، كأن تضع الوزارة بالتعاون مع الوزارات المعنية الأخرى، مثل الطيران والنقل، خططا بديلة لتسهيل وصول السياح الروس لمصر، بالاتفاق مع الجانب الروسي ودولة قريبة ذات حدود مشتركة مثل الأردن مثلا. ما الذي يمنع من تحويل خطوط الطيران المباشر من «روسيا – شرم الشيخ» إلى «روسيا – العقبة»، بالتنسيق مع موسكو وعمان، على أن تتبع ذلك خطة طوارئ في وزارة النقل لتحريك أساطيل أتوبيسات برية في خطوط مباشرة من العقبة إلى شرم الشيخ والغردقة؟ ويتساءل كريم: ما الذي يمنع من تحويل خطوط الطيران المباشر «روسيا – شرم الشيخ» إلى دولة قريبة من روسيا لا تضع قيودا على الطيران إلى مصر؟». مغزى أن يذهب السيسي لشرم الشيخ حط السيسي على المدينة التي أصبحت بائسة، وهو الأمر الذي دفع عادل السنهوري لتوجيه الشكر له في «اليوم السابع»: «الزيارة ليست مفاجئة، لكنها كانت ضرورية ومهمة من الرئيس السيسي إلى شرم الشيخ، ليطلق رسائله القوية إلى الشعب المصري وإلى العالم. الرئيس أكد أن أنوار شرم الشيخ، مدينة السلام، لن تنطفئ بالمصريين والأجانب، قالها عندما رأى انتفاضة أطياف الشعب للوقوف إلى جانب مدينة السلام والسياحة، في مواجهة العدوان الثلاثي الجديد، الذي يحاول إعادة التاريخ إلى الوراء مرة أخرى، فقد فشل العدوان الأول في 56 بسبب إرادة الشعب المصري وعزيمته في دحر العدوان، وغياب الشمس عن الإمبراطورية «العجوزة» التي تحاول أن تستعيد شبابها الغابر. إرادة المصريين التي أكد عليها الرئيس لن تنكسر، لأنها واجهت الكثير من التحديات من قبل، وقاومت وانتصرت وهزمت أعداءها، هذه هي الرسالة الأولى للمصريين وللعالم من شرم الشيخ. مصر بشعبها القوى المتوحد حول قيادته لن تكسر إرادته مؤامرات جديدة تريد أن تخضعه في حظيرة التبعية مرة أخرى، فمثلما فشلت محاولات الإخضاع في الخمسينيات والستينيات، سوف تفشل المحاولات الجديدة بوعىي قيادة وإرادة شعب ووحدته. أراد الرئيس أن يطمئن العالم بأن مصر لن تدخل إلى دوامة الإرهاب، وأنها رغم كل المخاطر فهي بلد آمن ومستقر ومهيأ لاستقبال الزوار والسياح، وأن حادثة الطائرة فوق سيناء ليست منفردة بذاتها عن باقي حوادث الطائرات في العالم التي لم تكشف الحقائق عنها حتى الآن، فالطائرة الماليزية ما زال مصيرها مجهولا، رغم كل هذه الشهور، ونسي العالم قصتها، لكن بالطبع طائرة سيناء ذريعة استعمارية جديدة للضغط على مصر وعرقلة مشروعها نحو المستقبل، واستكمال بناء مؤسساتها السياسية والوطنية». مصر في جيب رجال الأعمال أكد عدد من قيادات الدعوة السلفية أن البرلمان المقبل أكثر برلمان يظهر فيه المال السياسي المتمثل في شراء أصوات الناخبين، وانتشار الرشاوى، بسبب ما سموه عقم النظام الانتخابي، وإهمال القانون، وتغاضي الدولة عن المخالفات المثبتة بالأدلة، وتظهر شراء الأصوات أمام اللجان. وقال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، لـ«المصري اليوم»: «إن الانتخابات الحالية هي أكثر انتخابات على مر التاريخ يستخدم فيها المال السياسي، في ظل إهمال الدولة، لما سماه، المخالفات الصارخة التي توجد عليها أدلة دامغة بالصوت والصورة، تظهر شراء الأصوات أمام لجان الاقتراع، من دون أن يتحرك أحد من المسؤولين، أو أجهزة الدولة التي قال إنها لا تهتم بالمخالفات، وأصبح بمقدور أي صاحب مال أن يحصل على مقاعد في البرلمان من دون جهد، سوى أن يأتي بالسماسرة ليشتروا له الأصوات. وأضاف أن المخالفات امتدت للقنوات المملوكة لرجال أعمال وكانت تبث دعاية مباشرة لمرشحين على حساب مرشحي الحزب الذي تعرض لهجوم، متهماً جماعة الإخوان بالوقوف وراء الإساءة له حتى يفشل ويبتعد عن الساحة السياسية ليخلو لهم الجو». نظام انتخابي عقيم ومن جانبه قال الدكتور يونس مخيون ، رئيس حزب النور التابع للدعوة، على صفحته في موقع «فيسبوك»: «بعد ما رأيناه من استخدام المال السياسي في ظل نظام انتخابي عقيم، أصبح بمقدور أي رجل أعمال يمتلك ثروة أن يشتري برلمان مصر ملكاً لنفسه، أو وكالة عن الغير بسهولة، وبما لا يتجاوز 200 مليون دولار، خاصة في حالة العوز والضيق التي يعاني منها كثير من المصريين، ولذلك أصبح بمقدور رجال الأعمال هؤلاء التحكم في مصير بلد في مكانة ومنزلة مصر، بملايين، يا بلاش». وتسبب ما كتبه مخيون في تعرض الحزب لانتقادات من قواعد التيار السلفي التي طالبت بضرورة حذفه باعتباره مسيئاً للحزب قبل الآخرين. لهذا بكت مذيعة «النهار» أمام الرئيس قالت داليا أشرف، مراسلة قناة «النهار»، إنها لم تتمالك أعصابها أثناء إجرائها الحوار مع الرئيس عبدالفتاح السيسي و«اضطرت للبكاء». وأجرت داليا أشرف، أمس الأول حوارا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء زيارته لشرم الشيخ، لدعم وتشجيع السياحة، أكد فيه أن «النجاحات التي تتحقق واضحة، والبلاد تتحرك للأمام»، بحسب قوله. وقالت أشرف في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، الخميس: «لم أكن أرتب لعمل حوار مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولم أعلم بزيارة الرئيس لشرم الشيخ، وكنت أؤدي عملى الإعلامي في شرم الشيخ لتشجيع السياحة. وأضافت: فوجئت بزيارة الرئيس من خلال هتافات كانت ترج المطار كـ(معاك يا ريس) و(إحنا وراك يا سيسي)، و(سيسي سيسي). وتابعت: في هذه اللحظة معنوياتي ارتفعت جدا، لمدة أسبوع نسمع عن انخفاضات في البورصة وترحيل السياح، وفي ظل هذه الظروف الرئيس نلاقيه في شرم الشيخ لتشجيع السياحة. وكشفت أشرف عن سبب بكائها أمام الرئيس السيسي، أثناء إجراء الحوار معه، قائلة: بكيت لعدة أسباب، أولها الرئيس هو من سمح لي بعمل حوار معه على الهواء، وعندما قال لي «مصر مش هتتهز، ومصر قوية بشعبها وناسها»، مضيفة: لقيت نفسي بعيط قدامه، خلاص بقى فيه أمل وأنا واقفة قدام الرئيس. وقالت: كنت أوجه له الأسئلة من جوايا من قلبي، القلب اللي فكر واللسان كان بيوجه الكلام للرئيس، مشيرة إلى أن الزيارة رفعت معنوياتها جدا». نفاق بوتين لن يحل المشكلة كثير من النفاق للرئيس يضر ولا ينفع بحسب محمد بركات في «فيتو» الذي يطالب بضرورة أن نهجر فكرة المؤامرة، التي نتشبث بها في كل كارثة تحل بالبلاد: «اكتفينا نحن بتبني نظرية المؤامرة والصوت العالي فوق «كنبة» الفضائيات، خرج البعض يسب ويلعن في رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، في «حفلة ردح» تشعرك بأن البيت الأبيض متابع جيد لبرامج «التوك شو» المصرية، وانتفاض «10 داوننج ستريت» في بريطانيا خوفا من العناوين التي تصدرت صدر الصفحات الأول في الصحف المصرية. وكالعادة خرج علينا الخبراء الذين يتم اختيارهم بناءً على العلاقات الشخصية مع المعدين ومقدمى البرامج، في حديث فارغ من المضمون ونظريات تتناسب مع انفجار عربة «نصف نقل» على طريق القاهرة ـ أسيوط، الغربي، لا تتناسب مع حادث جلل بهذا الحجم. التلفزيون الرسمي للدولة هو الآخر حدث ولا حرج، انشغل بنفاق النظام المصري وامتد نفاقه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بطريقة تشعرك بأن «الكرملين» الروسي يضعه في قائمة المفضلات مع قنوات المصارعة. وينتقد بركات تجاهل الخريطة الإعلامية توعية الشعب والنظام أيضا لكل الاحتمالات، في ظل استبعاد فرضية العمل «الإرهابي»، على الرغم من وضع الجهات الرسمية لها في الاعتبار.. لم نتطرق إلى سيناريوهات ما بعد الأزمة وكيفية معالجتها واكتفينا بترديد الشعار الذي دمر الحضارة المصرية «كله تمام». ويتساءل الكاتب: ماذا سيكون موقفنا حال أثبت التحقيقات وقوع عمل إرهابي تسبب في الكارثة؟ وما المنتظر ضدنا دوليا حال ثبوت ذلك؟ وكيف نتعامل مع الحدث بالشكل القانوني حينها؟ أسئلة كثيرة لم يبادر الإعلام المصري إلى فتحها لرسم خريطة طريق تخرجنا من نفق «لوكربى» الذي دخله الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لأعوام مكنته موارده المالية بالخروج منه على ضوء شمعة». رئيس الوزراء البريطاني تعامل بـ«جليطة» مع السيسي ومن معارك أمس تلك التي شنها محمود سلطان رئيس تحرير «المصريون» بسبب جهل بعض الإعلاميين والفنانين ومن بينهم عزت العلايلي الذي ظهر على قناة العاصمة للتعليق على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى لندن. العلايلي.. رأى أن رئيس الوزراء البريطاني تعامل بـ«جليطة» مع الرئيس.. لأنه رفض النزول لاستقبال السيسي بحسب رأيه. وأرجع العلايلي هذه «الجليطة» إلى أن رئيس الوزراء البريطاني «إخواني».. وأن الأمريكيين يعرفون ذلك، ولكن «مطنشين»! ويمكن التغاضي عن حكاية رئيس الوزراء البريطاني الذي طلع «إخواني».. فالعلايلي لن يكون أفضل من إعلاميين وأجهــــزة أمنية اعتبرت «أوباما» إخوانيا وأنه بايع المرشد العام للجماعة محمد بديع، وأن شقيقه مالك يشــــغل منصــــب نائب المرشد العام في «ولاية أفريقيا»، وأن الأمريــــكي جـــون ماكين، شريك مع الشاطر في الاتجار بالسلاح! يمكن التغاضي عن كلام العلايلي بشأن «أخونة» رأس السلطة في بريطانيا.. ولكن المفاجأة بحسب الكاتب هو أن العلايلي لم يعرف من هو رئيس الوزراء البريطاني وظل طوال حديثه يتكلم عنه بأنه «جون براون».. رغم أن الأخير هو مناضل حقوقي أمريكي، وأحد أبرز ناشطي حركة تحرير العبيد في أمريكا!! ومن العــــلايلي للفنانة سمية الخشاب التي استضافتها قناة «نايـــل سينما» للتعليق على تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ37 لفاتن حمامة. وفوجئ المشاهدون أن الخشاب لا تعرف أن فاتن حمامة توفيت منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، حيث هنأتها على تكريم المهرجان لها قائلة لفاتن حمامة: «ألف مبروك إنتِ تستاهلي جوائز العالم كله، ربنا يخليكي لينا ويديكي ألف صحة وعافية وألف ألف مبروك على الجائزة»! ويتساءل الكاتب إذا كان هذا هو حال الفنانين فماذا نتوقع من نتائج على الثقافة والذوق العام في مصر؟». حسام عبد البصير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة