|
مخاوف من عدم حرية ونزاهة الانتخابات بمصر وأجهزة في الدولة تساند قوائم محددة أو مرشحين فرديين!#
|
07:55 PM Oct, 09 2015 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أبرز وأهم ما نشرته الصحف المصرية أمس الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول كان الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الروسي بوتين، وتأييده له في مكافحة الإرهاب، بما يعني إعلانا رسميا ثانيا ومتعمدا من مصر لتأييد الضربات الروسية، وعدم الاكتفاء بتصريح وزير الخارجية سامح شكري، الذي أعلن فيه هذا التأييد، وما يعني أيضا أن مصر تحاول ضمان تأييد عربي لحل سياسي في سوريا يحفظ كيان الدولة والجيش والقضاء على المنظمات الإرهابية. والخبر الثاني المهم، وإن لم يلق اهتماما كبيرا، كان اجتماع الرئيس مع رئيس هيئة الرقابة الإدارية محمد عرفان جمال الدين، لبحث التصدي للفساد، بما يشير إلى إمكانية تفجير قضايا أخرى بعد قضية وزير الزراعة التي فجرتها الهيئة. وواصلت الصحف تغطية تطورات حملات الدعاية الانتخابية/ وإن كان أبرزها رفض المحكمة الإدارية العليا طعن رجل الأعمال أحمد عز على قرار استبعاده من كشوف المرشحين، وكذلك رفض ترشح سما المصري. ومن الأخبار المهمة أيضا قيام مباحث الأموال العامة بمهاجمة عشرات من مراكز الدروس الخصوصية التي لم تحصل على موافقات، وإخضاعها للضرائب. وواصلت الصفحات الفنية الاهتمام بأخبار المسلسلات التلفزيونية التي سيتم عرضها في شهر رمضان المقبل، ومنها مسلسل صديقنا الفنان عادل إمام «مأمون وشكراه» من تأليف يوسف معاطي. وإلى معظم ما عندنا في نهاية الأسبوع….
الحوار سيجبر النظام السوري على إجراء إصلاحات سياسية
ونبدأ بأبرز ما نشر عن الغارات التي شنتها روسيا ضد «داعش» و«النصرة» في سوريا، وهو الموضوع الذي يحظى باهتمام شعبي يميل بشدة إلى التدخل الروسي، ونشرت «الوطن» يوم الأربعاء أول من أمس رأيا للواء والمسؤول السابق في جهاز المخابرات محمد رشاد مما جاء فيه: «نظام الحكم في سوريا نظام بعثي عقائدي يمثل القيادة القطرية لحزب البعث العربي، وله تنظيماته العلنية والسرية التي تغطى سوريا منذ فترة طويلة وراسخة، ومن الصعب النيل منها أو تغييرها بسهولة من خلال فورة شعبية، بالإضافة إلى أن جميع المؤسسات السياسية والشعبية في سوريا تنتمي إلى حزب البعث، وتدين له بالولاء الكامل، وقادرة على السيطرة على الشارع السوري. كذلك فإن طبقة التجار والرأسماليين في سوريا لهم دور رئيسي في صناعة القرار السياسي في سوريا، ويحرصون على الحد من أي اضطرابات أو انفلات أمني يؤثر على مصالحهم وأموالهم، ويتوافقون مع نظام الحكم البعثي في سوريا، باعتباره أفضل نظام لتأمين مصالحهم وأموالهم، مع الوضع في الاعتبار أن حزب الله في لبنان يحرص أيضاً على استمرار نظام الحكم السوري، ويقاتل في سبيل استمراره واستقراره، ولذلك فإنه على ضوء كل ما سبق فإن تغيير نظام الحكم في سوريا لا بد أن ينطلق من ضوء أخضر من طبقة التجار والرأسماليين، وانقلاب حزب البعث السوري بالاتفاق مع القوات المسلحة السورية على نظام الحكم فيها، ولا بد من ائتلاف هذا التحالف للتخلص من نظام الحكم السوري. وفشل المعارضة السورية رغم الدعم الخارجي لها تسليحاً وتدريباً في تحقيق توازن على الأرض يجبر النظام السوري على تلبية مطالبها، ولذلك فإنه للحفاظ على سيادة الدولة السورية ووحدة الشعب السوري وأراضيه، فإن الحل السياسي من خلال الحوار السياسي، لا بد أن يكون من خلال حزب البعث السوري وقيادته، ومن دون أي بديل آخر. وبناء على كل ما سبق فإنه آن الأوان أن ترفع كل الدول والقوى المناوئة للنظام السوري يدها عن سوريا، تمهيداً لبدء الحوار السياسي مع المعارضة إذ أن الحوار سيجبر النظام السوري على إجراء إصلاحات سياسية لاستيعاب المعارضة السورية وإشراكها في الحكم والتحول إلى التعددية الحزبية».
روسيا تقود حربا دينية بصواريخ وطائرات مقدسة
أما زميلنا في «اللواء الإسلامي» (قومية) تصدر كل خميس الإخواني رضا عكاشة فقال: «الكنيسة الارثوذكسية الروسية عبرت على لسان بطريرك موسكو وعموم روسيا البطريك كيديل، أن قتال القوات الروسية يأتي لأجل حماية الشعب السوري. وقال الشعب الارثوذكسي لاحظ العديد من حوادث العنف ضد المسيحيين في المنطقة. روسيا، طول عمرها، دورها قذر في السياسة والدين وحتى في اللادين، فهي التي ولعت العالم نحو ثمانين سنة وهي تدين بالإلحاد والماركسية والشيوعية. وروسيا هي التي كانت أحد أخطر مداخل الاستعمار الجديد ليس فقط باستعمار نحو سبع دول ذات أغلبية مسلمة في وسط آسيا، وليس بتكسير قوة الدولة العثمانية حتى أصبحت رجلا مريضا قابلا للاستعمار الفرنسي والإنكليزي، بل باعتبارها أخطر دولة مارست ما عرف تاريخيا بالامتيازات الأجنبية، هي التي ورطت العالم بحكايات اليسار وفتحت باب الصراع العربي الصهيوني، عندما اعترفت بدولة إسرائيل ودعمتنا ظاهريا ليطول أمد الحرب، وهي التي فتحت باب الإرهاب والتطرف عندما احتلت أفغانستان وراح البعض يدافع عن دينه في أفغانستان بدعم أمريكي، هل يتصور أن يتم التدخل الروسي بعيدا عن الطناش الأمريكي رغم تمثيلية الاختلاف في الظاهر؟ أليست روسيا في حالتنا هي التي تقود حربا دينية راكبة صواريخ وطائرات مقدسة؟».
«داعش» لا تمثل الإسلام
وتعليقا على مهاجمة التيار الديني للتدخل الروسي قال زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة «المقال» يوم الأربعاء: «كل شيء انكشف وبان، أن هؤلاء السلفيين الوهابيين الذين يحرمون الوجود الروسي في سوريا، ويدعون للجهاد ضده أنفسهم الذين أيدوا التحالف الأمريكي في ضرب سوريا، ودعوا للانضمام إليه وهللوا لمشاركة دولهم فيه. هؤلاء الذين يزعمون كذبا وباطلا أنهم ضد «داعش» التي لا تمثل الإسلام، وهي لا تمثله قطعا، ولكنها تمثل السلفية الوهابية بامتياز، حيث التطرف والتعصب والتمذهب والطائفية والتكفير، هم أنفسهم الذين يأبون أن تشارك روسيا في الحرب ضدها… هم صوت التطرف والإرهاب الحقيقي المسؤول عن الخراب والدمار في العالم العربي. السلفي ليس وطنيا ولا منتميا لدولة وبلد، بل يري نفسه مسلما دينه وطنه هذا المفهوم يفكك أي دولة ويجعلها لقمة سائغة أمام أي مؤامرة…».
روسيا تحمي أمنها القومي
وإلى «أخبار» اليوم نفسه ومقال الأستاذ في جامعة الإسكندرية الدكتور محمد السعدني وقوله: «عادوا اليوم ليتباكوا على قصف روسيا لمواقع «داعش» ويدينوا روسيا ويضعوها تحت قصف البروباغندا الأمريكية الكاذبة المراوغة، الذين لم ينطقوا بكلمة واحدة عن الطلعات الفرنسية والبريطانية ضد «داعش» على الأراضي السورية، أحرام على بلابل روسيا الدوح حلال على الطير من كل جنس؟ ومن أسف يعيد عالمنا العربي أخطاءه من جديد…. روسيا تقوم بالفعل بمحاربة الإرهاب وتحمي أمنها القومي والأوروبي المهدد من عصابات المتطرفين الروس والأوروبيين المنضمين لـ»داعش» ويشجع دولاً ناهضة مثل مصر للتحرك الجاد ضد الإرهاب في ليبيا وغيرها ويؤذن بنهاية النظام العالمي المتهالك واستحداث نظام عالمي جديد تعادل فيه روسيا والصين ما اختل من دعائمه تحت القيادة الأمريكية». أما المدهش في الأمر فإن «اللواء الإسلامي» أمس الخميس نشرت في صفحتها الأولى خبرا بارزا نصه: «أكد د. محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية تعاظم وحيوية دور الأزهر الشريف لمواجهة أعتى التحديات الفكرية التي أفرزتها ممارسات جماعات العنف والتطرف، مؤكدا أن مشاركته على رأس وفد أزهري ضم كلا من د. محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والشيخ محمد زكي الأمين العام للجنة العليا للدعوة في الأزهر، في افتتاح المسجد الكبير في العاصمة الروسية موسكو، الذي يسع لعشرة آلاف مصل، بداية جادة لتأريخ التعايش الحضاري وإقرار التعددية الدينية والفكرية واحترام الأديان، ومساعدة أتباع كل دين في ممارسة شعائرهم الدينية، في ظل ترحيب روسي لتعظيم دور الأزهر. ولمح الأمين العام للبحوث الإسلامية إلى النتائج الإيجابية لزيارة وفد الأزهر لروسيا للمسلمين الروس، بما يتواءم مع احتياجات المسلمين هناك، وأنه في ظل تنامي العلاقات الثنائية بين البلدين تجري حاليا ترتيبات لاستقبال الدعاة المسلمين في روسيا، لتدريبهم وتأهيلهم في رحاب الأزهر الشريف لترسيخ معالم الوسطية الإسلامية، ووضع إطار ديني إسلامي وثقافي لمواجهة قضايا الإرهاب والتطرف وإيفاد بعض المبعوثين لتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم».
تكثيف الوجود الروسي في البحر المتوسط
وإلى «أهرام» أمس الخميس ومقال للجميلة الدكتورة نورهان الشيخ وقولها: «إن التعزيزات الروسية في سوريا هي رسالة واضحة تؤكد من خلالها موسكو أنها لن تسمح لقوى التطرف أن تعصف بالكيان السوري، ومعه النفوذ والمصالح الروسية في المنطقة، وأنها ستقف بحزم لحماية الدولة السورية ومعها أمنها القومي في مواجهة خطر الإرهاب، ومع تدهور الأوضاع في سوريا وتعثر الحل السلمي قد يكون البديل الأمثل لروسيا هو تأمين اللاذقية وطرطوس، وضمان وصولها الآمن للمياه الدفيئة تماشياً مع العقيدة البحرية الروسية الجديدة، التي جعلت من تكثيف الوجود الروسي في البحر المتوسط هدفاً رئيسياً لها. وقد تكون الضربات الجوية الروسية بداية النهاية لتنظيم «داعش»، ومعه قوى التطرف والإرهاب التي تجتاح العديد من دول المنطقة لتستعيد الأخيرة أمنها واستقرارها الذي غاب عنها لسنوات».
الهدف وحدة الأراضي السورية
كما خصصت «الأهرام» تعليقها في صفحتها الحادية عشرة للموضوع نفسه توضيحا لموقف مصر بقولها: «مصر لم تؤيد أو تدعم الغارات الروسية على «داعش» من منطلق دفء العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو، كما يدعي البعض، ولكن من منطلق أهم من ذلك وهو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي الذي لا يهدد أمن واستقرار المنطقة فقط بل العالم كله».
«زمّار العرب لا يطرب»
أيضا في العدد نفسه قال زميلنا سيد علي: «من حقي كمصري مهموم بالعروبة وعاش أيام الربيع والخريف والعواصف والزمهرير العربي، أن يكون بالفطرة والتجربة مع سوريا، وليس بشار. مع مواثيق الجامعة العربية والأمم المتحدة بعدم التدخل في شؤون الآخرين. مع الدولة السورية الموحدة وضد «داعش» وفاحش و«النصرة» وعبيد الشام والريال والدينار. ومن حقي أن أذكر المتباكين اليوم على التدخل الروسي والصيني والإيراني والأمريكي والفرنسي، من حقي أن أذكرهم بمبادرة مصر التي أطلقها الرئيس السيسي مبكرا بتشكيل قوة دفاع عربية مشتركة، ولكن زمار العرب لا يطرب، وقوات العرب لا تصلح. وها نحن نرى كل ميليشيات العالم ومطاريد الأنظمة يتقاطرون على الشام، برا وجوًا وبحرا، حتى أن سماء المنطقة في حاجة لشرطة مرور لتنظيم زحام المقاتلات وهو مأتم» .
مستقبل سوريا في يد شعبها وحده
أما آخر زبون في هذه القضية اليوم فسيكون زميلنا وصديقنا في «الأخبار» رئيس المجلس الأعلى للصحافة ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف وقوله في عموده اليومي «في الصميم»: «الكل شارك في الجريمة، النظام السوري الذي لجأ للقمع في مواجهة تحرك سلمي، كان يمكن التعامل معه برشد، فتنجو سوريا والعملاء والمزايدون الذين جروا التحرك السلمي الديمقراطي إلى العسكرة، ثم وقعوا في أسر قوى إقليمية تريد أن تصفي حساباتها على أرض سوريا، وقوى عالمية لا تعرف إلا مصالحها ولو كان الثمن ما حدث للعراق وسوريا وليبيا، وما كان مخططا أن يسود العالم العربي بأكمله. ما أريد التأكيد عليه هنا أن موقف مصر بعد 30 يونيو/حزيران من الأزمة السورية يثبت صوابه يوما بعد يوم. قد تغضب دول كبرى ولكن ذلك لا يهم، وقد تحدث خلافات مع أشقاء عرب ولكنهم سيتفهمون ـ اليوم أو غدا ـ أن ما نفعله هو الصحيح وأننا لن نكون أبدا طرفا مشاركا في حرب لا ضحية لها إلا الشعب السوري، وأننا نؤمن بأن القضية ليست قضية من يحكم ومن يعارض، ولا هي قضية صراع الطوائف أو قتال القوى الإقليمية والدولية، القضية ـ بالنسبة لمصر ـ هي أن توقف شلال الدم وأن تنقذ سوريا وشعبها وتحافظ على الدولة، من دون تقسيم، وعلى الجيش من دون تدمير. القضية أن نستعيد سوريا وأن نترك مستقبلها في يد شعبها وحده، بلا شريك أو عميل أو إرهابي لا يعترف أساسا بمعنى الوطن».
إيران تحاول اختراق المجالين الإعلامي والثقافي المصريين
وننتقل من الموضوع السوري الروسي إلى محاولات إيران اختراق المجال المصري، سواء أكان الاجتماعي أم الثقافي أم الإعلامي أم الاقتصادي، ونجد هذا في «أهرام» يوم الأربعاء ومقال زميلنا عمرو عبد السميع وقوله: «لا يعني تأييدي فكرة ضرورة بقاء الدولة الموحدة في سوريا ودعم النظام لضرب تنظيمات الإرهاب والتطرف «داعش + جبهة النصرة + أحرار الشام + جيش الإسلام + جيش الفتح»، أنني أؤيد الدور الإيراني في المنطقة، إذ يجوز أن تتفق مقاصدنا مع طهران في موضوع، وتختلف في ألف موضوع. وبمناسبة الاختلاف، فإنني مازلت أراقب التحرك الإيراني النشــــيط لإحداث اختراق في مصر بالذات، وهو الأمر الذي لا يترافق مع أي بادرة سياسية مشجعة يمكن اعتبارها أساساً للتقارب، وحتى اللقاء الذي جمع السيد سامح شكري وزير الخارجية مع محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران على هامش الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن اعتباره روتينيا أو استطلاعيا لم يبلور دلالة خاصة يمكن وضعها في حسابات تشكيل قرار الدولة. وأعود لمحاولات الاختراق الإيرانية التي تركزت الآن على مجال الإعلام والمجال الثقافي، فضلا عن محاولات الاختراق للمؤسسة الدينية ولمجموعة رجال الأعمال، وقد نشطت إيران في ترتيب زيارات لبعض المشايخ الأزهريين في ما يخص المؤسسة الدينية، على حين انخرطت في برامج حافلة لتنظيم زيارات لزوجات رجال الأعمال إلى إيران. اليوم تسعى إيران إلى إصدار جريدة اسمها «الوفاق» رصدت لها ولموقعها الإلكتروني نصف مليار جنيه، وتنوي أن تكون لها طبعة عربية، وقد خصصت فيها صفحتين للشؤون المصرية، وبدأت في التعاقد مع صحافيين وكتاب مصريين للكتابة، بالإضافة إلى أن إيران تسعى للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، ولكن مسعاها جاء مقرونا بتوجيه مؤسسة الفرابي عددا كبيرا من الدعوات للممثلات والممثلين المصريين من أجل زيارة إيران».
أكتوبر والعروبة
وإلى أبرز ما نشر عن حرب أكتوبر/تشرين الأول، وأوله لزميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة «المصور» الأسبق حمدي رزق وقوله عن الرئيس الأسبق مبارك يوم الأربعاء في «المصور»: «خطيئة كانت تسييد الضربة الجوية على غيرها من بطولات نصر أكتوبر، وخطيئة أكبر تقديم الضربة الجوية على غيرها من بطولات نصر أكتوبر، وإذا كان مبارك سمح في عهده بمحو سيرة قائد عظيم مثل الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي كرمته مصر بعد ثورة يناير/كانون الثاني، فإن مصر بعد الثورة لا تقبل أبدا الثأر من الفريق طيار مبارك، بجريرة الرئيس مبارك، مثلا لا يمكن قبول رفض الناصريين لقائد حرب أكتوبر البطل التاريخي محمد أنور السادات، وأن يصل الرفض لنصر أكتوبر تقليلا وتقزيما وإنكارا فقط لدور صاحب القرار التاريخي وإحالة النصر إلى ما سبق، والعدل والإنصاف يقولان إن نصر أكتوبر ما كان ليكون إلا بشجاعة رجل وقع قرار الحرب في لحظة شجاعة نادرة، وتحمل المسؤولية التاريخية بعد قيادة عظيمة ممثلة في الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر. شيء من الإنصاف لعبد الناصر ومثله للسادات وقليل منه لمبارك، أقتلوا مبارك أو أطرحوه أرضا مبارك الرئيس، ولكن مبارك الطيار ليس ملكا لحساباتكم السياسية. مبارك «الرئيس» أمام محكمة القرن، ولكن مبارك «الطيار» أمام محكمة العرش. بطولة الفريق طيار محمد حسني مبارك ليست تكئة أبدا لتبرئة الرئيس مبارك، هذه نقرة وتلك نقرة الفضل واجب ضروري».
للسادات مكانة متميزة في تاريخ مصر
ومن مبارك إلى الرئيس السادات الذي قال عنه في اليوم التالي الخميس أمس زميلنا وصديقنا في «الأخبار» رئيس مجلس إدارتها الأسبق محمد بركات: «رغم توالي الأيام وتعاقب السنين وتغير الأحداث والوقائع على مصر والمنطقة، سيظل للرئيس الراحل محمد أنور السادات مكان بارز ومكانة متميزة في تاريخ مصر، لن يزاحمه فيها أحد ولن يزحزحه عنها أحد، باعتباره صانع النصر وقائد العبور في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، الذي كان وسيبقى لسنوات كثيرة مقبلة حدثا فريدا في التاريخ العسكري، بما أحدثه من متغيرات جسام في مصر والمنطقة والعالم، لم يتوقعها أحد ولم يحسب حسابها أحد قبل أن تحدث، والموضوعية والأمانة التاريخية تدعوان كل راصد منصف لأحداث هذه الحقيقة بالغة الدقة والحساسية من تاريخ مصر والمنطقة، للإقرار والتأكيد على شجاعة وجسارة الزعيم المصري أنور السادات في اتخاذه لقرار الحرب وخوض معركة الكرامة والشرف وغسل عار الهزيمة».
معتز أمين: تلاحم الأمة وراء مشروع القومية العربية
ومن مبارك والسادات إلى عروبتنا حماها الله وبلاد العرب أوطاني من تطوان إلى بغدان، التي أظهرتها حرب أكتوبر. وقد قال عنها يوم الأربعاء في «المقال» صاحبنا المؤمن بعروبته معتز أمين: «عندما نقول إن مصر انتصرت في حرب أكتوبر فهذا معناه أننا انتصرنا بمفردنا، لكن الحقيقة، أننا كنا نعيش في محيط اسمه الأمة العربية ولها مشروع اسمه القومية العربية، وكان فيه عدد من الممالك ضد الجمهوريات، وحروب باردة بينهما، ولما وقعت الفأس في الرأس واتضح أن مصر صخرة الأمة انتكست قامة الجمهوريات والممالك وذهبوا إلى الخرطوم وقالوا: «تحيا مصر.. تحيا الأمة العربية». وانتهت الحرب الباردة في غمضة عين وبدأت المساعدات العربية تتدفق على مصر ومسكت الأمة درعها وسيفها، ولم يكن هناك فرد واحد من المحيط للخليج غير مؤيد لمصر وسوريا والأردن، ولا يسعى لنصرهم. وعندما نتذكر نصر أكتوبر لابد أن نستحضر تلاحم الأمة وراء مشروع اسمه القومية العربية، الذي كان يوما حلما للعرب وعلما يجمعهم من المحيط للخليج وتحيا مصر وتحيا الأمة العربية».
نسائم الربيع نواة عاصفة تطيح باستبداد الحكومات
وعن موضوع القومية العربية أيضا كتب في اليوم التالي الخميس زميلنا أسامة غريب في «المصري اليوم» قائلا: «مع احترامي لكل الحجج التي تتعلل بسوء حالة العرب وتتخذ منها متكأ للنفور من الوحدة، فإنني أقول لأصحابها، إن الأمر بين الدول العربية يختلف تماماً عنه بين إسبانيا ومستعمراتها السابقة في أمريكا الجنوبية، أو بين البرتغال والبرازيل وأنغولا، أو حتى بين دول الكومنولث، ويكفي للتدليل على عمق الروابط وسرعة التأثير والتأثر أن ننظر إلى الشعوب التي استبشرت خيراً بالربيع العربي وتضرعت إلى المولى أن يكلِّل بالنجاح الثورات في مصر وتونس، على أمل أن تصل إليها نسائم هذا الربيع، كما يمكن التدليل أيضاً بالحكومات التي انزعجت من هذا الربيع نفسه ورأته نواة عاصفة قد تطيح بأمانها. القومية فكرة نبيلة والوحدة أمل مرجو غير أن المواطن العربي لا يمكن أن يتمنى تحقيقها في ظروف كالتي نعيشها الآن، إذ بدلاً من أن يكون تحت رحمة حاكم واحد مستبد يصير نهباً لتحكمات اثنين وعشرين حاكماً من الفصيلة نفسها!».
الأحزاب والانتخابات
وبالنسبة للمعارك والمشاحنات حول الأحزاب وانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب التي ستجري يومي الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الحالي، فقد استمر البعض في مهاجمة «حزب النور» السلفي والتحذير منه والمطالبة بحله، لأنه حزب ديني، رغم رفض المحكمة الإدارية العليا في مجلس الدولة دعاوى الحل. وكان زميلنا في «الأخبار» الإخواني السابق عصام السباعي قد قال عن «النور» يوم الأحد الماضي: «الحزب الذي يحتاج إلى فتوى مثل «درء المفاسد» لتبرير نزول المواطن القبطي المسيحي على قوائمه، هو حزب ديني غير دستوري، ولا يستحق الوجود في الحياة السياسية. والقبطي الذي يقبل ذلك الوضع لا يستحق القائمة التي يوجد فيها صوت أي مواطن مصري مسلما أو مسيحيا».
هل تترك الدولة وزير الثقافة الجديد يواجه معركته مع السلفيين وحيدا؟
أما زميلنا وصديقنا في «الأهرام» وأحد مديري تحريرها جمال زايدة، فقد شن هجوما آخر يوم الأربعاء لا ضد «حزب النور» وإنما ضد الدولة أيضا قال فيه: «ماذا تريد الدولة من السلفيين، وهي تعلم علم اليقين أن اللعب بورقة الدين بالغة الخطورة، عانينا منها حينما أطلق الرئيس السادات الجماعات الإسلامية في السبعينيات، في مواجهة اليسار والقوميين في الجامعات، ساعتها خرج الوحش من القفص لكي يحصد الأخضر واليابس… ماذا نريد من السلفيين وخطابهم السياسي محمل بكل ما هو ديني وبعد ذلك ندعى أن حزبهم ليس حزبا دينيا، وإذا لم يكن دينيا فمن أين يا ترى تأتي مرجعيته؟ هل نريد إحلال السلفيين محل الإخوان حتى نقول للعالم الخارجي إننا لا نضطهد التيار الديني وأنه تم استيعاب التيار الديني في العمل السياسي. «حزب النور» السلفي غير مستعد لقبول التيارات الليبرالية والعلمانية في المجتمع، وهو يكتسب شعبية من وراء الهجوم على هذه التيارات باعتباره حامي حمى الإسلام. مصر كلها تعلم علاقة التيارات السلفية بالوهابية. مصر كلها تعلم مصادر تمويل هذه الجماعات، مصر كلها تعلم إنه لم يكن لهم حس ولا خبر على المستوى، أبشروا مصر سوف تتخلى عن ميراثها «الدستوري» والقانوني وإنجازات الحداثة التي حققتها خلال 200 عام! هل فعلا هذا ما تريده الدولة المصرية وهي ترى حالة الفراغ السياسي في الريف والقرى والمدن، بعد انهيار الحزب الوطني السابق، لا تنظيم سياسيا موجود الآن في مصر بخلاف المشايخ في المساجد هل تترك الدولة وزير الثقافة الجديد يواجه معركته مع السلفيين؟ حلمي النمنم وزير شجاع مستعد للدفاع عن مدنية الدولة المصرية لكن هل هذه مهمة وزير الثقافة بمفرده؟ لماذا لا تتخذ الدولة الإجراءات الكفيلة بفصل الدين عن الدولة، احترام حرية العبادة للجميع وفرض القانون على الجميع ووقف مهزلة الاتجار بالدين؟».
حلمي النمنم: مصر علمانية بالفطرة
وإشارة جمال زايدة إلى عدم قبول السلفيين وحزب النور للعلمانية بسبب الحملة التي يشنونها ضد وزير الثقافة زميلنا وصديقنا حلمي النمنم بسبب عبارة له هي أن مصر علمانية بالفطرة. وفي حقيقة الأمر فإن من يستخدمون كلمة العلمانية يتسببون، من دون أن يقصدوا في مثل هذه المعارك التي ترجح فيها كفة التيار الديني المتشدد، لأنها إما تكون مرادفة لإبعاد الدين عن الدنيا أو الفصل بين الدين والدولة، وهو ما لا يمكن أن تقبل به الغالبية المسلمة أو القبطية، ولأن أحدا من القادة السياسيين لم يرفع لواء الفصل بين الدين والدولة، إنما الفصل بين السياسة والدين، لأن للدولة دورا في رعاية الدين الإسلامي أو المسيحي، ودعم المؤسسات الدينية. وأذكر في هذا المجال أن كلمة علمانية وردت عام 1962 أثناء مناقشات ميثاق العمل الوطني، التي شارك فيها خالد الذكر وانقلبت الدنيا رأسا على عقب، وحدثت معارك كالتي نشهدها الآن بالضبط واضطر عبد الناصر أن يوضح بنفسه أن كلمة علمانية لا تعني أي اتجاه سياسي، إنما استخدام العلم في التخطيط وأطفأ المعركة بذلك.
السيسي لم يعط الضوء الأخضر لتعديل الدستور
ونترك «النور» وقضيته إلى غيرها ففي «وفد» الأربعاء قال زميلنا محمود غلاب عن الانتخابات: «القراءة في كشوف المرشحين لمجلس النواب تؤكد أن هذا البرلمان لن يكون ضد الرئيس، وسوف تنحاز الغالبية العظمى لتأييد مشروع الرئيس، لأنه مشروع الشعب الذي يقف خلفه، ويهم النواب إرضاء الشعب الذي انتخبهم. عبد الفتاح السيسي مواطن مصري بدرجة رئيس جمهورية يتقاضى راتبًا شهريًا من الدولة، محددًا بقانون لأول مرة في تاريخ رؤساء مصر، وتنازل عن نصف راتبه للدولة، كما تنازل عن نصف ثروته. هذه الشخصية الوطنية التي تتعامل بشفافية تامة وتواضع شديد غير قابلة لأن تتحول إلى ديكتاتور. قال السيسي مخاطبًا المصريين، «أوعوا تتعاملوا معي على أنني صاحب سلطان، أنا واحد قلتوا له ألحقنا عشان بلدنا، أنا لست سلطانًا». الرئيس أوضح في خطابه أنه لم يعط الضوء الأخضر لتعديل الدستور، ولم يتبرم من اختصاصاته فيه، وقال إنه ليس سلطانًا ولكنه يطرح رأيًا عندما قال إن الدستور يعتمد على حسن نوايا كثيرة، ولكنه وجد الناس تتحسب كلامه وتنطلق في دعوات لتعديل الدستور.
حسين عبد الرازق: كأن شيئا لم يتغير في مصر!
لكن كان في يوم الأربعاء نفسه رأي آخر لزميلنا وصديقنا عضو المكتب السياسي لحزب التجمع حسين عبد الرازق، عبر عنه بالقول في جريدة “الأهالي” لسان حال الحزب التي تصدر كل أربعاء: “يكاد يكون هناك اتفاق بين جميع الأحزاب والقوى السياسية على أن ظاهرة التزوير المباشر للانتخابات العامة في مصر قد انتهت إلى غير رجعة، إلا أن المخاوف من عدم حرية ونزاهة الانتخابات عبر مساندة أجهزة في الدولة لقوائم محددة أو مرشحين فرديين، ومن خلال من يسمون برجال الأعمال من أصحاب الملايين الذين يستخدمون “المال السياسي”، في دعم مرشحين أو قوائم بصورة معلنة، أو من خلف ستار. وفي ظل الانتخابات الحالية لأول مجلس نواب بعد ثورة 30 يونيو/حزيران ودستور 2014 تثور كثير من الشكوك حول مساندة الدولة ـ أو أجهزة معينة فيها ـ لقائمة “في حب مصر” ولحزب وليد هو حزب “مستقبل وطن” ويرتبط حزب مستقبل وطن بمؤسسه ورئيسه محمد بدران، الذي برز في الحياة السياسية فجأة منذ سنوات قليلة. كانت بداية اهتمامه بالشأن العام من خلال اتحادات طلاب الجامعات… وقف محمد بدران إلى جوار الرئيس عبد الفتاح السيسي على يخت المحروسة، وأصبح ضيفا على عديد من القنوات الفضائية الخاصة، وأعلن أن حزبه قد اعتمد 20 مليوناً للدعاية الانتخابية، كاشفا عن تمويل رجال الأعمال للحزب وبصفة خاصة المليونيرات، أحمد أبو هشيمة وكامل أبو علي وفرج عامر وهاني أبو ريدة، لتكتمل بذلك الصورة وليصبح واضحا أننا أمام أحد تجليات تحالف رأس المال مع أجهزة الدولة ـ الأمنية خاصة ـ لحكم البلاد بعد الثورة وكأن شيئا لم يتغير في مصر”.
حسنين كروم
|
|
|
|
|
|