محظورات السَّرد

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 09:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2015, 04:42 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محظورات السَّرد

    04:42 AM Nov, 02 2015
    سودانيز اون لاين
    هشام آدم-Liège - Belgique
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    مُقدِّمة لابُد منها
    إنَّ فهم كثيرٍ من النَّاس لمابعد الحداثة واستحقاقاتها، في كُلِ مناحي الحياة: العلوم، الأدب، الفنون، التَّشكيل ... إلخ ، يُشبه إلى حدٍ كبيرٍ جدًا فَهَم كثيرٍ من العرب للحُريَّة واستحقاقاتها
                  

11-02-2015, 04:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    مُقدِّمة تأسيسيَّة
    في اعتقادي الشَّخصي جدًا، فإنَّ الأدب السُّوداني الحقيقي تائهٌ بين: كُتَّابٍ واهمين، وآخرين مُتعالين، وقُرَّاءٍ مُراهقين، وآخرين مُتعالين، ونُقَّادٍ غائبين وآخرين مُتعالين. تعالي الكُتَّاب يكمن في نخبويَّة اللُّغة والموضوع لديهم، وتعالي القُراء يكمن في هجرهم للأدب السُّوداني وجهلهم به، وتعالي النُّقَّاد يكمن في اهتمامهم بالكُتَّاب المشهورين فقط
                  

11-02-2015, 04:53 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    ما الذي نقصدهُ بالتَّحديد من عبارة (محظورات السَّرد)؟ الذي نقصده بمحظورات السَّرد، هو ما لا يجب على السَّارد/الرَّاوي أن يُقحم نفسه فيه داخل النَّص، وهنا يجب التَّفريق بين الكاتب من ناحيةٍ والسَّارد/الرَّاوي من ناحيةٍ أُخرى، فالسَّارد هو الصَّوت الذي يُحرّكُ الأحداث، ويسردها داخل السَّرديَّة، وقُلنا أنَّه قد يكون إحدى شحصيَّات السَّرديَّة، أو قد لا يكون، أمَّا الكاتب فهو شخصيَّةٌ خفيَّةٌ (أو هكذا يجب أن يكون) داخل النَّص، ومن محظورات السَّرد، أن يتماهى السَّارد مع الكاتب؛ بحيث تطغى شخصيَّة الكاتب على شخصيَّة السَّارد داخل النَّص، فيستغل السَّارد/الرَّاوي في بث أفكاره وآرائه الخاصة أيًا كانت؛ فمثلًا لو قرأنا: "كان يترنَّح من الإعياء ثمَّ سقط مغشيًا عليه. هذه الحياة مليئةٌ بالمآسي والآلام. لم يستطع أن يُقاوم رغبته في البُكاء، فغيَّبته الدُّموع." لو تساءلنا: "من الذي يقول هذه الجُملة (هذه الحياة مليئةٌ بالمآسي والآلام) في النَّص السَّابق؟" سنجد أنَّها لم تكن على لسان الشَّخصيَّة السَّرديَّة؛ فهي جُملةٌ تخُصُّ السَّارد/الرَّاوي، وهذا اقتحامٌ غير محمودٍ منه على السَّرد، هذا الأمر يحدث بكثرةٍ في كثيرٍ من النُّصوص السَّرديَّة

    (عدل بواسطة هشام آدم on 11-02-2015, 04:55 AM)

                  

11-02-2015, 05:00 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    لكن إذا قرأنا: "في تلك القرية البدائيَّة، وقف أحد أفراد القبيلة، وفرد ذراعيه وباعد بين ساقيه، وكأنَّه الرَّجل الفيتروفي، وقال: "اليوم سيبدأ العالم جنونه." ثم أشعل النَّار في نفسه." فمن هو صاحب التَّشبيه (الرَّجل الفيتروفي)؟ إذا قادكَ حدسكَ إلى أنَّه الرَّجل البدائي في النَّص، فأنتَ مُخطئٌ تمامًا، فصاحب التَّشبيه هو السَّارد/الرَّاوي، بينما الرَّجل البدائي في النَّص هو المُشبَّه، والرَّجل الفيتروفي هو المُشبَّه به، وليس هنالك تعارضٌ منطقيٌ أبدًا، فالأمر يعود تمامًا إلى ثقافة السَّارد/الرَّاوي، فهو ليس جزءًا من الإطار الثَّقافي للنَّص، بمعنى أنَّ شخصيَّات النَّص تخضع للإطار الثَّقافي المُحدَّد بالفضاء الزَّماني والمكاني الذي اختاره الكاتب لهم (القريَّة البدائيَّة)، ولكن السَّارد/الرَّاوي ليس خاضعًا لهذا الإطار الثَّقافي، لأنَّه ليس إحدى شخصيَّات السَّرديَّة، فاقتحامه هنا محمودٌ تمامًا، والوصف أو التَّشبيه يُعتبران من مُبررات الاقتحام المحمود في النَّص. وسوف نُواصل تباعًا في كشف محظورات السَّرد، مع أُمنياتي بأن يكون هذا مُفيدًا إلى حدِ معقول
                  

11-02-2015, 05:14 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    واضح ومعقول ومفيد
    تشكر هشام للتبسيط دون ابتذال
    متابعة
                  

11-02-2015, 05:28 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    شكرًا على مُتابعكَ عزيزي عبد الحفيظ أبو سن
    وسوف نواصل في استعراض محظورات السَّرد
    تحياتي وأُمنياتي الطَّيبة لك
                  

11-02-2015, 05:28 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    انا منتظر ح يسب لينا دين بتين
                  

11-02-2015, 05:33 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: أحمد ابن عوف)

    من أهم ما يجب على الكاتب الانتباه إليه أثناء كتابته لأيّ سرديَّةٍ قصيرةٍ أو مُطوَّلةٍ، هو "اللغة"، ولا أقصد البناء اللُّغوي للنَّص ككُل فيما يختص بالقاموس اللُّغوي الخاص بالكاتب، وإجادة استخدام المُترادفات والألفاظ، ولكن أعني بذلك "الخطاب"، وسوف أوضّح ذلك بأمثلةٍ على النَّحو التَّالي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ كلامنا هنا مُعتمدٌ على النَّاحيَّة الفنيَّة للسَّرد:
    * ‏اللغة الشّعريَّة‬: يجب أن تخلو السَّرديَّة من اللُغة الشّعريَّة. ومفهوم اللُّغة الشّعريَّة في السَّرد مفهومٌ واسعٌ جدًا، ويصعب تناوله في منشورٍ "فسيبوكيٍ" هكذا، ولكن لنأخذ أمثلةً على اللُّغة الشّعريَّة في السَّرد، ولنقرأ مثلًا: "ينهض الورد مُبتسمًا ومُنشرحًا، تتراقص الأفلاك لها طربًا، يتفتَّح الياسمين في خديَّها، والعالم كُلُّه يتمايل على صوت تنهدتها." هذا مُجرَّد مثالٍ بسيطٍ للُّغة الشّعريَّة في السَّرد، وهنالك أمثلةٌ كثيرةٌ جدًا، وربما ليس أوضح من نصوص أحلام مُستغانمي، التي تعجُّ باللُّغة الشّعريَّة. مُشكلة اللُّغة الشّعريَّة -رغم جماليتها- أنَّها تُعيق انسيابيَّة السَّرد، وتجعل الكاتب (والقارئ على حدٍ سواء) مُنشغلًا عن السَّرد بالتَّعابير الرُّومانطيقيَّة التي تُناسب الشّعر أكثر من النَّثر، ولهذا فإنَّ اللُّغة الشّعريَّة في السَّرديَّات يُعتبر من الثَّرثرة، ولكن وللأمانة فقط فإنَّ هنالك عددًا من النُّقاد يعتبرون اللُّغة الشَّعريَّة في النَّص السَّردي أمرًا مُستحسنًا وحميدًا، ويُطفي عليه جماليَّةً ضروريَّة، وثراءً يُحسب للنَّص، وكسرًا لتقليديَّة النَّصوص النَّثريَّة، وأنا لا أُوافقهم على ذلك البتَّة.
                  

11-02-2015, 05:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    ‫* اللُّغة الدّينيَّة‬: يجب الابتعاد عن اللُّغة الدّينيَّة في السَّرد فيما يتعلَّق بالسَّارد/الرَّاوي، ولكن إن تعلَّق الأمر بإحدى الشَّخصيَّات السَّرديَّة؛ فهو مما لا بأس به، ومثال اللُّغة الدّينيَّة، كأن نكتب: "همَّ بالنَّوم، لأنَّه كان مُنهكًا، ولكنَّه تذكَّر جاره المريض، ولأنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلَّم أوصى بالجار، وعيادة المريض، فكان لابُدَّ أن يذهب لعيادته." أو "عمد إلى الزٌّجاج المكسور في قارعة الطَّريق، وراح يمسحها بمكنسةٍ خشبيَّةٍ، عملًا بتعاليم ديننا الحنيف." والسَّبب في تحذيرنا من هذه اللُّغة في السَّرديَّة، أنَّها تجعلها مُؤجهَّةً إلى فئةٍ أو طائفةٍ مُحدَّدةٍ (المُسلمين في هذين المثالين)، والأدب فنٌ مُوجهٌ للبشريَّة والإنسانيَّة كُلّها، ويجب أن يكون خطابها ولُغتها كونيَّة، حتَّى إن كانت تتناول جماعةً مُحدَّدةً من النَّاس، كما أنَّ الأعمال السَّرديَّة ليست المكان المُناسب لعرض الأيديولوجية أو الانتصار لها أو حتَّى الدَّعوة الدّينيَّة؛ إلا أن يكون ذلك في إطارٍ سرديٍ مُبطَّن، يستنتجه القارئ بنفسه، وسوف نتطرَّق إلى ذلك لاحقًا، المُهم هُنا أنَّ النَّص السَّردي يجب أن يخلو من الألفاظ الدينيَّة، وأن يتعامل مع الرُّموز الدينيَّة بحيادٍ كاملٍ، طالما كان الكلام للسَّارد/الرَّاوي، ورُبمَّا أبرز مثالٍ لطُغيان اللُّغة الدّينيَّة في السَّرديَّة العربيَّة يتمثَّل في أعمال الكاتب المصري نجيب الكيلاني.
    ‫‏
                  

11-02-2015, 05:36 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    ‫‏* اللُّغة الوعظيَّة‬: يجب أن تخلو النُّصوص السَّرديَّة من الوعظ المُباشر، فليس من حق الكاتب أن يتبنَّى أفكارًا ويفرضها على القارئ، حتَّى وإن كان الغالب على الظَّن أنَّها من المُسلَّمات؛ بل يتوجَّب عليه عرض الأحداث بحيادٍ كاملٍ، ويترك فُرصة التَّقييم الأخلاقي للقارئ، فله الحق المُطلق في أن يستنتج ما يُريده مما يقرأه، وهنا أيضًا نتكلَّم عن السَّارد/الرَّاوي، وليس عن شخصيات السَّرديَّة، التي بإمكانها أن تُعبّر عن آرائها، وِفقًا لخلفيتها الأيديولوجيَّة أو الدّينيَّة أو الثَّقافيَّة كما رسمها الكاتب، ومثالٌ للُّغة الوعظيَّة أن نكتب: "كانتْ عائدةً من عملها ليلًا عندما انقضَّت عليها ذئابٌ بشريَّةٌ مُتجرَّدةٌ من الأخلاق والضَّمير، وأخذوا ينهشون لحمها بلا رحمة." قد نتفق جميعًا على بشاعة فعل الاغتصاب ولاأخلاقيَّته، ولكنَّنا هنا نتكلَّم من النَّاحيَّة الفنيَّة وليس الأخلاقيَّة. المثال أعلاه يُمثّل فكرة تدخُّل السَّارد بإلقاء أحكامٍ أخلاقيَّةٍ، من شأنها أن تُؤثّر على تفاعل القارئ، وتُوجههُ وتُلزمه بانطباعٍ يُريده الكاتب، وهو أمرٌ مرفوضٌ تمامًا في العملي الأدبي، ولكن لو جاء نفس الكلام على لسان الشَّخصيَّة السَّرديَّة (الضَّحيَّة)، فإنَّ الأمر سيكون مقبولًا من النَّاحيَّة الفنيَّة.
                  

11-03-2015, 02:42 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    أخانا في الكتابة هشام آدم: أحييك على قدرتك الفذة في تحريك ما هو راكد. وكنت أود المشاركة تفصيلا. إلا أنني لاكتشافي ضيق الوقت الكائن أصلا أتراجع بأسف عما عزمت. ولكن سيدي أقلقني عن حق تلك اللغة الوثوقية ذات المسوح الكهنوتي القطعي. ربما يعود قلقي هنا إلى أنني أحاول جهدي تنسيب وجهة نظري. وربما لأن يقيني غدا هو اللايقين أو اليقين هو ما هو متحرك ومتغير وصعب ضبطه في غالب محدد أو نهائي. وهنا يطالع المرء تصنيفك لما أسميته الأدب السوداني الحقيقي على فرض أن ثمة ما هو قائم كهوية واقعية يمكن الإشارة إليها بسوداني لو لا مخاتلة الآيديولوجيا السائدة . إلا أنني فهمت من ذلك إلى أنك تحيلنا إلى وجهة نظرك كمراقب للسرود المعنية وممارس لها ممن الداخل. تحياتي

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-03-2015, 08:40 AM)

                  

11-03-2015, 04:33 AM

حمزاوي
<aحمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: عبد الحميد البرنس)

    مسكاقمي
                  

11-03-2015, 05:01 AM

Elawad Ahmed
<aElawad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    محاضرة دسمة لك التحية
                  

11-03-2015, 04:16 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: Elawad Ahmed)

    مرحبًا عزيزي عبد الحميد البرنس
    تحيِّاتي وأشكركَ على المُشاركة والتَّعليق
    فيما يخص موضوع ما أشرتُ إليه باسم "الأدب السُّوداني الحقيقي" في بداية البوست، واستفساركَ عن "الوثوقيَّة" في استخدامي هذا المُسمَّى، أو التَّوصيف؛ أقول إنَّ وصف "الحقيقي" هنا لا يُعادل -بالنسبة إليَّ- وصف "أصيل" ولا علاقة له به إطلاقًا، وإنَّما يُعادل "الجيِّد" على اعتبار أنَّ الأدب الجيِّد هو الأدب الحقيقي، في مُقابل الأدب الرَّديء الذي قد يخرج من إطار الأدب عمومًا، من النَّاحية التَّمثيلي (representation side)
    لكّ الشُّكر والتَّحيَّة
                  

11-03-2015, 04:19 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    الأخ حمزاوي
    لكَ تحيِّاتي ومحبتي
                  

11-03-2015, 04:21 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    الأخ العوض أحمد
    لكَ التَّحيَّة والتَّقدير
                  

11-03-2015, 04:23 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    ‫* اللُّغة الإخباريَّة‬: وقد تُسمَّى أيضًا باللُّغة التَّقريريَّة، وقد وقعتُ في فخ اللُّغة الإخباريَّة في سرديَّتي (‫‏أرض الميّت‬) في أكثر من موطن في الجزء الأوَّل من السَّرديَّة، والكاتب على الدَّوام مُعرَّضٌ للوقوع في فخ اللُّغة الإخباريَّة؛ لاسيما أثناء إقحامه للأحداث السّياسيَّة والتَّاريخيَّة في النَّص السَّردي، وفيما يلي مثالٌ للُّغة الإخباريَّة في السَّرد: "قريتنا الصَّغيرة التي تقع جنوب العاصمة القوميَّة، تتكوَّن من ثلاث طبقات اجتماعيَّة رئيسيَّة: طبقة العُمَّال؛ وهم الذين يعملون في مصنع السُّكر أو مصنع النَّسيج، وطبقة الفلاحين؛ وأغلبهم يعمل في مشروع الجزيرة الحكومي الذي أنشأه الاستعمار البريطاني ليسد حاجة المصانع البريطانيَّة من خام القطن، وطبقة المُوظفين؛ وأغلبهم يشتغلون بالتَّدريس أو المُنشآت الحكوميَّة." مثل هذا الاقتباس يُعتبر لُغةً إخباريَّة، ليس لاحتوائه على معلوماتٍ "حقيقيَّة" مثلًا، ولكن للصّياغة، فنفس هذه المعلومات يُمكن صياغتها في قالبٍ سرديٍ أدبيٍ، ولهذا يجب أن نعرف ما هي اللُّغة الأدبيَّة، لأنَّ كثيرًا من الأفكار الجيّدة، عندما تُصاغ بطريقةٍ غير أدبيَّةٍ أو بلغةٍ غير أدبيَّةٍ تفقد رونقها، وتُصبح دخيلةً ومُشوِّهةً للنَّص الأدبي، ومثال اللُّغة الإخباريَّة يُمكن أن نجده في نص (أسفل قاع المدينة) للكاتب إيهاب عدلان: "ومنذ أن أعلن الرئيس السابق جعفر نميري قوانين الشريعة الإسلامية عام 1983م أصبح حتى شراب الخمر مُحرمًا بنص القانون، وعاقبته أربعين جلدة." والكثير من السَّرد السُّوداني يعج باللُّغة الإخباريَّة داخله.
                  

11-03-2015, 04:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    * ‏الكانكانات‬: (هذا نحتٌ خاصٌ بي) ويعني تكرار الفعل الماضي "كان" ومُشتقاتها في مسافاتٍ مُتقاربةٍ جدًا، وهو ما يُؤدي إلى إضعاف اللُّغة، ويُشير إلى فقر الصّياغة عند الكاتب، وكمثال على ذلك: "كان الوقت ليلًا، وكانت تقف أمام النَّافذة، وهي تنظر إلى والدها، بينما كان يحفر في الحديقة. لم يكن أمامها إلا أن تُراقبه في صمتٍ." في هذا المثال نجد أربعة "كانكانات" مُتكرّرة، وما يجعلنا نعتقد بخطورة الكانكانات في العمل السَّردي، هو أنَّ زمن السَّرد في مُعظمه، إن لم يكن كُلّه تقريبًا، في الماضي، ولهذا فإنَّ كثيرًا من الكُتَّاب لا ينتبهون إلى أنفسهم وهم يُكرّرون استخدام "كان" ومُشتقاتها، باعتبار أنَّه ليس ثمَّة صياغةٌ أُخرى تُؤدي فعل الكينونة الماضيَّة، ولكن دعونا نُحاول إخضاع المثال السَّابق إلى بعض التَّعديلات الصّياغيَّة: "ليلًا؛ كانت تقف أمام النَّافذة، وهي تُراقب والدها، وهو يحفر في الحديقة. لم تملك إلا أن تُراقبه في صمتٍ." ليس بالضَّرورة أن تكون هذه هي الصّياغة الوحيدة المُمكنة، ولكن هنالك إمكانيات كثيرةٌ جدًا، لإعادة الصّياغة مع تفادي الكانكانات المُتتالية، وإذا حاول أيُّ كاتبٍ حذف الكانكانات في نصَّة، فسوف يكتشف أنَّ الصّياغة لا تتأثر أبدًا في حال حذفها في بعض الأحيان، وأنَّه ليس بحاجةٍ إلى إعادة صياغة الجُملة.
                  

11-03-2015, 04:25 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    ‫* الإقلاب اللُّغوي‬: وأنا هنا أقصد الإقلاب بشقيَّه الصَّغير، والكبير. والإقلاب اللُّغوي الكبير هو ما يختص بالتَّحوُّل من الفُصحى -في لُغة السَّرد- إلى اللَّهجة المحكيَّة في الحوار داخل السَّرديَّة؛ أمَّا الإقلاب اللُّغوي الصَّغير فيكون في لُغة الحوار نفسها، كأن تكون لُغة بعض الحوارات بالفصحى، وبعضها الآخر باللَّهجة المحكيَّة، وهذه كثيرةٌ ومُنتشرة، وربما تكون سرديتي ‫#‏قونقليز‬ خير مثالٍ على ذلك. وعلى ذكر الحوارات داخل النُّصوص السَّرديَّة، فإنَّ بعض النُّقاد؛ وحتَّى الكُتَّاب، يميلون إلى أن تكون الحوارات الدَّاخليَّة بين الشَّخصيَّات باللَّهجة المحكيَّة، على اعتبار أنَّها تُعبَّر عن وتعكس ثقافتهم، على عكس الفصحى التي تبدو مُفارقةً لها، فليس من المعقول أنَّ عجوزًا قرويَّةً تتكلَّم بالفصحى، فتقول: "تبًا؛ لقد غادر ابني إلى الخرطوم!"، في حين يبدو أنَ الأنسب لواقع الحال أن تقول: "سجمي؛ ولدي ادَّلَّا الخرتوم!". وأنا شخصيًا ضدَّ هذا التَّيار الدَّاعي إلى استخدام اللَّهجة المحكيَّة في الحوار، وسوف أُبيِّن أسبابي في منشورٍ مُنفصل، ما يهمنا هنا هو أن نُؤكّد على ضرورة توحيد اللُّغة المُستخدمة في الحوار، فإن ارتضينا اللَّهجة المحكيَّة مُنذ البداية، فيجب أن نلتزم بها في بقيَّة الحوارات حتَّى نهاية السَّرديَّة، والأمر ذاته فيما يتعلَّق بالفصحى أيضًا.
                  

11-03-2015, 04:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    الحوار في السَّرد
    الحقيقة أنَّني لم أحسم بعد -بشكلٍ قاطعٍ- موقفي من قضيَّة لُغة الحوار في السَّرديَّة، غير أنَّني أقفُ -بشكلٍ مبدئيٍ- موقف الرَّافض أو المُستهجن لاستخدام اللَّهجات المحكيَّة في الحوار، لأسبابٍ وتبريراتٍ سأُحاول شرحها في هذا المنشور، ولكن علينا أوَّلًا أن نعود قليلًا إلى ماهيَّة السَّرديَّة ووظيفتها. قُلنا قبل هذا إنَّ "الوظيفة" الأساسيَّة للأدب هي "الإمتاع والإدهاش"، وقد تُدهشنا الأشياء المُبهمةُ، كما قد تُدهشنا الأشياء المفهومةُ أيضًا، فخصوصيَّة اللَّهجات المحكيَّةِ وانغلاقها لا علاقة لهما -من هذه النَّاحيَّة- بإحداث أيّ تغييرٍ في "وظيفة" السَّرديَّة، ولكن ماذا عن ماهيَّة السَّرديَّة؟ إنَّ أبسطَ توصيفٍ (وليس تعريفٍ) يُمكن توفيره عن السَّرديَّة: أنَّها واقعٌ مُوازٍ للواقع الحقيقي يتم صياغته بأسلوبٍ نثري أدبي. ويُعتبر الحوار أحد العناصر الفنيَّة الهامة جدًا في أي عمل سردي، فهي تُساعد كثيرًا على استنطاق الشَّخصيَّات السَّرديَّة، وتُعطيها المجال لتتخلَّص من قيود السَّارد/الرَّاوي وتُعبَّر عن نفسها مُباشرةً داخل النَّص، كما أنَّ الحوار يُساعد في تدعيم أساسات بناء الشَّخصيَّات والذي يقوم به السَّارد/الرَّاوي؛ بالإضافة إلى أنَّ الحوار يُعتبر أداةً جيّدةً من أدوات تسليط الضَّوء على ثقافة الشَّخصيَّات السَّرديَّة سواءً الثَّقافة الفرديَّة أو المُحيطيَّة (الاجتماعيَّة).
                  

11-03-2015, 04:37 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    حسنًا، يرى كثيرٌ من النُّقاد والكُتَّاب؛ بل وحتَّى القُرَّاء أيضًا أنّ صياغة الحوار باللهجة المحكيَّة يُوفّر نوعًا من التَّناسق بين الشَّخصيَّات وبين بيئتها، وهذا -بحسبهم- يُضفي على النَّص السَّردي كثيرًا من المصداقيَّة، والتي تُعتبر ركنًا أساسيًا من الأركان الفنيَّة للعمل الأدبي، وأنا لا أرى ذلك بالضَّرورة، وإلَّا لكانت صياغة السَّرديَّة نفسها باللَّهجة المحكيَّة أدعى وألزم لتحقيق أكبر قدرٍ من هذا التَّناسق وهذه المصداقيَّة. ولكن لماذا قد نرفض صياغة السَّرديَّة باللَّهجة المحكيَّة؟ قد يعترض الكثيرون على هذه الفكرة، ولكن دون أن يعرفوا سببًا موضوعيًا لذلك، والحقيقة أنَّ السَّبب في ذلك قد يكون هو أنَّ السَّارد/الرَّاوي ليس جزءًا من الثَّقافة التي ينقلها لنا في سرده، ولكن لماذا اختار السَّارد لُغةً وسيطةً لينقل إلينا أحداثًا سرديَّةً وقعت في ثقافةٍ مُحدَّدة؟ إنَّ الإجابة على هذا السُّؤال قد تُعطينا إضاءةً جيّدةً على مُجمل فكرة التَّيار الرَّافض لاستخدام اللَّهجة المحكيَّة في الحوار داخل السَّرديَّة، وأنا أحدهم.
                  

11-03-2015, 05:21 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    قُلنا إنَّ السَّارد يُضطر إلى استخدام لُغةٍ "وسيطةٍ" (وهي الفُصحى) في نقله لأحداث السَّرديَّات، وبيان أحوال شخصيَّاتها، رغم تعارض هذا الأمر مع قضيَّة التَّناسق والمصداقيَّة التي تقفز فجأةً للظهور، والإلزاميَّة أحيانًا عندما يتعلَّق الأمر بالحوار داخل السَّرديَّة، وهو أمرٌ أراه غريبًا، ولكن؛ هل نحن بحاجةٍ فعلًا إلى الانغماس في المحليَّة بحثًا عن المصداقيَّة؟ ألا يُمكن نقل هذه المحليَّة بنفس اللُّغة الوسيطة؟ الواقع أنَّه من المُمكن جدًا الالتزام بالمحليَّة حتَّى باستخدامنا للُغةٍ وسيطة، وهذا يظهر في السَّرد نفسه؛ إذ يُمكن عن طريق اللُّغة الوسيطة نقل عناصر الثَّقافة المحليَّة بكُلِ تفاصيلها دون أي إخلالٍ على الإطلاق، ولكن لماذا نُضطر إلى استخدام لُّغةٍ وسيطةٍ في نقل ثقافتنا وتراثنا وفلكلورنا المحلي؟ السَّببُ بسيطٌ جدًا، لأنَّ اللُّغة الوسيطة هي الماعون الذي يستطيع المُستقبل البعيد عن تفاصيلنا المحليَّة استيعابه وفهمه، وبدون هذه اللُّغة الوسيطة، فلن يتمكَّن من فهم أو استيعاب هذه الثَّقافة، وستكون بالنّسبة إليه مُلغزةً وغامضةً، تمامًا كأن ينقل إليكَ الصّيني ثقافته باللُّغة الصّينيَّة، فلو رحَّب بكَ شخصٌ صيني قائلًا: "歡迎到中國" فلن تتمكَّن من فهم أنَّه يُرحّب بكَ، ناهيكَ عن أن ينقل إليكَ تُراثه وفلكلوره.
                  

11-03-2015, 05:22 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    إنَّ الإصرار على نقل المحليَّة باستخدام اللُّهجة المحكيَّة، هي مُحاولةٌ فاشلةٌ -في رأيي- ولا تُؤدي ثمارها المرجوَّة؛ بل تعمل على حبس الأدب في إطاره المحلي، بحيث لن يتمكَّن أحدٌ من فهم هذه اللُّغة المحليَّة؛ فلابُد من لُّغةٍ وسيطةٍ إن كُنَّا فعلًا نسعى إلى "نقل" محليتنا إلى "الآخر"، فأن تتحدَّث عن تراثكَ شيءٌ، وأن تنقلهُ للآخر شيءٌ آخر، فلو أنَّ كاتبًا مغربيًا (على سبيل المثال) أراد الامتثال بميزة المصداقيَّة المُدعاةِ هذه، ونقل إلينا في إحدى حوارات سرديَّته هذه الجُملة: "كاين التبروري و السميقلي اليوم و ضاربني البرد واخا هكاك خاصني نمشي نتسخر و نجيب ما يحنجرو الدراري" ... فهو في الحقيقة نقل إلينا فعلًا -وبأمانةٍ شديدةٍ- ثقافته المحليَّة، ولكن سوف تظل هذه الجُملة مُستعصيَّةً على الفهم إلا لمن لديه درايةٌ باللَّهجة المغربيَّة، ويكون بذلك قد ساهم في "إغراق" محليَّته، وحبسها ضمن إطارٍ فئويٍ مُحدَّدٍ جدًا. وفيما يتبع من المنشور سوف أتكلَّم عن جانبٍ آخرٍ من تعقيدات استخدام اللَّهجة المحكيَّة في السَّرديَّات، فتابعونا.
                  

11-04-2015, 06:03 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    بالإضافة إلى ما سبق، فإنَّني أرى أنَّ مُهمَّة التَّوفيق بين الشَّخصيَّة السَّرديَّة وخلفيتها الثَّقافيَّة هي مُهمَّة كاتب السّيناريو، وليست مُهمَّة كاتب السَّرديَّة، فالسيناريست هو من يتوجَّب عليه الاجتهاد في الموائمة بين هذين العُنصرين، ويحرص على الانسجام بينهما، لأنَّ التَّناسق بين الشَّخصيَّة وثقافتها؛ لاسيما من ناحية اللُّغة هو مطلب درامي مُلزِم، وليس كالسَّرد يُمكن الاختلاف حول استحسانه واستهجانه؛ بل حتَّى أنَّ الكاتب المسرحي غير مُلزَمٍ بصياغة حواراته المسرحيَّة باللَّهجة المحليَّة، لأنَّ هذا وظيفة السّيناريست، كما أسلفنا. يتبقَّى لنا أن نعرف أنَّ مسألة النَّقل الأمين في السَّرديَّة، هي إشكاليَّة حقيقيَّة، فالسَّارد/الرَّاوي باعتباره شخصًا واكبَ الأحداث وعاصرها، إنما هو ينقل إلينا ما جرى كما فهمه، وليس ما جرى كما جرى؛ فعلى سبيل المثال: لو أنَّ كاتبًا سرد لنا في إحدى سردياته عن لقاء إحدى شخصيَّات السَّرديَّة بشخصيَّةٍ غير عربيَّةٍ أصلًا، فكيف سوف ينقل إلينا الحوار الذي دار بينهما؟ هل سينقل لنا الحوار كما من المُفترض أنَّه كان فعلًا، أم كما فهمهُ هو؟ إن كان السَّارد سينقل إلينا ما جرى كما جرى، فهذا يعني أنَّ كثيرًا من السرديَّات سوف تتخلَّلها حواراتٌ غير عربيَّة؛ لاسيما في السَّرديَّات التي تتناول واقعًا غير عربيٍ على الإطلاق، كما في (موسم الهجرة إلى الشمال)
                  

11-04-2015, 06:04 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    وأرجو أن تُلاحظوا معي إلى هذا المثال المأخوذ من سرديَّة (موسم الهجرة إلى الشمال): "ثم، فجأةَ، سمعتُه يتلو شعرًا إنكليزيًا، بصوتٍ واضحٍ ونُطقٍ سليمٍ." ... إذا كان السَّارد سوف يسرد علينا ما جرى كما جرى، فإنَّه (وفقًا لهذا التَّوصيف) سوف يسرد لنا ما قاله مصطفى سعيد فعليًا (أي قصيدةً باللغة الإنكليزيَّة)، ولكنَّه عِوضًا عن ذلك سرد نصًا مُترجمًا للقصيدة الإنكليزيَّة التي قرأها مصطفى سعيد، واكتفى بالإشارة إلى أنَّه ألقى القصيدة بنطقٍ سليمٍ، تاركًا للقارئ تخيُّل مصطفى سعيد وهو يقرأ القصيدة الإنكليزيَّة بلُغة إنكليزيَّة سليمة، وهنالك أمثلةٌ كثيرةٌ جدًا من السَّرديَّات العربيَّة ما يدل على أنَّ السَّارد ليس مُلزَمًا بنقل ما جرى كما جرى تمامًا، دون أن يُؤثر ذلك على "مصداقيَّة" النَّقل، لماذا؟ لأنَّه ليس مطلوبًا من السَّارد النَّقل "الأمين"، ولهذا فإنَّ جُملةَ كالتي نجدها في سرديتي ‫قونقليز‬ على لسان "أكيج" بائعة الخمر: "وهمست بصوتها الحاد، ولكنتها العربية الرَّكيكة: "زوجي ذلك الجالس أمامك؛ فلا تتهَّور كما هي عادتك." ... نُلاحظ أنَّ الكلام المنقول على لسان أكيج بالفُصحى، ولكن تلميح السَّارد يُعطينا تصوَّرًا عامًا عن مدى التَّشويه الذي تمَّ لهذه الجُملة، لأنَّ المنقول هنا هو "المعنى" المفهوم من كلامها، وليس الكلام "الذي جرى" فعلًا.
                  

11-04-2015, 06:05 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    أمرٌ آخرٌ أريد أن أختم به موضوع الحوار في السَّرد، وهو أنَّه إذا كان السَّبب في الإصرار على استخدام اللَّهجة المحكيَّة في الحوار داخل السَّرديَّة، بدافع النَّقل "الأمين" لمقولات الشَّخصيَّات، فعلينا أن نتذكَّر أن بعض الأصوات في بعض اللَّهجات المحكيَّة غير موجودة كأحرفٍ في الأبجديَّة العربيَّة، مثل الجيم المُعطَّشة كما في اللَّهجة السُّوريَّة واللبنانيَّة، وما يُمكن تسميتها بالقاف المطفيَّة، كما في كلمة "قَطَر" بمعنى "قِطار" في اللَّهجة السُّودانيَّة، فهي تُنطق (قاء) وليست (قاف)، وكذلك كلمة "قلم" التي يختلف معناها بين بعض اللَّهجات العربيَّة؛ إضافةً إلى الإقلابات غير المعهودة لبعض الحروف العربيَّة في بعض اللَّهجات المحكيَّة، والتي قد لا تكون مألوفةً أو معروفةً لدى الكثيرين، كقلب حرف الكاف إلى جيم في لهجات بعض أهل الخليج، فينطقون: "سمج" للدلالة على كلمة "سمك"، وكذلك قلب حرف الغين إلى قاف في اللَّهجة السُّودانيَّة، فينطقون: "قريبة" للدلالة على كلمة "غريبة"، وكُلُّ ذلك -في الحقيقة- لا يصب في مصلحة الفهم الصَّحيح لطبيعة أو حقيقة الحوارات داخل النَّص السَّردي، ويجعل النَّص السَّردي نصًا مُلغزًا وطلاسم للآخر غير المُلم بتفاصيل وفنيَّات اللَّهجة المحكيَّة لكُلِ دولةٍ، هذا إضافةً إلى ظاهرة تعدُّد اللَّهجات داخل الدَّولة الواحدة، وما يزيد الأمر تعقيدًا أكثر فأكثر. من أجل هذا فإنَّني أرى أنَّ توحيد لُغة الحوار مع لُغة السَّرد أنسب بكثير، ولا يُخل بالفكرة الأساسيَّة المُراد إيصالها من نقل التُّراث والثَّقافة المحليَّة عبر استخدام اللُّغة الوسيطة، وكذلك لا يُشوّه -في رأيي- الشَّكل البنائي للشَّخصيَّات السَّرديَّة.
                  

11-04-2015, 06:14 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    تشكر هشام
    وكتر خيرك
    البناء المنطقي للشخصيات والتعبير عنها
    مرات بكون بقرا في قصة وتتحدث عن شخص ضعيف القدرات وينطقه القاص بدرر الحكمة والمعرفة
                  

11-04-2015, 04:29 PM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    موضوع ثر جداً
    لكن أتمنى أن أعلق بالنقد وبالإضافة.
    لاحظت أن المحظورات السردية جاءت كلها في المجال الوصفي لشكل النص ومدلولاته المباشرة ولحد ما في نوع السرد (وعظ، إخبار إلخ)، لكن لم ألحظ اشتمال المحظورات على مجالين آخرين مهمين في رأيي:
    • السرد الموغل في المحلية: ليس باعتباراتها اللغوية الظاهرة (surface morphology, style, etc) مثل العامية أو الفصحى بل تناول السرد لأعراض حياتية تبدو مألوفة محلياً لاعتبارات ربما دينية أو اجتماعية ومحاولة طرحها على المتلقي دون مراعاة اختلاف الخلفية الثقافية في الحالتين، هذه أمثل لها بحالة كتابات العضو بريمة ومحاولاته الجادة لترجمة وقائع إقليمية باللغة الإنجليزية.
    • السرد المكافيء للدلالة: (semantic e-quivalence) هذه عواملها الجغرافية والثقافية أيضاً وغالباً تمر دون أن يلحظها السارد كأن يصف الطقس بأنه (كان الجو جميلاً) بمفهوم المناطق المدارية أو الصحراوية وهذا قطعاً يعني الغيوم وانخفاض درجة الحرارة، بينما ذات الوصف (الجو جميل) له دلالة مغايرة في البلدان الباردة وهي تشير إلى الأيام المشمسة والدفء.

    ______
    بجي راجع
                  

11-04-2015, 05:56 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: حاتم إبراهيم)

    الأخ هشام
    جزاك الله خيــر

    طيب..
    لا أدرى لماذا تريد، لو اخذنا تقسيمك لشخصيـة الكاتب الى كاتب وسارد، فماذا تريد الغاء شخصيـة الكاتب وجعله ورقـة سلوفان شفافـة؟
    وبالضافـة للشخصيـة الساردة والكاتب فهناك الشخصيـة المستهلكة (القارئ) التى تريد ان تعرف عن الشخصيتين.. وقد أغفلت ذكرها.
    والقارئ إما أن يكون محلى، او (دولى) ومحلى أقصـد بها اشتراكه مع الكاتب فى ثقافته.. فالقارئ المحلى لو قرأ عبارة "سيدنا محمد" سيقول
    فى سره او جهره "صلى الله عليه وسلم" ثم يواصل القراءة.. والدولى حين يقرأ ذات العبارة سيعرف الكاتب أكثر، وربما ساعده ذلك على فهم السارد
    أيضاً..
    لذلك أعتقد دعوتك لإخراج الكاتب نفسـه كليةً من بين نفسه والسارد تمثل وقوعاً فى المحظور الذى تحذرنا منه، وتحديد المساحـة المتاحة لحركة وحرية
    فكر القارئ لرواية لتدور حول السارد فقط.
                  

11-04-2015, 07:40 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: Abureesh)

    الأخ عبد الحفيظ أبو سن
    تحيِّاتي لك
    Quote: البناء المنطقي للشخصيات والتعبير عنها مرات بكون بقرا في قصة وتتحدث عن شخص ضعيف القدرات وينطقه القاص بدرر الحكمة والمعرفة
    هذا قد يدخل ضمن إطار "تماهي الكاتب مع السَّارد" الذي تحدثتُ عنه في إحدى الفقرات: "ومن محظورات السَّرد، أن يتماهى السَّارد مع الكاتب؛ بحيث تطغى شخصيَّة الكاتب على شخصيَّة السَّارد داخل النَّص، فيستغل السَّارد/الرَّاوي في بث أفكاره وآرائه الخاصة أيًا كانت." هذا الخلط قد يحدث عندما ينسى الكاتب نفسه، فيتماهى تمامًا مع السَّارد، لأنَّ هذا التَّماهي يُتيح فرصةً أكبر للكاتب أن يبث أفكاره الخاصة، ولو حدث ذلك، فلن يعود العمل عملًا سرديًا أدبيًا؛ بل ستكون مساحة للتَّداعي الحُر. إنَّ فكرة بناء الشَّخصيَّة هو دورٌ مُناطٌ تمامًا بالكاتب وليس السَّارد، وعلى السَّارد أن يتحرَّك ويُحرِّك الشَّخصيَّة وفقًا للإطار الذي حدَّده الكاتب لهذه الشَّخصيَّة، وما أشرتَ إليه -عزيزي أبو سن- هي واحدة من المُشكلات التي يقع فيها كثيرٌ من الكُتَّاب فعلًا، ولذلك لأنَّ الكاتب -في هذه الحالة- يكون مُنشغلًا باستعراض ثقافته، وهذا يبرز بشكلٍ واضح بأن تكون كُلُّ شخصيَّات السَّرديَّة على مستوىً واحدٍ تقريبًا من الثَّقافة، وهذا في اعتقادي يعود إلى عدم وعينا الكافي بوظيفة السَّرديَّة، واعتبارها مساحةً لإفراغ ثقافتنا والاستعراض بها. وعلى القارئ أيضًا أن يعي تمامًا الفارق الكبير بين الكاتب والسَّارد والشخصيَّة السَّرديَّة، لأنَّ بعض القُراء -أيضًا- يقع في هذا الخلط (كما في مثال الرجل الفيتروفي).
    تحيِّاتي لك
                  

11-04-2015, 07:41 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    الأخ حاتم إبراهيم
    تحيِّاتي لكَ

    أشكركَ على قراءة الموضوع وعلى إثرائه بآرائكَ القيِّمة، واسمح لي أن أُعقِّب على النِّقاط الواردة في مُداخلكِ:

    لقد تناولتُ جانب الإصرار على المحليَّة من الجانب الحواري، وليس من الجانب السَّردي، وقلتُ: "أن تتحدَّث عن تراثكَ شيءٌ، وأن تنقلهُ للآخر شيءٌ آخر." وهذا لأنَّ الفن السَّردي قد يصلح -فعلًا- كماعونٍ لنقل الثَّقافة والتُّراث والفلكلور المحلي، على اعتبار أنَّ الفنون كُلُّها تعمل على إحداث تسوياتٍ بين الثقافات المُختلفة والمُتابينة عبر نقل هذه الثقافات وجعلها مُتاحة في قالبٍ فني وليس في قالبٍ استعراضيٍ كما تفضَّلتَ في مُداخلتك. نعم! أُحب أن تكون لُغة الكاتب وفكرته كونيَّة، ولكن لا أرى أيَّ تعارضٍ أبدًا بين المحليَّة والكونيَّة، على اعتبار أنَّ أيَّ بُقعةٍ من هذا العالم هي جزء أصيلٌ منه، ولكن يجب الانتباه هنا إلى "الكيفيَّة" التي يتم بها نقل هذه الثَّقافة المحليَّة، ليس فقط من ناحية اللُّغة، ولكن أيضًا من ناحية الالتزام بمُحددات السَّرد، والصِّياغة "الأدبيَّة"، فكثيرٌ من الآداب العالميَّة هي -في حقيقتها- نقلٌ للثقافة التي ينتمي إليها المُؤلفون، ولكن صياغة هذه الثَّقافة وفردها في "قالب أدبي" جعلنا نحن -كقُراء أجانب- نتقبل هذه الثَّقافة كجزءٍ من السَّرديَّة ذاتها، وليس كواقعٍ "معلوماتي" يفرضه علينا الكاتب.
    أمَّا عمَّا أسميته بالسَّرد المُكافئ للدِّلالة، فهذه تكتسب أهميتها الحقيقيَّة عند مُحاولة التَّرجمة وليس عند الكتابة السَّرديَّة نفسها، فكُلٌّ كاتبٍ مُلتزمٌ تمامًا بحدوده الجُغرافيَّة، وكذلك بحدود شخصيَّاته السَّرديَّة الثَّقافيَّة، فإذا كان هنالك كاتبٌ عربي، يتكلَّم في سرديَّةٍ ما عن شخصٍ اسكندنافي في السُّودان، فكيف سيتفاعل هذا الشَّخص -داخل السَّرديَّة- مع الطَّقس في الخرطوم؟ مُراعاة هذه الفروقات الجغرو-ثقافيَّة تكتسب أهميتها البالغة في "التَّرجمة"، كما أشار البروفيسو عبد الله الطَّيب عندما كان يتحدَّث عن سونيتة شكسبير الثَّامنة عشر:
    Shall I compare thee to a summer’s day؟
    عندما تكلَّم عن أهميَّة فصل الصَّيف بالنسبة إلى الشَّخص الإنجليزي، والتي تعادل لديه فصل الربيع في المناطق المداريَّة (كالشَّرق الأوسط)، فعند التَّرجمة تُوضع هذه الفروقات في عين الاعتبار، ولكن الكاتب ليس مُضطرًا إلى ذلك، فهو يُعبِّر عن شخصيَّات سرديَّته باعتبار خلفياتهم الجُغرافيَّة والثَّقافيَّة، ولا يكتب للقارئ الافتراضي.

    مودتي لك، وفائق الشُّكر
                  

11-04-2015, 07:42 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    الأخ أبو الرِّيش
    تحيِّاتي لك

    لقد أوضحتُ وجهة نظري فيما يخص "اللٌّغة الدِّينيَّة" في النَّص السَّردي، وأعتقد أنَّني كنتُ أكثر وضوحًا عندما حاولتُ التَّنبيه على المعيار الذي أستند عليه في ذلك، عندما قلتُ حرفيًا: "مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ كلامنا هنا مُعتمدٌ على النَّاحيَّة الفنيَّة للسَّرد." أمَّا بالنسبة لموضوع (الكاتب والسَّارد)، فالأمر هنا باختصارٍ شديد مُتعلِّقٌ بالـ"تفريق" بينهما، وليس إلغاء الكاتب كما فهمتَ من كلامي. وسواء أكان القارئ "محليًا" أو "دوليًا" (على حد تعبيركَ)، فالأمر مُرتبطٌ بفكرةٍ واحدةٍ فقط، وهي: "لماذا نقرأ؟" كما أنَّ الكتابة -أيضًا- مُرتبطةٌ بفهمنا ووعينا لمعنى الكتابة.

    مودتي لك
                  

11-04-2015, 08:08 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    """لماذا نقرأ؟"""

    الإجابة على السؤال هي لأننا نبحث عن الحقيقة يا اخ هشام. وهى ذات الإجابة على الأسئلة، لماذا نكتب ولماذا نغنى ولماذا نسافر ولماذا نأكل... وكل ما نأتى وما ندع هو بمثابة البحث عن الحقيقة.
    ولهذا السبب فلا أرى سببا لتقييـد اى عمل بأى قيد كان.. و أعتقد ان أساس الحداثة هو التحرر من القيود.. وليس توجيه الإبداع.. وبمجرد انك تتحدث عن عبارات دينية فأنت قد حددت العبارات
    في إطار عقائدي معين، رغم ان العبارة الدينية يمكن أن تكون موضوعا للتفكيك والتشريح خارج إطار المفهوم السائد الذى تريد ان تغلقنا فيه..
                  

11-04-2015, 09:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: Abureesh)

    الأخ أبو الريش
    تحيِّاتي
    Quote: و أعتقد ان أساس الحداثة هو التحرر من القيود.. وليس توجيه الإبداع
    لا يُدهشني كلامكَ هذا، ولكن يُدهشني أنَّه جاء مُوافقًا تمامًا لأوَّل شيءٍ قلتُه في مُقدمة هذا "البوست"
    Quote: إنَّ فهم كثيرٍ من النَّاس لمابعد الحداثة واستحقاقاتها، في كُلِ مناحي الحياة: العلوم، الأدب، الفنون، التَّشكيل ... إلخ ، يُشبه إلى حدٍ كبيرٍ جدًا فَهَم كثيرٍ من العرب للحُريَّة واستحقاقاتها
    نحن لم نصل بعد إلى مرحلة الحداثة أصلًا، لنتكلَّم عن ضروراتها، ونُنظِّر لها، ولا أعرف ما سيكون موقفكَ (كشخص ينظر إلى الحداثة باعتبارها تحرُّرًا من القيود) من الدين نفسه باعتباره نظامًا مُقيِّدًا بتعاليم وتشريعاتٍ مُحدَّدة!

    Quote: رغم ان العبارة الدينية يمكن أن تكون موضوعا للتفكيك والتشريح خارج إطار المفهوم السائد الذى تريد ان تغلقنا فيه
    للمرَّة الثَّانيَّة: أنا أتكلَّم عن "اللُّغة الدِّينيَّة" في السَّرد من النَّاحيَّة "الفنيَّة"، وسواءٌ أكان الغرض من هذه اللُّغة الدِّينيَّة هو التَّفكيك أو غيره، فيجب أن تكون المُعالجة داخل السَّرد نفسه، عبر شخصيَّات السَّرد، وليس فيما يتعلَّق بالكاتب لأنَّ الكاتب ليس مسموحًا له بوضع أفكاره (خارجًا عن إطار الشَّخصيَّات وداخلًا في إطار السَّرد نفسه) وكذلك السَّارد أيضًا، وهذا ما قلتُه حرفيًا: "يجب الابتعاد عن اللُّغة الدّينيَّة في السَّرد فيما يتعلَّق بالسَّارد/الرَّاوي، ولكن إن تعلَّق الأمر بإحدى الشَّخصيَّات السَّرديَّة؛ فهو مما لا بأس به."

    مودتي

    (عدل بواسطة هشام آدم on 11-05-2015, 01:36 PM)

                  

11-05-2015, 10:09 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    سلام يا أستاذ هشام نحييك على هذا البوست الرائع والمهم لدرجة أني أعتقد كأني معني به شخصيا ..

    وممكن أن أضيف ( كقارئ فقط ) وليس بأي صفة أخرى ..
    أن الكاتب لا يجب أن يسرف في أدوات وعناصر التشويق أو لا يوظفها في مكانها الصحيح .لأن هذا يرهق أعصاب القارئ ويجعله يمل المواصلة ..
    الكاتب أو الرواي عندما يشد قارئ معين لمواصلة قراء قصة من مائتين صفحة أو أكثر بنفس واحد هذه موهبة لوحدها قائمة بذاتها .. وتعني أنه يتحكم تماما في أدوات الجذب والتشويق التي تجعل القارئ لا ينصرف لموضوع آخر .
    والعكس كذلك يحدث .
    ومن تجربة عملية أحكي موقف ..
    هواية تعلمتها من أخ أكبر وهو المرور على المكتبات المتخصصة في الكتب المستعملة متى ما وجدت فراغا .. لها عدة مكاسب . .أولا رخص ثمنها وثانيا بعض مرات العثور على كتب نادرة لا توجد في المكتبات الجديدة.. وثالثا هادئة وغير مزدحمة مثل مكتبات الكتب الجديدة تساعد على تقليب الكتب وتصفحها.. صادفني يوم رواية في حزمة مربوطة بمعنى أكثر من عشرة نسخ منها جديدة وسعر النسخة ثلاثة ريالات فقط أي ثمن علبتي بسيبسي .. وحجمها كبير طول بعرض .. يمكن حجم ِA4 في حوالي ثلاثمائة صفحة .. كل شئ مغري حتى فكرت اشتري العشرة نسخ وأوزعها هدايا للأصحاب .. لكن ترددت ( قلبي أكلني ) أكتفيت بنسخة واحدة على سبيل التجربة . ولا زالت تقبع في دولابي منذ ثلاث سنوات لم استطع أن أتجاوز الصفحة العاشرة .. والسبب أن الكتاب يتحدث عن رحلة حول العالم ( قطع شك عنوان جاذب وما أجمل أدب الرحلات ) لكن في متنه كله يدور حول أحداث شخصية له أول رحلة من مصر لليبيا والباقي كله مواقف شخصية من تعطل سيارة .. لنوع قفل عليه باب الاسانسير واستعانوا بالدفاع المدني وتزحلق على السلم كسرت رجله الممرضات عاملوه برقة .و هذه الأحداث يحكيها بكل عناصر الدراما والتشويق من نوع فجأة . عم الصمت .. وصدر صوت ضخم .. وهكذا ..
                  

11-05-2015, 01:25 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: درديري كباشي)

    مرحبًا عزيزي درديري كبَّاشي

    الأُسلوبيَّة تلعب دورًا كبيرًا في جذب القارئ أو تنفيره من القراءة، والأسلوبيَّة ليست مُتعلِّقة فقط باللُّغة (=قاموس مُفردات الكاتب، وخلو النَّص من الأخطاء الإملائية والنَّحويَّة) ولكن حتَّى في قُدرته على الصِّياغة الأدبيَّة، واسمح لي أن أفرد لكَ هنا ما كتبتُه على صفحتي في الفيسبوك حول موضوع "الأسلوبيَّة في السَّرد":

    مثال A : "دخل الرَّجل، وكان مُتعبًا؛ فتمدَّد على العنقريب، والعنقريب هو سريرٌ يُصنع من الخشب، ويُنسج من حبال النَّخيل."
    مثال B : "دخل الرَّجل، وبدا مُتعبًا؛ فتمدَّد على العنقريب الذي من خشب الماهوجني، وحبال النَّخيل."

    لو حاولنا المُقارنة بين المثال A والمثال B سنجد أنَّ كلا المثالين يتناولان شرحًا لماهية "العنقريب"، ولكن الفارق بين المثالين أنَّ المثال B يضع الشَّرح خلال السَّرديَّة نفسها، بينما في المثال A جاء الشَّرح على لسان الرَّاوي داخل النَّص؛ فهذان أسلوبان مُختلفان في السَّرد، ولكن أيُّهما أفضل، ولماذا؟ تُعتبر الأسلوبيَّة أحد العناصر البنائيَّة للسَّرديَّة؛ بالإضافة إلى اللغة، والخيال، والتَّخيل، والحبكة، والفكرة. الأسلوبيَّة مُتعلّقة تمامًا بمُعالجة الفكرة أو الأفكار المبثوثة في النَّص، وكذلك فهي تدخل أيضًا في كيفيَّة صياغة البناء السَّردي ككل، بحيث يُعطي البناء السَّردي تماسكه أو تهافته، والأسلوبيَّة هي كجودة العناصر المُستخدمة في البناء، وكما هو مُبيَّن في المثال B فإنَّ "اللغة" قد تلعب دورًا مُساعدًا في تقويم الأسلوبيَّة، فعبارة: "بدا مُتعبًا" أدبيَّة أكثر من عبارة: "كان مُتعبًا"، وكما قُلنا فإنَّ الأسلوبيَّة هي كنوعيَّة وجودة العناصر المُستخدمة في البناء، فإذا استخدم "المُقاول" مواد زهيدة الثَّمن قليلة الجودة، فإنَّ البناء كُلَّه سيكون مُعرَّضًا للانهيار، وبصرف النَّظر -هنا- عمَّا إذا كان البناء منزلًا لأحد اللُّصوص، أو مستشفىً للأطفال، فإنَّ فكرة المبنى لا تتدخَّل في تماسك المبنى من عدمه. إنَّ إقحام صوت الرَّاوي في "شرح" بعض ألفاظ أو مُفردات "السَّرد" يُضعف كثيرًا من الأسلوبيَّة وتُصيبه بخللٍ كبيرٍ جدًا، لأنَّها تُحوّله من سرديَّة إلى "تقرير إخباري" وهي واحدةٌ من أهم وأكثر عيوب السَّرد العربي بشكلٍ عام، والسُّوداني بشكلٍ خاص.

    لكَ تحيِّاتي
                  

11-05-2015, 01:26 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    استفسار مُهم للعارفين والمُهتمين

    في عالم الطباعة والنَّشر، ما هو المقصود تحديدًا بعبارة (typesetting specification ) ؟
                  

11-05-2015, 01:32 PM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    هشام ..

    تحياتي .. واشواقي ..


    ومتابعاتي .
                  

11-05-2015, 01:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: مني عمسيب)

    صديقتي العزيزة منى بت عمسيب
    تحيِّاتي لكِ وسعيد بوجودكِ هنا في هذا "البوست"

    شكرًا لكِ عزيزتي
                  

11-05-2015, 01:41 PM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    Quote: والأسلوبيَّة ليست مُتعلِّقة فقط باللُّغة (=قاموس مُفردات الكاتب، وخلو النَّص من الأخطاء الإملائية والنَّحويَّة)
    +++
    فعبارة: "بدا مُتعبًا" أدبيَّة أكثر من عبارة: "كان مُتعبًا"
    +++
    ما هو المقصود تحديدًا بعبارة (typesetting specification ) ؟
    مرحبا مرة تانية!

    بل لا تتعلق بالمرة بأية نواحي إملائية أو نحوية.
    +++
    كيف؟
    +++
    الخطوط والأسطر والفقرات، داخل الصفحة الواحدة أو المنتشرة في الصفحة التالية.
                  

11-05-2015, 01:59 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: حاتم إبراهيم)

    Quote: ما هو المقصود تحديدًا بعبارة (typesetting specification ) ؟

    Quote: الخطوط والأسطر والفقرات، داخل الصفحة الواحدة أو المنتشرة في الصفحة التالية.

    عندما يطلب مني النَّاشر أن أُزوِّده بالtypesetting specification فما الذي يتوجَّبُ عليَّ فعله بالتَّحديد؟!
                  

11-05-2015, 02:23 PM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    Quote: عندما يطلب مني النَّاشر أن أُزوِّده بالtypesetting specification فما الذي يتوجَّبُ عليَّ فعله بالتَّحديد؟!
    التالي


    - colophon style (title, color and design)
    - font type
    - font size
    - line spacing
    - drop caps
    - margins
    - front matter style [TOC, preface, aknowledgment] ---> (numbering whether 1,2,3/ A,B,C/i, ii, iii) and font type/size
    - back matters style (appendixes, indexes) ---> numbering/font type/size
    - back cover design (images, colors, biography style)
    ====
    - design and style of tables, figures, drawings if any.

    لا تتعجل في تجهيز المطلوبات أعلاه، إذا العمل مطبوع فتأثيرها على القاريء جد عظيم، يمكنك استشارة الفنيين في المطابع
    أو عمل جولة في مكتبة ومعاينة المطبوعات المشابهة، فإذا أعجبك يمكنك عمل صورة من الصفحات الناسبة وإرسالها للناشر، وأطلب عينة للتصميم وسيمدك بملف بي دي إف كنوع من التأكيد على طلبك، أطبعها وأطلع عليها مع فنجان قهوة قبل الموافقة النهائية.
                  

11-05-2015, 02:38 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: حاتم إبراهيم)

    شكرًا عزيزي حاتم إبراهيم

    هذه معلومات مُفيدةٌ جدًا بالنِّسبة إليَّ
                  

11-05-2015, 04:30 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    Quote: كيف؟
    "كيف" هذه عزيزي حاتم إبراهيم تعتمدُ على عواملَ كثيرةٍ جدًا، منها: مدى إلمام الكاتب باللُّغة ودلالات الألفاظ، وحصيلته المعرفيَّة من القراءة، فكُلَّما قرأ الكاتب أكثر، كُلَّما تعرَّف على أنماطٍ مُختلفةٍ من الأساليب السَّرديَّة، وتقنيات الكتابة السَّرديَّة، لأنَّ الكتابة الأدبيَّة تختلفٌ -في رأيي- كثيرًا عن الكتابة النَّثريَّة الاعتياديَّة، رغم أنَّ الكتابة السَّرديَّة هي فنٌ من فنون النَّثر في المقام الأوَّل، ولكن دون أن ننسى أنَّ هنالك أجناسًا كثيرةً تستخدم أسلوب النَّثر: كالخِطابة والمقال وأدب السِّيرة والتَّراجم وأدب الأطفال وغيرها من الأجناس الأخرى. ولكن إذا أخذنا عبارة: "كان مُتعبًا" فهي تختلف عن "بدا مُتعبًا"، ليس فقط من النَّاحيَّة الصِّياغيَّة فحسب؛ بل حتَّى من النَّاحية الدِّلاليَّة، فعندما أقول: "كان مُتعبًا" فهنا أنا أُركِّز على الصِّفة أو الحال التي كان عليها الشَّخص في لحظةٍ مُحدَّدةٍ من الزَّمن الماضي، ولكن عندما أقول: "بدا مُتعبًا" فأنا هنا أُركِّز أكثر على الشَّخص نفسه وحالته أو صفته في لحظةٍ مُحدَّدةٍ من الزَّمن الماضي، هذا إضافةً إلى أنَّ "كان مُتعبًا" قد لا تكون إشارةً دقيقةً للحال، فقد يكون الشَّخص مُتعبًا، ولكن التَّعب غير بادٍ عليه، ولكن أنا فقط أعلم أنَّه مُتعبٌ لافتراضٍ مبنيٍ على معرفةٍ "عميقةٍ" بأحوال الشَّخص، بينما جُملة: "بدا مُتعبًا" فهي تدل على أنَّ تعبه ذلك كان ظاهرًا وجليًا للعيان، وهو ما يُؤدي الغرض من فكرة التَّلميح لحالته الجسديَّة داخل السَّرد. واقرأ معي هذا المثال: "تمدَّد على السَّرير، وكان نعسانًا، فحاول أن ينام قليلًا، ولكنَّه لم يستطع." ماذا إذا قُمنا بالتَّلاعب في صياغة هذه الجُملة على النَّحو التَّالي: "استلقى على الفِراش مُحاولًا النَّوم، ولكنه لم يستطع." هنالك دائمًا إمكانيَّةٌ للحصول على صياغة أدبيَّة أفضل، وهذا لا يتأتى للكاتب إلا بمزيدٍ من القراءة، ولهذا فإنَّ القراءة هي أحد أهم مُقوِّمات الكتابة الجيِّدة؛ هذا إن لم تكن الوحيدة.
    تحيِّاتي لك
                  

11-07-2015, 04:58 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)


    الأخ هشام أدم ..
    سلام .. رجاءً وجهة نظرك فى السردية التالية علي ضوء ما تفضلت به .. من مقدمة كتاب Baggara of Sudan: Amazing Tea Traditions
    Quote: 1 PROLOGUE

    Baggara tea culture is more than extraordinary or exotic culture. Nowhere in the world other than Baggara tribes territories can one find that people could be taken to courts because they violated tea drinking traditions, or because they abused the way of tea brewing. Is that amazing! It could be beyond believe, for many people, to know that people in Baggara zones are fined or mercilessly flogged in tea courts for the consequences of their actions of not following or not respecting Baggara tea traditions. Scaffolding fights, defamation and name calling between tea drinkers – called Baramka, and tea abusers – called Kamakla, represent the epic of Baggara’s tea culture and tea traditions. It is apt to ask whether there is a similar contentious animosity between Baggara’s coffee brewers and non-brewers. The answer is absolutely not; whether one abuse coffee drinking or brewing nobody cares. Similar answer goes for any other drink but tea. Baggara are all ears if tea is involved, or tea traditions violated.
    In contrast to the brutal side of Baggara tea traditions, there is a lustrously sunny and bright side of the traditions: tea poems, tea ceremonies, tea songs and hymns are just a tip of an iceberg of amazing, sensational moments in tea traditions. It is a usual scene during festivities, one can see someone being praised and highly recognized or appreciated by tea poets or others because of being tea traditionalist, tea enthusiast or a lover of tea drinking. Tea traditions intertwine in every sense of Baggara life: from boosting their morality, improving their dress codes, redefining their ideal persona, scaling up social networking, harnessing their common hospitality, generosity, to boosting and enhancing their sexual desire and flaring up their libido. For all such intricate angularities of tea culture, tea and tea traditions serve a great purpose of transforming and revitalizing Baggara lifestyles. Such amazing tea traditions and culture are true and represent the pinnacle of Baggara people’s tea traditions at their best.


    مازال تحت الطبع ..

    شكراً يا حاتم للفتى لهذا البوست الرائع ..

    بريمة
                  

11-07-2015, 09:09 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: بريمة محمد)

    عزيزي محمَّد بريمة
    أشكركَ على قراءة "البوست"، ولكن أُقدِّم إليكَ اعتذاري فأنا غير مُلم بتقنيات "السَّرد" باللُّغات الأُخرى، ولكن وحسب معرفتي الضَّئيلة جدًا، فالمقُتبس الذي عرضتَه هنا لا يُعتبر "سرديَّة"، غالبًا يُمكن إدراج التَّقنية المُستخدمة في هذا المُقتبس ضمن تقنيات أدب المقال، أو أدب الرِّحلات، ولكنه ليس سرديَّة على ما يبدو لي.
    أُمنياتي لك بالتَّوفيق والنَّجاح
                  

11-07-2015, 10:09 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)


    شكراً يا هشام،

    لقد أستفدت من ردك .. فى قولك أن هذا النوع ربما من أدب المقال أو الرحلات .. أنا تحديداً أقصد أكتب كتابة أثنوغرافية .. عن تراث وثقافة شعب البقارة .. وفي ظنى هي كتابة وصفية .. وسعدت بتأكيدك أن هذا الحكي ليس من جنس الحكي السردي.

    شكراً ..
    بريمة
                  

11-08-2015, 08:56 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)
                  

11-08-2015, 07:51 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: حاتم إبراهيم)

    شكرًا عزيزي حاتم إبراهيم على الرَّابط ففيه فائدة كبيرة جدًا
                  

11-15-2015, 02:29 PM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: هشام آدم)

    كتب في الأسلوبية!
    من موقع الأستاذ محمد سعيد ربيع

    http://www.mohamedrabeea.com/viewfiles.aspx؟pageid=10

                  

11-15-2015, 02:49 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: حاتم إبراهيم)

    سؤال فلسفي يتعلق بعنوان البوست نفسه يا هشام

    هل هي محظورات أم محذورات ؟
    أنا أعتقد محظورات تتعلق بالمخالفات التي يترتب عليها جزاء أوعقوبة أي محكومة بقوانين سوى كانت دينية أو مدنية أو حتى أعراف مجتمعية .. المحظورات تعني الشئ الممنوع أو المحرم .. مثل ( الضرورات تبيح المحظورات ) أي الاشياء التي كانت محرمة في غير هذه الضرورات .
    بالتالي ستكون محظورات السرد غير ما ذهبت اليه في هذا البوست ..
    أما المحذورات هي تعني باب النصح أي الأشياء التي يجب أن يحذر منها الكاتب حتى لا يجعل سرده منفرا للقارئ ..
    أو لك رأي آخر في عنوان البوست كنت تعنيه تماما ولم يصل الينا حتى الآن .
                  

11-17-2015, 03:22 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محظورات السَّرد (Re: درديري كباشي)

    صحيح عزيزي درديري كباشي، كلامك صحيح، الأصح أنَّها "محذورات" وليست "محظورات"
    شكرًا لك على التنبيه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de