- تتجمل ذكور المخلوقات في البرية بغرض التناسل وحفظ النوع - هكذا تقول الناشيونال جيوغرافيك، ومحمد عبدالله الريح، ومادوت مكليلي. يسمك قناعي من كثافة شمع ترميمه - كما فتيات الجيشا اليابانيات - وكما الحرباء أتمترس مموهاً تحت جلد المتمدينين وأصحاب الأفكار الكبيرة. (أكذب ما يكون جنس الآدمي حين يتغطى بجلد يضيق به، فيضطر لفسخه، ثم لا يجد حينها ما يكف الأعين عن عورته). - ما علينا.. - أجاهد هنا ألا أدعه يخرج، هذا السوقي صاحبي، السوقي الذي قلمت أظافر شرايينه.. وطليت الجرح بمانيكيير رخيص، ثم أهلت عليه اصباغ وكريمات و و و.. فهو الآن جنس رابع ..! ( تقول الإحصائية أن الجنس الثالث - الذي هو مسخ بين المرأة والرجل - تقول بأنه طاغٍ قريبا.. !! فسجمكم )، وشداد التشكيلي يمشي بذات السؤال: (لأي الوظائف البيولوجية كانت أثداء الرجال ؟؟).. لعن الله شيطانك يا شداد.. مطموس. المهم.. سأشهد لك هنا، فاسمع: كنتُ امتشقت الدم النبيل الأزرق البارد، ذلك الذي تدسه الحرباء تحت علبتها اللونية. فعلت ذلك بدلاً عن غوغائية ودهماء تلاوين صعلوكي الغائب.. وجنونه المجيد، ( شيخٌ ما حدثني بأنه تجوز صلاة الغائب.. حتى وإن كان المصلين غياب). هه. حكيت بذلك لجدي فقال: دعك عنه، الدين دين محمد. على أنني أفتقده.. أعني ذاك الغائب صعلوكي، منذ وطأت روحي هذا القدس المسحور. وأنا أفتقد لصاحبي! كنا نتعاضد و.. نمشي. كثيرا مشينا. صرت الآن من بعده أزحف. والزواحف - يقال - من ذوات الدم البارد!! أتفكر كثيراً في هذه الأيام. فأجدني منعته صاحبي من الخروج. بقيت أخرج بلا ظل من بعده، وبلا صاحب. وكلما نظرت لطول ساقي المشاءتين قلت: ليتها تعتم، فيتساوى الجسم وظله في.. اللاشيء! لذلك أردد كثيراً أغنية تربت علي: لو عارف شنو البحصل لي ساعة الليل يفلل. ارددها سؤالا بلا توقع لسميع ولا لمجيب. صاحبي الصعلوك هذا، الذي حلت بينه والخروج شاهرني. أفتقده. قل لي، لماذا يتطلب الخروج عن الصراط المستقيم كل عنت حمل المهند والنجاد والحمائل و.. الإمتشاق و ..؟؟. لماذا لا تنسل الأشياء خارجة هكذا.. هينةً سلسلة؟؟ ثم أنني لا أطيق الأشياء مستقيمات، لا تصطاد العين شيئا في الاستقامة، لا شيء في الإستقامة إلا صمتها البارد الملل. ماذا قلنا ؟؟.. أنا، ما كنتُ أقول؟ طيب. تقرفصت من برد هنا في كهف ألواني الضبابية، وعرج في حلقٍ أظنه حلقي، هو عرج ربما، أو لربما إنها حشرجة!! أظنها غرغرة، نعم. حينها صُُب عليّ سوط بهتان وقذف ونعوت طوال لولبية و.. سُلِخ عني الغناء الغناء، و رُميتُ كثيراً، حتى حزنت وأوجعني كل شيء. - لا عليك .. هذا احتطاب في غير موسم. - دعني أشهد بشيء هنا. أنا لم أختلق كل ذلك.. كنت اختلقت ألوانا أنصع وبقع وإضاءات وسطوع فقاعي أكثر جدارة. أعني أنني أستطيع ذلك لو أردت. ألا تعتقد؟ . حسناً، الحق أقول.. أنا لا أجيد شيئا سوى دائرية كلمتي الطويلة بلا توقف (قيل في الأثر، أن الحواريين سئموا التلمود، سئموه لطوله الغرائي). طيب.. دعني أشهد هنا بشيء، أظنني أستحق ذلك: غريب أن لُقّنا من حيث لا ندري، في قاعات الدرس التي شاخت ألوانها الآن، تم تلقيننا بأن نستقصيها خيالاتنا الإبداعية الحدباء إلى حد مداها القاصي. - وأزميرالدا كانت ليشبقها هذا السنام الورمي في الروح.. فلا يتبقى لفيكتور هوجو إلا أن يقفز من أعلى الكاتدرائية، معه يسقط أحدب نوتردام الشقي.. !! كنا لنتخلص حينها من صنم أدبي آخر. توافقني ؟- لا تتعجلني، فعلته أنا هنا.. سقطتُ! سقوط ولا أحلى! لحظة.. لحظة، نسيت أن هناك ما يسمى بالمونوكروم. يقرأ هكذا: اللون أحادي الفصيلة. يقابله في الطبابة النفسية – أعتقد – مرض ليس سيئا بالمطلق: التوحد !! قيل أن مرضاه طيبون ومنكفئون.. ومنعكسون إلى الداخل. أي والله.. هكذا، منكفئون إلي الداخل.. (فإن كنت في الداخل مسبقا، يكون إنعكاسك حينها خارجاً.. يا للورطة)! أظنه هو.. التوحد. غريب أنه يصيب الأطفال بشكل أوسع، أفذاك اصطفاء.. ؟؟. إنتخاب طبيعي للعزل..؟ ( تفاديا لاستشراء الآدمية.. ربما )!! أظنه متلازمة نفسية، بهكذا يشار إليه عند العارفيه. فهو ذاك عند اللون أيضا.. لكنه أبهج حالا. هذه شهادتي. قيل لنا أن اسمه المونوكروم. أطربني القول بأن الشبكية تأتلف إليه.. أي والله، هي إليه تأتلف، وتبعثه إشارة كهربية مكتملة الإحداثية إلى الدماغ. تفعل الشبكية ذلك بعد أن تنفض عنه عوالق اللون.. فاللون خطيئة بصرية إذن.. هه!!. هو خطيئة يتطلب غفرانها إعمالاً مضنياً في آليات حواسيب الدماغ، بغية موازنة درجاته التى أفلتت من نقاط التفتيش عند مداخل الحدقة. هذه هي التفاصيل التي تشتبه عليّ، أيها ميكروسكوبياً وأيها تيليسكوبيا؟ قرأت في مرة أن الميتادور يقتل الثور الفحل الكريتي بغرز نصل طويل بين كتفي الثور. يغور النصل ذاك ويغوص إلى رئة الثور فيشقها واصلاً إلى القلب. لا لشيء، إلا لأن الثور بهيمة عمياء اللون !!! غباء عيني الثور لا تتركا له رؤية شيء عدا رقعة القماش الحمراء الملوح بها، فلا يحيد بصره وقرنيه عنها، حتى ليلقي حتفه بنصل طويل حاد يثقب قلبه الكبير. الرقعة حمراء!! هكذا.. حمراء، ثم يجيء من يقول بأن الثور أعمى اللون!!؟ . أفكر في كثير مراتٍ بأنني لربما كنت محقاً حين بقيت أزين كل كتب الدراسة الأولية برسومات شيطانية وشخابيط و أوجه أبالسة وأناس تتخلل الاسطر، أستغل بعضها أحيانا فأعيد تركيب نواحي احرفها. أصدقك القول بأن بعض الأحرف تناديني لإكمالها، فهي تتشكل كأنوية أولية تطلب التخلق لكينونة ما. لا أخذلها حينها. فأقوم إليها، اصنع منها عالما كبيرا.. أنا خالقه. على أنهم لو كانوا سألوني، لأفدتهم بأن حروف كتب بخت الرضا كانت كبيرة بزوايا مزعجة، فدجنتها لهم - ومعظم المعلمين لم يكونوا بأحسن من حال المنهج ذلك - لكن أحداً لم يهتم بسؤالي، حتى تركت المدرسة إلى مدرسة بكتب أكثر تعقيدا وقبحا. ليست عصفورتي إذن – الهرمة المسكينة - هي ليست عصفورتي إذن.. تذكرت شيئا هنا، لا أعتقده مهما، لكنني تذكرته علي أية حال. سمعت أن من يكتبه الفوودوو الكاريبيون على جناح عصفورة متوهة، هو لبنات الجن نذر.. ولات من عود له تعويذتئذٍ.. هكذا !! قال لي بذلك أحدهم. فبقيت ارقب تلك المقولة حتي تحققت منها في بعض أفلام هوليوود. هوليوود تلبس الآخرين سحرا. فقط لأن الآخرون أولئك ليسوا أمريكيين، ولا هم من ذوي البشرة الأوروبية البيضاء. الثقافة البيضاء ليست غامضة، هي بيضاء، بصفحات لتاريخها بيضاء.. أيضاً. لذلك لا سانحة لهوليوود هناك. على أن السحر ليس بالضرورة شيئا طيبا.. قد يكون شرا ماحقا. أعني السحر الأسود - السحر الأسود؟؟ - هه. أفلام هوليوود ممتعة على كل حال. حسناً، فهي ليست عصفورتي - والحال كذلك - لكنه استقراء للجن الكلكي، ومزج ليس لك به قبل لتواريخ الخيبة والبطولات الورقية، وأرتال القراءات الجيف، وسلاسل متدرنة من ثآليل وبثور معارف كثيرات، ما كنت احتاجها. لكنها اقتحمتني رجالة كده. لنيف وخمسون حسوما، جلها رغاوى وغبار.. وبس. ذلك أسوأ.. أليس؟
09-17-2015, 10:37 AM
الرفاعي عبدالعاطي حجر
الرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684
لقد اسرتني هذه القطعة كثيرة الشوف يا حجر وأول ما أمسكني فيها وكنت دائماً ممن يعرفون أن عدة منافذ إبداعية تطل منها وعليها كتابات عماد عبد الله أمسكني هذا الذي يسعى إلى استعادته (صعلوكي الغائب) وهو، أي (الصعلوك الغائب)، كائن إن حضر إلى السطح من محاولاتنا المستميتة تنحيته سيكون غاية في الإبهاج واللذاذات لأنه لا يحضر إلا بكتابات جميعها، من أي ثقب منها يتبدى للعيان، من خفةِ الدّمِ بمكان
ولا نحضر بقضنا وقضيضنا إلا لوضع لبنة والساعي لوضع لبنة ليس مهماً عنده الحصول على انتباه لحظي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة