دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قراءة فى كتاب
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( قراءة فى كتاب )
الكتاب رقم (1) :
نبذة عن المؤلف :
نبدأ باذن الله بكتاب العالم والباحث الفرنسى الكبير الدكتور / موريس بوكاى من هو موريس بوكاي ( 1920 - 1998) ؟؟؟ هو طبيب فرنسي مشهور ( مسيحى كاثوليكى ) وكان يؤمه كثير من الشخصيات العربية للعلاج , وقد عرف عنه ,أنه كان شديد التأثر (كغيره من الاوروبيين ) بما تلقاه في مقاعد الدراسة من معلومات عن ديانة كان يسميها أساتذته "المحمدية" وعن كتاب المسلمين الذي كان يعتقد أنه كتاب وضعيّ بشريّ من تأليف إنسان , وقد تعود أن يفصح عن رأيه هذا لمرضاه من المسلمين العرب فلا يلاقى الا الصمت , حتى جاءت المفاجئة العظيمة كان مريضه هذه المرة , جلالة المرحوم الملك فيصل , فالندعه يخبرنا ماذا حدث له : هذا ما حكاه الدكتور تقي الدين الهلالي, فقال: قبل بضع سنين كنت مقيماً في باريس عند أحد الأخوان, وكنت قد سمعت بأن الطبيب المشهور الجراح موريس بوكاى, ألف كتاباً بين فيه أن القرآن العظيم هو الكتاب الوحيد الذي يستطيع المثقف ثقافة علمية عصرية أن يعتقد أنه حق منـزل من الله ليس فيه حرف زائد ولا ناقص!! وأردت أن ازور الدكتور موريس لأعرف سبب نصرته لكتاب الله ولرسوله! فدعوناه فحضر فوراً!!! فقلت له: من فضلك أرجو أن تحدثنا عن سبب تأليفك لكتابك " التوراة والإنجيل والقرآن في نظر العلم العصري " فقال لي: انه كان من أشد أعداء القرآن والرسول محمد! وكان كلما جاءه مريض مسلم محتاج إلى علاج جراحي يعالجه, فا أتم علاجه وشفى ! يقول له: ماذا تقول في القرآن؟ هل هو من عند الله أنزله على محمد ؟ أم هو من كلام محمد نسبه إلى الله افتراءً عليه؟ فيجيبنى: هو من عند الله ومحمد صادق! قال: فأقول له: أنا أعتقد انه ليس من الله وأن محمداً ليس صادقاً!!فيسكت؟؟!!! قال: ومضيت على ذلك زماناً حتى جاءني الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة السعودية, فعالجته جراحياً حتى شفي, فألقيت عليه السؤال المتقدم الذكر!! فأجابني: أن القرآن حق وان محمداً رسول الله صادق!! قال: فقلت: أنا لا أعتقد صدقه!! فقال الملك فيصل: هل قرأت القرآن؟ فقلت: نعم مراراً!! فقال: هل قرأته بلغته أم بغير لغته!!أي بالترجمة !! فقلت: أنا ما قرأته بلغته بل بالترجمة فقط! فقال لي: إذاً أنت تقلد المترجم, والمقلد لا علم له إذا لم يطلع على الحقيقة, لكنه أخبر بشيء فصدقه, والمترجم ليس معصوماً من الخطأ والتحريف عمداً!! فعاهدني أن تتعلم اللغة العربية, وتقرأه وأنا أرجو أن يتبدل اعتقادك هذا الخاطئ! قال: فتعجبت من جوابه! فقلت له: سألت كثيراً من قبلك من المسلمين فلم أجد الجواب إلا عندك, ووضعت يدي في يده وعاهدته على أن لا أتكلم في القرآن ولا في محمد إلا إذا تعلمت اللغة العربية , وقرأت القرآن بلغته, وأمعنت النظر فيه حتى تظهر النتيجة بالتصديق أو التكذيب!! فذهبت من يومي ذلك إلى الجامعة الكبرى بباريس(قسم اللغة العربية) واتفقت مع أستاذة بالأجرة أن يأتيني كل يوم إلى بيتي, ويعلمني اللغة العربية ساعة واحدة كل يوم إلا يوم الأحد الذي هو يوم راحتي, ومضيت على ذلك سنتين كاملتين لم تفتني ساعة واحدة, فتلقيت منه سبع مائة وثلاثين درسا, وقرأت القرآن بإمعان, ووجدته هو الكتاب الوحيد الذي يضطر المثقف بالعلوم العصرية أن يؤمن بأنه من الله لا يزيد حرف ولا ينقص, أما التوراة والأناجيل الأربعة, ففيها كذب كثير, لا يستطيع عالم عصري أن يصدقها.؟؟!
المصدر : موقع صيد الفوائد http://www.saaid.net/http://www.saaid.net/
موضوع الكتاب : يتميز هذا الكتاب بأنه بحث قيم فريد فى نوعه , كان الهدف الأساسي منه القيام بعملية مطابقة نصوص محددة من كل من الكتب المقدسة الثلاثة باعتبارها وحى الهي مع ما توصل إليه الإنسان من العلم الحديث ومعرفة مدى مطابقته من عدمه, تحت الشروط التي وضعها وهى: • التأكد أولا من عملية التوثيق لكل كتاب على حدة , وأن النص المتداول حاليا بين أتباع هذه الكتب يمثل النص الأصلي المنزل على كل نبي منهما دون أي تغيير بالحذف أو الزيادة, .... وثبت له ذلك بالدليل القاطع فيما يتعلق بالقرآن. • التأكد من أن الحقيقة العلمية محل المقارنة , تكون ثابتة ومحل اتفاق تام بين العلماء , ولا يوجد أي جدل في ثبوتها, وقد تم له ذلك وكانت النتيجة أن أعطى النص القرآني نتائج مبهرة خرج منها بقرار علمي قاطع وحازم أن المعلومة التي أتت بها النصوص القرآنية التي تمت مطابقتها لا يمكن أن تكون الاّ من عند الله وليس في استطاعت بشر أن يأتي بها في ذلك العصر الذى أتت فيه لأنها لم تكتشف الاّ حديثا. * جاء من بعدة كوكبة من العلماء من أنحاء البسيطة وأجروا بحوثهم كل في مجال تخصصه ووصلوا لذات النتيجة القاطعة والحاسمة وأكدوا بما لا يدع مجالا للشك أن الآيات القرآنية محل بحثهم لا يمكن بل هناك استحالة أن تكون الاّ وحى منزل من العليم الحكيم وليس لها علاقة بصنع البشر. وفيما يلى عرض موجز للكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب
عنوان الكتاب: " دراسة الكتب المقدسة في ضوء العلوم الحديثة. " اسم الؤلف: " موريس بوكاى ( عالم فرنسي ) تاريخ صدوره: " صدرت أول طبعة له في باريس عام 1976 الترجمة: " قامت بترجمته للعربية: " دار المعارف المصرية. " المحتويات: " يحتوى الكتاب على مقدمة وخمسة أبواب هي: (1) التوراة (2) الأناجيل (3) القرآن والعلم الحديث (4) الروايات القرآنية وروايات التوراة (5)القرآن والأحاديث النبوية والعلم الحديث. " ...... ثم أعقب ذلك خاتمة عامة, كل ذلك في عدد (290) صفحة حسب الترجمة العربية. قائمة البحث: " اختار العالم قائمة محددة وأخضعها للتحقيق العلمي والدراسة ومعرفة مدى مطابقة النص في كل من الكتب الثلاثة مع ما توصل اليه الإنسان من العلم الحديث في إطار القائمة المختارة وهى: (1) خلق السماوات والأرض(2) علم الفلك (3) علم الأرض (4) عالم النبات (5) عالم الحيوان (6) التناسل الإنساني (7) مقارنة الروايات القرآنية مع روايات التوراة والأناجيل ومدى مطابقتها مع المعارف الحديثة. مبدأ البحث: اعتمد البحث على دعامتين أساسيتين هما: الأولى: فيما يتعلق بالحقيقة العلمية محل المقارنة أن تكون الحقيقة التي توصل إليها العلم الحديث ثابتة وراسخة تماما غير قابلة للتعديل ورفض أي نظرية علمية قابلة للتغيير والجدل فيها. الثانية: فيما يتعلق بالكتب الثلاثة, متابعة وبحث عملية التوثيق للتأكد عن مدى صحة النص المتداول حاليا لكل كتاب منها وأنه يمثل حقيقة الوحي الالهى كما أنزل دون تدخل بشرى بتعديل النص بالزيادة أو الخذف وذلك بالقدر الذى يشكل انحرافا عن النص الاصلى. مقدمة الكتاب: استغرقت المقدمة الصفحات من (5) الى (14) جاء فيها: " لكل دين من أديان التوحيد الثلاثة كتابه الذى يختص به وتشكل هذه الوثائق أساس الإيمان لدى كل مؤمن: يهوديا كان أو مسيحيا أو مسلما, فبينما اليهودية لا تعترف بأي وحي جاء بعدها فان المسيحية تعترف بالعهد القديم ( التوراة) ولكنها ترفض إعطاء القرآن صفة الكتاب المنزل, أما الإسلام فان كتابه القرآن يوصى كل مسلم بالإيمان بالكتب السابقة عليه, بل يؤكد المكانة البارزة التى يحتلها رسل الله في تاريخ التنزيل وخاصة السيد المسيح الذى يحتل مكانة بارزه بينهم. "... وبعد ان تكلم عن حالة التعتيم والطريقة المتبعة في تثقيف الأجيال الكثيرة في الغرب وكيف فرض عليهم الجهل في كل ما يمس الإسلام,..... يقول: " .. كان الإسلام في بلادنا ومنذ عهد طويل موضوع ما يسمى بالتشهير الأزلي, إن أي غربي قد امتلك معرفة عميقة للإسلام يعرف إلى أي حد شوه الإسلام وعقيدته وأهدافه. " ......... ثم عرج على التذكير بأن هناك تغييرا جذ ريا تحقق مؤخرا على أعلى مستوى في العالم المسيحي, مشيرا الى الوثيقة الصادرة من: " مجمع الفاتيكان الثاني " ( 1962-65 ) تحت عنوان: " توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين –“Orientations pour un dialogue entre Chretiens et Musulmans.” هذه الوثيقة التى دعت المسيحيين إلى استبعاد الصورة البالية الموروثة والتي شوهتها الافتراءات والأحكام المسبقة ضد الإسلام, إذ اهتمت الوثيقة: " بالاعتراف بمظالم الماضي التى ارتكبها الغرب ذو التربية المسيحية في حق المسلمين, وهى أيضا تؤكد على وحدة الإيمان بالله عند الجماعتين, ... ثم انتقل العالم للكلام عن أهمية الدراسة يقول في ذلك: " ان المواجهة بين حقائق العلم في القرن العشرين وبين بعض الموضوعات التى تعالجها الكتب المقدسة تهم بالتالي الأديان الثلاثة معا وليس دينا واحدا على حدة..".... وفى ختام هذه المقدمة يجمل لنا النتيجة النهائية لما أسفرت عنه الدراسة يقول في ذلك: (1) " لقد قمت أولا بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أى فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث, وكنت أعرف قبل هذه الدراسة وعن طريق الترجمات أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفتي كانت وجيزة, وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها: أن القرآن لا يحو أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث . (2).. وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل, أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب الى أبعد من الكتاب الأول, " أي سفر التكوين" "Genesis " فقد وجت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخا في عصرنا. " وأما بالنسبة للأناجيل فلا نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة ونعنى بها شجرة أنساب المسيح, ذلك أن نص إنجيل " متى" " Mathew" يناقض بشكل جلى إنجيل (Luc ) وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الارض, ... ثم يتابع قائلا: " غير أن وجود هذه الأمور المتناقضة وتلك التى لا يحتملها التصديق وتلك الأخرى التى لا تتفق والعلم الحديث, لا يبدو لي أنها تستطيع أن تضعف الإيمان بالله, ولا تقع المسئولية فيها الاّ على البشر , ولا يستطيع أحد أن يقول كيف كانت النصوص الأصلية وما نصيب الخيال والهوى في عملية تحريرها , أو ما نصيب التحريف المقصود من قبل كتبت هذه النصوص , أو ما نصيب التعديلات غير الواعية التى أدخلت على الكتب المقدسة. " ... أنتهى. الجزء الأول: التوراة ( استغرق هذا الجزء الصفحات من 15 الى 62 ) استهل الباحث هذا الجزء بتساؤل عام: عن من مؤلف العهد القديم ؟ للإجابة على هذا التساؤل أخضع الباحث هذا الجزء لبحث شامل ودراسة مستفيضة ومتعمقة تحت عناوين أربع هي: (1) لمحة عامة (2) أصل الكتاب المقدس (3) العهد القديم والعلم الحديث ملاحظات (4) مواقف الكتاب المسيحيين تجاه الأخطاء العلمية في نصوص العهد القديم ودراستها النقدية, .......... وفى خاتمة هذا الجزء خلص إلى القول: " ..... أن رجلا يتمتع بادراك سليم مثل القديس: " أوغسطين " قد استطاع – ( حتى قبل أن تثير مسائل المشكلات العلمية نفسها في عصر لم يكن ممكنا الحكم فيه على أمور غير معقولة أو متناقضة ) – استطاع أن يطرح مبدأ استحالة أن يكون أصل الدعوى المناقضة للحقيقة ( الهيّا ) : لأنه يعلم أن الله لا يمكن أن يعلّم البشر بما لا يتفق والحقيقة , وكان على استعداد لأن يستبعد من أي نص مقدس يبدو له واجب الحذف لهذه الدوافع . " .... وتابع الباحث قائلا: " .. وبالرغم من الحقيقة التي تقول أن العهد القديم يتكون من مجموعة من المؤلفات الأدبية أنتجت على مدى تسعة قرون تقريبا, وهو يشكل مجموعة متنافرة جدا من النصوص عدل البشر من عناصرها عبر السنين, وقد أضيفت أجزاء لأجزاء أخرى كانت موجودة من قبل بحيث أن التعرف على مصادر هذه النصوص اليوم عسير جدا في بعض الأحيان ومع ذلك كله توالت عملية الرفض طيلة العصور الماضية وحتى في العصر الأخير الذى أدرك فيه المفكرون استحالة اتفاق بعض فقرات التوراة مع المعارف الحديثة, إلا أن هذا التصلب قد زالت حدّته بعد التحفظ الذى نص عليه في قرار: " المجمع المسكونى للفاتيكان الثاني (1962/1965) والذي جاء فيه: " ...... أن أسفار العهد القديم ( التوراة ) تحتوى على الشوائب وشيء من البطلان. " ...... ثم ختم حديثه بهذا التساؤل: " ترى هل يبقى هذا التحفظ مجرد تعبير عن نية طيبة, أو سيتبعه تغير في الموقف إزاء ما لم يعد القرن العشرون يقبله في نصوص كانت تهدف أن تكون مجرد: " شهادات عن تعليم الهي حقيقي " ... وذلك خارج أي تعديل بشرى. الجزء الثاني: الأناجيل: أي (العهد الجديد ) وبالمثل أخضع الباحث هذا الجزء لبحث شامل ودراسة مستفيضة ومتعمقة أيضا, استغرقت الصفحات من: (65-131 ) تحت عناوين: (1) مفتتح (2) تذكرة تاريخية: اليهودية – المسيحية وبولس (3) الأناجيل الأربعة: مصادرها – تأريخها (4) الأناجيل والعلم الحديث: شجرتا نسب المسيح. (5) تناقضان وأمور غير معقولة في الروايات." ..... ثم أكمل هذا الجزء بخاتمة جاء في نهايتها: " .......... أن خيالات ( متّى ) والتناقضات الصارخة بين الأناجيل, والأمور غير المعقولة وعدم التوافق مع معطيات العلم الحديث , والتحريفات المتوالية للنصوص , كل هذا يجعل الأناجيل تحتوى على إصحاحات وفقرات تنبع من الخيال الانسانى وحده , .... لكن هذه العيوب لا تضع في موضع الشك وجود رسالة المسيح : فالشكوك تخيم فقط على الكيفية التى جرت بها. "
الجزء الثالث : القرآن والعلم الحديث: استغرق هذا الجزء الصفحات من : (135- 237 ) تحت عناوين: (1) مفتتح (2) صحة القرآن وتأريخ تحريره (3) خلق السماوات والأرض (4) علم الفلك في القرآن (5) علم الأرض (6) عالم النبات وعالم الحيوان (7) التناسل الانسانى. مفتتح: تحت هذا العنوان أثار الباحث مواضيع في غاية الأهمية تتعلق بنظرة الغربيين لكتاب المسلمين: " القرآن " نقتطف منها: " بداهة يثير الجمع بين القرآن والعلم: " الدهشة " وخاصة أن المقصود في علاقة الجمع هذه هو التواؤم بين الاثنين وليس التنافر. ألا يرى الكثيرون في مواجهة كتاب ديني بالمعطيات الوضعية التي ينتمي العلم إليها أمرا بدعيا في عصرنا. ؟؟؟؟؟..... الواقع أننا إذا استثنينا اليوم بعض الحالات النادرة, نجد أن غالبية العلماء لا يكنون إلا عدم الاكتراث أو الاحتقار للمسائل الدينية, وكثيرا ما يعتبرونها مؤسسة على أساطير, بجانب أن معظم المثقفين الغربيين أيا كانت معتقداتهم الدينية, فانه يملك عن الإسلام كما هائلا من الأفكار الخاطئة , بالإضافة لذالك فإننا عندما نتحدث في بلادنا الغربية عن العلم والدين نغفل ضم الإسلام إلى اليهودية والمسيحية, .... فالأحكام غير الصحيحة المؤسسة على مفاهيم مغلوطة والتي صدرت ضد الإسلام هي من الكثرة بحيث يصعب جدا على المرء أن يكّون فكرة سليمة عما عليه الإسلام في الواقع, .... إن الأحكام المغلوطة تماما والتي تصدر في الغرب عن الإسلام ناتجة عن الجهل حينا وعن التسفيه العامد حينا آخر, ولكن أخطر الأباطيل المنتشرة تلك التي تخص الأمور الفعلية, وإذا كنا نستطيع أن نغفر لأخطاء خاصة بالتقدير فإننا لا نستطيع أن نغفر لتقديم الوقائع بشكل ينافى الحقيقة. بل إننا لنصاب بالذهول عندما نقرأ في أكثر المؤلفات جدية أكاذيب صارخة برغم أن مؤلفي هذه المؤلفات هم بالمبدأ مؤلفون أكفاء. واليكم مثالا على ذلك: في دائرة المعارف (Encyclopedia Universalis ) الجزء السادس تحت عنوان الأناجيل نجد إشارة لاختلاف الأناجيل عن القرآن يقول : " إن المبشرين لا يدّعون كما يفعل القرآن نقل سيرة ذاتية أملاها الله بشكل معجز على محمد. "..... ويواصل الباحث قائلا: " في حقيقة الأمر الاّ صلة هناك بين القرآن وما يسميه المؤلف: " بالسيرة الذاتية".... ولو كان المؤلف استعان حتى بأسوأ ترجمة للقرآن لثبت له ذلك, ... إن المسئؤل عن هذه الأكذوبة أستاذ بجامعة اليسوعيين اللاهوتية بمدينة ليون. " .... ثم استدرك الباحث مبديا تفاؤله بالرجوع مرة أخرى إلى الوثيقة الهامة الصادرة عن سكرتارية الفاتيكان لشئون غير المسيحيين وعنوانها: توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين: ( مشار إليها في المقدمة أعلاه ) ومن ثم أورد مقتطفات من الطبعة الثالثة لها عام 1970 والتي أوضح أنها تحتوى على مأئة وخمسين صفحة قامت ببسط ودحض نظرات المسيحيين المغلوطة عن الإسلام كما قدمت عرضا لما عليه الإسلام في الواقع, فلنتابع معه هنا المقتطفات كما وردت لأهميتها: تقول الوثيقة: " .... علينا أن نهتم أولا بأن نغير تدريجيا من عقلية إخواننا المسيحيين, فذلك يهم قبل كل شيء " .... ويجب التخلي: " عن الصورة البالية التي ورثّنا الماضي اياها, أو شوّهتها الفريات والأحكام المسبقة. " ..... كما يجب: " الاعتراف بالمظالم التي ارتكبها الغرب المسيحى في حق المسلمين." ....... وفى دعوتها للتحرر من الأحكام المسبقة الأكثر جسامة تقول الوثيقة: " هنا أيضا علينا أن نتطهر وبعمق من عقلياتنا, نقول ذلك ونحن نفكر بالذات في بعض الأحكام المجهزة التي كثيرا ما نصدرها باستخفاف على الإسلام. ويبدو لنا هاما وأساسيا أن نكف عن أن ننمى في مكنون قلوبنا النظرات المتسرعة بل التحكمية, تلك التي تحير أي مسلم. ".... وعن النظرة التعسفية في استخدام وتفسير كلمة: Allah في لغتنا لتدل كما لو كان المسلمون يعبدون إلها غير رب موسى والمسيح تقول الوثيقة: " نرى باطلا أن نتمسك مع بعض الغربيين بأن الله ليس اله حقيقة. " ويشير أيضا: " ,,,,كلمة ( الله ) هي الكلمة الوحيدة عند المسيحيين المتحدثين بالعربية للدلالة على الله الواحد. " ..... وتكلمت الوثيقة عن الأحكام الأخرى الخاطئة عما يسمونه: " جبرية الإسلام " ذلك الحكم المسبق واسع الانتشار عمدت الوثيقة إلى دحضه مستعينة بذكر آيات من القرآن وتفسيرها بصورة صحيحة, وأيضا قامت بدحض الفكرة الخطأ التي تقول: " بعدم كفاية الأخلاق الإسلامية. " .... وأيضا الفكرة الأخرى التي نشرها كثير من اليهود والمسيحيين عن: " تعصب المسلمين. " مستشهدا بترجمات بعض المؤلفين الغربيين لتعابير من القرآن الكريم بشكل خاطىء وخاصة ما يترجمونه خطأ بال.. : " الحرب المقدسة " لكلمة: " الجهاد في سبيل الله. " أي بذل الجهد لنشر الإسلام والذود عنه من المعتدين عليه, ..... تقول الوثيقة: " ليس الجهاد مطلقا كما يعرف بال. and#61516; Kherem" " في التوراة, فالجهاد لا يسعى إلى الابادة بل يسعى لأن يمد إلى مناطق جديدة حقوق الله والإنسان." وبتابع: "ولقد كانت أعمال العنف في حروب الجهاد في الماضي تخضع عموما لقوانين الحرب, وفى عصر الحروب الصليبية لم يكن المسلمون هم الذين ارتكبوا أكبر الذبائح. "... وعن اتهام دين الاسلام بالجمود تقول الوثيقة: " إننا نجد في الفكر الاسلامى مبدأ لإمكانية تطور المجتمع المدني. "....... هذا وقد عبر الباحث عن عظيم امتنانه وإعجابه لما جاء في هذه الوثيقة القيمة قائلا: " واننى لعلى يقين من أن دفاع الفاتيكان عن الإسلام سيثير دهشة كثير من معاصرينا سواء كانوا مسلمين أو يهود أو مسيحيين, فذلك إعلان يتميز بإخلاص وبروح انفتاح يتباينان بشكل فريد مع مواقف الماضي, ولكن كم هم قليلون حقا الغربيون الذين عرفوا تلكم المواقف الجديدة التي اتخذتها أعلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية. "... وفى مكان آخر واصل الباحث معبرا عن دهشته العميقة للنتائج المبهرة التي توصل إليها بعد الفراغ من عملية المواجهة التي تمت بين حقائق العلم الحديث ونصوص من القرآن حسب الخطة الموضوعة, يقول في ذلك: " لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية, فلم أكن أعتقد قط بامكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقة تماما للمعارف العلمية الحديثة, وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا, ..... في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام, وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة, وإذا كان هناك تأثير ما قد مورس فهو بالتأكيد تأثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي, حيث لم تكن الغالبية تتحدث عن المسلمين وإنما عن المحمديين لتأكيد الإشارة إلى أن المعنى به دين أسسه رجل, وبالتالي فهو دين عديم القيمة تماما إزاء الله. وككثيرين كان يمكن أن أظل محتفظا بتلك الأفكار الخاطئة عن الإسلام, وهى على درجة من الانتشار بحيث أنني أدهش دايما حين التقى خارج المتخصصين بمحدثين مستنيرين في هذه النقاط أعترف إذن بأنني كنت جاهلا قبل أن تعطى لي عن الإسلام صورة تختلف عن تلك التي تلقيناها في الغرب. "" .......... ويواصل في هذا الجانب قائلا: "..... وعندما استطعت قياس المسافة التي تفصل واقع الإسلام عن الصورة التي اختلقناها عنه في بلادنا الغربية, شعرت بالحاجة الملحة لتعلم اللغة العربية التي لم أكن أعرفها, ذلك حتى أكون قادرا على التقدم في دراسة هذا الدين الذى يجهله الكثيرون, ..... كان هدفي الأول هو قراءة القرآن ودراسة نصه جملة بجملة مستعينا بمختلف التعليقات اللازمة للدراسة النقدية: وتناولت القرآن منتبها بشكل خاص إلى الوصف الذى يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية, لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات وهى تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي, أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات والتي لم يكن ممكنا لأي إنسان في عصر محمد –( صلى الله عليه وسلم ) – أن يكوّن عنها أدنى فكرة. " ..... ويواصل قائلا: " .... إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه مثل هذا النص لأول مرة: هو ثراء الموضوعات. المعالجة,... فهناك الخلق وعلم الفلك, وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض, وعالم الحيوان وعالم النبات والتناسل الانسانى , ..... وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة لا نكتشف في القرآن أي خطأ, وقد دفعني ذلك لأن أتساءل: " لو كان كاتب القرآن إنسانا, كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة. ؟؟؟؟.... ... إذ ليس هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن أحد سكان شبه الجزيرة العربية في العصر الذى كانت تخضع فيه فرنسا للملك: داجوبير Dagobert استطاع أن يملك ثقافة علمية تسبق بحوالى عشرة قرون ثقافتنا العلمية فيما يخص بعض الموضوعات. ".......... ثم ختم الباحث هذه الافتتاحية بالعبارة الآتية:- " إن الاعتبارات التي ستتناول بالتفصيل في هذه الدراسة من وجهة النظر العلمية فقط, ستقود إلى الحكم بعدم معقولية أن إنسانا يعيش في تلك الفترة قد استطاع أن يصدر عبر القرآن وفيما يتعلق بموضوعيات متعددة, أفكارا لا تنتمي إلى أفكار عصره وتتفق مع ما أمكن إثباته بعد ذلك بقرون عديدة, ..... في رأيي ليس هناك تفسير وضعي للقرآن.
صحة تحرير القرآن : تحت هذا العنوان تابع الباحث متابعة علمية دقيقة عملية كتابة وحفظ نصوص القرآن فور تنزيلها أولا بأول في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم موردا كافة الآيات والأحاديث المتعلقة بذلك وتابع أيضا مراحل عملية توثيقه وجمعة المنتهية في عهد الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان حتى وصلنا في شكله المتداول حاليا باسم : " المصحف العثماني " , ..... حيث خلص إلى حقيقة مفادها: " أنه لا يوجد أي خلاف أو جدل في أن نصوص المصحف المتداول حاليا بين المسلمين تمثل بحق الكلمات التي تلقاها محمد صلى الله عليه وسلم من الملك: " جبرائيل" طيلة عشرين عاما عشرة منها قبل الهجرة والأخرى بعدها, وبالتالي هي تمثل بحق وحيا منزلا ثابتا لا يوجد أي اختلاف في كتابته وحفظه اثر نزوله, ولا يوجد جدل في عملية جمعه توثيقه الثابت تاريخيا. " .......ثم بعد ذلك يأتي عرض تفصيلي وبشكل علمي دقيق لعملية مطابقة النص القرآني مع ما توصل إليه العلم الحديث عن كل موضوع من القائمة المختارة – ( مشار إليها أعلاه. ) - حيث حصل على نتائج مبهرة وفى غاية الخطورة وفيما يلى نورد أمثلة لهذه النتائج:- 1- عن خلق السموات والأرض: يقول في نهاية البحث ُ " ..... ثبت من البحث أن نص العهد القديم أعطى معلومات غير مقبولة من وجهة النظر العلمية, بينما لا يوجد أقل تعارض بين المعطيات القرآنية الخاصة بالخلق وبين المعارف الحديثة عن تكوين الكون, هذه الحقيقة تثبت لنا أمرين: (1) تنفى الاتهامات التي تقول أن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل روايات التوراة. (2) تثبت أن القرآن وحى الهي والاّ كيف استطاع محمد أن يصحح إلى هذا الحد الرواية الشايعة في عصر التنزيل عن الخلق بمعطيات أثبت العلم أخيرا صحتها . ؟؟؟؟؟ 2- عن التناسل الانسانى: يخلص إلى القول في هذا المبحث: "....... إن توافق المقولات القرآنية مع معطيات العلم الحديث بهذا البحث يجعل من المهم مقابلتها مع المعتقدات التي كانت سائدة في عصر التنزيل, إذ أن معاصري تلك الفترة كانوا بعيدين كل البعد عن حيازة معلومات تشبه تلك التي عبّر عنها القرآن في ألفاظ بسيطة كشفت عن حقائق أنفقت البشرية مئات من السنوات لمعرفتها. ؟؟؟؟ 3- الطوفان: في نهاية بحثه خلص العالم إلى القول: " ..... بينما يقدم القرآن رواية لا تثير أي نقد من وجهة النظر التاريخية – ( فهو يقدم هذه الكارثة باعتبارها عقابا نزل بشكل خاص على شعب نوح دون تحديد زمنه أو مدته ) – نجد أن التوراة تقدمه بحسبانه كارثة لعقاب كل البشرية الكافرة, مع تحديد زمنه ومدته الشيء الذى يتعارض تماما مع معطيات العلم الحديث من وجهة النظر التاريخية. 4- فرعون موسى: في ذلك يقول: " .....في الوقت الذى نزل القرآن كانت جثث كل الفراعنة مدفونة بمقابر وادي الملوك بطيبة على الضفة الأخرى للنيل أمام مدينة الأقصر الحالية, ولم تكتشف هذه الجثث إلا في نهاية القرن التاسع عشر , وكما ينص القرآن فقد أنقذ بدن هذا الفرعون وآيا كان هو فهو يوجد الآن في قاعة : " المؤميات الملكية. " في المتحف المصري بالقاهرة, ... ومهما يكن دوافع الحفظ (التحنيط) بهذه الصورة فالمعنى هنا هو شيء أكبر: " أنه شهادة مادية عن جسد محنط عن ما عرف بفرعون موسى الذى طارده في خروجه من مصر ومات في أثناء هذه المطاردة غرقا ثم أنقذ الله جسده من الهلاك التام ليصبح آية للناس كما هو وارد بالنص القرآني. " يقول فرعون والبحر على وشك أن يطويه: (( آمنت أنه لا اله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. )) فأجاب الله: (( آالآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين . فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون . )) صدق الله العظيم ( سورة يونس 89-91)
انتهى عرض الكتاب.
القارىء/ عوض سيد أحمد عوض بريد الكتروني: mailto:[email protected]@yahoo.Com
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
الرسالة (2) :
مقتطف : "...... كثر الحديث هذه الأيام عن قضية دارفور ومأءلاتها الأخيرة (محكمة لاهاى).. ....ارجو السماح لى بالتعليق الآتى:- ...... حيث أن السودان بصفة خاصة والإسلام بصفة عامة محل استهداف من الأمة " الغضبية " وتوابعها فهذا أمر معلوم بالضرورة وحادث وواقع معاش وليس بالغريب بل الغريب ألاّ يحدث,..... أما فيما يتعلق بقضية المحاكمة- ( محكمة لاهاي ) – فالسؤال الذى يطرح نفسه هو: كيف تعاملنا نحن كأمة مسلمة ودولة ترفع رأية الإسلام مع التمرد محل القضية, .... هل تعاملنا معه وفقا لتعاليم ديننا الحنيف ومقتضيات الرسالة الخالدة أم ماذا ؟؟؟؟ ............. فإذا كانت الإجابة بنعم فهذا أمر كما قيل لا يجب أن يشغلنا كثيرا,.... أما إذا كانت الإجابة على غير ذلك فهذه هي المصيبة الكبرى والبلية العظمى, .... فماذا يعنى محاكمة في لاهاي أو أي مكان آخر فىالعالم مع المحاكمة الكبرى هناك حين الوقوف أمام رب العزة ؟؟؟؟ ..... إذن هذه هي القضية ومن هنا يجب أن يكون محل بحثنا ومدار تفكيرنا راع ورعية.
( أنظر الإضافة الأخيرة المكملة لهذه الرسالة . )
.......... والى الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة المحترم الأستاذ الكبير/ محجوب محمد صالح رئيس تحرير جريدة الأيام ورئيس مجلس الإدارة تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,
سيدي, اننى كقاري أتابع باهتمام شديد ما تقومون به من جهد كبير ومقدر وعمل جاد ومخلص وبموضوعية ونظرة ثاقبة خلال متابعتكم لقضايا الوطن الشائكة وبالأخص قضية الساعة: " – (كتب في نهاية عام 2004 )- قضية أهلنا في دار فور " والتي يمكن تلخيصها في الآتي:- " انه قد وقعت عملية اعتداء وحشية على القرى الآهلة بالسكان تخللتها حالات: (قتل ونهب واغتصاب وحرق البيوت) !!!.... مما أسفر عن نزوح أكثر من مليون مواطن داخل الإقليم وأكثر من مأئة ألف فروا إلى تشاد وهم جميعا يعيشون الآن مشردين في العراء داخل مخيمات تشرف عليها منظمات العون الانسانى. " ...... هذا باختصار شديد يمثل الصورة المعاشة حاليا والتي لإخلاف عليها مع الحكومة, !!... إذن الخلاف ناشىء في التفاصيل: ( كم عدد حالات: الاغتصاب – القتلى – هل هذه العملية تدخل تحت قانون التطهير العرقي أم لا ؟؟.........الخ )..... ومن ثم يمكن القول أن هذا هو البعد الذى تدور حوله القضية في معظم ما كتب عنها داخليا ناسين أو متجاهلين البعد الحقيقي والأكثر أهمية وهو: " البعد الديني " ..... وأخص بذلك قضيتين هما:- 1- قضية المساءلة: نعلم أن أمريكا سيدة العالم اليوم وصاحبة الكلمة فيه ساعية –( لحاجة في نفس يعقوب ) – وعن طريق مجلس الأمن إلى توصيل موضوع المساءلة إلى نهايته القصوى: ( عملية تحقيق شاملة ثم محاكمة )... إن مثل هذا التحرك حتى لو اقترضنا وصل مداه كما يريدون له فما هو في النهاية إلا عمل دنيوي تحكمه قوانين وضعية صاغها البشر لتجرى على هذا الإنسان الفاني !!!!! .... فماذا يعنى كل هذا أمام المساءلة الكبرى عند الوقوف هناك: " أمام رب العزة " : (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم . )) صدق الله العظيم. !!! .... إذن هذه هي القضية إنها قضيتنا نحن في المقام الأول, يجب أن تكون محل همنا ومدار تفكيرنا واتجاهنا كلنا جميعا: " راعى ورعية. " .... لأننا لسنا محسوبين على العالم الاسلامى فقط , ......بل ينظر إلينا كدولة ترفع راية الإسلام ومن هذا البعد يجب أن ننظر إلى القضية: 2- قضية ديننا الاسلامى: إننا كمسلمين نعلم أن الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا أن ديننا هذا هو خاتم الرسالات وأنه جاء لخير البشرية جمعاء لأجل تحقيق السعادة الكاملة لها دنيا وأخرى, .... كما أخبرنا أن لهذا الدين أعداء متربصون به ولن يهدأ لهم بال حتى يجتثوه من على الأرض, - (حسب تصورهم)-..... نلمس هذا في ثنايا كتابنا المنزل: في سوره, وآياته بدءا من: " أم الكتاب "... وقد أشار أليهم أيمتنا الأجلاء بال: ( الأمة القضبية )... كما اخبرنا أيضا أنهم لن يقدروا علينا أبدا إلا إذا انحرفنا عن: " الصراط المستقيم. "...... ولو أننا دققنا في تاريخ صراعنا الطويل معهم, نجد أنه لن يجد معهم ما عرف عنهم من مكر وخداع وتدليس وقلب الحقائق في دفع الحكام الحاليين لتجييش الجيوش لضربنا في عقر دارنا كما فعلوه سابقا: ( الحروب الصليبية. ) وذلك لأسباب هم أقدر للتكيف معها, نورد منها:- • في تلك الحقبة كما هو معلوم كانت سلطة الملك مقدسة فيكفى الامة الغضبية أن تستخدم مكرها وحيلها لتوغر صدره وإقناعه وحاشيته, ومن ثم تتحرك الجيوش. • أما الآن فان هذه السلطة آلت إلى الشعوب, فهي وحدها لها سلطة تحريك الجيوش لا الحاكم. • إذن ما هي الحيلة أو ما هو السلاح الأقوى والأكثر فعالية, تستطيع الامة الغضبية استخدامه بفعالية لتحريك الجيوش الغربية ؟؟؟؟؟؟.......... انه سلوكنا نحن المسلمين: إن قضية سلوكنا وممارساتنا داخل وخارج ديارنا تمثل أعتي وأمضى سلاح للأمة الغضبية: - ( أعداء الحق والدين. ) – ليظهروا الإسلام في أبشع صورة قياسا إلى سلوكنا نحن المحسوبين عليه, ... فيكفينا هنا مثال واحد من العديد من الأمثلة: فلننظر إلى حادث 11/9 وإعلان ابن لا دن – ( الذى يتحرك من كهف إلى كهف في جبال أفغانستان )- للعالم كله: " أنه هو المخطط والمنفذ له !!!!!!!....... مرورا بالسكاكين التي نشاهدها تقطع رؤوس الأبرياء أمام العالم كله - (في العراق) - , ..... وكل ذلك: " باسم الإسلام. " .... وأخيرا وليس آخرا منظر أهلنا وإخواننا في دار فور العظيمة, يعرض على شاشات العالم, ويراه الناس كل الناس من أقصى الدنيا إلى أقصاها !!!!!!!!! ......... وغيره وغيره كثير....... الخ..... هل نريد أكثر من هذا لتحريك الجيوش لضربنا في عقر دارنا. ؟؟؟؟؟؟؟ • هناك كلام يردد عن مخالفة أمريكا لحقوق الإنسان هنا وهناك, ففي حالتنا هذه يجب أن نفرق بين مخالفة ومخالفة: مخالفة أمريكا أو توابعها لحقوق الإنسان لا يتعدى كونها خالفت قانون وضعه البشر, أما مخالفتنا نحن لهذه الحقوق, معناه مخالفتنا للوحي الالهى المنزل على سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم,... فهو يعرضنا لأمرين خطيرين هما: • (1) يعرضنا للمساءلة العظمى أمام رب العزة • (2) إعطاء فرصة لأعداء الحق والدين ليكيدوا للإسلام من جراء عملنا هذا باعتباره منسوب لدولة ترفع راية الإسلام, .......... ونتيجة لذلك كله فقد سبق وحررت رسالة مفتوحة إلى فضيلة مولانا البر وف/أحمد على الإمام محمّلا إياه أمانة استعراض هذه القضية من كل جوانبها والطريقة التي عولجت بها من قبل الدولة وأدت إلى هذه الحالة التي نحن يصددها, ثم يعلن للعالم أجمع القول الفصل فيها من وجهة نظر: " البعد الديني ",..... لعل ذلك يبعث أو يعيد الثقة لقوم كان المتعين والمفروض علينا أن نكون لهم محل قدوة وجذب لا محل نفورة وكراهية لديننا الحنيف. !!!!!!!!!! آمل أن تجد مكانا لنشرها في زاويتكم المفضلة أو أي مكان بجريدتكم الموقرة.
ملاحظة:فيما يلي نص الرسالة المفتوحة والموجهة إلى مولانا الشيخ أحمد على الإمام.
بسم الله الرحمن الرحيم " الحمد لله رب العالمي والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه: الذين يهدون وله يعدلون وعلى من اتبعهم واهتدى يهديهم إلى يوم يبعثون. "
رسالة مفتوحة إلى فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ أحمد على الإمام مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل ورئيس مجمع الفقه الاسلامى تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,
الموضوع: كارثة مواطني إقليم دار فور
بصفتي مواطن أولا وأحد رعايا دولة ترفع راية الإسلام ثانيا, فقد تابعت كغيري إخبار هذه الكارثة الأليمة وفيما يلي مجمل متابعتي لها داخليا فقط:- أولا: تقرير بعثة الجامعة العربية عن الأوضاع في دار فور : أرجع التقرير تفاقم الأزمة إلى عدد من العوامل : السياسية والقبلية والبيئية المتداخلة , ثم أشارالى انضمام القبائل العربية – دون غيرها – إلى الجيش السوداني في إعقاب الاستنفار الذى دعت له الحكومة لمواجهة عمليات عسكرية قامت بها حركتا التمرد : ( حركة تحرير السودان وحركت العدل والمساواة )........ وهو الأمر الذى أدى إلى استفادة هذه القبائل من تسليحها في القيام بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إطار الصراع القبلي المحتدم في هذه المنطقة من السودان. , ...... ثم عرض التقرير لما جاء في إفادات النازحين وللاجئين من قبائل: ( الزغاوة- الفور- المسا ليت – التأما – ذات الأصول الأفريقية. ) من جرائم: ( القتل والنهب والاغتصاب.) التي ارتكبت في حقهم من قبل المليشيات المسلحة من قبل الحكومة, ...... ثم أورد التقرير هذه الإحصائية: (عدد الذين نزحوا من قراهم من جرا هذا العمل يتراوح بين مليون شخص نزح إلى الداخل وحوالي مائة ألف نزح إلى تشاد.) المرجع: (جريدة أخبار اليوم 20/5/2004 ثانيا: الحقيقة التائهة: تحت هذا العنوان تناول الدكتور / الطيب زين العابدين هذا الموضوع بالبحث والتقصي والتعريف بجذور المشكلة, .... وبعد أن أشارالى نفى الحكومة لتهمة انتهاكات حقوق الإنسان, ثم خلص إلى القول: " تكاد تجمع كل المصادر الأخرى: الأمم المتحدة وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبى وخاصة أبناء دار فور بالعاصمة على أن تفاقم المشكلة التي أدت إلى آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين وللاجئين حتى أصبحت الماسات الإنسانية الأولى تعزى إلى مجموعة أو مجموعات من المليشيات العربية تسمى: " الجنجويد" استعانت بها الحكومة ومدتها بالمال والسلاح لتحارب معها ضد حملة السلاح من أبناء القبائل الأفريقية: وأطلقت يدها لتعتدي على تلك القبائل المتهمة بتأييد المتمردين ,....... ويعتبر الاعتداء على قرى تلك القبائل ونهبها وحرقها واغتصاب نسائها هو السبب المباشر الذى دفع بسكانها إلى النزوح بالداخل واللجوء إلى تشاد, ... وتزيد تلك المصادر: " بأن ضرب القرى بالطيران أسهم في إخراج الناس من قراهم يطلبون الأمن في أماكن أخرى. " ........ وبتابع الكاتب قائلا: " إن من بتابع إخبار دار فور حول العالم يهوله ما يقرأ ولا يكاد يصدق أن هذا يحدث في السودان وبأيدي السودانيين ضد بعضهم البعض, وتخطى الحكومة إن ظنت أنها معركة إعلامية ينبغي أن تجند لها محاسيبها في أجهزة الإعلام: " إنها معركة إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته , ومعركة وطنية تتصل بسيادة البلاد وتوحيد جبهتها الداخلية, ومعركة أخلاقية ترتبط بسمعة الوطن فى الخارج . " .......... وحتى إشعار آخر فان أحداث دار فور: " عار على الدولة والوطن ". المصدر: جريدة الصحافة 21/6/2004 ثالثا: شهادة مرافقي السيد وزير الإعلام للمنطقة: 1- جاء فى عمود الاستاذ زهير السراج ما يلى :
"... الجنجويد هم مواطنون منتشرون فى جميع انحاء الاقليم تم استنفارهم في الأساس لمواجهة التمرد الذى تمثلة حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة فخرج عدد كبير منهم من السيطرة وهاجموا عددا كبيرا من القرى واحرقوها واخرجوا اهلها منها وارتكبو من جرائم وفظايع وفظاعات خلقت الوضع تامأساوى الموجود هناك الان ...." 2- اما الاستاذ نور الدين مدنى فقد جاء فى عموده ما يلى :- "...لقد ظظلنا ندعو للحل السلمى ولكن استباحة الفاشر وما حدث فيها من قتل واختطاف ونهب لم يترك لنا مجالا للحديث عن الحل السياسى ولكن ايضا رد الفعل الحكومى كان عنيفا اضطرت فيه للاستعانة ببعض المواطنين الذين اصبحوا فيما بعد قوة مسلحة قائمة بذاتها تعمل لصالح اجندتها ومصالحها الخاصة..."
المصدر : ( جريدة الصحافة 26/7/2004)
رابعاَ :المستر قالوشى : دعنى احيل فضيلتكم إلى الحديث الصحفي الذى أجراه الأستاذ عادل الباز رئيس تحرير جريدة الصحافة مع القائم بالأعمال الامريكى المستر قالوشى لما له من علاقة بهذا الموضوع وننظر معا في ثلاثة أسئلة منها هي: • سؤال " هل الحكومة تقصف هذه المواقع بدون سبب أم أن هناك دوافع فهي تقول أن المتمردين يندسون وسط المدنيين ؟ • الإجابة " نعم هم كذلك الحكومة تقول أنها تقوم بضرب أهداف عسكرية للمتمردين ربما يرى هم ذلك..... أنها ليست وجهة نظرنا.. المجتمع الدولي يرى انه حتى إذا كنت تستهدف مواقع عسكرية فيجب الا تقتل وتعتدي على المدنيين • سؤال " الحكومة تقول أن المتمردين يختبئوا ويهاجمونا ؟ • الإجابة " أنا افهم ذلك تماما....ولكن كونهم يتحركون من داخل هذه المدن لا يعنى أن ندمر المدينة بكاملها !!!.. هذا هو السلوك الذى يرفضه المجتمع الدولي مهما كانت الحجة العسكرية. • سؤال " لكن الحكومة تقول أن المتمردين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية ؟ • الإجابة " ما تقوله مثل أن يكون لدى فئران في المنزل الذى أعيش فيه أنا واسرتى وان يقوم احدهم بضرب هذا المنزل كاملا بحجة القضاء على الفئران هذا سلوك غير مقبول لا يمكن أن تحطم مدينه كاملة للقضاء على المتمردين !! يجب أن تفعل شيئا آخر. "... وواصل قائلا: إن الجهود التي بذلتها الحكومة للقضاء على المتمردين هي التي فاقمت الأزمة وخلقت هذا الوضع. إلى هنا يمكن القول إن القضية التي أمامنا أصبحت واضحة وجلية: ( الحكومة تعرضت لهجوم عنيف شن عليها بتدبير من اقرب الناس إليها وهو الجناح المنشق من الإنقاذ: ( جناح المنشية) وبدلا من أن تصد هذا الهجوم الغاشم عن طريق القوات النظامية استعانت بآخرين من خارج القوات النظامية وقد وضح جليا إن هذه الفئة: لا تتقيد بأحكام شريعة أو عرف أو أخلاق والظاهر للعيان أنها تعيش بعقلية الجاهلية الأولى ومع ذلك استعانت بها الحكومة فكانت هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة التي هزت العالم بأثره.
سيدي: أصدقك القول انه من بداية هذه الكارثة وما نتج عنها من ضجة عارمة داخليا وخارجيا لم يكن يشغلني ويؤرق مضجعي كمسلم غير أمر واحد هو: " البعد الديني " واعتقد أن ذلك هو شان كل مسلم لذا فاني أتوجه إلى فضيلتكم بصفتكم المرجع الديني الأول لدولة الإنقاذ بهذه الأسئلة وهى:- 1- ما هو التصرف الصحيح والسليم والقائم على تعاليم ديننا الحنيف الذى يستوجب الشرع تطبيقة عند حدوث هذه الحالة التي بين أيدينا ؟ 2- من المسئول عن هذه الكارثة أمام الله سبحانه وتعالى: • هل الراعي الأول مسئول أم لا ؟ فإذا كانت الإجابة بلا فمن المسئول ؟؟ • قائد الطائرة الذى صدر إليه الأمر بتوجيه سلاحه على القرى المأهولة بالسكان من المسئول إمام الله في مثل هذه الحالة التي نحن يصددها ؟؟ هل تقع المسئولية على من أصدر إليه الأمر فقط –(الدولة )-أم تشمله باعتبار انه يجب عليه كمسلم العلم انه: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) قياسا على: "قاتل الزبير في النار " حقوق الإنسان والتدخل الاجنبى: فيما يتعلق بكلام المستر قالوشى يعلم فضيلتكم إن حقوق الإنسان التي جاء بها الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطبقت أول ما طبقت في دولة الإسلام الأولى ووفقا للشريعة الإسلامية والآن بعد قرون أخذت بها القوانين الوضعية وأصبحت تمثل اليوم حق اساسى من الحقوق المتفق عليها والمضمنة في المواثيق الدولية فكيف تأتى بعد ذلك دولة ترفع راية الإسلام وتكون محل محاسبة من الآخرين في هذا الشأن؟ . وهذا يقودنا إلى لب المشكلة: وكما يعلم فضيلتكم انه بالنسبة لبرتوكولات " نيفاشا " الكل يعلم انه لولا ضغوط أجنبية لما تم التوصل إلى بنودها الستة وقد صحبتها مبشرات كثيرة وعظيمة أهمها: (تقرر أن يعيش الناس في ظل دستور جامع شامل فيه ضمان كامل شامل لحقوق الإنسان: "قضاء مستقل وبالمثل خدمة مدنية _عدالة _ مساواة كل ذلك في ظل ديموقراطية حقيقية ) هذه المبشرات التي جعلت آمال الشعب كله معلقة بلحظة التوقيع النهائي لها كي تصبح حقيقة معاشة مع علمهم أنها جاءت عن طريق ضغوط أجنبية (الغريق والقشة)........ والسؤال الذى يفرض نفسه على فضيلتكم لماذا غيبت هذه المبادئ الأساسية التي تمثل حقيقة ديننا الحنيف ويقوم عليها الحكم الاسلامى الراشد وذلك طيلة عقد ونصف من الزمن هي فترة الحكم الحالي... • لماذا لم نستطع _ ونحن امة القران _ أن نحل مشاكلنا الداخلية وفقا لتعاليم ديننا الحنيف وبعيدا عن التدخل الاجنبى من أين جاءنا هذا العجز ونحن امة يقول علماؤنا الأجلاء الباحثين والمدققين في تاريخها ((إن السودان هو مهد الأمة البشرية جمعاء وهو مهد الحضارة والسودان هو احد بلاد قلائل أشاد القرآن "بعابديه" وأشاد الحديث النبوي الشريف بساكنيه "رعاة ورعية" .
"كتاب دارالهجرتين للدكتورحسن الشيخ الفاتح قريب الله" ؟؟؟ • وأخيرا وليس آخرا يمكن القول انه لا يختلف اثنان في أن هذه القضية هي من اكبر واخطر القضايا في هذا العصر الذى أصبح العالم كله كأنه قرية واحدة واهم واجل مافى هذه القضية هو ما يتصل: (بالبعد الديني) اى أن يحدث هذا في دولة ترفع راية الإسلام،.!!!!!!!.... يا صاحب الفضيلة ديننا في هذه القضية: "محل اتهام"ويحتاج لمن يدافع عنه ويعلن الحقيقة كاملة لكل الناس وقد رفعنا لفضيلتكم ما وصل إلى علمنا منها مع علمنا أنكم الاكثرعلما ودراية واحاطة كاملة بها وقبل ذلك وبعد ذلك علم الذى يعلم: ((خائنة الأعين وما تخفى الصدور..)) صدق الله العظيم. وإننا إذ نحملك المسئولية كاملة نطلب من فضيلتكم الرد على كافة الأسئلة بصورة واضحة وجلية وان تبين للناس كل الناس هل لهذا الذى يحدث أمام أعيننا علاقة بالوحي الذى انزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ... وخاصة الطريقة التي عولجت بها هذه الفتنه من قبل الدولة وأدت إلى هذه الكارثة التي نحن يصددها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا أتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القارئ: عوض سيد أحمد عوض
مـــلاحظة : الى هنا تم نشرة بجريدة الايام الغراء صفحة (9) بتاريخ الاحد 9/1/2005 الموافق 27 ذو القعدة 1425 للهجرة
اضافه بعد النشر: • عندما اطلعت على مقال البر وف./ الطيب زين العابدين تحت عنوان: الحقيقة التائهة- ( مشار اليه في ثانيا أعلاه.)- اتصلت به تلفونيا سائلا: " حيث أننا نعيش في ظل دولة ترفع راية الإسلام ألم يكن من الواجب شرعا الرجوع أولا للمرجعية الدينية كي تتم عملية مواجهة التمرد وفقا لتعاليم ديننا الحنيف ؟؟ فأجابني قائلا فيما معناه: " في مثل هذه الأحوال لا يرجع هؤلاء الناس – أي ( ناس الانقاذ)- لمرجعية دينية ولا يراعون خلق ولا دين ولا كرامة إنسان ولا حتى رعاية الحقوق المضمنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان...... " !!!! • بعد إرسال هذه الرسالة للنشر أوردت الصحافة المحلية فقرات من تقرير لجنة رئس القضاء السابق الدكتور / دفع الله الحاج يوسف المكلفة من قبل رئس الجمهورية للتحقيق في هذه القضية جاء فيه: "..... ان ما قامت به قوات الحكومة والمليشيات المسلحة يعد انتهاكات جسيمه لحقوق الإنسان تتمثل في: عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها...." وأضاف في تقريره مؤكدا: أنه تم الاستيلاء على قرية –(حددها بالاسم)- والاستقرار فيها بعد إجبار أهلها للنزوح القهري وهم من مجموعات ذات أصول غير عربية غالبيتهم من الفور وقد أدت كل هذه الانتهاكات الجسيمة الى هذه الكارثة. • وأخيرا وليس أخرا ربما اطلعتم على المقابلة التى أجراها مندوب وكالة رويتر العالمية مع مدير الأمن السوداني حيث أوردت جريدة الصحافة مقتطفات منها سجل فيها الأخير اعترافا صريحا انهم فعلا: " اضطروا للاستنجاد بالجنجويد لان المتمردين كانوا يجعلون من سكان هذه القرى التى دمرت دروعا بشرية " ..... وعندما سأله المندوب عن مدى صحة الأنباء التى تقول ان مثل هذا العمل جارى التخطيط له من قبلكم لتطبيقه مرة أخرى على متمردي شرق السودان؟ !!!! .. رد عليه قائلا: " لا.. لن نقع في هذا الخطأ مرة أخري. !!!! " • ما هى الدوافع: (1) خطاب الحكومة: ترى الحكومة ان هولاء ما هم الا فئة متمردة وخارجة عن القانون وان هناك جهة أجنبية وراء هذا التحرك بجانب اتهامها الصريح لحزب الدكتور الترابي بتبعية أحد هذه الفصائل له وتحريضه لزعزعة السلطة. (2) خطاب الحركات المسلحة: تدعى هذه الحركات –(حركة تحرير السودان/ حركة العدل والمساواة )- ان هذا الجزء من الوطن مهمش تماما وواقع عليه ظلما عظيما من المركز لذا فهم في مجموعتيهما يطالبان بالإنصاف والحرية وبسط العدالة والمساواة بين جميع أفراد الأمة. هذا باختصار شديد هو جوهر القضية علما بان الحكومة اضطرت في النهاية للجلوس والتفاوض معهما بضغوط أجنبية كما سبق حدوثه مع حركة قر نق. • كيف تمت المعالجة: كما ترون ان المرجعية التى تم بموجبها مواجهة هذا التمرد ليست جديدة ولا مستحدثة فهي متناسقة ومتطابقة تماما مع ما كان يجرى في ظل جميع الأنظمة الشمولية: بدءا من لينين مرورا بأتاتورك وعبد الناصر وصدام حسين......الخ القائمة, فهي تطبيق حرفي لمبدأ: ( ميكافيلى ) " الغاية تبرر الوسيلة " وكما هو معلوم فان حقيقة هذا المبدأ ترجع الى تعاليم: " التلمود " والتي تهدف فيما تهدف الى إعادة البشرية كلها الى عهود الظلام أى: " الجاهلية الجهلاء ". • والسؤال الكبير الذى يفرض نفسه ويضاف الى كافة الأسئلة السابقة هو: ( كيف يتأتى لدولة ترفع راية الإسلام وفى هذا الزمن الذى أصبح العالم كله كأنه قرية واحدة وبدلا من عرضه كرسالة خاتمة جاءت لإنقاذ البشرية جمعاء, تعيد تطبيق تجارب ميتة ممعنة في قبحها وسوءها وشرورها – ( فظا يع الحكم الشمولي أي حكم الحزب الواحد) - بحيث أصبحت منبوذة ومدانة من كافة الأمم وبمواثيق دولية وتكون النتيجة ان نعطى: (القابلية ) والمبرر الكافي لأعداء الحق والدين لتسهيل مهمتهم فى عملهم الجاد و المضنى لضرب وتشويه صورة الرسالة الخاتمة بحكم انتساب مثل هذه الأعمال لدولة ترفع رأيت الإسلام ؟؟؟؟ • وفى الختام أرجو ان تعتبروا هذه القضية كأنها موجهة الى فضيلتكم ومن ثم تولى الإجابة على كافة الأسئلة وفقا لأحكام ديننا الحنيف وذلك بهدف رعاية الشريعة وبيان مقاصدها بشكل قاطع في معالجة مثل هذه الفتن التى ألمت بالامة في شكل: (حرابة/ بغى...الخ ) , هذا من جانب ومن جانب آخر إزالة أي التباس أو فهم خاطئ أو تضليل يعطى أو يلبس مثل هذه المعالجات لبوسا دينية باعتبارها تمثل الشرع وذلك استنادا على المبدأ الذى ابتدعه الأب الروحي للإنقاذ تحت اسم : ( فقه الضرورة ) والذى قيل ان بعض الفتاوى الشاذة والتي مررتم على نذر منها في : ( الكتابين المختارين ) وربما العديد من الممارسات الوارد ذكرها عند الكلام عن: الأساس الذى قامت عليه دولة الانقاذ كانت تستند على هذا المبدأ الأمر الذى يستدعى وضعه في الاعتبار عند اضطلاع فضيلتكم في عملية البحث والتقصي في قضية الرسالة الأولى والتي يرجى التعامل معها كأنها موجهة الى فضيلتكم أيضا.
ودمتم في حفظ الله ورعايته.
القارىء/ عوض سيداحمد عوض E-mail: mailto:([email protected]([email protected])
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
عفوا يا اخوانى , اعذرو عمكم العجوز فى هذا الخطأ الغير مقصود , الرسالة (2) أعلاه نزلت بالخطأ فى غير محلها , وفيما يلى الكتاب رقم (2) :
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( قراءة فى كتاب )
الكتاب رقم (2) : اسم الكتاب : ( الأبطال ) المؤلف : ( الفيلسوف الانجليزى توماس كارليل ) نبذة عن المؤلف : توماس كارليل (1795 – 1881) يعد من أعظم فلاسفة الانجليز قاطبة , ومن أشهر الكتاب , وأبرز شخصيات القرن التاسع عشر , وقد عرف عنه تجرده , وموضوعيته , وغيرته على الحقيقة التاريخية , رفضا للأحكام المسبقة , والمتحيزة , فقد هاله ما تعرضت له شخصية رسول البشرية صلى الله عليه وسلم , من تجنى , وظلم , فبحث , وتقصى , حتى أدرك جوانب العظمة , ومواطن التقدير , والانبهار , ومن ثم جاء على رأس قائمة الأبطال , عظماء الرجال الذين اخضعهم لدراستة التى تبلورة فى هذا الكتاب الشهير . موضوع الكتاب : تكمن أهمية هذا الكتاب من الوقت الذي ظهر فيه ، فقد كُتب فى زمن اتسم بالإلحاد والكفر (القرن الثامن عشر ) وكان رسول البشرية صلى الله عليه وسلم هدفًا لأقلام كثيرين من الغربيين الذين يرمونه ـ جهلًا وزورًا ـ بأبشع التهم، ويصفونه بأذم الصفات , ولما صدر هذا الكتاب عن هذا الرجل القامة , كان له صدا عظيما , لأن دفاعه عن النبى صلى الله عليه وسلم , انطلق من خلال صدقه , وأمانته , وموضوعيته التى لا مثيل لها , مع علو شانه بين الرجال , وفيما يلى عرض الكتاب : لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر, وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير , مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟! أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل هذا القبول، فما الناس إلا بُلْهٌ مجانين، فوا أسفا ! ما أسوأ هذا الزعم، وما أضعف أهله، وأحقهم بالرثاء والرحمة. وبعد، فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات ألا يصدق شيئاً البتة من أقوال أولئك السفهاء؛ فإنها نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر، وموت الأرواح في حياة الأبدان. ولعل العالَم لم ير قط رأياً أكفر من هذا وأَلأَم، وهل رأيتم قط معشر الإخوان، أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره علناً؟ والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب؛ فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير، والجص، والتراب، وما شاكل ذلك ـ فما ذلك الذي يبنيه ببيت ، وإنما هو تل من الأنفاق، وكثيب من أخلاط المواد. نعم ، وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه، فينهدم؛ فكأنه لم يكن ". إلى أن قال:"وعلى ذلك، فلسنا نَعُدُّ محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متصنعاً، يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، ويطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو إلى غير ذلك من الحقائر. وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح، وما كلمته إلا قول صادق. كلا، ما محمد بالكاذب، ولا المُلفِّق، وهذه حقيقة تدفع كل باطل، وتدحض حُجة القوم الكافرين. ثم لا ننسى شيئاً آخر، وهو أنه لم يتلق دروساً على أستاذ أبداً، وكانت صناعة الخط حديثه العهد إذ ذاك في بلاد العرب , وعجيب وأيم الله أُمِّيَةَ العرب ـ ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر، ولم يغترف من مناهل غيره، ولم يكن إلا كجميع أشباهه من الأنبياء والعظماء، أولئك الذين أشبِّههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور. وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم بعيداً، كريماً بَرًّا، رؤوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً، شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح , وداعب ، وكان ـ على العموم ـ تضيء وجهه ابتسامةٌ مشرقة من فؤاد صادق ؛ لأن من الناس من تكون ابتسامته كاذبة ككذب أعماله وأقواله". إلى أن قال: "كان عادلاً، صادق النية، كان ذكي اللـب، شهم الفؤاد، لوذعياً، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم ، ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم ، وهو غني عن ذلك. ويزعم المتعصبون من النصارى والملحدين أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان. كلا ـ وأيم الله ـ لقد كان في فؤاد ذلك الرجل ابن القفار والفلوات، المتوقد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيراً وحكمة، وحِجَى ـ أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا، وتلك نفس صامتة كبيرة، ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين؛ فبينما ترى آخرين يرضون الاصطلاحات الكاذبة، ويسيرون طبق الاعتبارات الباطلـة , إذ ترى محمداً لم يرض أن يَتَلَفَّع بمألوف الأكاذيب، ويتوشح بمبتدع الأباطيل. لقد كان منفرداً بنفسه العظيمة، وبحقائق الأمور والكائنات، لقد كان سرُّ الوجود يسطع لعينيه ـ كما قلت ـ بأهواله، ومخاوفه، وروانقه، ومباهره، ولم يكن هناك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه، فكان لسان حال ذلك السر الهائل يناجيه: ها أنا ذا، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهي مقدس، فإذا تكلم هذا الرجل فكل الآذان برغمها صاغية، وكل القلوب واعية، وكل كلام ما عدا ذلك هباء، وكل قول جفاء". إلى أن قال: "إذاً فلنضرب صفحاً عن مذهب الجائرين أن محمداً كاذب، ونعد موافقتهم عاراً، وسبة، وسخافة، وحمقاً؛ فلنربأ بأنفسنا عنه". إلى أن قال: "وإن ديناً آمن به أولئك العرب الوثنيون، وأمسكوه بقلوبهم النارية لجدير أن يكون حقاً، وجدير أن يصدق به. وإنما أودع هذا الدين من القواعد هو الشيء الوحيد الذي للإنسان أن يؤمن به. وهذا الشيء هو روح جميع الأديان، وروح تلبس أثواباً مختلفة، وأثواباً متعددة، وهي في الحقيقة شيء واحد. وباتباع هذه الروح يصبح الإنسان إماماً كبيراً لهذا المعبد الأكبر ـ الكون ـ جارياً على قواعد الخالق، تابعاً لقوانينه، لا مجادلاً عبثاً أن يقاومها ويدافعها. لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة، والنحل الباطلة، فابتلعها، وحق له أن يبتلعها؛ لأنه حقيقة، وما كان يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب، وجدليات النصرانية، وكل ما لم يكن بحق؛ فإنها حطب ميت". إلى أن قال: "أيزعم الأفَّاكون الجهلة أنه مشعوذ ومحتال؟ كلا، ثم كلا، ما كان قط ذلك القلب المحتدم الجائش، كأنه تَنور فِكْر يضور، ويتأجج ليكون قلب محتال ومشعوذ، لقد كانت حياته في نظره حقاً، وهذا الكون حقيقة رائعة كبيرة". إلى أن قال: "مثل هذه الأقوال، وهذه الأفعال ترينا في محمد أخ الإنسانية الرحيم ، أخانا جميعاً الرؤوف الشفيق، وابن أمنا الأولى، وأبينا الأول. وإنني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع، ولقد كان ابن القفار رجلاً مستقل الرأي، لا يقول إلا عن نفسه، ولا يدّعي ما ليس فيه، ولم يكن متكبراً، ولكنه لم يكن ذليلاً ضَرِعاً، يخاطب بقوله الحرَّ المبين قياصرة الروم , وأكاسرة العجم ، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة ، وللحياة الآخر ة ، وكان يعرف لنفسه قدرها، ولم تخل الحروب الشديدة التي وقعت له مع الأعراب من مشاهد قوة ، ولكنها كذلك لم تخل من دلائل رحمة وكرم وغفران ، وكان محمد لا يعتذر من الأولى، ولا يفتخر بالثانية". إلى أن قال: "وما كان محمد بعابث قط، ولا شابَ شيئاً من قوله شائبةُ لعبٍ ولهوٍ، بل كان الأمر عنده أمر خسران وفلاح، ومسألة فناء وبقاء، ولم يكن منه بإزائها إلا الإخلاص الشديد، والجد المرير. فأما التلاعب بالأقوال، والقضايا المنطقية، والعبث بالحقائق ـ فما كان من شأنه قط، وذلك عندي أفظع الجرائم؛ إذ ليس هو إلا رقدة القلب، ووسن العين عن الحق، وعيشة المرء في مظاهر كاذبة. وفي الإسلام خَلَّة أراها من أشرف الخلال وأجلها، وهي التسوية بين الناس، وهذا يدل على أصدق النظر وأصوب الرأي؛ فنفس المؤمن رابطة بجميع دول الأرض، والناس في الإسلام سواء". إلى أن قال: "وسـع نوره الأنحاء، وعمَّ ضوؤه الأرجاء، وعقد شعاعه الشمال بالجنوب، والمشرق بالمغرب، وما هو إلا قرن بعد هذا الحادث حتى أصبح لدولة العرب رجل في الهند، ورجل في الأندلس، وأشرقت دولة الإسلام حقباً عديدة، ودهوراً مديدة بنور الفضل والنبل، والمروءة، والبأس، والنجدة، ورونق الحق والهدى على نصف المعمورة".
http://www.toislam.net/files.asphttp://www.toislam.net/files.asp د. أبو شامة المغربي
الناقل : عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) الكتاب رقم (3) : المؤلف : ( الفيلسوف الفرنسى الكبير روجى جارودى ) نبذة عن المؤلف : هو فيلسوف وكاتب فرنسي ولد في 17يوليو 1913م، وتوفي في الأربعاء الموافق 13/6/2012 في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز الـ 99 عام، كان جارودي شيوعياً وتعمق في الفكر السياسي والمبادئ الماركسية حتى أصبح واحداً من قادة التنظيم الشيوعي ليس في فرنسا وحدها وإنما في القارة الأوروبية بأسرها، كما أنه صال وجال في ميدان الفلسفة دراسة وبحثاً ونقداً كواحد من أبرز المفكرين المعاصرين، وقد عكف جارودي على دراسة الأديان والمذاهب والفلسفات بحثاً عن الكثير من التساؤلات عن الإنسان، مبدؤه ومنتهاه، لماذا خلق؟، ما وظيفته في هذا الكون؟ وما رسالته؟ وإلى أين المصير؟ وجاءته الإجابة الشافية في الإسلام فآمن به وأعلن إسلامه في 2 يوليو عام 1982م، وأعلن ذلك للعالمين، وأعلن بشجاعة عما توصل إليه من نتائج وأراء منصفة للإسلام ولشعوب الأمة الإسلامية. أصدر غارودي عدداً كبيراً من المؤلفات، التي ظل فيها مدافعاً عن الإسلام ومناهضاً للرأسمالية والإمبريالية، ومعادياً لإسرائيل والحركة الصهيونية. نشر غارودي كتاباً بعنوان "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، أدى إلى الحكم عليه سنة 1998 من قبل محكمة فرنسية بتهمة التشكيك في محرقة اليهود، ولاسيما أنه فند في كتابه صحة الأعداد الشائعة عن إبادة اليهود في غرف الغاز على أيدي النازيين. نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه "ما يعد به الإسلام" و "الإسلام يسكن مستقبلنا "، وكذلك لدفاعه عن القضية الفلسطينية , وفيما يلى عرض مختصر لكتابه : " وعود الاسلام " :
" لماذا أسلمت ؟؟؟ " " للمفكّر الكبير والفيلسوف الفرنسي/ روجي غارودى "
• وعود الإسلام : في عام 1981 أصدر الفيلسوف العالمي: " جارودى " كتابه: " وعود الإسلام " , أو ما يعد به الإسلام , ... الذى أبرز فيه العناصر الايجابية فى الإسلام التي تجعل منه الاختيار الوحيد أمام البشرية, للخروج من من المأزق, والنجاة من الهلاك المحقق, .... حيث تأكد له بعد دراسة مستفيضة وبحث طويل في حضارات وديانات العالم كلّه, ... قوّة الإسلام في حلّ المشاكل التي يعيش فيها عالمنا اليوم,..... يقول غارودى: • " أحب أن أقول إن انتمائي للإسلام لم يأت بمحض الصدفة, بل جاء بعد رحلة عناء بحث ورحلة طويلة تخللتها منعطفات كثيرة حتى وصلت الى مرحلة اليقين الكامل,... والخلود الى العقيدة أو الديانة التي تمثّل ألاستقرار,......... والإسلام في نظري هو الاستقرار. • حيثيات إسلام غارودى: يقول: " بدأ لي الإسلام مثل حامل اجابة على أسئلة حياتي, ... لاسيّما على ثلاثة نقاط أساسية بالنسبة للوعي النقدي لهذا العصر: 1- لم يزعم النبي محمد صلى الله عليه وسلّم أنّه اختلق ديانة جديدة, ولكنّه يدعونا الى العقيدة الجوهرية لإبراهيم عليه السلام, وعقائد الأنبياء المذكورين بعده في القرآن. 2- الإسلام لا يفصل بين علم الحكمة وحكمة الوحي,..... العلم الاسلامى في ذروته لم يفصل البحث في الأسباب عن البحث في الغايات, ...... بمعنى أنّه يجيب على السؤال: كيف؟؟ ..... ولماذا ؟؟ ....... بهذه الكيفية يصبح العلم والأسباب في خدمة تألق الإنسان, وليس تحطيمه بإثارة رغباته وإرادة تسلط مجموعات أو قوميّات, ........... فيما يتعلق بالوحي فانّه لا يتعارض لا مع العلم ولا مع الحكمة, ويعبّر عن ذلك بكلمته البليغة: " الإيمان عقل بلا حدود. " . 3- يسمح الإسلام بوضع مشكلة العقيدة والسياسة دون أن يخلطهما مع العلاقات بين الكنيسة والدولة, مثلما حدث في أوروبا, .......... ويختم قائلا: " هذا هو معنى اختيار عقيدة التوحيد, ..... فالإسلام يعنى الاستجابة لنداء الله سبحانه وتعالى, استجابة نشطة حرّة مسئولة. " • عوامل انتصار الإسلام على ملوك فارس وبيزنطة: يرجع ذلك الى العوامل الآتية: 1- جوهر الإسلام وروحه: لم يشأ الإسلام أن يفصل الحكمة عن العلم, ..... فكلّ ما في الطبيعة مظهر من مظاهر وجود الله, ... فليست معرفة الطبيعة – ( شأن العمل الانتاجى ) – الاّ شكلا من أشكال العبادة المقرّبة, ....... لهذا ساهم المسلمون بعلمهم في اندماج ميراث شتى: " الثقافات العالمية الكبرى " . 2- انفتاح الإسلام وتسامحه : يقول : " تتجلى هاتان الخصلتان في قبوله أفرادا وجماعات ومجتمعات غير اسلاميه , ............ فقد تقلّد يهود ونصارى وأعضاء طوائف أخرى وظائف هامّة في حكومات إسلامية عديدة, وحظيت أديان مختلفة بكامل الحقوق والرعاية,........ بجانب السماح لغير المسلمين بممارسة شعائر دينهم دونما تضييق. "............... ويؤكد المولّف: " أن الإسلام لم ينتشر بقوّة السلاح, ولم يسلّ النبي عليه الصلاة والسلام السيف الاّ في حالة الدفاع عن النفس, " .......... ثم يشير الى الحديث النبوي القائل: " رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر "..... ويعنى بالأخير محاربة هوى النفس. "..... ويقول مواصلا: " إنما الجهاد الأكبر هو كفاح ضدّ ألذات, ضدّ الميول التي تجذب الإنسان بعيدا عن مركزه, ............ وما زلنا نجد اليوم في هذا درسا عظيما لكثير من : " الثوريين " الذين يريدون تغيير كلّ شيء ما عدا أنفسهم, .... كما كان فيما مضى شأن الكثير من أل. ( صليبيين ) الذين كانوا في القدس وفى أسبانيا: " المراد استردادها. " ... أو ضدّ هنود أمريكا: " يريدون أن يفرضوا على الآخرين ( مسيحية ) يهزوون هم منها بكل عمل من أعمالهم. 3- وحدانية الإله وتعاليه: " هذا المبدأ يفضى الى تساوى جميع البشر دون أي استثناء, الأمر الذى جعل الإسلام دعوة لتحرير الشعوب المقهورة سياسيا , واقتصاديا , ودينيا , ............ فانّ الفتح الاسلامى لم يشكّل استعمارا, فقد استقبلت الشعوب الفاتحين المسلمين الذين أنقذوهم من طغيان وغطرسة سلطات بلادهم الروحية , والزمنية, فلم يعارضوهم ,.......... ولعلّ أصدق صورة تعكس هذه الحقيقة هى انّ العرب فتحوا الأندلس في بحر سنتين فقط, في حين تطلّب استعادتها منهم سبعة قرون. "............ يواصل الكاتب: • ملحمة الإيمان (الصوفية) : " يعبّر عن الصوفية بأنّها شكل من أشكال الروحية الإسلامية بنوع خاص , وهى توازن بصفة أساسيه بين الجهاد الأكبر - ( أعنى الكفاح الداخلي ضدّ كل رغبة من الرغبات التي تجعل الإنسان ينحرف عن مركزه . ) - والجهاد الأصغر – ( يعنى العمل من أجل وحدة وانسجام الجماعة الإسلامية ضدّ جميع أشكال الوثنية من سلطات وثروات وضلالات تبعده عن طريق الله. " • عقيدة وسياسة : يركز الكاتب في هذا الصدد على ثلاث مقولات هى : (1) الاقتصاد (2) الحقوق (3) السياسة ,......... يقول في (1) " .......... يناقض مفهوم الإسلام المفهوم السائد في الغرب الذى لا يعنى سوى: " الإنتاج والاستهلاك " كهدفين لذ اتهما دون أدنى رعاية للغايات الإنسانية, ..... بينما يهدف الاقتصاد في ظلّ النظام الاسلامى الى التوازن, ممّا يستبعد أقلّ تشابه بين الرأسمالية في الغرب والنظام الاسلامى, فهو يتمتّع بخصوصية تتمثل في رفضه لخضوعه: " للآلة " ..... بل هو يحمل غاية في ذاته باعتباره تنظيما لأهداف عقائدية وإنسانية سامية, ويستشف من ذلك التوازن في توزيع الدخل والحيلولة دون الاحتكار. " ..... وعن المقولة (2) يقول: " ..... إن الإسلام يعتبر الإنسان جزء من كل, ......... فالمجتمع الاسلامى يرمى الى أهداف تتجاوز ذاته وينبني على أساس المساواة والحريّة. " .... وعن المقولة (3) والأخيرة يقول مؤكدا: " .... إن محور الأمّة هو عقيدة أساسها أن يتجاوز كل فرد مصالحه وأغراضه الشخصية لمصالح الأمّة التي تشتمل الإنسانية جمعاء. " • العلوم والحكمة : يقول : " الإسلام ينفى التفريق بين العلم والعقيدة , إذ إن كلّ ما هو موجود في الطبيعة دليل على وجود الله سبحانه وتعالى , حيث تصبح معرفة الطبيعة نوعا من العبادة فلا غروة أن يعمل المسلمون على اندماج الثقافات العالمية لتستفيد منها البشرية جمعاء , ........... في حين تجمدت العلوم في أوروبا إبان سطوة الكنيسة, لأنّها أبدت ريبة تجاه الطبيعة زاعمة أنّها تبعد عن الإله, .... ومن ثمّ فانّ العلم والتقنيات في مفهوم الإسلام مسخرات لأهداف عليا, ........ بينما الآن يقاس تقدّم العلوم والتقنيات بمدى فعاليتها لضمان دوام السيطرة على الطبيعة والإنسان دون أن يكون هناك أي هدف آخر. " • الاستشراق: يقول عن ذلك: " .... انّه لم يكن حركة نزيهة منذ البداية, إذ كان الهدف منه تنفيذ مشروع يرمى الى إدخال المسلمين في النصرانية, ولم يقتصر دوره في مساعدة الهيئات التنصيرية والاستعمار والامبريالية على الهيمنة على أرض واسعة وأجناس متعددة, ...... وإنما ساهم كذلك في بناء أسس لمشروعية الأحكام التعسفية التي جعلها الغرب ذريعة لاستغلال الشعوب الأخرى, ........ لهذه العلّة لم تتم دراسة الإسلام في أوروبا للوقوف على حقيقته, بل اهتمّ به المستشرقون لأجل الصراعات الاديولوجية. " • الحوار بين الشرق والغرب: يتطرّق الكاتب لمشكلة الحوار بين الشرق والغرب فيقول: " ...... إن الحوار سيكون عبثا لا طائل منه بل سيمنى بالإخفاق اذا ظلّت عقيدة أحد أطرافه غير مصقولة من صدأ قرون السيطرة والاضطّهاد,...... وأنّما يسمّى: " نمو " .... ما هو إلا نما للتأخر, فانّه لا يتأتّى نمو عدد قليل من الدول دون أن يتمّ ذلك على حساب دول أخرى, ..... فقد تم نهب المصادر الطبيعية والبشرية لثلاث أرباع العالم, ....... وأنّ أكبر افتراء يجب فضحه وتفنيده هو الزعم القائل: " انّه لا بدّ من اقتفاء أثر الغرب اذا ما أراد العالم الثالث تحقيق تقدّم اقتصادي. " .... .... إذ من المسلّم به أن تطور أوروبا الغربية ولّد التخلّف وضاعف من اتّساع رقعته في الدول النامية. " • انحطاط الحضارة الغربية: يقول في هذا المقام: " ..... بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب هيمنة لا يشاركه فيها أحد يمكننا تلخيص ميزانيته بثلاث أرقام: في عام 1982 مع حوالي: ( 600 ) مليار دولار من الإنفاق على التسليح وضع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات على رأس كلّ ساكن من سكان الكون, ووزّعت الموارد والثروات بحيث مات في السنة نفسها (50 ) مليون نسمة في العام بالمجاعة وسوء التغذية , فهل يمكن أن يسمّى هذا : ( تقدما ) ........ نقول بلا تردد ان ذلك الشوط التأريخى الذى قطعته الحضارة الغربية الحالية والتي جعلت من الممكن فنيّا ولأول مرّة خلال ملايين السنين من الملحمة البشرية , تحطيم كلّ أثر من آثار الحياة على الأرض . " • أسباب افساد الكون : يعدد هذه الأسباب فيقول : 1- الاقتصاد: " يسيطر عليه النمو المتمثل في الرغبة الجنونية في زيادة وشرعية الإنتاج: إنتاج أي شيء نافع أو غير نافع , ضار أو مميت لا يهم . " 2- السياسة: " تحكمها علاقات اجتماعية داخلية وخارجية يسودها العنف المعبّر عن صدام المصالح والنزوع الى السيطرة بين الأفراد والطبقات والأمم . " 3- الثقافة : ".... عارية من المعنى والغاية : فالتقنية للتقنية , والعلم للعلم , والفن للفن , .......والحياة لغير هدف . " 4- العقيدة: ".... خاوية من التعالي الذى يمثل البعد الانسانى للإنسان. " • كيف شوّهوا الإسلام: في هذا الصدد بين الكاتب الوسائل التي استخدمها أعداء الإسلام لتشويهه فيقول: " .... لقد انتقص حقّ التراث العربي الاسلامى نتيجة خداع مضاعف: 1- أرادوا أن يرو فيه مجرّد أداة نقل للثقافات أو الأديان الماضية, مترجما للفكر اليوناني ومعلقا عليه . 2- أرادوا ألاّ يرو فيه الاّ تأريخا سابقا على تأريخ ثقافتنا مما أدّى الى ترك دراسته لمختصين مكلفين بدراسة ما يرجع الى الماضي. 3- كل هذا ليؤكدوا أن الإسلام لم يأتي بشيء فيه جديد ولا يشتمل على شيء فيه حياة ولا يبشر بشيء ولا يعد بخير. • قام المؤلف بتفنيد كل هذه الافتراءات واحدة تلو الأخرى بصورة واضحة وقاطعة ثم عرج الى توضيح : دور الصهيونية العالمية في كل ذلك, يقول في ذلك: • الصهيونية ضدّ الإسلام : يتحدث الكاتب هنا عن الجهود التي بذلها من أجل إنشاء : ( المعهد الدولي للحوار بين الحضارات ) في كل من باريس وجنيف . ثم يتحدث عن الدعاية الصهيونية بفاعليتها وتنظيمها في الغرب الى حدّ مخيف باعتبارها تشكل أحد العوائق الخطيرة أمام فهم الغرب للعالم العربي الاسلامى, ويذكر الوسائل المتعددة التي تستخدمها الصهيونية في هذا المقام. • دور المسلمين في تفهيم الغرب : يؤكد جارودى على أهمية دور المسلمين في تفهيم الغرب , أن التوسع الصهيوني لا يهدد الفلسطينيين فحسب , بل يهدد مستقبل العالم , وأنّ القضية العربية هى قضية الجميع , ويرى أن شرح أهداف الصهيونية ووسائلها ومغزاها لا يجب أن يقف عند العمل السياسي وحده , بل يجب إبراز السياسة العنصرية للصهيونية في كلّ مقام , ويشير أيضا الى تفهيم الغرب أنّ الإسلام يمكنه أن ينقذ العالم كلّه من شفا الحرب النووية بتقديم الأنموذج الأمثل للحياة النظيفة الكاملة , ............ وبعد أن قدّم في هذا الصدد بعض المقترحات التي يرى وجوبا تنفيذها, انتهى الى القول: " الإسلام كتتويج لذرية إبراهيم عليه السلام وقد دعا الإنسان من خلال اليهودية والنصرانية والإسلام الى البحث عن غايته العليا والى تحقيقها – يمكنه مرّة ثانية أن يبعث الأمل في مجتمعاتنا الغربية التي خرّبتها الفردية وخرّبها أنموذج النمو الذى يسوق العالم كلّه الى الانتحار, ولن نستطيع القيام بهذه المهمّة الاّ بشرط هو أن لا ننسى أبدا أن الوفاء لدار الأجداد لا يكون بالحفاظ على رفاتهم , وإنما بتناقل المشعل من يد الى يد . "
بتصرّف من كتاب : " لماذا أسلمت " للفيلسوف والكاتب الفرنسي الكبير / " جارودى " .... عن دراسة أعدّها الأستاذ/ محمد عثمان الخشن " الناقل/ عوض سيدأحمد عوض 27/8/1991
ملاحظة : (أعلاه منشور ضمن رسالة تحت عنوان : "حوارموضوعى وهادف مع القائم بالاعمال الامريكى " محور (1) )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
" قراءة في كتاب: الشيعة والتشيع "
الكتاب رقم (4)
اسم الكتاب: " الشيعة والتشيع " ( الصراع بين الشيعة والتشيع. ) المؤلف: " العلامة الدكتور/موسى الموسوى. تاريخ صدوره: "عام 1408هجرى موافق عام1978 م مواضيع الكتاب: " (1) الإمامة والخلافة (2)التقية (3) الإمام المهدي (4) الغلو (5) زيارة مراقد الأئمة (6) ضرب القامات في يوم عاشوراء (7) الشهادة الثالثة (8) الزواج الموقت (9) السجود على التربة الحسينية (10) الإرهاب (11) صلاة الجمعة (12) تحريف القرآن (13) الجمع بين الصلاتين (14) الرجعة (15)البداء (16) التصحيح بين القبول والرفض. المقدمة : يقول الكاتب في المقدمة: " بعد أن ولدت ونشأت وترعرعت في بيت الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية , درست وتأدبت على يدي أكبر زعيم وقائد ديني عرفه تاريخ التشيع منذ الغيبة الكبرى وحتى هذا اليوم , .... وهو جدنا الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوى الذى قيل فيه: " أنسى من قبله وأتعب من بعده. " • في مثل هذه البيئة المليئة بكل ما قيل ويقال في التشيع والشيعة, وبكل الظروف والملابسات التي كانت تحكى الخلاف الطائفي بين الشيعة والسنة الذى دام قرونا, ...... كنت أعيش آلام الخلافات المريرة, وأشاهد عواقبها الوخيمة عن كثب. وفى ظل الخطوات الجريئة والعزيمة القوية التي يقوم بها جدنا الأكبر في تخطى الصعوبات ومحاولة إرساء العلاقات الصحيحة بين الشيعة والسنة بهدف الوصول للوحدة الكبرى والتي كانت تصطدم دائما بالسياسات الاستعمارية الحاكمة في العالم الاسلامى وتساندها عقول متحجرة وأناس متعصبون ومتاجرون بالطائفية البغيضة. • في ظل هذا الجو بدأت أدرك خطورة المهمة وقداستها,...... وزاد ايمانى بها عندما بدأت أعرف أن السبب في قتل والدي بين صلاة المغرب والعشاء في الحضرة العلوية في النجف الأشر ف على يد مجرم في لبوس رجل الدين الذى ذبحه كالكبش وهو يصلى في المحراب,....... كانت خطة استعمارية لكي تثنى جدي أبو الحسن من خطواته الإصلاحية, .... فقد اغتالوا فلذة كبده, وأعز الناس إلى قلبه, .... ولكنّه ضرب أروع الأمثال في تلقين المصلحين درسا لا يزال التأريخ الشيعي لا ينساه وهو: " العفو عن القاتل "......... وذلك ليثبت أن قلب المصلح لا تزلزله العواصف, ولا تضعضعه المصايب, ولا تتحكم فيه الأحقاد والثارات, وانه يبقى كالطود الشامخ يزود عن العقيدة التي يريد إرساءها في المجتمع ولدى الفرد. " • ويواصل قائلا: " .......... من خلال تتبعي للخلاف بين الطرفين: ( السنة والشيعة الامامية)... قد وصلت الى نتيجة حاسمة هو: أن الخلاف بينهما ليس بسبب الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم, أو أن الإمام على أولى بالخلافة من غيره, .... ولكن السبب الأساسي هو موقف الشيعة الامامية من: " الخلفاء الراشدين " وتجريحهم إياهم –( الأمر الذى لا نجده عند الشيعة الزيدية. ) - ولو اكتفت الشيعة الامامية بسلوك الزيدية لقلّت الخلافات, ولضاقت مساحة الشقاق, .... ولكنها وقعت في الخلفاء الراشدين تجريحا وانتقاصا وكانت الفتنة. "
1- الإمامة والخلافة :
يقول الكاتب: ".......... بدأ الصراع بين الشيعة والتشيع عندما حرفت الشيعة: " معنى التشيع " : من حب الإمام على وآل البيت الى ذم الخلفاء الراشدين وتجريحهم بصورة مباشرة , .... وتجريح الإمام على وأهل بيته بصورة غير مباشرة. " • الصراع بين الشيعة والتشيع : انبثق هذا الصراع مبتدئا بالعصر الأول وهو عصر ظهور الصراع الفكري بعد: " الغيبة الكبرى " ... الذى مهد الطريق للعصر الثاني وهو: " ظهور الدولة الصفوية " على يد مؤسسها: " الشاه إسماعيل الصفوى " فى العام 907 هجرية وتأسيس الدولة الشيعية في إيران ومن ثم العصر الثالث والأخير وهو عصر الصراع الذى نشاهده في حياتنا المعاصرة بين الأفكار الشيعية الحديثة والتشيع , ..... تلك الأفكار التي عصفت بالمجتمع الشيعي وأودت إلى نتائج حزينة خطيرة لا تحتملها الأرض ولا السماء. " • طوائف الشيعة: (1) الشيعة الامامية _ ( موضوع البحث ) – تعتقد أن الخلافة في على بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن بعد على في أولاده حتى الإمام الثاني عشر الذى هو: محمد بن الحسن العسكري الملقب: " بالمهدي المنتظر " . (2) الشيعة الزبدية: تعتقد أن الإمامة تتفرع من زيد بن على بن الحسين بن على. (3) أما الشيعة الإسماعيلية تعتقد أن الإمامة تتفرع من: إسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق. مقارنة: * إذن فان الإمامة هي حجر الأساس في المذهب الشيعي ومنها يتفرع كل ما هو مثار للجدل والنقاش مع الفرق الإسلامية الأخرى. وهم يستندون على أحاديث مثل حديث: ( من كنت مولاه فهذا على مولاه, اللهم والى من والاه وعاد من عاداه. ).... وهذا الحديث قيل في موقع يسمى: " غدير غم ".. وذلك عند رجوعه صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة عام 12 بعد الهجرة. * أما الفرق الإسلامية الأخرى فترى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدا بعده, بل جعل الأمر شورى بين المسلمين نزولا عن نص القرآن في الآيتين الكريمتين: (( وأمرهم شورى بينهم. )) و (( وشاورهم في الأمر. )) . * " الفرق الإسلامية الأخرى كلها تحب عليا وتكرمه , .... شأنه شأن الخلفاء الذين سبقوه, وتحترم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصلى عليهم في الصلاة وفى كل صباح ومساء, .... بينما الشيعة لها موقفا آخر من خلفاء المسلمين,.... موقف فيه العنف والقسوة والكلام الجارح. " * " من المحير أن الطريقة التي اتبعتها الشيعة في معالجتها لمشكلة الخلافة تتناقض كل التناقض مع سيرة الإمام على وسيرة أولاده من أيمة الشيعة,.... فكيف يكون شعارها هو حب الإمام على وأولاده ويضربون عرض الحايط بسيرته وسيرة الأئمة من ولده. فكرة الخلافة: " الدارس لموضوع الخلافة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته بصورة مستفيضة يصل إلى نتيجة مؤكدة لا يختلف عليها اثنان: • إن فكرة الأفضلية لخلافته صلى الله عليه وسلم ظهرت بعد وفاته مباشرة. • فهذا هو ابن عباس يخاطب الإمام عليا عندما كان مشغولا بتجهيز النبي صلى الله عليه وسلم وكفنه: " أعطني يدك لأبايعك حتى يقول القوم عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله. " • فيقول الإمام: " هل يطمع فيها طامع غيري, ....ثم اننى لا أريد أن أبايع من وراء ر تاج." • في اجتماع سقيفة بنى ساعدة للنظر في أمر الخلافة قالت الأنصار للمهاجرين: منا أمير ومنكم أمير. • حسم الأمر الخليفة عمر بن الخطاب وبايع أبو بكر فبايعه المسلمون بعد ذلك. " • تخلف الإمام على عن البيعة بعض الوقت ثم بايع الخليفة الجديد أبا بكرا وهو راض عن البيعة مقبلا عليها. • يقول الخليفة عمر بن الخطاب لابن عباس وهو يشير إلى الإمام على: " أما والله إن كان صاحبك هذا أولى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, إلا أنا خفناه على اثنين: حداثة السن , وحبه بنى عبد المطلب . " • ونستمع إليه مرة أخرى وهو على فراش الموت يشير إلى الإمام على ويقول: " والله لو وليتموه أمركم لحملكم على المحجة البيضاء. " • من هذا نرى أن المسلمين ارتضوا أبا بكر خليفة, والإمام ارتضاه كما ارتضاه غيره وبايعه كما بايعه غيره,..... وهكذا كان موقفه من الخليفين: عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان, فبايعهما وأخلص لهما في المشورة والرأي. • يواصل الكاتب قائلا: • لابد من الإشارة أن التشيع وأهل بيئته بدأ يأخذ شكلا خطيرا بعد مقتل سيدنا الحسين الذى أحدث رد فعل عنيف في العالم الاسلامى وكانت نتيجته المباشرة حدوث ثورات متتاليات أدت إلى سقوط الدولة الأموية ومن بعدها المر وانية وقيام الخلافة العباسية. • تجدر الإشارة أن فكرة التشيع خلال القرون الثلاثة للهجرة كانت تنحصر في النقاط التالية: 1 إن عليا أولى بالخلافة من غيره, ولكن المسلمين بايعوا الخلفاء الراشدين وعلى بايعهم ثم بايع المسلمون عليا بعد عثمان فلا غبار على شرعية خلافة الخلفاء الراشدين من أبى بكر إلى على. 2 إظهار العداء للأمويين لموقف معاوية من على ومقتل الإمام الحسين وسب الخلفاء الأمويين عليا على المنابر زهاء خمسين سنة إلى أن جاء إنهائه على يد الخليفة عمر بن عبد العزيز. 3 الرجوع إلى أهل البيت في الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية. 4 يعتقدون أن أئمة الشيعة – ( آل البيت )- من أولاد الحسين هم أولى بالخلافة من الأمويين والعباسيين. بداية الانحراف : يقول الكاتب : " بعد الإعلان الرسمي عن غيبة الإمام المهدي : ( في عام 329 هجرية ) حدثت في التفكير الشيعي أمور عجيبة وانحراف فكرى أدى إلى ظهور آراء دخيلة على الفكر الشيعي وهذه الآراء هي : 1 الادعاء بأن الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في : " على وبالنص الالهى "... وأن الصحابة ما عدا نفر قليل خالفوا النص الالهى بانتخابهم أبا بكر. 2 الادعاء بأن ألائمان بالإمامة مكمل للإسلام وجعلوها أصل من أصول الدين وظهرت روايات منسوبة لأئمة الشيعة: ( زورا ) فيها تجريح بالنسبة للخلفاء الراشدين وبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. 3 ظهور فكرة: ( التقية ) التي تأمر الشيعة بأن تعلن شيئا وتضمر شيئا آخر,......... وذلك لحماية الآراء الحديثة التي كانت بحاجة إلى الكتمان سواء لنشرها أو لحمايتها من السلطة الحاكمة. 4 ظهور فكرة: ( عصمة الأيمة ) .......... الهدف منها هو: • انهم لكي يكون لهذه الآراء الغريبة رصيد ديني لا يجوز التشكيك فيها نسبوها الى : ( أيمة الشيعة ) ولا سيما الإمامين : الباقر والصادق . • ولتثبيت صحة هذه الروايات المنسوبة زورا إلى " الأئمة " وعدم الخوض فى مضامينها وقبولها كما ذكرت, فقد ظهرت فكرة " العصمة " ... كي تكون رصيدا آخر يجعل من تلك الروايات الغريبة روايات مقدسة. , لا تخضع للنقاش ولا الجدل أو النقض. يتابع المؤلف : • " إن المتتبع لنص الروايات التي جاء بها رواة الشيعة في الكتب التي ألفوها بين القرن الرابع والخامس الهجري يصل إلى نتيجة محزنة جدا, ..... وهى أن الجهد الذى بذل في الإساءة للإسلام لهو جهد يعادل السماوات والأرض في ثقله. • يخيل الىّ أن أولئك لم يقصدوا من رواياتهم ترسيخ عقائد الشيعة في القلوب, ...... بل قصدوا منها الإساءة إلى الإسلام وكلما يتصل بالإسلام. • عندما نمعن النظر في هذه الروايات التي رووها وفى الأبحاث التي نشروها في الخلاف وتجريحهم لكل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووصفهم لعصر الرسالة والمجتمع الاسلامى الذى كان يعيش في ظل النبوة لكي يثبتوا أحقية على وأهل بيته بالخلافة, ويثبتوا علو شأنهم وعظيم مقامهم,....... نرى أن هولاء الرواة أساءوا للإمام على وأهل بيته بصورة هي: أشدّ وأنكي مما قالوه زورا في الخلفاء الراشدين والصحابة. " • وهنا تأخذني القشعريرة والحيرة وأتساءل: " أليس هولاء الرواة من الشيعة ومحدثيها قد أخذوا على عاتقهم هدم الإسلام تحت غطاء: " حبهم لأهل البيت. " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ • ماذا تعنى هذه الروايات التي نسبوها إلى أئمة الشيعة وهم صناديد الإسلام وفقهاء أهل البيت, .... وهى تتناقض تماما مع سيرة الإمام على وأولاده الأئمة, وكثير منها يتناقض مع العقل المدرك والفطرة السليمة. موقف الامام على : يقول المؤلف: " .......... إن التشيع في حقيقته كان يعنى حب الإمام على وأهل بيته وإعطائه حق الأولوية في الخلافة لأسباب معروفة لكل مسلم, ... فالإمام ترعرع ونشأ في بيت النبوة وهو يحدثنا عن تلك النشأة بقوله: ".... وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضمني في حجرة وأنا ولد, وضمني إلى صدره, ويكنفني إلى فراشه ويمسني بجسده, ويشمني عرقه, ويمضغ الشيء ثم يلقمنيه, وما وجد لي كذبة في قول ولا خطة في فعل . ".......... ويقول أيضا في بيان منزلته عند الرسول: " ....... لقد كان يجاور كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري, ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله عليه وآله السلام, وخديجة وأنا ثالثهما, ... أرى نور الوحي والرسالة, وأشم ريح النبوة, ولقد سمعت رنت الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت يا رسول الله ما هذه الرنّة ؟ .... فقال: هذا الشيطان آيس من عبادته, انك تسمع ما أسمع وترى ما أرى الاّ أنك لست نبي ولكنك وزير وانك لعلى خير. يقول المؤلف: "....... إن المتتبع لحياة الرسول الكريم والإمام على يصل إلى نتيجة أكيدة وهى: " إن الوشائج التي كانت تربط بينيهما أقوى بكثير من وشائج القربى,....إنها صلات روحية تترابط متماسكة أصلها في السماء وفرعها في قلبي الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عمه, ..... لذلك لا نستغرب أبدا عندما نلمس في على نفحات من نفحات النبي, .... فلننظر إلى كلمته الخالدة وهو يدافع عن الرسالة: " والله لو وضعتم الشمس عن يميني والقمر عن يساري لأترك هذا الأمر ما فعلته. " .......... وهذا هو على يدافع عن إيمانه بالله يقول: " فوالله لو أعطيت الأقاليم السبعة وما تحت أفلاكها أن أعصى الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت. " وبتابع المؤلف قائلا: " .... الفرية الخاصة بوجود نص الهي بتعيين الإمام على لخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن موجودة في زمنه ولا في زمن أئمة الشيعة من آل البيت ولم يقل أحد من الذين عاصروه, .......... واستمر الحال حتى عصر: ( الغيبة الكبرى ) وهو العصر الذى حصل فيه التغيير في عقائد الشيعة وقلبها رأسا على عقب. " وكما هو واضح هناك فرق كبير بين أن يعتقد الإمام على والذين كانوا معه أنه أولى بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يعتقد أن الخلافة حقه الإلهي, ..........والآن فالمتتبع إليه وهو يحدثنا عن هذا الأمر بكل وضوح وصرامة, ويؤكد شرعية انتخاب الخلفاء , وعدم وجود نص سماوي في أمر الخلافة فلنستمع له : " أنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه , فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد , وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار , فان أجمعوا على رجل رسموه إماما كان ذلك لله رضا , ..... فان خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ,.... فان أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين. فرية وجود نص الاهى لخلافة على : يقول المؤلف: " ... بعد كل ما أثبتناه فان وجود نص الاهى في موضوع الخلافة يصطدم بخمسة عقبات رئيسية هي: 1 صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وموقفهم من الخلافة. 2 أقوال الإمام على في الخلافة. 3 بيعة الإمام على مع الخلفاء وإعطاء الشرعية لهم. 4 أقوال الإمام على في الخلفاء الراشدين. 5 أقوال أيمة الشيعة – (من آل البيت ) - في الخلفاء الراشدين. يقول الإمام : ...... يقول الإمام على في وصفه لعصر الصحابة المشرق, ولصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:- "..... لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحدا يشبههم, لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا, وقد باتوا سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم, كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم... إذا ذكر الله هطلت أعينهم حتى تبتل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصفة خوفا من العتاب ورجاء الثواب. " يقول أيضا: "...... دعوني والتمسوا غيري, فانا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان, وأعلموا أنى إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ لقول القائل وعتب العاتب, وان تركتموني فأنا كأحدكم, ولعلّى أسمعكم وأطيعكم لمن وليتموه أمركم,.... وأنا لكم وزيرا خير لكم من أمير. " يقول أيضا فى خطاب أهل الشورى قبل بيعة الخليفة عثمان: "..... ولقد علمتم أنى أحق الناس بها من غيري, ..... والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها من جور الاّ علىّ خاصة التماسا لأجر ذلك وفضله. " وفى ردّه لأصحابه وقد سئل: " كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به ؟؟ قال : "...... وقد استعلمت فأعلم أن الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا والأشد ون برسول الله صلى الله عليه وسلم نوطا, فإنها كانت إثره شحت عليها نفوس وسخت عنها نفوس قوم آخرين , والحكم لله والمعود إليه القيامة. " ويقول أيضا : "..... والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية اربة , ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها فلما أفضت الىّ نظرت إلى كتاب الله وما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فاتبعته , وما استن النبي صلى الله عليه وآله فأقتد يته . " ويقول مؤكدا شرعية الخلفاء الذين سبقوه: "...... إنها بيعة واحدة يثنى فيها النظر ولا يستأذن فيها الخيار, ... الخارج منها طاعن والمروى فيها مداهن....." ويقول أيضا في هذا المقام : " ........ ولعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما الى ذلك سبيل, ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها, .... ثم ليس للشاهد أن يرجع ولا للغايب أن يختار. " ويقول المؤلف معقبا : "...... هل بعد هذا يقال أن هناك: " نص سماوي لخلافة على ؟؟؟؟؟ " ..... وهل كان بامكان الإمام أن يقضّ النظر عن هذا النص ويبايع الخلفاء ويرضخ لأمر لم يكن من حقهم ؟؟؟؟؟؟ " ............ ويواصل قائلا: " .... إن الخلافة عندما تكون بنص الهي – ( لعلى وذريته ) - وبأمر من الله لا يستطيع أحد مهما كان مقامه أو منزلته في الإسلام أن يقف ضدها أو يخالفها, ..... فلم يكن باستطاعة على أو غير على من الصحابة أن يوقف نصا إلهيا صدر بالوحي. " يواصل الكاتب : "... فلنستمع الى الإمام على وهو يتحدث عن الخليفة عمر بن الخطاب: .... لله بلا عمر فقد قوّم الأمد وداوى العمد, خلف الفتنة وأقام السنة, ذهب نقى الثوب قليل العيب, أصاب خيرها وسبق شرها, أدى الى الله طاعته واتقاها بحقه, رحل وتركم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدى. " وهنا يتساءل الكاتب : " ...... ومع ذلك كله نجد أنفسنا أمام فئة كبيرة من علماء المذهب الشيعي قد اغفلوا هذا الأمر إغفالا وذهبوا الى تأويل بيعة الإمام لكل من أبو بكر وعمر: " بالتقية " ... أو الخوف أو أنه أرغم على أمر لا يعتقد به وخلاف إرادته, .......... وهكذا أظهروا الإمام كرّم الله وجهه, ........( أظهروه في صورة رجل مخادع, مداهن, مجامل مع الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه طيلة (25) عاما مظاهرا لهم كمستشار أمين وكصديق حميم مطنبا في مدحهم وقائلا خير الكلام بحقهم وهو غير معتقد لما يقول وغير مؤمن بما يفعل. ) .......... هذا يمثل القليل القليل مما كتبه رواة أحاديث الشيعة عن الإمام, .......... لست أدرى ما ذا يكون موقف هولاء يوم القيامة اذا احتكم الإمام ربه فيهم. ؟؟؟؟؟؟ ويواصل قائلا: " ...... أنى أعتقد جازما أن بين هولاء الأكثرية توجد فئة غير قليلة ساهمت في تغيير مسار الفكر الاسلامى الموجه الى طريق الشقاق والنفاق ولضرب الإسلام والمسلمين بما فيهم على وعمر, ......... وان الغرض كان هدم المذاهب, وان شئت فقل: " الطعن في الإسلام " ..... علما بأن هذه الفرية لم تظهر إلا في عصر الغيبة الكبرى ( أي بعد عام 329 هجرية ) وهو بداية عهد الانحراف في التفكير الشيعي. " التصحيح : بطالب الكاتب بالتصحيح مبتدأ بالنقاط الآتية :- • موضوع الخلافة لا ينبقى أن يخرج من إطاره الحقيقي الذى نص عليه القرآن: (( وأمرهم شورى بينهم. )) • أن ينظر شباب الشيعة الى الخلفاء الراشدين بنفس النظرة والطريقة التي أقرها الإمام على نزولا عند نص القرآن الكريم وإجماع المسلمين, وأن الخلفاء الراشدين من بناة الإسلام الأوائل وقد اجتهدوا في مدّة خلافتهم وأصابووأخطوا وخدموا الإسلام ما استطاع كل واحد منهم الى ذلك سبيلا, ....... الخليفة الأول حفظ الإسلام من خطر الردة بحزمه وصبره وصرامته, ..... وها هو الإمام على يقف أمام بابه يوم وفاته يخاطبه قائلا: " رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأعظمهم غناءا وأحفظهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنسبهم برسول الله خلقا وفضلا وهديا وسمتا, ..... فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله وعن المسلمين خيرا, صدقت رسول الله حين كذبه الناس, وواسيته حين بخلوا وقمت معه حين قعدوا, وأسماك الله في كتابه صديقا: (( والذي جاء بالصدق وصدق به أوليك هم المتقون. )) " ... ....... يريد محمدا ويريدك كنت والله للإسلام حصنا وعلى الكافرين عذابا, لم تقلل حجتك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك, .... وكنت كالجبل الذى لا تحركه العواصف, كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله, متواضعا في نفسك عظيما عند الله, جليلا في الأرض كبيرا عند المؤمنين ولم يكن عندك مطمع ولا لأحد عندك هوادة , فالقوى عندك ضعيف حتى تأخذ الحق منه , والضعيف عندك قوى حتى تأخذ الحق له , ...... فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك. " • الخليفة الثاني عمر : أعطى الإسلام قوة عظيمة بفتوحاته ومواقفه الخالدة في توسيع الرقعة الإسلامية شرقا وغربا . • الخليفة الثالث عثمان: صاهر الرسول مرتين وهذه شهادة له من رسولنا العظيم, .... وكفاه فخرا أنه كان من أغنيا قريش يملك ألف ابل من حمر النعم باعها وصرف ثمنها في سبيل الله – ( ثمنت تلك الإبل بمليون سكة ذهبية في ميزان ذلك العصر. ) - • لا يجوز تجريح الخلفاء وذمهم بالكلام البذيء الذى نجده في كتب الشيعة والذي يغاير كل الموازين الإسلامية والأخلاقية ويناقض حتى كلام الأيمة في مدحهم وتمجيدهم. • الاعتقاد الجازم بأن كل الروايات الواردة في هذه الكتب عن نص: (الهي) للخلافة هى روايات وضعت بعد عصر الغيبة الكبرى حيث لا نجد ذلك حتى عصر الإمام حسن العسكري وهو الإمام الحادي عشر للشيعة الامامية • أن تخرج الشيعة من الانطواء على نفسها, وتسلك طريق الإمام عليا اذا كانت حقا من شيعته وأنصاره, وأن تسمى أولادها بأسماء الخلفاء الراشدين وتسمى بناتها بأسماء أزواج النبي أمهات المؤمنين تيمما بالإمام على الذى سمي أولاده: أبا بكر وعمر وعثمان,.... وكذلك سلك أيمة الشيعة الطريق نفسه: سموا بعائشة وحفصة. • أن تعلم الشيعة أن السبب الحقيقي والأساسي لتخلفها الفكري والاجتماعي هو السير وراء زعاماتها المذهبية وأطاعتها إطاعة عمياء, جعلتهم كالأغنام تساق الى حيثما تريد, وأن هذه الزعامات هى التي سببت للشيعة شقاء وعناء ومحنة سعتها سعة السماوات والأرض, .......... ولا شك أن التكوين الفكري المغلق لهذه الزعامات والامتيازات المالية الكبيرة التي حصلوا عليها من أموال الشيعة باسم: " الخمس في أرباح المكاسب. " – ( تلك البدعة التي ابتدعوها. ) – وكذلك القدرة المطلقة التي زعموها لأنفسهم في التحكم برقاب الشيعة كانت السد المنيع لرفع الغطاء عن العيون المحجبة والترفع عن الدنيا وحطامها وكأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا ولا فسادا والعاقبة للمتقين. ))
2- التقية:
* التقية : " التقية عند أهل الشيعة تعنى : " أن تقول شيئا وتضمر شيئا آخر . ".... أو تقوم بعمل عبادي أمام سائر الفرق الإسلامية الأخرى وأنت لا تعتقد به, ثم تؤديه بالصورة التي تعتقد به في بيتك. " * ظهورها : " لو أمعنا النظر قليلا في حياة أيمة الشيعة من آل البيت في حياتهم الخاصة والعامة نجد أنهم كانوا أبعد الناس عن : " التقية. " ..... وأكثر الناس مغتا لها وهذا يقودنا الى التأكيد بأنه لا يكون من المعقول أن لا يعمل أيمة الشيعة بها ثم يأمرون بها أتباعهم بالعمل بها كما رواه علماء الشيعة المتأخرون عنهم زورا وبهتانا في كتبهم, وصاحب هذا الظهور ظهور فرية: " النص الالهى للخلافة " ...... أي: ( أواسط القرن الرابع الهجري أي بعد إعلان غيبة الإمام الثاني عشر. ) * عند إضافة فرية النص الالهى ( للخلافة ) والدعوة له في إطار العمل السري واتخاذه وسيلة للإطاحة بالخلافة العباسية الحاكمة والإعلان بعدم شرعيتها جاءت: " التقية " وظهرت بمظهر الواجب الشرعي الذى يجب أن يتبعه كلّ من له فكرة دينية ويخشى أن يجهر بها أمام السلطة الحاكمة أو الأكثرية الإسلامية, ..... لذا كان لها دور كبير في إسناد الزعامات الشيعية التي ظهرت بعد الغيبة الكبرى, فبالتقية استمرت هذه الزعامات في نشاطها وفى مأمن من السلطة الحاكمة, وكانت الأموال تصل أيضا تحت غطاء: " التقية " * يواصل الكاتب : " ..... اننى لا أشك أبدا أن: " التقية " قاتلها الله لعبت دورا كبيرا في إبقاء الشيعة بعيدة عن الفرق الإسلامية الأخرى, .......... وما يحزن له قلبي أنها تجاوزت عامة الناس واستقرت في أعماق قلوب القادة من زعماء المذهب, ........ فعندما يرتضى القائد الديني لنفسه أن يسلك طريق الخداع مع الناس في القول والعمل باسم " التقية " فكيف ينتظر الصلاح من عامة الناس, ......... واننى في هذا الوقت الذى أكتب فيه وفى عهد وطأت أقدام الإنسان على سطح القمر وأصبحت الحرية الفكرية والكلامية مقدسة تدافع عن مكنونات الإنسان وعقائده خيرا كانت أو شرا, .......... في هذا الوقت يعيش المجتمع الشيعي بقيادة زعمائه مغلقا على نفسه بالتقية, ..... ولا يوجد زعيم واحد منهم في شرق الأرض وغربها يستطيع أن يعلن رأيه في البدع التي ألصقت بالمذهب الشيعي خوفا ورهبة من الجماهير الشيعية التي دربتها الزعامات تلك على العمل بها فأصبحت جزءا من كيانها. "
3- الإمام المهدي
* يقول المؤلف: "..... إن فكرة المهدي المنتظر الواردة بالأحاديث الصحيحة فكرة جيدة توحي بالخير المحض والتطلع الى عالم مليء بالخيرات والفضائل والحسنات, ............. ولكن علماء الشيعة الصقوا بالإمام المهدي جناحين أثقلا كاهل الشيعة في كل زمان ومكان وهما: (1) بدعة الخمس في أرباح المكاسب. (2) بدعة ولاية الفقيه. " * يقول المؤلف : "تعتقد: " الشيعة الامامية " أن الإمام الحسن العسكري - ( الإمام الحادي عشر للشيعة )- عندما توفى عام 260 للهجرة كان له ولدا يسمى محمدا له من العمر (5) سنوات : ( وهو الذى أطلق عليه المهدي المنتظر )...... ويقولون أنه تسلم منصب الإمامة بعد والده وبنص منه وبقى مختفيا عن الأنظار طيلة (65) عاما وكانت الشيعة تتصل به في هذه الفترة عن طريق نواب هم : عثمان بن سعيد العمرى وابنه محمد وحسين ,.... وآخر هم على بن محمد السميرى وهولا لغبوا بالنواب, والفترة تسمى بعصر: " الغيبة الصغرى " ......... وفى عام 329 للهجرة وقبيل وفاة " السميرى " بشهور قليلة وصلت رقعة إليه بتوقيع الإمام المهدي جاء فيها : " لقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الاّ بعد أن يأذن الله فمن ادعى رؤيتي فهو كذاب مفتر. " • يقول الكاتب : : هذا العام هو بداية : " الغيبة الكبرى. " ............ هذه خلاصة عقيدة الشيعة الامامية في: " المهدي المنتظر. " ...... ولا تزال تحتفل كل عام في 15 شعبان بولادة: " المهدي " احتفالا كبيرا. • بدعة الخمس في أرباح المكاسب: يقول الكاتب: "إن تفسير الغنيمة بالأرباح من الأمور التي لا نجدها الاّ عند علماء الشيعة, فالآية صريحة وواضحة بأن الخمس شرعت في غنائم الحرب وليس في أرباح المكاسب لقوله تعالى: (( وأعلموا أن ما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. ))... الأنفال (41)....... وأظهر دليل قاطع على أنها لم تشرع في أرباح المكاسب هو سيرة النبي عليه الصلاة والسلام, وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده, بما فيهم الأمام على وحتى سيرة أيمة الشيعة حيث لم يذكر أرباب السير الذين كتبوا سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ودونوا كل صغيرة وكبيرة عن سيرته وأوامره ونواهيه أنه كان يرسل جباته الى أسواق المدينة ليستخرج من أموالهم " خمس الأرباح " .......... ولم يثبت ذلك في عهد الخلفاء الراشدين حتى عهد الإمام على, ...... كما أن مؤرخي حياة أيمة الشيعة لم يذكروا قط أنهم كانوا يطالبون الناس " بالخمس " في أرباحهم أو أحدا قدم إليهم مالا بهذا الاسم. • وبتابع الكاتب : " .......... إن هذه البدعة ظهرت في المجتمع الشيعي في أواخر القرن الخامس الهجري, فمنذ الغيبة الكبرى الى أواخر القرن الخامس لا تجد في الكتب الفقهية للشيعة بابا: " للخمس " أو إشارة الى شمول الخمس في الغنايم والأرباح معا, .... وهذا هو واحد من أكابر علماء الشيعة في آوايل القرن الخامس ويعتبر مؤسس الحوزة الدينية في النجف: ( الفقيه محمد بن الحسن الطوسي. ) لم يذكر في كتبه الفقهية المعروفة شيئا عن هذا الموضوع مع انه لم يترك صغيرة ولا كبيرة من المسائل الفقهية الاّ ذكرها في تآليفه الضخمة. • يقول الكاتب : " بعد أن أسست هذه البدعة أضيفت لها أحكام مشددة لكي تحمل الشيعة على التمسك بها وعلى تنفيذها بصورة طوعية ومثال لهذه الأحكام : " قولهم الدخول الأبدي في نار جهنم لمن لم يؤدى حق الإمام وعدم إقامة الصلاة في دار الشخص الذى لم يستخرجها من ماله أو المنع من الجلوس على مائدته , .......... الخ.... كما أن هولا الفقهاء أفتوا بأن هذا الخمس من حق الإمام الغائب ولكن يدفع الى نائبه أو المرجع الديني, ........... وهكذا سرت هذه البدعة في المجتمع الشيعي تحصد أموالهم في كل زمان ومكان وظلوا يدفعونها كل الى مرجعه الديني وذلك بعد أن يجلس الشخص المسكين هكذا أمام مرجعه صاغرا ويقبل يده بكل خشوع وحضور ويكون فرحا مستبشرا بأن مرجعه تفضل عليه وقبل منه حق الإمام. • يواصل الكاتب : " .... بالرغم أن كثيرا من علماء الشيعة يعلمون أن تلك الأموال تؤخذ زورا وبطلانا من الناس وغير شرعية الاّ أنهم يبررون ذلك بأنها تصرف على المدارس الدينية والحوزات العلمية والشئون المذهبية الأخرى, ..... هكذا نرى أنهم اصبغوا عليها الصبغة الدينية وجعلوها من الواجبات الشرعية والأوامر الإلهية في الوقت الذى كان باستطاعتهم أخذ هذه الأموال تحت مسمى: " التبرعات " أو أي مسمى آخر بعيدا عن صبغها بصبغة دينية زورا وبصورة مخالفة الشرع. • يواصل الكاتب : " .......... أكتب هذه السطور وأعرف مجتهدا من مجتهدى الشيعة – (لازال على قيد الحياة ) - قد ادخر من مال: " الخمس " ما يجعله زميلا لقارون الغابر أو القوا رين المعاصرين, ... وهناك آخر في إيران أودع باسمه مبلغا يعادل عشرين مليون دولار أخذها من الناس باسم: " الخمس " وبعد موته كادت أن تذهب هذه الأموال الى ورثته لولا أللجو الى المحاكم وأخذت من اللّت والعجن والمحاكمات الكثير حتى تم استردادها,............ هذه صورة من الصور المحزنة من آثار هذه البدعة. • بدعة ولاية الفقيه : يقول المؤلف : ".......... ولاية الفقيه هى الجناح أو البدعة الثانية التي أضيفت الى سلطة: " الدين " .......... يدّعون أنهم نواب: " الإمام المهدي " في عصر الغيبة الكبرى وهذه الفكرة بالمعنى الدقيق هى: " فكرة حلولية " دخلت الفكر الاسلامى من الفكر المسيحي القائل : " أن الله تجسد في المسيح والمسيح تجسد في الحبر الأعظم . " ملاحظة : يقول الكاتب : " في عصر محاكم التفتيش كان البابا يحكم باسم السلطة الإلهية المطلقة حيث كان يأمر بالإعدام والحرق والسجن , وكان حرّسه يدخلون البيوت الآمنة ليل نهار ليعبثوا بأهلها فسادا ونكرا , .......... وقد دخلت هذه البدعة الى الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى وأخذت طابعا عقديا, وأخذ علماء الشيعة يسهبون في الإمامة ويقولون بأنها: " منصب الهي " أنيط به كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ............ وبما أن الإمام المزعوم: " غائب " فان هذه السلطة تنتقل منه الى نوابه ليقوم مقامه في كل شيء. * يواصل الكاتب : " .......... وبالرغم أن كثيرا من فقهاء الشيعة أنكروا ولاية الفقيه بالمعنى السائر حاليا وقالوا إن الولاية خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم, ثم الأيمة الاثنى عشر من بعده ولا تنتقل الى نواب الإمام وهى بالنسبة لهم لا تعنى أكثر من ولاية: " القاضي "........... الاّ أن قيام سلطة الشاه إسماعيل في إيران عام: ( 907 هجرية ) أعطى لهذه الفكرة حيز العمل: ( وهو العصر الذى يعبر عنه بعصر الصراع الثاني بين الشيعة والتشيع. ) * ملاحظة : يقول المؤلف : " من المعلوم أن الموطن الأصلي للرعاية المذهبية للشيعة كان مقرها : " العراق " يأتي بعدها في المركز الثاني لبنان : " جبل عامل ".......... أما إيران فلم تكن شيعية الاّ مدن قليلة منها: " قم " وغاشان ونيسابور ولكن تتويج الشاة إسماعيل الصفورى رسميا ملكا – ( كان في سن الثالثة عشر. )- أصبحت إيران تتبنى المذهب الشيعي, ومن ثم إدخال الإيرانيين في المذهب الشيعي بأمر السلطة الحاكمة حيث أعمل الشاة إسماعيل السيف في رقاب الذين لم يعلنوا تشيعهم. * يواصل الكاتب : " من طريف القول أن نذكر هنا أن سكان مدينة أصفهان كانوا من الخوارج فعندما وصلهم أمر الشاه بقبول التشيع أو قطع الرقاب طلبوا منه أن يمهلهم أربعين يوما ليكسروا فيها من سبّ الإمام على ثم يدخلون في المذهب الجديد فأمهلهم كما أرادوا , ............ وهكذا انضمت أصفهان الى المدن الشيعية الأخرى. * العصر الثالث للصراع: يواصل الكاتب: "... في إيران وهى مهد ولادة الفقيه في التاريخ المعاصر الذى عبرنا عنه بعصر الصراع الثالث بين الشيعة والتشيع استطاعت ولاية الفقيه أن تمثل الصدارة في الدستور الايرانى الجديد وتحتل أهم المواقع الأساسية منه كما استطاعت أن تسيطر على السلطة المطلقة في البلاد. * إهانة الدين : " ...... حقا: إن إسناد قانون كهذا الى الإسلام يعد إهانة الى ذلك الدين القيم الذى أرسله الله ليرفع من القيم الإنسانية, .... ومن المؤسف أننا اليوم نراها تجاوزت إيران وتسربت الى مناطق شيعية أخرى وبدأت تعصف بهم هناك كما عصفت بها في إيران, وأنى أخشى أن يعم البلاْء في كل مكان ويهزهم هزا لا استقرار بعده. "
"(4) الغلو. "
(( .. ولا تغلوا في دينكم غير الحق, ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. ))...... المائدة (77) يقول الكاتب : " لو تصفحنا موسوعة : " بحار الأنوار " التي وضعها المولى : " محمد باقر المجلسى " باللغة العربية وفى مجلدات تربو على العشرين والتي تعتبر من أكثر الموسوعات شهرة عند الشيعة نجد أنها تحتوى على ما تحتوى على جانب هدّام شديد الغلو وهو التركيز علة : " الطعن وتجريح الخلفاء الراشدين "... وبصورة مفزعة, .....الأمر الذى اتخذه تجار الطائفية البغيضة فرصة مواتية لإثارة العداء بين الشيعة والسنة ولا زالت الكتب التي تؤلف ضد الشيعة تركز تركيزا مباشرا على كتب المجلسى: (1037 – 1111هجرية ) الذى كان معاصرا للشاه سليمان والسلطان حسن من الملوك الصفو يين وعين برتبة: ( شيخ الإسلام ) وأنيطة به الشئؤن الدينية في إيران بأمر الشاهين الذين حكماء إيران في أزهى عصور الدولة الصفوية. " * ويواصل الكاتب: " .......... قبل أكثر من ثلاثين عاما أمر الإمام الطباطبائى البروجردى الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية آنذاك أن يخضع كتاب: " موسوعة بحار الأنوار " المذكور للتهذيب والتنقيح قبل إعادة طبعها آنذاك وأن يجرده تماما من كل الروايات والقصص التي فيها تجريح للخلفاء الراشدين, ..... ولكن الناشر الذى كان من أكبر تجار الطائفة وبتعاون مع جهات مشبوهة بدأ الطباعة من تلك المجلدات التي لا تحتوى تلك الروايات والقصص المذكورة متجاهلا التسلسل الوارد في الموسوعة, ..... ومن ثم تأخر طبع المجلدات الضارة الى ما بعد وفاة الإمام البروجردى ومن ثم اكتملت عملية إعادة الطبع وعرضت في المكتبات الإسلامية كما هى دون تغيير لتكون وقودا جديدا لإثارة الضغناء والشحناء بين المسلمين. " * يواصل الكاتب : " .......... ولقد أنبئت أخيرا أن الموسوعة طبعت مرة أخرى في لبنان بمساعدة جهة لها اتصال عميق بالدوائر الاستعمارية المعادية التي كانت سياستها الدائمة: ( فرق تسد ) . " * تصحيح: يقول الكاتب: " ........ يتزع كثير من فقهاء الشيعة في رفضهم قبول غربلة الكتب المشار إليها بالقول أن كتب السنة أيضا مليئة بما يحرج الشيعة وترميهم بالزندقة والكفر والخروج من الإسلام. ,.......... يواصل: " لقد صارحناهم وقلنا لهم إن كتبكم طعنت وأجرحت الخلفاء الراشدين الذين لهم مكانة كبرى في قلوب المسلمين وأزواج النبي وصحابته, والسنة لا تقول مثل هذا الكلام في أيمة الشيعة: ( من آل البيت. ) بل تكرمهم وتذكر فضائلهم, .......... ولكنهم يدافعون عن أعز وأكرم فئة ترى فيها امتدادا لرسول صلى الله عليه وسلم وهى ترى كتب الشيعة توجه سهاما لهم بما لا يليق بمكانتها فبدلا أن يوجهوا سهامهم نحو صدور أولئك الذين دونوا مثل تلك الأقوال في كتبهم, .......... ومن هنا نستطيع القول أن وطأة الكتب الشيعية وما فيها من كلام جارح على الخلفاء هى أقسى وأشد كثيرا على السنة مما تقوله السنة في الشيعة نفسها, ......... وبما أننا نريد بعون الله أن ننهى هذا الخلاف الى الأبد ونقدم حلولا تصحيحية تضمن إنهائها عاجلا أو آجلا, فكان لا بد من سلوك طريق الصراحة, ونحن في موقف أمام الله والتأريخ والمسلمين جميعا, ......... فان أيمة الشيعة – ( ايمة آل البيت كالحسن والحسين وزين العابدين وغيرهم. ) – هم أيمة أهل السنة أيضا ومن يخرج منهم يعتبر مجروحا في موازينه أيضا, .......... هذا معلوم ولكن لا ينفى أن قلة قليلة منهم ونادرة شذت عن ذلك وهذه القلة النادرة هى التي يستغل كتبها المتاجرون بالطائفية الذين لا يريدون للوحدة الإسلامية أن تتم وتؤخذ هذه الكتب مع ندرتها وعدم تداولها رأس رمح وذريعة لمنع القيام بالحركة التصحيحية. "
(5) زيارة مراقد الأيمة
* يقول الكاتب : " ......... عندما نعود للأسباب الكامنة التي كانت وراء تلك الاجتماعات التي كانت تحصل عند قبر الإمام الحسين باسم زيارته نعلم أنها كانت لقاءات بين الشيعة تفد من أقاصي البلاد لكسب الثواب ولنشر المذهب الشيعي والتنديد بالخلافة التي تجسدت في الأمويين في بادىء الأمر ثم في العباسيين بعدهم, وأنها في نفس الوقت كانت تظاهرات شيعية لتوحيد الصفوف ونشر أهداف المذهب, لذا نجد في كتب الروايات التي بين أيدينا روايات غريبة منسوبة لأيمة الشيعة: - ( من آل البيت ) – تحث الناس على هذه الزيارة بهذه الطريقة الغريبة جاء فيها : * " كل خطوة يخطوها الزائر في سبيل زيارة الحسين له قصر في الجنة . " ............ كما أنهم جعلوا لكربلاء مقاما أعلى من مقام الكعبة, ..... قال أحد شعرائهم: وفى حديث كربلاء والكعبة * لكربلاء بان علو الرتبة. • هناك روايات أخرى تقول : • " إن من بكى على الحسين أو تباكى غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. " • يقول الكاتب : " ...... وكما هو معلوم إن مثل هذه الروايات والتي نسبت الى: ألأيمة " أعطت حيوية خارقة في حث الناس في السعي للوصول الى كربلاء مع صعوبة الإسفار ومشا قها وخطورتها في ذلك الحين, ....... وكانت كربلاء تشهد مظاهرات عظيمة طيلة شهور محرم وصفر ولاسيما العاشر من صفر, كان ذلك في العصر الأموي والعصر العباسي, ........... كان المجتمعون يحتشدون بصمت أمام القبر ويوحدون صفوفهم في قراءة الزيارات التي كانت بمثابة عملية تثقيفية, وراءها حكماء وعلماء أحكموا فيها وضع الخطة التي تجمع الشيعة على خط واحد لا ينفصم عراه, ............ حقا كان المخططون عباقرة, ...... استطاعوا تفهم النفسية الشيعية فى عهد الأمويين والعباسيين تفهما مطلقا فجاءت تلك الزيارات وتداولها تداولا عاما في المواسم الخاصة بمثابة استمرار منظم في مقاومة الخلافة, .......... وهكذا أصبح التثقيف المذهبي عن طريق تلك الزيارات عاما وشايعا وشاملا رغما عن إرادة السلطة الحاكمة, ولقد حدث كل ذلك في عهد لم تعرف فيه الصحافة ولا المدارس العامة ولا الإعلام الشامل ولا وسائل الطباعة ولا التنظيمات الحزبية, ..... ولذلك لا نجد غرابة عندما نعلم أن المتوكل العباسي منع الناس من هذه الزيارة وأمر بحرق القبر حتى تخفى معالمه عن الناس. " • يواصل الكاتب قائلا : " ..... والآن نحن نودع ثلاثة عشر قرن مضت ولازال الأمر سائرا كما كان في الماضي, ........... ويمكن التساؤل ما هى الفائدة التي يجنيها الأيمة أنفسهم من قراءة هذه الخطب الرنانة أمام قبورهم, ..... ألم يكن من الأفضل حقا أن نأخذ بسنن النبي صلى الله عليه وسلم ونتلوا آيات من الذكر الحكيم أمام قبور أيمتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ ..... فان فيها الثواب والرحمة, وفيها النور والهدى ليس للزائر فحسب, بل حتى للمزور, ..... وان كان نبيا أو إماما. "
(6) ضرب القامات في يوم عاشوراء
* يقول الكاتب : " لم تشوه ثورة مقدسة في التأريخ كما شوهت الشيعة ثورة سيدنا الحسين بذريعة حبه . "" * يواصل الكاتب : " .......... ولا ندرى على وجه الدقة متى ظهر ضرب السلاسل على الأكتاف في يوم عاشوراء وانتشر في أجزاء من المناطق الشيعية مثل إيران والعراق وغير هما, .......... ولكن الذى لا نشك فيه أن ضرب السيوف على الرؤوس وشج الرأس حدادا على الحسين في يوم العاشر من محرم تسرب الى إيران والعراق من الهند وفى إبان الاحتلال الانجليزى لتلك البلاد وكان الإنجليز هم الذين استغلوا جهل الشيعة وسذاجتهم وحبهم الجارف للإمام الحسين فعلموهم ضرب القامات على الرؤوس,.......... ومن المعروف أنه حتى عهد قريب كانت السفارة البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب " الحسينية " التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة, ..... وكان الغرض وراء تنمية هذه العملية البشعة واستغلالها البشع هو إعطاء مبرر معقول للشعب البريطاني وللصحف الحرة التي كانت تعارض بريطانيا فى استعمارها للهند ولبلاد إسلامية أخرى وإظهار شعوب تلك البلاد بمظهر المتوحشين الذين يحتاجون الى قيّم ينقذهم من مهانة الجهل والتوحش, .......... فكانت صور المواكب التي تسير في الشوارع وفيها آلاف من الناس يضربون بالسلاسل على ظهورهم ويدمونها, ..... وبالقامات والسيوف على رؤوسهم ويشجونها,......... كانت تنشر في الصحف هناك ( إنجليزية/ أوروبية )وكان الساسة الاستعماريون يتذرعون بالواجب الانسانى في استعمار بلاد تلك هى ثقافة شعوبها لحمل تلك الشعوب على جادة المدنية والتقدم. * الشاهد على ذلك : يواصل الكاتب : " ...... وقد قيل أن ياسين الهاشمي رئيس وزراء العراق إبان الاحتلال الانجليزى عندما زار لندن للتفاوض لإنهاء عهد الانتداب قيل له: " نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي كي ينهض ويشر بالسعادة وينعم بالخروج من الهمجية. " !!!!!!!! وعندها ثار رئيس الوزراء فخرج غاضبا من غرفة المفاوضات, غير أنهم اعتذروا له بلباقة ثم طلبوا منه بكل احترام أن يشاهد فيلما وثائقيا عن العراق, ....... وإذا به أمام فيلم عن هذه المواكب في شوارع النجف وكربلاء والكاظمية تصور مشاهد مروعة ومعززة عن ضرب القامات والسلاسل, ....... تقول له: هل لشعب مثقف له حظ قليل من المدنية يعمل بنفسه هكذا. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ * أعمال التصحيح : تكلم المؤلف عن أعمال التصحيح التي نهض كبير علماء الشيعة في سوريا السيد / محسن الأمين عام 1352 للهجرة عندما أبدأ جرأة منقطعة النظير في الإفصاح عن رأيه وطلب من الشيعة أن يكفوا عن هذه العادة السيئة , ,.......... وعندما وجد مقاومة عنيفة ومعارضة قوية من داخل صفوف العلماء ورجال الذين الذين ناهضوه ومن ورائهم: " الهمج الرعاع " وكادت أن تفشل محاولته,....... تبنى الإمام: " أبو الحسن " وبصفته الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية: - ( جدّ المؤلف ) – تبنى موقف العلامة الأمين, معلنا تأييده المطلق له ولفتواه,.......... ولقد أعطى هذا الموقف بعدا كبيرا للحركة الإصلاحية, وأخذت الجماهير تطيع هذه الفتوى, ... وبدأة هذه الأعمال تقل رويدا رويدا وتختفي من على الساحة الشيعية الاّ أنها لم تندثر تماما حيث بقيت لها مظاهر ضعيفة وهزيلة حتى موت جدنا في عام 1365 من الهجرة, ....... أخذت بعض الزعامات الجديدة تستحث الناس من جديد, ..... ثم قامت الجمهورية الإسلامية في إيران. !!!!!!!!!! * الجمهورية الإسلامية: يقول الكاتب: "........ بعد إعلان الجمهورية في إيران: " الخميني " , ............ أخذت الجمهورية الفتية تساعد الفئات الشعبية في كل الأرض وتحثهم ماليا ومعنويا لإحياء هذه البدعة من جديد,......... وذلك لتظهر وجهة الإسلام والمسلمين بالمظهر الكالح, ............ والآن وأنا أكتب هذه السطور نشاهد المدن الإيرانية والباكستانية والهندية واللبنانية – ومع الأسف الشديد – تشاهدها في يوم العاشر من محرم من كل عام تسيّر مواكبها بالصورة التي رسمناها, ..... وقبل أن تنتهي ساعات ذلك اليوم فان صورا من تلك الهمجية الإنسانية والجنون المفزع تعرض على شاشات التلفزة في شرق الأرض وغربها لتعطى قوة لأعداء الإسلام والمتربصين به وبالمسلمين معا. " * التصحيح: يقول المؤلف: :........ اننى أناشد الطبقة المثقفة من الشيعة الامامية أن تبذل قصارى جهدها لمنع الجهلة من القيام بمثل هذه الأعمال التي مسخت وشوهت ثورة الإمام الحسين رضي الله عنه, ........ وأهيب بالوعاظ والمبلغين أن يقوموا بدور أكثر وضوحا وروية, .......... إن الشهيد كما تعلمون أراد أن يعطى الناس درسا بليغا في الائيثار عن النفس والحزم والعزم والشجاعة في مقارعة الظلم والاستبداد. لذا فان الاحتفال ينبقى أن يتناسب مع هذا المقام العالي بعيدا عن الغوغاء والجهلة, ... . يجب أن نبنى أنفسنا في هذه الذكرى لا أن نهدمها,.... ويجب أن نعطى الحسين حقه في ساحة النضال لا أن نشوهه ونسيء إليه, ........ هذا إن كنّا حقا من أنصاره ومحبيه. "
(7) الشهادة الثالثة:
• يقول المؤلف: " الشهادة الثالثة هى البدعة المتعلقة بإضافة كلمة: " أشهد أن عليا ولىّ الله " في الآذان, ......... ومعلوم أن صيغة الآذان أقرّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت سنة توقيتية ولا يجوز الحذف منها ولا الإضافة إليها, ومع أن المجمع عليه عند علماء الشيعة. ومع العلم أن علماء الشيعة يقرون أنها بدعة ويقرون أنها لم تكن موجودة لا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين ولا عهد أيمة الشيعة من آل البيت, .... وبالرغم أن أكابر علمائهم أمثال السيد المرتضى – (من علماء القرن الخامس الهجري ) - أفتى بأن من قال في آذان الصلوات: " أشهد أن عليا ولى الله " فقد أتى بعمل محرم, ......... ومع ذلك كلّه نجد أن هناك موقف معارض ليس إيقاف هذه البدعة فحسب, ... بل يرمون كبار العلماء الذين تصدوا لها, .... يرمونهم بالخروج من التشيع والبراءة من على وأولاده, ...... الأمر الذى ينم عن عصبية عمياء تسود قلب بعض العلماء والجها ل معا حيث يكون بعضهم لبعض ظهيرا. " • يواصل الكاتب : "....... يبدو لي أن هذه البدعة لم تظهر بصورة رسمية على مسرح الأحداث المذهبية الاّ بعد قيام دولة الشاه إسماعيل سالف الذكر, .......... ومنذ ذلك الحين ومساجد الشيعة في العالم أجمع تسير على هذه الطريقة التي نمّاها ووسعها الشاه , ............ والآن وقد أصبحت جزءا من كيان الشيعة وهى متعلقة بها تعلق الطفل بثدي أمه, ... كما أنها الآن تجاوزت عمل الفرد وأخذت طابعا عاطفيا واجتماعيا ومذهبيا, ....... ولاسيما أن هناك بالمنطقة دولة مذهبية: - ( دولة الخميني. ) - تنمى العواطف المذهبية وتستغلها في صراعها السياسي مع دول الجوار التي معظم سكانها من أهل السنة, ..... ومن ثم تلاقى عملية التصحيح داخل هذه الدولة صعوبة بالغة شأنها شأن سائر الخطوات الإصلاحية الأخرى التي نادينا بها. " • يتابع الكاتب : " ..... فوالله لو كان الإمام على كرم الله وجهه على قيد الحياة ويسمع اسمه يذكر على المآذن في آذان الصلاة لأجرى الحد على المسبب والمباشر معا, ....... فما بالنا نحن نؤدي عملا في سبيل على وهو لا يرتضيه. " (8) الزواج المؤقت :
* يقول الكاتب : " ....... كيف تستطيع امة تحترم شرف الأمهات اللواتي جعل الله الجنة تحت أقدامهن وهى تبيح المتعة أو تعمل بها. " * يواصل الكاتب : " .......إن الزواج الموقت أو زواج: " المتعة " حسب العرف الشيعي وحسبما يجوزه فقهائنا هو ليس أكثر من إباحة الجنس بشرط واحد فقط وهو الاّ تكون المرأة في عصمت رجل وحينئذ يجوز نكاحها بعد أداء صيغة الزواج التي يستطيع الرجل أن يؤديها في كلمتين ولا تحتاج لشهود أو إنفاق عليها وللمدة التي يشاءها مع الاحتفاظ بسلطة مطلقة لنفسه وهو الجمع بين ألف زوجة بالمتعة تحت سقف واحد. " * عل المؤلف مقارنة بين الزواج حسب الشريعة والزواج الموقت عند الشيعة : (1) يتم الزواج بتلفظ صيغ العقد أمام شاهدين. (1) يتم تلفظه بدون شاهد. (2) تجب النفقة على الزوج مع السكن والملبس.(2) الرجل في حل من نفقة الزوجة (3) لا يجوز الجمع لأكثر من أربع زوجات (3) يجوز له الجمع بلا حدود (4) الزوجة ترث زوجها شرعا. (4) الزوجة لا ترث الزوج. (5) موافقة الأب شرط في زواج البكر. (5) موافقته ليست شرطا. (6) الزواج دايم ديمومة الحياة الاّ بطلاق. (6) الزواج قد يكون لربع ساعة فقط. (7) عدّة الطلاق 3 شهور و10أيام. (7) عدّة الفسخ هو عدّة الجارية. (8) الطلاق لا يقع في حالة القروء (8) الطلاق يقع في كل الأحوال.
(9) السجود على التربة الحسينية :
* يقول الكاتب : "........ وحتى كتابة هذه السطور هناك ملايين من الشيعة في شرق الأرض وغربها تلتزم السجود عل تربة: " كربلاء " ومساجدها مليئة بها, ....... وصنعت هذه التربة في أشكال مختلفة: " مطولة ومريعة أو دائرية الشكل " يحملونها معهم في السفر والحضر, وقد تعودت الشيع أن تخفيها عندما يصلى في مسجد غير مساجد الشيعة, ومن المؤسف أن علماء الشيعة نسبوا هذه البدعة أيضا الى: " الأيمة " من آل البيت وهم براء منها, ..... فالأيمة لم يستحدثوا قوانين من عندهم وأحكام لم تكن لها أثر في كتاب الله وسنة رسوله, ولم يدّعو شيئا كهذا, بل كل ما امتازوا به: ط أنهم أعرف الناس بكتاب الله وسنة جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتلقوا العلم من بيت الرسالة ومهبط الوحي وأخذوا أحكام الشريعة كابرا عن كابر.
(10) الإرهاب:
* يقول الكاتب: " .......... الشيعة هى الطائفة الإسلامية الوحيدة التي سلمت نفسها الى زعاماتها المذهبية بلا قيد ولا شرط: تركلها بأقدامها في ساحات الوغى مرّة , وساحات الغيلة والإرهاب مرّة أخرى , وذلك مما يلحق بسمعة الإسلام ضررا بالغا , ولعدم تمييز المجتمع الانسانى بينهم وبين سواهم من المسلمين , ....... فان الإرهاب الذى يمارس يحسب على الإسلام ويعم المسلمين جميعا. " * يواصل : " ......... إن الإرهاب والغيلة في المذهب الشيعي يكمن وراءه فقهاء ومجتهدون, فقد اغتال: " ميرزا رضا الكرمانى " " الشاه ناصر الدين في عام 1311 من الهجرة بأمر من أستاذه السيد جمال الدين الأفقانى, ............ ومنذ ذلك التأريخ فقد شهدت إيران بصفة خاصة اغتيالات مذهبية وإرهابا متقطعا, .... وكان ورائه مجتهدون وفقهاء, ............ والآن نجد أن نجد أن جمهورية الخميني تفتخر علنا بالإرهابيين وتتخذ صورهم رمزا لنظامها ومن ثم أصبح الإرهاب هو شعارها المعلن, ..........وهذا يذكرنا: " بقلعة الموت " التي اتخذها حسن الصباح في القرن السادس الهجري مقرا لنشر المذهب الاسماعيلى بالقوة, ..... فقد كانت تجوب البلاد الإسلامية لاغتيال أعدائها, ... كل هذا وهم: ( أي كافة الشيعة ) يعلمون أن أيمة الشيعة: ( من آل البيت ) كانوا أبعد الناس عن الإرهاب وأكثرهم مقتا له , ..... وهذا هو الإمام الحسين يخاطب الفئة التي هجمت على خيام حرمه وأهل بيته يوم عاشوراء حيث قال: " يا شيعت أبى سفيان إن لم يكن لكم دين ولن تخافوا الميعاد, فكونوا أحرارا في دنياكم, ...... إن النسوة ليس عليهن جناح. " ......... ومثل آخر نجد أن مسلم ابن عقيل سفير الإمام الحسين الى أهل الكوفة يأبى عن قتل غريمه : " عبيد الدين بن زياد " عندما هيأ له هاني بن عروة الفرصة , وذلك بمقولته الشهيرة : " نحن أهل بيت لا نغدر. " : .......( فهذا عمل لا تقره الكرامة ولا الرجولة حتى ولو أدى ذلك الى مصرعه وخيبة أمل مهمته . ) * ويختم الكاتب هذا الجزء بقوله : " ..... إن الأعمال الإرهابية وراءها مخططون يعرفون النفسية القلقة التي يتصف بها المتطوعون لهذا العمل الارهابى, فهم يستغلون تلك النفوس ويمنونهم بحور عين وكأس من معين, مضافا إليها دروسا في الشجاعة والبطولات والتخليد في التأريخ وأخذ الثأر, ......... وهكذا يرسلون ضحاياهم الى حيث العمل الارهابى وهم يجلسون بعيدا عن حلبة الصراع ليقطفوا ثمار النتائج التي يرومون إليها, ...... فهم يقضون أوقاتهم في القلاع الحصينة الآمنة, وأتباعهم في ساحات الانتحار ينفذون إنزال الدمار بالأبرياء والممتلكات باسم الله ورسوله والإمام على. "
(11) صلاة الجمعة :
* يقول الكاتب: " ......... أعتقد جازما إن فقهاءنا اجتهدوا أمام النص الصريح بسبب واحد ألا وهو: ( إيجاد الفرقة في الصف الاسلامى الكبير وحمل الشيعة على عدم التلاحم مع الفرق الإسلامية الأخرى في صلاة يوم الجمعة. ) ........... فقط أسقطوا الجمعة وجعلوها خيارا بين صلاة الظهر أو صلاة الجمعة, وأضافوا شرط وجوبها مع حضور الإمام الغايب وإسقاطها في عصر الغيبة, ...... وبعضهم حرّمها تماما فى عصر الغيبة. "
(12) تحريف القرآن :
• يقول الكاتب : " ..... تعتقد الشيعة أن لدى الإمام على كرم الله وجهه مصحف " خاص به " ولا يوجد عند غيره وهو مخالف للمصحف المتداول بين المسلمين, ............ ذكروا ذلك في كتبهم, .... يريدون بذلك إضفاء هالة من الغلو على شخصية الإمام على حسب زعم الذين كانوا وراء هذه الأساطير, ............ ولكنّهم في الحقيقة لا يدرون أنهم أساؤا الى الإمام حيث أظهروه بمظهر من يخفى أحكاما إلهية فيها: ( حدوده وحلاله وحرامه وكل ما تحتاج اليه الأمة الى يوم القيامة ويدعون ( زورا وبهتانا) أنه لم يدلى بها الاّ لأولاده ( أيمة الشيعة ) وهم بدورهم أخفوها عن المسلمين, ... وحتى عن شيعتهم الى أن اختفت كل تلك العلوم باختفاء الإمام الثاني عشر. ) ............... هكذا نرى أن الحب الجارف عندما يجاوز حدّه ينتهي الى الإساءة المعلنة: (( الذين ضلّ سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم سيحسنون صنعا . )) الكهف 104
(13) الجمع بين الصلاتين:
* يقول الكاتب : " ..... هذه البدعة انفرد بها الشيعة الامامية: يجمعون صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في الحضر, والهدف من ذلك واضح هو: العمل على عزل الشيعة عن مظاهر الوحدة مع الأكثرية الساحقة من أهل السنة, ............والاّ لما خالفوا نصوصا صريحة من الكتاب والسنة.
(14) الرجعة :
* يقول المؤلف: " .... الرجعة تعنى في المذهب الشيعي أن ( الأيمة ) بدءا من الإمام على وانتهاء بالحسن العسكري ( الإمام الحادي عشر عند الامامية ) أنهم سيرجعون الى هذه الدنيا ليحكموا المجتمع بعد ظهور الإمام الغايب: ( المهدي المنتظر حسب زعمهم ) الذى سيمهد الطريق الى رجعتهم وتسليمهم الحكم حسب التسلسل الموجود في إمامتهم حتى ينتهي ذلك الى الحسن العسكري, ......... وبعده تأتى القيامة. " * يواصل: " ..... ... إن هذه الافتراءات التي زعموها ونسبوها زورا الى: ( الايمة من آل البيت ) كعادتهم الهدف من وراءها هو : " توطيد دعامة الفرقة بين الشيعة والفرق الإسلامية الأخرى. " .......... تفرقة لا لقاء بعده, ....... ولو أنهم كانوا مخلصين كما يزعمون لأيمتهم لما صوروهم بهذا المظهر الراغب في الحكم حتى أن الله سيعيدهم الى هذه الدنيا الفانية مرة أخرى لا ليحكموا فحسب بل لينتقموا أيضا من أعدائهم - } يعنون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين زعموا أنهم منعوهم من حقّهم في الحكم وأوردوا أسماءهم بالتفصيل في كتبهم الموضوعة.{ ............ وكيف يكون ذلك وهم ( الايمة ) رضوان الله عليهم : (( لهم جنّة عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين . )) .......... يقول الإمام على كرم الله وجهه : " والله إن دنياكم هذه لأهون عندي من ورقة في فمّ جرادة تقضمها . "
(15) البداء :
* يقول الكاتب : "....... إن الكثيرين من الشيعة لا يعرفون معنى البداء عندما يقفون جماعات أو أفراد أمام مرقد الإمامين على التق والحسن العسكري ويرددون: " يا من بدا لله في شأنكما. " ولا يعرفون الأسباب التي كانت وراء وضع هذه الجملة, والأسباب هى: • كما هو معروف الإمامة عند الشيعة هى منصب الهى ينتقل من الأب الى الابن الأكبر ولا سلطة للأب أو غيره في تعيين من يخلفه عداه, .... فهي تنتقل الى الأكبر حسب الناموس الالهى – (بزعمهم ) – أي لأنه معين بإرادة الله , ........ ولكن حدث أن إسماعيل الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق الإمام السادس قد توفى في عهد أبيه فانتقلت الإمامة الى أخيه موسى وأصبح بذلك موسى هو الإمام السابع عند الشيعة الامامية , ........... وبما أن الشيع تبنت فكرة: " الإمامة الإلهية " بالصورة المذكورة, ... فلكي تخرج من المأزق قالت بفكرة: " البداء " لكي تلقى مسئؤلية انتقال الإمامة من إسماعيل الى موسى على الله وليس على الأب – ( الإمام الصادق ) – ولتفنيد العقيدة أو المذهب الاسماعيلى الذى خالف هذه الفكرة وجعل الإمامة مستمرة بالصورة التي أرادها الله – ( حسب زعمهم ) – منذ الأزل في نسل إسماعيل من ابنه الأكبر. " • يواصل : * " ....... من الواضح أن فكرة البداء لم تظهر الاّ في إبان ظهور الفرقة الإسماعيلية التي أخذت تناهض وتخرق وحدتها فلم يكن لهذه الفكرة وجود حتى أوائل القرن الثالث الهجري. * والدليل على ذلك إن أول من خوطب بشموله البداء هو الإمام العاشر ومن بعده الحادي عشر بينما الفروض والأولى – (حسب تصورهم ) – أن يخاطب الإمام موسى بن جعفر بشموله للبداء حيث كان هو موضوعه, ..... فلا هو خوطب ولا ابنه على الرضاء ولا حفيده محمد الجواد, الأمر الذى يؤكد أن تبنى هذه الفكرة لجأ إليه بعد ظهور المذهب الاسماعيلى. * هناك ملاحظة هامة وهى أن الوصية والصادرة من الإمام الصادق في تخليف ابنه الأصغر – ( الإمام موسى الصادق ) – ليتولى شئؤن الفتيا والفقه بعده فيها هدم كامل لموضوع الإمامة وما يتعلق بفكرة: ( النص الالهى ) سواء في على كرم الله وجهه أو في كونها تكوينية لا تخضع لمتغيرات الزمان والمكان. * يختم الكاتب هذا الفصل قائلا: " .......... وهنا نصل الى نتيجة بالغة الخطورة وهى أن الذين كانوا وراء الصراع بين الشيعة والتشيع لم يتورعوا في سبيل نيا تهم وأهدافهم حتى من التطاول على : ( القدرة الإلهية وصفاته ) كي يحققوا أهدافا تتناقض مع أساس العقيدة والعقل والمنطق ,............... وأملى بالله كبير وأدعوه مخلصا أن ينجلي هذا الليل المظلم وتشرق شمس الحقيقة على القلوب الصافية المستعدة لتقبل الحق فتسعى جاهزة لإرساء أهداف التصحيح كل حسب قدرته وجهده , وبذلك تعود الشيعة الى عهد الرسالة الأولى وتنعم بخلق جديد . "
16- (التصحيح بين القبول والرفض) :
* يقول المؤلف: " ............ تصحيح الأفكار الدخيلة والآراء المهلكة وغير السليمة يفرضها القرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم والعقل والفطرة السليمة, ولا شك أن الموعظة البالغة التي تستمد من هذه الينابيع تستقطب القلوب الصافية والنفوس المستعدّة وترشد أهلها الى الحق أفواجا. " * الرفض: " ..... لا شك أن فئات من رجال الدين والمتاجرين بالطائفية سيقاومون الفكرة التصحيحية بكل ما لديهم من قوة وجهد, ............ وهنا أوجه نصيحتي للطبقة الواعية وأقول لهم إن كلمة الحق تدعم نفسها ولا تحتاج الى العنف والقسوة في الدعوة إليها ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة: (( ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك . )) , (( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة . )) صدق الله العظيم. ويجب أن نعلم أن تغيير هذا المنحنى الفكري لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها, بل يحتاج الى زمان ومثابرة وصبر وتثقيف حتى يدخل القلوب . إذن فان المسئولية خطيرة, .... كما علينا الاّ نقفل أبدا تلك القوى الاستعمارية التي لا تزال تتربص بالمسلمين ولا تريد وحدتهم وتسعى للتفرقة بينهم, ....... وهناك فئات ساذجة عبّر الإمام عنها: " همج رعاع يميلون مع كل ريح , أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور الله . " ........ انتهى.
إعداد القارىء / عوض سيدا حمد عوض بريد الكتروني: mailto:[email protected]@yahoo.Com ( الأربعاء 16شعبان 1428 الموافق 29/8/2007 )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) اسم الكتاب : (الخـــداع ) المؤلف : " الكاتب الأمريكى الشهير / بول فندلى " نبذة عن المؤلف : بول فندلي مؤلف هذا الكتاب أشهر من أن يعرّف، فعلى مدى عشرين سنة، هي مدة عضويته في الكونجرس الأميركي، يكاد يكون العضو الوحيد الذي ناصر حقوق الإنسان الفلسطيني ودافع عنها وكشف خداع إسرائيل للرأي العام، وفضح أساليب اللوبي الصهيوني في السيطرة على صانعي القرار السياسي في الولايات المتحدة الأميركية. ينطلق فندلي في تأليف كتابه «الخداع» من أمريين هما : أولًا: حبه لبلاده وحرصه على مصالحها، واعتقاده بأن سياستها الموالية للصهيونية تتنافى مع مبادئ العدل وتساعد في انتهاك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وخصوصًا فلسطين. ثانيًا: إن الكتب والمقالات والروايات التلفزيونية الدرامية والبرامج الوثائقية لا تتناول سوى الجانب البطولي لتاريخ إسرائيل وسلوكها الحالي، وتتجاهل أو تغض النظر عن انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان. وخلال عضويته بمجلس النواب الأميركي، منها اثنتا عشرة سنة عضوًا جمهوريًّا بارزًا في اللجان الفرعية المعنية بشؤون الشرق الأوسط، وبعد خروجه من الكونجرس عام 1982م جاء كتابه الأول «من يجرؤ على الكلام» ليكشف الصور الزائفة التي يقبلها الأميركيون ببراءة إسرائيل الحقيقية، ويستغل مناصرو إسرائيل تلك الصورة المضللة بمهارة كبيرة في برنامجهم لضمان استمرار التواطؤ الأميركي الإسرائيلي، لقد صدر من هذا الكتاب أكثر من ست طبعات باللغة العربية، بل إن أصله الإنجليزي احتل مكان الصدارة بين الكتب الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة. هــذا الكتــاب : هذا الكتاب (الخداع) جاء استكمالًا لكتاب «من يجرؤ على الكلام» لفضح أساطير اليهود والصهاينة ودعاياتهم، كما يلقي الضوء على مختلف جوانب العلاقة الأميركية الإسرائيلية والأضرار التي تلحق الولايات المتحدة من جرائها، بل يظهر بالوثائق تواطؤ الولايات المتحدة بالسكوت عن احتلال إسرائيل للأراضي العربية وانتهاكها البشع لحقوق الإنسان وفرضها حكمًا عسكريًّا صارمًا ووحشيًّا على الشعب الفلسطيني. عرض الكتاب : يقع هذا الكتاب في 402 صفحة من القطع الكبير، وأشرف على ترجمته أستاذ التاريخ الإسلامي بالجامعة الأميركية ببيروت د.محمود يوسف زايد وأصدرته شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، لبنان، ص.ب 8375، وأسهم في ترجمته وطباعته على الكمبيوتر وإخراجه وتصميم الغلاف العديد من الشباب الذين وجّه لهم المترجم الشكر الجزيل. في الصفحات الأولى كلمة شكر للكاتب بول فندلي للعديد من الشخصيات والمنظمات المناهضة للتمييز، وتقديم للمترجم د.محمود يوسف زايد الذي تمنى أن يقرأ هذا الكتاب كل سياسي ودبلوماسي عربي معني بالقضية الفلسطينية أو العلاقات العربية الأميركية. لكن في رأيي أن أهم ما يميز هذا الكتاب المنهجية والأسلوب العلمي الدقيق المعتمد على التوثيق والشواهد والدلائل، بالتاريخ واليوم الذي أكسبته مصداقية لا حد لها. قُسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء وخاتمة، إضافة للهوامش والمصادر التي احتلت 100 صفحة من صفحات الكتاب، ثم زود الكتاب بقراءات احتلت أقوالا مختارة لبعض الكتاب. بالأمـــس «بالأمس» هو عنوان الجزء الأول من الكتاب الذي يضم عشرة فصول حملت هذه العناوين على التوالي: مزاعم إسرائيل حول فلسطين، حرب عام 1948، اللاجئون الفلسطينيون، أزمة قناة السويس 1956م، حرب 1967، قرار الأمم المتحدة رقم 242، حرب الاستنزاف 1969– 1970، حرب عام 1973م، الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وأخيرًا حكومات الليكود الإسرائيلية، الفصل الأول ضم 6 أساطير (أكاذيب): 1- إننا نعلن إنشاء إسرائيل بفضل حقنا التاريخي. (إعلان الاستقلال إسرائيل). 2- لقد أثبت وعد التوارة صحة شهادة ميلاد إسرائيل الدولية. (أيباك). 3- اعترف وعد بلفور بحق اليهود في العودة القومية إلى فلسطين. (إعلان استقلال إسرائيل). 4- فلسطين- الأرض بلا شعب– لشعب اليهود بلا أرض. (الصهيوني زانغويل). 5- لدى اليهود سند قانوني يخولهم بأن يكونوا أمة في فلسطين، وهو قرار الأمم المتحدة الأميركية. 6- كانت فلسطين في الأصل تضم الأردن. (أرييل شارون). قام فندلي بالرد على كل أسطورة (أكذوبة) كل على حدة، وخصوصًا الحق التاريخي، فكتب أن اليهود ليسوا أول من سكن فلسطين، كما أن فترة حكمهم كانت قصيرة على بعض أجزاء من فلسطين فقط، فقد سبقهم الكنعانيون والمصريون والهكسوس والحيثيون والفلسطينيون، ثم الآشوريون والبابليون، واختصارًا فإن حكم اليهود القدامى لأجزاء من فلسطين لم يزد على 600 سنة خلال 5000 سنة من تاريخ فلسطين المدون.. وكذلك قام بالرد على كل أسطورة من هذه الأساطير. وفي الفصل الثاني من الجزء الأول حرب 1948م أورد 7 أساطير فندها كلها، منها: إننا لا ننوي تنحية العرب جانبًا والاستيلاء على أرضهم وحرمانهم من الميراث. (بن جوريون)، وفي الفصل الثالث أورد المؤلف 6 أساطير منها: يوجد لاجئون، لا يوجد مقاتلون سعوا إلى تدميرنا، جذرًا وفرعًا. (ديفيد بن جوريون). وعن أزمة السويس عام 1956م أشار إلى ثلاث أكاذيب من إسرائيل وأهمها تصريح بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل: إن اتفاقية الهدنة مع مصر ميتة، مدفونة، ولا يمكن إعادتها للحياة. أما حرب عام 1967م، والتي لم نتخلص من آثارها حتى اليوم، والتي سماها عبدالناصر «النكسة»، وسعى حتى وفاته لإزالة آثار العدوان، فقد سجل أربع أساطير وقام بالرد عليها، وكان أوضحها وأكبرها ما صرح به سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى إسرائيل من عام 1961– 1973م وورلوث باربر حيث ادعى أنه: ليس لدى حكومة إسرائيل– ونكرر ليس لديها– نية لاستغلال الوضع في سبيل توسيع رقعة أرضها، والحقيقة أنه بعد نصف ساعة من سقوط القدس بيد الجيش الإسرائيلي وصل الحاخام الاشكنازي الأكبر لقوات الدفاع الإسرائيلي إلى حائط المبكي وقال: أنا الجنرال شلومو جورين الحاخام الأكبر لجيش الدفاع الإسرائيلي، لقد وصلت إلى هذا المكان.. ولن أغادره بعد الآن، أما وزير الدفاع في ذلك الوقت موشى دايان فقال: لقد وحّدنا القدس، عاصمة إسرائيل المقسمة، لقد رجعنا إلى أقدس أماكننا المقدسة، ولن نرحل عنه ثانية. ونحن الآن في عام 2011م وبعد 45 عامًا على سقوط القدس نرى ما يحدث من تهويد للمدينة المقدسة وقضم مبرمج لأراضي الضفة الغربية وإقامة مستوطنات ونسف لمفاوضات السلام!! وعن قرار الأمم المتحدة رقم (242) والذي أثار جدلًا لمدة تزيد على عشرين سنة فقد أورد ثلاث أكاذيب منها تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن (1977 – 1983) حيث قال: لا يتطلب قرار الأمم المتحدة رقم (242) انسحابًا على جميع الجبهات، ويتابع فندلي في الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر فضح أكاذيبهم وربطها بالتوراة ووعودها، ولعل من أكثرها سفالة تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون عند اجتياحه للبنان ودخول عاصمتها بيروت عام 1982م ومذابح صبرا وشاتيلا، ما قاله: كانت الحرب اللبنانية ككل حروب إسرائيل حربًا دفاعية. وعلى عكس حزب العمل الاشتراكي الإسرائيلي الذي وافق على فكرة تقسيم فلسطين عام 1947م، وعلى صيغة مبادلة الأرض بالسلام كما وردت في القرار (242) للأمم المتحدة، فإن حزب الليكود الذي استلم الحكم من عام 1977م وإلى الآن.. كان أكثر وضوحًا حين أعلن في بيانه العام: أن حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل أبدي وغير قابل للمناقشة. فهل تقتنع السلطة الفلسطينية بعدم جدوى مفاوضات السلام الجارية منذ عام 1993م وإلى الآن؟! اليـــــوم هو عنوان الجزء الثاني، ويقصد بذلك حال القضية الفلسطينية اليوم، والعلاقات العربية الفلسطينية من جهة والإسرائيلية من جهة أخرى! ويقع في تسعة فصول هي: الانتفاضة الفلسطينية، المواطنون الإسرائيليون في فلسطين، اللوبي الإسرائيلي، ومساعدات الولايات المتحدة لإسرائيل، وضمانات القروض لإسرائيل، تجسس إسرائيل على أميركا، أسلحة إسرائيل النووية، إسرائيل وجنوب افريقيا، إسرائيل والعالم الثالث. نقل المؤلف فندلي عن مركز المعلومات الفلسطيني لحقوق الإنسان بالقدس الإحصائية التالية عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1988م وحتى عام 1992م: قتلت القوات الإسرائيلية 994 فلسطينيًّا وأصيب 119300، وأبعد 66 وحكم على 16000 بالحجز الإداري، وصودر 94830 فدانًا من الأرض، وهدم وختم بالشمع الأحمر 2074 بيتًا وفرض 10.000 حظر تجول، واقتلعت 120.000 شجرة!! وهو بذلك يرد على تصريح مساعد وزير الخارجية الأميركية لحقوق الإنسان ريتشارد شيفتر (1985– 1992م): إن إسرائيل ليست فقط صاحبة الحق في إعادة النظام أو المحافظة عليه في الأراضي المحتلة واستخدام القوة بالصورة الملائمة لتحقيق ذلك.. بل هي ملزمة بذلك. أما أكذوبة «ايباك» فقد كانت أكبر: من المعترف به أن إدارة إسرائيل للضفة الغربية، يهودا والسامرة وقطاع غزة، تعد إدارة رحيمة إذا ما قورنت بسواها. وعن نفوذ اللوبي الصهيوني (أيباك) في أميركا قال السيناتور الأميركي الديموقراطي عن ايداهو: كنت كلما احتجت إلى معلومات عن الشرق الأوسط اشعر بالاطمئنان لمعرفتي بأنه يمكنني أن اعتمد على «أيباك» للحصول على مساعدة موثقة من محترفين. أما عن مساعدات الولايات المتحدة لإسرائيل فقد أعلنت أيباك (اللوبي الصهيوني في أميركا) أنه بالمقارنة نجد أن المساعدة لإسرائيل صفقة رابحة. ما بين عامي 1949م ونهاية 1991م زودت الولايات المتحدة إسرائيل بمساعدات ومنافع خاصة بقيمة 53 بليون دولار، وهذا يساوي 13% من مجموع المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية للعالم خلال تلك الفترة، ومنذ معاهدة السلام المصرية– الإسرائيلية عام 1979م بلغت هذه المساعدات ما مجموعه 40.1 بليون دولار، أي ما يساوي 21.5% من مجموع المساعدات لباقي دول العالم، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عدد سكان إسرائيل حوالي 6 ملايين نسمة فقط، إضافة إلى هبات صندوق الدعم الاقتصادي والهبات العسكرية. ماذا كسبت الولايات المتحدة من وراء هذه الصفقة الرابحة؟! حروب في أفغانستان والعراق والخليج العربي وغيرها دفاعًا عن أمن ووجود إسرائيل، وعبئًا ونزيفًا دائمًا لدافعي الضرائب الأميركيين، إضافة إلى كره وحقد كل العالم للولايات المتحدة وسياستها المتغطرسة، وقد ردت إسرائيل على ذلك بالتجسس على أميركا (بولارد وزوجته آن هندرسون) وسرقة أسرار نووية منها، ومنافسة لأميركا في سوق السلاح العالمي!! المستقبــل «المستقبل» هو عنوان الجزء الثالث الذي يضم تسعة فصول عن حكومة إسحق رابين، القضية الفلسطينية، مزاعم إسرائيل حول القدس، والمستوطنات الإسرائيلية، إسرائيل والأمم المتحدة، إسرائيل وعملية السلام، إسرائيل كحليف استراتيجي، القيم المشتركة بين أميركا وإسرائيل. وكلها موضوعات عاصرناها بمرارتها، من كذب إسحق رابين– داعية السلام– وقمعه للانتفاضة الأولى، وتكسير عظام الأطفال، وموقفه من القدس والمستوطنات «إن حقنا في الأراضي المحتلة لا يقبل الجدل»، اما علاقة إسرائيل بالأمم المتحدة، والتي ولدت من رحمها، كما يدعون ونسوا أن الأمم المتحدة ولدت توأمين (ولدًا وبنتًا) وُئِد الولد (الدولة الفلسطينية) بعد مولده مباشرة وعاشت البنت حتى بلغت الستين! إن سيطرة الولايات المتحدة على منظمة الأمم المتحدة جعلها أسيرة لديها بسبب تحيز أميركا لإسرائيل، وتلك العلاقة «العضوية» التي تربط بين الدولتين. صحيح أن الولايات المتحدة وافقت بين أعوام 1948– 1992م على 68 قرارًا بنقد إسرائيل بصور مختلفة (تعبر عن أسفها العميق، تدين، تستنكر، تحميل المسؤولية، توصي إسرائيل، تحث إسرائيل...!)، إلا أنها استخدمت حق الفيتو 29 مرة في نفس الفترة لحماية إسرائيل من الرأي العام في المجتمع الدولي ومنها: حق الفلسطينيين في تقرير المصير، ودولة مستقلة وحمايتها على قدم المساواة مع غيرها، وكان التصويت 13 لصالح القرار وواحد امتنع عن التصويت، وفيتو الولايات المتحدة، وكان ذلك في يوليو 1973م. أما استعداد إسرائيل لمناقشة السلام مع جيرانها في أي يوم من الأيام وحول كل المسائل فهو أكذوبة وأسطورة جولدا مائير، فقد ظهر كذب هذا الادعاء حين أعلن بن جوريون عام 1949م أن السلام أمر أساسي بأي ثمن!! مرورًا بمشروعات روجرز 1969م، وخطة كارتر الشاملة 1977م، وخطة الأمير فهد (الملك) للسلام عام 1981م، وخطة ديغان للسلام 1982م، وخطة ملوك ورؤساء العرب في فاس 1982م، وخطة بوش الأب 1989م. وتجلّى حب إسرائيل للسلام حين ضغطت عليها الولايات المتحدة للذهاب إلى مدريد في مؤتمر السلام 1991م، فقد أعلن إسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل ورئيس وفدها قائلًا: كنت سأجري مفاوضات حول الحكم الذاتي لمدة عشر سنوات يتم خلالها استيطان نصف مليون يهودي! أليس هذا ما يجري إلى اليوم؟! إسرائيل كحليف استراتيجي لم ينكر أحد من رؤساء الولايات المتحدة أو المسؤولين فيها العلاقة والحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة، ومن أقوالهم: 1- إن إسرائيل هي وحدها الركيزة الاستراتيجية في المنطقة التي تستطيع الولايات المتحدة الاعتماد عليها. (الرئيس رونالد ريجان 1981م) 2- إن علاقتنا مع إسرائيل تخدم مصالحنا الخاصة المتبادلة. (الرئيس رونالد ريجان 1985). 3- علينا ألا ننسى أن إسرائيل تبقى صديقًا قويًّا يمكن الاعتماد عليه وحليفًا استراتيجيًّا مستقرًّا. (الرئيس بيل كلينتون الديمقراطي 1994) 4- لقد بات الأميركيون يدركون أهمية إسرائيل الكبيرة كشريك في السعي وراء الحرية والديمقراطية، وكشعب يشاركنا مثلنا العليا، وكحليف استراتيجي أساسي. (جورج شولتز وزير خارجية أميركا 1985) وهذا يجرنا إلى الفصل الأخير من الجزء الثالث عن «القيم المشتركة بين أميركا وإسرائيل» التي يتغنى بها الطرفان، وهي أكثر الأساطير التي باتت مفضوحة للعالم كله. 5- هذه علاقة تقوم على التزام مشترك بالديموقراطية وبقيم مشتركة. (الرئيس جورج بوش 1992). 6- إن أساس العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة صرح لا يتزعزع من القيم والآمال المشتركة. (اسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل). وإذا كان «فندلي» يرى في خاتمة كتابه أن الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط تتطلب من الحكومتين الأميركية والإسرائيلية قيادة ملهمة وجريئة، ولكن أيًّا منهما لا تملك ذلك، فهما تواصلان تأجيل اتخاذ القرارات التي يمكن لأي عامل يرى أنها ملحة وحتمية. كما يرى بول فندلي أن مستقبل القدس سيشكل تحديًا سياسيًّا معقدًا، ولكنه ليس من النوع غير القابل للحل. وإذا كان د.محمود يوسف زايد مترجم هذا الكتاب يتمنى أن يقرأ هذا الكتاب كل سياسي ودبلوماسي عربي معني بالقضية الفلسطينية أو العلاقات العربية الأميركية.. فأنا الفلسطيني المقهور البعيد عن وطني والمبعد عنه- وما أنا إلا حالة ونتاج لهذا الحلف الاستراتيجي الشيطاني بين أميركا وإسرائيل، واسترجع قول الرئيس بنيامين فرانكلين وهو يضع دستور الولايات المتحدة عن اليهود وهو ينصح «أبعدوهم قبل فوات الأوان» فإنهم سيتحكمون في شعبنا ويدمرونه!- أتمنى أن يقتني هذا الكتاب كل فلسطيني في الوطن وفي الشتات، في المدينة والقرية والخيمة، وأن يرضع كل وليد فلسطيني مع حليب أمه هذه الأساطير والأكاذيب التي تقوم عليها السياسية الإسرائيلية التوسعية؛ ليكتسب مناعة ضدها.
عرض وتلخيص /بهيج بهجت سكيك باحث تربوي نقل عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com . ............... نواصل :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) الكتاب رقم (6) عنوان الكتاب : (مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين ). المؤلف : ( الدكتور الشيخ محمود الطحان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الكويت )
يقول المؤلف في المقدمة: " هذا البحث في بيان المراد بالتجديد الوارد في بعض الأحاديث قصدت به التحذير مما يبثه بعض المنحرفين من أفكار غريبة عن الإسلام وأحكامه ولم يقل بها أحد من أئمة المسلمين من سلف الأمة وخلفها زاعمين أنها من الإسلام، وما أفكارهم هذه بتجديد ,إنما هي تهديهم لأحكام الإسلام ، وتخريب لقواعده وأصوله ، وتشويش لأفكار المسلمين وتطويع الإسلام ونظمه كي تقبل الأنظمة الدخيلة باسم الإسلام الجديد ، والدعوة إلى مثل هذا التجديد في أحكام الإسلام وأصوله دعوة خطيرة لأنها دعوة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب .إذ أنها دعوة لهدم الإسلام ولتفلت من أحكامه ونظمه والثورة على تراثه الفقهي ، ولكن بدون مواجهة التيار الإسلامي ومعاداته ، وإنما بالمشي معه ولكن بلبوس إسلامي جديد . والظاهر أن أساطين الكفر أيقنوا بعد التجارب الطويلة أن هدم الإسلام من الخارج والوقوف أمام تياره طريقة غير ناجحة، فسلكوا لهدمه طريقا أخر من الداخل ، يدعو لإصلاح الإسلام وتجديد أفكاره والاستخفاف بثوابته وبكل شئ قديم فيه وهي طريقة خادعة تجذب بعض الخاويين من الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية ، وتضلل بعض الشباب الذين لديهم عاطفة دينية وليس لديهم إطلاع على العلوم الإسلامية لا سيما إذا كانت الدعوة مليئة بالمغالطات وعلى أيدي من لهم سابقة عمل في الحقل الإسلامي .
" تلخيص لمقدمة الكتاب أعلاه والذي جاء رداً على كتاب " تجديد أصول الفقه الإسلامي " للدكتور حسن الترابي "
• في هذا الكتاب الأخير استعرض الشيخ الطحان فقراته والأفكار الواردة به ووزنها بميزان الشرع وبين وجه الحق في كل فقرة منها وخلف في النهاية إلى إعلان رائه وما توصل إليه من حقائق دامغة عن المؤلف وعن التيار الذي ينتمي إليه,أجمل كل ذلك في مقدمته المذكورة أعلاه وفي نهاية الكتاب أورد الشيخ بعضاً من فتاوى د. الترابي الشاذة والتي سبق عرضها في الكتاب الثاني. • ولا أريد هنا أن أزيد عن ذلك ولكن هناك فقرة " في كتاب الأخير وقف عندها الشيخ الطحان طويلاً.. ربما لأنها مثيرة للاهتمام حقاً وهي في الفقرة المتعلقة: " بضعف الثقافة الإسلامية بين شباب الأمة " : وأنا هنا أنقل تعليق الشيخ الطحان من الذاكرة . • يقول فيما معناه: " .. هناك حقيقة معلومة أن قادة الصحوة الإسلامية ـ ( يبدو أنه يشير هنا لأمثال الشهيد حسن ألبنا والمودودي وغيرهم من دعاة الفترة ما بعد الهجمة الاستعمارية للمنطقة بأسرها، ـ قال إن هؤلاء القادة كانوا يشكون شكوة مرة من أن يجدوا الصفوة من أتباعهم الذين نالوا أعلى الدرجات العلمية في كافة المعارف يجهلون جهلاً تاماً " الثقافة الإسلامية " وأنهم كانوا يعدون ذلك " نغمة " ، بينما نجد أن د. الترابي في إشارته لهذه الظاهرة في كتابه المذكور ـ والمتعلقة بالنخبة السودانية بالذات ـ اعتبرها " نعمة " إذ يستطيع كما قال : " أن يملي عليهم دون أن يلاقي أي مقاومة شرسة لأفكاره التجديدية " . ( ثم أورد فى نهات الكتاب جملة من الفتاوى الشاذة المنسوبة للدكتور / حسن الترابى ( سبق اطلعنا عليها فى القراءة (3) أعلاه ) • ملاحظة : عندما اطلعت على هذه الفتاوى لأول مرة في هذا الكتاب – (صدر في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانيات من القرن المنصرم تقريبا. ) – قمت بعرضها على أحد كبار المرجعيات الدينية وكنت وقتها خارج البلاد لإبداء الرأي الشرعي في قائلها وكانت الإجابة تتلخص في الآتي:- • لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في حالات محددة ومتفق عليها من أئمة الإسلام منها: • كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر,....مثل: ( الصلاة والصيام والبعث وعذاب القبر......... الخ. ) • كل من حلل حراما ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر • وبالمثل كل من حرم حلالا ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر, .... ثم أضفت سؤالا مكملا للأول وهو: • إذا كانت هذه الفتاوى الشاذة صدرت عن زعيم اسلامى له أتباع مفتونون به وهو بمثابة الأب الروحي لهم ينصاعون له ويأتمرون بأمره, فما حكم الشرع فيهم ؟؟.... فكانت الإجابة: • هولاى الأتباع المفتونون المنصاعون له والمؤتمرون بأمره ينسحب عليهم حكمة, بالإضافة إلى أنهم يدخلون في حكم: " العابد له " واستدلوا على ذلك بالآية القرآنية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله, )). والحديث النبوي المتعلق بشرح هذه الآية والوارد فى قصة إسلام سيدنا عدى بن حاتم الطائي. تقول الرواية انه عندما جاء يسلم وكان على دين النصرانية سمع أثناء دخوله المسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية فقال مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: " انهم لم يعبدوهم." فجاء الرد سريعا وحاسما من سيد البشرية: " بلى انهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم." صدق رسول الله. • تعلمنا من أيمتنا كمسلمين أن الحرام ما حرمه الله سبحانه وتعالى وأن الحلال ما أحله الله كذلك, .... فكيف يتأتى لمسلم أن يأتمر أو ينصاع لمن لا يأتمر بأمر الله, فيحلل ما حرمه الله ويحرم ما حلله الله, إلا أن يكون ممن ضل الطريق ووقع في المحظور وهو: " التعصب للرجال." ....... وكما هو معلوم فان هذه مصيبة كبرى بل من أجلّ وأعظم البلوى التي ألمت بالإسلام والمسلمين, فما رائنا زعيما لفرقة من الفرق الضالة إلاّ وجدنا تحت إمرته نفر ينخدعون له ويقعون تحت ضلالاته, فيأتمرون به وينصاعون لأوامره, وتكفير غيره من المسلمين ومن ثم يدفعهم دفعا للفساد في الأرض, وهم بأدائهم ذلك: " يحسبون أنهم يحسنون صنعا, "........ ثم يخرج عليه أحد أتباعه وتحت إمرته جمع منهم فيكفرون زعيمهم هذا, .... وهكذا دواليك كلما خرجت من جعبتهم فرقة كفّرت أختها, .. علمنا ذلك في: " الخوارج. " فقد انقسموا إلى عشرين فرقة وكل تكفر أختها,... ومثلها: " الروافض. " .... وغيرهم وغيرهم كثير. • نعلم أن أول من واجه هذه المصيبة والبلية الكبرى رابع الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبى طالب كرّم الله وجهه, كما سبق الإشارة إلى ذلك أعلاه, ..... ووضع لنا مبدءا خالدا وهو قوله: " لا تعرف الحق بالرجال أعرف الحق تعرف أهله. ".......... فلا معصوم إلا المعصوم, ... فالرجل مهما علا وكبر في نظر الناس فما على المسلم الحقيقي الاّ أن ينظر في: " أقواله وأفعاله وتصرفاته وكافة ما يليه " ...... ثم يزنه بميزان الشرع فان وافق ذلك فلها والاّ فلا. فهذا كما يقول أيمتنا الأجلاء هو الإسلام الحقيقي وما عداه هو " الضلال والإضلال. "
عرض وتلخيص / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............. نواصل :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : ( قراءة فى كتاب )
الكتاب رقم (7) اسم الكتاب: الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول. اسم المؤلف: الأُستاذ/ أبو عبد الله أحمد بن مالك (جامعة أمدرمان الإسلامية). تاريخ النشر : العام 1982 المقدّمة: قدم لهذا الكتاب أحد رموز جماعة الأخوان المسلمين وهو الدكتور: محمد عبد الله برات، مقدمة طويلة جاء فيها: " ........ ومن بعض ما أُصيب به أهل السودان من الترابي: سبّه وشتمه وتجريحه لرسول الله صلي الله عليه وسلم، كما مارس سبّ أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، كما سبّ التابعين والأئمة الأعلام وجميع نظار أهل السنة والجماعة، وأفسد بالمال والبنوك المشبوهة وشركات التأمين المرابية، والدراسة في أمريكا، وبالتوظيف في وزارات خارجيته المسماة بمراكز " منظمة الدعوة الإسلامية" وبالتوظيف في وظائف الدولة وبالتوظيف فيما يسمي في حزبه: "المتفرغين" وحق لهم أنْ يسموا "بالفارغين" لا المتفرغين". انتهى بتصرف … موضوع الكتاب: يقول المؤلف: هذه السطور تبرئة للذمة ومناصحة لمن هم أخوة لنا في العقيدة، يسمعون القول فيتبعون أحسنه، أسطرها رداً على مفتريات حسن الترابي التي آخرها والسبب المباشر لها محاضرة له فـــي "إحدى شعب الخرطوم".. ولمن ؟ …. لطالبات جامعة الخرطوم!!!. يقول المؤلف: الذي حفزني لذلك هو أن مثل هذه الأفكار الهدامة تنشر في أوساط من طلاب لا يملكون الذي يدافعون به عن دينهم ، فلا يملكون سوى العاطفة الفيّاضة والجهد المتدفق مناصرةً لما يظنون أنه الحق. قولي للإخوان إلا يضيقوا بالنقد … . فإذا أباح مدعى التجديد لنفسه الحرية في الحديث عن الإسلام باسم الاجتهاد وأصبح عرض رسول الله صلي الله عليه وسلم نهباً مباحاً، والأنبياء والرسل والصحابة؟؟؟ … وأي دولة هذه التي تقام ؟؟ أهي دولة الشيطان ؟؟ … وأي جماعة هذه التي تدعو الناس إلي الاعتصام بها، وتسمح أو تقبل بسبّ الأنبياء والرسل والصحابة، وهدم الإسلام ولا تسمح بتجريم القائلين والقائمين بهذا الهدم ؟؟؟ …" ثم استعرض مواضيع الندوة المذكورة – والتي جند نفسه وجرد قلمه للرد عليها" وهي:- 1/سب الأنبياء والرسل والافتراء عليهم. 2/سب الصحابة والافتراء عليهم. 3/إنكار الحدود. 4/تحليل الرقص والموسيقي والاختلاط، والخلوة بين الجنسين. 5/تحليل الكذب والتجسس. 1/إيراده سيل من الفتاوى بتحلل فيها من الأحكام الشرعية قطعية النص محللاً بذلك الحرام ومحرماالحلال، مثل: إنكاره لحد المرتد وحد الزاني المحصن وحد الخمر. 3/أفتي بزواج المرأة المسلمة من الكتابي. 4/وقال عن الإجماع: "هو إجماع الجماعة القائمة أنكر إجماع الصحابة وقال إنه غير ملزم". 5/أباح أكل لحم الخنزير. 6/قال أن التنظيم الذي يتولي هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة. المستهدف هو كتاب الله: تحت هذا العنوان وفي خاتمة الكتاب يقول المؤلف: "هذه الحملة الشرسة على الأنبياء والصحابة والتابعين والفقهاء من الأئمة الأعلام، وعلى أصول الفقه المؤسسة على الكتاب والسنة والإجماع والقياس، الهدف من ورائها هو: "استبعاد السنة ومصادر التشريع الأخرى والمتفق عليها ليحكّموا الرأي باسم المصلحة"، وهنا يكون القرآن الكريم مجرد شعارات يسمونها: "المبادئ العامة" … يضفون تحتها ما يشاءون من: اشتراكية، ربا، سفور، اختلاط، رقص، غناء، معاونة الظلمة، والتجسس والكذب،أكل أموال الناس بالباطل، الدس والخداع والنميمة والمبادئ المستوردة من الشرق والغرب، والأخذ بأسلوب اليهود في محاولة قتل الشخصية "بالإشاعة" والكذب والاتهام بالباطل. الأهداف: يحدد ا لمؤلف الأهداف في:- 1/التشكيك في حملة الدعوة (الأنبياء – الرسل – الصحابة). 2/تحريف كتاب الله. 3/هدم أصول الدين: (سنة – إجماع - … الخ). 4/الدعوة للحاق بالغرب وتبني مناهج العقلية الغربية. الوسائل: 1/الشعارات البراقة والدعاية مثل: تحرير المرأة، التجديد، التحديث، الثورة، المرونة، المرحلية، التقدمية التيسير والتقليدية. 2/تحطيم الفرد المسلم والأسرة المسلمة بإشاعة الاختلاط والموسيقي والمسرح والتجسس … الخ. 3/إقامة المنابر لأعداء الإسلام بدعوى الحرية. 4/إعداد لوبي تجديدي من "المفرغين" … ومدهم بكافة الاحتياجات وإرسالهم في بعثات إلي أمريكا وتهيئتهم للقيادة والريادة في المستقبل، هو آخر ما توصل إليه المخططات الغربية لضرب الإسلام. 1/عزل العناصر المخلصة وقتل الشخصية بالإشاعة. 2/السيطرة على المال ومؤسسات الحكم بكل الوسائل. 3/التسلط والإرهاب وخلق عصبية تنظيمية إقليمية. 4/تحويل الحركة الإسلامية إلي: " جهاز للأمن" وتسلط على المسلمين له نفس أهداف ومرامي المخابرات الأمريكية في الاهتمام بالحركات الإسلامية والشيوعية فقط … وبتمجيد الغرب. فرقة العصرانيين: ثم عرّج للقول – في مكان آخر من الكتاب – يصف هذه الفرقة قال: "هؤلاء ما هم إلا امتداد لشذاذ الآفاق من: "الزنادقة والملحدين والمعتزلة والخوارج والمنهزمين إزاء العصر، جمعت ونشرت بأسماء براقة وشعارات الاستحداث والتجديد والمعاصرة، وهي في حقيقتها حركة عالمية أعدها ولمعها أعداء الإسلام … واعتلت المنابر وفتح لها صفحات المجلات فلا واحداً منهم إلا ويريد أن يشعرك أنه : " مجدد" وأنه " مجتهد " وأنه يستعلي على الفقهاء وأنهم صغر وهو كبير" بنيا شينه" … ثم أورد أسماء ثمانية منهم . وفي النهاية زيل المؤلف كتابه مشيراً إلي المحاضرات محل المناقشة وهي:- *محاضرة لطالبات جامعة الخرطوم بالديوم الشرقية في 18/08/1982م (في إحدى أسر الخرطوم). *محاضرة عن قضايا فكرية وأصولية دار حفظ القرآن. *محاضرة عن تحكيم الشريعة بجامعة الخرطوم.
عرض تلخيص / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
................ نواصل :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
01:34 م Feb 8,2015 سودانيز أون لاين عوض سيد أحمد - مكتبتي في سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : " قراءة فى كتاب "
الكتاب رقم (8) اسم الكتاب : " الاسلام والتطرف " المولف : " الدكتور زاكر عبد الكريم " المشهور ب.Dr. Zakir Naik نبذة عن المؤلف : الدكتور زاكر هو كما يقولون : " علم على رأسه نار " أخذ من الشهرة العالمية بحيث لا يحتاج الى تعريف , فهو داعية اسلامى فذ , لا يضاهيه فى شهرته , ومكانته كداعية اسلامى من الهند , الاّ ذلك الداعية الشهير ( من أصل هندى أيضا ) ومن أشهر الدعاة فى القرن المنصرم , وهو المرحوم (ديدات ) ماذا قال عن د. زاكر ؟؟؟ قال مخاطبا له : " ما فعلته يا ابنى فى أربع سنين , استغرق منى أربعين سنة لتحقيقه "
ISLAM AND TERRORISM BY
DR. ZAKIR NAIK
MUSLIMS ARE FUNDAMENTALISTS AND TERRORISTS
Question:
Why are most of the Muslims fundamentalists and terrorists?
Answer:
This question is often hurled at Muslims, either directly or indirectly, during any discussion on religion or world affairs. Muslim stereotypes are perpetuated in every form of the media accompanied by gross misinformation about Islam and Muslims. In fact, such misinformation and false propaganda often leads to discrimination and acts of violence against Muslims. A case in point is the anti-Muslim campaign in the American media following the Oklahoma bomb blast, where the press was quick to declare a ‘Middle Eastern conspiracy’ behind the attack. The culprit was later identified as a soldier from the American Armed Forces.
Let us analyze this allegation of ‘fundamentalism’ and ‘terrorism’:
1. Definition of the word ‘fundamentalist’
A fundamentalist is a person who follows and adheres to the fundamentals of the doctrine or theory he is following. For a person to be a good doctor, he should know, follow, and practise the fundamentals of medicine. In other words, he should be a fundamentalist in the field of medicine. For a person to be a good mathematician, he should know, follow and practise the fundamentals of mathematics. He should be a fundamentalist in the field of mathematics. For a person to be a good scientist, he should know, follow and practise the fundamentals of science. He should be a fundamentalist in the field of science.
2. Not all ‘fundamentalists’ are the same
One cannot paint all fundamentalists with the same brush. One cannot categorize all fundamentalists as either good or bad. Such a categorization of any fund amentalist will depend upon the field or activity in which he is a fundamentalist. A fundamentalist robber or thief causes harm to society and is therefore undesirable. A fundamentalist doctor, on the other hand, benefits society and earns much respect.
3. I am proud to be a Muslim fundamentalist
I am a fundamentalist Muslim who, by the grace of Allah, knows, follows and strives to practise the fundamentals of Islam. A true Muslim does not shy away from being a fundamentalist. I am proud to be a fundamentalist Muslim because, I know that the fundamentals of Islam are beneficial to humanity and the whole world. There is not a single fundamental of Islam that causes harm or is against the interests of the human race as a whole. Many people harbour misconceptions about Islam and consider several teachings of Islam to be unfair or improper. This is due to insufficient and incorrect knowledge of Islam. If one critically analyzes the teachings of Islam with an open mind, one cannot escape the fact that Islam is full of benefits both at the individual and collective levels.
4. Dictionary meaning of the word ‘fundamentalist’
According to Webster’s dictionary ‘fundamentalism’ was a movement in American Protestanism that arose in the earlier part of the 20th century. It was a reaction to modernism, and stressed the infallibility of the Bible, not only in matters of faith and morals but also as a literal historical record. It stressed on belief in the Bible as the literal word of God. Thus fundamentalism was a word initially used for a group of Christians who believed that the Bible was the verbatim word of God without any errors and mistakes.
According to the Oxford dictionary ‘fundamentalism’ means ‘strict maintenance of ancient or fundamental doctrines of any religion, especially Islam’.
Today the moment a person uses the word fundamentalist he thinks of a Muslim who is a terrorist.
5. Every Muslim should be a terrorist
Every Muslim should be a terrorist. A terrorist is a person who causes terror. The moment a robber sees a policeman he is terrified. A policeman is a terrorist for the robber. Similarly every Muslim should be a terrorist for the antisocial elements of society, such as thieves, dacoits and rapists. Whenever such an anti-social element sees a Muslim, he should be terrified. It is true that the word ‘terrorist’ is generally used for a person who causes terror among the common people. But a true Muslim should only be a terrorist to selective people i.e. anti-social elements, and not to the common innocent people. In fact a Muslim should be a source of peace for innocent people.
6. Different labels given to the same individual for the same action, i.e. ‘terrorist’ and ‘patriot’
Before India achieved independence from British rule, some freedom fighters of India who did not subscribe to non-violence were labeled as terrorists by the British government. The same individuals have been lauded by Indians for the same activities and hailed as ‘patriots’. Thus two different labels have been given to the same people for the same set of actions. One is calling him a terrorist while the other is calling him a patriot. Those who believed that Britain had a right to rule over India called these people terrorists, while those who were of the view that Britain had no right to rule India called them patriots and freedom fighters.
It is therefore important that before a person is judged, he is given a fair hearing. Both sides of the argument should be heard, the situation should be analyzed, and the reason and the intention of the person should be taken into account, and then the person can be judged accordingly.
7. Islam means peace
Islam is derived from the word ‘salaam’ which means peace. It is a religion of peace whose fundamentals teach its followers to maintain and promote peace throughout the world.
Thus every Muslim should be a fundamentalist i.e. he should follow the fundamentals of the Religion of Peace: Islam. He should be a terrorist only towards the antisocial elements in order to promote peace and justice in the society.
WAS ISLAM SPREAD BY THE SWORD?
Question:
How can Islam be called the religion of peace when it was spread by the sword?
Answer:
It is a common complaint among some non-Muslims that Islam would not have millions of adherents all over the world, if it had not been spread by the use of force. The following points will make it clear, that far from being spread by the sword, it was the inherent force of truth, reason and logic that was responsible for the rapid spread of Islam.
1. Islam means peace.
Islam comes from the root word ‘salaam’, which means peace. It also means submitting one’s will to Allah (swt). Thus Islam is a religion of peace, which is acquired by submitting one’s will to the will of the Supreme Creator, Allah (swt).
2. Sometimes force has to be used to maintain peace.
Each and every human being in this world is not in favour of maintaining peace and harmony. There are many, who would disrupt it for their own vested interests. Sometimes force has to be used to maintain peace. It is precisely for this reason that we have the police who use force against criminals and anti-social elements to maintain peace in the country. Islam promotes peace. At the same time, Islam exhorts it followers to fight where there is oppression. The fight against oppression may, at times, require the use of force. In Islam force can only be used to promote peace and justice.
3. Opinion of historian De Lacy O’Leary.
The best reply to the misconception that Islam was spread by the sword is given by the noted historian De Lacy O’Leary in the book ’Islam at the cross road’ (Page 8):
’History makes it clear however, that the legend of fanatical Muslims sweeping through the world and forcing Islam at the point of the sword upon conquered races is one of the most fantastically absurd myth that historians have ever repeated.’
4. Muslims ruled Spain for 800 years.
Muslims ruled Spain for about 800 years. The Muslims in Spain never used the sword to force the people to convert. Later the Christian Crusaders came to Spain and wiped out the Muslims. There was not a single Muslim in Spain who could openly give the adhan, that is the call for prayers.
5. 14 million Arabs are Coptic Christians.
Muslims were the lords of Arabia for 1400 years. For a few years the British ruled, and for a few years the French ruled. Overall, the Muslims ruled Arabia for 1400 years. Yet today, there are 14 million Arabs who are Coptic Christians i.e. Christians since generations. If the Muslims had used the sword there would not have been a single Arab who would have remained a Christian.
6. More than 80% non-Muslims in India.
The Muslims ruled India for about a thousand years. If they wanted, they had the power of converting each and every non-Muslim of India to Islam. Today more than 80% of the population of India are non-Muslims. All these non-Muslim Indians are bearing witness today that Islam was not spread by the sword.
7. Indonesia and Malaysia.
Indonesia is a country that has the maximum number of Muslims in the world. The majority of people in Malaysia are Muslims. May one ask, ’Which Muslim army went to Indonesia and Malaysia?’
8. East Coast of Africa.
Similarly, Islam has spread rapidly on the East Coast of Africa. One may again ask, if Islam was spread by the sword, ’Which Muslim army went to the East Coast of Africa?’
9. Thomas Carlyle.
The famous historian, Thomas Carlyle, in his book ’Heroes and Hero worship’, refers to this misconception about the spread of Islam: ’The sword indeed, but where will you get your sword? Every new opinion, at its starting is precisely in a minority of one. In one man’s head alone. There it dwells as yet. One man alone of the whole world believes it, there is one man against all men. That he takes a sword and try to propagate with that, will do little for him. You must get your sword! On the whole, a thing will propagate itself as it can.’
10. No compulsion in religion.
With which sword was Islam spread? Even if Muslims had it they could not use it to spread Islam because the Qur’an says in the following verse:
’Let there be no compulsion in religion: Truth stands out clear from error’ [Al-Qur’an 2:256]
11. Sword of the Intellect.
It is the sword of intellect. The sword that conquers the hearts and minds of people. The Qur’an says in Surah Nahl, chapter 16 verse 125:
’Invite (all) to the way of thy Lord with wisdom and beautiful preaching; and argue with them in ways that are best and most gracious.’ [Al-Qur’an 16:125]
12. Increase in the world religions from 1934 to 1984.
An article in Reader’s Digest ‘Almanac’, year book 1986, gave the statistics of the increase of percentage of the major religions of the world in half a century from 1934 to 1984. This article also appeared in ‘The Plain Truth’ magazine. At the top was Islam, which increased by 235%, and Christianity had increased only by 47%. May one ask, which war took place in this century which converted millions of people to Islam?
13. Islam is the fastest growing religion in America and Europe.
Today the fastest growing religion in America is Islam. The fastest growing religion in Europe in Islam. Which sword is forcing people in the West to accept Islam in such large numbers?
14. Dr. Joseph Adam Pearson.
Dr. Joseph Adam Pearson rightly says, ’People who worry that nuclear weaponry will one day fall in the hands of the Arabs, fail to realize that the Islamic bomb has been dropped already, it fell the day MUHAMMED (pbuh) was born’
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : " قراءة فى كتاب " الكتاب رقم (9) اسم الكتاب : " الاستبداد فى الأرض " المؤلف : الشيخ عبد الرحمن الكواكبى نبذة عن المؤلف : الشيخ الكواكبى غنى عن التعريف , فهو يعد رائد من رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر، اشتهر بوضع كتابه هذا : "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، الذي يعد من أهم الكتب العربية في ذلك القرن فيما يصل بظاهرة الاستبداد فى الأرض , والذى يقرأ هذا الكتاب الذى صدر قبل أكثر من قرن من الزمان يحس وكأنه عائش بين ظهرانين , ويعبر عن حال الأمة العرية والاسلامية الآن , وهذا الشيخ من أصل سورى منطقة ( حلب ) ولكنه هاجر الى الكنانة مصر , ولقى ربه فيها , وكان ذلك عام 1902, والى ملخص الكتاب :
مقدمة الكتاب :
يقول الشيخ عبد الرحمن الكواكبي في مقدمة كتابه : " طبايع الاستبداد " : (كل يذهب مذهبا في سبب الانحطاط و في ما هو الدواء. وحيث أنى قد تمحص عندي أن اصل هذا الداء هو الاستبداد السياسي و دواءه دفعه بالشورى الدستورية . وقد استقر فكري على ذلك – كما أن لكل نبأ مستقر – بعد بحث ثلاثين عاما... بحثا أظنه كاد يشمل كل ما يخطر على البال من سبب يتوهم الباحث عند النظرة الأولى انه ظفر بأصل الداء أو بأهم أصوله , ولكن لا يلبث أن يكشف له التدقيق أنه لم يظفر بشيء . أو أن ذلك فرع الأصل , أو هو نتيجة لا وسيلة. فالقائل مثلا : إن أصل الداء التهاون في الدين , لا يلبث أن يقف حائرا عندما يسأل نفسه لماذا تهاون الناس في الدين ؟ و القائل : إن الداء اختلاف الآراء , يقف مبهوتا عند تعليل سبب الاختلاف فان قال سببه الجهل يشكل عليه وجود الاختلاف بين العلماء بصورة أشد و أقوى .. و هكذا يجد نفسه في حلقة مفرغة لا مبدأ لها فيرجع إلى القول : هذا ما يريده الله بخلقه , غير مكترث بمنازعة عقله و دينه له بان الله حكيم عادل رحيم ...) ما هو الاستبداد ؟؟؟ يقول الكواكبي في فصل , ما هو الاستبداد معرفا : ( لغة هو غرور المرء برأيه و الأنفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي و الحقوق المشتركة . ) ...و في اصطلاح السياسيين هو تصرف فرد أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة و بلا خوف تبعة , وقد تطرأ مزيدات على هذا المعنى الاصطلاحي فيستعملون في مقام كلمة ( استبداد ) كلمات : استعباد, و تسلط , وتحكم . و في مقابلتها كلمات : مساواة , و حس مشترك , وسلطة عامة . و يستعملون في مقام صفة ( مستبد ) كلمات : جبار طاغية , و حاكم بأمره , وحاكم مطلق . و في مقابلة ( حكومة مستبدة ) كلمات : عادلة , و مسؤولة , و مقيدة , و دستورية . و يستعملون في مقام وصف الرعية ( المستبد عليهم ) كلمات : أسرى , و مستصغرين , و بؤساء . و مستنبتين . و في مقابلتها : أحرار , و أباة . و أحياء , و أعزاء . و أما تعريف الاستبداد بالوصف لا بالمترادفات و المتقابلات فهو : " أن الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلا أو حكما التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين . " ..... و أشد انواع الاستبداد التي يتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق , الوارث للعرش , القائد للجيش , الحائز على سلطة دينية. و لنا أن نقول كلما قلت وصف من هذه الأوصاف خف الاستبداد إلى أن ينتهي بالحكم المنتخب المؤقت المسؤول فعلا . و أورد الكواكبي شذرات مما : ( .. تكلم به بعض الحكماء لا سيما المتاخرون منهم في وصف الاستبداد و من هذه الجمل : " المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم و يحكم بهواه لا بشريعتهم , و يعلم من نفسه انه الغاصب المعتدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق و التداعي لمطالبته " " المستبد عدو الحق , عدو الحرية و قاتلها , و الحق أبو البشر و الحرية أمهم , و العوام صبية أيتام نيام لا يعلمون شيئا , والعلماء هم اخوتهم الراشدون , أن أيقظوهم هبوا و إن دعوهم لبوا و إلا فيتصل نومهم بالموت " الاستبداد و الدين : في مبحث الاستبداد و الدين يشرح العلاقة النفعية المتبادلة غير الشريفة بين الاسنبداد الديني و الاستبداد السياسي مشيرا إلى : { تضافر أراء العلماء الناظرين في التاريخ الطبيعي للأديان على أن الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني , و البعض يقول إن لم يكن هناك توليد فهما أخوان أبوهما التغلب و أمهما الرياسة , أو هما صنوان قويان بينهما رابطة الحاجة إلى التعاون لتذليل الإنسان , و الفريقان مصيبان في حكمهما بالنظر إلى مغزى أساطير الأولين و القسم التاريخي من التوراة و الرسائل المضافة إلى الإنجيل , و مخطئون في حق الأقسام التعليمية الأخلاقية فيهما , كما هم مخطئون إذا نظروا إلى أن القرآن جاء مؤيدا للاستبداد السياسي , و ليس من العذر شيء أن يقولوا نحن لا ندرك دقائق القرآن نظرا لخفائها علينا في طي بلاغته ووراء العلم بأسباب نزول آياته , و إنما نبني نتيجتنا على مقدمات ما نشاهد عليه المسلمين منذ قرون إلى الآن من استعانة مستبديهم بالدين . يقول هؤلاء المحررون إن التعاليم الدينية و منها الكتب السماوية تدعوا البشر إلي خشية قوة عظيمة هائلة لا تدرك العقول كنهها قوة تتهدد الإنسان بكل مصيبة - في الحياة فقط - عند البوذية و اليهودية , أو في الحياة و بعد الممات كما عند النصارى و الإسلام , تهديدا ترتعد منه الفرائص فتخور القوى و تذهل العقول فتستسلم للخبل و الخمول , ثم تفتح هذه التعاليم أبوابا للنجاة وراءها نعيم مقيم , و لكن على تلك الأبواب حجاب من البراهمة و الكهنة و القسوس و أمثالهم الذين لا يأذنون للناس بالدخول ما لم يعظموهم مع التذليل و الصغار و يرزقوهم باسم نذر أو قربان أو ثمن غفران . .. و هؤلاء المهيمنون على الأديان كم يرهبون الناس من غضب الله و ينذرونهم بحلول مصائبه و عذابه عليهم ثم يرشدونهم إلي ... و يقولون إن السياسيين يبنون كذلك استبدادهم على أساس من هذا القبيل , فهم يسترهبون الناس بالتعالي الشخصي و التشامخ الحسي , و يذلونهم بالقهر و القوة و سلب الأموال حتى يجعلوهم خاضعين لهم عاملين لأجلهم يتمتعون بهم كأنهم نوع من الأنعام التي يشربون ألبانها و يأكلون لحومها و يركبون ظهورها و بها يتفاخرون ( كخطاب : إلى شعبنا العظيم ,,,) و يرون أن هذا التشاكل في بناء و نتائج الاستبداديين الديني و السياسي جعلهما في مثل فرنسا مشتركين في العمل كأنهما يدان متعاونتان , و في روسيا مشتبكين في الوظيفة كاللوح و القلم يسجلان الشقاء على الأمم (طبعا يتكلم عن العصر الذي عايشه – نهاية القرن التاسع عشر ) . و يقررون أن هذا التشاكل بين القوتين ينجر بعوام البشر و هم السواد الأعظم إلى نقطة يلتبس عليهم الفرق بين الإله المعبود بحق و بين المستبد المطاع بالقهر , فيختلطان في مضائق أذهانهم من حيث التشابه في استحقاق مزيد التعظيم , و الرفعة عن السؤال و عدم المواخذة على الأفعال بناء عليه لا يرون لأنفسهم حقا في مراقبة المستبد لانتفاء النسبة بين عظمته و دناءتهم , وبعبارة أخرى يجد العوام معبودهم و جبارهم مشتركين في كثير من من الحالات و الأسماء والصفات فلا يفرقوا بين ( المنعم ) و ولي النعمة , وبين ( جل شأنه ) و جليل الشأن , بناء عليه يعظمون الجبابرة تعظيمهم لله , و يزيدون تعظيمهم على التعظيم لله لأنه حليم كريم و لأن عذابه آجل غائب , و أما انتقام الجبار فعاجل حاضر . و يعللون أن قيام المستبدين من أمثال ( أبناء داود ) و ( قسطنطين ) في نشر الدين بين رعاياهم , و انتصار مثل ( فيليب الثاني ) الإسباني و ( هنري الثامن ) الانكليزي للدين حتى بتشكيل محاكم التفتيش , و قيام الحاكم الفاطمي و السلاطين الأعاجم في الإسلام بالانتصار لغلاة الصوفية و بنائهم لهم التكايا ( كما شاهدنا من خلال رائعة يوسف شاهين – المصير) لم يكن إلا بقصد الاستعانة بمسوخ الدين و ببعض أهله المغفلين على ظلم المساكين . و يحكمون بأن بين الاستبدادين السياسي و الديني مقارنة لا تنفك متى وجد أحدهما في أمة جر الآخر إليه أو متى زال زال رفيقه , و إن صلح ضعف أحدهما صلح ضعف الثاني , و يبرهنون على أن الدين أقوى تأثيرا من السياسة إن إصلاحا أو إفسادا , و يمثلون بالسكسون أي الإنكليز و الهولنديين و الأمريكان و الألمان الذين قبلوا البروتستنتية , فأثر التحرير الديني في الإصلاح السياسي و الأخلاق أكثر من تأثير الحرية المطلقة السياسية في جمهور اللتين أي الفرنسيين و الطليان و الأسبان و البرتغال. و قد أجمع الكتاب السياسيون المدققون , بالإستناد على التاريخ و الاستقراء , من أن ما من أمة أو عائلة أو شخص تنطع في الدين أي تشدد إلا و اختل نظام دنياه و خسر أولاه و عقباه . و الحاصل أن كل المدققين السياسيين يرون أن السياسة و الدين يمشيان متكاتفين , و يعتبرون أن إصلاح الدين هو أسهل و أقوى و أقرب طريق للإصلاح السياسي . و ربما كان أول من سلك هذا المسلك أي أستخدم الدين في الإصلاح السياسي هم حكماء اليونان , حيث تحيلوا على ملوكهم المستبدين في حملهم على قبول الأشتراك في السياسة بإحياء عقيدة الاشتراك في الألوهية , أخذوها عن الآشوريين و مزجوها بأساطير بصورة تخصيص العدالة بإله و الحرب بإله و الأمطار بإله إلى غير ذلك من التوزيع و جعلوا لإله الآلهة حق النظارة عليهم , و حق الترجيح عند وقوع الاختلاف بينهم . ثم بعد تمكن هذه العقيدة في الأذهان لما ألبست من جلال المظاهر و سحر البيان سهل على أولئك الحكماء دفعهم الناس مطالبة حكامهم الجبابرة بالنزول إلي مقام الانفراد , و بأن تكون إرادة الأرض كإرادة السماء فأنصاع ملوكهم مكرهين . و هذه هي الوسيلة العظمى التي مكنت اليونان من إقامة جمهوريات أثينا و إسبارطة .و كذلك فعل الرومان , و هذا الأصل لم يزل المثال القديم لأصول توزيع الإدارات في الحكومات الملكية و الجمهوريات على أنواعها إلى هذا العهد . ثم يذكر كيف أن { عقيدة التشريك عدا كونها باطلة في ذاتها ... فإنها انتشرت و عمت و جندت جيشا عرمرما يخدم المستبدين كنمرود إبراهيم و فرعون موسى و البرهمي و البادري و الصوفي .. و قد جاءت التوراة لترفع عقيدة التشريك مستبدلة مثلا أسماء الآلهة المتعددة بالملائكة و لكن لم يرض ملوك ال كوهين بالتوحيد فأفسدوه بالاستبداد ثم جاء الإنجيل بسلسبيل الدعة و الحلم فصادف أفئدة محروقة بنار القساوة و الاستبداد و كان أيضا مؤيدا لناموس التوحيد و لكن لم يقوى دعاته الأولون على تفهيم تلك الأقوام المنحطة( المنهكة من الاستبداد ) , الذين بادروا لقبول النصرانية قبل الأمم المترقية . . ثم لما انتشرت النصرانية و دخلها أقوام مختلفون , تلبست ثوبا غير ثوبها , كما هو شأن الأديان التي سبقتها فامتزجت بأزياء و شعائر الإسرائيليين و أشياء من الأساطير و غيرها و أشياء من مظاهر الملوك و نحوها , و هكذا صارت تعظم رجال الكهنوت إلى درجة اعتقاد النيابة عن الله و العصمة عن الخطأ و قوة التشريع, مما رفضه البروتستانت أي الراجعون في الأحكام لأصل الإنجيل .. ثم جاء الإسلام مهذبا لليهودية و النصرانية مؤسسا على الحكمة و العزم هادما للشرك , و محكما لقواعد الحرية السياسية المتوسطة بين الأرستقراطية و الديموقراطية فأسس التوحيد و نزع كل سلطة دينية أو تغليبية تتحكم بالنفوس , و أوجد مدينة فطرية سامية} . ثم نرى الكواكبي مترحما على ذاك { الطراز السامي من الرياسة و هو الطراز النبوي المحمدي لم يخلفه فيه حقا غير آبي بكر ثم عمر ثم اخذ بالتناقص , وصارت الأمة تطلبه و تبكيه من عهد عثمان إلي الآن , و سيدوم بكائها إلى يوم الدين إذا لم تنتبه بتعويضه بطراز سياسي شوري , ذلك الطراز الذي اهتدت إليه بعض أمم الغرب التي لربما يصح أن نقول , إنها قد استفادت من الإسلام أكثر مما استفاد منه المسلمون .و هذا القرآن الكريم مشحون بتعاليم إماتة الاستبداد و إحياء العدل و التساوي حتى في القصص منه ,و من جملتها قول بلقيس ملكة سبأ من عرب تبَع تخاطب أشراف قومه : (يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * قالوا نحن أولو قوة و أولو بأس شديد , و الأمر إليك فأنظري ماذا تأمرين * قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أهلها أذلة و كذلك يفعلون ) . فهذه القصة تعلم كيف ينبغي: أن يستشير الملوك الملأ أي أشراف الرعية , و أن لا يقطعوا أمرا إلا برأيهم و تشير إلى لزوم أن تحفظ القوة و البأس في يد الرعية , و أن يخص الملوك بالتنفيذ فقط , و أن يكرموا بنسبة الأمر إليهم تكريما , و تقبح شأن الملوك المستبدين . و من هذا الباب ما ورد في قصة موسى عليه السلام مع فرعون في قوله تعالى : ( و قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون ) أي قال الأشراف بعضهم لبعض : ماذا رأيكم ؟ ( قالوا ) خطابا لفرعون و هو قرارهم : (أرجه و أخاه و أرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم ) ثم وصف مذكراتهم بقوله تعالى : ( فتنازعوا أمرهم ) أي رأيهم ( بينهم و أسروا النجوى ) أي أفضت مذكراتهم العلنية إلى النزاع فأجروا مذاكرة سرية طبق ما يجري الآن في المجالس العمومية} . ثم ينكب الكواكبي على إدراج أمثلة في تأيد وتأكيد معاني المشاركة و المشاورة و يتهم علماء الاستبداد بتحريف الكلم عن موضعه ثم يستنتج عدم وجوب طاعة الظالمين و إن قال بوجوبها بعض الفقهاء الممالئين دفعا للفتنة التي تحصد أمثالهم حصدا . ويستغرب الكواكبي: { جعل للفظة العدل معنى عرفي و هو الحكم بمقتضى ما قاله الفقهاء حتى أصبحت لا تدل على غير هذا المعنى , مع إن العدل لغة تعني التسوية . و قد عدد الفقهاء من لا تقبل شهادتهم لسقوط عدالتهم فذكروا حتى من يأكل ماشيا في الأسواق , ولكن شيطان الاستبداد أنساهم أن يفسقوا الأمراء الظالمين فيردوا شهادتهم , و ما عذرهم في تحويل معنى الآية : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) إلى أن هذا الفرض هو فرض كفاية لا فرض عين ؟؟ و المراد هنا سيطرة أفراد المسلمين بعضهم على بعض , لا إقامة فئة تسيطر على حكامهم كما اهتدت إلى ذلك الأمم الموفقة للخير , فخصصت منها جماعات باسم مجالس نواب , فتخلصوا من شآمة الاستبداد. أليست هذه السيطرة و هذا الاحتساب بأهم من السيطرة و الاحتساب على الأفراد ؟ و من يدري من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسؤولية حتى أوجبوا لهم الحمد إذا عدلوا , و أوجبوا الصبر عليهم إذا ظلموا , و عدوا كل معارضة لهم بغيا يبيح دماء المعارضين ؟؟؟ اللهم إن المستبدين و شركائهم قد جعلوا دينك غير الدين الذي أنزلت فلا حول ولا قوة إلا بك . نعم , لولا حلم الله لخسف الأرض بالعرب , حيث أرسل لهم رسولا من أنفسهم أسس لهم أفضل حكومة أسست في الناس , جعل قاعدتها قوله {كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته } أي كل منكم سلطان عام و مسؤول عن الأمة . و هذه الجملة هي أسمى و أبلغ ما قاله مشرع سياسي من الأولين و الآخرين , فجاء من المنافقين من حرف المعنى عن ظاهره و عموميته إلى أن المسلم راعٍ على عائلته و مسؤول عن عائلته فقط . كما حرفوا معنى الآية : {المؤمنون بعضهم أولياء بعض } إلى ولاية الشهادة دون الولاية العامة . و هكذا غيروا مفهوم اللغة , و بدلوا الدين , و طمسوا العقول حتى جعلوا الناس ينسون لذة الاستقلال , و عزة الحرية , بل جعلوهم لا يعقلون كيف تحكم أمة نفسها بنفسها دون سلطان قاهر . وكأن المسلمين لم يسمعوا بقول الرسول عليه السلام : (( الناس سواسية كأسنان المشط , لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى )). و هذا الحديث من أصح الأحاديث لمطابقته للحكمة و مجيئه مفسرا الآية { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } فإن الله عز وجل شأنه ساوى بين عباده مؤمنين و كافرين في المكرمة بقوله { وكرمنا بني آدم } ثم جعل الأفضلية في الكرامة للمتقين فقط . و معنى التقوى لغة ليس كثرة العبادة كما صار ذلك حقيقة عرفية غرسها علماء الاستبداد القائلين في تفسير ( عند الله ) أي في الآخرة دون الدنيا بل التقوى لغة هي الاتقاء أي الابتعاد عن رذائل الأعمال احترازاً من عقوبة الله . فقوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم كقوله إن أفضل الناس أكثرهم ابتعادا عن الآثام و سوء عواقبها }. و يسهب الكواكبي في شرح و تفصيل: { ان الإسلامية مؤسسة على أصول الحرية برفعها كل سيطرة و تحكم , بأمرها بالعدل و المساواة و القسط والإخاء .. وقد جعلت أصول حكومتها الشورى " أي شورى أهل الحل و العقد في الأمة بعقولهم لا بسيوفهم . ..و من المعلوم أنه لا يوجد في الإسلامية نفوذ ديني مطلقا في غير مسائل إقامة الشعائر ومنها القواعد العامة التشريعية التي لا تبلغ مائة قاعدة و حكم } .. إلى أن يتأسف على هذا الدين: { الحر , الحكيم , السهل , المسح , الذي رفع الإصر و الأغلال , و أباد الميزة و الاستبداد , الدين الذي فقد الأنصار الأبرار و الحكماء الأخيار فسطا عليه المستبدون و المرشحون للاستبداد , و اتخذوه وسيلة لتفريق الكلمة و تقسيم الأمة , و جعلوه آلة لأهوائهم السياسية فضيعوا مزاياه و حيروا أهله بالتفريغ و التوسيع , و التشديد و التشويش , و إدخال ما ليس فبه ... و بهذا التشديد الذي أدخله على الدين منافسو المجوس ,انفتح على الآمة باب التلوم على النفس , و اعتقاد التقصير المطلق } . الاستبداد و العلم : احتكار المعلومة وتصنيعها, و تجهيل المجتمع , الكره نحو المتعلمين المتنورين ذو الكرامة لأن سلطان العلم قد يفوق سلطانهم , تهميش الشعب ( العوام ) و اعتبارهم رعاع غوغائيين غير ناضجين و تشبيههم بالقطيع المحتاج للقيادة و الحماية - { و المستبد في حين انه لا يخاف علوم اللغة خاصة إذا لم يكن ما وراء اللسان حكمة حماس تعقد الألوية , أو سحر بيان يحل عقد الجيوش , و لا العلوم الدينية المختصة ما بين الإنسان و ربه , لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة و لا تزيل غشاوة , و إنما يتلهى بها المتهوسون ... ترتعد فرائص المستبدين علوم الحياة مثل الحكمة النظرية , الفلسفة العقلية , و حقوق الأمم و طبائع الاجتماع , و السياسة المدنية وخوف المستبد من أصحاب هذه العلوم و هم المعبر عنهم في القرآن الكريم بالصالحين و المصلحين ( آن الأرض يرثها عبادي الصالحين ) و قوله (وما كنا لنهلك القرى و أهلها مصلحون ) , و إن كان علماء الاستبداد يفسرون مادة الصلاح و الإصلاح بكثرة التعبد !!كما حولوا كلمة الفساد و الإفساد : من تخريب نظام الله إلى التشويش على المستبدين. / بلغة اليوم يخاف المستبد المفكرين , دعوات حقوق الانسان ,المجتمع المدني , الدعوات الى الاصلاح و انتقاد الفساد ./ كما يبغض المستبد العلم لنتائجه يبغضه أيضا لذاته لأن للعلم سلطانا أقوى من كل سلطان , فلا بد للمستبد من أن يستحقر نفسه كلما وقعت عينه على من هو أرقى منه علما . و على هذه القاعدة بنى ابن خلدون قوله ( فاز المتملقون ). ويستنتج ان بين العلم و الاستبداد حربا دائمة , يسعى العلماء في تنوير العقول و يجتهد المستبد في إطفاء نورها , و الطرفان يتجاذبان العوام . العوام الذين إذا جهلوا خافوا , و إذا خافوا استسلموا , ومتى علموا قالوا ومتى قالوا فعلوا . و العوام هم قوّة المستبد وقوته . بهم عليهم يصول و يجول , فيتهللون لشوكته ,و يغصب أموالهم , فيحمدونه على إبقائه على حياتهم , و يهينهم فيثنون على رفعته , ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته ( حنكته ) و إذا أسرف في أموالهم , يقولون كريم , و إذا قتل منهم و لم يمثل يقولون رحيم ... و الحاصل أن العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل .. إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكبر من نقمة خوفهم بأسه . قال أحد المحررين السياسيين : إني أرى قصر المستبد في كل زمان هو هيكل الخوف عينه : فالملك الجبار هو المعبود ’ و أعوانه هم الكهنة , و مكتبته هي المذبح المقدس ,و الأقلام هي السكاكين , و عبارات التعظيم هي الصلوات و الناس هم الأسرى الذين يقدمون قرابين الخوف . إن خير ما يستدل به على درجة استبداد الحكومات هو تغاليها في شأن الملوك و فخامة القصور , و عظمة الحفلات و مراسيم التشريفات , و علائم الآبهة , وغير ذلك من التمويهات يلجأ إليها المستبد عوضا عن العلم و العقل , كما يلجأ قليل العز للتكبر , و قليل العلم للتصوف . و الخلاصة أن الاستبداد و العلم ضدان متغالبان فكل إدارة مستبدة تسعى جهدها لإطفاء نور العلم , و حصر الرعية في حالك الجهل . و العلماء الحكماء الذين ينبتون في مضايق صخور الاستبداد يسعون جهدهم في تنوير أفكار الناس , و الغالب أن رجال الاستبداد يطاردون رجال العلم و ينكلون بهم , فالسعيد منهم من يتمكن من مهاجرة دياره , و هذا سبب أن كل الأنبياء العظام عليهم الصلاة و السلام و أكثر العلماء الأعلام و الأدباء النبلاء تقلبوا في البلاد و ماتوا غرباء . المستبدون يخافون من العلم حتى من علم الناس معنى{ لا إله إلا الله } التي بنى عليه الأسلام بل كافة الأديان , و معنا ذلك أنه لا يعبد حقا سوى الصانع الأعظم , و معنى العبادة الخضوع - و منها لفظة العبد – فيكون معنى لا إله إلا الله : ( لا يستحق الخضوع شيء إلا الله ) .
الاستبداد و المجد : و في حين يبدأ مبحثه الاستبداد و المجد بأحد الحكم البالغة للمتأخرين- حسب تعبيره - الاستبداد اصل لكل فساد – و يشرح إن التمجّد خاص بالإدارات الاستبدادية ليصل إلى أن : . { و إن المجد لا ينال إلا بنوع من البذل في سبيل الجماعة و بتعبير الشرقيين في سبيل الله أو في سبيل الدين , و بتعبير الغربيين في سبيل المدنية أو سبيل الإنسانية . و المولى تعالى المستحق التعظيم لذاته ما طالب عبيده بتمجيده إلا و قرن الطلب بذكر نعماته عليهم . و الخلاصة أن المستبد يتخذ الممجدين سماسرة لتغرير الأمة باسم خدمة الدين أوحب الوطن أو تحصيل منافع عامة أو الدفاع عن الاستقلال . و الحقيقة في بطلان كل هذه الدواعي الفخيمة التي ما هي إلا تخيل و إيهام يقصد بها رجال الحكومة تهييج الأمة و تضليلها حتى إنه لا يستثنى منها الدفاع عن الاستقلال , لأنه ما الفرق على أمة مأسورة لزيد أن يأسرها عمر ؟ و ما مثلها إلا الدابة التي لا يرحمها راكب مطمئن , مالكا كان أو غاصبا . المستبد يجرب أحيانا في المناصب و المراتب بعض العقلاء الأزكياء أيضا , اغترارا منه بأنه يقوى على تلين طينهم و تشكيلهم بالشكل الذي يريد فيكونوا له أعوانا خبثاء ينفعونه بدهائهم , ثم هو بعد التجربة إذا خاب و يئس من إفسادهم يتبادر بإبعادهم أو ينكل بهم . و لهذا لا يستقر عند المستبد إلا الجاهل العاجز الذي يعبده دون الله أو الخبيث الخائن الذي يرضيه و يغضب الله .} وينبه الكواكبي إلى أن هذه الفئة من العقلاء الأمناء و- بالجملة – ممن ينشطون لخدمة الأمة فيضرب على أيديهم لمجرد ظهور بارقة إنسانية في أعينهم , فتنادي بالإصلاح فيعيي المستبد هذا الانقلاب لأنهم لا يستغنون عن تجاربهم و خبراتهم و لا يأمنون هذه المغبة . { ومن هنا نشأ اعتمادهم في التجربة غالبا على العريقين في خدمة الاستبداد الوارثين من آبائهم و أجدادهم الأخلاق المرضية للمستبدين. و النتيجة وزير المستبد هو وزير المستبد لا وزير الأمة .}
الاستبداد و المال : في مبحث الاستبداد و المال يقول بادئ ذي بدء : { لو كان الاستبداد رجلا و أراد أن يحتسب و ينتسب لقال ( أنا الشر و آبي الظلم و أمي الإساءة , و أخي الغدر و أختي المسكنة , وعمي الضر و خالي الذل , و ابني الفقر وبنتي البطالة , عشيرتي الجهالة ووطني الخراب , أما ديني و شرفي وحياتي فالمال المال المال! !!) إلى أن تتجلى عبقريته فيقول انه ( ومن طبائع الاستبداد أنه لا يظهر فيه فقر الأمة ظهورا بينا إلا فجأة قريب قضاء الاستبداد نحبه .) و لم يفته : ( إن حفظ المال في عهد المستبد اصعب من كسبه و انه من طبائع الاستبداد ان الأغنياء أعداؤه فكرا و أوتاده عملا فهم ربائط المستبد يذلهم فيئنون و يستدرهم فيحنون )
الاستبداد و الأخلاق : تعجبت طويلا عنما بدا لي الارتباط الوثيق بين الاستبداد و الفساد حسب القرآن الكريم فبالرغم من أتني لست ملما بعلومه ولا غائرا في بحر فقهه لفت انتباهي عند استخراجي لمفردة الفساد من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ورودها – مع مشتقاتها-51مرة مشروطة بمخالفة سنة دفع الناس بعضهم بعض { و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت السموات و الأرض } البقرة251 وهي الآية التي تدعو الى الأطلاق و التحرير و ترفض التقييد و التأطير المسبقين للسلوك البشري حسب رؤية بشرية صرفة أو حتى فهم بشري محصور لنص سماوي . مقرونة مع - اتباع الهوى و عبادة غير الله(أي عبادة الفرد أو المستبد حسب الكواكبي ) و العلو و الظلم وبث الخوف و الطمع و الطغيان و سفك الدماء و قطع ما أمر الله به أن يوصل و إهلاك الحرث و النسل و تبديل الدين وعصيان الله و تبخيس أشياء الناس فعث في الأرض و ذبح أبناء الرعية و استحياء نسائهم و إدعاء الإصلاح و الإفساد بعد الإصلاح و كلها من صفات الاستبداد و المستبدين الفاسدين و المفسدين – لا فرق - إلى أن نصل إلى مساواة الساعين في الأرض فسادا بمحاربين الله و رسوله وتثبيت وجزائهم الا وهو القتل { إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا } و التبرؤ من قول المستبدين الذين يرمون تبعات الفساد و إصلاحه على مشيئة الله - إن الله لا يصلح عمل المفسدين يونس 81 فتهديده عز وعلى- فأنظر كيف كانت عاقبة المفسدين الأعراف 83 ... لقد كنت اجزم/ كما غالبية جيلي – دون أن أجزم – / ان الفساد مرده تغلب خصال الشر أو السوء عند بعض من البشر بغض النظر عن البنية السياسية و الاجتماعية إلى أن قرأت في مقدمة أبن خلدون ما يشير بعلاقة مشروطة : و إذا كان الملك قاهرا ,فاحشا بالعقوبات, منقبا عن عورات الناس , شملهم الخوف و الذل , ولاذوا منه بالكذب والمكر و الخديعة فتخلقوا بها, و فسدت بصائرهم و اخلاقهم , و ان دام أمره عليهم و قهره فسدت "العصبية" و هذا المصطلح عند ابن خلدون يساوي الدولة في مفهومنا العصري أي ان الفساد ظاهرة عالمية بقدر ما الاستبداد هو ظاهرة عالمية و هما مترابطين متلازمين - اذا قصدنا الفساد الشامل و ليس حالات الفساد المتفرقة استبداد و ظلم شاملين = فساد شامل/ .. و هذا ما يقوله الكواكبي/: الاستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية و الأخلاق الحسنة , فيضعفها أو يفسدها أو يمحوها فبجعل الإنسان يكفر بنعم مولاه , لأنه لم يملكها حق التملك ليحمده عليها حق الحمد , ويجعله حاقدا على قومه لانهم عون لبلاء الاستبداد عليه, و فاقدا حب وطنه , لانه غير آمن الاستقرار فيه و يود لو انتقل منه , ... أسير الاستبداد لا يملك شيئا ليحرص على حفظه ,لانه لا يملك مالا غير معرض للسلب و لا شرفا غير معرض للإهانة . ضعيف الحب لعائلته , لأنه ليس مطمئنا على دوام علاقته معها , و مختل الثقة في صداقة أحبابه , لأنه يعلم منهم أنهم مثله لا يملكون التكافؤ , و قد يضطرون لإضرار صديقهم بل و قتله و هم باكون . و هذه الحالة تجعل الأسير لا يزوق في الكون لذة نعيم غير بعض الملذات البهيمية . بناء عليه يكون شديد الحرص على حياته الحيوانية و إن كانت تعيسة , و كيف لا يحرص عليها و هو لا يعرف غيرها . أين هو من الحياة الأدبية ؟ أين هو من الحياة الاجتماعية ؟ أما الأحرار فتكون منزلة حياتهم الحيوانية عندهم بعد مراتب عديدة , و لا يعرف ذلك إلا من كان منهم أو كشف الله عن بصيرته . الاستبداد يسلب الراحة الفكرية فيضني الأجسام فوق ضناها بالشقاء فتمرض العقول و يختل الشعور على درجات متفاوتة في الناس . و العوام قد يصل مرضهم العقلي إلى درجة قريبة من عدم التمييز بين الخير و الشر , في كل ما ليس من ضروريات حياتهم الحيوانية . و يصل تسفل إدراكهم إلى أن مجرد أثار الأبهة و العظمة التي يرونها على المستبد و أعوانه تبهر أبصارهم , فيرون و يفكرون بأن الدواء في الداء, فينصاعون بين يدي الاستبداد انصياع الغنم بين أيدي الذئاب حيث هي تجري على قدميها إلى مقر حتفها . ربما يستريب المطلع اللبيب الذي لم يتعب فكره في درس طبيعة الاستبداد, من إن الاستبداد المشؤوم يقوم على قلب الحقائق , يرى انه كم مكن بعض القياصرة و الملوك الأولين من التلاعب بالأديان تأيدا لاستبدادهم فأتبعهم الناس . و يرى أن الناس وضعوا الحكومات لأجل خدمتهم , و الاستبداد قلب الموضوع , فجعل الرعية خادمة للرعاة فقبلوا و قنعوا ... و يرى أنه قد قبل الناس من الاستبداد ما ساقهم اليه من اعتقاد أن طالب الحق فاجر , وتارك حقه مطيع , و المشتكي المتظلم مفسد , و النبيه المدقق ملحد , و الخامل المسكين صالح امين . وقد اتبع الناس الاستبداد في تسمية النصح فضولا , و الغيرة عداوة و الشهامة عتوا , و الحمية حماقة , و الرحمة مرضا , كما جاروه على اعتبار أن النفاق سياسة , و التحيل كياسة , والدناءة لطف , و النذالة دماثة ( نفس المقارنات و التشبيهات تقريبا التي طرحها فوكوياما في مقاله نهاية التاريخ و الرجل الاخير ولكن قبله بمئة عام بالتمام والكمال ) . و هنا يتفوق الكواكبي على المفكر و الأديب التشيكي و رئيس البلاد بعد انعتاقها من النظام الشمولي فنسيسلاف هافيل , و الذي لوحق و سجن مرات لانتقاده و فضحه مساوئ الاستبداد و تبعاته من الفساد . و المفكر و الكاتب البلغاري جيليو جيليف المعارض سابقا للنظام الشمولي و صاحب مؤلف ( الفاشية) الذي خطه بطلب من الحزب الحاكم و سلط الضوء من خلاله و شرح مستفيضا و قيم علائق و طرق إدارة الحزب النازي في ألمانيا النازية لكل من الإعلام , الجيش العقائدي , الشباب , الثقافة , التربية و التعليم , الفنون و الأدب , الإدارات الحكومية وقد سماها سياسة اجتياح الوزارات و المؤسسات , الاقتصاد( و تدميره /تدهور المارك 30000مرة اثناء الحكم الهتلري) , و قد تم وقف توزيع الكتاب وجمعه بعد أن فهم انه أي المؤلف وكأنه يشرح الوضع القائم في بلده الشمولي بذاته و زج به لسنوات طوال في سجون بلاده ليخرج ويترأس بلاده بعد عودة التعددية السياسية و الانتخابات البرلمانية و الرئاسية . يضيف صاحبنا موضحا : { و قد يظن بعض الناس أن للاستبداد حسنات مفقودة في الإدارة الحرة , فيقولون مثلا : الاستبداد يلين الطباع و يلطفها , و الحق أن ذلك يحصل فيه عن فقد الشهامة لا عن فقد الشراسة ...و يقولون هو يربي النفوس على الاعتدال و الوقوف عند الحدود , و الحق أن ليس هناك غير الانكماش و التقهقر , و يقولون الاستبداد يقلل الفسق و الفجور , و الحق أنه عن فقر و عجز لا عن عفة و دين ’ و يقولون يقلل التعديات و الجرائم , والحق أنه يمنع ظهورها و يخفيها فيقل تعديدها لا عدادها . الأخلاق أثمار بذرها الوراثة , و تربتها التربية ,و سقياها العلم ,و القائمون عليها هم رجال الحكومة , عليه تفعل السياسة في اخلاق البشر ما تفعله العناية في انماء البشر. إذا بليت ببستاني جدير بان يسمى حطابا لا يعنيه إلا عاجل الاكتساب أفسدها و خربها . أقل ما يؤثره الاستبداد في أخلاق الناس , أنه يرغم حتى الأخيار منهم على الفة الرياء و النفاق و لبئس السيئان , و انه يعين الاشرار على اجراء غي نفوسهم آمنين من كل تبعة ولو أدبية , فلا اعتراض و لا انتقاد و لا افتضاح , لان اكثر اعمال الأشرار تبقى مستورة يلقي عليها الاستبداد رداء خوف الناس من تبعة شهادة على ذي شر و عقبى ذكر الفاجر بما فيه . و لهاذا شاعت بين الاسراء قواعد كثيرة باطلة كقولهم : اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . و قد تعالى وعا ظهم في سد أفواههم حتى جعلوا لهم أمثال هذه الأقوال من الحكم النبوية , كما هجوا لهم الهجو و الغيبة بلا قيد , فهم يقرؤون L( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ) ويغفلون بقية الأية وهيl (الا من ظلم ). أقوى ضابط للأخلاق النهي عن المنكر بالنصيحة و التوبيخ , أي بحرص الافراد على حراسة نظام الاجتماع و هذه الوظيفة غير مقدور عليها في عهد الاستبداد لغير ذوي المنعة الغيورين و قليل ما هم , وقليلا ما يفعلون , و قليلا ما يفيد نهيهم . و الموظفون في عهد الاستبداد للوعظ و الإرشاد يكونون مطلقا ولا أقول غالبا , من المنافقين الذين نالوا الوظيفة بالتملق . أما النهي عن المنكرات في الإدارة الحرة , فيمكن لكل غيور على نظام قومه أن يقوم به بأمان و بإخلاص , و أن يوجه سهام قوارصه إلى الضعفاء و الأقوياء و سواء ,فلا يخص بها الفقير المجروح الفؤاد , بل يستهدف أيضا ذوي الشوكة والعناد . و أن يخوض في كل واد حتى في مواضيع تخفيف الظلم و مؤاخذة الحكام , وهذا هو النصح الإنكاري الذي يعدي و يجدي و الذي أطلق عليه النبي عليه السلام اسم ( الدين ) تعظيما لشأنه فقال (( الدين النصيحة )). ولما كان ضبط أخلاق الطبقات العليا من الناس أهم الأمور , أطلقت الأمم الحرة حرية الخطابة و التأليف و المطبوعات مستثنية القذف فقط , ورأت أن تحمل مضرة الفوضى في ذلك خير من التحديد ( هل من متعظ بعد 100 عام من هذا المقال ) , لأنه لا مانع للحكام أن يجعلوا الشعرة من التقييد سلسلة من حديد , يخنقون بها عدوتهم الطبيعية أي الحرية . وقد حمى القرآن قاعدة الإطلاق بقوله الكريم : ( ولا يضار كاتب و لا شهيد ) . بعد ذلك يقسم الكواكبي الخصال البشرية إلى ثلاث : الأول : الخصال الحسنة الطبيعية و الخصال القبيحة الطبيعية – الصدق , الأمانة , الهمة . الذود , الرحمة . يقابلها – الرياء , الاعتداء , الجبن , القسوة . الثاني : الخصال الكمالية التي جاءت بها الشرائع الإلهامية كتحسين الإثار و العفو و تقبيح الزنا و الطمع و هنا فيه ما لا تدرك العقول حكمته , فيتمثله المنتسبون للدين احتراما أو خوفا . الثالث : الخصال الاعتيادية , و هو ما يكتسبه الانسان بالوراثة أو بالتربية أو بالألفة , فيستحسن او يستقبح . أن التدقيق يفيد أن الأقسام الثلاثة تشتبك و تشترك و يؤثر بعضها في بعض , فيصير مجموعها تحت تأثير الألفة المديدة , بحيث كل خصلة منها تترسخ او تتزلزل, حسبما يصادفها من استمرار الالفة او انقطاعها , فالقاتل مثلا لا يستنكر شنيعته في المرة الثانية كما استقبحها من نفسه في الاولى , و هكذا يخف الجرم في وهمه , حتى يصل الى درجة التلذذ بالقتل كأنه حق طبيعي له , كما هي حالة الجبارين و غالب السياسيين الذين لا ترتج في أفئدتهم عاطفة رحمة عند قتلهم أفرادا أو أمما لغايتهم السياسية , إهراقا بالسيف أو إزهاقا بالقلم , ولا فرق بين القتل بقطع الاوداج و بين الإماتة بإيراث الشقاء غير التسريع و الإبطاء . أسير الاستبداد العريق فيه يرث شر الخصال , و يتربى على أشرها , و لابد أن يصحبه بعضها مدى العمر . يكفيه تلبسه بالرياء اضطرارا حتى يألفه و يصير ملكة فيه , فيعيش سيئ الظن في حق ذاته مترددا في أعماله , لواما نفسه على إهمال شؤونه , شاعرا بفتور همته و نقص مروءته , و يبقى طوال العمر يجهل مورد هذا الخلل , فيتهم الخالق , و الخالق لم ينقصه شيئا . ويتهم دينه و تارة تربيته و تارة زمانه و تارة قومه , و الحقيقة بعيدة عن كل ذلك و ما الحقيقة غير أنه خلق حرا فأسر. أجمع الاخلاقيون على أن المتلبس بشائبة من أصول القبائح الخلقية لا يمكنه أن يقطع بسلامة غيره منها ( إذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه ) . اذا علمنا أن من طبيعة الاستبداد ألفة الناس بعض الأخلاق الرديئة , و إن منها ما يضعف الثقة بالنفس , علمنا سبب قلة أهل العمل و أهل العزائم في الأسراء , و علمنا أيضا حكمة فقد الأسراء ثقتهم بعضهم ببعض .فينتج أن الأسراء محرومون طبعا من ثمرة الاشتراك في اعمال الحياة , /موسسات المجتمع المدني الحقيقية المنشودة لاعادة تأهيل المجتمع, اذا كان بحاجة لتاهيل فهل خضع شعب الهند – مليار نسمة المؤلف من 235 عرق و خمسة اديان رئيسية تعد اقلها تعدادا - اكثر من مائتي مليون نسمة و 22 طائفة / و هنا استوقف المطالع و استلفته إلى التأمل في ثمرات الاشتراك التي يحرمها الاسراء فأذكره بأن الاشتراك هو اعظم سر في الكائنات , به قيام كل شيء ما عدا الله وحده به قيام الأجرام السماوية , به قيام كل حياة , , به قيام كل المواليد, به قيام الأجناس و الأنواع , به قيام الأمم و القبائل , به قيام العائلات , به تعاون الأعضاء ,به تضاعف القوة , فيه سر استمرار الأعمال التي لا تفي بها أعمار البشر . نعم , الاشتراك هو السر كل السر في نجاح الامم المتمدنة , به اكملوا ناموس حياتهم القومية به ضبطوا نظام حكوماتهم به نالوا كل ما يغبطهم عليه أسراء الاستبداد . ان سر الاشتراك ليس بخفي , وقد طالما كتب فيه الكتاب حتى ملته الأسماع , و مع ذلك لم يندفع للقيام به في الشرق إلا اليابان و البوير فما السبب ؟ فأجبه بان الكتاب كتبوا و أكثروا و أحسنوا فيما فصلوا و صوروا , و لكن قاتل الله الاستبداد و شؤمه , جعل الكتاب يحصرون أقوالهم في الدعوة إلى الاشتراك و ما معناه من التعاون و الاتحاد و التحابب و الاتفاق , / سبحان الله نفس الدعوات في يومنا هذا مضافا إليها : الوحدة , الاتحاد, التلاحم , التضامن , التآزر , الاصطفاف – وحدة الصف – و الدفاع المشترك , التنسيق المشترك , السوق المشتركة و لم يفلح منها الا التنسيق الأمني – لعله لانه برعاية بيبسي كولا – / جعلهم الاستبداد يكتبوا و يكثروا في كل ذلك / و منعهم من التعرض لذكر أسباب التفرق و الانحلال كليا , أو اضطرهم إلى الاقتصار على بيان الأسباب الأخيرة فقط . فمن قائل مثلا : الشرق مريض و سببه الجهل , و من قائل بلاء وسببه الأمية ,و هذا اعمق ما يخطه قلم الكاتب الشرقي كأنه وصل الى السبب المانع الطبيعي أو الاختياري . والحقيقة أن هناك سلسلة أسباب أخري حلقتها الأولى الاستبداد. و كاتب آخر يقول : الشرق مريض و سببه فقد التمسك بالدين , ثم يقف , مع انه لو تتبع الأسباب لبلغ إلى الحكم بان التهاون في الدين أولا و أخرا ناشئ من الاستبداد . و آخر يقول أن السبب فساد الأخلاق , و غيره يرى أنه فساد التربية , و سواه ظن أنه الكسل , والحقيقة أن المرجع الأول في الكل هو الاستبداد, الذي يمنع حتى اولئك عن التصريح باسمه المهيب . قد اتفق الحكماء الذين أكرمهم الله تعالى بوظيفة الأخذ بيد الأمم في بحثهم عن المهلكات و المنجيات . على أن فساد الأخلاق من أصعب الأمور و أحوجها إلى الحكمة البالغة و العزم القوي , و ذكروا أن فساد الأخلاق يعم المستبد و أعوانه وعماله , ثم يدخل بالعدوى إلى كل البيوت , لا سيما بيوت الطبقات العليا التي تتمثل بها السفلى . وقد سلك الأنبياء عليهم السلام , في إنقاذ الأمم من الفساد مسلك الابتداء أولا بفك العقول من تعظيم غير الله و الإذعان لسواه . و ذلك بتقوية حسن الإيمان المفطور عليه وجدان كل إنسان . ثم جهدوا في تنوير العقول بمبادئ الحكمة , و تعريف الإنسان كيف يملك إرادته , أي حريته في أفكاره . و اختياره في أعماله , و بذلك هدموا حصون الاستبداد و سدوا منبع الفساد . ثم بعد إطلاق زمام العقول , صاروا ينظرون إلى الإنسان بأنه مكلف بقانون الإنسانية و مطالب بحسن الأخلاق , و هكذا سلك الحكماء السياسيون القدماء باتباعهم نفس السبيل و هذا الترتيب ’ أي بالابتداء من نقطة دينية فطرية تودي إلى تحرر الضمائر , ثم باتباع طريق التربية والتهذيب بدون فتور ولا انقطاع . أما المتأخرون من قادة العقول في الغرب , فمنهم فئة سلكوا طريقة الخروج بأممهم من حظيرة الدين و آدابه النفيسة , إلى فضاء الإطلاق و تربية الطبيعة , زاعمين أن الفطرة في الإنسان أهدى به سبيلا و حاجته إلى النظام تغنيه عن الأديان , التي هي كالمخدرات سموم تعطل الحس بالهموم . وقد ساعدهم على سلوك هذا المسلك , انهم وجدوا أممهم قد تفشا فيها نور العلم , ذلك العلم الذي كان منحصرا في خدمة الدين عند المصريين و الآشوريين , و محتكرا في أبناء الأشراف عند الغرناطيين و الرومان , و مخصصا في أعداد من الشبان المنتخبين عند الهنديين و اليونان , حتى جاء العرب يعد الإسلام و أطلقوا حرية العلم و أباحوا تناوله لكل متعلم , فأنتقل إلى أوروبا حرا رغم رجال الدين , فتنورت .....فنشأ من ذلك حركة قوية في الأفكار . أغتنم زعماء الحرية في الغرب قوة هذه الحركة و أضافوا قوى أدبية شتى , كاستبدالهم ثقالة وقار الدين بزهو عروس الحرية , حتى أنهم لم يبالوا بتمثيل الحرية بحسناء , و كاستبدالهم رابطة الاشتراك في الطاعة للمستبدين برابطة الاشتراك في الشؤون العمومية , ذلك الاشتراك الذي يتولد منه حب الوطن . ثم إن هؤلاء الزعماء استباحوا القساوة أيضا , فأخذوا من مهجورات دينهم قاعدة ( الغاية تبرر الواسطة ) منها صرف المال المسروق في سبيل الخير .. وغيرها مما لا يستبيحها الحكيم الشرقي لما بين الغرب و أبناء الشرق من التباين في الغرائز و الأخلاق . الغربي : مادي الحياة , قوي النفس , شديد المعاملة ,حريص على الاستئثار , حريص على الانتقام , كأنه لم يبقى عنده شيء من المبادئ العالية و العواطف الشريفة التي نقلتها له مسيحية الشرق . فالجرماني مثلا : جاف الطبع يرى ان العضو الضعيف من البشر يستحق الموت , و يرى كل الفضيلة في القوة , و كل القوة في المال , فهو يحب العلم ولكن لأجل المال , و يحب المجد و لكن لأجل المال ( يا للهول يقول ذلك قبل بزوغ النازية باربعة عقود) و هذا اللاتيني مطبوع على العجب و الطيش , يرى العقل في الإطلاق , و الحياة في خلع الحياء و الشرف في الترف و الكياسة في الكسب , و العز في الغلبة , و اللذة في المائدة و الفراش . أما أهل الشرق فهم أدبيون , و يغلب عليهم ضعف القلب و سلطان الحب , و الإصغاء للوجدان , و الميل للرحمة و لو في غير موقعها , و للطف ولو مع الخصم . و يرون العز في الفتوة و المروءة , و الغنى في القناعة و الفضيلة , و الراحة في الأنس و السكينة , و اللذة في الكرم و التحبب , و هم يغضبون ولكن للدين فقط , ويغارون ولكن على العرض فقط . ليس للشرقي أن يسير مع الغربي في طريق واحدة , فلا تطاوعه طباعه على استباحة ما يستحسنه الغربي , و ان تكلف تقليده في أمر فلا يحسن تقليده , و إن أحسنه فلا يثبت , و إن ثبت فلا يعرف استثماره , حتى لو سقطت الثمرة على كفه تمنى لو قفزت إلى فمه ! فالشرقي مثلا يهتم في شأن ظالمه إلى أن يزول عنه ظلمه , ثم لا يفكر فيمن يخلفه و لا يراقبه فيقع في الظلم ثانية , فيعيد الكرة ويعود الظلم الى ما لا نهاية . و كأولئك الباطنة في الإسلام : فتكوا بمئات الأمراء على غير طائل , و كأنهم لم يسمعوا بالحكمة النبوية : (( لا يلدغ المرء من حجر مرتين )) و لا بالحكمة القرآنية (إن الله يحب المتقين ) . أما الغربي إذا أخذ على يد الظالم فلا يتركها حتى يشلها , بل حتى يقطعها و يكوي مقطعها . و هكذا بين الشرقيين و الغربيين فروق كثيرة , قد يفضَل في الافراديات الشرقي على الغربي , و في الجماعيات يفضل الغربي على الشرقي مطلقا . مثال ذلك : الغربيون يستحلفون أميرهم على الصداقة في خدمته لهم و التزام القانون . و السلطان الشرقي يستحلف الرعية على الانقياد و الطاعة ! الغربيون يمنون على ملوكهم بما يرتزقون من فضلاتهم و الأمراء الشرقيون يتكرمون على من شاؤو بإجراء أموالهم صدقات !
الغربيون قضائهم و قدرهم من الله الشرقييون قضائهم و قدرهم ما يصدر من بين شفتي المستعبِدين ! الشرقي سريع التصديق الغربي لا ينفي و لا يثبت حتى يرى و يلمس . الشرقي أكثر ما يغار على الفروج كأن شرفه كله مستودع فيها , الغربي أكثر ما يغار على حريته و استقلاله! الشرقي حريص على الدين و الرياء فيه , و الغربي حريص على القوة و العز و المزيد فيها ! و الخلاصة أن الشرقي ابن الماضي و الخيال , و الغربي ابن المستقبل و الجد !! أخيرا و بتحليل هادئ و متزن يفصل حكمة المقال في هذا الفصل فيفصل في دروب و رجالات تحرير الأفكار و تهذيب الأخلاق فيصف رجال الثورة الفرنسية و مفكريها بأرق الكلام : الحكماء المتأخرون الغربيون ساعدتهم ظروف المكان و الزمان , و خصوصية الأحوال , لاختصار الطريق فسلكوه , و استباحوا ما استباحوا, حتى انهم استباحوا في التمهيد السياسي تشجيع أعوان المستبد على تشديد وطأة الظلم و الإعتساف بقصد تعميم الحقد عليه . وقد سبق هؤلاء الغلاة فئة اتبعت أثر النبيين , و لم تحفل بطول الطريق و تعبه فنجحت و رسخت , و أعني بتلك الفئة أولئك الحكماء الذين لم يأتوا بدين جديد , و لا تمسكوا بمعاداة كل دين كمؤسسي جمهورية الفرنسيين , بل رتقوا فتوق الدهر في دينهم بما نفحوا و هذبوا و سهلوا و قربوا , حتى جددوا , وجعلوه صالحا لتجديد خليق أخلاق الأمة . ( لم نقرأ- قبل أو بعد 11 سبتمبر - اجمل من هذا الوصف الذي يصلح لان يكون دعوة للإصلاح و التجديد الديني و الدنيوي أولم يقل أيضا في باب الاستبداد و الدين بأن الحاصل أن كل المدققين السياسيين يرون أن السياسة و الدين يمشيان متكاتفين , و يعتبرون أن إصلاح الدين هو أسهل و أقوى و أقرب طريق للإصلاح السياسي. أي إن الكواكبي و من قرن و عقد - قبل 11 سبتمبر ب 11 عقد من الزمان فطن الى ضرورة الإصلاح العقائدي و السياسي ليس بإيعاز من الخارج و لا رضوخا لضغوطات أمريكية صهيونية..!!! ) رافعا لواء إنسانية الفرد الإنسان و حقوقه و مشخصا المسلم و فطرته و نوازعه التحررية و دارسا العربي و الإباء المرجو له و الذي يستحقه والخصوصية السورية التي عايشها و وعى التركيب الفسيفسائي المنسجم الرائع و الباقة البرية المتداخلة والفواحة أبدا عطر حضارة مزيج رائع دائما, داعيا و مبشرا وبهدوء و تؤدة لخلع رداء الاستبداد البغيض بعد الترويج الدؤوب لمحاسن الحرية الفردية كحامية لحرية الوطن و الدين و بعث الجوانب الأنسانية الحميدة المخبأة بأمر (الحاكم بأمره) / الاستبداد و التربية : في فصل الاستبداد و التربية يقول مستهلا : خلق الله في الإنسان استعدادا للصلاح و استعدادا للفساد , فأبواه يصلحانه و أبواه يفسدانه . أي إن التربية تربو باستعداده جسما و نفسا و عقلا ان خيرا فخير وان شرا فشر . و قد سبق أن الاستبداد المشؤوم يؤثر على الأجسام فيورثها السقام , و يسطو على النفوس فيفسد الأخلاق , و يضغط على العقول فيمنع نمائها بالعلم . بناء عليه تكون التربية و الاستبداد عاملين متعاكسين في النتائج , فكل ما تبنيه التربية مع ضعفها يهدمه الاستبداد بقوته , وهل يتم بناء وراءه هادم . .. والاستبداد ريح صرصر فيه إعصار يجعل الإنسان كل ساعة في شأن , و هو مفسد للدين في أهم قسميه أي الأخلاق , و أما العبادات فلا يمسها لأنها تلائمه في الأكثر . الأسير المعذب المنتسب الى دين يسلي نفسه بالسعادة الأخروية , فيعدها بجنان ذات أفنان و نعيم مقيم أعده له الرحمن ,و يبعد عن نفسه أن الدنيا عنوان الآخرة و أنه ربما خاسر الصفقتين . و لبسطاء الإسلام مسليات أظنها خاصة بهم يعطفون مصائبهم عليها وهي على نحو : الدنيا سجن المؤمن , المؤمن مصاب , إذا أحب الله عبدا ابتلاه ,هذا شأن آخر الزمان . و يتناسون حديث ((إن الله يكره العبد البطال )) , ((إذا قامت الساعة و في يد أحدكم فسيل فليغرسه )) , ويتغافلون عن ذلك النص القاطع المؤجل قيام الساعة إلى ما بعد استكمال الأرض زخرفتها وزينتها . الاستبداد يضطر الناس الى استباحة الكذب و التحيل و النفاق و التذلل. و إماتة النفس و نبذ الجد و ترك العمل . العرض , زمن الاستبداد , كسائر الحقوق غير مصون , بل معرض لهتك الفساق من المستبدين و الأشرار من أعوانهم . إن أخوف ما يخافه الأسير هو أن تظهر نعمة الله في الجسم أو المال , فتصيبه عين الجواسيس ( وهذا أصل عقيدة إصابة العين )! .أن يظهر له شأن في علم أو جاه أو نعمة مهمة , فيسعى به حاسدوه إلى المستبد( و هذا أصل الحسد الذي يتعوذ منه ) !! و من غريب الأحوال أن الأسراء يبغضون المستبد و لا يقوون على استعمالهم معه البأس الطبيعي الموجود في الإنسان إذا غضب , فيصرفون بأسهم في وجهة أخرى ظلما : فيعادون فئة مستضعفة , أو الغرباء , أو يظلمون نساءهم و نحو ذلك . ( أو كل ذلك ) و قد اتضح ان التربية غير مقصودة ولا مقدورة في ظل الاستبداد الا ما قد يكون بالتخويف من القوة القاهرة . و قد أجمع علماء الاجتماع و الاخلاق و التربية على أن الاقناع خير من الترغيب فضلا عن الترهيب, وأن التعليم مع الحرية بين المتعلم و المتلقي, أفضل من التعليم مع الوقار . ومن يتأمل جيدا في قوله تعالى : { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب } ملاحظا أن معنى القصاص لغة التساوي مطلقا لا مقصورا على المعاقبة بالمثل في الجنايات فقط , و من يدقق النظر في القرآن الكريم و سائر الكتب السماوية , و يتبع مسالك الرسل العظام عليهم الصلاة و السلام , يرى أن الاعتناء في طريق الهداية فيها منصرف إلى الإقناع , ثم إلى الإطماع عاجلا أو أجلا , ثم إلى الترهيب الآجل غالبا مع ترك أبواب تدلي إلى النجاة . أخيرا ينهي الفصل بنتيجة : إذا كان لا مطمع في التربية العامة على الأصول الحميدة بمانع طبيعة الاستبداد , فلا يكون لعقلاء المبتلين به إلا أن يسعوا أولا وراء إزالة المانع الضاغط على العقول , ثم بعد ذلك يعتنوا بالتربية حيث يمكنهم حينئذ أن ينالوها على توالي البطون و الله الموفق .
الاستبداد و الترقي : الحركة سنة عاملة في الخليقة دائبة بين شخوص و هبوط . فالترقي هو الحركة الحيوية أي حركة الشخوص , ويقابله الهبوط و هو الحركة إلى الموت أو الاستحالة أو الانقلاب. هكذا يستهل الكواكبي الفصل ويضيف , فإذا رأينا في أمة آثار حركة الترقي هي الغالبة على أفرادها , حكمنا لها بالحياة . بل يؤكد على لسان بعض السياسيين : وبعض السياسيين يبني على هذه القاعدة أنه يكفي الأمة رقيا أن يجتهد كل فرد منها بترقية نفسه بدون أن يفتكر في ترقي مجموع الأمة . و يحذر : و قد يبلغ الاستبداد بالأمة أن يحول ميلها الطبيعي من طلب الترقي الى طلب التسفل . ..نعم : أسراء الاستبداد أحق بوصف مساكين من عجزة الفقراء. و ينصح ناقلا إجماع الحكماء : قد أجمع الحكماء على أن أهم ما يجب عمله على الآخذين بيد الأمم , الذين فيهم نسمة مروءة و شرارة حمية , الذين يعرفون ما هي وظيفتهم بأزاء الإنسانية الملتمسين لاخوتهم العافية أن يسعوا الى رفع الضغط عن العقول لينطلق سبيلها في النمو فتمزق غيوم الأوهام التي تمطر المخاوف , شأن الطبيب في أعتنائه أولا بقوة جسم المريض , و أن يكون الإرشاد متناسبا مع الغفلة خفة و قوة : كالساهي ينبهه الصوت الخفيف , و النائم يحتاج الى صوت أقوى و الغافل يلزمه صياح و زجر. / العلاج بالتدرج ام بالصدمة / فالأشخاص من هذا النوع الأخير , يقتضي لإيقاظهم الآن بعد أن ناموا أجيالا طويلة , أن يسقيهم النطاسي البارع مرا من الزواجر و القوارص علهم يفيقون , و إلا فهم لا يفيقون , حتى يأتي القضاء من السماء فتبرق السيوف و ترتعد المدافع و تمطر الالبنادق فحينئذ يصحون و لكن صحوة الموت . /هرمجدون الاستبداد - هل هو استشراف لملحمة الاستعمار التقليدي ثم الحديث منه و ما الذي هو ما بعد الحداثة منه. ثم هل يجب أن نصنف هذا الكلام بأنه مما يصب في طاحونة الأعداء المتربصين المروجين لفك اللحمة الوطني/
الاستبداد و التخلص منه : بعد إشادته بالتاريخ الطبيعي و علوم استقرائه يشير أن كل الأمم مرت في تقلبات سياسية على سبيل التجريب و بحسب تغلب أحزاب الاجتهاد أو رجال الاستبداد . ثم يطرح عدد من المباحث يمكن تلخيصها كالتالي : 1-ما هي الأمة أي الشعب :فيقر برفض كون الامة جمعية عبيد لمالك غالب وظيفتهم الطاعة و الانقياد ولو كرها و إنما جامعة سياسية اختيارية , لكل فرد حق إشهار رأيه وفقا ل : ((كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )) . 2-ما هي الحكومة: سلطة امتلاك فرد لجمع يتصرف برقابهم , أم وكالة تقام بإرادة الأمة لأجل إدارة شؤونها المشتركة 3-ما هي الحقوق العمومية : هل هي حقوق آحاد الملوك و لكنها تضاف للشعوب مجازا أم حقوق جموع الأمم تضاف للملوك مجازا . -4التساوي في الحقوق محفوظة للجميع على التساوي 5 -الحقوق الشخصية هل الحكومة تملك السيطرة على الأعمال و الأفكار , أم أفراد الأمة أحرار في الفكر مطلقا ما لم يخالف القانون الاجتماعي , لأنهم أدرى بمنافعهم الشخصية , و الحكومة لا تتدخل إلا في الشؤون العمومية ؟ 6-نوعية الحكومة : هل الاصلح الملكية المطلقة أم الملكية المقيدة و ما هي القيود ؟ أم أم الرئاسية الانتخابية الدائمة مع الحياة أم المؤقتة إلى أجل ؟ وهل تنال الحاكمية بالوراثة , أو العهد , أو الغلبة ؟ 7-ما هي وظيفة الحكومة وظيفة الحكومة مقيدة بقانون موافق لرغائب الأمة و إن خالف الأصح . و إذا اختلفت الحكومة مع الأمة في اعتبار الصالح و المضر على الحكومة أن تعتزل الوظيفة . 8-حقوق الحاكمية هل للحكومة أن تخصص بنفسها لنفسها ما تشاء من مراتب العظمة , و رواتب المال ,و تحابي من تريد بما تشاء من حقوق الأمة و أموالها ؟؟؟ أم يكون التصرف في ذلك كله إعطاءً و تحديدا و منعا منوطا بالأمة طاعة الأمة للحكومة لا طاعة عمياء بلا فهم و لا إقناع لتأتي الطاعة بإخلاص و أمانة -9 10-توزيع التكليفات الأمة تقرر النفقات اللازمة و تعين موارد المال , و ترتب طرائق جبايته و حفظه . 11-إعداد المنعة هل يكون إعداد القوة بالتجنيد و التسليح استعدادا للدفاع مفوضا لإرادة الحكومة إهمالا , أو إقلالا , أو إكثارا , أو استعمالا على قهر الأمة , أم يلزم أن يكون ذلك برأي الأمة و تحت أمرها , بحيث تكون القوة منفذة رغبة الأمة لا رغبة الحكومة . 12- المراقبة على الحكومة-12 13-حفظ الأمن العام الحكومة مكلفة بحراسة الأشخاص حتى من بعض طوارئ الطبيعة بالحيلولة لا بالمجازاة و التعويض 14-حفظ السلطة في القانون هل يكون للحكومة ايقاع عمل إكراهي على الأفراد برأيها أي بدون الوسائط القانونية , أم السلطة منحصرة في القانون , إلا في ظروف مخصوصة و مؤقتة ؟ 15-تأمين العدالة القضائية العدل ليس ما تراه الحكومة , إنما ما يراه القضاة المصون وجدانهم من كل مؤثر غير الشرع و الحق , و من كل ضغط حتى ضغط الرأي العام . 16- حفظ الدين و الآداب-16 17- 17-تعين الأعمال بقوانين 18-كيف توضع القوانين يضع القوانين جمع منتخب من قبل الكافة ليكونوا عارفين حتما بحاجات قومهم و ما يلائم طباعهم و صوالحهم . 19-ما هو القانون و قوته نصوص خالية من الإيهام و التعقيد و حكمها شامل كل الطبقات , و لها سلطان قاهر مصون من كل التأثيرات . 20-توزيع الأعمال و الوظائف هل يكون الحظ في ذلك مخصوصا بأقارب الحاكم و عشيرته و مقربيه ؟ 21-التفريق بين السلطات السياسية و الدينية و التعليم {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } 22-الترقي في العلوم و المعارف هل يترك للحكومة صلاحية الضغط على العقول كي يقوى نفوذ الأمة عليها ؟ جعل التعليم الابتدائي عموميا بالتشويق أم بالإجبار , وجعل التعليم و التعلم حرا مطلقا التوسع في الزراعة و الصنائع تلزيم الحكومة تسهيل مضاهات الأمم السائرة-23 24-السعي في العمران هل نترك ذلك لإهمال الحكومة المميت , أو لانهماكها فيه إسرافا و تبذيرا ؟ أم تحمل على اتباع الاعتدال المتناسب مع الثروة العمومية 25-السعي في رفع الاستبداد هل ينظر من الحكومة ذاتها , أم نوال الحرية و رفع الاستبداد رفعا لا يدع مجالا لعودته من وظائف عقلاء الأمة ؟؟
يقول الكواكبي أن الخمسة و العشرين مبحثا تحتاج لتدقيق عميق و تفصيل طويل و انه ذكرها للتذكرة لدى ذوي الألباب و تنشيطا للنجباء و يقتصر على : بعض الكلام فيما يتعلق بمبحث رفع الاستبداد فقط , فأقول : ( الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية) .
- 1الاستبداد لا يقاوم بالشدة إنما يقاوم باللين و التدرج . 2يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يستبدل به الاستبداد . 3 هذه قواعد رفع الاستبداد وهي قواعد تبعد آمال الأسراء , و تسر المستبدين , لأن ظاهرها يؤمنهم على استبدادهم . و لهذا أذكر المستبدين بما أتزرهم به الفياري المشهور : ((لا يفرحن المستبد بعظيم قوته و مزيد احتياطه فكم من جبار عنيد جندله مظلوم صغير )) مبنى قاعدة كون الأمة التي لا يشعر أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية هو : أن الأمة إذا ضربت عليها الذلة و المسكنة و توالت على ذلك القرون و البطون ,تصير تلك الأمة سافلة الطباع حسبما سبق تفصيله في الأبحاث السالفة ,حتى انها تصير كالبهائم , أو دون البهائم لا تسأل عن الحرية ,ولا تلتمس العدالة , و لا تعرف للاستقلال قيمة , أو للنظام مزية , و لا ترى لها في الحياة وظيفة غير التابعية للغالب عليها ,أحسن أو أساء على حد سواء ,و قد تنقم على المستبد نارا و لكن طلبا للانتقام من شخصه لا طلبا للخلاص من الاستبداد . فلا تستفيد شيئا إنما تستبدل مرضا بمرض كمغص بصداع . و قد تقاوم المستبد بسوق مستبد آخر تتوسم فيه أنه أقوى شوكة من المستبد الأول . فإذا نجحت لا يغسل هذا السائق يديه إلا بماء الاستبداد فلا نستفيد أيضا شيئا , إنما تستبدل مرضا مزمنا بمرض حاد ,و ربما تنال الحرية عفوا فكذلك لا تستفيد منها شيئا كونها لا تعرف طعمها فلا تهتم بحفظها , فلا تلبث الحرية أن تنقلب فوضى , و هي إلى استبداد مشوش أشد وطأة كالمريض إذا انتكس . و لهذا قرر الحكماء أن الحرية التي تنفع هي التي تحصل عليها بعد استعداد لقبولها , و أما التي تحصل عليها بعد ثورة حمقاء فقلما تفيد شيئا ,لأن الثورة تكتفي بقطع ثورة الاستبداد و لا تقتلع جذورها , فلا تلبث أن تنمو و تعود أقوى مما كانت عليه أولا . فإذا وجد في الأمة الميتة من تدفعه شهامته للأخذ بيدها و النهوض بها فعليه أولا : أن يبث فيها الحياة و هي العلم , أي علمها بأن حالتها سيئة و إنما بالإمكان تبديلها بخير منها , فإذا هي علمت يبتدئ فيها الشعور بآلام الاستبداد . ثم يترقى هذا الشعور بطبعه من الآحاد إلى العشرات , إلى إلى ....حتى يشمل أكثر الأمة و ينتهي بالتحمس و يبلغ بلسان حالها منزلة قول الحكيم المعري : إذا لم تقم بالعدل فينا حكومة فنحن على تغيرها قدراء و مبنى قاعدة أن الاستبداد لا يقاوم بالشدة , إنما يقاوم بالحكمة و التدرج هو : أن الوسيلة الوحيدة الفعالة لقطع دابر الاستبداد هي ترقي الأمة في الإدراك و الإحساس , و هذا لا يأتي إلا بالتعليم و التحميس . و هذا لا يأتي إلا في زمن طويل , لأن العوام مهما ترقوا في الإدراك لا يسمحوا باستبدال القشعريرة بالعافية الا بعد التروي المديد , و ربما كانوا معذورين لأنهم لم ألفوا أن لا يتوقعوا من الرؤساء و الدعاة إلا الغش و الخداع غالبا. و لهذا كثيرا ما يحب الأسراء المستبد الأعظم إذا كان يقهر معهم بالسوية الرؤساء و الأشراف , و كثيرا ما ينتقم الأسراء من الأعوان فقط ولا يمسون المستبد بسوء , لأنهم يرون ظالمهم هم الأعوان مباشرة دون المستبد . ثم إن الاستبداد محفوف بأنواع القوات التي فيها قوة الإرهاب بالعظمة و قوة الجند, لا سيما إذا كان الجند غريب الجنس , و قوة المال , و قوة رجال الدين ,وقوة أهل الثروات , و قوة الألفة على القسوة , و قوة الأنصار الأجانب ’ هذه القوات تجعل الاستبداد كالسيف لا يقابل بعصا الفكر الذي هو في أول نشأته يكون أشبه بغوغاء , و من طبع الفكر العام أنه إذا فار في سنة يغور في سنة , و إذا فار في يوم يغور في يوم ,بناء عليه يلزم لمقاومة تلك القوات الهائلة مقابلتها بما يفعله الثبات و العناد المصحوبان بالعزم و الإقدام . الاستبداد لا ينبغي أن يقاوم بالعنف , كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصدا , نعم , الاستبداد قد يبلغ من الشدة درجة تنفجر عندها الناس انفجارا طبيعيا , فإذا كان في الأمة عقلاء يتباعدون عنها ابتداء , حتى إذا سكنت ثورتها نوعا و قضت وظيفتها في حصد المنافقين , حينئذ يستعملون الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة , و خير ما تؤسس يكون بإقامة حكومة لا عهد رجالها بالاستبداد و لا علاقة لهم بالفتنة . العوام لا يثور غضبهم على المستبد غالبا إلا عقب أحوال مخصوصة مهيجة فورية . منها : 1 عقب مشهد دموي م}لم يوقعه المستبد على مظلوم يريد الانتقام لناموسه . 2عقب حرب يخرج منها المستبد مغلوبا . ولا يتمكن من إلصاق عار الغلب بخيانة أحد القواد. 3-عقب تظاهر المستبد بإهانة الدي 4 عقب تضيق شديد عام مقاضاة لمال كثير لا يتيسر إعطائه حتى على أواسط الناس . في حالة مجاعة أو مصيبة عامة .-5 5 عقب ظهور موالاة شديدة من المستبد لمن تعتبره الأمة عدوا لشرفها . ثم يسرد الكواكبي طرائق شتى يسلكها مثيري الخواطر على الاستبداد بالسر و البطء : يستقرون تحت ستار الدين , فيستنبتون غابة الثورة في بذرة أو بذرات يسقونها بدموعهم في الخلوات . وكم يلهون المستبد بسوقه إلى الاشتغال بالفسوق و الشهوات , و كم يغرونه برضاء الأمة عنه , و يجسرونه على مزيد من التشديد , و كم يحملونه على إساءة التدبير , و يكتمون الرشد , و كم يشوشون فكره بإرباكه مع جيرانه و أقرانه .لأجل غاية واحدة ,هي أبعاده عن الانتباه إلى سد الطريق التي فيها يسلكون . أما أعوانه , فلا وسيلة لإغفالهم عن إيقاظه غير تحريك أطماعهم المالية مع تركهم ينهبون ما شاءوا
نقل /عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............. ونواصل الى رقم (10) :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : " قراءة فى كتاب " الكتاب رقم(10) : اسم الكتاب : " اليهود تاريخ وديانه " اسم المؤلف : " اسرئيل شحاك " نبذة عن المؤلف : هو أحد مواطنى دولة اسرئيل الذى هاجر اليها من وارسو وعمره (12) عاما , ومن ثم شبّ وترعرع فيها وأكمل تعليمه حتى صار أستاذا فى علم : " الكيميا " وفجأة وجد نفسة يعيش فى عالم غريب, وجد نفسه يعيش وسط ناس لا يشبهون البشر الآخرين, انّهم يتصرفون وكأنّم يعيشون فى كوكب آخر غير الكوكب الذى يعيش عليه بقية الخلق من البشر, ما هى حكايته ؟؟؟؟ ... فى يوم ما وجد مواطنا (غير يهودى ) فى حالة خطيرة يحتاج الى الاسراع باسعافة كأى مواطن يتعرض لمثل هذه الحالة الطارئة , وهرع فى التو والحال الى أقرب تلفون ولكنه منع من ذلك , فلم يسكت ونشر ذلك فى الصحف , وكانت المفاخأة أخطر وأعظم عندما علم أن مثل هذا التصرف طبيعى ويتماشى وينسجم تماما مع تعاليم دينهم وأطلعوه على النصوص الدالة على ذلك , ومن هنا كانت نقطة البداية , فجند قلمه , وشحذ تفكيره لفضح تعاليم التلمود الضالة المضلة , والآن فالنذهب ونطلع معا على مقتطفات من أحد كتبه العديدة التى أصدها فى هذا المقام لأننا هنا نقف أمام ميزه عظيمة وناد رة أمام : " شهد شاهد من أهلها " صدق الله العظيم : Bookreview ________________________________________ When the Roman historian Tacitus pointed out 19 centuries ago that the Jews are unique among the peoples of the world in their intense hatred and contempt for all peoples but their own, he was only repeating what many other scholars had discovered before him. For the next 1,900 years other investigators came to similar conclusions, either from a study of the Jews' religious writings or from a study of the Jews' behavior toward non-Jews. Notable among these was the reformer, Martin Luther, who in 1543 wrote in "Von den Juden und Ihren Lugen": "Does not their Talmud say, and do not their rabbis write, that it is no sin to kill if a Jew kills a heathen, but it is a sin if he kills a brother in Israel? It is no sin if he does not keep his oath to a heathen. Therefore, to steal and rob, as they do with their usury, from a heathen is a divine service. For they hold that they cannot be too hard on us nor sin against us, because they are of the noble blood and circumcised saints; we, however, are cursed goyim. And they are the masters of the world, and we are their servants, yea, their cattle... "Should someone think that I am saying too much, I am not saying too much, but much too little. For I see in their writings how they curse us goyim and wish us all evil in their schools and their prayers." The Jews responded to Luther like they responded to all the others. They put him down as just another "hater," blinded by religious bigotry. And today that's still the Jews' standard answer to everyone who says or writes anything about them except the most fawning praise. When British newsman William Cash, Los Angeles correspondent for London's Daily Telegraph, reported late last year in a magazine article the simple fact that the executives in Hollywood's motion picture industry are nearly all Jews, they shrieked at him, "Hater!" and denied his fact. When famous actor Marlon Brando later repeated the same fact, he was as well attacked for being an "anti-Semite". Thus, Israel Shahak's book "Jewish History, Jewish Religion: The Weight of 3,000 Years" is all the more important for being a document by a aknowledgeable Jew -- a Jewish "insider" -- about the beliefs and behavior of his fellow Jews. Born in Warsaw in 1933, Shahak spent a portion of his childhood in the concentration camp in Belsen, from which he immigrated to Palestine in 1945. He grew up in Israel, served in the Israeli military, and became a chemistry professor. Like all Israelis, he became fluent in Hebrew. He also became acclimated to the peculiar moral atmosphere of Israeli society: a combination of overweening arrogance and deceit, a mixture of pugnacious self-righteousness and duplicity. Unlike his fellow Israelis, however, Professor Shahak is deeply troubled by this peculiar atmosphere. Whereas the Jews around him take it for granted that the goyim on whom they depend for economic, military, and diplomatic support are too stupid ever to figure out what the Jews think about them and say about them behind their backs and plan to do to them when they can, and too sheeplike ever to take effective action if they do figure it out, he worries. He remembers that the Romans figured it out, and they consequently sacked Jerusalem and ended their cult in Palestine. He remembers that the Germans figured it out, and that's why he became an involuntary tenant in a concentration camp. He's worried that if his fellow Jews continue behaving as they always have, they will get themselves into some really serious trouble -- again. In particular, Professor Shahak is concerned about the behavior of those of his people who adhere to "Judaism". He is not one of these himself, and so he is able to look with some degree of objectivity at the mixture of superstition, Jewish chauvinism, and hatred of non-Jews which makes up the Jewish religion and its sacred writings. He deplores traditional Jewish teachings, not only because of the danger that some new Martin Luther will come along and spill the beans to the Gentiles, but because of the spiritually debilitating effect these teachings have had on the Jews themselves. Of the world of medieval Jewry in Europe, the world of the ghetto and the shtetl which modern Jewish writers refer to in euphoric tones as a world of quaint tradition and piety, Shahak says: "It was a world sunk in the most abject superstition, fanaticism, and ignorance ..." He cites a number of specific instances of the ways in which Jewish religious authorities have kept their flocks under control. In general, the rabbis have taught their fellow Jews that their Gentile neighbors are spiritually and morally unclean; that they are subhuman, on a level with the beasts of the field; and that they hate Jews and must be hated in return. Jews are taught that the Christian religion is a religion fit only for animals, and that its founder, Jesus, was the son of a prostitute and is presently immersed in a pit of boiling excrement in hell. Among the Hassidim (Hebrew for "pious ones") all of these teachings are kept current. Shahak points out that a central thesis of the Hassidic doctrine is that only Jews are human beings, and that the universe was created for them alone. Non-Jews were created only to be used by Jews. Although this teaching about the subhumanity of Gentiles is most open and explicit among the bearded, sidelocked, black-hatted Orthodox Jews that one sees in Jewish strongholds such as New York City, it comes from the core of Jewish tradition and is accepted to a greater or lesser degree by all pious Jews. It is, for example, a specific tenet of the Jewish Defense League and is cited in the membership handbook for that group. Especially frustrating to Professor Shahak is the clever deception which his fellow Jews use to conceal the true nature of Judaism from their Gentile neighbors. Regarding the veil of false piety which conceals from Gentile eyes the malevolent doctrine of the Hassidim, he writes: "A chief deceiver in this case, and a good example of the power of deception, was Martin Buber. His numerous works eulogizing the whole Hassidic movement (including Habbad) never so much as hint at the real doctrines of Hassidism concerning non-Jews." Buber (1878-1965) promoted Hassidism in Germany during the rise of the National Socialists -- in fact, until 1938, when he left for Palestine -- and Shahak considers Buber's efforts, despite their deceptiveness, at least partly responsible for the National Socialist reaction to the Jews. Another example of Jewish deception given by Professor Shahak concerns the etymology of the Yiddish word for a Gentile girl, shiksa. He cites the popular English-language book "The Joys of Yiddish" (New York, 1968), by Leo Rosten, which tells its readers that shiksa comes from the Hebrew word sheqetz, meaning "blemish". Writes Shahak, "This is a barefaced lie, as every speaker of Hebrew knows. The Megiddo Modern Hebrew-English Dictionary, published in Israel, correctly defines sheqetz as follows: 'unclean animal; loathsome creature, abomination...' " Professor Shahak writes with passion. He evidently feels that liberating Jews everywhere from the shackles of their misanthropic superstitions and freeing Israeli state policy in particular from the stifling influence of Judaism is a matter of some urgency. He focuses our attention especially on the inherent hatefulness of Judaism with citations from a number of Jewish religious writings. In a chapter titled "The Laws against Non-Jews," he writes: "...[T]he Halakhah, that is the legal system of classical Judaism -- as practiced by practically all Jews from the 9th century to the end of the 18th and as maintained to this very day in the form of Orthodox Judaism -- is based primarily on the Babylonian Talmud. However, because of the unwieldy complexity of the legal disputations recorded in the Talmud, more manageable codifications of talmudic law became necessary ... The most authoritative code, widely used to date as a handbook, is the Shulhan 'Arukh..." He then cites the teaching of this code regarding homicide: "According to the Jewish religion, the murder of a Jew is a capital offense and one of the three most heinous sins (the other two being idolatry and adultery). Jewish religious courts and secular authorities are commanded to punish, even beyond the limits of the ordinary administration of justice, anyone guilty of murdering a Jew ... When the victim is a Gentile, the position is quite different. A Jew who murders a Gentile is guilty only of a sin against the laws of Heaven, not punishable by a court. To cause indirectly the death of a Gentile is no sin at all. "Thus, one of the two most important commentators on the Shulhan 'Arukh explains that when it comes to a Gentile, "one must not lift one's hand to harm him, but one may harm him indirectly, for instance by removing a ladder after he had fallen into a crevice ... there is no prohibition here, because it was not done directly." ... "A Gentile murderer who happens to be under Jewish jurisdiction must be executed whether the victim was Jewish or not. However, if the victim was Gentile and the murderer converts to Judaism, he is not punished." Then Shahak gives us a rabbi's answer to an Israeli soldier who has asked whether or not it is proper to kill Arab women and children. In his answer the rabbi quotes from the Talmud: "The best of the Gentiles -- kill him; the best of snakes -- dash out its brains." Perhaps even more offensive are the Jewish beliefs on sexual matters. Shahak writes: "Sexual intercourse between a married Jewish woman and any man other than her husband is a capital offense for both parties, and one of the three most heinous sins. The status of Gentile women is very different. The Halakhah presumes all Gentiles to be utterly promiscuous and the verse "whose flesh is as the flesh of asses, and whose issue [of semen] is like the issue of horses" is applied to them... Therefore, the concept of adultery does not apply to intercourse between a Jewish man and a Gentile woman; rather the Talmud equates such intercourse to the sin of bestiality... "According to the Talmudic Encyclopedia: "He who has carnal knowledge of the wife of a Gentile is not liable to the death penalty, for it is written: 'thy fellow's wife' rather than the alien's wife ... and although a married Gentile woman is forbidden to the Gentiles, in any case a Jew is exempted." "This does not imply that sexual intercourse between a Jewish man and a Gentile woman is permitted -- quite the contrary. But the main punishment is inflicted on the Gentile woman; she must be executed, even if she was raped by the Jew: "If a Jew has coitus with a Gentile woman, whether she be a child of three or an adult, whether married or unmarried, and even if he is a minor aged only nine years and one day -- because he had willful coitus with her she must be killed, as is the case with a beast, because through her a Jew got into trouble."" The Talmud's overriding concern with matters of money and property mirror that of the Jews, and Professor Shahak offers a number of hair-splitting examples of Jewish beliefs on the subject and the way in which distinctions are made between the property of Jews and Gentiles, and between Jewish dealings with another Jew and with a Gentile. Two of these examples will suffice here: "If a Jew finds property whose probable owner is Jewish, the finder is strictly enjoined to make a positive effort to return his find by advertising it publicly. In contrast, the Talmud and all the early rabbinical authorities not only allow a Jewish finder to appropriate an article lost by a Gentile, but actually forbid him or her to return it... "It is forbidden to defraud a Jew by selling or buying at an unreasonable price. However, "Fraud does not apply to Gentiles, for it is written: 'Do not defraud each man his brother'..."" Shahak points out that "the Halakhah interprets all such idioms [as 'each man his brother' or 'neighbor'] as referring exclusively to one's fellow Jew." How have the Jews managed to keep teachings of this sort concealed from the Gentiles among whom they live? The truth of the matter is that they have not always been able to do so. Luther was not the only Christian scholar who learned Hebrew, peered into the Talmud, and was horrified by what he saw. Sometimes the Jews were able to bribe the Christian authorities to overlook such things, but throughout the later Middle Ages there were prohibitions and burnings of talmudic literature by outraged popes and bishops. The Jews developed a clever system of double bookkeeping to circumvent such "persecution". They modified or deleted the offending passages from new editions of the Talmud, and they made up a separate compendium -- Talmudic Omissions, or in Hebrew Hesronot Shas -- which circulated surreptitiously among the rabbis. In Israel today, feeling cocky enough to dispense with most such deceptions, the Jews are putting the passages which formerly had been omitted or modified back into the latest editions of the Talmud or the Shulhan 'Arukh in their original form. They are still careful with translations into Gentile tongues, however. Professor Shahak gives an example: "In 1962 a part of the Maimonidean Code ... the so-called Book of Knowledge, which contains the most basic rules of Jewish faith and practice, was published in Jerusalem in a bilingual edition, with the English translation facing the Hebrew text. The latter has been restored to its original purity, and the command to exterminate Jewish infidels appears in it in full: "It is a duty to exterminate them with one's own hands." In the English translation this is somewhat softened to: "It is a duty to take active measures to destroy them." But then the Hebrew text goes on to specify the prime examples of "infidels"who must be exterminated: "Such as Jesus of Nazareth and his pupils, and Tzadoqand Baitos [the founders of the Sadducean sect] and their pupils, may the name of the wicked rot." Not one word of this appears in the English text on the facing page (78a). And, even more significant, in spite of the wide circulation of this book among scholars in the English-speaking countries, not one of them has, as far as I know, protested against this glaring deception." Israel Shahak is a rare Jew indeed, and his book is essential reading for anyone interested in the problem of the Jews.
انتهى العرض (يمكنكم الاطلاع على الكتاب كاملا فى هذا الرابط )
The whole book as one HTML-document ............... نواصل الى رقم (11)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : " قراءة فى كتاب " الكتاب رقم (11) : اسم الكتايب : " هكذا أسلمت " اسم المؤلف : " بوريس كييف " نبذة عن المؤلف :
هكذا أسلم بوريس كييف ( فالندعه يحكى عن مشاعره ) : ________________________________________ هذه مشاعري في أول يوم لي في ظلال هذا الدين الحنيف
إخوتي وأخواتي المسلمون : اليوم بحمد الله يوم تاريخي في حياتي ... تركت فيه وللأبد شروري الماضية، اليوم بحمد الله تعالى حصلت ـ أخيرا ـ على الركن المتين لنفسي.. وأشرقت شمس يومي والتي ستشرق في حياة كل باحث عن الحقيقة. وحتى انقل لكم مشاعري عندما اعتنقت الإسلام بعد أن ولدت في بيئة الإلحاد الشيوعي.. وبعد أن تنازعني أفكار التيارات التنصيرية الغربية المختلفة ، فمرة أتسائل عن وجود الله عز وجل وكيفية خلقه لنا ؟ وهل خلقنا أم خلقتنا الطبيعة كما يدعي الاشتراكيون ؟ ثم هل أصل خلقنا آدم عليه السلام أم القرد الذي جعله داروين جدّا له ولمن وافقه ؟ ثم ما هي غاية خلق الله تعالى لنا ؟ وكثير من الأسئلة التي تدور في بالنا . عندما كنت أدرس في المدرسة سالت نفسي لماذا يؤمن كثير من الناس بالله في حين أن نظرية داروين تقول عكس ما يؤمن الكثير ؟ .. وما هي إلا سنوات حتى سقطت نظرية داروين ونظرية الإلحاد ، كما سقطت الشيوعية التي كانت تدعو لنظريته . وقد كان لكتاب " لموريس بوكاي " ( الإنجيل ، القرآن والعلم ) أثرا كبيرا على حيث أنه أرشدني إلى كثير من المعلومات التي ساهمت في هدايتي وإجابتي عن كثير من الأسئلة الغامضة التي لم أجدلها إجابة قبل دخولي الإسلام . ومن خلال عملي تعرفت على أحد المسلمين وتعجبت للسبب الذي يجعلهم لا يأكلون لحم الخنزير ولا يشربون الخمر ... وتغيرت عندي كثير من المعلومات المغلوطة عن الإسلام والمسلمين والتي كان للإعلام الغربي الدور الكبير في إشاعتها من وصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب وقد رأيت غير ذلك ووجدت أن التعصب موجود ليس عند بعض المسلمين فقط بل عند كل أصحاب الديانات والمذاهب بما فيها المسيحية واليهودية ووصف الإسلام وحده بهذه الصفة وهو عنها بريء مجرد تحريف وأباطيل وشبهات تثار حوله حتى لا يتقبل الناس الإسلام كدين أو المسلمين كأناس حضاريين . وضعت لنفسي المسائل الأساسية : الله هو إله واحد ، محمد رسول الله ، عيسى وموسى ـ أنبياء الله ولا يجتمع الإسلام والإرهاب . ها أنا في الطائرة المتوجهة إلى دبي .. العالم المجهول يثير الحذر تارة ، ورغبة متولدة من عدم المعرفة تارة أخرى . عالم الإسلام والمسلمين الذين تنبض في قلوبهم حياة الإيمان بالله الأحد . المسجد مع المنارة الذي يصدع منها صوت المؤذن ، الرجال مرتدون الثياب شديدة البياض . بلا شك إن في هذا العالم لسحرا قوة جاذبة الدهشة ليست في ذلك ، بل جو العلاقات الإنسانية التي تحيطك بالصداقة والإخلاص وملاك أمرها الإيمان المطلق بالله . عندها تفكرت بالجد عن معنى عميق لهذه العبارات التي تدور على ألسنة الناس حولي ، " لا إله إلا الله " ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله . كان يتجلى شيء ما في عيون الناس الذين ينطقون هذه الكلمات . كان فيها علم بشيء غير محسوس . ولما طلبت منهم أن يشرحوا لي مغزاها ، قالوا " ليس بأمر يسير " . بعد العودة وجدت تفسير معاني القرآن وأصبح ستر الجهالة ينزل هرولة . مضت الأيام وبعدها عرفت عن المركز الإسلامي الثقافي . زرته فإذا بالفراغ الإعلامي غير موجود . سعي الإنسان إلى الحق في كثير من الأحيان متعلق بالجهد الذي يقدمه في تحقيق غايته. كتاب للشيخ الغزالي رحمه الله " من الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء " ، أثر علي تأثيرا شديداً . هذا الكتاب هو الذي فتح عيوني أمام صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب هذا الكتاب وكتب أخرى كثيرة تيسرت لي مثل كتاب " النبي محمد صلى الله عليه وسلم " أصبح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أكبر مكانة عندي من أقرب الأقربين .. حياة الرسول معجزة بذاتها فعلينا أن نحمد الله حمدا مؤبدا بان مثل هذا الإنسان أتى إلى الوجود . لقد أدركت أن مثل هذا الإنسان يستحق الإعجاب وأولى بالإتباع . والأهم أني تيقنت بأن القرآن كلام الله المباشر وأن الله حافظه على امتداد السنين من التحريف واللإضافات هذا الإكتشاف قلب حياتي كلها . وبالطبع صار عزمي القيام بدراسة اللغة العربية ، وكشف السيرة النبوية خطوة بعد خطوة أمرا محتوما لا رجعة عنه .. لا يمكن الإدراك بالعقل عظم هذا الكون الذي يعطينا حكماً من المحال تصور عظمة وكمال خالقة ولا يستطيع أن يقترب إلى هذه المعرفة إلا القلب الذي هداه الله للحصول علىها . هذه المعرفة سعادة ، لو نقتسمها مع العالم كله ونصدح بها في كل مكان وزمان ، ولبلغها لكل بني آدم في الأرض . تفتحت عيوني قبل فترة بسيطة .. أعرف أقل القليل ، أمامي طريق طالب العلم الطويل ولكن أنا على بينة من سبيل الحق أعلم إلى أين سأسعى . رب قاريء تبدو له هذه القصة ساذجة وعاطفية مع أني أملي هذه السطور في اليوم الذي أسلمت فيه لّمّا ولج في صدري بعد النطق بالشهادتين ما يشبه تيار الأوكسجين الضخم . صدقوني : ليست الشهادة مجرد كلمات . الكلمات المجردة لن تحسها بكل خلية في جسمك ، بل حالة الابتهاج والراحة وأدعو الله ان لا يتركني هذا الشعور أبداً ما حييت ، في حياة كل إنسان ثمة معالم واضحة وينبغي أن تبصر في آوانها وحسب . الحق قريب منا ولن تغلب الشكوك القلوب المتيقنة منه . وأتقدم بجزيل الشكر للذين ساعدوا ومازالوا يساعدونني ويعاونني في سبيلي ، أعضاء المركز الإسلامي الثقافي . أنتم عون للناس في البحث عن غاية وجودنا الحق في تيار عالمنا المعاصر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أخوكم في الله / بوريس ( كييف)
عرض / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com ............... والى الكتاب (12)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : " قراءة فى كتاب " الكتاب رقم (12) : اسم الكتاب : "كلام في الحوار روحه وأدبه وفنه " المؤلف : "الحسن بن طلال " نبذة عن المؤلف : هو الأمير الحسن بن طلال بن عبد الله بن الحسين بن على ولد عام 1947 )) وهو الابن الأصغر للملك طلال) ملك الاردن ). اختاره أخوه الملك حسين وليًا للعهد في أبريل 1965، واستمر متقلدًا مهامه حتى عزله عام 1999.وهو يعد من المفكرين , والاقتصاديين المتميزين في الوطن العربي، وله حضور واضح بالندوات والمؤتمرات الفكرية والاقتصادية العالمية.أسس عدداً من المعاهد واللجان الأردنية والدولية، وشارك مشاركة فاعلة فيها، وله مؤلفات منها : (1) " السعى نحو السلام " (2) "أنْ تكون مسلـمًا "
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى داراً فأتمها إلا موضع لبنة واحدة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة».
هنالك قيم إنسانية مشتركة ليست أمراً خاصاً بأي ديانة بعينها، وإنما تمثل شأناً عالمياً، لكل الديانات فـــيه نصيب. ويكـــون التمسك بها طوق النجـــاة بالنـسبة إلينا جميعاً. إن التأمل في الطبيعة الإنسانية وإخضاعها للدراسة يكشفان لنا امتداد الضمير الإنساني. توجد طرق بناءة في التفاعل مع الآخر ومــــــع الحياة بشكل عـــام، وهي طرق روحــية وإنســـانية وعالمــية تتخطى الحواجز الدينية والسياسية والعرقية لتكشف عن إنسانية مشتركة واحدة , إن مد جسور التواصل أو إيجاد نقاط تقاطــع بين الأديان إنما يتم عـــن طريق الحوار المعمق والصريح الـــذي يـــؤدي إلى اكتشاف مناطق مشتركة يمكن البناء عليها من أجل التوصل إلى سلام حقيقي بين الأديان وتجاوز مرحلة الصراعات الطائفية والحروب. لا بد من الحوار على النطاق الواسع وليس الضيق من أجل استتباب السلام في العالم. هنالك قواعد سلوكية ترشدنا إذا أردنا أن ننخرط بفاعلية في عملية الحوار مع أتباع الديانات: التأكيد على أهمية التوافق بين المعتقدات الدينية والجوانب العملية، البدء بالقواسم المشتركة، الأخذ بالحسبان تأثير حركة التنوير الأوروبية على الأديان، الأخذ بمبدأ عدم الإكراه : إقرار حق الفرد في إعلان دينه، إعادة النظر في محتوى مناهج التربية والتعليم، ضمان الانسياب الحر للمعلومات، النظر في التراث والتاريخ والاجتهادات الخاصة بديانة الفرد وديانة الآخر، وضع أطر مناسبة لتفهم الاختلافات في الرأي، قبول النهوض بمسؤولية الأقوال والأفعال على كل الصعد، الإقرار بالأبعاد السياسية والاقتصادية لحوار الديانات. يعيش العرب والمسلمون اليوم أزمة لها جانبان: الفكري الروحي والمادي أو الاقتصادي. وأي تغيير يلوح في الأفق لا بد أن يأتي عن طريق الفكر أولاً قبل أن يترجم على أرض الواقع. ففي عصر العولمة لم تعد مسألة الإسلام شأناً داخلياً يخص المسلمين وحدهم، بل أصبحت تشغل العالم كله. وتعالت الأصوات التي تبث القلق من تنامي تيار التطرف في العالم الإسلامي. لقد شوهت الصورة الحقيقية للدين الإسلامي بسبب الأحداث الإرهابية التي ارتكبتها بعض الفئات والتي يبدو أنها - بكل أسف - (أقنعت العالم بأن دين الإسلام ذو روح عدوانية، وأنه يختلف جوهرياً وأصلياً عن كل الأديان الأخرى. ( لقد وردت كلمة السلم أو السلام في القرآن الكريم تسعاً وأربعين مرة، كما تعددت الآيات التي تدعو إلى التسامح وعدم الإكراه في الدين. فالروح العامة للنص القرآني هي روح الرحمة والتسامح والمغفرة. ولا يجوز إطلاقاً أن نقلل من أهمية هذا البعد أو نغفل عنه كما تفعل الحركات المتطرفة حالياً. لذلك، لا بد أن نفرق بالنسبة الى الدين بين جوهره الروحاني والأخلاقي الذي يتعالى على كل شيء وبين الإيديولوجيات المتطرفة التي تدعي الانتساب إليه، وهي في الواقع تخون جوهر رسالته وتشوهها. إن جميع الأديان تحتوي على مبادئ نبيلة وتدعو إلى محبة الآخر، لكن هنالك المبادئ السامية من جهة والتطبيق العملي على أرض الواقع من جهة أخرى. إن الحديث في وسائل الإعلام الغربي عن التيار الإسلامي المتطرف أمر بالغ الخطورة لأنه يوهم الجمهور بأن المسلمين كافة ينتمون إلى هذا التيار. وقد أصبحت الحروب الدعائية تشن على الإسلام: تكرار الحديث عن «الإسلام الفاشي»، الكلام عن «صدام الحضارات » وكأنه نبوءة محققة، الحاجة إلى خوض حرب جديدة أو «حملة صليبية» جديدة أو حرب نووية يكون فيها خلاص العالم المتحضر. هذه أمثلة تظهر بوضوح توظيف الدين من أجل تحقيق مآرب سياسية. الإسلام هو دين العقل والتفكير الحر، لا دين الاستسلام للخرافات والتعصب الأعمى. ولا بد من أن يصبح التدين مستبطناً من الداخل، فيكون الوازع الأخلاقي نابعاً من داخل الإنسان، ويترسخ الضمير الأخلاقي الصارم في الضمير الجماعي. نحن بحاجة إلى الإيمان المستنير الروحاني إلى أقصى الحدود، الذي يدعو إلى الحوار بين أتباع الأديان على أساس الاحترام المتبادل بين الثقافات والمعتقدات. إن العقل قوة فاعلة تحرك الإنسان على الفعل، ولا يجوز فصل العقل عن الفعل. فالقدرة على تعقل الأشياء لا تنمو وتنضج باستقلال عن الشروط الاجتماعية وبمعزل عن القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية. فالمبدأ العقلاني يقضي باختيار الوسائل الكفيلة بتحقيق الغايات والمصالح المعنية. يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». لا بد من تهيئة الظروف التي تمكن المسلمين من ممارسة هذه القيم السامية بكل حرية من خلال دعم المؤسسات الدينية وتفعيلها، لا تحجيم دورها وقطع السبل أمامها بدعوى تجفيف منابع الإرهاب. وإذا كان الإسلام يعلي من مكانة العقل، فإنه كذلك يعلي من شأن الحوار مع الآخر وإقناعه بالطرق السلمية الحضارية: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، (سورة النحل: الآية 125)، حيث يكون التركيز على قوة الأفكار، لا على حرب الأفكار. وفي هذا الإطار حرصت على دعم الحوار والتواصل مع الآخر وتفعيلهما، وتطوير العلاقات مع الآخر من خلال العمل المشترك في سبيل القضايا الإنسانية. فهنالك ثلاثة مخاوف أو أنواع من الرهاب، يجب على الإنسان التغلب عليها: الخوف من الآخر الذي مبعثه عدم الفهم والجهل بمبادئ ثقافة الآخر ومعتقداته، والخوف من المجتمع وردود الفعل إزاء آراء الفرد وأفكاره، والخوف من السلام بحيث لا نقدم على تحقيقه خوفاً من تبعاته، لا من الحرب وتداعياتها. إن الحرص على الحوار الهادف والتواصل مع الذات ومع الآخر يبدد هذه المخاوف ويفسح المجال أمام العمل الجاد على تحقيق السلام ورأب الصدع بين أتباع الديانات والثقافات، كما يعزز قنوات الاتصال بين العامة والمثقفين في وجه مظاهر الانفصال والتهميش والعزلة. إن مشروع «هيئة المئة مفكر مسلم»، الذي تم إطلاقه قبل بضعة أشهر، يحاول أن يحقق هذه الغاية من خلال التصدي للقضايا الملحة التي تؤثر على المسلمين في العالم عن طريق اللجوء إلى الحوار السلمي والنقاش الهادف. كما أشير في هذا السياق إلى المشروع الذي تبنته مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات الخاص بنشر الكتب السّماوية الثلاثة معاً بلغاتها الأصلية التي كتبت بها، من أجل استعمالها كأساس لإصدار فهرس مقارن للقيم. أضف إلى ذلك الجهود الحثيثة التي بذلت فيما يتصل بالحوار من قبل المنتدى الإسلامي العالمي والمجلس البابوي للحوار بين الأديان، وما تم إنجازه في مجال إيصال رسالة الإسلام الحقيقية السمحة إلى غير المسلمين عن طريق تعزيز الحوار وتأكيد القيم الإنسانية العالمية المشتركة.
إن تحقيق الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والثقافات يقتضي وجوب معاملة أفكار الآخرين واعتقاداتهم بالاحترام نفسه الذي نريد منهم أن يعاملوا به أفكارنا واعتقاداتنا. فالاحترام المتبادل يعزز أسس التعددية، ويفعّل التضامن والتكافل بين شرائح المجتمع. ولا بد أن ترتكز معرفة الآخر على دراسة تراثه وثقافته استناداً إلى المعلومات المتاحة بكل حرية. إننا نعيش في عصر يشهد انسياباً حراً للمعلومات، ويجب ألا نعمد إلى التعامل معها بصورة انتقائية تؤدي إلى إساءة فهم الآخر وثقافته ودينه وتقوض المحاولات الجادة من أجل تأكيد نقاط الالتقاء بين الديانات والثقافات. أشير هنا إلى البيان الذي أصدره المسلمون الأوروبيون هذا العام، مناشدين الجمهور الأوروبي التوقف عند مصطلح « ارهاب الإسلام» وعدم إشاعة استعماله، وضرورة تجنب اللجوء إلى إطلاق التعميمات على كل المسلمين استناداً إلى وقائع معينة مورست من بعضهم.
تعاني شعوب العالم العربي والإسلامي من أشكال الانقسام والتناقض والمفارقة، سواء في دار الحرب أو دار السلام أو دار الصلح، في الوطن تحت وطأة الفقر والظلم والاحتلال والتهميش، وفي المهجر حيث مظاهر التمييز ومشكلة الاندماج. لذلك تبرز الحاجة إلى وضع ميثاق استقرار إقليمي، وصياغة استراتيجية للتواصل والاتصال في ما بيننا ومع الآخر. ومـــا جرى ويجري الآن من أحداث مأسوية في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والقرن الإفريقي ينذر بكوارث وأخطار جسيمة يجب التصدي لها عن طريق دعم مسار التعاون الإقليمي في مجال تنمية البيئة الطبيـــعية والإنسانية، وتفعـــيل الموارد الاقتصادية لما يحقق حاجات الإنسان المادية والروحية ويحقق له سبل العيش الكريم. نحن، أي الحكومات والأفراد، في أمس الحاجة إلى نشر ثقافة الانضواء تحت مظلة القانون الإنساني الدولي، متمسكين، في الوقت نفســــه، بهويتنا العربية الإسلامية وقيمنا الحضارية. وفي العام القـــادم، تحتفل الأمم المتحدة بالذكـــرى الستين لقيام مؤسساتها التي أنشـــئت بعد الحرب العالمية الثانية. وهي فرصة من أجل إعادة تعريف الأولويات الاستراتيجية لأقاليمها بما يكفل للإنسان احترامه وكرامته، ويحافظ على البيئة ومواردها المهددة.
لا بد من تفعيل الدور الإسلامي والعربي في التعامل مع الأزمات التي تشهدها بعض دول العالم الإسلامي، أزمة دارفور على سبيل المثال. وقد دعوت مؤخراً إلى تأسيس لجنة عربية إسلامية من أجل التضامن مع اقليم دارفور وسكانه. كما دعوت غير مرة إلى تأسيس صندوق عالمي فوق قطري وعبر قطري للزكاة، تديره كفاءات الأمة أينما كانت. مثل هذا الصندوق يمكن توظيفه في الشؤون الإنسانية من دون أية غاية عقائدية. كما يمكن تأليف فرق سلام تستطيع أن تساهم في حملات الإغاثة وقت الحاجة، ووضع الاعتبارات الإنسانية وإعادة الإعمار فوق أي اعتبارات سياسية.
في إطار الحضارة الإسلامية، ازدهر في فترة من الفترات التيار العقلاني والإنساني المنفتح على العلوم الدنيوية والعقلانية: سواء في مجال الفلسفة أم الأدب. أذكر هنا الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد، كما أشير إلى ابن حزم الأندلسي مؤسس المذهب الظاهري الذي كان من أوائل من نقد الفكر المسيحي واليهودي في كتابه الضخم «الفصل في الملل والأهواء والنحل»، إضافة إلى الأدباء الذين نشروا موضوعات الفلسفة وزادوا من دائرة تأثيرها عن طريق استعمال المنهجية الجمالية. وأكبر مثال على ذلك أبو حيان التوحيدي الذي وصف بأنه «فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة». فلم يكن فهم أولئك للدين قمعياً ولا إرهابياً ولا مذهبياً ضيقاً. لقد كانت لديهم قيم إنسانية تحترم كرامة الإنسان وتثق به وبملكاته وقدرته على الإبداع والتفكير الخلاق وفعل الخير وتحقيق الجمال والسعادة على هذه الأرض. نحن الآن في أمس الحاجة إلى هذه الرؤيا الإنسانية. قال أحد كبار المفكرين الإنسانيين في إيطاليا بيك الميراندولي (1486): « قرأت في كتب العرب بأننا لا يمكن أن نجد على سطح الأرض كائناً أنبل ولا أكثر روعة من الإنسان.»
فلنؤكد قيم الحوار: التعددية، المشاركة، تمكين المواطن، الغيريّة والخيريّة، نبذ العنف والكراهية، العمل ضمن إطار الأسرة العالمية والشرعية الدولية. وليحمل المفكرون والمثقفون المسلمون، سواء أكانوا عرباً أم غير عرب، مسؤولية العمل على نقل الوجه الحقيقي للإسلام، وإيصال صورتنا الحقيقية للآخر من خلال نشر ثقافة التعايش بين الناس في إطار التنوّع والاختلاف القائم على مبدأ العدالة. إن المفكر كما يقول الفيلسوف نيتشه، هو طبيب حضارات.
" الحسن بن طلال: رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه، سفير الإيسيسكو للحوار بين الثقافات والحضارات "
الناقل / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............... والى الكتاب رقم (13)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( قرءة فى كتاب ) الكتاب رقم (13): اسم الكتاب : ( مفاهيم يجب أن تصحح لسليل بيت العلم والتقى ) اسم المؤلف : (الدكتور محمد علوي المالكي الحسني خادم العلم الشريف بالبلد الحرام ) نبذة عن المؤلف: هو أحد أبرز علماء الدين المسلمين من أئمة المذهب المالكي، ويُلقب بمحدّث الحرمين. ولد بمكة المكرمة عام 1367 هـ 1945م لوالده العلامة علوي بن عباس المالكي المدرس بالمسجد الحرام. وينحدر من أسرة علمية عريقة، مما جعله يتوجه تلقائيا إلى تحصيل العلوم الشرعية الإسلامية حتى أضحى من أهم علماء الحديث في عصره. وقد تلقى دراساته النظامية في جامعة الأزهر وحصل على الماجستير والدكتوراه من كلية أصول الدين بها ثم رحل إلى المغرب ليأخذ عن كبار علمائها كانت له حلقة شهيرة في المسجد الحرام بمكة المكرمة تعتبر امتدادا لأكثر من 600 سنة للتدريس أبا عن جد فى الحرمين الشريفين عرض مجمل لبعض مواضيع الكتاب : (1) الحكم بالكفر لمجرد المخالفة فى المذهب : يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة الأسباب التي تخرج صاحبها عن دائرة الإسلام وتوجب عليه الحكم بالكفر ، فتراهم يسارعون إلى الحكم على المسلم بالكفر لمجرد المخالفة حتى لم يبق من المسلمين على وجه الأرض إلا القليل ، ونحن نلتمس لهؤلاء العذر تحسيناً للظن ، ونقول لعل نيتهم حسنة من دافع واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن فاتهم أن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد في أدائه من الحكمة والموعظة الحسنة وإذ اقتضى الأمر المجادلة يجب أن تكون بالتي هي أحسن كما قال تعالى : (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) وذلك أدعى إلى القبول وأقرب للحصول على المأمول ومخالفته خطأ وحماقة . فإذا دعوت مسلماً يصلي ، ويؤدي فرائض الله ، ويجتنب محارمه وينشر دعوته ، ويشيد مساجده ، ويقيم معاهده ، إلى أمر تراه حقاً ويراه هو على خلافك والرأي فيه بين العلماء مختلف قديماً إقراراً وإنكاراً فلم يطاوعك في رأيك فرميته بالكفر لمجرد مخالفته لرأيك فقد قارفت عظيمة نكراء ، وأتيت أمراً إدّاً نهاك عنه الله ودعاك إلى الأخذ فيه بالحكمة والموعظة الحسنة , قال العلامة الإمام السيد أحمد مشهور الحداد : " وقد انعقد الإجماع على منع تكفير أحد من أهل القبلة إلا بما فيه نفي الصانع القادر جل وعلا أو شرك جلي لا يحتمل التأويل أو إنكار النبوة أو إنكار ما علم من الدين بالضرورة أو إنكار متواتر أو مجمع عليه ضرورة من الدين " والمعلوم من الدين ضرورة كالتوحيد والنبوات وختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم والبعث في اليوم الآخر والحساب والجزاء والجنة والنار يكفر جاحده ، ولا يعذر أحد من المسلمين بالجهل به إلا من كان حديث عهد في الإسلام فإنه يعذر إلى أن يتعلمه فإنه لا يعذر بعده. والمتواتر الخبر الذي يرويه جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب عن جمع مثلهم إما من حيث الإسناد كحديث : "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وإما من حيث الطبقة كتواتر القرآن فإنه تواتر على البسيطة شرقاً وغرباً درساً وتلاوة وحفظاً وتلقاه الكافة عن الكافة طبقة عن طبقة فلا يحتاج إلى إسناد, وقد يكون تواتر عمل وتوارث كتواتر العمل على شيء من عصر النبوة إلى الآن ، أو تواتر علم كتواتر المعجزات فإن مفرداتها وإن كان بعضها آحاداً لكن القدر المشترك منها متواتر قطعاً في علم كل إنسان مسلم . وإن الحكم على المسلم بالكفر في غير هذه المواطن التي بيناها أمر خطير ، وفي الحديث: " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" .
( رواه البخاري عن أبي هريرة( .
ولا يصح صدوره إلا ممن عرف بنور الشريعة مداخل الكفر ومخارجه والحدود الفاصلة بين الكفر والإيمان في حكم الشريعة الغراء .فلا يجوز لأي إنسان الركض في هذا الميدان والتكفير بالأوهام والمظان دون تثبت ويقين وعلم متين وإلا اختلط سيلها بالأبطح ولم يبق مسلم على وجه الأرض إلا القليل. كما لا يجوز التكفير بارتكاب المعاصي مع الإيمان والإقرار بالشهادتين ، وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من أصل الإيمان الكف عمن قال :لا إله إلا الله لا نكفره بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بالعمل ، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار ) .."أخرجه أبو داود).. وكان إمام الحرمين يقول :لو قيل لنا :فصِّلُوا ما يقتضي التكفير من العبارات مما لا يقتضي ، لقلنا :هذا طمع في غير مطمع فإن هذا بعيد المدرك وعر المسلك يستمد من أصول التوحيد ومن لم يحظ بنهايات الحقائق لم يتحصل من دلائل التكفير على وثائق .لذلك نحذر كل التحذير من المجازفة بالتكفير في غير المواطن السابق بيانها لأنه جد خطير والله الهادي إلى سواء السبيل وإليه المصير . (2) التعظيم بين العبادة والأدب : يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة التعظيم وحقيقة العبادة ، فيخلطون بينهما خلطاً للمعظم فالقيام وتقبيل اليد وتعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم -بسيدنا ومولانا ، والوقوف أمامه في الزيارة بأدب ووقار وخضوع ، كل ذلك غلو عندهم يؤدي إلى العبادة لغير الله تعالى ، وهذا في الحقيقة جهل وتعنت لا يرضاه الله ولا رسوله وتكلف تأباه روح الشريعة الإسلامية , والحاصل ان هناك أمرين عظيمين لا بد ملاحظتهما : (1) وجوب تعظيم النبى صلى صلى الله عليه وسلم ورفع رتبته على سائر الخلق , (2) افراد الربوبية لله تعالى , أما من بالغ فى تعظيم النبى صلى الله عليه وسلم بانواع التعظيم ولم يصفه بشىء من صفات البارىء عز وجل , فقد أصاب الحق , وخافظ على جانب الربوبية والرسالة جميعا وذلك هو القول الذى لا افراط فيه ولا تفريط واذا وجد فى كلام المؤمنين اسناد شىء لغير الله تعالى يجب حمله على : " المجاز العقلى " ولاسبيل الى تكفيرهم , اذ ان المجاز العقلى مستعمل فى الكتاب والسنة , ورحم الله القائل : دع ما ادعته النصارى فى نبيهم * واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم (3) الواسطة : يخطى كثير من الناسي فى فهم حقيقة الواسطة , فيطلقون الحكم هكذ1ا جزافا بان الواسطة شرك , وان من اتخذ واسطة باى كيفية كانت , فقد أشرك بالله , فاعلم ان الواسطة لا بد منها وهى ليست شركا وليس كل من اتخذ بينه وبين الله واسطة يعتبر مشركا , والاّ لكان البشر كلهم مشركين بالله , لان امورهم جميعا تنبنى على الواسطة : فالنبى صلى الله عليه وسلم , تلقى القرآن بواسطة جبريل , فجبريل واسطة للنبى صلى الله عليه وسلم , وهو صلى الله عليه وسلم الواسطة العظمى للصحابة رضى الله تعالى عنهم , فقد كانوا يفزعون اليه فى الشدائد , فيشكون اليه حالهم , ويتوسلون به الى الله , ويطلبون منه الدعاء , فما كان يقول لهم : " أشركتم , وكفرتم فانه لا يجوز الشكوى الىّ , ولا الطلب منى , بل عليكم ان تذهبوا وتدعوا بانفسكم فان الله اقرب اليكم منى " " لا " بل يقف ويسأل , مع انهم يعلمون كل العلم ان المعطى حقيقة هو الالله , وأن المانع والباسط والرازق هو الله , وانه صلى الله عليه وسلم يعطى باذن الله وفضله وهو الذى يقول : انما انا قاسم والله المعطى " وبذلك يظهر أنه يجوز وصف اى بشر عادى بانه فرج الكربة وقضى الحاجة , أى كان واسطة فيها , فكيف بالسيد الكريم , والنبى العظيم , أشرف الكونين وسيد الثقلين , وأفضل خلق الله على الاطلاق ؟؟؟ وقد جاء فى الصحاح ان الله سبحانه وتعالى يدفع العذاب عن أهل الأرض بالمستغفرين وعمار المساجد , وان الله سبحانه وتعالى يرزق بهم الارض وينصرهم ويصرف عنهم البلاء والقرق " والأحاديث فى ذلك كثرة ومتواترة . (4) ثوب الزور : " ..... اننا نعرف التصوف مدارس علمية , ومعرفة فكرية , وهى كلها بمناهجها , وبرامجها ,وطرقها , تمثل الأفق الأعلى للفكرة الاسلامية , والوجه الأكمل لآدابنا , ومثالياتنا , تمثل الكمال فى الايمان , والكمال فى كل شأن من شئون الحياة , ثمثل الخلاصة الزكية لكل دعوة ربانية , انه الصدق , والأمانة , والوفاء , والايثار , والنجدة , والكرم , ونصرة الضعيف , واغاثة الملهوف , والتعاون على البر والتقوى , والتواصى بالحق , والصبر , والتسابق على فعل الخير , تمثل الخلق القويم الصحيح . " "...... اننا لا نعرف التصوف خرافات وأباطيل , ودجلا وشعوذة , ولا نعرفه نظريات فلسفية , أو أفكارا أجنبية , أو عقائد شركية حلولية , أو اتحادية " "....... اننا نبرأ الى الله من هذا كله , والأدعياء , والمتطفلون على بساط الحقيقة كثيرون , والحقيقة بريئة منهم ولا نعترف بصحة نسبهم اليها : كل يدعى وصلا بليلى * وليلى لا تقر لهم بذاك "..... وهولاء الأدعياء يصدق عليهم الوصف النبوى الدقيق الذى يقول : " المتشيع بما لم يعط , كلابس ثوبى زور "
(5) بين نعمت البدعة وبئست البدعة :
حديث : " كل البدعة ضلالة ................ " المراد بذلك البدعة السيئة التى لا تدخل فى أصل شرعى , حديث : " من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة , ومن سن سنة سيئة كان له وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة " حديث : " نعمة البدعة هذه " ( عندما رأى امير المؤمنين عمر بن الخطاب الصحابة يؤدون صلاة التراويح فى جماعة لأول مرة , استحسن ذلك وقال قولته الشهيرة : " نعمة البدعة هذه " (6) مفهوم التوسل : اعلم ان من توسل بصخص ما فهو لأنه يحبه , اذ يعتقد صلاحه وولايته وفضله تحسينا للظن به , أو لأنه يعتقد أن هذا محب لله سبحانه وتعالى يجاهد فى سبيله , أو لأنه يعتقد أن الله يحبه كما قال تعالى : (( يحبهم ويحبونه )) أو لاعتقاد هذه الأمور كلها فى الشخص المتوسل به , وهو فى هذه الحالة كأنه يقول : " يارب انى أحب فلانا , وأعتقد أنه يحبك , وهو مخلص لك , ويجاهد فى سبيلك , وأعتقد أنك تحبه وأنت راض عنه , فأتوسل اليك بمحبتى له , وباعتقادى فيه , أن تفعل ...... كذا وكذا ........ " ولكن المتوسلين يتسامحون فى التصريح , مكتفين بعلم من لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء : (( يعلم خائنة الأعين , وما تخفى الصدور . )) اذن فمن قال : " اللهم انى أتوسل اليك بنبيك " هو ومن قال : " اللهم انى أتوسل اليك بمحبتى لنبيك " سواء , لأن الأول ما أقدم على هذا الاّ محبته , وايمانه بنبيه , ولولا المحبة له والايمان به ما توسل به , وهكذا يقال فى حق غيره من أولياء الله , ثم أورد أحاديث كثيرة , جاءت كلها كدليل قاطع لجواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى حياته وبعد مماته , وبالمثل جواز التوسل بالأولياء , فى حياتهم وبعد مماتهم , ثم أورد قائمة بأسماء كبار أيمة المسلمين الذين يجيزن ذلك , وألفوا كتب شهيرة ومقروءة , وفى نهاية هذا الباب خلص الى القول : * لا يكفر المستغيث الاّاذا اعتقد الخلق والايجاد لغير الله تعالى , اما اذا اعتقد التسبب والاكتساب فلا كفر . * ان غاية ما يعتقد فى الأموات هو أنهم متسببون , ومكتسبون , كالاحياء , لا أنهم خالقون , موجدون كالاله , اذ لا يعقل ان يعتقد فيهم الناس أكثر من الأحياء , وهم لا يعتقدون فى الأحياء الاّ الكسب والتسبب . * اذا كان هناك غلط فاليكن فى اعتقاد التسبب والاكتساب , لأن هذا هو غاية ما يعتقده المؤمن فى المخلوق , والاّ لم يك مؤمنا , والغلط فى ذلك ليس كفرا ولا شركا . * نكرر أنه لا يعقل أن يعتقد فى الميت أكثر مما يعتقد فى الحى , فيثبت الأفعال للحى على سبيل التسبب , ويثبتها للميت على سبيل التأثير الذاتى والايجاد الحقيقى , ....... ان التسبب مقدور للميت وفى امكانه أن يكتسبه كالحى بالدعاء لنا فان الارواح يمكنها المعاونة بنفسها كالاحياء ويمكنها ان تلهمك وترشدك كالملائكة الى غير ذلك وكثيرا ما انتفع الناس برؤية الارواح فى المنام . (7) لا تطرونى : يقول المؤلف : " فهم بعض الناس من قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم " أنه يفيد النهى عن مدحه صلى الله عليه وسلم , واعتبار ذلك من الاطراء , والغلو المزموم , والمؤدى الى الشرك , وأن كل من مدحه صلى الله عليه وسلم ورفعه عن غيره من عامة الناس وأثنى عليه ووصفه بما يميزه عن غيره فقد ابتدع فى الدين , وخالف السنة , هذا فهم خاطىء ويدل على قصر النظر , ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرى كما أطرت النصارى ابن مريم اذ قالوا : " ابن الله " ومعنى ذلك أن من أطراه ووصفه كما فعل النصارى فى نبيهم فقد صار منهم , أما من مدحه ووصفه بما لا يخرجه عن حقيقة البشرية , معتقدا أنه عبدالله ورسوله , مبتعدا عن معتقد النصارى , فانه لا شك من أكمل الناس توحيدا , دع ما ادعته النصارى فى نبيهم * وأحكم بما شئت مدحا فيه واحتكمم فان فضل رسول الله ليس له * حد فيعرب عنه ناطق بفم (8) مفهوم التبرك : التبرك : " هو توسل الى الله سبحانه وتعالى بذلك المتبرك به سواء أكان أثرا , أو مكانا , أو شخصا " ويجوز التبرك من جهة : * بالنسبة للأعيان : " لاعتقاد فضلها وقربها من الله سبحانه وتعالى مع اعتقاد عجزها عن جلب خير أو دفع شر الاّب اذن الله " * بالنسبة للآثار : " لأنها منسوبة الى تلك الأعيان , فهى مشرفة بشرفها , ومكرمة , ومعظمة , ومحبوبة لأجلها " * بالنسبة للأمكنة : " فلا فضل لها لذاتها من حيث هى أمكنة , ولكن انما لما يحل فيها , ويقع من خير , وبر , كالصلاة , والصيام , وجميع أنواع العبادات مما يقوم به عباد الله الصالحين , اذ تتنزل فيها الرحمات , وتحضرها الملائكة , وتغشاها السكينة , وهذه هى البركة التى تطلب من الله فى الأماكن المقصودة لذلك . ( وأود المؤلف احاديث كثيرة للدلالة على ذلك )
(9) الحياة البرزخية حياة حقيقية : يقول المؤلف : " من جملة الدعاوى الباطلة لهولاء ( المكفرون ) لمن يتوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم قولهم : " ان الناس يطلبون من الأنبياء , والصالحين , الميتين مالا يقدر عليه الاّ الله , وذلك شرك " الاجابة : " أما دعوى أن الميت لا يقدر على شىء فهى باطلة , فهم يعتقدون أن الميت صار ترابا ومن ثم لا يقدرون على شىء , فهذا عين الجهل فقد ورد ثبوت حياة الأرواح وبقائها بعد مفارقة الأجسام بالكتاب والسنة " الأمثلة : (1) منادات النبى عليه الصلاة والسلام لها يوم بدر بقوله : " يا عمر بن هشام , ويا عتبة بن ربيعة , ويا فلان ابن فلان , انا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا , فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟؟؟ " فقيل له ما ذلك ؟ فقال : " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " (2) تسليمه صلى الله عليه وسلم على أهل القبور , ومناداتهم بقوله : " السلام عليكم يا أهل الديار " (3) حديث ابن عباس , قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من احد يمربقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه الا عرفه ورد عليه السلام " (4) القرآن : (( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا , بل أحياء عند ربهم يرزقون )) عرض وتلخيص / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
.................... والى (14)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم اهغا الرحمن االرحيم الكتاب رقم (14)
الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) اسم الكتاب : (هكذا أسلمت) المؤلف : ( بوريس كييف )
فالندع المؤلف يحكى لنا عن مشاعره بعد اسلامه : هذه مشاعري في أول يوم لي في ظلال هذا الدين الحنيف إخوتي وأخواتي المسلمون : ى ىاليوم بحمد الله يوم تاريخي في حياتي ... تركت فيه وللأبد شروري الماضية، اليوم بحمد الله تعالى حصلت ـ أخيرا ـ على الركن المتين لنفسي.. وأشرقت شمس يومي والتي ستشرق في حياة كل باحث عن الحقيقة. وحتى انقل لكم مشاعري عندما اعتنقت الإسلام بعد أن ولدت في بيئة الإلحاد الشيوعي.. وبعد أن تنازعني أفكار التيارات التنصيرية الغربية المختلفة ، فمرة أتسائل عن وجود الله عز وجل وكيفية خلقه لنا ؟ وهل خلقنا أم خلقتنا الطبيعة كما يدعي الاشتراكيون ؟ ثم هل أصل خلقنا آدم عليه السلام أم القرد الذي جعله داروين جدّا له ولمن وافقه ؟ ثم ما هي غاية خلق الله تعالى لنا ؟ وكثير من الأسئلة التي تدور في بالنا . عندما كنت أدرس في المدرسة سالت نفسي لماذا يؤمن كثير من الناس بالله في حين أن نظرية داروين تقول عكس ما يؤمن الكثير ؟ .. وما هي إلا سنوات حتى سقطت نظرية داروين ونظرية الإلحاد ، كما سقطت الشيوعية التي كانت تدعو لنظريته . وقد كان لكتاب " لموريس بوكاي " ( الإنجيل ، القرآن والعلم ) أثرا كبيرا على حيث أنه أرشدني إلى كثير من المعلومات التي ساهمت في هدايتي وإجابتي عن كثير من الأسئلة الغامضة التي لم أجد لها إجابة قبل دخولي الإسلام . ومن خلال عملي تعرفت على أحد المسلمين وتعجبت للسبب الذي يجعلهم لا يأكلون لحم الخنزير ولا يشربون الخمر ... وتغيرت عندي كثير من المعلومات المغلوطة عن الإسلام والمسلمين والتي كان للإعلام الغربي الدور الكبير في إشاعتها من وصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب وقد رأيت غير ذلك ووجدت أن التعصب موجود ليس عند بعض المسلمين فقط بل عند كل أصحاب الديانات والمذاهب بما فيها المسيحية واليهودية ووصف الإسلام وحده بهذه الصفة وهو عنها بريء مجرد تحريف وأباطيل وشبهات تثار حوله حتى لا يتقبل الناس الإسلام كدين أو المسلمين كأناس حضاريين . وضعت لنفسي المسائل الأساسية : الله هو إله واحد ، محمد رسول الله ، عيسى وموسى ـ أنبياء الله ولا يجتمع الإسلام والإرهاب . ها أنا في الطائرة المتوجهة إلى دبي .. العالم المجهول يثير الحذر تارة ، ورغبة متولدة من عدم المعرفة تارة أخرى . عالم الإسلام والمسلمين الذين تنبض في قلوبهم حياة الإيمان بالله الأحد . المسجد مع المنارة الذي يصدع منها صوت المؤذن ، الرجال مرتدون الثياب شديدة البياض . بلا شك إن في هذا العالم لسحرا قوة جاذبة الدهشة ليست في ذلك ، بل جو العلاقات الإنسانية التي تحيطك بالصداقة والإخلاص وملاك أمرها الإيمان المطلق بالله . عندها تفكرت بالجد عن معنى عميق لهذه العبارات التي تدور على ألسنة الناس حولي ، " لا إله إلا الله " ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله . كان يتجلى شيء ما في عيون الناس الذين ينطقون هذه الكلمات . كان فيها علم بشيء غير محسوس . ولما طلبت منهم أن يشرحوا لي مغزاها ، قالوا " ليس بأمر يسير " . بعد العودة وجدت تفسير معاني القرآن وأصبح ستر الجهالة ينزل هرولة . مضت الأيام وبعدها عرفت عن المركز الإسلامي الثقافي . زرته فإذا بالفراغ الإعلامي غير موجود . سعي الإنسان إلى الحق في كثير من الأحيان متعلق بالجهد الذي يقدمه في تحقيق غايته. كتاب للشيخ الغزالي رحمه الله " من الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء " ، أثر علي تأثيرا شديداً . هذا الكتاب هو الذي فتح عيوني أمام صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب هذا الكتاب وكتب أخرى كثيرة تيسرت لي مثل كتاب " النبي محمد صلى الله عليه وسلم " أصبح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أكبر مكانة عندي من أقرب الأقربين .. حياة الرسول معجزة بذاتها فعلينا أن نحمد الله حمدا مؤبدا بان مثل هذا الإنسان أتى إلى الوجود . لقد أدركت أن مثل هذا الإنسان يستحق الإعجاب وأولى بالإتباع . والأهم أني تيقنت بأن القرآن كلام الله المباشر وأن الله حافظه على امتداد السنين من التحريف واللإضافات هذا الإكتشاف قلب حياتي كلها . وبالطبع صار عزمي القيام بدراسة اللغة العربية ، وكشف السيرة النبوية خطوة بعد خطوة أمرا محتوما لا رجعة عنه .. لا يمكن الإدراك بالعقل عظم هذا الكون الذي يعطينا حكماً من المحال تصور عظمة وكمال خالقة ولا يستطيع أن يقترب إلى هذه المعرفة إلا القلب الذي هداه الله للحصول علىها . هذه المعرفة سعادة ، لو نقتسمها مع العالم كله ونصدح بها في كل مكان وزمان ، ولبلغها لكل بني آدم في الأرض . تفتحت عيوني قبل فترة بسيطة .. أعرف أقل القليل ، أمامي طريق طالب العلم الطويل ولكن أنا على بينة من سبيل الحق أعلم إلى أين سأسعى . رب قاريء تبدو له هذه القصة ساذجة وعاطفية مع أني أملي هذه السطور في اليوم الذي أسلمت فيه لّمّا ولج في صدري بعد النطق بالشهادتين ما يشبه تيار الأوكسجين الضخم . صدقوني : ليست الشهادة مجرد كلمات . الكلمات المجردة لن تحسها بكل خلية في جسمك ، بل حالة الابتهاج والراحة وأدعو الله ان لا يتركني هذا الشعور أبداً ما حييت ، في حياة كل إنسان ثمة معالم واضحة وينبغي أن تبصر في آوانها وحسب . الحق قريب منا ولن تغلب الشكوك القلوب المتيقنة منه . وأتقدم بجزيل الشكر للذين ساعدوا ومازالوا يساعدونني ويعاونني في سبيلي ، أعضاء المركز الإسلامي الثقافي . أنتم عون للناس في البحث عن غاية وجودنا الحق في تيار عالمنا المعاصر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم في الله / بوريس ( كييف
........................... الى رقم (15)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الرحمن الرحيم رقم (15)
الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) اسم الكتاب :(حقوق غير المسلمين فى المجتمع المسلم ) المؤلف : (الدكتور منقذ محمود السقار دكتوراه في مقارنة الأديان ـ جامعة أم القرى)
يقول المؤلف :
تمتع غير المسلمين - المقيمون في بلاد المسلمين – بسلسلة من الضمانات التي منحها لهم المجتمع المسلم بهدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ولسوف نعرض لأهم هذه الضمانات، ونوثقها بشهادة التاريخ ونصوص الفقهاء، حراس الشريعة، ورثة النبي صلى الله عليه وسلم . ومن هذه الضمانات : أولاً : ضمان حرية المعتقد : يعتقد المسلمون أن دينهم هو الحق المبين، وأن ما عداه إنما هي ديانات حُرفت ونُسخت بالإسلام أو ضلالات وقع فيها البشر جهلاً منهم بحقيقة الدين والمعتقد. وقد عمل المسلمون على استمالة الأمم والشعوب التي اختلطوا بها إلى الإسلام، وذلك بما آتاهم الله من حجة ظاهرة وخلق قويم ودين ميسر تقبله الفطر ولا تستغلق عن فهم مبادئه العقول. ولم يعمد المسلمون طوال تاريخهم الحضاري العظيم إلى إجبار الشعوب أو الأفراد الذين تحت ولايتهم، وذلك تطبيقاً لمجموعة من المبادئ الإسلامية التي رسخت فيهم هذا السلوك: أً. حتمية الخلاف وطبيعته : إن التعدّد في المخلوقات وتنوّعها سنة الله في الكون وناموسه الثابت، فطبيعة الوجود في الكون أساسها التّنوّع والتّعدّد. والإنسانية خلقها الله وفق هذه السنة الكونية، فاختلف البشر إلى أجناس مختلفة وطبائع شتى، وكلّ من تجاهل وتجاوز أو رفض هذه السُّنة الماضية لله في خلقه، فقد ناقض الفطرة وأنكر المحسوس. واختلاف البشر في شرائعهم هو أيضاً واقع بمشيئة الله تعالى ومرتبط بحكمته، يقول الله: [لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً] (المائدة: 48). قال ابن كثير : "هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان باعتبار ما بعث اللّه به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام المتفقة في التوحيد ". وقال تعالى: [ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين # إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ] ( هود : 118– 119). قال ابن حزم: "وقد نص تعالى على أن الاختلاف ليس من عنده، ومعنى ذلك أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده تعالى إرادة كونٍ، كما أراد الكفر وسائر المعاصي". وقال ابن كثيرعن قول الله [ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك] : "أي: ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم .. قال الحسن البصري: الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك، فمن رحم ربك غير مختلف". ولما كان الاختلاف والتّعدّد آية من آيات الله، فإنّ الذي يسعى لإلغاء هذا التّعدّد كلية، فإنما يروم محالاً ويطلب ممتنعاً، لذا كان لابد من الاعتراف بالاختلاف. ب. مهمة المسلمين الدعوة إلى الله لا أسلمة الناس : أدرك المسلمون أن هداية الجميع من المحال، وأن أكثر الناس لا يؤمنون، وأن واجب الدعاة الدأب في دعوتهم وطلب أسباب هدايتهم. فإنما مهمتهم هي البلاغ فحسب، والله يتولى حساب المعرضين في الآخرة، قال الله مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : [فإن تولوا فإنما عليك البلاغ[ (النحل: 82). وقال تعالى: [فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد] (آل عمران: 20). قال القرطبي: " فإن تولوا أي أعرضوا عن النظر والاستدلال والإيمان؛ فإنما عليك البلاغ، أي ليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فإلينا". قال الشوكاني في سياق شرحه لقول الله تعالى: [ فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب] (الرعد: 40): " أي: فليس عليك إلا تبليغ أحكام الرسالة، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم، لما بلّغته إليهم، [وعلينا الحساب] أي: محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها، وليس ذلك عليك". وقال تعالى: [فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر] (الغاشية: 21-22). ولذلك فإن المسلم لا يشعر بحالة الصراع مع شخص ذلك الذي تنكب الهداية وأعرض عن أسبابها، فإنما حسابه على الله في يوم القيامة ، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: [ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ] (البقرة: 272). وقال له وللأمة من بعده: [فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير] (الشورى: 15). ج. التكريم الإلهي للإنسان، ومبدأ عدم الإكراه على الدين : خلق الله آدم عليه السلام، وأسجد له ملائكته [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً [ (الإسراء: 61)، وندبه وذريته من بعده إلى عمارة الأرض بمنهج الله: ] إني جاعل في الأرض خليفة] (البقرة: 30). ووفق هذه الغاية كرم الله الجنس البشري على سائر مخلوقات الله [ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً ] (الإسراء: 70). وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه احترام النفس الإنسانية ، ففي الخبر أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة فقالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي؟! فقال: ((أليست نفساً)). ومن تكريم الله للجنس البشري ما وهبه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل {وهديناه النجدين } (البلد: 10) ، وبموجبه وهبه الحرية والإرادة الحرة لاختيار ما يشاء { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً } (الإنسان: 3) { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } (يونس: 99). وعليه فالإنسان يختار ما يشاء من المعتقد{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} (البقرة: 256) ، والله يتولى في الآخرة حسابه {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها} (الكهف: 29). قال ابن كثير : "أي لا تُكرِهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بَيِّن واضح، جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته؛ دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره؛ فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً". و يقول تعالى: {قل الله أعبد مخلصاً له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين} (الزمر: 14- 15)، ويقول: [وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون * الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون] (الحج: 68-69). وقد امتثل سلفنا هدي الله، فلم يلزموا أحداً بالإسلام إكراهاً، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب قال لعجوز نصرانية: أسلمي تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق قالت: أنا عجوز كبيرة، والموت أقرب إليّ! فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا: [ لا إكراه في الدين] (البقرة: 256). والإيمان ابتداء هو عمل قلبي، فليس بمؤمن من لم ينطو قلبه على الإيمان، ولو نطق به كرهاً فإنه لا يغير في حقيقة قائله ولا حكمه، وعليه فالمكره على الإسلام لا يصح إسلامه، ولا تلزمه أحكامه في الدنيا، ولا ينفعه في الآخرة. قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة: "لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه؛ أنه أجبر أحداً من أهل الذمة على الإسلام ... وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً؛ مثل أن يثبت على الإسلام بعد زوال الإكراه عنه، وإن مات قبل ذلك فحكمه حكم الكفار، وإن رجع إلى دين الكفر لم يجز قتله ولا إكراهه على الإسلام .. ولنا أنه أكره على ما لا يجوز إكراهه عليه، فلم يثبت حكمه في حقه، كالمسلم إذا أكره على الكفر والدليل على تحريم الإكراه قول الله تعالى : [ لا إكراه في الدين ] (البقرة: 256)". وبمثله قال الفقيه الحنبلي ابن قدامة: "وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً". وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الذي يصفه ترتون بالخبل والجنون، وقد كان من خبله أن أكره كثيرين من أهل الذمة على الإسلام، فسمح لهم الخليفة الظاهر بالعودة إلى دينهم، فارتد منهم كثير سنة 418هـ. ولما أُجبر على التظاهر بالإسلام موسى بن ميمون فر إلى مصر، وعاد إلى دينه، ولم يعتبره القاضي عبد الرحمن البيساني مرتداً، بل قال: "رجل يكره على الإسلام، لا يصح إسلامه شرعاً"، وعلق عليها الدكتور ترتون بقوله: "وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل". لقد فقه المسلمون هذا ووعوه، فتركوا لرعاياهم من غير المسلمين حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر التعبدية، ولم يأمروا أحداً باعتناق الإسلام قسراً وكرهاً. ثانياً: حرية ممارسة العبادة وضمان سلامة دورها : وإذا لم يجبر الإسلام من تحت ولايته على الدخول فيه؛ فإنه يكون بذلك قد ترك الناس على أديانهم، وأول مقتضياته الإعراض عن ممارسة الآخرين لعباداتهم، وضمان سلامة دور العبادة. وهذا – بالفعل - ما ضمنه المسلمون في عهودهم التي أعطوها للأمم التي دخلت في ولايتهم أو عهدهم، فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران أماناً شمل سلامة كنائسهم وعدم التدخل في شؤونهم وعباداتهم ، وأعطاهم على ذلك ذمة الله ورسوله، يقول ابن سعد: "وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم: أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته". ووفق هذا الهدي السمح سار الخلفاء الراشدون من بعده صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمن الخليفة عمر بن الخطاب نحوه في العهدة العمرية التي كتبها لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم . ولا يكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم .. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين ". وبمثله كتب عمر لأهل اللُد. وبمثله أيضاً كتب عياض بن غنم رضي الله عنه لأهل الرقة، ولأسقف الرها. وقد خاف عمر من انتقاض عهده من بعده فلم يصل في كنيسة القمامة حين أتاها وجلس في صحنها، فلما حان وقت الصلاة قال للبترك: أريد الصلاة. فقال له البترك: صل موضعك. فامتنع عمر رضي الله عنه وصلى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً، فلما قضى صلاته قال للبترك: (لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي، وقالوا: هنا صلى عمر). وكتب لهم أن لا يجمع على الدرجة للصلاة، ولا يؤذن عليها، ثم قال للبترك: أرني موضعاً أبني فيه مسجداً فقال: على الصخرة التي كلم الله عليها يعقوب، ووجد عليها دماً كثيراً، فشرع في إزالته". وحين فتح خالد بن الوليد دمشق كتب لأهلها : "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله والخلفاء والمؤمنين". وتضمن كتابه رضي الله عنه لأهل عانات عدم التعرض لهم في ممارسة شعائرهم وإظهارها: "ولهم أن يضربوا نواقيسهم في أي ساعة شاءوا من ليل أو نهار، إلا في أوقات الصلاة، وأن يخرجوا الصلبان في أيام عيدهم". وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله: "لا تهدموا كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار". قال أبو الوليد الباجي: " إن أهل الذمة يقرون على دينهم ويكونون من دينهم على ما كانوا عليه لا يمنعون من شيءٍ منه في باطن أمرهم، وإنما يمنعون من إظهاره في المحافل والأسواق". وقال الفقهاء المسلمون بتأمين المسلمين لحقوق رعاياهم في العبادة، فقرروا أنه "يحرم إحضار يهودي في سبته، وتحريمه باق بالنسبة إليه، فيستثنى شرعاً من عمل في إجازة، لحديث النسائي والترمذي وصححه: ((وأنتم يهود عليكم خاصة ألا تعدوا في السبت)). ويمتد أمان الذمي على ماله ، ولو كان خمراً أو خنزيراً ، وينقل الطحاوي إجماع المسلمين على حرية أهل الذمة في أكل الخنازير والخمر وغيره مما يحل في دينهم، فيقول: "وأجمعوا على أنه ليس للإمام منع أهل الذمة من شرب الخمر وأكل لحم الخنازير واتخاذ المساكن التي صالحوا عليها، إذا كان مِصراً ليس فيه أهل إسلام (أي في بلادهم التي هم فيها الكثرة)". قال مالك: "إذا زنى أهل الذمة أو شربوا الخمر فلا يعرض لهم الإمام؛ إلا أن يظهروا ذلك في ديار المسلمين ويدخلوا عليهم الضرر؛ فيمنعهم السلطان من الإضرار بالمسلمين". وحين أخل بعض حكام المسلمين بهذه العهود اعتبر المسلمون ذلك ظلماً، وأمر أئمة العدل بإزالته وإبطاله، ومنه أن الوليد بن عبد الملك لما أخذ كنيسة يوحنا من النصارى قهراً، وأدخلها في المسجد، اعتبر المسلمون ذلك من الغصب، فلما ولي عمر بن عبد العزيز شكا إليه النصارى ذلك، فكتب إلى عامله يأمره برد ما زاد في المسجد عليهم، فاسترضاهم المسلمون، وصالحوهم، فرضوا. كما شكا النصارى إلى عمر بن عبد العزيز في شأن كنيسة أخرى في دمشق كان بعض أمراء بني أمية أقطعها لبني نصر، فردها إليهم. ومن أمارات تسامح المسلمين مع غيرهم أنهم لم يتدخلوا في الشؤون التفصيلية لهم ، ولم يجبروهم على التحاكم أمام المسلمين وإن طلبوا منهم الانصياع للأحكام العامة للشريعة المتعلقة بسلامة المجتمع وأمنه. وينقل العيني عن الزهري قوله: "مضت السنة أن يرد أهل الذمة في حقوقهم ومعاملاتهم ومواريثهم إلى أهل دينهم؛ إلا أن يأتوا راغبين في حكمنا، فنحكم بينهم بكتاب الله تعالى". كما ينقل عن ابن القاسم: " إن تحاكم أهل الذمة إلى حاكم المسلمين ورضي الخصمان به جميعاً؛ فلا يحكم بينهما إلا برضا من أساقفهما، فإن كره ذلك أساقفهم فلا يحكم بينهم، وكذلك إن رضي الأساقفة ولم يرض الخصمان أو أحدهما لم يحكم بينهما". وقد بين المرداوي المراد من التزام الأحكام الإسلامية فقال: "لا يجوز عقد الذمة إلا بشرطين : بذل الجزية والتزام أحكام الملة من جريان أحكام المسلمين عليهم .. يلزم أن يأخذوهم بأحكام المسلمين في ضمان النفس والمال والعرض وإقامة الحدود عليهم فيما يعتقدون تحريمه". شهادات المؤرخين الغربيين على سماحة المسلمين مع غيرهم وإن خير شاهد على التزام المسلمين بهذه المبادئ، تلك الشهادات التاريخية المتتابعة التي سجلها مؤرخو الغرب والشرق عن تسامي المسلمين عن إجبار أحد - ممن تحت سلطانهم – في الدخول في الإسلام. يقول ول ديورانت: "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم". ويقول: "وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بكامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم .. وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم علناً، والحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية، الذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا، أصبح هؤلاء الآن أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين". يقول توماس آرنولد : "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي". وينقل معرب "حضارة العرب" قول روبرتسن في كتابه "تاريخ شارلكن": "إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وإنهم مع امتشاقهم الحسام نشراً لدينهم، تركوا مَن لم يرغبوا فيه أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية". وينقل أيضاً عن الراهب ميشود في كتابه "رحلة دينية في الشرق" قوله: "ومن المؤسف أن تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح ، الذي هو آية الإحسان بين الأمم واحترام عقائد الآخرين وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة". وينقل ترتون في كتابه "أهل الذمة في الإسلام" شهادة البطريك " عيشو يابه " الذي تولى منصب البابوية حتى عام 657هـ:" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية ، بل يمتدحون ملتنا ، ويوقرون قديسينا وقسسنا، ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا ". ويقول المفكر الأسباني بلاسكوا أبانيز في كتابه "ظلال الكنيسة" متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس: "لقد أحسنت أسبانيا استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية، وأسلمتهم القرى أزمتها بغير مقاومة ولا عداء، فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى؛ حتى تفتح لها الأبواب وتتلقاها بالترحاب .. كانت غزوة تمدين، ولم تكن غزوة فتح وقهر .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة حرية الضمير، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب، فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى وبيع اليهود، ولم يخشَ المسجد معابد الأديان التي سبقته، فعرف لها حقها، واستقر إلى جانبها، غير حاسد لها، ولا راغب في السيادة عليها". ويقول المؤرخ الإنجليزي السير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة ، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح ". وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : " العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها؛ سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال؟ ومتى؟". يقول المـؤرخ الإسباني أولاغي: "فخلال النصف الأول من القرن التـاسع كـانت أقـلية مسيحية مهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة". يقـول القس إيِلُوج : "نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات، في ما يتعلق بمعتقدنا". بل ينقل المؤرخون الغربيون باستغراب بعض الحوادث الغريبة المشينة في تاريخنا، وهي على كل حال تنقض ما يزعمه الزاعمون المفترون على الإسلام، تقول المؤرخة زيغرد: "لقد عسّر المنتصرون على الشعوب المغلوبة دخول الإسلام حتى لا يقللوا من دخلهم من الضرائب التي كان يدفعها من لم يدخل في الإسلام". ويبين لنا توماس أرنولد أن خراج مصر كان على عهد عثمان اثنا عشر مليون دينار، فنقص على عهد معاوية حتى بلغ خمسة ملايين، ومثله كان في خراسان، فلم يسقط بعض الأمراء الجزية عمن أسلم من أهل الذمة، ولهذا السبب عزل عمر بن عبد العزيز واليه على خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي ، وكتب: "إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً". إذا كان الحال كما عرفنا، فما السر في تقبل الشعوب للإسلام وإقبالها عليه؟ وينقل الخربوطلي عن المستشرق دوزي في كتابه "نظرات في تاريخ الإسلام" قوله: "إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة ". ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" : " إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن ، فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام واتخذ العربية لغة له؛ فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس عهد بمثله، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم تعرفها الأديان الأخرى". ويقول: "وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة اقتناع كثير من الأمم بدينهم ولغتهم .. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم ". ويوافقه المؤرخ ول ديورانت فيقول: "وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها". ويقول روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": "لكنا لا نعلم للإسلام مجمعاً دينياً، ولا رسلاً وراء الجيوش، ولا رهبنة بعد الفتح، فلم يُكره أحد عليه بالسيف ولا باللسان، بل دخل القلوب عن شوق واختيار، وكان نتيجة ما أودع في القرآن من مواهب التأثير والأخذ بالأسباب ". ويقول آدم متز: "ولما كان الشرع الإسلامي خاصاً بالمسلمين، فقد خلَّت الدولة الإسلامية بين أهل الملل الأخرى وبين محاكمهم الخاصة بهم، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت محاكم كنسية، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام كبار القضاة أيضاً، وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل الزواج، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل الميراث وأكثر المنازعات التي تخص المسيحيين وحدهم مما لا شأن للدولة به". ويقول أيضاً: "أما في الأندلس، فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم، وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي إلا في مسائل القتل". لكن الخربوطلي ينقل عن الدكتور فيليب في كتابه "تاريخ العرب" حديثه عن رغبة أهل الذمة في التحاكم إلى التشريع الإسلامي، واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون مواريثهم حسب ما قرره الإسلام. ثالثاً : حسن العشرة والمعاملة الحسنة أمر الله في القرآن الكريم المسلمين ببر مخالفيهم في الدين، الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: [لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين] (الممتحنة: 8). قال الطبري: "عنى بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم .. وقوله: { إن الله يحب المقسطين } يقول : إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم". والبر أعلى أنواع المعاملة ، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ، وقد وضحه رسول الله eبقوله : (( البر حسن الخلق )). قال القرافي وهو يعدد صوراً للبر أمر بها المسلم تجاه أهل الذمة: " ولين القول على سبيل اللطف لهم والرحمة، لا على سبيل الخوف والذلة، واحتمال إذايتهم في الجوار مع القدرة على إزالته، لطفاً منا بهم، لا خوفاً وتعظيماً ، والدعاء لهم بالهداية، وأن يجعلوا من أهل السعادة، نصيحتهم في جميع أمور دينهم، وحفظ غيبتهم إذا تعرض أحد لأذيتهم .. وكل خير يحسُن من الأعلى مع الأسفل أن يفعله، ومن العدو أن يفعله مع عدوه، فإن ذلك من مكارم الأخلاق .. نعاملهم – بعد ذلك بما تقدم ذكره - امتثالاً لأمر ربنا عز وجل وأمر نبينا صلى الله عليه وسلم . وقد تجلى حسن الخلق عند المسلمين في تعاملهم مع غيرهم في كثير من تشريعات الإسلام التي أبدعت الكثير من المواقف الفياضة بمشاعر الإنسانية والرفق. فقد أوجب الإسلام حسن العشرة وصلة الرحم حتى مع الاختلاف في الدين ، فقد أمر الله بحسن الصحبة للوالدين وإن جهدا في رد ابنهما عن التوحيد إلى الشرك، فإن ذلك لا يقطع حقهما في بره وحسن صحبته: [وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً] (لقمان: 15). قال ابن كثير: " إن حرصا عليك كل الحرص، على أن تتابعهما على دينهما؛ فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدنيا [معروفاً] أي محسناً إليهما". وقد جاءت أسماء بنت الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: يا رسول الله ، قدمت عليّ أُمّي وهي راغبة ، أفأَصِلُ أُمي؟ فأجابها الرحمة المهداة : (( صِلِي أُمَّك)). قال الخطابي: "فيه أن الرحم الكافرة توصل من المال ونحوه كما توصل المسلمة، ويستنبط منه وجوب نفقة الأب الكافر والأم الكافرة؛ وإن كان الولد مسلماً". قال محمد بن الحسن: "يجب على الولد المسلم نفقة أبويه الذميين لقوله تعالى: [وصاحبهما في الدنيا معروفا ] (لقمان: 15)، وليس من المصاحبة بالمعروف أن يتقلب في نعم الله، ويدعهما يموتان جوعاً، والنوازل والأجداد والجدات من قبل الأب والأم بمنزلة الأبوين في ذلك، استحقاقهم باعتبار الولاد بمنزلة استحقاق الأبوين". وفي مثل آخر لصلة الرحم – وإن كانت كافرة - يقول عبد الله بن مروان: قلت لمجاهد: إن لي قرابة مشركة، ولي عليه دين، أفأتركه له؟ قال: نعم. وصِله. ويمتد البر وصلة الرحم بالمسلم حتى تبلغ الرحم البعيدة التي مرت عليها المئات من السنين، فها هو صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بأهل مصر خيراً ، براً وصلة لرحم قديمة تعود إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً)). قال النووي: " وأما الذمة فهي الحرمة والحق , وهي هنا بمعنى الذمام ، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم". ومن البر وصلة الأرحام عيادة المريض ، فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب في مرضه ، وعاد أيضاً جاراً له من اليهود في مرضه، فقعد عند رأسه. ومن صور البر التي تهدف إلى كسب القلوب واستلال الشحناء؛ الهدية، وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم إلى مخالفيه في الدين، من ذلك ما رواه ابن زنجويه أن رسول الله أهدى إلى أبي سفيان تمر عجوة، وهو بمكة، وكتب إليه يستهديه أدماً، فأهدى إليه أبو سفيان. وقبِل صلى الله عليه وسلم في خيبر هدية زينب بنت الحارث اليهودية، لكنها هدية غدر لا مودة، فقد أهدت له شاة مشوية دست له فيها السم. وفي مرة أخرى دعا يهودي النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة، فأجابه صلى الله عليه وسلم . كما قبِل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا الملوك إليه، فقِبل هدية المقوقس، وهدية ملك أيلة أكيدر، وهدية كسرى. قال ابن قدامة : "ويجوز قبول هدية الكفار من أهل الحرب لأن النبي eقبل هدية المقوقس صاحب مصر". وأهدى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب tحُلّةً ثمينة، فأهداها عمر tأخيه بمكة كان يومئذ مشركاً. قال النوويّ: " وفي هذا دليل لجواز صلة الأقارب الكفار , والإحسان إليهم, وجواز الهدية إلى الكفار". ويروي البخاري في الأدب المفرد عن مجاهد أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول لغلام له يسلخ شاة: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي. فقال رجل من القوم : اليهودي أصلحك الله!؟ فقال : سمعت النبي eيوصي بالجار، حتى خشينا أنه سيورثه. وحين تحدث الفقهاء عن حقوق الضيف رأوا وجوبها لكل ضيف، سواء كان مسلماً أم غير مسلم، قال أبو يعلى: "وتجب الضيافة على المسلمين للمسلمين والكفار لعموم الخبر، وقد نص عليه أحمد في رواية حنبل، وقد سأله إن أضاف الرجل ضيفان من أهل الكفر؟ فقال: قال صلى الله عليه وسلم : ((ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم))، دل على أن المسلم والمشرك مضاف .. يعم المسلم والكافر". ومن حق الضيافة إكرام الضيف على قدر الاستطاعة ، وقد صنعه النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه عدي بن حاتم، يقول عدي: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم. وجئتُ بغير أمان ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي .. حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة، فجلس عليها". ومن أعظم أنواع البر وصوره؛ دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين، وهو بعض رحمته صلى الله عليه وسلم للعالمين، ومنه دعاؤه لقبيلة دوس ، وقد قدم عليه الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إن دوساً قد كفرت وأبت ؛ فادع الله عليها، فقيل : هلكت دوس - أي ستهلك بدعائه عليها - فقال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم اهد دوساً، وائت بهم)). ولما قيل له صلى الله عليه وسلم في موطن آخر: يا رسول اللّه، ادع على المشركين .. قال: ((إنّي لم أبعث لعّاناً، وإنّما بعثت رحمةً)). رابعاً : العدل في معاملتهم ورفع الظلم عنهم إن من أهم المُثل ومكارم الأخلاق التي جاء الإسلام لحمايتها وتتميمها؛ العدل، والعدل غاية قريبة ميسورة إذا كان الأمر متعلقاً بإخوة الدين أو النسب، وغيرها مما يتعاطف له البشر. لكن صدق هذه الخُلة إنما يظهر إذا تباينت الأديان وتعارضت المصالح، وهو ما يعنينا في هذا المبحث، فما هو حكم الإسلام في العدل مع غير المسلمين، وهل حقق المسلمون ما دعاهم إليه دينهم أم خالفوه؟ لقد أمر القرآن الكريم بالعدل، وخصَّ - بمزيد تأكيده – على العدل مع المخالفين الذين قد يظلمهم المرء بسبب الاختلاف والنفرة، قال تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى] (المائدة: 8). قال القرطبي: " ودلت الآية أيضاً على أن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه، وأن يُقتصر بهم على المستحق من القتال والاسترقاق، وأن المُثلة بهم غير جائزة ، وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا، وغمّونا بذلك؛ فليس لنا أن نقتلهم بمثله قصداً لإيصال الغم والحزن إليهم ". وقال البيضاوي: "لا يحملنكم شدة بغضكم للمشركين على ترك العدل فيهم، فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل، كمُثلة وقذف وقتل نساء وصِبية ونقض عهد، تشفياً مما في قلوبكم [اعدلوا هو أقرب للتقوى] أي: العدل أقرب للتقوى ". وأعلم الله تعالى المؤمنين بمحبته للذين يعدلون في معاملتهم مع مخالفيهم في الدين الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: [لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين] (الممتحنة: 8). فالعدل مع الآخرين موجب لمحبة الله. وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم، وجعل نفسه الشريفة خصماً للمعتدي عليهم، فقال: ((من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه يوم القيامة)). وأكد أن ظلم غير المسلم موجب لانتقام الله الذي يقبل شكاته ودعوته على ظالمه المسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم ((اتقوا دعوة المظلوم - وإن كان كافرًا - فإنه ليس دونها حجاب)). ولمزيد التأكيد يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بعدم التعرض للمستضعفين من غير المسلمين بالظلم والتسلط، فيقول: ((لعلكم تقاتلون قوماً فتظهرون عليهم، فيتقوكم بأموالهم دون أنفسهم وذراريهم، فيصالحونكم على صلح، فلا تصيبوا منهم فوق ذلك ، فإنه لا يصلح لكم)). لذا لما سأل رجل ابن عباس فقال: إنا نمر بأهل الذمة، فنصيب من الشعير أو الشيء؟ فقال الحبر ترجمان القرآن: (لا يحل لكم من ذمتكم إلا ما صالحتموهم عليه). ولما كتب النبي كتاب صلحه لأهل نجران قال فيه: ((ولا يغير حق من حقوقهم ، ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين)). أما منتهى الظلم وأشنعه، فهو قتل النفس بغير حق، لهذا جاء فيه أشد الوعيد وأعظمه، يقول صلى الله عليه وسلم : ((من قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً )). قال ابن حجر: "المراد به من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم". ومن الطريف أن الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وأوغلوا فيها توقفوا عن قتل أهل الذمة خشية نقض عهدهم. قال ابن حجر: " الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم استباحوا دماءهم، وتركوا أهل الذمة فقالوا: نفي لهم بعهدهم". وقال صلى الله عليه وسلم : ((أيما رجل أمّن رجلاً على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافراً)). قال ابن القيم: " المستأمن يحرم قتله، وتضمن نفسه، ويقطع بسرقة ماله". ويقول القرطبي: "الذمي محقون الدم على التأبيد، والمسلم كذلك، وكلاهما قد صار من أهل دار الإسلام، والذي يحقِق ذلك: أنّ المسلم يقطع بسرقة مال الذمي، وهذا يدل على أنّ مال الذمي قد ساوى مال المسلم، فدل على مساواته لدمه، إذ المال إنّما يحرم بحرمة مالكه". وقد ذهب جمع من العلماء على أن المسلم يقتل بقتله النفس المعصومة من غير المسلمين، وتأولوا الحديث الوارد في النهي عن ذلك. ويروي عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أن رجلاً مسلماً قتل رجلاً من أهل الذمة من أهل الحيرة على عهد عمر، فأقاد منه عمر. ويروي الشافعي في مسنده أن رجلاً من المسلمين أُخذ على عهد علي رضي الله عنه وقد قتل رجلاً من أهل الذمة، فحكم عليه بالقصاص، فجاء أخوه، واختار الدية بدلاً عن القود، فقال له علي: "لعلهم فرقوك أو فزّعوك أو هددوك؟" فقال: لا ، بل قد أخذت الدية، ولا أظن أخي يعود إلي بقتل هذا الرجل، فأطلق علي القاتل، وقال: "أنت أعلم، من كانت له ذمتنا، فدمه كدمنا، وديته كديتنا". ويحدث ميمون بن مهران أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى بعض أمرائه في مسلم قتل ذميّاً، فأمره أن يدفعه إلى وليه، فإن شاء قتله، وإن شاء عفا عنه. يقول ميمون: فدفع إليه، فضرب عنقه، وأنا أنظر. ولئن اختلف الفقهاء في مسألة قتل المسلم بالذمي؛ فإنهم لم يختلفوا في عظم الجناية وشناعة الفعل، كما لم يختلفوا في وجوب العدل مع مخالفيهم في الدين ووجوب كف الأذى والظلم عنهم. قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله عز وجل لم يُحِلَ: لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ، ولا ضَرْبَ نسائهم ، ولا أكلَ ثمارهم ، إذا أعطوكم الذي عليهم )). ويرى ابن عابدين في حاشية الدر المختار وجوب " كف الأذى عن الذمي، وتحرم غيبته كالمسلم". ويفسر ابن عابدين ذلك بقوله: "لأنه بعقد الذمة وجب له ما لنا، فإذا حرمت غيبة المسلم حرمت غيبته، بل قالوا: إن ظلم الذمي أشد". قال القرافي: "عقد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم، لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة في عِرْض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك؛ فقد ضيع ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام". وشواهد عدل المسلمين مع أهل ذمتهم كثيرة، منها العدل معهم في خصومتهم مع الخلفاء والأمراء، ومنه خصومة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع يهودي في درعه التي فقدها ثم وجدها عند يهودي، فاحتكما إلى شريح القاضي، فحكم بها لليهودي، فأسلم اليهودي وقال: "أما إني أشهد أن هذه أحكام أنبياء! أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه، فيقضي لي عليه! أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، الدرع درعك يا أمير المؤمنين، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين، فخرجت من بعيرك الأورق". فقال علي كرم الله وجهه: أما إذ أسلمت فهي لك. ومنه أيضاً قصة القبطي مع عمرو بن العاص والي مصر وابنه، وقد اقتص الخليفة للقبطي في مظلمته، وقال مقولته التي أضحت مثلاً: "يا عمرو، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟". ولما كان ابن رواحة tيخرص ليهود خيبر حاولوا رشوته فأبى، وقال: (وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم، قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبيتم فلي). فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض، قد أخذنا، فاخرجوا عنا. ومن عجيب الأخبار، أخبار عدل الخلفاء مع أهل ذمة الله ورسوله والمؤمنين ؛ أن عمير بن سعد tترك ولاية حمص لإساءته إلى ذمي، فقد قال للخليفة مستعتباً عن الرجوع إلى الإمارة: (إن ذلك لسيء، لا عملت لك، ولا لأحد بعدك، والله ما سلِمت، بل لم أسلم، قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني به يا عمر، وإن أشقى أيامي يوماً خلفت معك يا عمر) ولم يجد الخليفة بُداً من قبول هذه الاستقالة. وفي تاريخ دمشق أن عميراً قال للخليفة عمر: " فما يؤمنني أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خصمي يوم القيامة ومن خاصمه خصمه". ولما ولي أمير العدل عمر بن عبد العزيز أمر مناديه أن ينادي: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، فقام إليه رجل ذمي يشكو الأمير العباس بن الوليد بن عبد الملك في ضيعة له أقطعها الوليد لحفيده العباس، فحكم له الخليفة بالضيعة، فردها عليه. وفي أحيان أخرى لم يأخذ المسلمون العدل من خصومهم، بل عفوا وتجاوزوا كما جرى زمن معاوية بن أبي سفيان حين نقض أهل بعلبك عهدهم مع المسلمين، وفي أيدي المسلمين رهائن من الروم، فامتنع المسلمون من قتلهم، ورأوا جميعاً تخلية سبيلهم، وقالوا: "وفاء بغدر خير من غدر بغدر". قال هشام: وهو قول العلماء، الأوزاعي وغيره. ولم يخلُ تاريخنا - على وضاءته - من بعض المظالم التي وقعت للمسلمين ولغيرهم، وقد استنكرها فقهاء الإسلام، ورأوا فيها جوراً وخروجاً عن رسوم الشريعة، ومنه أن هشام بن حكيم بن حزام tمرّ على أناس من الأنباط بالشام قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله eيقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)). قال: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه، فحدثه، فأمر بهم فخُلوا. ولما خاف الخليفة الوليد بن يزيد من نصارى قبرص أجلاهم منها، فاستفظع المسلمون ذلك، واعتبروه من الظلم ، يقول إسماعيل بن عياش : "فاستفظع ذلك المسلمون، واستعظمه الفقهاء، فلما ولي يزيد بن الوليد ردهم إلى قبرص ، فاستحسن المسلمون ذلك من فعله، ورأوه عدلاً". كما حطَّ عمر بن عبد العزيز عن أهل قبرص ألف دينار زادها عبد الملك عما في عهد معاوية رضي الله عنه لهم، ثم ردها عليهم هشام بن عبد الملك، فلما كانت خلافة أبي جعفر المنصور أسقطها عنهم، وقال: "نحن أحق من أنصفهم، ولم نتكثر بظلمهم". ومثله صنع الأوزاعي فقيه الشام حين أجلى الأمير صالح بن عليٍّ بن عبد الله بن عباس أهل ذمة من جبل لبنان، فكتب إليه الأوزاعي: "فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يُخرَجوا من ديارهم وأموالهم؟ وحكم الله تعالى: [ألا تزر وازرة وزر أخرى] (النجم: 38)، وهو أحق ما وقف عنده واقتدي به ، وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: ((من ظلم ذميًا أو كلَّفه فوق طاقته فأنا حجيجه)) ... فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونَ في حِلٍ من تحويلهم من بلد إلى بلد، ولكنهم أحرار أهلُ ذمة". وما زال العلماء والخلفاء يتواصون بحقوق الذمة، كل يحذر أن تخفر ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو شاهد، لأجل ذلك حرصوا على تفقد أحوالهم ومعرفة أمورهم، ومن ذلك أن وفداً من أهل الذمة جاء إلى عمر، قال عمر للوفد: (لعل المسلمين يفضون إلى أهل الذمة بأذى وبأمور لها ما ينتقضون بكم؟) فقالوا: ما نعلم إلا وفاء وحسن ملكة". ويرسل عمر كتاباً إلى عامله أبي عبيدة، فيقول موصياً بأهل الذمة: "وامنع المسلمين من ظلمهم والإضرار بهم، وأكل أموالهم إلا بحلها، ووف لهم بشرطهم الذي شرطت لهم في جميع ما أعطيتهم". ولما جاءه مال الجباية سأل رضي الله عنه عن مصدره مخافة العنت والمشقة على أهل الذمة، ففي الأثر عنه t"أنه أتي بمال كثير، أحسبه قال: من الجزية. فقال: إني لأظنكم قد أهلكتم الناس؟ قالوا: لا والله ما أخذنا إلا عفواً صفواً. قال: بلا سوط ولا نوط؟ قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني ". ولما جاء عمر رضي الله عنه الشام تلقاه المقلسون من أهل أذرعات بالسيوف والريحان يلعبون بين يديه. فكره عمر لعبهم، وأمر بمنعهم. فقال له أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين هذه سُنتهم، وإنك إن منعتهم منها يروا أن في نفسك نقضاً لعهدهم. فقال عمر: دعوهم. وفي رواية ابن زنجويه أنه قال: (دعوهم ، عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة). فقد كره رضي الله عنه مساءتهم، وأن يظنوا به النقض، فأذعن لقول أبي عبيدة. ولما تدانى الأجل به tلم يفُته أن يوصي المسلمين برعاية أهل الذمة فقال: (أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيراً، وأن يوفي لهم بعهدهم ، وأن يقاتلوا من ورائهم ، وألا يكلفوا فوق طاقتهم). وكتب إلى واليه في مصر: "واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك، فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه : [ واجعلنا للمتقين إماماً ] (الفرقان: 74) يريد [أي من المؤمن] أن يُقتدى به، وأن معك أهل ذمة وعهد، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم، وأوصى بالقبط فقال : ((استوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً))، ورحِمُهم أن أم إسماعيل منهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته؛ فأنا خصمه يوم القيامة)) احذر يا عمرو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم لك خصماً، فإنه من خاصمه خَصَمه". وكتب علي بن أبي طالب tبلسان الوجِل من ربه إلى عماله على الخراج: "إذا قدمت عليهم فلا تبيعن لهم كسوة، شتاءً ولا صيفاً، ولا رزقاً يأكلونه، ولا دابة يعملون عليها، ولا تضربن أحداً منهم سوطاً واحداً في درهم، ولا تقمه على رجله في طلب درهم، ولا تبع لأحد منهم عَرَضاً في شيء من الخراج، فإنا إنما أمرنا الله أن نأخذ منهم العفو، فإن أنت خالفت ما أمرتك به يأخذك الله به دوني، وإن بلغني عنك خلاف ذلك عزلتُك". ولما فتح المسلمون دمشق ولي قسم منازلها بين المسلمين سبرة بن فاتك الأسدي، فكان ينزل الرومي في العلو، وينزل المسلم في السفل؛ لأنْ لا يضر المسلم بالذمي.[112] ويدخل فقيه عصره أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة على الخليفة هارون الرشيد يذكره برعاية أهل الذمة وتفقد أحوالهم، ويستميل قلبه بذكر قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب ذمتهم، فيقول: "وقد ينبغي يا أمير المؤمنين - أيدك الله - أن تتقدم بالرفق بأهل ذمة نبيك وابن عمك محمد صلى الله عليه وسلم ، والتفقد لهم حتى لا يظلموا، ولا يؤذوا، ولا يكلفوا فوق طاقتهم، ولا يؤخذ من أموالهم إلا بحق يجب عليهم". وقد شهد المؤرخون بسمو حضارتنا في هذا الباب، فقد اعترف بريادتنا له نصارى حمص حين كتبوا إلى أبي عبيدة بن الجراح t: " لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم، ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم"، ثم أغلقوا أبواب المدينة في وجه الروم إخوانهم في العقيدة. وتنقل المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها الماتع " شمس العرب تسطع على الغرب" شهادة مهمة من بطريك بيت المقدس، فتقول: " فبطريرك بيت المقدس يكتب في القرن التاسع لأخيه بطريرك القسطنطينية عن العرب: إنهم يمتازون بالعدل، ولا يظلموننا البتة، وهم لا يستخدمون معنا أي عنف". خامساً : التكافل الاجتماعي لعل من أهم الضمانات التي يقدمها الإسلام لغير المسلمين - الذين يقيمون في المجتمع المسلم - كفالتهم ضمن نظام التكافل الإسلامي. فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ] (الأنبياء: 107)، وقد أمر صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يتصفوا بصفة الرحمة، في تعاملهم فيما بينهم ومع غيرهم، بل وحتى مع الحيوان ، فقال صلى الله عليه وسلم (( لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) ،وكلمة الناس لفظة عامة تشمل كل أحد ، دون اعتبار لجنس أو دين . قال ابن بطال: "فيه الحض على استعمال الرحمة لجميع الخلق , فيدخل المؤمن والكافر والبهائم والمملوك منها وغير المملوك ". وحث الإسلام أيضاً المؤمنين وألزمهم بالإحسان والبر في معاملة من لا يعتدي على المسلمين، فقال تبارك وتعالى: [ وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ] (البقرة: 195). وقد جعل الإسلام دفع الزكاة إلى مستحقيها من المسلمين وغيرهم ركناً من أركان الإسلام، فقال تعالى: [ إنما الصدقات للفقراء والمساكين ](التوبة: 60) قال القرطبي: " ومطلق لفظ الفقراء لا يقتضي الاختصاص بالمسلمين دون أهل الذمة .. وقال عكرمة: الفقراء فقراء المسلمين، والمساكين فقراء أهل الكتاب". ويقول السرخسي: "لنا أن المقصود سد خلة المحتاج ودفع حاجته بفعل هو قربة من المؤدي، وهذا المقصود حاصل بالصرف إلى أهل الذمة، فإن التصديق عليهم قربة بدليل التطوعات، لأنّا لم ننه عن المبرة لمن لا يقاتلنا، قال الله تعالى : [ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ] (الممتحنة: 8)". ولئن كان الخلاف بين الفقهاء قوياً في بر أهل الذمة من أموال الزكاة المفروضة، فإنهم أجازوا دفع الكفارة الواجبة إلى أهل الذمة، بل قدمهم الكاساني فيها حتى على المسلم ، لأنها " وجبت لدفع المسكنة، والمسكنة موجودة في الكفرة، فيجوز صرف الصدقة إليهم، كما يجوز صرفها إلى المسلم، بل أولى، لأن التصدق عليهم بعض ما يرغبهم إلى الإسلام ويحملهم عليه". وأمر القرآن الكريم ورغَّب بالصدقة على غير المسلمين، فقد روى أبو عبيد أن بعض المسلمين كان لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير، وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم، يريدوهم أن يسلموا ، فنزلت : [ ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم] (البقرة: 272). وقد جاء في مراسيل سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق بصدقة على أهل بيت من اليهود، فهي تجري عليهم ". وعليه قد أجاز فقهاء الشريعة التصدق على أهل الذمة، يقول أبي رزين قال كنت مع سفيان بن سلمة فمر عليه أسارى من المشركين، فأمرني أن أتصدق عليهم، ثم تلا هذه الآية: [ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً] (الإنسان: 8). كما أجازوا الوقف لهم، واعتبروه من وجوه البر التي يحبها الله، يقول محمد بن الحسن الشيباني: " ويصح [الوقف] على أهل الذمة؛ لأنهم يملكون ملكاً محترماً، وتجوز الصدقة عليهم .. وإذا جازت الصدقة عليهم جاز الوقف عليهم كالمسلمين، وروي أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقفت على أخ لها يهودي، ولأن من جاز أن يقف عليه الذمي جاز أن يقف المسلم عليه كالمسلم، ولو وقف على من ينزل كنائسهم وبيعهم من المارة والمجتازين من أهل الذمة وغيرهم؛ صح". وهذا كما رأينا بعض البر والعدل الذي حثَّ عليه القرآن الكريم ، حين ذكر أهل الذمة المسالمين الذين لا يعتدون على المسلمين، فقال: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } ( الممتحنة: 8). ويفصل الإمام القرافي في شرحه للبر والعدل المأمور به في معاملة غير المسلمين، فيقول: "وأما ما أمر به من برِّهم من غيرمودة باطنية، فالرفق بضعيفهم، وسد خلة فقيرهم ، وإطعام جائعهم، وكساء عاريهم .. وصون أموالهم، وعيالهم، وأعراضهم، وجميع حقوقهم ومصالحهم، وأن يعانوا على دفع الظلم عنهم، وإيصالهم لجميع حقوقهم...". ويقول القرشي المالكي في شرحه على مختصر خليل: "دفع الضرر وكشف الأذى عن المسلمين أو ما في حكمهم من أهل الذمة من فروض الكفايات، من إطعام جائع وستر عورة، حيث لم تفِ الصدقات ولا بيت المال بذلك".
ووفق هذا الهدي سلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بعده ، فكتب خالد بن الوليد رضي الله عنه لنصارى الحيرة : " وجعلتُ لهم أيما شيخ ضعف عن العمل ، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه؛ طرحت جزيته، وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله". وروى ابن زنجويه بإسناده أن عمر بن الخطاب رأى شيخاً كبيراً من أهل الجزية يسأل الناس فقال: (ما أنصفناك إن أكلنا شبيبتك، ثم نأخذ منك الجزية، ثم كتب إلى عماله أن لا يأخذوا الجزية من شيخ كبير). وفي رواية أن عمر أخذ بيده وذهب به إلى منزله، فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال : (انظر هذا وضرباءه، فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم [ إنما الصدقات للفقراء والمساكين ] والفقراء هم المسلمون ، وهذا من المساكين من أهل الكتاب)، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه. وكان مما أمر به رضي الله عنه : "من لم يطق الجزية خففوا عنه، ومن عجز فأعينوه". ومر tفي الجابية على مجذومين من أهل الذمة، فأمر أن يعطوا من صدقات المسلمين، وأن يجرى عليهم القوت من بيت المال.[130] وكتب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز إلى واليه عدي بن أرطأة : "وانظر من قِبَلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب؛ فأجرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه". وقد سجل هذه الرعاية الفريدة المستشرق بارتولد في كتابه "الحضارة الإسلامية"، فقال :" إن النصارى كانوا أحسن حالاً تحت حكم المسلمين، إذ أن المسلمين اتبعوا في معاملاتهم الدينية والاقتصادية لأهل الذمة مبدأ الرعاية والتساهل ".
عرض/عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com ............... والى رقم (16)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم (16)
الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) اسم الكتاب : الأدب المصقول للرد على الترابي شاتم الرسول المؤلف : الشيخ على زين العابدين نبذة عن المف : فضيلة مولانا الشيخ على زين العابدين غنى عن التعريف , فهو سليل أسرة الركابية المعروفة , حفظ القرآن الكريم ولم يبلغ العاشرة من عمره , ثم تابع تعليمه الدينى فحاز الشهادة العالمية من الأزهر الشريف , وظل هناك يتلقى العلم من كبار العلماء , وبعد رجوعه من الكنانة مصر , تفرغ تماما للدعوة والارشاد بمنزله بحلفاية الملوك , وأمه كثير من طلبة العلم , وكان من أبرز المهتمين بالتعليم الدينى للمرأة , واشتهر بنشاطة فى القاء المحاضرات بالجامعات , ومختلف دور العلم الأخرى , كما اشتهر بلقاءاته التلفزيونية , ومناظراته .
قصة الكتاب : أنقل هنا من الذاكرة ، يقول الشيخ فيما معناه : " كنت ألقي درساً على طلبتي يوما ومعي بعض أصحاب الفضيلة العلماء وفي هذه الأثناء حضر شاب وجلس مع الطلبة وعند انتهاء الدرس تقدم مني , وبعد السلام عرفني بنفسه ثم اخرج من جيبه شريط كاسيت وأخبرني أن هذا الشريط عبارة عن ندوة أقامها دكتور الترابي لمجموعة من أتباعه في مكان " حدَّده " قال الشاب : وقد داخلني الشك فيما جاء فيها من آراء ، وطلب منِّي السماع إليه وتوضيح رأي الشرع فيه ، وفعلاً تم ذلك وسمعنا أمراً غريباً تهتز له الجبال .. فالتفت نحو الشاب وسألته: " هل أنت متأكد أن هذا الصوت هو صوت الدكتور الترابي ؟؟ قال: نعم. قلت: هل عندك ما يثبت ذلك ؟ .. وهنا دلاهم الشاب إلى كتاب أصدره أحد رموز التنظيم " المنشقين عن الدكتور " أثبت فيه كل محتويات هذا الشريط وأشرطة أخرى سمعها وقام بالرد عليها. ووعد بإحضاره، وهنا أوضح الشيخ للشاب قائلاً:ـ * والله والله يأبني إن ما سمعناه في هذا الشريط وتفوه به رجلكم هذا هو بعينة ما سمعته يردده أعداء الإسلام من يهود وصليبيين . * والله والله إن كل كلمة فيه تعد في نظر الإسلام كفراً صريحاً، وان مثل هذا الكلام الذي سمعناه لا يصدر إلا من " زنديق " لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. ثم أستأذنه في أخذ نسخة منه، وبعد أن تأكدوا من انتسابه للمذكور طُلب منه الرد عليه بما يكشف حقيقته للشباب المفتون به بصفة خاصة وللأمة بصفة عامة، وصدر فعلاً عام 1985 * قام الشيخ بتفريق فقرات الشريط فقرة , فقرة وتولى الرد عليها كل على حده مبينا رأي الشرع فيها من الكتاب والسنة. , وأصدرحكمه عليه بموجب ذلك فى هذا الكتاب, وجاء مطابقا تماما مع ما توصل اليه كل العلماء , أصحاب الفضيلة الذين أخضعوا فكر الشيخ الترابى لميزان الشرع , بل جاء رأيه أكثر وضوحا , فقد وصفه بأنه : " زنديق " فالذنديق كما تعلمون ,هو الذى تتمثل فيه كل الصفات القبيحة المهلكة : ( الخبث – الضلال والتضليل – اظهار الايمان وابطان الكفر , ) أى خصيلة النفاق , وله مؤلفات عديدة .
عرض / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com ............. الى رقم (17)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم رقم الكتاب (17)
الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) اسم الكتاب : (بحث في نشأة الدولة الإسلامية ) المولف : (فالح حسين ) الناشر : (مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ) حين نفى الشيخ علي عبد الرازق في كتابه الشهير الإسلام وأصول الحكم مفهوم الدولة في الإسلام، ورفض الملكية وما يتصل بها من خلافة، شوروية لمرحلة، ووراثية في كل المراحل، أحدثت نتائج دراسته صدمة معرفية ما زالت حاضرة حتى الوقت الراهن، تحديدًا عند أولئك الذين يعتبرون أن القيادة السياسية لأمر الجماعة لم تكن عاملاً تاريخيًا طارئًا، إنما أوجبتها طبيعة الدين الإسلامي، القائم على المواءمة الحادة بين الديني والدنيوي. وفي مقابل هذا الاتجاه، برز كتَّاب آخرون، عملوا على توطيد فكرة نشأة الدولة في الإسلام التاريخي منذ عصوره الأولى. في أطروحته بحث في نشأة الدولة الإسلامية، يحدد فالح حسين إشكالياته الأساسية: هل الدولة في الإسلام المبكر كانت حاضرة في موازاة نشر الدعوة؟ وهل جمع الرسول بين القيادة بمعناها السياسي والنبوة بمعناها الديني؟ يستهل الكاتب همه المعرفي بتأطير أبرز المؤشرات التاريخية للظروف الدَّالة على نشأة الدولة مع النبي وبعده، ويبدأ بـ "بيعة العقبة الثانية" التي عُرفت ببيعة الحرب، والتي أعقبت هجرة الجماعة الأولى إلى يثرب، أي المدينة. المحطة النوعية، التي إستهل فيها حسين مقارعته للذين ينفون فكرة الدولة في الإسلام، لا يمكن إهمالها لجهة دلالتها التاريخية من جهة، والتطورات التي تلتها من جهة أخرى، ورغم أن بعض القائلين بأنها لم تكن أولوية في بدايات ظهور الرسالة المحمدية، لكن علاقة النبي مع الجماعات القبلية والدينية، قامت على ثنائية المزاوجة بين القيادة ونشر الإسلام، بدءًا من بيعة العقبة الثانية، مرورًا بصلح الحديبية، وصولاً إلى التأسيس لأهم المقومات المؤسساتية للدولة الفتية، والتي إتخذت مسارًا تراكميًا إثر خروج المسلمين من الجزيرة العربية، فأسسوا مدنًا أو أمصارًا جديدة في البلدان المفتوحة، ونظموا الضرائب، ووضعوا النقد، وأقاموا نظام الديوان. في المدينة، بدأت تتبلور ملامح الدولة بشكل أوضح، وما إن حلَّ الرسول في دار الهجرة، حتى بدأ يعد العدَّة لتنظيم أمور جماعته، فوضع الصحيفة؛ وهي وثيقة تاريخية سياسية وقانونية، اعتبرها الكثيرون كما يؤكد الكاتب بأنها "أقدم أنموذج موثوق للنثر العربي بعد القرآن الكريم". ويشير حسين إلى الظروف التي أوجبت وضعها، وبعد أن أورد أهم الروايات حول المسببات الآيلة إلى ظهورها، معتمدًا على مصدرين، السيرة النبوية لإبن هشام، وكتاب الأموال لأبي عبيد القاسم الهروي، يعمد إلى تحليل مضمونها السياسي، ويرى أن موادها أقرت الدولة في الإسلام المبكر، مقسمًا إياها إلى أربعة دعائم : الأولى : الدستور الذي ينظم حياة أهل الصحيفة، الثانية : الشعب الذي كان قاعدتها على أساس تنظيم العلاقات بين أفرادها؛ الثالثة : الأرض التي يقوم عليها أصحابها؛ الرابعة : اعتبار الرسول قائدًا لهذه الجماعة؛ وعلى رباعية، القانون، الأمة، الأرض، وصاحب السلطة أو الأمر، برزت الدلالات الأولى لنشأة الدولة في الإسلام. ومع صلح الحديبية الذي وُقع بين الرسول وقريش، أواخر السنة السادسة للهجرة، إثر غزوة الخندق أو الأحزاب، برزت مقومات السلطة بشكل أوضح، وفي هذا السياق يورد حسين نص الاتفاقية التي إتفق فيها الطرفان على بناء علاقة سلمية لغاية عشر سنوات؛ ولم يكتف بذلك، بل قام بتحليل مضمونها السياسي، وأهم النتائج التي ترتبت عليها، ومن بينها "تمكن الرسول" من إيجاد قاعدة أو أحلاف جدد له في قلب مكة وبين أهلها، والذين سيكونون السبب غير المباشر لفتحها بعد أقل من عامين، ما أدى إلى مضاعفة أعداد المسلمين، خصوصًا مع توافد القبائل اليه إما عن طريق إنتمائها للإسلام أو الاعتراف بسلطته. ولعل ما أُصطلح على تسميته بـ "عام الوفود" كان من أهم مقومات بروز الدولة، وهنا يقدم الكاتب قراءة لغوية لمفهوم الوفد ويقول: هو مصطلح ذو دلالة سياسية، إذ إن الوفادة لا تكون إلا للملوك والأمراء – وفد فلان يَفِدُ وفادةً إذا خرج إلى ملك أو أمير – وكان اللفظ لا يستعمل إلا لمن يفِد على الملوك، ومن هنا جاءت الأهمية الخاصة التي خصصنا بها عام الوفود. لا ريب أن المعطيات التاريخية التي انطلق منها حسين لدعم إشكالياته وفرضياته، حول نشأة الدولة في الإسلام منذ بداية الدعوة، لها أهمية سياسية ومنهجية في آن، فهو من جهة اعتمد على النصوص والمصادر الإسلامية للتأكيد على جدلية الدين والدولة مرتكزًا على أبرز المعاهدات والاتفاقات، قارئًا مضمونها، ومن جهة أخرى درس وقائعها بأسلوب منهجي، محاولاً الرد على من ينفون الصفة القيادية للرسول. ومنهجيته التاريخية والاستقرائية للنصوص، أسبغت على الكتاب بُعدًا أكاديميًا، يهدف بالدرجة الأولى إلى التحقق من صحة المساءلة التي صاغها والقائلة بأن ظهور الدولة بدأ مع هجرة النبي إلى المدينة. ولكن التساؤلات التي يمكن طرحها على الكاتب، هل مفهوم الدولة الذي كان يعني الانقلاب والدوران والتحول من عهد إلى عهد ينسجم مع بروزها التاريخي؟ وألا يقتضي هذا التساؤل طرح مفاهيم جديدة تتناسب مع الحالة التاريخية التي قام بدراستها، تحديدًا لأن اللسان العربي يفتقد للأدبيات السياسية المحددة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم؟ لم يكن صلح الحديبية المؤشر الوحيد الذي كرس سلطة الرسول السياسية، فقد وضع عددًا من الاتفاقات والمعاهدات مع أهل الجزيرة، مثل صلح أهل نجران، وصلح تبوك، وصلح الجرباء، وعليه يرى الكاتب أن محمدًا مارس زعامته القيادية بعقد العهود، وقيادة الجيوش، وإقرار الحقوق. والحال فإن نشر الإسلام ترافق مع تدشين الدولة، ولولا العلاقة الوظيفية والتبادلية بين العاملين، لما استطاع المسلمون الاستفادة منها لبناء امبراطوريتهم المترامية الأطراف، وطبعًا الحقبة الأولى تختلف عن الفترات اللاحقة، وبدءًا من اجتماع السقيفة وما نتج عنه من بزور انشقاق أفضى إلى الفتنة الكبرى، وإلى نقل السلطة بالعنف إلى معاوية، الداهية، ورجل الدولة بإمتياز، تحولت الدولة الوليدة إلى مُلك عضوض مع الأمويين والعباسيين، عمادها، احتكار السلطة، والتوريث الملكي، وقمع المعارضة، وتوظيف الديني لصالح إضفاء القدسية على السلطة التي اعتبرها بعضهم سلطة مغتصبة أخرجت ورثة الإمام علي من مجالها ولم تعدهم إليها إلا في أزمنة متأخرة جدًا. في فصل الموسوم تحت عنوان مؤشرات السلطة - الدولة بعد الرسول: الاستمرارية يتابع فالح حسين تثبيت نظريته، حول وجود الدولة في الإسلام بعد وفاة النبي، مشيرًا إلى عوامل ستة لتبلورها: أولها : اختيار أبو بكر وقمع الردَّة، ثانيها : بناء الأمصار الجديدة في البلاد المفتوحة، ثالثها : الديوان والعطاء، رابعها : تنظيم التصرف في الأرض، خامسها : تنظيم الضرائب، سادسها : ضرب العرب للنقد. يبقى إن العصور الكلاسيكية التي اعتمد عليها الكاتب في بحثه حول نشأة الدولة في الإسلام، تحتاج إلى قراءات جديدة، بعيدة عن الأسلوب الانشائي الذي تفادى حسين الدخول به، خصوصًا أنها أسست لحراك سياسي عميق الجذور، أدى إلى إنقسام الجماعة على أسس التنافس على السلطة وليس على أسس الدين، ما زالت تداعياتها حاضرة حتى اليوم، وإلاَّ ما معنى أن يتحول المسلمون إلى فرق ومذاهب متصارعة، دون أن يعني ذلك نفي ما أحدثته الحقبات التي أعقبت وفاة الرسول من إرثٍ فقهي وجدلي قلَّ نظيره مقارنة بالديانات الابراهيمية الأخرى. ) عرض / الكاتبة ريتا فرج )
نقل/ عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............... الى الكتاب رقم (18)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
سلمك الله أخي عوض سيد أحمد
بشأن موريس، أو بوريس بوكاي
سبق لي قراءة كتابه أكثر من مرة
وقد اقتنيت الكتاب قبل 20 سنة، وجدته مبذولاً على قارعة الطريق، عند واحد من باعة الكتب الذين تجدهم كثيراً ما يجهلون قيمة ما يبيعون.
وكنت حين اقتنائه وقراءته أول مرة، مولعاً بالبحث والتنقيب في "مقارنات الأديان" واستفدت على نحو جيد من الكتاب.
لكن.. الكتاب عليه ملاحظات.. ومن ذلك:
ميله للعقلانية البحتة، وطعنه في أحاديث صحيح البخاري..
ولذلك لا أنصح بمطالعته إلا لشخص يعرف مداخل العلوم الشرعية والاستدلال.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عماد حسين)
|
(سلمك الله أخي عوض سيد أحمد
بشأن موريس، أو بوريس بوكاي
سبق لي قراءة كتابه أكثر من مرة
وقد اقتنيت الكتاب قبل 20 سنة، وجدته مبذولاً على قارعة الطريق، عند واحد من باعة الكتب الذين تجدهم كثيراً ما يجهلون قيمة ما يبيعون.
وكنت حين اقتنائه وقراءته أول مرة، مولعاً بالبحث والتنقيب في "مقارنات الأديان" واستفدت على نحو جيد من الكتاب.
لكن.. الكتاب عليه ملاحظات.. ومن ذلك:
ميله للعقلانية البحتة، وطعنه في أحاديث صحيح البخاري..
ولذلك لا أنصح بمطالعته إلا لشخص يعرف مداخل العلوم الشرعية والاستدلال.
تحياتي )
تعقيب : الأخ العزير عماد , أعزك الله وأكرمك , ربما تكون ملاحظتك فى محلها , ولكن كما تعلم أن أهمية هذا الكتاب تكمن فى المقام الأول , أنه طرق بابا جديدا لم يسبقه اليه أحد من قبل , وهو : " الاعجاز العلمى للقرآن الكريم " فكان هذا فى حد ذاته يعد مفخرة مابعدها مفخرة , فقد كان سببا فى أن يحذو حذوه علماء كبار من جميع القارات ,قدموا ابحاثا قيمة , كل فى مجال تخصصه , وكلهم توصلوا فى بحوثهم لذات النتيجة , التى عبر عنها بقوله : " لقد قمت أولا بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أى فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث, وكنت أعرف قبل هذه الدراسة وعن طريق الترجمات أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفتي كانت وجيزة, وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها: أن القرآن لا يحو أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث " وكان ذلك سببا فى دخولهم حظيرة الاسلام , فهنا تكمن أهمية الكتاب , وبالتالى أهمية نشره من جانبنا , دون وضع أى اعتبار فيما لا يدخل فى مجال علمه , وتخصصه , ويحضرنى فى هذا المقام كتاب مماثل فى أهميته للرجل القامة الفيلسوف الفرنسى : " رجاء جارودى " تحت عنوان : " لماذا أسلمت " فقد كنت دائما أتساءل لماذا لم يلاقى الاهتمام اللائق به من علمائنا , فقد علمت – ( والله أعلم بمدى صحة هذا الخبر من عدمه ) – علمت ان هذا التعتيم يرجع لأنه أشاد فى كتابه هذا بعلم التصوف , ومعلوم ان علماء ما يسمى ( الوهابية ) يستبعدون علم التصوف ولا يعدونه من الاسلام . ملاحظة : أسف لتاخير انزال هذا التعقيب بسبب مشكلة كانت سببا لايقاف نشاطى بالموقع لأكثر من شهر , وانتهز هذه الفرشة لأشكر الأخ العزيز بكرى أبو بكر لمساعدتى الجادة فى حل المشكلة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الكتاب رقم (18) الموضوع : " قراءة فى كتاب " اسم الكتاب : " أحجار على رقعة الشطرنج " مؤلف الكتاب:"الباحث الأمريكى الكبتن وليم غاى كار" اسم المترجم : "دار النفائس - بيروت " نبذه عن المؤلف : وليم غاي كار من مواليد (لانكشاير- إنجلترا) عمل ضابطا في البحرية الأمريكية , وكان مغرما بالبحث والكتابة ,اشترك كضابط بحرى فى الحربين العالميتين الأولى والثانية , وكان لتجاربه , ومشاهداته فى تلك الفترة أثر كبير, ودافع أساسى للبحث , والتقصى عن الأسباب الرئسية الكامنة وراء هذه الفتن العارمة , والصراعات التى أدت الى اشعال هذين الحربين , وما آلت اليه البشرية من خراب , ودمار من جرائهما , وقد استغرقت عملية البحت والتقصى (40) عاما (1911- 1952 ) تاريخ اصدار أول كتاب يعبر عن ما توصل اليه من حقائق , وواصل نشاطه فى عملية كشف المستور بكل حزم وشجاعة , مما كان سببا فى تصفيته , عن طريق هولاء الذين كشف القناع عنهم , وأعلن للعالم كله حقيقة مخطتهم السرى الخطير الذى يهدف فى النهاية الى السيطرة الكامله ليس على (فلسطين ) فقط , بل فى حقيقته يهدف الى السيطرة , الكاملة على سكان هذه البسيطة كلها , وحكمها برجل واحد من (صلب داوود ) وذلك استنادا على ما يدعوه من (حق تأريخى لديهم فى التوراة ) ولم يكتفى بذلك فى دراساته , وبحوثه المتعمقة , بل عمد وبشكل علمى , وموثق الى بطلان هذا الحق التلمودى الذى ادعوه , واتخذوه مطية , يعبرون عليها لتحقيق , أو الوصول الى ادعاءاتهم هذه الضالة المضلة . عرض الكتاب : يشبه الكاتب سيطرة اليهود على العالم باللاعب الذى يسيطر على رقع الشطرنج , ويحركها كيف شاء , وقد جاءت هذه السيطرة من خلال السيطرة على البنوك العالمية , وتجارة الذهب , وأجهزة الاعلام . ويؤكد المولف ذلك من خلال سرده للأحداث التأريخية ابتداءا من القرن السابع عشر , مرورا بتاريخ انجلترا , وفرنسا , وعوامل بروز الاتحاد السوفيتى , والولايات المتحدة على الساحة الدولية . وحين تصل الأحداث الى الحرب العالمية الثانية , يبرهن الكاتب على أن اليهود كان لهم دور كبير فى صنع هذه الحرب من أجل تحقيق غاياتهم , وهو انشاء وطن قومى لهم فى فلسطين , وفى نهاية الكتاب يتوقع الكاتب حدوث حرب عالمية ثالثة بين الشرق والغرب , فتيلها اليهود , مستندا فى ذلك على تصريحات زعمائهم ,حتى يسيطروا على العالم كله . يحوى هذا الكتاب على كثير من الحقائق التى تمكن المؤلف جمعها خلال أربعين عاما من البحث , والتقصى , وقد دفع حياته ثمنا لنشر هذا الكتاب , حيث قتله اليهود
( عن جريدة المسلمون العدد "23" 13 يوليو 1985 )
نقل / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
.............. والى الكتاب (19)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم (19)
الموضوع : " قراءة فى كتاب " اسم الكتاب: الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول. اسم المؤلف: الأُستاذ/ أبو عبد الله أحمد بن مالك (جامعة أمدرمان الإسلامية). تاريخ النشر : العام 1982 المقدّمة: قدم لهذا الكتاب أحد رموز جماعة الأخوان المسلمين وهو الدكتور: محمد عبد الله برات، مقدمة طويلة جاء فيها: " ........ ومن بعض ما أُصيب به أهل السودان من الترابي: سبّه وشتمه وتجريحه لرسول الله صلي الله عليه وسلم، كما مارس سبّ أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، كما سبّ التابعين والأئمة الأعلام وجميع نظار أهل السنة والجماعة، وأفسد بالمال والبنوك المشبوهة وشركات التأمين المرابية، والدراسة في أمريكا، وبالتوظيف في وزارات خارجيته المسماة بمراكز " منظمة الدعوة الإسلامية" وبالتوظيف في وظائف الدولة وبالتوظيف فيما يسمي في حزبه: "المتفرغين" وحق لهم أنْ يسموا "بالفارغين" لا المتفرغين". انتهى بتصرف … موضوع الكتاب: يقول المؤلف: هذه السطور تبرئة للذمة ومناصحة لمن هم أخوة لنا في العقيدة، يسمعون القول فيتبعون أحسنه، أسطرها رداً على مفتريات حسن الترابي التي آخرها والسبب المباشر لها محاضرة له فـــي "إحدى شعب الخرطوم".. ولمن ؟ …. لطالبات جامعة الخرطوم!!!. يقول المؤلف: الذي حفزني لذلك هو أن مثل هذه الأفكار الهدامة تنشر في أوساط من طلاب لا يملكون الذي يدافعون به عن دينهم ، فلا يملكون سوى العاطفة الفيّاضة والجهد المتدفق مناصرةً لما يظنون أنه الحق. قولي للإخوان إلا يضيقوا بالنقد … . فإذا أباح مدعى التجديد لنفسه الحرية في الحديث عن الإسلام باسم الاجتهاد وأصبح عرض رسول الله صلي الله عليه وسلم نهباً مباحاً، والأنبياء والرسل والصحابة؟؟؟ … وأي دولة هذه التي تقام ؟؟ أهي دولة الشيطان ؟؟ … وأي جماعة هذه التي تدعو الناس إلي الاعتصام بها، وتسمح أو تقبل بسبّ الأنبياء والرسل والصحابة، وهدم الإسلام ولا تسمح بتجريم القائلين والقائمين بهذا الهدم ؟؟؟ …" ثم استعرض مواضيع الندوة المذكورة – والتي جند نفسه وجرد قلمه للرد عليها" وهي:- 1/سب الأنبياء والرسل والافتراء عليهم. 2/سب الصحابة والافتراء عليهم. 3/إنكار الحدود. 4/تحليل الرقص والموسيقي والاختلاط، والخلوة بين الجنسين. 5/تحليل الكذب والتجسس. 1/إيراده سيل من الفتاوى يتحلل فيها من الأحكام الشرعية قطعية النص محللاً بذلك الحرام ومحرماالحلال، مثل: إنكاره لحد المرتد وحد الزاني المحصن وحد الخمر. 3/أفتي بزواج المرأة المسلمة من الكتابي. 4/وقال عن الإجماع: "هو إجماع الجماعة القائمة أنكر إجماع الصحابة وقال إنه غير ملزم". 5/أباح أكل لحم الخنزير. 6/قال أن التنظيم الذي يتولي هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة.
المستهدف هو كتاب الله: تحت هذا العنوان وفي خاتمة الكتاب يقول المؤلف: "هذه الحملة الشرسة على الأنبياء والصحابة والتابعين والفقهاء من الأئمة الأعلام، وعلى أصول الفقه المؤسسة على الكتاب والسنة والإجماع والقياس، الهدف من ورائها هو: "استبعاد السنة ومصادر التشريع الأخرى والمتفق عليها ليحكّموا الرأي باسم المصلحة"، وهنا يكون القرآن الكريم مجرد شعارات يسمونها: "المبادئ العامة" … يضفون تحتها ما يشاءون من: اشتراكية، ربا، سفور، اختلاط، رقص، غناء، معاونة الظلمة، والتجسس والكذب،أكل أموال الناس بالباطل، الدس والخداع والنميمة والمبادئ المستوردة من الشرق والغرب، والأخذ بأسلوب اليهود في محاولة قتل الشخصية "بالإشاعة" والكذب والاتهام بالباطل. الأهداف: يحدد ا لمؤلف الأهداف في:- 1/التشكيك في حملة الدعوة (الأنبياء – الرسل – الصحابة). 2/تحريف كتاب الله. 3/هدم أصول الدين: (سنة – إجماع - … الخ). 4/الدعوة للحاق بالغرب وتبني مناهج العقلية الغربية. الوسائل: 1/الشعارات البراقة والدعاية مثل: تحرير المرأة، التجديد، التحديث، الثورة، المرونة، المرحلية، التقدمية , التيسير والتقليدية. 2/تحطيم الفرد المسلم والأسرة المسلمة بإشاعة الاختلاط والموسيقي والمسرح والتجسس … الخ. 3/إقامة المنابر لأعداء الإسلام بدعوى الحرية. 4/إعداد لوبي تجديدي من "المفرغين" … ومدهم بكافة الاحتياجات وإرسالهم في بعثات إلي أمريكا وتهيئتهم للقيادة والريادة في المستقبل، هو آخر ما توصل إليه المخططات الغربية لضرب الإسلام. 1/عزل العناصر المخلصة وقتل الشخصية بالإشاعة. 2/السيطرة على المال ومؤسسات الحكم بكل الوسائل. 3/التسلط والإرهاب وخلق عصبية تنظيمية إقليمية. 4/تحويل الحركة الإسلامية إلي: " جهاز للأمن" وتسلط على المسلمين له نفس أهداف ومرامي المخابرات الأمريكية في الاهتمام بالحركات الإسلامية والشيوعية فقط … وبتمجيد الغرب. فرقة العصرانيين: ثم عرّج للقول – في مكان آخر من الكتاب – يصف هذه الفرقة قال: "هؤلاء ما هم إلا امتداد لشذاذ الآفاق من: "الزنادقة والملحدين والمعتزلة والخوارج والمنهزمين إزاء العصر، جمعت ونشرت بأسماء براقة وشعارات الاستحداث والتجديد والمعاصرة، وهي في حقيقتها حركة عالمية أعدها ولمعها أعداء الإسلام … واعتلت المنابر وفتح لها صفحات المجلات فلا واحداً منهم إلا ويريد أن يشعرك أنه : " مجدد" وأنه " مجتهد " وأنه يستعلي على الفقهاء وأنهم صغر وهو كبير" بنيا شينه" … ثم أورد أسماء ثمانية منهم . وفي النهاية زيل المؤلف كتابه مشيراً إلي المحاضرات محل المناقشة وهي:- *محاضرة لطالبات جامعة الخرطوم بالديوم الشرقية في 18/08/1982م (في إحدى أسر الخرطوم). *محاضرة عن قضايا فكرية وأصولية دار حفظ القرآن. *محاضرة عن تحكيم الشريعة بجامعة الخرطوم.
عرض تلخيص / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............... والى الكتاب رقم (20)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم (20) الموضوع : " قراءة فى كتاب " اسم الكتاب : "الإسلام والدعوات الهدامة " اسم المؤلف : " ألأستاذ أنور الجندي " دار النشر : " دار الكتاب اللبناني- بيروت " الطبعةالأولى : " 1974 م " عدد الصفحات : " 297 صفحة " نبذة عن الكاتب : يعد استاذ الجندى من أعلام المسلمين في العصر الحديث، ممن أفنوا حياتهم لخدمة الإسلام؛ عبر مجموعة من المؤلفات قلَّ أن تجتمع لمؤلف واحد ، استطاع خلالها أن يضع منهجا إسلاميا متكاملا في التفكير، وكيفية التعامل مع الآخر، وكانت قضية تحكيم الشريعة الإسلامية من القضايا الرئيسية التي شغلت حيزاً كبيراً من فكره، حيث كان يقول: "أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلاً فيها منذ بضع وأربعين سنة". وقد صنف ما يربو على مائتي كتاب وأكثر من ثلاثمائة رسالة في مختلف قضايا المعرفة والثقافة الإسلامية، وكان من أهمها: "أسلمة المعرفة"، و" نقد مناهج الغرب"، و"الضربات التي وجهت للأمة الإسلامية"، و"اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار"، و"أخطاء المنهج الغربي الوافد"، و" تاريخ الصحافة الإسلامية"، ومن إسهاماته أيضا كتاب "الصحافة والأقلام المسمومة". وكانت موسوعته "مقدمات العلوم والمناهج "هي درة العقد وعروس كتبه، حاول فيها وضع منهج إسلامي متكامل لمقدمات العلوم والمناهج، يكون زادًا لأبناء المسلمين ونبراساً لطلاب العلم والأبناء في كل مكان؛ فأخرج هذا المنهج في 10 أجزاء ضخمة، يتناول فيه بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني الفارسي والهندي، وكيف انبعثت حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه – وعلى زاد وعطاء من الإسلام - فقاومت حركات الاحتلال والاستغلال والتغريب والتخريب والغزو الفكري والثقافي.. وقد ناقش فى هذا الكتاب : "الإسلام والدعوات الهدامة"، خطر هذه الدعوات عبر أربعة محاور هى : 1-دعوات هدامة للعقائد والقيم. 2-دعوات هدامة للمجتمعات والأمم. 3-دعوات هدامة للنفس والأخلاق. 4-دعوات هدامة للفكر والثقافة. فقد كانت محاولات الدعوات الهدامة منذ القدم، وحتى يومنا هذا جارية إلى هدفها المرسوم لإثارة الشبهات، وتزييف الحقائق، والهدم عن طريق مذاهب لها بريق العلوم وأسماؤها، وهي في مجموعها تقوم على أساس إدخال السموم والزيوف إلى الفكر البشري لنقله من ربانيته، وطابعه الإنساني، ومصادره التي جاء بها الأنبياء، وكتب السماء إلى تلك المخططات التي رسمتها التلمودية، منذ القدم، وأقامتها على أساس الوثنية والمادية جميعا. وهناك نظريات متعددة تطرح لمعارضة الدين، وهدم التوحيد، ومذاهب تستهدف هدم الأخلاق والأسرة عن طريق مناهج المدارس الاجتماعية، وهناك التفسير المادي ونظريات فرويد في الجنس، ونظريات ليفي بريل في نسبية الأخلاق. وأول علامات اليقظة هو فهم هذه الدعوات، ومعرفة موقف الإسلام منها، وهذا ما يطرحه الأستاذ أنور الجندي في هذه الدراسة الجادة. وقد قُسم هذا الكتاب إلى مدخل وثلاثة أربعة أبواب. المدخل : عرض الكاتب في هذا المدخل أهم المصادر التي خرجت عنها المذاهب الهدامة، فناقش فيه هذه النقاط: 1- الغنوصية: بين أنها مصطلح للفلسفة التي كانت ذائعة قبل نزول الإسلام، وتقوم في مجموعها على فهم بشري، بشكل نظرية مختلطة من عدة مذاهب وعقائد، منها المجوسية، والمانوية، والزرادشتية، والمزدكية، والمرقوية...وتجمع في مقاصدها: - عبادة النار وتقديسها. - افتراض وجود إلهين، إله خير وإله شر، أو نور وظلام. - استباحة المحرمات، والدعوة إلى شيوعية النساء والأموال، والاغتسال بالبول. - رفض الذبائح، ورفض إراقة الدماء، والزهد في أكل اللحوم، وفي مس الماء الطهور. 2- إحياء الباطنية القديمة: عرض الكاتب لجذور هذا المذهب وعرف بواضعه، وأشار إلى أن أخطر ما طرحته الباطنية، وما زال تطرحه المذاهب الهدامة، هو التأويل الذي يؤدي إلى تعدد وجهات النظر، وتباين الآراء دون الاستناد إلى قاعدة معلومة وهذه تتبع الأهواء والرغبات التي يضيع معها الحق، وبين أن ضرر الباطنية على الإسلام كان أخطر من ضرر أعدائه الصرحاء. 3- المذاهب الهدامة والإلحاد: عرض فيه الكاتب لمعنى الإلحاد ، وظروف النشأة ، وبين أن الإلحاد يعني إنكار الله، وأن الإله عند الملاحدة محدد بالصورة التي عرفها الفكر الغربي، وليس بالصورة الحقيقية لله سبحانه وتعالى، وهي صورة حدث فيها خلط كثير بين الله والطبيعة وبين الله والإنسان. الباب الأول: دعوات هدامة للعقائد والقيم. الفصل الأول : الدُّهْرِية. عرض الكاتب في هذا الفصل لأصحاب هذا الفكر وبين أنه دعوة هدامة أذاعها النفوذ الأجنبي في البلاد الإسلامية كوسيلة من وسائل مقومات الإسلام، وقيمه الأساسية، وبين أن من أبرز مفاهيم الدهرية: أولا: إنكار وجود الله، وأن الكون بلا إله ولا صانع. ثانيا: قولهم إن الدهر قديم. ثالثا: إنكار البعث والإعادة. الفصل الثاني: الثيُوصُوفية. عرض الكاتب لهذا المذهب وبين أنه من المذاهب التي ابتدعها الفكر الحديث لمعارضة الدين، وبين أن كلمة ثيوصوفيا ( Theosophie) كلمة يونانية معناها(الحكمة الإلهية) ثيوس (إله) صوفيا(حكمة)، وبين أن مفاهيم هذه الفلسفة مستمدة من الفلسفية الهندية القديمة، التي تقول بها الصوفية الهندية، ومن أهم أفكارها فكرة (الحلول). ثم بين خطر هذه الفلسفة، وأشار إلى معارضتها للإسلام في أكثر من موضع: أولا: في الصلة بين الخالق سبحانه وتعالى، وبين العالم والكون. ثانيا: في إهدار المسؤولية الفردية التي تجعل الإنسان مسئولا عن عمله مسؤولية كاملة يوم القيامة. ثالثا: في إنكار البعث والجزاء، والجنة والنار، وذلك في القول بأن الإنسان خالد، وأن لمستقبله من المجد والبهاء مالا حدّ له، وأن الجزاء هو دنيوي وليس أخرويا. ثم فصل الكلام في عدة فلسفات، منها وحدة الوجود، والحلول، والاتحاد، والتناسخ، والنرفانا ( التي تعني حالة انعدام الشعور)، والإشراق. الفصل الثالث: البهائية. بين الكاتب أن الدعوة البهائية دعوة قديمة مجددة، تجمع بين الفكر الوثني الهليني، والفكر التلمودي اليهودي، والفكر الغنوصي المجوسي، وأنها واحدة من الدعوات التي ظهرت إبان الاستعمار البريطاني بهدف إسقاط فريضة الجهاد، أو تعطيلها. وعرض الكاتب لأبرز المخططات الهدامة التي يسعى البهائيون من خلالها لهدم الإسلام، منها: أولا: تأويل آيات القرآن بما يخرجها عن مفهومها. ثانيا: القول بأن الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا الزمان. ثالثا: معارضة الجهاد ومقاومته. رابعا: محاربة اللغة العربية. خامسا : ادعاء نبوة جديدة، ودين جديد ناسخ للإسلام. سادسا: دعوة السلام العام، وهي دعوة إسرائيل التي تستهدف بقاء وجودها في الأراضي العربية، ودعوة الصهيونية العالمية، بالسيطرة على العالم. الفصل الرابع: تحضير الأرواح(الروحية الحديث). بين الكاتب أنها من الدعوات الهدامة التي رُوِّج لها من قِبل الصهيونية والاستعمار، وأشار إلى أنها تقوم على عدة أسس منها: 1- وحدة الوجود( فالله والعالم شيء واحد). 2- معاداة الأديان، خاصة الإسلام، والمسيحية، وتكشف في كثير من إيماءاتها عن صلتها باليهودية التلمودية. 3- هدم الأخلاق، ونفي الاختيار، والقول بالجبر. 4- تقول هذه الفلسفة بأن الجنة والنار فكرة عقلية، أو حالة نفسية، وأن الأموات يعيشون فيما وراء الموت حياة هي نفسها حياتهم على الأرض. 5- إنكار القرآن والإنجيل. 6- محاولة التفريق بين العبادات والأخلاق. الباب الثاني : دعوات هدامة للمجتمعات والأمم. الفصل الأول: أيدولوجية التلمود. ذكر المؤلف أن المخططات التلمودية، هي أخطر ما تواجهه البشرية اليوم، حيث صيغت هذه المخططات في شكل دعوات هدامة كالماسونية، وحركات خطيرة كالصهيونية، وأساليب عمل كبروتوكولات صهيون، وبين أن هدف أيدلوجية التلمود، هو إقامة إمبراطورية الربا العالمية، وقد رسم اليهود أهدافهم بدقة خلال منفاهم في بابل منذ ألف عام تقريبا حيث أعدوا مخططا كاملا للسيطرة على العالم. وبين الكاتب أن مخططات أيدلوجية التلمود التي تقوم الماسونية بواجهة أساسية في تنفيذها لها أهداف واضحة وهي : - محاربة الأديان - تدمير القوى البشرية ومعنويات الشعوب - السيطرة على الشباب - إشعال الثورات والفتن - خلق جيل من العلمانيين - التركيز على المذاهب والفلسفات - الاختفاء وراء المسرح السياسي - بث الدعاية الخبيثة للمبادئ القاتلة للدين والأخلاق باسم المذاهب السياسية والاجتماعية والاقتصادية - التركيز على المرأة والدعوة إلى تحررها من دينها - تدمير الأسرة - مهاجمة الدعوات الوطنية من أجل تحرير الأوطان - الدعوة إلى التعليم العلماني اللاديني - توفير أسباب الفساد عن طريق الثقافة، الصحافة، الروايات ، الصور الخليعة، الأغاني البذيئة، الخرافات - جحود الخالق الأعظم - إحياء النحل والوثنيات القديمة - القول بترقي المواد من تلقاء نفسها - إعلان حرية العقل ضد سلطة الدين - تحطيم المعتقدات الإسلامية - تمجيد الغريزة - السيطرة على الصحافة والمسرح والعلم - نشر الرذائل والخمر - الغض من قدر علماء الدين- الدعوة إلى الإلحاد - الدعوة إلى الانحلال. الفصل الثاني: دعوة العنصرية. وهي من أخطر الدعوات التي قصد منها تحطيم الوحدة الفكرية التي تقيمها العقائد والأديان، والعوامل النفسية التي تجمع بين بني البشر. بدأت باستعلاء الجنس الأبيض على الأجناس الملونة، وانتهت بإثارة الأساطير التي تحاول أن تفرض تميزا خاصا للإسرائيليين وتفوقا خاصا على الجوييم أو الأميين كما تكشف البروتوكولات، وهم في نظر اليهود( العالم كله سواهم ). وقد استخدمت العنصرية في مجال الاستعمار استعمالا خطيرا، فقد حيل بها بين العرب والمسلمين أولا باسم الأجناس، ثم بين العرب وبعضهم باسم الأقلية والوطنية. الفصل الثالث: المادية. عرض الكاتب للنظرية المادية وبين أثرها في هدم الأمم والشعوب، وكذلك محاولتها السيطرة على مفاهيم الفكر والحياة والمجتمع والثقافة، في محاولة للقضاء على كل مقررات الأديان، وخلع الإنسان من كل مقررات التوحيد والأخلاق. الفصل الرابع: العلمانية. بين الكاتب أن العلمانية ظهرت في الغرب نتيجة للاتجاه الذي حملت لواءه حركة التنوير الأوربية في الفصل بين سلطة الكنيسة وسلطة الحكومة، أو إقامة أنظمة سياسية جديدة غير خاضعة لسلطة الكنيسة. ثم بين أنه لا سبيل للمقارنة بين سلطة الكنيسة التعسفية، وأحكام الشريعة الإسلامية التي جاءت لتنظم الحياة، وتوضح العلاقة بين العبد وربه، وبين الناس فيمنا بينهم. الفصل الخامس : العالمية. بين المؤلف- رحمه الله- أن دعوة العالمية استمدت وجودها من منطق مغلوط، وهو منطلق استعماري في الأساس، وهو ما أطلق عليه "رسالة الرجل الأبيض إلى العالم الملون"، والهدف الكامن من وراء هذه الدعوة هو سَوْق الناس جميعا إلى الولاء والعبودية للسيادة الغربية الحاضرة، وتذويب الفكر الإسلامي في أتون العالمية، أو احتواء مقدراته ودمجها في مفاهيم وقيم، تختلف في جوهرها عن قيم الإسلام ومصادره الأصيلة. الباب الثالث: دعوات هدامة للنفس والأخلاق. الفصل الأول: الفرويدية: الجنس- الأخلاق. بين المؤلف- رحمه الله- أن نظرية فرويد في أصلها ومصدرها لم تكن سوى "فرضية" طرحها هذا الطبيب الذي عاش عمره كله بين المرضى والشواذ والمصابين بالاضطرابات النفسية، وهم الرصيد الذي شكل من خلاله نظرياته، وكون مذهبه. وقد كانت هذه الفرضية تقول: إن دوافع الإنسان جميعا مصدرها الجنس، غير أن الطبيبين اللذين اشتركا معه في نظرية التحليل النفسي وهما : " ادلر ولونج" اختلفا معه، وعارضا وجهة نظره، ومع ذلك توارت آراء "ادلر ولونج"، واستعلت آراء فرويد ودفعت دفا شديدا إلى مجالات الدراسة في الجامعات والبحوث، رغم عدم ثبوت نظريته علميا. ويكشف أن الأمر وراءه غرضا من أغراض السياسة، وهوى من أهواء المطامع العالمية، ويزداد الأمر وضوحا إذا عرفنا أن فرويد يهودي الديانة، وقد كُشف بالمقابلة العلمية أن كل أصول فرويد مصدرها التلمود. الفصل الثاني: الوجودية. بين الكاتب أن الوجودية تدور حول عدة مفاهيم، وتتلخص هذه المفاهيم في عدة صيحات منها: - أن الحياة بلا معنى ولا هدف - أن العالم وجد كي يموت فيه الإنسان - أن الإنسان محكوم عليه بالقلق - ما دمنا سنموت فليس لأي شيء معنى - أن اليوم كالغد ، والغد كبعد غد ، وأنه لا طعم لشيء ، ولا لذة لشيء، ولا أمل في شيء، ولا يأس من شيء - وأن هذا العالم وجد بلا داعي، ويمضي لغير غاية. وأشار إلى أن أخطر ما في هذه الفلسفة هي دعوتها إلى نفي الألوهية، وإلى عبادة الذات، كما تدعو الإنسان إلى أن يستمتع بوجوده كل الاستمتاع، ويطلق الحرية لنفسه، وأشار الكاتب أيضا إلى أن قادة الوجودية كانوا جميعا من الشواذ، وكانت حياتهم الخاصة مليئة بالاضطرابات. الفصل الثالث: الهيبية. بين الكاتب أن هذه الدعوة هي آخر ثمرات التطور الذي بلغته المجتمعات المعاصرة في طريقها الذي اختطته في ظل المذاهب المادية، وبين أن جماعات الوجوديين، قد تحولت بالهيبية إلى جماعات الهروب من الواقع إلى السلبية والعنف عن طريق العقاقير المخدرة. الباب الرابع: دعوات هدامة للفكر والثقافة. الفصل الأول: الدعوة إلى إحياء ما قبل الإسلام. أشار المؤلف إلى أنه قد تجددت في السنوات الأخيرة الدعوة إلى إحياء ما قبل الإسلام من مذاهب ونحل، وجرى البحث حول تكتيل الجهود لإبراز معالم هذا التاريخ، ومحاولة خلق تراث فكري، أو أدبي لهذه المحاولات، ومن هذه الدعوات: الوثنية، الجاهلية، الإقليمية، الفرعونية، الفينيقية. الفصل الثاني: الإسرائيليات. بين الكاتب أن الإسرائيليات كانت من أخطر التحديات التي واجهت الإسلام والفكر الإسلامي والثقافة العربية، وهي إضافات خطيرة، ونظريات زائفة مستمدة من نصوص قديمة، وثنية ومجوسية، ومن نصوص يهودية ونصرانية. الفصل الثالث: التغريب. الاستشراف والتبشير. أوضح الكاتب أن الهدف الرئيس من الحركات التغريبية هو التفرقة بين قيم الإسلام المتكاملة ، وبين حياة الناس ومعاملاتهم، وتم هذا الطرح عبر عدة آليات منها: * التبشير - الاستشراق - الشعوبية الفصل الرابع: إحياء الهلينية. كشف المؤلف في هذا الفصل عن أن محاولة إغراق الفكر الإسلامي والثقافية العربية بموج متلاطم من مترجمان اليونان والإغريق، كان من أخطر المحاولات التي جرت في ظل نفوذ الاستعمار لإحياء الهلينية. وقد حدث ذلك عن طريق تيار تغريبي حاول بعث هذا التراث وفرضه على الأدب العربي والفكر الإسلامي، زاعمين أن الثقافة اليونانية هي أصل الثقافات، وقد استطاعت مدرسة الأصالة التي انبثقت من حركة اليقظة العربية الإسلامية أن تكشف هذا الزيف، وترد الأمور إلى حقائقها. الفصل الخامس: الدعوة إلى العامية. بين الكاتب في هذا الفصل الدعوة التغريبية التي حاول المستعمر من خلالها طمس معالم اللغة العربية، عن طريق فرض اللهجات العامية بديلا عن الفصحى، ومحاولة خلق أي تراث فكري من هنا وهناك، بجمع الأزجال والأشعار، لخداع الناس، وإيهامهم بأن العامية ليست لهجة من اللغة العربية، بل هي لغة مستقلة. في النهاية ليس هذا إلا طرحا مبسطا لبعض مما في هذا الكتاب من دراسات في غاية الأهمية وتحتاج بالفعل إلى مزيد من الدراسة والتعمق فيما حواه هذا الكتاب من تنبيه خطير بعرض تلك المبادئ الهدامة التي استهدف بها ديننا وفكرنا وثوابتنا العقدية . ملحوظة أخيرة لا ينصح بقراءة هذا الكتاب ومثله إلا لمن تعرف على أصول دينه حق المعرفة كي لا يدخله فضوليا ويخرج منه متحيرا لقلة بضاعته
عرض : ( مركز التأصيل للدراسات والبحوث ) نقل : ( عوض سيداحمد عوض ) mailto:[email protected]@yahoo.com
.............والى الكتاب رقم (21)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب رقم (21)
اسم الكتاب : " الناس على دين دساتيرهم " اسم المؤلف : " محمد بن المختار الشنقيطى " نبذةعن المؤلف : هو أحد طلاب العلم الشرعى كمعظم الشناقيط فى مورتانيا مما جعل اسماء كثير من علمائهم تتشابه , فقد درس مثل غيره على بعض الشيوخ أولا ,ثم تخصص في الشريعة الإسلامية في مرحلة البكالوريس ليكون تخصصه الدقيق في الدراسات العليا في تاريخ الأديان، وهو حاصل على شهادتي بكالوريس، وشهادتي ماجستير، و دكتوراة , وهو باحث أكاديمى , وشاعر ومحلل سياسي , ذو إطلاع على تراث الفكر الإسلامي، ومجالات التجديد , عبر عنها بصورة واضحة و وصريحة , فى كتابه هذا محل العرض , مما جعل اجتهاداته العظيمة هذه , محل انتقاد , يصل الى حد الرفض من بعض العلماء , الذين أبدوا عدم رضائهم لما طرحه من اجتهاد فى هذا المجال . والى عرض الكتاب , يقول المؤلف : نشأ الفقه السياسي الإسلامي مطبوعا بطابعين يحسن فهمهما : أولهما : أنه ينتمي إلى عالم الإمبراطوريات لا عالم الدول. وقد لاحظ الفيلسوف الألماني هيغل أن "المواطن الحر الوحيد في الإمبراطورية هو شخص الإمبراطور".
لذلك لا عجب أن كان تركيز فقهائنا في الماضي على هذا "المواطن الحر" وما يتسم به من صفات -أهمها الإسلام- أكثر من تركيزهم على ركام العبيد المحيطين به. وثانيهما : أن العقد الاجتماعي الذي انبنت عليه الإمبراطوريات القديمة، ومنها الإمبراطوريات الإسلامية المختلفة (أموية وعباسية وعثمانية) تأسس على قانون الفتح وأخوة العقيدة لا على المساواة بين مواطنين أحرار، كما هو الحال في الديمقراطيات المعاصرة. فالإمبراطوريات تتوسع باستمرار، ولا تثبت حدودهاإلا حيث تقف (أو تهزم) جيوشها. والفاتحون هم من يملك حق الحكم السياسي، أما الشعوب المغلوبة فأمامها أحد خيارين، إما أن تباد أو تُستعبَد دون أمل في تغيير وضعها إلى المساواة مع الشعب الفاتح (كما هو الغالب في الفتوحات الرومانية والمغولية القديمة)، وإما أن تُمنح مواطنة من الدرجة الثانية مقابل ضريبة مالية، مع فتح الباب لها للمساواة إذا اعتنقت ديانة الشعب الفاتح (كما هو الحال في الفتوحات الإسلامية). وربما يستثير هذا الكلام عن الفتوحات الإسلامية بعض من اعتادوا التمدح بالتاريخ من الذين يخلطون بين صورته وعبرته. والحق أن المسلمين كانوا أرحم الفاتحين في العصور الوسطى، كما شهد بذلك العديد من المؤرخين الغربيين المنصفين، مثل الفرنسي "غوستاف لوبون" في كتابه "حضارة العرب" La Civilisation Arabe، لكن هذا الحكم يجب أخذه في سياقه الزمني، فهي رحمة نسبية مقارنة مع توحش الفاتحين الآخرين الذين أبادوا أمما بالكامل.
لكن الإمبراطورية الإسلامية –شأنها شأن كل إمبراطورية- لم تتأسس على عقد اجتماعي يسوي بين مواطنيها، وما كان فيها من تسامح ديني وسياسي –يستحق الفخر والإشادة في سياقه التاريخي- ليس قريبا مما نطمح له اليوم من تحقيق مفهوم المواطنة المعاصر. ملاحظة : ( قد يكون هدا صحيح لو أخدناه فى سياقه التأريخى , ... ولكن تعاليم ديننا الحنيف شىء وما تم ممارسته خلال هده الحقب شىء آخر , وهو الأمر الدى يجب أن يكون دائما فى الاعتبار ) " انظر صفحة (3) بعد " الجغرافيا والعقد الاجتماعي الجديد : إن بناء الدول على أساس من قانون الفتح والتضامن العرقي (كما كان الحال في الإمبراطورية الرومانية والمغولية)، أو على قانون الفتح وأخوة العقيدة (كما كان حال الإمبراطورية الإسلامية) لم يعد مناسبا أخلاقيا، ولا ممكنا عمليا. فالدولة المعاصرة لا تتأسس على الاشتراك في الدين أو العرق، بل على أساس الجغرافيا. وإذا تحدثنا بلغة الفقهاء فيمكن أن نقول إن العقد الاجتماعي الجديد هو عقد ملكية عقارية، ولكل شريك في هذا العقد حق الانتفاع بالعقار، وحق الشفعة، وحسن الجوار، وعليه واجبات الصيانة، والدفاع، وإعادة البناء. وليس اختلاف العقيدة أو العرق بمؤثر على هذه الحقوق والواجبات. فما يجمع بين كل الدول المعاصرة هو هذه الأولية لعامل الجغرافيا على العوامل الأخرى التي كانت أساس العقد الاجتماعي في الإمبراطوريات القديمة، مثل الاشتراك في المعتقد أو العرق. واللافت للنظر أن العقد الاجتماعي الجديد المؤسس على الجغرافيا أكثر انسجاما مع التجربة الإسلامية الأولى في المدينة على عهد النبوة، وهي تجربة سابقة على العصر الإمبراطوري في التاريخ الإسلامي، وأوْلى بالاعتبار مصدرا للأخلاق والقوانين السياسية الإسلامية.
فحينما أسس النبي صلى الله عليه وسلم أُولى دول الإسلام في المدينة، كان من بين مواطنيها مسلمون ويهود. وقد منحت الدولة الجديدة اليهود حرية الديانة وكامل المواطنة، لأنهم أعضاء مؤسسون في العقد الاجتماعي الذي قامت على أساسه الدولة، ولم تأخذ الدولة من اليهود ضريبة الجزية التي أخذها المسلمون من المواطنين غير المسلمين فيما بعد. والمتأمل في دستور الدولة النبوية يجد قبولا بتعدد الهوية، وإقرارا بالمعاني المتعددة لمفهوم الأمة، فهو يؤسس للأمة الاعتقادية التي ينتمي إليها كل المسلمين داخل المدينة وخارجها، والأمة السياسية التي يدخل فيها المسلم وغير المسلم على قدم المساواة.
لذلك نصت الوثيقة على أن : " يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم" (المادة 25)، ثم عممت الوثيقة هذا الوضع ليشمل جميع القبائل اليهودية بالمدينة (المواد 25-35). فدستور المدينة جعل كلا من المسلمين واليهود أمة بالمعنى الاعتقادي، لكنه دمجهما في أمة سياسية واحدة تجمع بينها الجغرافيا والحقوق السياسية. ومن هذه الحقوق والواجبات السياسية أن "اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين" (المادة 24) وأن "بينهم النصر على مَن دهم يثرب" (المادة 44) وأن "بينهم النصر على مَن حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبرَّ دون الإثم" (المادة 37).
وهذا تقنين عادل واعتراف بالهوية المتعددة لمواطني الدولة الواحدة، كما أنه اعتراف بأن الأخوة بين البشر أوسع من انتمائهم الاعتقادي، وبأن انتماءهم الاعتقادي أوسع من هويتهم الوطنية والقومية. وفي هذا عبرة عميقة إذا وعيناها فستكون خير عون لنا على ترتيب العلاقة بين العروبة والإسلام، وبين المواطنين المسلمين والمواطنين غير المسلمين في الدول العربية المعاصرة. ولاية غير المسلم رئاسة الدولة : تشترط العديد من دساتير الدول العربية أن يكون رأس الدولة مسلما. وهو أمر يثير إشكالا حول المساواة السياسية بين المواطنين، والأهم من ذلك أنه يجعل أساس العقد الاجتماعي التي تتأسس عليه الدولة العربية المعاصرة ملتبسا. وقد تتبعت جذور هذا الرأي في التراث السياسي الإسلامي، فوجدت أنه رأي فقهي مبني على مصلحة حقيقية في عصر الإمبراطوريات، حينما كان الناس على دين ملوكهم، ..... لكنه ليس مبنيا على نص من الوحي الإسلامي. والآية التي كثيرا ما يستشهد بها القائلون بهذا الرأي استشهادا متعسفا : " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " (سورة النساء، الآية 141) لا صلة لها بالموضوع، إذ هي تنتمي إلى الخطاب القدَري لا إلى الخطاب الشرعي. ولو عاش فقهاؤنا المعاصرون في عصر الماوردي أو ابن تيمية لما أخذتُ عليهم الأخذ بهذا المذهب السياسي على أي حال، فديانة رأس الدولة في الإمبراطوريات القديمة هي التي تحدد ديانة الدولة والشعب. لكننا لم نعد نعيش في عصر إمبراطوريات، ولم يعد من الخطر على الإسلام أن يكون رأس الدولة غير مسلم، لأن علاقة الدولة بالدين يحددها الدستور، , لا عقيدة الرئيس أو ذوقه الشخصي. والناس اليوم على دين دساتيرهم , لا على دين ملوكهم. , وليس ما حقق المصلحة في القديم بمحقق لها في عصرنا بالضرورة , بل إن العدل والمصلحة يكمنان اليوم في بناء دول ديمقراطية حرة يستوي فيها مواطنوها بغض النظر عن المعتقد والعرق. ومن المؤسف أن الفكر السياسي الإسلامي المعاصر لم يحسم هذا الأمر حتى الآن، رغم المحاولات الخجولة هنا وهناك, وإليكم الأمثلة: أولا: كتب الإمام الشهيد حسن البنا في (رسالة التعاليم) المطبوعة ضمن مجموعة رسائله : "والحكومة إسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين مؤدين لفرائض الإسلام، غير مجاهرين بعصيان، وكانت منفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه. ولا بأس أن نستعين بغير المسلمين عند الضرورة، فى مناصب غير الولاية العامة". ونسي الإمام البنا أن المواطن غير المسلم ليس عنصرا خارجيا غريبا يستعان به فقط "عند الضرورة" ...... بل هو عضو مؤسس العقد الاجتماعي التي تقوم عليه الدولة المعاصرة , وشريك أصيل في بنائها، وهي ليست دولة فتوح ينقسم مواطنوها إلى فاتح منتصر , ومغلوب خانع، كما كان الحال في الماضي . ثانيا: كتب الشيخ العلامة يوسف القرضاوي في كتابه (غير المسلمين في المجتمع المسلم) : " ولأهل الذمة الحق في تولي وظائف الدولة كالمسلمين، إلا ما غلب عليه الصبغة الدينية كالإمامة ورئاسة الدولة والقيادة في الجيش، والقضاء بين المسلمين، والولاية على الصدقات، ونحو ذلك". وزاد الشيخ الكريم في كتابه (الدين والسياسة) : "وما عدا هذا المنصب الحساس [رئاسة الدولة] فالمجال مفتوح لغير المسلمين في كل ما يُحصِّلون شروطه، ويمتلكون مؤهلاته، ومن ذلك منصب الوزارة كما ذكر الإمامان: أبو الحسن الماوردي، وأبو يعلى الفرَّاء في (الأحكام السلطانية) من تولي أهل الذمة وزارة التنفيذ، وهناك بعض الوزارات لها حساسيات واعتبارات معيَّنة، مثل: وزارة الدفاع ووزارة الداخلية...". وهذا اعتماد من الشيخ -وهو المجتهد المجدد- على الفقه القديم دون تدقيق مؤصِّل، وتوسيع لمفهوم الوظائف الدينية دون دليل. ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى الخروج من طوق الفقه السياسي القديم وفهم سياقاته التاريخية الموجِّهة، وبناء فقه سياسي جديد يعتمد روح الوحي وحاجة العصر. ثالثا: كتب الشيخ راشد الغنوشي في كتابه (الحريات العامة في الدولة الإسلامية) : " فالجميع [جميع الفقهاء] متفقون على أن الحاكمية العليا هي الشريعة، وأنه لا تجوز ولاية غير المسلم على المسلم وخاصة في بلد غالبيته إسلامية". وفي موطن آخر "وليس أمام غير المؤمنين بالإسلام إلا أن يسلموا ليتمتعوا بالحقوق العامة للمواطنة، ومنها الارتقاء إلى حق رئاسة الدولة الإسلامية أو رئاسة مجلس الشورى أو قيادة الجيش أو رئاسة مجلس القضاء الأعلى مثلا" أما نقل الشيخ الغنوشي اتفاق فقهاء الماضي على رفض ولاية غير المسلم رئاسة الدولة فنقل صحيح، لكن اتفاقهم كان مبنيا على مصلحة في العصر الإمبراطوري، وليس مستمدا من نص في القرآن أو السنة حتى نجعل منه دينا. وأما اشتراطه الإسلام للحصول على كامل الحقوق السياسية فتحكُّم لا ينسجم مع مفهوم العدل الإسلامي الذي يشمل المسلم وغير المسلم على حد السواء "وأمرت لأعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم" (سورة الشورى، الآية 15) ضحايا للظلم ومسوغون له : فهذه الأمثلة الثلاثة تدل على أن بعض العُقَد النظرية في فقهنا السياسي تحتاج إلى حل، ومن دون ذلك لن يكون طريق المستقبل أمامنا سالكا. ومما يبشر بالخير أن صحوة خجولة بدأت بالفعل في هذا الاتجاه , فالشيخ الغنوشي تخلى عن رأيه في كتابه المنشور في الثمانينيات، وأصبح من القائلين بالمساواة السياسية الكاملة بين المسلم وغير المسلم، والشيخ القرضاوي لم يعد يرى بأسا في ترشح القبطي لرئاسة مصر (حسب ما ينقل عنه فهمي هويدي ضمن تعليقه على البرنامج السياسي للحزب الذي تقدم به الإخوان المسلمون بمصر عام 2007، (الشرق الأوسط 02/10/2007))، وقد قبل تولي المرأة رئاسة الدولة في رمضان الماضي. ود. محمد عمارة يرى أنه "يمكن التفكير بأن تكون المرأة أو غير المسلم على رأس الدولة" بناء على الفارق النوعي بين الدولة القديمة والحديثة. لكن هذه الصحوة الخجولة تحتاج إلى تثبيت وتأكيد بأصوات لا تخشى تديُّن العوام، ولا سطوة الفقهاء.. أصوات تؤمن بأن جوهر الإسلام هو القيام بالقسط ، وأن أساس التدين الصادق هو حرية الفرد لا سطوة الدولة وليس يعني هذا أن العلمانية الغربية هي الحل لعقدنا السياسية الحالية، بل الحل هو الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية. وكل إحلال للقوانين الأوروبية محل الشرع الإسلامي لن ينجح دون قهر لأغلب المواطنين. وإذا كنا ضد قهر الأقليات غير المسلمة والتحيز ضدها، فنحن ضد قهر الأغلبية المسلمة أو مصادرة خيارها من باب أولى. لكن المرجعية الإسلامية تحتاج إلى من يميز بين الوحي والتاريخ، ليقدمها للناس مصدرا للمساواة والبر والقسط. أما من يرتهن لصور تاريخية عتيقة، ويريد صياغة الكون على مقاسها، فهو لن يقيم دولة القسط مهما يبذل من جهد أو يقدم من تضحيات. إن القرآن الكريم يعلمنا أن غاية كل الرسل والرسالات هو القيام بالقسط : " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" (سورة الحديد 25). والعدل قيمة مطلقة وقانون أزلي لا يَخرمه اختلاف المعتقد أو الأوطان أو الأجناس، كما أكد ابن تيمية ببلاغة في قوله " : إن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال، والظلم محرم مطلقا لا يباح بحال" )ابن تيمية: منهاج السنة 5/126(.
فمن التناقض الأخلاقي والمنطقي أن ندعو إلى دولة الحرية والمساواة والعدل، ونحن نحرم مخالفينا في المعتقد أو العرق أو الوطن من هذه القيم. وقد لخص الأستاذ فهمي هويدي المفارقة التي يعيشها بعض الإسلاميين في هذا المضمار -ضمن مقاله المشار إليه آنفا- فكتب أن "الإخوان في البرنامج بدوا ظالمين ومظلومين في الوقت ذاته" فإلى متى نظل أول ضحايا الظلم وأكبر المسوغين له؟
نقل / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............... والى الكتاب رقم (22)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم (22)
اسم الكتاب : " أخلاقيات الحرب في الإسلام " اسم المؤلف " د. جعفر عبد السلام " نبذة عن الكاتب : ينتسب الدكتور جعفر عبدالسلام، نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا، إلى أسرة أزهرية عريقة، وله العديد من الكتب والمؤلفات في مجال العلوم الإسلامية. ويتولى حاليا منصب الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، وهي إحدى المؤسسات الدولية العاملة في مجال الدعوة وتصحيح صورة الإسلام فى الخارج" .................. والى الموضوع :
واذا كانت المجازر التي تحدث في غزة, وأنهار الدماء التي تسيل هناك, علي مرأى ومسمع من العالم كله, قد كشفت عورات عقيدة العدو التي أدمنت سفك دماء الشعب الأعزل, وجعلت من سفك دماء الفلسطينيين ـ كما يقول حاخاماتهم ـ طريقا إلى دخول الجنة.. وإذا كان واقع العدو في غزة ينطلق من عقيدة الغدر والخداع والغرور وسفك الدماء, وحرق الأشجار والمزروعات, وتدمير الجسور والطرق, وتبوير الأراضي, والقضاء التام علي البنية التحتية, وهدم المساجد علي رءوس المصلين, والتفنن في قتل الأطفال والنساء, وهي ديدنهم وحالهم.. فماذا عندنا نحن المسلمين؟ عندنا أخلاقيات سامية للحروب, أمرنا بها ربنا سبحانه, ونظمها رسوله القائل: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وأخلاقيات الحرب لا تختلف عن الأخلاق بشكل عام. عندنا في عقيدتنا نحن المسلمين قول الله تعالي: " لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" المنظم للعلاقات بين المسلمين وغيرهم.. وعندنا " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ"، وفي معرض أخلاقيات القتال بين المسلمين والمشركين, والذي استغرق جزءا كبيرا من سورة الأنفال, نجد قوله تعالي: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ", وعندنا: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، عندنا في الآثار الإسلامية: " الآدمي بنيان الله ملعون من هدمه", وقوله عليه السلام لقادة الحرب: " اغزوا باسم الله وفي سبيل الله, قاتلوا من كفر بالله,اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا", وقول أبي بكر الصديق الخليفة الأول للرسول عليه السلام, موصيا جنوده وعساكره: ألا يخونوا ولا يغدروا ولا يغلوا ولا يمثلوا ولا يقتلوا طفلا أو امرأة أو شيخا, وألا يحرقوا نخلا ولا يقطعوا شجرة, ولا يذبحوا شاة ولا بعيرا إلا لمأكله, وقال لهم: إذا مررتم بقوم تفرغوا للعبادة في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.. لقد أوجب الإسلام علي المسلم احترام النفس البشرية في كل الأوقات وفي كل الأحوال, سواء في السلم أو في الحرب, فالإسلام لا يرفع حصانة النفس البشرية إلا لأسباب واضحة, والقرآن الكريم يقرر هذه الحصانة في العديد من آياته, ومنها: قوله تعالي: "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ" وقد تجلي موقف الرسول صلي الله عليه وسلم من احترام الإنسان وعدم الإفساد في الحرب في فتح مكة, عندما سمع سعد بن معاذ يقول: اليوم يوم الملحمة, اليوم تستباح الدماء, فقد أخذ الراية من يده وأعطاها لولده, وأكد أن الحرب لا تستباح فيها الدماء إلا لضرورات.. بل إن الإسلام يأمر أتباعه ليس باحترام النفس الإنسانية فقط , بل يأمرهم باحترام الحيوان الأعجم, والنبات وشتي مفردات الطبيعة والكون, وحتى الجماد.. وهذا ما تجلى واضحا في غزوات الرسول عليه السلام, وأتباعه من بعده والمتتبع لغزواته صلي الله عليه وسلم يدرك تماما أنه صلى الله عليه وسلم ما حارب أحدا لم يعتد عليه. وأن حروبه وغزواته كانت حروبا دفاعية مشروعة لرد العدوان ودفع الظلم والاضطهاد, وتأمين حرية العقيدة والدعوة. وعلي الرغم من دخوله مضطرا في هذه المعارك, إلا أنها جميعا كانت كلها تنبيء عن كريم خصاله وجليل سجاياه. إن الإسلام يأمر المسلم والدولة الإسلامية, بأن يكونوا إيجابيين مع غيرهم, متعاونين علي البر والتقوى, ويقرر القرآن الكريم, هذا الواجب العام, بقول الله تعالي " وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا" إذا كان المستغيث بالمسلمين دولة مظلومة, تصبح هذه المساعدة واجبة, لقوله تعالي: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ" وهكذا فقد جاء الإسلام بالأخلاقيات التي تضبط سلوك المقاتلين, والتعامل مع ضحايا الحرب.
نقل / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
............... والى الكتاب رقم (23 )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: بريمة محمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رقم الكتاب (23)
اسم الكتاب : "فهوم الدولة في الإسلام وإشكاليات المفاهيم الغربية " اسم المؤلف : " أبو اسماعيل حاتم الحاجرى " ________________________________________ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسَلين وخاتَم النبيين، وبعد،
احتدم النقاش حول الدولة الدينية والدولة المدنية، وفي بداية الأمر تم تقديم الدولة المدنية على أنها المقابِلة للدولة العسكرية، ثم تغيَّر الطرح فأصبحت الدولة المدنية هي المقابِلة للدولة الدينية، حيث أعرب الكثير مِن المنتمين للتيارات الليبرالية والعَلمانية عن دعوتهم إلى أنْ تكون الدولة مدنية لا مرجعية للدين فيها، فلا دخل للدين في السياسة بزعمهم. وتم الترويج للدولة المدنية على أنها رمز للتحرر والتقدم والحداثة، أما الدولة الدينية فهي رمز للتسلط والطغيان والجمود، وكأنَّ البشرية لم تعرِف في تاريخها إلا هذين النموذجين،وغاب نموذج الدولة الإسلامية عن أي طرح. وفات أولئك أنْ يفتشوا في تاريخهم، وأنْ يرجِعوا إلى أُصولهم وهُويتهم، ونسوا أو تناسوا أنه لا سبيل للنجاة إلا بالاعتصام بكتاب الله وبسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• اختلاط المفاهيم : بدا مِن الواضح أنه هناك خلطٌ بين بعض المفاهيم المتعلقة بالدولة لدى كثيرٌ مِن المسلمين، وذلك بسبب وقوعهم في تأثير بعض النظريات الغربية التي تُخالِف نصوص كتاب الله تعالى، وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم، أو تُخالِف أصلاً مِن أصول الدين أو على الأقل، متابعتها قَبْل التثبُت ومراجعة أصول الإسلام ومقرراته وأحكامه، فنجِد أنَّ بعض الكُتَّاب يُسَوِّق الرأي الغربي، أو النظرية وكأنها هي الأصل)) [الاتجاهات العَقلانية الحديثة – أ.د. ناصر العقل (ص435)]. فَعَلَت الأصوات المنَفِّرة مِن الدولة الدينية، المطالِبة بدولة مدنية وديموقراطية، دون الإلمام الكامل بمعاني هذه المصطلحات أو نشأتها. وتعددت التفسيرات والتأويلات لمصطلحات الدولة المدنية والديموقراطية والدولة الدينية، مما استلزم الرجوع لأصول تلك المفاهيم والمصطلحات لمعرفة المقصود الحقيقي منها، وماذا أراد بها مَن أطلقها، ثم الحُكم بعد ذلك بمدى موافقتها للشريعة الإسلامية، وبمدى حاجتنا إلى استخدامها، وهل لدينا ما يغنينا عنها أم لا.
• جولة مع المصطلحات :
الدولة المدنية: وهي التي يكون القائمين على الحُكم فيها لا يمثلون رجال الجيش ولا رجال الدين. فالحكومة المدنية هي المقابِلة للحكومة الدينية، أو حكومة الإله... وهي وسيلة الأُمة –بخلاف العسكر- لفرض القانون والنظام، وتُستخدَم للتفريق بين السلطة الدينية والسلطة اللادينية، أو السلطة العَلمانية)) [الحكومة المدنية: نشأتها، ومهمتها، ومصيرها "دافيد ليبسكوم".
الدولة الديموقراطية: حيث تكون السلطة العليا في الدولة، تحت سيطرة، ومِلكاً للشعب، حيث يمارس الشعب تلك السلطة بطريق مباشر، أو بطريق غير مباشر عبر نظام تمثيلي عادةً ما يتضمن انتخابات حرة " الموسوعة البريطانية (Democracy)]."
الدولة الدينية: أما الدولة الدينية، فلا تجد مَن يتكلم عنها الآن إلا ويذكر نموذجين فقط؛ النموذج الأول: دولة الثيوقراط، والنموذج الثاني: دولة ولاية الفقيه. - أولاً : الدولة الثيوقراطية : وهي الدولة التي يُعتبَر فيها الإله هو الحاكم المدني الأعلى وتحكُم فيها السلطات الدينية ممثلةً له) قاموس الورلد بوك(. وكان هذا النموذج مِن الحُكم هو السائد في أوروبا في القرون الوسطى، حيث كانت الكنيسة مارداً جباراً وطاغوتاً جائراً يملك كل مقومات البقاء ولوازم الاستبداد، ويُريد أنْ يُسيطر على كل شيء ويُسَيِّر كل شيء وفق إرادته وهواه. ولم تدع الكنيسة جانباً مِن جوانب الحياة دون أنْ تمسكه بيدٍ مِن حديد وتغله بقيودها العاتية، فهيمنت على المجتمع مِن كل نواحيه الدينية والسياسية والاقتصادية والعلمية، وفرضت على عقول الناس وأقوالهم وتصرفاتهم وصاية لا نظير لها البتة. وإنَّ التاريخ ليفيض في الحديث عن طغيان الكنيسة ويُقَدِّم نماذج حية له في كلِ شأنٍ مِن الشؤون (العَلمانية : نشأتها وتطورها وأثرها في الحياة الإسلامية المعاصِرة – د. سفر الحوالي (ص127)
هذا في الوقت الذي كانت فيه الدولة الإسلامية حاملةً لشُعلة الحضارة والتقدم في العالم. فـى الأقطار التي لم يشملها نور الإسلام – لا سيما في أوروبا الهمجية – ظلت ترزخ تحت نير الطغاة، وظل الفرد الأوروبي عدة قرون يعبد الاهين مِن البشر: (الامبراطور) و (البابا.) الأول يدَّعي أنَّ له الحق في حُكم الناس وفق مشيئته ويخضعهم لهواه، والثاني يُبارِك خطواته ويُلزِم الشعب بطاعته لأنَّ ذلك يأمر به الله وتمليه السماء (العَلمانية: نشأتها وتطورها وأثرها في الحياة الإسلامية المعاصِرة – د. سفر الحوالي (ص216 ) )
- ثانياً : ولاية الفقيه : كما هو الحال في الدولة الصفوية بإيران، حيث يرى الشيعة الإثنى عشرية وجوب عصمة الإمام، بحيث يحصُل للمكَلَّفين القطع بأنه حُجَّة الله، وأنَّ قَوْلُه قَوْلَ الله تعالى وقَوْلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحُكمُه وجوب طاعته والتسليم له ( مع الإثنى عشرية في الأصول والفروع – أ.د. علي السالوس (ج1/ص284) ) .
وفي زمن الغيبة، يكون رجال الدين هم وكلاء الإمام الغائب إلى أنْ يخرج مِن السرداب.
( وكِلا النموذجيَن يخالِف ويغاير مفهوم الدولة الإسلامية عند أهل السُّنَّة والجماعة. )
• مفهوم الدولة في الإسلام : الدولة الإسلامية تختلف في الهدف، والوظيفة، ومصدرية التشريع، والشمولية، عن غيرها مِن النماذج البشرية الوضعية التي شهدها التاريخ الإنساني.
وظيفة الدولة الإسلامية : الوظيفة الرئيسية للدولة الإسلامية هي إقامة الدين وسياسة الدنيا بالدين، ففي الإسلام وظيفة الدولة القيام على الدعوة الإسلامية، وإقامة الشريعة الإسلامية، وقيادة الأُمَّة وفق هذه الشريعة ( نحو ثقافة إسلامية أصيلة – أ.د. عمر سليمان الأشقر (ص ) 349)
مصدرية التشريع في الدولة الإسلامية : تقوم الدولة في الإسلام على تشريع رباني المصدر، وبالتالي فهو تشريع معصوم لأنه مِن لدن العليم الخبير. فـ إنَّ الدَّوْلة الإسلامية تجعل دستورها مُسْتَمَدَّاً مِن كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتستمِد منهما أُمهات الأخلاق وأساسيات العقائد، فهو قانونهم الأكبر الذي ترجع إليه كل القوانين الفرعية. إنَّ مِن أهداف مرحلة التمكين وضع نظام نابع مِن الإسلام ومصادر الشريعة، يتناول كل مناشط حياة الناس الفردية والعامة
( فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم – د. علي الصلابي (ص440 ) ).
والحُكم في الدولة الإسلامية نابع مِن شرع الله، فـ إنَّ المُسْتَنَد القانوني للحُكم في الدولة الإسلامية هو الإسلام، فالقوانين التي تحكُم في الدولة الإسلامية هي مِن عند الله، وإطاعتها على ذلك واجبٌ لا بُدَّ منه، والإنسان تطمئن نفسه إلى طاعة ربه وخالقه، بقدر ما تنفر مِن طاعة قوانين بشر مثله
( نحو ثقافة إسلامية أصيلة – أ.د. عمر سليمان الأشقر (ص347) ) .
الدولة الإسلامية لا تفصل بين الدين والسياسة : وهذا يختلف عما يدعو إليه العَلمانيون مِن الفصل بين الدين والدولة، وبخلاف الدولة المدنية التي لا دخل لحُكم الدين في شؤونها، فالله شَرع الأحكام التي تُنظم المجتمع الإسلامي، وطالَب المسلمين بتنفيذ هذه الأحكام، ومعاقبة المتمردين على تلك الأحكام، بإقامة الحُدود والقَصاص مِن المعتدين، وكل ذلك يحتاج إلى سلطة سياسية)) نحو ثقافة إسلامية أصيلة – أ.د. عمر سليمان الأشقر (ص343)]، وتلك السلطة السياسية هي الدولة الإسلامية. والشريعة الإسلامية حددت ملامح الحُكم في الدولة، فـ((إنَّ الدستور الإسلامي للدولة الصالحة يشتمل على قواعد ونُظُم تقوم بتوضيح نظام الحُكم، وتنظيم السلطات العامة وارتباط بعضها ببعض، وتحديد كل سُلطة مِن السلطات الثلاث، التشريعية والقضائية والتنفيذية، بكل دقة ووضوح، وتوضيح حقوق الأفراد على الدولة وواجباتهم نحوها، والحقوق بكل تفصيلاتها معنوية ومادية، وكذلك الواجبات والالتزامات، ووضع القوانين المفَصِّلة للدستور)) [فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم – د. علي الصلابي (ص443)]. والدولة في الإسلام مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة، فـ((إنَّ أجيال المسلمين في الماضي البعيد والحاضر القريب، توقِن إيقاناً راسخاً بأنَّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين دولة الإسلام وعقيدة الإسلام، فقُوَّة الدولة رفعة للعقيدة وحماية للعقيدة. ومما يدُل على عُمق الشعور بالارتباط بين الدولة والعقيدة لدى جماهير المسلمين خلال التاريخ الإسلامي أنه – وكما هو موجود بكثرة في كُتُب الحديث والسِيَر والتاريخ – كان علماء المسلمين وقُوَّاد جيوشهم وأفاضل كل عصر، إذا بايعوا الخليفة (منذ عهد أبي بكر فمَن بعده) يبايعونه على كتاب الله وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فربطوا البيعة بالكتاب والسنة لتظل الدولة قائمةٌ عليهما، ولتستمد بقاءها ومبرر وجودها مِن الحفاظ عليهما)) [فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم – د. علي الصلابي (ص436)].
هل هناك فَرْق بين الدولة الإسلامية والدولة الدينية الثيوقراطية؟: يختلف مفهوم الدولة في الإسلام عن مفهوم الدولة الدينية الثيوقراطية التي عرفها الغرب في عصور الظلام. وأوجه الخلاف نذكر منها:
نظام الحُكم : في الدولة الدينية الثيوقراطية، نظام الحُكم ديكتاتوري، والحُكم الإسلامي بريء مِن الديكتاتورية التي تجعل الحاكِم إلهاً لا يُسأَل عما يفعل وتجعل قولَه القَوْل , وحُكمَه الحُكم ، الحاكم في الإسلام مُقَيَّد بالشرع محاسَب على أفعاله عند المسلمين)) [نحو ثقافة إسلامية أصيلة – أ.د. عمر سليمان الأشقر (ص345)].
الحاكِم : الحاكم في الدولة الإسلامية مثله مثل المحكومين في الخضوع لحُكم الشرع، والمحكومون لهم الحق في محاسبة الحاكم إنْ خالف الشرع أو إنْ قَصَّر في أداء الدَّوْر المنوط به. أما في الغرب، كان الملوك يستعبدون الناس لأنفسهم زاعمين أنَّ لهم سلالة عرقية خاصة أسمى مِن العنصر البشري المشترك، وغلا بعض الطواغيت وادعى أنه إلاه أو مِن نسل الآلهة كما فعل أباطرة الروم، ولم يكن ليدور في خلد أي منهم أنَّ للأُمَّة عليه واجبات وحقوقاً، وأنَّ الكرسي والمنصب تكليف لا تشريف، بل كانوا يرَوْن أنَّ ما تقدمه لهم الأُمَّم مِن مراسم الخدمة والولاء والخضوع المذِل والتضحية بالنفس والنفيس لأجلهم ليس إلا واجباً مقدساً يقومون به تجاه العرش المحروس. جاء الإسلام فنسف هذه الفكرة مِن أساسها ورَدَّ العبودية كلها لله وحده، وفرض على الحُكَّام تبعات ومسؤوليات تُناسِب مركزهم في الأُمَّة، فرأى الناس في معظم أنحاء المعمورة الولاة المسلمين يرعون مصالحهم وينهضون بأعباء المسؤولية كاملةً في الوقت الذي لا يتميزون فيه عن الأُمَّة بفارق كبير
( العلمانية: نشأتها وتطورها وأثرها في الحياة الإسلامية المعاصِرة – د. سفر الحوالي (ص216 (.
مصدرية التشريع : سبق أنْ بينَّا أنَّ مصدرية التشريع في الدولة الإسلامية هي شرع الله. أما الدول الأخرى في القديم والحديث تقوم على تأليه غير الله، أو على الكفر بالله، والذين يحكمون في هذه الدول على اختلاف نزعاتهم ومشاربهم هم الذين يضعون القوانين التي تحكم البشر، لا فرق في ذلك بين الدِّوَل الديموقراطية أو الشيوعية أو الديكتاتورية، وهذا في اصطلاح القرآن شِرك، لأنَّ الله وحده هو الذي مِن حقه أنْ يُشَرِّع لعباده، وقد ذمَّ اللهُ اليهودَ والنصارى باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً مِن دون الله، ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾ [سورة التَّوْبة – الآية 31]، واتخاذهم إياهم كذلك سببه متابعتهم في التشريع المخالف لشرع الله. الحكام في الدولة الإسلامية كالأفراد، كلهم يطيعون أمر الله ويُنَفِّذون حُكمه، ولا يجوز لهم الخروج عن شرع الله)) [نحو ثقافة إسلامية أصيلة – أ.د. عمر سليمان الأشقر (ص347-348)].
وختاماً، يتبين مما تقدم أنه لا حاجة للمسلمين إلى تبني مصطلحات الدولة المدنية والدولة الدينية والدولة الديموقراطية، وأنَّ في الدولة الإسلامية كل ما تصبو إليه وتبحث عنه البشرية التائهة. نسأل الله تعالى أنْ ترجع أُمَّة الإسلام إلى دينها، وكتاب ربها وسُنَّة نبيها صلى الله عليه وسلم، فهذا هو السبيل الوحيد لاستعادة عزتها ومكانتها بين الأمم.
والله المستعان.
(وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.)
نقل / عوض سيداحمد عوض mailto:[email protected]@yahoo.com
.............. والى رقم (24)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم رقم الكتاب ( 24)
اسم الكتاب "التعاون الإسرائيلي الإيراني" مؤلف الكتاب " أسامة شحادة " نبذه عن المؤلف : المذكور باحث وكاتب في شؤون الفرق والحركات الإسلامية في العديد من الصحف والمواقع.وله مقال اسبوعى بصحيفة الغد الأردنية , وهوعضو مؤسس بالهيئة العالمية للسنة النبوية., وله مؤلفات عديدة نذكر منها : (1) " المشكلة الشيعية، 2008.) (2) "الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، " (3) "التجمعات الشيعية في أفريقيا العربية " (4) " الشيعة والسنة رؤية واقعية ". والى موضوع الكتاب : رغم أن الإيرانيين الشيعة يصرخون دوماً بمعاداة أمريكا وإسرائيل ويصرون على التظاهر حتى في مكة المكرمة ضد أمريكا وإسرائيل إلا أنهم حافظوا على علاقة تعاون بينهم وبين إسرائيل، منذ بداية ثورة الخميني، فثورة الخميني بقيت تسير على نفس منهج الشاه، الساعي نحو النفوذ والهيمنة في المنطقة باستخدام كل الوسائل المتاحة ولو كانت تتعارض مع المبادئ المعلنة، فالمصلحة الإيرانية تتقدم على كل شيء حتى على الإسلام!! ومن أبرز الأمثلة على ذلك: استمرار ثورة الخميني في احتلال الأحواز والمطالبة بالبحرين ومحاولة السيطرة على منطقة الخليج والإصرار على تسميته بالخليج الفارسي واحتلال جزر الإمارات، يقول د.جاسم الحياني: "سقوط الشاه لم يمنع النظام الجديد الذي جاء بعده من أن يستفيد من أخطائه... ومنها الجزر العربية الثلاث، التي ظلّت تحت السيطرة والاحتلال الإيراني، فأثبت النظام الجديد الذي جاء في أعقاب نظام الشاه أنه لا يختلف عنه في النهج التوسعي العنصري، الموضوع الذي يحتاج إلى دراسة أكاديمية أخرى مستقلة , وكان الشاه يقول: "إن العلاقة بين إسرائيل وإيران تشبه تلك القائمة بين عاشقين يعيشان قصة حب غير شرعية". ولذلك حافظ الخميني على بقاء الباب موارباً في وجه إسرائيل ولم يغلقه بالكلية، فالخميني الذي استطاع التحالف والتعامل مع كافة الأطراف الإيرانية والعربية والإسلامية والدولية لم يكن ليعجز أو يتورع عن التحالف أو التعامل مع إسرائيل. والخميني الذي يقدم المصلحة على المبادئ لم يتحرج من هذه العلاقة كما يروى أبو الحسن بني صدر، أول رئيس لجمهورية إيران الإسلامية، حين سألته قناة الجزيرة: "هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟ فأجاب: في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من إسرائيل، عجبنا كيف يفعل ذلك، قلت: من سمح لك بذلك، قال: الإمام الخميني، قلت هذا مستحيل ! قال : أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك ؟ قال : نعم إن الإسلام يسمح بذلك، وإن الحرب هي الحرب، صعقت لذلك، صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام، نعم هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى إسرئيل وشراء السلاح منها لحرب العرب، لا لن أرضى بذلك أبداً، حينها قال لي: إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة ؟ أما عن المبرر الذي دعا الخميني وإسرائيل لذلك فهو أنهم انتهازيون لا يقيمون للمبادئ وزناً، فالعلاقة مع إسرائيل تخفف عن الخميني درجة العداء الأمريكي وتقدم له قطع غيار السلاح الذي يحتاجه، لأن السلاح الإيراني هو سلاح أمريكي، وأمريكا منعت عن إيران الخميني السلاح، وإسرائيل كانت تنهج في سياستها - التي أرساها بن غوريون - التعاون مع الدول غير العربية المحيطة بها وهي تركيا وإيران وأثيوبيا، لأنها أجسام غير عربية وتتكون من أقليات في المحيط العربي قد يجمعها مع إسرائيل رابط الأقلية في مواجهة الأكثرية، كما أن سياسة إسرائيل هي إقامة وسائل اتصال سرية مع البلدان التي لا تعترف بإسرائيل كخطوة ممهّدة لإقامة علاقات رسمية في المستقبل. ولما نشبت الحرب أصبحت إيران بحاجة للسلاح، وإسرائيل بحاجة للتخلص من المخزون القديم فتبادل الطرفان المصالح على حساب المسلمين، وحين زادت حاجة الإيرانيين للسلاح وقطع الغيار أيضا، باعتهم إسرائيل ما استولت عليه من سلاح الفلسطينيين في لبنان سنة 1982م بقيمة 100 مليون دولار من أفضل ما يساعد على فهم ذلك: كتاب "التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "جون هوبكينز"، والمولود في إيران، والحاصل على شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية. وقد عرض لأهم أفكار الكتاب الأستاذ علي باكير حيث قال:
"يعالج تريتا بارسي في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة والتعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.
وفقا لبارسي فانّ إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاث يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، وقد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:
أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام والشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، وبين المحادثات والاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميته الجيو-استراتيجيا هنا).
ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين ووقت معين.
ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و"الجيو-ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" وليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو-استراتيجي وليس على الأيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية.
وفي إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.
و بين هذا وذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد ويتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.
واستنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل.
يشرح الكتاب هذه المقولة ويكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس والتي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل وإيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.
وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتّحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام وأفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية وذلك كرافعة سياسية وتموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية ولكنها لا تتصرف بناءً عليها بأسلوب متهور وأرعن من شانه أن يزعزع نظامها. وعليه فيمكن توقع تحركات إيران وهي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات والتراشقات الإعلامية والدعائية بين إيران وإسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما. كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior).
إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب والجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية والتاريخية وفي مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.
في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقون على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، ويقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، وهو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.
و يشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران وإسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية "لا حرب، لا سلام".
الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا ولا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، لا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ "العرب يريدون النيل منّا".
الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا وسياسيا واثنيا، الإسرائيليين محاطون ببحر من العرب، و دينيا محاطون بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا.
عرقيا هم محاطون بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطون ببحر من المسلمين السنّة.
يشير الكاتب إلى أنّه وحتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.
ويؤكد الكتاب على حقيقة أنّ إيران وإسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي و بأنّ هذا التنافس طبيعي وليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه "حليف إسرائيل".
فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل والعرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، وفي المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة "الإسلامية" التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.
استنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل والعرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة ويبعد الأطراف العربية عنها ولاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا.
ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي والقوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.
و يكشف الكتاب أنّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما إلى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا أكاديميا.
و يكشف الكتاب من ضمن ما يكشف عن وثائق ومعلومات سرية جدا، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.
و بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء ومتكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" وهو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاثة مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".
وفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.
هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 والتي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي
1- عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن والاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).
2- عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود.
3- عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.
4- التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5- قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "طرح الدولتين" و التي تنص على إقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.
المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد والصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".
و يشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
ومن المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات والشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.
باختصار، الكتاب من أروع وأهم الدراسات والأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انّه يكشف جزءا مهما من العلاقات السريّة بين هذا المثلّث الإسرائيلي – الإيراني – الأمريكي. ولا شك انّه يعطي دفعا ومصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي والذين حرصوا دوما على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنخب والجمهور على حد سواء وهو ما استطاع "تريتا بارسي" تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي وبحثي دقيق ومهم، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة والنجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !! انتهى عرض باكير.
الخلاصة المهمة من كل هذا أن المصلحة الإيرانية هي التي تتحكم بالعلاقة مع إسرائيل وليست الشعارات المعادية لها، وكل التصريحات والتحركات هي لتحقيق مصالح إيران بين الإيرانيين والشيعة والعرب والمسلمين من جهة، ومن جهة أخرى لتحقيق مكاسب لدى منافسيها ومصارعيها إسرائيل وأمريكا وأوربا. إن مسلسل التعاون الإسرائيلي الإيراني لم يقتصر على السلاح بل لقد تعددت مجالات هذا التعاون فشملت السلاح والتجارة والنفط وغيرها وفيما يلي بيان ذلك:
أولاً : التعاون في مجال التسليح:
في البداية يجب ملاحظة أن التعاون في مجال التسليح ينفي أسطورة العداء الكلي فليس من المعقول أنك تسلح عدوك!! 1- لقد كانت إسرائيل المصدر الأول للسلاح لإيران في الفترة من 1980- 1985 ([6]).
2- بدأ هذا التعاون في مجال التسليح من خلال شركة الشيخ صادق طبطبائي([7]internationa commerce center ) التي كانت حلقة الوصل بين إيران وإسرائيل بالتعاون مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وقد زار طبطبائي إسرائيل في 6 كانون الأول 1980 وانكشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جوازه عندما ضبطته السلطات الألمانية في المطار وفي حقيبته كيلو ونصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين وذلك في كانون الثاني سنة 1983 وقد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملايين الناس في التلفزيون الألماني .) في فرانكفورت (
2- وبعد هذه الزيارة بدأت شحنات السلاح الإسرائيلي تتدفق على ثورة الخميني كما يرصدها ملف (التعاون التسليحي الإسرائيلي الإيراني) إصدار وزارة الخارجية العراقية 3- لم يقتصر توريد السلاح على شركة طبطبائي بل دخل على الخط جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران منهم أندريه فريدل وزوجته جامي وهما يهوديان إسرائيليان يتنقلان بين لندن ومستعمرة هرتزاليا، من خلال شركتهما (jsc internationa) التي انكشفت فأسسا شركة جديدة (endal holding limited) وقد بدأ نشاط أندريه فريدل عام 1980 واستمر في الأعوام 83،82،81، حيث صدرا كميات ضخمة لإيران بالتعاون مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بإشراف زفي روتير المدير المساعد في الوزارة لشئون تصدير المعدات العسكرية .
4- أيضاً قام العقيد يعقوب النمرودي، الملحق العسكري الإسرائيلي الأسبق بطهران زمن الشاه، باستغلال شركته "شركة التجهيزات الدولية لإزالة الملح" لفتح خط تسليح لإيران من إسرائيل، ويعتبر دوره أكبر من دور أندريه فريدل في تزويد إيران بالأسلحة الإسرائيلية، حيث وقع يعقوب صفقة أسلحة كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي لصالح إيران 5- وفي 18 تموز1981 انكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران علناً عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة (transporte aero riopltense) اروريو بلنتس وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح وقطع الغيار، ضمن صفقة قيمتها 150 مليون دولار تنقل خلالها 360 طنا من الأسلحة الإسرائيلية يتطلب شحنها 12 رحلة. وكانت الطائرة قد ضلت طريقها ودخلت الأجواء السوفيتية على أن صحيفة التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم وقد قتل في الطائرة الوسيط البريطاني إستويب ألن ماك كفرتي
6- تم في سنة 1984 عقد صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قيل إن قيمتها بلغت 4 مليارات دولار 7- نشرت صحيفة "هاآرتس" تحت عنوان "تقرير لوزارة الدفاع يؤكد عقود أسلحة مع إيران"، جاء فيه: إن تقريرًا داخليًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية ذكر أن "إسرائيل" قد حافظت على علاقات صناعية عسكرية مع إيران. وقد ذكر ذلك التقرير أن هذه العلاقات كانت على الشكل التالي: أ- تجهيز إيران بـ 58.000 قناع مضاد للغازات السامة من قبل شركة "شالون للصناعات الكيماوية" بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية. ب- تجهيز إيران بكاشفات للغازات من قبل شركة "إيلبت" تستعمل لغرض الكشف عن عوامل الأسلحة الكيماوية. ج- نصب أنظمة السيطرة على الحرائق في دبابات شرقية بيعت إلى إيران.
8- ونشرت صحيفة "هاآرتس" أيضاً مقالاً لكاتبها فيكتور أوستروفسكي بعنوان "ماذا أوضحت محاكمة دانبار السرية من معلومات عن التعاون التسليحي بين إيران وإسرائيل" تضمن ما يلي: "مع علمنا بأن "ناحوم مانبار" مرتبط بشكل مباشر بالمخابرات الإسرائيلية (الموساد)، فإنه كان أيضًا ولعدة سنوات متورطًًا بعقود أسلحة ومعدات عسكرية مع الإيرانيين، كما شارك من خلال أعماله تلك بالعديد من الشركات الإسرائيلية الأخرى. إضافة إلى أنه يحتفظ بعلاقات تجارية جيدة مع مسئولين إيرانيين. وفي الأعوام 1990 إلى 1994، كان قد باع لإيران 150 طنًا من مادة كلوريد التايونيل، التي تدخل في صناعة غاز الخردل، أحد الأسلحة الكيماوية. كما أن "مانبار" قد وقع عقدًا مع الإيرانيين لبناء مصنع قادر على إنتاج العديد من الأسلحة الكيماوية، إضافة لمصنع ينتج أغلفة القنابل التي تستعمل لتلك الأسلحة"
ويضيف المقال: "أثناء عمله مع الإيرانيين، كان ضابط الارتباط بين "مانبار" وبين المخابرات الإسرائيلية هو العميد المتقاعد "آموس كوتسيف"، وكذلك كان على اتصال مستمر مع شخص يحمل الاسم السري "دان"، حيث كان هذا الشخص مكلفًا بالتعاون بين "مانبار" ووزارة الدفاع الإسرائيلية كحلقة وصل مع الإيرانيين. وهنا يجب الأخذ بنظر الاعتبار أن "مانبار" كان أيضًا حلقة الوصل بين إيران وما يقارب من 100 شركة إسرائيلية. إضافة لذلك فإن المدير التجاري لمانبار، الذي يقطن في ضاحية خارج العاصمة البريطانية لندن، كان قد زود إيران بثلاثين صاروخًا من نوع أرض – جو، وكان ذلك بمباركة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. كما باع "مانبار" إلى الإيرانيين 22 عربة مزودة بمعدات خاصة بالحرب الكيمياوية حيث كان مصدر تلك العربات هو القوات الجوية الإسرائيلية، وكانت قيمتها آنذاك حوالي 200000 دولار. وبدعم من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية والموساد، عقد "مانبار" اتفاقًا لحساب الإيرانيين مع شركة إسرائيلية تدعى "شالون" من منطقة "بير غات" لبناء مصنع لإنتاج الأقنعة الواقية من الغازات في إيران. كما أعد "مانبار" لقاءً بين ممثلي الشركة الإسرائيلية "إلبيت"، هما كل من غاي بريل وغاد بارسيللا، وبين مسئول في برنامج الصواريخ الإيرانية هو الدكتور أبو سفير، مدير القسم 105 في وزارة الدفاع الإيرانية. وقد كان هذا اللقاء بمعرفة مدير شركة "إلبيت" إيمانويل جيل وكذلك بموافقة رئيس قسم الدفاع الإسرائيلي ديفيد إفري."
9- كذلك نشرت صحيفة "جيروسليم بوست" الصهيونية مقال لستيف رودان، قال فيه إن شركة "إلبيت" الإسرائيلية قد باعت إلى إيران بين الأعوام 1980 و 1990، وبموافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية، معدات بلغت قيمتها أكثر من 50 مليون دولار، وأن شركة "رابين تيكس" الإسرائيلية قد باعت كذلك لإيران معدات للوقاية من الحرائق وبموافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية.
10 – وعادت "هاآرتس" لتنشر أعلاه مقالاً تحت عنوان "إسرائيل تعترف ببيعها تكنولوجيا الأسلحة الكيماوية لإيران" ، قالت فيه: "إن "ناحوم مانبار"، تاجر الأسلحة الإسرائيلي، لم يكن الإسرائيلي الوحيد المتورط ببرنامج إيران للأسلحة الكيمياوية. ففي الوقت الذي كان فيه "مانبار" يبيع مواد ومعدات وتكنولوجيا لبرنامج إيران للأسلحة الكيمياوية، كان هناك إسرائيلي آخر متورط بهذه القضية من خلال اتصاله بعملاء إيرانيين. حدث ذلك بين الأعوام 1992 و 1994، حين باعت الشركة العائدة للصهيوني "موشي ريجيف" لإيران معدات ومواد ومعلومات وتكنولوجيا صناعة الغازات السامة وخصوصًا غاز السارين وغاز الخردل. علمًا بأن "مانبار" و"ريجيف" لم يكونا يعملان سوية، ولكنهما كانا يعملان مع نفس العملاء الإيرانيين، وأن كلاهما كانت له علاقة وثيقة مع المخابرات والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وبعد افتضاح أمرهما، لم تقم المخابرات الإسرائيلية، كعادتها، بأي عمل من شأنه جمع المعلومات عن علاقات هؤلاء الأشخاص ببرنامج التسليح الكيماوي الإيراني.
وقد أصدرت حكومة نتنياهو على إثر ذلك أمراً يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري أو تجاري أو زراعي بين إسرائيل وإيران حتى لا يلحق خطر بإسرائيل وعلاقاتها الخارجية.
ولا تزال الأخبار تتكشف في توثيق ما جرى من صفقات سلاح.
ثانيا: التعاون في مجال النفط بدأ التعاون النفطي بين إيران وإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني فقد جرت مباحثات بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين في جنوب لبنان ثم لف النسيان والظلام هذه العلاقة حتى جاءت الأخبار في ديسمبر من العام 2002 أن رجل أعمال إيرانياً يدير شركة يمتلكها مقرّب من الرئيس خاتمي قام بزيارة سرية إلى إسرائيل في محاولة لفحص إمكانية تجديد عمل أنبوب النفط إيلات- أشكلون الذي تعود ملكيته إلى الحكومتين الإيرانية والإسرائيلية.
وخلال الزيارة غير الرسمية، التقى رجل الأعمال الإيراني مع مموّل إسرائيلي، في فندق "انتركونتننتال" في مدينة تل أبيب. ونسق اللقاء "يهوشواع مئيري" أحد رؤساء جمعية تعنى بإقامة علاقات إسرائيلية- عربية أيضا. وكان من بين الشخصيات التي حضرت اللقاء الى جانب "يهوشواع مئيري"، الدكتور "شبارزاند" الذي شغل قبل سنة ونصف منصب مستشار الرئيس الإيراني الخاص للشؤون الإسرائيلية.
وطرحت خلال اللقاء إمكانية التعاون مع الشركة التي يديرها المندوب الإيراني. واتفقت الأطراف على أن تقوم الشركة الإيرانية بتحميل النفط على ناقلات النفط ونقله الى ميناء مدينة إيلات الواقعة في جنوب إسرائيل، ومن ثم سينقل عبر الأنبوب إلى مدينة أشكلون، حيث سيسوق من هناك الى الدول الأوروبية.
الهدف المباشر لهذا المشروع المطروح كان اختصار الوقت وتخفيف التكلفة المالية، ذلك أنّ ناقلات النفط الإيرانية تقوم حاليا بالمرور عبر قناة السويس في طريقها إلى أوروبا وهي تستغرق عددا من الأسابيع قبل الوصول إلى وجهتها النهائية، إضافة إلى العمولات التي يجب أن يتم دفعها خلال مرور القناة، وهو الأمر الذي سيتم تلافيه في حال إعادة إحياء الخط الذي سيختصر الوقت الى اسبوع واحد فقط مع انخفاض في تكاليف النقل.
أمّا الهدف الحقيقي للمباحثات فكان يرمي الى تقوية الاتصال السياسي بين البلدين عبر البوابة الاقتصادية. لكن عندما تسرّب هذا اللقاء إلى بعض الأوساط الصحفية خاصة بعدما نقلته صحيفة يديعوت أحرنوت في 13-12-2002، قام المدير العام الحكومي المسؤول عن أنبوب النفط "ايلات-أشكلون" بنفي أن تكون الحكومة الإسرائيلية تقف وراء هذه المحادثات عازيا الأمر إلى أنّه مجرد لقاء بين رجال أعمال مهتمين بالموضوع، وصرّح قائلا: "لا تعدّ الملكية الإيرانية- الإسرائيلية المشتركة على أنبوب النفط إيلات- أشكلون أمرًا سريًا، لكننا لسنا مسؤولين عن اللقاءات التي يجريها رجال الأعمال بخصوص هذا الخط".
وبعد مرور الوقت الكافي لنسيان الموضوع نظرا للتكتم الشديد حوله، سلّطت وسائل الإعلام في يناير من العام 2007 الضوء من جديد على مشروع إسرائيلي لنقل الغاز الطبيعي من إيران إلى إسرائيل عبر تركيا.
وكشفت أوساط سياسية النقاب عن أنّ المشروع الاستراتيجي الطموح الذي هو عبارة عن أنبوب تحت بحري بطول 610 كيلو متر بين الشاطئ الجنوبي - الشرقي لتركيا وحيفا هو ثمرة أفكار مشتركة لاسيما لوزير البنى التحتية آنذاك "بنيامين بن اليعيزر".
وذكرت تلك الأوساط، أن مبادئ التجارة والاقتصاد الدولية كفيلة بان تربط إسرائيل بإيران بعلاقات تجارية مشتركة، حتى وان جرى الأمر بخلاف الإرادة التامة للحكومتين في القدس وطهران.
وما إن توارى المشروع عن الأنظار بعد أن رصدته وسائل الإعلام، حتى بدأت تتكشف مراحل تعاون جديدة بين إيران وإسرائيل. وأشارت وسائل الإعلام العالمية مؤخرا بأن إسرائيل مهتمة الآن بدفع تعويضات مالية نتيجة مستحقات نفطية كانت عليها لإيران ابّان حكم الشاه!! نعم صحيح، إسرائيل مهتمة بدفع تعويضات مالية لإيران!! منذ متى تهتم إسرائيل بدفع تعويضات؟ ولمن؟ لإيران. وتزامنا مع ما نقلته وسائل الإعلام، نقل تقرير نفطي "نشرة أخبار الطاقة الإسرائيلية" في 18 آذار الماضي (ظلّ سرّيا إلى ان أوردته وكالة Energia للأخبار قبل أشهر قليلة)، انّ إسرائيل تستورد النفط الإيراني عبر أوروبا منذ سنوات!! التقرير الذي تمّ تعديل لهجته بعد أن مرّ على الرقابة الإسرائيلية خلق بلبلة في بعض الأوساط الإسرائيلية دفعت بعض المسؤولين إلى الاعتراف بصحّة ما ورد فيه بعد إنكار دام لفترة طويلة.
في تفاصيل القضية انّه وقبل الثورة الخمينية في العام 1979، كان هناك شركة إيرانية-إسرائيلية مشتركة تحت اسم Trans Asiatic Oil Ltd. تعمل على نقل النفط الإيراني إلى إسرائيل مباشرة. لكن وبعد الثورة، توقف العمل بهذه الشركة وكان عليها ديون لإيران، البعض يقدرها بعشرات الملايين من الدولارات وآخرون بمئات الملايين. وبينما يتبادل الطرفان الاتهامات، وجدنا انّ إسرائيل باتت مهتمة الآن بدفع هذه الديون!! وعقد الطرفان عددا من الاجتماعات تحت هذا العنوان في عدد من البلدان الأوروبية لاسيما سويسرا وهولندا. ويعلّق تقرير لصحيفة "هارتز" انّ هذه العملية ليست جديدة، وانّ هكذا لقاءات بين ممثلين للطرفين تعقد في الخارج منذ أكثر من 20 سنة!! وعلى الرغم من انّ المدير العام للشركة الوطنية الإيرانية للنفط حجّة الله غنيميفراد حاول الدفاع عن موقف بلاده والتستر على بيع النفط الإيراني لإسرائيل بالقول انّ القوانين الإيرانية تحرّم بيع النفط الإيراني إلى جهة ثالثة ولاسيما إسرائيل. لكنّ المسؤولين الاسرائيلين اعترفوا وان بشكل موارب وغير صريح باستيراد النفط الإيراني معللين السبب بأنه لا يمكنهم التمييز. بل وذهب موشيه شحّال وهو وزير سابق للنفط في إسرائيل من الأعوام 1984 حتى 1990، أبعد من ذلك عندما علّق قائلا: "لا أرى أي مشكلة إذا وصل النفط الإيراني إلى إسرائيل، لأنه لا يصل إلينا بطريقة مباشرة"!! كما انّ صحفا عديدة سلّطت الضوء على هذا الموضوع، وجاء في إحداها وقد قام الكاتب الإسرائيلي "شراغا ايلام" بترجمتها من اللغة الألمانية ونقلها عنه "ريتشارد سيلفستر" في صحيفة الجارديان البريطانية، ما يلي: "تستورد إسرائيل النفط الإيراني بكميات كبيرة على الرغم من أنّ المنتجات الإيرانية يتم مقاطعتها بشكل رسمي من قبل إسرائيل!! لكن إسرائيل تلتف على المقاطعة باستيراده بشكل غير مباشر عبر أوروبا"، ويتابع تقرير سويسري بالقول: "لا نعرف إذا كان الإيرانيون يعلمون بذلك، لكن الأكيد انّ الإسرائيليين يعلمون جيدا من أين يأتي هذا النفط". وقد أكد تقرير "اينيرجيا" ذلك بالقول: "انّ إسرائيل تستورد النفط الإيراني منذ سنوات، لكنها لا تقوم بذلك بشكل مباشر وإنما عبر أوروبا أو السوق الحرة".
هذا مع ضرورة التنبيه الى انّ الايرانيين يقولون أنهم يمنعون المشترين من تسليم نفطهم إلى أي طرف ثالث كشرط لبيعهم النفط!! وفي تعليقها على الموضوع والعلاقات الإيرانية – الإسرائيلية، تعجّبت الجارديان في مقالها قائلة "اذا كنتم تتساءلون عن تعريف ومعنى (النفاق) فستجدون الجواب هنا". وامتعضت صحيفة سويسرية "Sonntag" بعدما انتشر الموضوع، ذلك لان إسرائيل سبق وأبدت انزعاجها من أن تقوم سويسرا بعقد صفقات مع إيران لإمدادها بالغاز الطبيعي لمدة 25 سنة بمليارات الدولارات واصفة العمل بأنه "معادٍ لإسرائيل" فيما قامت الصحيفة المذكورة بالتاكيد على أنّ إسرائيل تشتري النفط الإيراني منذ سنوات عديدة لكن تحت مسميات مختلفة وبطرق ملتوية وفي الخفاء.
وفي محاولة لتدارك الوضع، قام الكنيسيت بإحياء مشروع قانون مقاطعة إيران اقتصاديا والذي كان مطروحا ومتوقفا في الأدراج منذ سنوات بعد أن تبين انّ هناك العديد من الروابط الاقتصادية بين إسرائيل وإيران في العديد من المجالات من السلاح الثقيل والخفيف وحتى المواد الكيماوية إلى المال إلى النفط والمواد الغذائية وخاصة فضيحة الفستق مؤخرا التي اثارت مشكلة ديبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتّحدة وغيرها من المواضيع الاقتصادية. وعلى الرغم من انّ القانون قد تمّ تمريره في الكنيست بضغط من بنيامين ناتانياهو، الاّ انّ هناك العديد من الأوساط التي تشكك في جدّية تطبيقه، علما انّ القانون المذكور يحكم بـ 25 سنة سجن لمن يتعامل مع إيران اقتصاديا.
تجدر الإشارة إلى انّ هكذا علاقات تجارية واقتصادية لا تقتصر على احد الطرفين، كما انّ التعاون لا يقتصر على اللقاءات غير المباشرة عبر وسطاء وإنما المباشرة أيضا وخاصة في دول أوروبا وسويسرا وألمانيا وهولندا. ومن الطريف التذكير في سياق الاستيراد الغير المباشر للبضائع والمنتجات أن رئيس الجمهورية الإيرانية أحمدي نجاد يتحصّن بمعدّات إسرائيلية الصنع!! وقد نقل تقرير بعنوان "محور المصالح الإسرائيلي الإيراني الأمريكي" التعاون الاقتصادي بين الطرفين بشكل مفصّل وجاء فيه ، وعندما ابلغ المسوّق الصيني الشركة الإسرائيلية “سونار” -والتي انّ "سيّارة السيد نجاد الحكومية مزودة بجهاز إنذار وحماية من صنع إسرائيلي، وهو واحد من الأجهزة البالغ عددها 20 ألفا التي كانت إيران اشترتها العام 2006 من معرض صيني كان يعرض الأجهزة الإسرائيلية الصنع للبيعتقع في مدينة رمات هشارون شمال تل أبيب في وسط- ومديرها العام “يعقوب سلمان” بحجم الطلب الإيراني، أصاب الأخير الذهول قائلا: “لم اصدّق أنّ الإيرانيين يريدون شراء أجهزتنا”!!
ثالثاً : تعاون في مجالات متعددة:
هذه بعض الأخبار التي وصلت للصحافة وما خفي كان أعظم: 1- قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ثلاثة مهندسين إسرائيليين شاركوا في ترميم بنى تحتية قريبة من المنشأة النووية في مدينة بوشهر الإيرانية تضررت من هزات أرضية في السنوات الأخيرة بعدما عملوا طوال 20 يومًا. ونقلت الصحيفة عن أحد المهندسين قوله "لقد أدهشنا حجم الفجوة بين المواجهة العلنية الإسرائيلية الإيرانية وعمق التعاون التجاري بين الدولتين الذي يصل حجمه إلى عشرات ملايين الدولارات في كل سنة. "وقد تم استقبالنا بدفء ولم نشعر بعدائية للحظة واحدة من قبل مرافقينا". وبحسب ادعاء يديعوت احرونوت فقد استدعت الحكومة الإيرانية الأعمال التي نفذها المهندسون الإسرائيليون من شركة هولندية قالت الصحيفة الإسرائيلية أن أحد أصحابها مواطن إسرائيلي عمل في الماضي في إحدى المؤسسات الحكومية الإسرائيلية. وقامت الشركة الهولندية بتجنيد مهندسين من إسرائيل متخصصين في ترميم بنى تحتية قامت ببنائها شركات إسرائيلية بينها شركة سوليل بونيه في سنوات السبعين من القرن الماضي. وأوضحت الصحيفة أن زيارة الخبراء الإسرائيليين الأخيرة إلى إيران كانت بهدف منح الاستشارة لتقوية وتدعيم جسور وشوارع وبنى تحتية مائية. ودخل المهندسون الإسرائيليون إيران بواسطة تصاريح خاصة لم تذكر فيها هويتهم الإسرائيلية بعد أن أودعوا جوازات سفرهم في هولندا. وقال رئيس الوفد: "قبل سنوات سلمنا الإيرانيين قسما من مخططات البناء التي نفذتها إسرائيل بأمر من وزيرالبنى التحتية في حينه ارييل شارون". يشار إلى أن شارون شغل منصب وزيرالبنى التحتية في حكومة بنيامين نتنياهو بين السنوات 1996-1999. وقال رئيس الوفد الإسرائيلي انه زار إيران خلال السنوات الـ 15 الماضية 5 مرات إنه "استقبلنا في مطار طهران ممثل للحكومة الإيرانية وأدخلناعبر باب منفرد وتم إعطاؤنا تأشيرات مختومة لفترة مكوثنا في إيران وأعدناها لدى مغادرتنا".
2- ووفقا ليديعوت أحرونوت فإن نائب مدير عام وزارة الزراعة الإيرانية من منطقة بوشهر زار إسرائيل سرا قبل ثلاث سنوات ونصف السنة لفحص إمكانية تجديد مخزون العتاد الزراعي من إسرائيل. ومضى رئيس وفد المهندسين قائلا إن "هناك ازدهارا في العلاقات التجارية مع إيران خلال السنوات الأخيرة وخصوصا في المجال الزراعي. "ويشتري الإيرانيون من إسرائيل بصورة غيرمباشرة قطع غيار للمعدات الزراعية خصوصا في مجال زراعة القطن والبذور لزراعة الخضاروأجهزة ري".
3- وروى المهندس أنه مع زملائه التقوا مع عائلات يهودية إيرانية وتناولوا معهم وجبات طعام احتفالية التي تخللها شرب النبيذ بمناسبة عيد الفصح العبري الذي صادف الأسبوع الماضي. وبحسب المهندس الإسرائيلي فإنه هناك 26ألف يهودي في إيران "يعيشون حياتهم ويمارسون عباداتهم دون عائق وحتى أن السلطات الإيرانية تحرس الكنس". وأضاف المهندس رئيس الوفد أنه "من المتوقع أن أسافر مجددا إلى إيران خلال الأشهر القريبة القادمة لتنفيذ أعمال تم استدعاؤها أثناء تواجدنا في إيران وتتعلق بتطهير المياه الآسنة".
4- يذكر أن إيران أبرمت مؤخرا صفقة كبيرة عندما طلبت شراء أجهزة إنذارللسيارات الحكومية ومن ضمنها سيارات الشرطة الإيرانية من صنع شركة إسرائيلية، ومنها سيارة نجاد!!! وقد تمت الصفقة بواسطة شركة صينية تعمل على تسويق أجهزة الإنذارالإسرائيلية.
5- قالت صحيفة معاريف في موقعها على الإنترنت أن إيران وإسرائيل يقيمان علاقات في مجال الأبحاث، حيث تقابل مندوبون رسميون من "إسرائيل" في الأشهر الأخيرة في الأردن مع نظرائهم من الدول العربية بجانب إيران لبحث إقامة "مُسارع للذرات" يستخدم في الأبحاث البيولوجية والكيميائية والفيزيائية والطبية. وسوف يشترك في هذا المشروع كلٌ من مصر والسلطة الفلسطينية وباكستان والبحرين وتركيا والأردن، ومن "إسرائيل" سيشارك في المشروع كلٌ من: الأكاديمية "الإسرائيلية" للعلوم ووزارات المعلومات والخارجية والتعليم والمالية. وقد عُقد مؤخرا لقاءٌ بين مندوبي الدول المشاركة في المشروع من أجل بحث سبل تمويله، وحسب تقديرات وزارة المالية سوف يصل التمويل إلى 10 ملايين دولار في السنة. ويعتبر هذا المشروع الأكبر والأشمل من نوعه في الشرق الأوسط، وفي نهاية اللقاء تبين أن "إسرائيل" وإيران وتركيا سيمولون الجزء الأكبر من المشروع نظرًا لوضعهم الاقتصادي الجيد نسبيًّا.
حسب الإحصاءات الصادرة من مراكز يهودية فإن اليهود يتناقصون في تجمعاتهم المنتشرة في العالم أجمع إلا في إيران!! فتعداد اليهود في إيران في إحصائية 1992م الصادرة في الكتاب السنوي اليهودي الأمريكي - وهو من إصدار البعثة اليهودية الأمريكية - بلغ 16000 ، وتعداد 1995م - الصادر عن المؤتمر اليهودي العالمي - بلغ 25000 ، أي بزيادة تسعة آلاف، ويرى بعض المتخصصين في إيران أن عدد اليهود فيها وصل نهاية سنة 2000م إلى 35 ألف شخص معظمهم في طهران وشيراز وكرمنشاه، وليهود إيران 56 كنيساً مفتوحاً بينها 24 كنيسا في طهران وحدها . ومع ذلك فإن إيران تمنع منذ عام 1936 أية أنشطة لأهل السنة على أراضيها, بينما تسمح لليهود بأداء شعائرهم بحرية كاملة! ولعل تلك الزيادة هي مما أخبر به نبينا [ أنه يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً؛ فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله [ قال: يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة، و"من" هنا للتبعيض وليس لإجمالي عدد اليهود في أصبهان، واليهود سيستمرون بالتزايد في إيران حتى خروج الدجال، وهو ما ينتظره اليهود .
حاخامات اليهود يزدادون.. وعلماء السنة يُغتالون! هل سمعنا عن اغتيال حاخام يهودي في إيران؟! فهؤلاء القوم معززون مكرمون!! أما علماء السنة فيلاقون أشنع الممارسات والتهديدات والاعتقالات التي تطول حتى أقاربهم ومعارفهم!! فعلماء السنة يتناقصون، وحاخامات اليهود يزدادون!! يا قوم.. لا نريد منكم إلا معاملة أهل السنة في إيران وعلماءهم بالطريقة نفسها التي تعاملون بها يهود إيران!! الذين يزداد عددهم في إيران حسب إحصاءات اليهود أنفسهم، بينما يتناقص عدد يهود في العالم تناقصاً لافتاً للنظر .
و يقول الصحفي اليهودي اوري شمحوني "إن إيران دولة إقليميه ولنا الكثير من المصالح الإستراتيجية معها ، فإيران تؤثر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل ، إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة ! فإسرائيل لم تكن أبداً ولن تكن عدواً لإيران "
* خاتمة:
وبهذا يتضح الفجوة الكبيرة بين السلوك الإيراني والشعارات الرنانة التي تروج بين المسلمين، وتقطف ثمارها إيران، وما لم يتم تعرية ذلك للجميع أولاً ، وبناء إستراتيجية في التعامل مع إيران تجنبنا أن نقدم الخدمات لإيران مقابل فتات لا يستحق، فإن المشروع الإيراني سيبقى دوماً هو الفائز
نقل عوض سيداحمد عوض [email protected]
............... والى الكتاب رقم (25)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
باسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم (25)
"The True Religion of God" اسم الكتاب : " Dr. Abu Ameenah Bilal Philips" : المؤلف نبذة عن المؤلف: الداعية بلال فيلبس أبو أمنة مسلم من أصلى أمريبكى , ولد في جاميكا, وشب وترعرع في كندا حيث أعلن إسلامه في عام 1972, أكمل دبلوم اللغة العربية من كلّيّة التّدريبات الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنورة في عام 1979, وأتم دراسة الماجستير في أصول الدّين الإسلاميّة من جامعة الرّياض, كلّيّة التّعليم, في عام 1985, وفي قسم الدّراسات الإسلاميّة في جامعة واليز, أكمل الدكتوراه في أصول الدّين الإسلاميّة في 1994, وفي عام 1994 أنشأ الدكتور بلال مركز المعلومات الإسلامية في دبي، الإمارات العربية المتحدة، والمعروف الآن بمركز Discover Islam. وكما أنشأ قسم الأدب الأجنبي لدار صحافه الفتح الإسلامي بالشارقة , والى الكتاب : Which Is The True Religion Of God؟ Each person is born in a circumstance which is not of his own choosing. The religion of his family or the ideology of the state is thrust upon him from the very beginning of his existence in this world. By the time he reaches his teens, he is usually fully brain-washed into believing that the beliefs of his particular society are the correct beliefs that everyone should have. However, when some people mature and are exposed to other belief-systems, they begin to question the validity of their own beliefs. The seekers of truth often reach a point of confusion upon realizing that each and every religion, sect, ideology and philosophy claims to be the one and only correct way for man. Indeed, they all encourage people to do good. So, which one is right؟ They cannot all be right since each claims all others are wrong. Then how does the seeker of truth choose the right way؟ God gave us all minds and intellects to enable us to make this crucial decision. It is the most important decision in the life of a human being. Upon it depends his future, Consequently, each and every one of us must examine dispassionately the evidence presented and choose what appears to be right until further evidence arises. Like every other religion or philosophy, Islam also claims to be the one and only true way to God. In this respect it is no different from other systems. This booklet intends to provide some evidence for the validity of that claim. However, it must always be kept in mind that one can only determine the true path by putting aside emotions and prejudices, which often blind us to reality. Then, and only then, will we be able to use our God-given intelligence and make a rational and correct decision. There are several arguments, which may be advanced to support Islam’s claim to be the true religion of God. The following are only three of the most obvious. The first argument is based on the divine origin of the names of the religion and the comprehensiveness of its meaning. The second deals with the unique and uncomplicated teachings concerning the relationship between God, man, and creation. The third argument derives from the fact that Islam is universally attainable by all men at all times. These are the three basic components of what logic and reason dictate necessary for a religion to be considered the true religion of God. The following pages will develop these concepts in some detail. The Religion’s Name The first thing that one should know and clearly understand about Islam is what the word ‘Islam” itself means. The Arabic word “Islam” means the submission or surrender of one’s will to the only true God, known in Arabic as “Allah”. One who submits his will to God is termed in Arabic a “Muslim”. The religion of Islam is not named after a person or a people, nor was it decided by a later generation of man, as in the case of Christianity which was named after Jesus Christ, Buddhism after Gautama Buddha, Confucianism after Confucius, Marxism after Karl Marx, Judaism after the tribe of Judah and Hinduism after the Hindus. Islam (submission to the will of God) is the religion which was given to Adam, the first man and the first prophet of God, and it was the religion of all the prophets sent by Allah to mankind. Further its name was chosen by God Himself and clearly mentioned in the final scripture which He revealed to man. In that final revelation, called in Arabic the Qur’an Allah states the following: “This day have I perfected your religion for you, completed My favour upon you, and have chosen for you Islam as your religion.” [Qur’an 5:3] “If anyone desires a religion other than Islam (submission to God), never will it be accepted of Him.” [Qur’an 3:85] Page 2 of 7 Hence, Islam does not claim to be a new religion brought by Prophet Mohammed into Arabia in the seventh century, but rather to be a re-expression in its final form of the true religion of Almighty God, Allah, as it was originally revealed to Adam and subsequent prophets. At this point we might comment briefly on two other religions that claim to be the true path. Nowhere in the Bible will you find God revealing to Prophet Moses’ people or their descendants that their religion is called Judaism, or to the followers of Christ that their religion is called Christianity. In other words, the names “Judaism” and “Christianity” had no divine origin or approval. It was not until long after his departure that the name Christianity was given to Jesus’ religion. What, then, was Jesus’ religion in actual fact, as distinct from its name؟ (Both the name Jesus and the name Christ are derived from Hebrew words, through Greek and Latin. Jesus is the English and Latin form of the Greek Iesous, which in Hebrew Is Yeshua or Yehoshua’ (Joshua). The Greek word Christos is a translation of the Hebrew [for] 'messiah', which is a title meaning 'the anointed'.) His religion was reflected in his teachings, which he urged his followers to accept as guiding principles in their relationship with God. In Islam, Jesus is a prophet sent by Allah and his Arabic name is Eesa. Like the prophets before him, he called upon the people to surrender their will to the will of God (which is what Islam stands for). For example, in the New Testament it is stated that Jesus taught his followers to pray to God as follows: “Our father in heaven, hallowed be your name, may your will be done on earth as it is in heaven.” [Luke 11:2/Matthew 6:9-10] This concept was emphasised by Jesus in a number of his statements recorded in the Gospels. He taught, for example, that only those who submitted would inherit paradise. Jesus also pointed out that he himself submitted to the will of God. “None of those who call me ‘Lord’ will enter the kingdom of God, but only the one who does the will of my Father in heaven.” [Matthew 7:21] “I cannot do anything of myself I judge as I hear and my judgment is honest because I am not seeking my own will but the will of Him who sent me.” [John 5:30] There are many reports in the Gospels which show that Jesus made it clear to his followers that he was not the one true God. For example, when speaking about the final Hour, he said: “No-one knows about the day or hour, not even the angels in heaven, not the son, but only the Father.” [Mark 13:32] Thus, Jesus like the prophets before him and the one who came after him, taught the religion of Islam: submission to the will of the one true God. God And Creation Since the total submission of one’s will to God represents the essence of worship, the basic message of God’s divine religion, Islam, is the worship of God alone. It also requires the avoidance of worship directed to any person, place or thing other than God. Since everything other than God, the creator of all the things, is God’s creation, it may be said that Islam, in essence, calls man away from worship of creation and invites him to worship only his Creator. He is the only one deserving of man’s worship, because it is only by His will that prayers are answered. Page 3 of 7 Accordingly, if a man prays to a tree and his prayers are answered, it is not the tree which answers his prayers but God, who allows the circumstances prayed for to take place. One might say, “That is obvious”. However, to tree-worshippers, it might not be so. Similarly, prayers to Jesus, Buddha, or Krishna or Saint Christopher, or Saint Jude or even to Muhammad, are not answered by them, but are answered by God. Jesus did not tell his followers to worship him but to worship God, as the Quran states: “And behold! Allah will say: ‘O Jesus, the son of Mary! Did you say to men, worship me and my mother as gods besides Allah؟, He will say: “Glory to you, I could never say what I had no right (to say).” [Qur’an 5:118] Nor did Jesus worship himself when he worshipped, but rather he worshipped God. And Jesus was reported in the Gospels to have said, “It is written: 'Worship the Lord your God and serve Him only.’” [Luke 4:8] This basic principle is contained in the opening chapter of the Qur’an, known as Soorah al- Faatihah, verse 4: “you alone do we worship and from you alone do we seek help.” Elsewhere, in the final book of revelation, the Quran, God also said: “And you Lord says: ‘Call on Me and I will answer your (prayer).’” [Qur’an 40:60] It is worth emphasizing that the basic message of Islam (namely, the worship of God alone) also proclaims that God and His creation are distinctly different entities. God is neither equal to His creation nor a part of it, nor is His creation equal to Him or a part of Him. This might seem obvious, but man’s worship of creation, instead of the Creator is to a large degree based on ignorance, or neglect, of this concept. It is the belief that the essence of God is everywhere in His creation or that His divine being is or was present in some parts of His creation, which has provided justification for the worship of God’s creation and naming it the worship of God. However, the message of Islam, as brought by the prophets of God, is to worship only God and to avoid the worship of His creation either directly or indirectly. In the Qur’an God clearly states: “For we assuredly sent amongst every people a prophet, with the command Worship Me and avoid false Gods.” [Qur’an 16:36] When idol worshippers are questioned as to why they bow down to idols created by men, the invariable reply is that they are not actually worshipping the stone image, but God who is present within it. They claim that the stone idol is only a focal point for God’s essence and is not in itself God! One who has accepted the concept of God being present in any way within His creation will be obliged to accept this argument for idolatry. Whereas, one who understands the basic message of Islam and its implications would never agree to idolatry no matter how it is rationalized. Those who have claimed divinity for themselves down through the ages have often based their claims on the mistaken belief that God is present in man. Taking one step further, they claim that God is more present in them than in the rest of us, and that other humans should Page 4 of 7 therefore submit to them and worship them as God in person or as God concentrated within their persons. Similarly, those who have asserted the godhood of others after their deaths have found fertile ground among those who accept the false belief of God’s presence in man. It should be abundantly clear by now that one who has grasped the basic message of Islam and its implications could never agree to worship another human being under any circumstance. God’s religion, in essence, is a clear call to the worship of the Creator and the rejection of creation-worship in any form. This is the meaning of the motto of Islam: “Laa Ilaaha Ill Allah” (there is no God but Allah) The sincere declaration of this phrase and the acceptance of prophethood automatically bring one within the fold of Islam, and sincere belief in it guarantees one Paradise. Thus, the final Prophet of Islam (p.b.u.h) is reported to have said, “Any one who says: There is no God but Allah, and dies holding that (belief) will enter paradise.” Belief in this declaration of faith requires that one submit his/her will to God in the way taught by the prophets of God. It also requires the believer to give up the worship of false gods. The Message Of False Religions There are so many sects, cults, religions, philosophies, and movements in the world, all of which claim to be the right way or the only true path of God How can one determine which one is correct or whether, in fact, all are correct؟ One method by which the answer can be found is to clear away the superficial differences in the teachings of the various claimants to the ultimate truth, and identifies the central object of worship upon which they call, directly or indirectly. False religions all have in common one basic concept with regard to God they either claim that all men are gods, or that specific men were God, or that nature is God, or that God is a figment of man’s imagination. Thus, it may be stated that the basic message of false religion is that God may be worshipped in the form of His creation. False religions invite man to the worship of creation by calling the creation or some aspect of it God. For example, prophet Jesus invited his followers to worship God, but those who claim to be Jesus’ followers today call people to worship Jesus, claiming that he was God. Buddha was a reformer who introduced a number of humanistic principles in the religion of India. He did not claim to be God, nor did he suggest to his followers that he be an object of worship. Yet today most Buddhists who are to be found outside of India have taken him to be God and they prostrate themselves to idols made in their perception of his likeness. By using the principle of identifying the object of worship, we can easily detect false religions and the contrived nature of their origin. As God said in the Qur’an: “That which you worship besides Him are only names and you and your forefathers have invented for which Allah has sent down no authority: the command belongs only to Allah He has command that you worship Him; that is the right religion, but most men do not understand.” [Qur’an 12:40] It may be argued that all religions teach good things, so why should it matter which one we follow؟ The reply is that all false religions teach the greatest evil the worship of creation. Creation-worship is the greatest sin that man can commit because it contradicts the very purpose of his creation. Man was created to worship God alone as Allah has explicitly stated in the Qur’an: “I have only created jinns and men, that they may worship Me” [Qur’an 51:56] Page 5 of 7 Consequently , the worship of creation, which is the essence of idolatry is the only unforgivable sin. One who dies in this state of idolatry, has sealed his fate in the next life. This is not an opinion, but a revealed fact stated by God in his final revelation to man: “Verily Allah will not forgive the joining of partners with Him, but He may forgive (sins) less than that for whomsoever He wishes.” [Qur’an 4:48 and 116] Universality Of God’s Religion Since the consequences of following a false religion are so grave, the true religion of God must have been universally understandable and universally attainable in the past and it must continue eternally to be understandable and attainable throughout the entire world. In other words, the true religion of God cannot be confined to any one people, place, or period of time. Nor is it logical that such a religion should impose conditions that have nothing to do with the relationship of man with God, such as baptism, or belief in man as a savior, or an intermediary. Within the central principle of Islam and its definition (the surrender of one’s will to God) lie the roots of Islam’s universality. Whenever man comes to the realization that God is one and distinct from His creation, and submits himself to God, he becomes a Muslim in body and spirit and is eligible for paradise. Consequently, anyone at any time in the most remote regions of the world can become Muslim, a follower of God’s religion, Islam, by merely rejecting the worship of creation and turning to God alone. It should be noted, however, that in order to actually submit to God’s will, one must continually choose between right and wrong. Indeed, man is endowed by God with the power not only to distinguish right from wrong but also to choose between them. These God-given powers carry with them an important responsibility, namely, that man is answerable to God for the choices he makes. It follows, then, that man should try his utmost to do good and avoid evil. These concepts are expressed in the final revelation as follows: “Verily, those who believe (in the Qur’an), and those who follow the Jewish faith, and the Christians, and the Sabians (angel-and-star-worshippers) -- any of these who believe in Allah and the Last Day and work righteousness shall have their reward with their Lord. They will not be overcome by fear or grief.” [Qur’an 2:62] If, for whatever reason, they fail to accept the final message after it has been clearly explained to them, they will be in grave danger. The last Prophet said: “Whoever among the Christians and Jews hears of me but does not affirm his belief in what I brought and dies in this state will be among the inhabitants of hell.” (Sahih Muslim [English Translation], Vol.1 P.91 No, 284) Recognition Of God The question which arises here is : How can all people be expected to believe in the one true God, given their varying backgrounds, societies and cultures؟ For people to be held responsible for worshipping the one true God, they all need to have access to knowledge of Him. The final revelation teaches that all humans being have the recognition of the one true God imprinted on their souls as a part of their very nature with which they are created. In the seventh chapter of the Qur’an (Al-A’raaf, verses 172-173), God explained that when He created Adam He caused all of Adam’s descendants to come into existence and He took a pledge from them saying: Page 6 of 7 “‘Am I not your Lord؟’ To which they all replied, ‘Yes, we testify to it’” Allah then explained why He had all of mankind bear witness that He is their creator and the only true God worthy of worship. He said: “That was in case you (mankind) should say on the day of Resurrection, ‘Verily we were unaware of all this’” [Qur’an 7:172] That is to say, we cannot claim on that day that we had no idea that Allah, was our God and that no one told us that we were only supposed to worship Allah alone. Allah went on to further explain that: “It was also in case you should say, ‘Certainly it was our ancestors who made partners (with Allah) and we are only their descendants; will you then destroy us for what those liars did؟’” [Qur’an 7:173] Thus, every child is born with a natural belief in God and an in-born inclination to worship Him alone. This in-born belief and inclination is called in Arabic the “Fitrah“. The Prophet Muhammad reported that Allah said, “I created my servants in the right religion, but devils made them go astray.” The Prophet also said, “Each child is born in a state of Fitrah. Then his parents make him a Jew, Christian or a Zoroastrian.” If the child were left alone, he would worship God in his own way, but all children are affected by the environment. So, just as the child submits to the physical laws, which Allah has imposed on nature, in the same way his soul also submits naturally to the fact that Allah is his Lord and Creator. But, if his parents try to make him follow a different path, the child is not strong enough in the early stages of his life to resist or oppose the will of his parents. In such cases, the religion, which the child follows, is one of custom and upbringing, and God does not hold him to account or punish him for his religion up to a certain stage of his life. The Signs Of God Throughout people’s lives, from childhood until the time they die, signs of the one and only true God are shown to them in all regions of the earth and in their own souls, until it becomes clear that there is only one true God (Allah). God says in the Qur’an: “We will show them our signs In the furthest regions (of the earth) and in their souls, until it becomes clear to them that this is the truth.” [Qur’an 41:53] The following is an example of God revealing by a sign to one man the error of his idol-worship. In the south-eastern region of the Amazon jungle in Brazil, South America, a primitive tribe erected a new hut to house their man-idol Skwatch, representing the supreme God of all creation. The following day a young man entered the hut to pay homage to the God, and while he was in prostration to what he had been taught was his Creator and Sustainer, a mangy old flea-ridden dog slunk into the hut. The young man looked up in time to see the dog lift his hind leg and pass urine on the idol. Outraged, the youth chased the dog out of the temple; but when his rage died down he realized that the idol could not be the Lord of the Universe. God must be elsewhere, he concluded. As strange as it may seem, the dog urinated on the idol was a sign from God for that young man. This sign contained the divine message that what he was worshipping was false. It liberated from slavishly following his traditionally learned worship of a false god. As a result, this man was given a choice: either to seek the true god or to continue in the error of his ways. Allah mentions Prophet Abraham’s quest for God as an example of how those who follow His signs will be rightly guided: Page 7 of 7 “So also did we show Abraham the power and the Laws of the heavens and the earth that he might (with understanding) have certitude. When the night covered him over, he saw a star. He said: ‘This is my Lord.’ But when it set, he said: ‘I love not those that set’ When he saw the moon rising in splendor, he said: ‘This is my Lord.’ But when the moon set, he said: ‘Unless my Lord guide me, I shall surely be among those who go astray.’ When he saw the rising sun in splendor, he said: ‘This is my Lord this is the greatest (of all).’ But when the sun set, he said; ‘O my people I am indeed free from your (guilt) of giving partners to Allah. For me, I have set my face, firmly and truly, towards Him who created the heavens and the earth, and never shall I give partners to Allah” [Qur’an 6:75-79] As was mentioned earlier, prophets have been sent to every nation and tribe to support man’s natural belief in God and man’s in-born inclination to worship Him, as well as to reinforce the divine truth in the daily signs revealed by God. Although much of these prophets’ teachings became distorted, portions revealing their God-inspired messages have remained untainted and have served to guide mankind in the choice between right and wrong. The influence of Godinspired messages down through the ages can be seen in the “Ten Commandments” of Judaism’s Torah which were later adopted into Christianity’s teachings, as well as in the existence of laws against murder, stealing and adultery in most societies throughout the ancient and modern world. As a result of God’s signs to mankind through the ages combined with His revelation through His prophets, all mankind has been given a chance to recognize the one only true God. Consequently, every soul will be held accountable for its belief in God and its acceptance of the true religion of God, namely Islam, which means total submission to the will of Allah. Conclusion The preceding presentation has demonstrated that the name of the religion of Islam expresses Islam’s most central principle, submission to God, and that the name “Islam” was chosen not by man, but by God, according to the holy scriptures of Islam. It has also been shown that Islam alone teaches the uniqueness of God and His attributes and enjoins the worship of God alone without intermediaries. Finally, due to the divinely instilled inclination of man to worship God and the signs revealed by God throughout the ages to each individual, Islam may be achieved by all men at all times. In short, the significance of the name Islam (submission to God), Islam’s fundamental acknowledgment of the uniqueness of God and Islam’s accessibility to all mankind at all times convincingly support Islam’s claim that from the beginning of time in whatever language it was expressed, Islam alone has been, and will be the true religion of God. In conclusion we ask Allah, the exalted, to keep us on the right path to which He has guided us, and to bestow on us His blessings and mercy, for He is indeed the Most Merciful. Praise be to Allah, the Lord of the worlds, and peace and blessings be on prophet Muhammad and on all the prophets of God and their righteous followers.
نقل عوض سيداحمد عوض [email protected]
...............والى الكتاب رقم (26
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم (26)
اسم الكتاب : " الارهاب " اسم المؤلف : " على يونال " نبذة عن المؤلف : على يونال كاتب ومؤلف اسلامى تركى من مواليد 1955 , وله مؤلفات عديدة , بجانب ذلك اشتهر بالترجمة من التركية الى الانجليزية وبالعكس , وله باع طويل فى هذا المجال والى عرض الكتاب :
Although it is useless to discuss whether Islam allows terror, since our consciousness and minds are manipulated for years to make us believe that Islamic belief causes terror, we should saw a few words on this topic. But before Islam's stand against terror, we should remind that this topic is a new one introduced after 1991 in order to create a new enemy front against the Western hegemony in the world. It is Muslims in the world who have been terrorized for centuries, not who have terrorized others. Those who employ some figures from the Muslim world whom they have trained as terrorists are the same powers that accuse Islam of allowing terror. Any terrorist activity, no matter who does it and for what purpose, is the greatest blow to all religious and humanistic values For this reason, no one—and certainly no Muslims—can approve of any terrorist activity. Terror has no place in one's quest to achieve independence or salvation. It costs the lives of innocent people. Even though at first sight such acts seem to harm the target, all terrorist activities eventually do more harm to the terrorists and their supporters. Although there may always be some who exploit any religion for their interests, Islam does not approve of terrorism in any form. Terrorism cannot be used to achieve any Islamic goal. No terrorist can be a Muslim, and no true Muslim can be a terrorist. Islam orders peace, and the Qur'an demands from each true Muslim that he or she be a symbol of peace and support the maintenance of basic human rights. If a ship is carrying nine criminals and one innocent person, Islam does not allow the ship to be sunk to punish the nine criminals, for doing so would violate the innocent person's rights. Islam respects all individual rights and states clearly that none of them can be violated, even if doing so would be in the community's interest. The Qur'an declares that one who takes a life unjustly has, in effect, taken the lives of humanity as a whole, and that one who saves a life has, in effect, saved the lives of humanity as a whole. Also, our Prophet Muhammad says that a Muslim is one who does no harm with either his or her hand or tongue. Our consciousness is manipulated and entrapped, to some extent, by slogans. Conceptions like democracy, freedom, and human rights are the three most effective slogans used to benumb public opinion and maintain the world's order. As ideas, even as values, we do not necessarily object to them; rather, we do not approve of them when they are used by certain powers as cruel and cynical deceptions that are as corrosive as chemical weapons. The world powers usually accept the most ruthless tyrannies for as long as they can manipulate them easily. They seek stability in those areas of a country's life that allow their economic interests to function and flourish unopposed. But yet they oppose any democratic country that jeopardizes their interests by seeking political or cultural independence. They interfere in such countries' internal affairs on the grounds of "democracy and freedom," even though their own human rights' record is by no means good. Leaving aside colonialism's past and present excesses in different guises, we note the continued existence of racial, cultural, and religious discrimination within their own lands. Concessions are made regularly to extremist political parties (ostensibly to prevent greater popularity); the number of crimes and prisoners continues to increase; and physical torture, especially of activists on behalf of minority interests, is unofficially tolerated. Yet they still claim the right to champion democracy, freedom, and human rights wherever they want to—just as long as it serves their own interests and they can justify the use of military or economic force to their own people. They wage war thousands of miles away to assert their interests in an island, yet do not allow others the same right in an island on their very borders. Western intelligence activities abroad are "heroic," but somehow become "barbaric" or "terrorist" when used by other countries seeking to maintain or assert their independence and self-defense. In short, the moral or philosophical value of democracy, freedom, and human rights is utterly compromised by the ##### and cruel cynicism used to secure their dominion. Such practices remind us of the famous chant in Orwell's Animal Farm: "All animals are equal, but some are more equal than others." Nothing is so effective against such cynicism as serious and sincere religious belief that can inspire the thoughts and actions that govern life. Therefore it is no surprise that political opinion-formers sometimes take swipes at religion on the absurd claim that religion inspires killing. Recently, Time magazine presented the Divinely inspired religion—whether Judaism, Christianity, or Islam—as a way of life that encourages "killing for God."92 Some extremist groups misrepresent religion as a narrow political ideology and use it to display their hard-heartedness or rigidity, or to sublimate their inferiority or superiority complexes. However, a system that condemns such actions cannot itself be condemned whenever self-professed adherents use it to justify their reprehensible actions. Religion is a contract between God and humanity, and all of its conditions favor and benefit us. As complex and civilized beings who, in addition to many other things, need a secure coexistence with other people, we seek peace and justice in our individual and collective lives. Just as individual motives differ, humanity's "collective reason" cannot comprehend the true nature of that necessary peace and justice or how to realize it in practice. The subsequent need for a transcendent reason—religion—therefore was given to us by God. Religion is nothing more than an assemblage of the principles laid down by God for human happiness and security in both worlds and for the realization of justice in practical life. Since people's essential nature and needs never change over the course of time, all Prophets preached the same fundamentals of religion. Any differences were confined to secondary matters related to the ever-changing circumstances of life. The religion chosen by God Almighty to ensure individual and collective human felicity in both worlds, and which He revealed through all Prophets, is Islam. Islam means belief in and submission to God, and thereby peace and justice in our individual and collective lives. Judaism and Christianity are names given to the earlier revelations of Islam under Prophets Moses and Jesus, respectively. No Israelite Prophet ever said Judaism. Jesus never claimed to establish Christianity on Earth or called himself a Christian. Christian appears only three times in the New Testament and first by pagans and Jews in Antioch about 43 AD, long after Jesus had left this Earth (Acts 11:26). Islam can be best summed up in the Basmala, the formula uttered at the start of every good act: In the Name of God, the All-Merciful, the All-Compassionate. The word translated as the All-Merciful is al-Rahman, which denotes God as the One Who, out of His infinite Mercy, protects and sustains, as well as guarantees the life of and provides for, all members of creation without exception. The word translated as the All-Compassionate is al-Rahim, which denotes God as the One Who has special mercy for His good, believing, devoted, and upright servants in both worlds. Moreover, the Qur'an states that the Prophet was sent as a mercy for all worlds [all species of beings] (21:107). A religion so based on mercy and compassion seeks to revive, not to kill. Unfortunately, modern materialistic thought is fed by modern science's extreme positivism and rationalism. It therefore reduces life to the physical or material dimension and ignores the fact that peace, harmony, and contentment in this world depend upon human spirituality. A true spiritual life, one based on enlightening the mind or intellect through scientific knowledge and enlightening the heart and refining feelings through belief, religious knowledge, worship, and inspiration, is essential to the Prophets' preaching. For example, the Qur'an proclaims: Respond to God and the Messenger, when the Messenger calls you to that which will give you life [which will revive you intellectually and spiritually] (8:24). Muhammad Asad, a Jewish convert to Islam, likens Islam to a perfect work of architecture: All its parts are harmoniously conceived to complement and support each other, nothing lacking, with the result of an absolute balance and solid composure. Therefore, it gives almost as much importance to our physical life as it does to our spiritual life. Islam regards each person as the representative of its kind and as having the same value as all humanity. This is why God condemned Cain, for his unjust murder of his brother Abel introduced murder into history. As a result, he is held indirectly responsible for all killings until the end of time. As this sin is considered so grave, the Qur'an declares that one who kills someone unjustly is just like one who kills all of humanity, and that one who revives someone either spiritually or physically is just like one who restores all of humanity to life either spiritually or physically (5:32). Clearly, a religion that attaches to such importance to the life of each person will never preach killing for its own sake or glorify it. Islam also does not approve of forced conversions, but rather seeks to remove whatever prevents us from making a free choice of what we will believe by establishing an environment in which all beliefs can be presented freely. Once this is guaranteed, Islam asks us to use our God-given free will to choose and reminds us that we will be held responsible for it, as well as for whatever we did in this world, in the Hereafter: There is no compulsion in religion, as right and guidance have been distinguished from wrong and deviation (2:256).
Prophet Muhammad was attacked many times by his enemies, and sometimes was forced to wage war on them. In all these wars, only about 700 people were killed on both sides. Given this, consider the following questions: Was religion responsible for the many millions of deaths in the Soviet Union and communist China؟ Did religion cause the Soviet massacres in Afghanistan and Chechnia [by Russia], and the brutal suppression of freedom movements in Hungary and Czechoslovakia؟ Did religion kill more than one million people during France's war to deny Algeria its freedom؟ Did religion urge America to its adventure in Vietnam, which cost more than a million lives during the war and many more indirectly since؟ Did religion or modern civilization, extolled as the most advanced and humane in history, cause the death of more than 60 million people, the majority of them civilians, and force countless millions more to remain homeless, widowed and orphaned, during and after the two world wars؟ Is religion responsible for using scientific knowledge to make nuclear and other weapons of mass destruction with which to intimidate poor and weak nations؟ If the world powers want to impose their new world order in the name of "world peace, democracy, and human freedom," but in reality for their own political and economic advantage, and give themselves the right to commit such atrocities, surely people claiming to serve God can use the same rationale to clear the world of such atrocities and establish true peace and realize true freedom. But believers do not justify, like modern political cynics do, such atrocities and war-mongering in the name of merely political ends. Believers, unlike unbelievers, realize that those actions sincerely undertaken only in the Name of God, the All-Merciful and the All-Compassionate, and that have no other motive and do not transgress God's limits, can revive truly humane values. 'Ali ibn Abi Talib presents such an example. During a battle, this noble Companion and future caliph felled his enemy and was on the point of killing him. But at that very moment, the man spat in 'Ali's face. To his surprise, 'Ali released him immediately. Later on 'Ali explained that the man's action had made him suddenly angry and, therefore, fearing that his motive for killing the man had become mixed and therefore sullied with his anger, he released him. This enemy soldier later embraced Islam and thus was revived both spiritually and physically.
نقل / عوض سيداحمد عوض [email protected]
............... والى الكتاب رقم (27)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة فى كتاب (Re: عوض سيد أحمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب رقم ( 27)
اسم الكتاب " محمد في الكتاب المقدس "عرض" أ. د. فؤاد عبدالمنعم أحمد مؤلف الكتاب " عبد ألأحد داوود "
يقول المؤلِّف في مستهلِّ كتابه: أُريد أن أوضِّح أنَّ الآراء التي ستنشر في هذا البحث هي آرائي الشَّخصية، وأنا مسؤول عنها، إنَّني أُصرِّح بأنه لا يوجد لديَّ أية نَزْعة لجرح مشاعر أصدقائي النَّصارى؛ لأنَّنِي انطلاقًا من الإيمان، أُحِبُّ المسيح عيسى ابن مريَم، وإبراهيمَ، وموسى - عليهم السَّلام - كما أحبُّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجميع الرُّسل والأنبياء - عليهم السَّلام - قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 84]. وكذلك لا أريد أن أفتح بابًا للخلافات الحادَّة بيني وبين الكنائس، إلاَّ أنَّني أدعوهم إلى بَحْث وُدِّي هادئ، حول هذا الموضوع المهم بروح المَحبَّة والنَّـزاهة، وإذا أراد النصارى أن يتركوا ما هم عليه، ويعتقدوا بوحدانيَّة الله المطلقة، فمن الممكن بل من المؤكَّد أن يجمع الطَّرَفين قدْرٌ مشترَك؛ لأنَّه إذا اتَّفَق الطَّرَفان على توحيد الله - عزَّ وجلَّ - عندئذٍ يبقى إمكانٌ قويٌّ لِحلِّ الاختلافات في زوايا النظر المختلفة. مؤلِّف الكتاب: عبدالأحد داود، كان قسًّا كاثوليكيًّا روميًّا، اسْمه "بنيامين الكلداني"، اعتنق الإسلام بعد بَحْث وتأمُّل، وعن وعْيٍ واقتناع، فكان من القِلَّة الخيرة المؤمنة، من أهل الكتاب الموصوفة من الله بقوله: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 113 - 115]، فقد آمن عبدالأحد إيمانًا صادقًا عميقًا، وانضمَّ إلى الصفِّ المسْلِم، وقام بالدِّفاع عن الإسلام ورسوله. نبذة موجزة عن معالم حياته: • وُلِد عبدالأحد داود عام 1867م بأرميا بدولة "فارس"، ودرس الديانة الكاثوليكيَّة منذ الصِّغَر، وتفوَّق فيها. • التحق في سنة 1892م بكلية "فايد" للدراسات الدينية والفلسفية بروما، وتَخرَّج فيها، وعُيِّن في سنة 1895م قسيسًا. • مثَّل الكاثوليك الشرقيِّين في مؤتَمر "القربان المقدَّس" سنة 1897م. • أوَّل من أصدر نشرة تبشيريَّة باللُّغة السريانية بعنوان: "صوت الحق"، وترجم "السلام المريمي" إلى عدَّة لغات، وكانت آخر خُطَبِه التبشيرية عام 1900 تَحْمل اسم "القرن الجديد والناس الْجُدد". • قدَّم استقالته من عمَلِه الديني حُرًّا مُختارًا - وباءت كلُّ جهود الكنيسة بالفشل للحيلولة دونها - بعد أن تيقَّن من بُعْدِ النَّصرانية عن طريق الحق، وعَمِل مراقبًا في البريد والجمارك، ثم عُيِّن مدرِّسًا لَدى الأمير محمد علي ميرزا. • أعلن إسلامه في سنة 1904 بالقسطنطينيَّة، أمام شيخ الإسلام "جَمال الدين" بِحُضور جَمْعٍ من العلماء، وبقي فيها قرابة تسع سنوات، متفرِّغًا للبحث والدَّرس والدعوة للدِّين الذي اعتنقَه؛ إذِ اعتقده حقًّا، متجشِّمًا هجرة الأهل والأقارب، وضيق ذات اليد. • من مصنَّفاته: الإنجيل والصَّليب، ويُعَدُّ فريدًا في بابه، انتهى فيه إلى أنَّ قضيَّة قتْل المسيح وصَلْبِه عبارة عن أسطورة منتحلة. • والكتاب الذي نَعْرِض له "مُحمَّد في الكتاب المقدَّس" هو من خيرة الكتب القائمة على البحث العلميِّ، الهادئ والأمين في إثبات نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلم - من خلال "الكتاب المقدَّس"، على ما فيه من تحريفٍ وتضليل؛ لأنَّه كما يقول عبدالأحد نفسه: "إنَّه يتعين على من يتصدَّى لدينٍ من الأديان أن يكون قد أتقن - حسب الأصول - دراسةَ عقائد وأحكام الدِّين، الذي يردُّ عليه وينتقده، واستقراء أصوله وفروعه، وأن يبيِّن ما يشتمل عليه الدِّين الذي يدعو إليه من القدسيَّات الأخروية، والمُحسِّنات الدنيوية التي تؤمِّن السعادة الحقيقية، المادِّية والمعنويَّة لِنَوع البشر..."، وقد سلَكَ عبدالأحد ذلك، فقد درَس الكتاب المقدَّس في لغاته العبريَّة والآرامية والسريانيَّة، وثبت له التَّحريف والتبديل عند نقْلِه إلى اللُّغات الأخرى حالَ كونِه عمِل مدة غير قليلة بالدَّعوة للدِّين المسيحي؛ الأمر الذي يجعل لبحثه قيمةً كُبْرى. • وقد طُبِع الكتاب باللُّغة الإنجليزيَّة بسنغافورة على نفقة رئاسة المَحاكم الشرعية والشُّؤون الدينية بدولة قطر، بناءً على طلبٍ من جَمعية "نَهضة الإسلام، برستو، سرواك"؛ ليعمَّ الانتفاعُ به بين حَمَلة هذه اللُّغة، سواءٌ أكانوا مسلمين أم غيْرَ مسلمين. قسَّم المؤلِّفُ كتابه قسمين كبيرين: القسم الأول: محمَّد في التوراة. القسم الثاني: محمَّد في الإنجيل. بحث المؤلِّفُ في القسم الأول من الكتاب "محمد في العهد القديم"، مبتدئًا بأهمِّ النِّقاط، وهي "الله - جلَّ جلاله - وصفاته". أثبت أن لفظة "الله" وردت في اللُّغة العبرية، وهي ذاتُ الله البارئ - عزَّ وجلَّ - الذي أوحى إلى آدم وسائر الأنبياء والمرسلين - عليهم السَّلام - المدبِّر للكون والإنسان والحياة، وأنَّ ذات الله لا تُدْرَك، وأن صفات الله ليست لَها كيانات مستقِلَّة عن ذاته، وهي كما وصَف بِها نفسه، وعلى عباده أن يدعُوه بأسمائه الْحُسنى، وبيَّن فساد المبدأ النَّصراني القائل: "باسم الأب والابن والرُّوح القدس، ثلاثة أقانيم في أقنوم واحد"، "في الثالوث الأقدس: أوَّل الثلاثة هو الخالق المدمِّر، والثاني هو المخلِّص، والثالث هو المعطي للحياة". وإن إعطاء الأب صفة الخالق المدمِّر، والابن صفة الفداء، والرُّوح صفة الحياة - يتضمَّن الاعترافَ بوجود ثلاثة كيانات غيْر كاملة، سواء أكانت منفردة أم مجتمعة؛ لأنَّ التفاضل بينها أساسُها، فالأب مقدَّم على الابن، والابن مقدَّم على الرُّوح القدس، ومُخالَفة هذا الترتيب في القربان المقدَّس يعدُّ ذنبًا عظيمًا. وأوضح أنَّ وصْف القرآن الكريم للمسيح، بأنه "كَلِمَةٌ مِنْهُ" والتي تفسِّرها النَّصارى بأنَّها شيءٌ له كيان خاصٌّ، وقد اكتسى لَحمًا وظهر في شكل إنسان، بزعم أنَّها تؤيِّد ما ورد في كتابهم المقدَّس من انبثاق كلمته منه - ليس صحيحًا، فقد تبيَّن له بالاستقراء والتتبُّع لِمَدلول الكلمة في اليونانيَّة بالكتاب المقدَّس أنَّ حقيقة المراد منها: أنَّ الله لَمَّا أراد قال: كُنْ، فكان تكوُّنُ المسيح في رَحِم مريم. وينتهي إلى: "أنَّ العهد القديم والقرآن يُنْكِران مبدأ الثَّالوث الأقدس، والعهد الجديد لا يؤيِّدُه صراحة، وأنَّ ما ورد فيه عن الثَّالوث الأقدس لا يُطْمَأنُّ إليه؛ لأنَّه لم يصدر عن المسيح عيسى ابن مريم، ولَم يُكتب في لغته، وإنَّما صدر بعد المسيح بقرنَيْن من الزمان على الأقل". فالله ليس أبًا لابن، وليس ابنًا لأب، وهو ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 3 - 4]. عيسى يبشِّر بِمُحمد: • ثُم عرَض المؤلِّف لِمَجيء محمد خاتم الأنبياء والمرسلين - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحقَّق كلمتَيْ "حمد، وسَلام" في العهد القديم، وأن المقصود بِهما الإنباء بالنبِيِّ الخاتم محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو الرَّجُل المنتظر في الماليشيا "إحدى نُسَخ العهد القديم المكتوبة بالسريانيَّة"، فقد ورد فيها: "انظر سأرسل رسولي وسيهيِّئ الطريق أمامي، فجأة سيأتي إلى معبَدِه، وهو الصَّاحب العظيم الذي تُحبُّه، وهو رسول الْميثاق الذي ترضى به، خُذْ إنَّه آتٍ يقول: إله الجميع"، وطابق هذا على ما ورد في القرآن من قوله - تعالى -: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]. • وبيَّن أن الإسراء والمعراج وحضور الأنبياء بِهَيئتهم الجسديَّة أمر مقبول ومعقول، طالَما كان بالإمكان أن يحضر موسى وإلياس على جبَل التجلِّي بِهَيئتهم الجسدية. وأكَّد الصِّلة بين "حمد وأحمد"، وأن أصلها كلمة واحدة، وأنَّ القرآن الكريم، أخبر بمجيء أحمد على لسان عيسى ابن مريم - عليهما السَّلام - واستدلَّ بقوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الصف: 6]. وأوضح "أن تسمية آمنة لابْنِها اليتيم بـ "محمَّد" لَم تكن صُدْفة، وإنَّما كانت بأمرٍ من الله، وأنَّ هذا الاسم لم يسبق أن سُمِّي في التاريخ الإنساني كلِّه من قَبْل"، واعتبر ذلك معجزة كُبْرى في حقِّ الإسلام. العهد لإسماعيل وليس لإسحاق: • وتكلَّم عن مسألة حقِّ أسبقيَّة الميلاد والعهد السَّماوي: أثبت أسبقيَّةَ ميلادِ إسماعيل على إسحاق - عليهما السلام - وأنَّ إسْماعيل ولَدٌ شرعي لإبراهيم الخليل من زوجته هاجر، وأنَّ العهد جرى بيْن الله وإبراهيم وولَدِه إسماعيل عند ميلاده, وأنَّ مظهر ذلك ختان إسماعيل وتطهيره جاء في رواية: "بواسطتِك سوف يعمُّ فضْلُ الله سائرَ شعوب الأرض"، وفي قولٍ آخَر: "والذي يأتي منك يرثك". وقد تَمَّ هذا العهد عند ميلاد إسماعيل. وأنَّ إسماعيل هو الذَّبيح، وأنَّ علماء بني إسرائيل حرَّفوا في كتُبِهم وأسفارهم، فأثبتوا اسم إسحاق، بدلاً من إسماعيل، وأغفلوا نعْتَ إسماعيل، فبقي شاهدًا على تَحْريفهم، فقد جاء في العهد القديم: "وبِما أنَّك لَم تبخل بابنك الوحيد؛ لذا سأُبارك في ذرِّيتك، وأُضاعفها مثل عدد النُّجوم والرِّمال على السَّواحل"، ونظيره قاله الملاكُ السَّماوي لهاجر في الصَّحراء: "سأُبارك في ذريتك وأضاعفها إلى عددٍ لا يُحصى، وإن إسماعيل سيصبح رجلاً مثمرًا"، وإن النصارى ترْجَموا الكلمة التي تعني "مثْمِر" من العِبْرية إلى كلمةٍ أخرى تَعْنِي "حمار البَر". واستدل بما ورد في "إنجيل برنابا" من أنَّ السيد المسيح - عليه السَّلام - وبَّخ اليهود الذين قالوا: إنَّ الرسول العظيم "المخلِّص الموعود" سيأتي من نَسْل مُلْك داود، وصارَحَهم السيِّدُ المسيح بأنَّ العهد وعْدٌ لإسماعيل، وليس لإسحاق، وأنَّ إسماعيل هو الذي أخذه أبوه؛ ليكون ذبيح الله، وقال لَهم: إن المقصود من كلمة "ابنك الوحيد" هو إسماعيل وليس إسحاق. فساد رسائل القديس بولس: إنَّ العهد القديم والقرآن يُنْكِران مبدأ الثَّالوث الأقدس، والعهد الجديد لا يؤيِّده، بصراحة: الرسول محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو الرجل المنتظر في الماليشيا "إحدى نسخ العهد القديم المكتوبة بالسريانية". وكشف المؤلِّفُ فساد رسائل وكتابات القديس "بولس"، وأنَّ لديه نـزْعةَ تنقيص لإسماعيل؛ إذْ يزعم حقَّ أسبقية الميلاد لإسحاق، حالَ كونه يَنْسب - بُهتانًا - إلى إبراهيم الخليل - عليه السَّلام - أنه تزوَّج من أخته "سارة"، وهي جريمة - إن صدقَتْ - عقوبتُها قتْلُ مرتكبها، وتجعل من إسحاق ابنًا غيْرَ شرعيٍّ. ويقول المؤلِّف: "نتساءل: ألَم يقرأ هذا القدِّيسُ ذِكْرَ الجريمة اللاَّعنة والملعونة القائلة: لعنة الله على مَن يُباشر أخته في الفراش، وهي ابنة أبيه، أو ابنة أُمِّه، وليقل سائر الناس: آمين؟". وينتهي إلى أن إبراهيم - عليه السَّلام - كان نبيًّا ورئيسًا قبَليًّا، وأنَّ ابنه الأصغر "إسحاق" وَرِثَ مسكن أبيه، بينما مضى صاحب العهد "إسْماعيل"؛ ليحرس بيت الله الذي شارك في بنائه، واستوطن الحجاز، وآتاه الله النبوَّة، فدعا الناس إلى توحيد الله، وطبَّق الشريعة الصالحة لوقتها، وإن ذُرِّية إسماعيل انتشرَتْ وتكاثرت، ومنها بُعِث محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم. محمد في التوراة: • وعرض لوصف محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - "بشيلوه": وأثبتَ أن كلمة "شيلوه" التي وردَتْ في العهد القديم تعني صاحب السُّلطة والشريعة، وهي بشارة عن مَجيء "محمَّد" خاتم النبيِّين؛ لأنَّ النصَّ قد ورد فيه "لا تُفارق السُّلطةُ يهوذا "ابن يعقوب"، حتَّى مجيء "شيلوه" وله يتبع الناس. وبيَّن "أن قبيلة يهوذا اندثرَتْ مع سلطتها ونبوَّتِها ولغتها منذ آمادٍ بعيدة، ولَم يَعُد ثَمَّة أفراد أو جَماعات ينتمون إلى قبيلة يهوذا، فليس ليهودِ هذا اليوم الادِّعاءُ أنَّهم في انتظاره، وأنَّ المسيح عيسى ابن مريم - عليه السَّلام - أبلغ القوم أنه جاء مصدِّقًا لِما بين أيديهم من التوراة ومكملاً لَها، فلم يأْتِ بشريعة ناسخة للتوراة، بينما جاء محمَّد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالدِّين الخاتم، المشتمل على العقيدة القائمة على التوحيد الخالص، والشريعة التي نسخَتْ كلَّ الشرائع السابقة، ومنها شريعة موسى، وقد استطاع بسلطةٍ من الله أن يقيم دولة الإسلام الخيِّرة، فهو "شيلوه" صاحب السُّلطة والشريعة". • ودلَّل على مَظالِم "قُسْطَنْطين" الأكبر للنَّصارى الموحِّدين: ففسَّر الأنباء التي وردت في الباب السابع من كتاب "النبي دانيال" لِمُدَّة تزيد عن ألف سنة من تاريخ البشرية، قبل مولد الرَّسول العظيم، فقد تَمثَّلت الرُّؤيا من أربعة حيوانات، أوَّلُها الملك السَّماوي للنبي دانيال: الأسد المُجنَّح: ويُمثِّل الإمبراطورية الكلدانيَّة القوية، السريعة في وَقْعها على أعدائها كسرعة العقاب. والدُّب: يمثِّل الإمبراطورية القديمة لفارس، التي وصلَتْ إلى أثيوبيا، واستوْلَت على القارات الثَّلاث في نصف الكُرَة الشرقي من الأرض. والنَّمِر ذو الأربعة الأجنحة والأربعة الرُّؤوس: يُمثِّل فتوحات الإسكندر؛ حيث انقسمَتْ بلاده الواسعة المترامية الأطراف بعد وفاته أربعَ مَمالك. والحيوان ذو العشرة الأَقْرن في رأسه، وله أسنان حديدية: يمثِّل الإمبراطوريات العشر الرُّومانية، التي نكلت واضطهدَتْ النَّصارى الأوائل. وأثبت أنَّ القرن الصغير الذي ضرب رأس الحيوان الرابع هو قُسْطنطين، الذي اعتنق المسيحيَّة في الظَّاهر، وأفسدها بإدخال عقيدة الثَّالوث الأقدس مرَّة، وبِمَرسومٍ منه بعد أن عقد مجمعًا عامًّا في "نيقة" حضرَه أكثر من ألف راهب، ونكَّل بالنَّصارى الموحِّدين، وصادر كتبهم، وأغلق كنائسهم، وقسمها بين كهَنةِ عقيدة الثَّالوث. تفسير رؤيا دانيال: • وتناول رؤيا دانيال، ووصف محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنه "ابن الرَّجُل": فبيَّن أن الشخص المنتظر في رؤيا دانيال، الموصوف بأنه سُلْطان الأنبياء، وهادي الإنسانيَّة: هو محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم. وأن ما ورد في رؤيا دانيال عن مظهر "برناشا"؛ أيِ: ابن الرجل فوق السَّحاب، يُحاكي قصَّة معراج الرسول إلى السَّماوات العلا؛ لأنَّ الذي أَسْرى وعرَجَ به قادرٌ على كلِّ شيء، أخرجه من قانون الجاذبيَّة، إلى قوانين أخرى هو خالِقُها. • وأورد أن النبِيَّ داودَ - عليه السَّلام - يذكر محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - بـ "سيدي": كشف النصَّ الأصلي الوارد في التوراة لداود بأنه "قال مولاي لسيِّدي، اجلس إلى يَميني إلى أن أصفع أعداءَك تحت قدمَيْك". فبيَّن أن المقصود "بالمولى" هو الله، وأن "السيد" هو محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وليس داود نفسه؛ لأنَّه كان ملكًا، ولا أحد الأنبياء السابقين عليه، كإبراهيم، ويعقوب، فَهُم "الآباء"، ولا مَن يرد من سلالة داود، فهم "الأبناء". وبيَّن فساد زعْم اليهود أنَّ المقصود من لفظة "سيِّدي" المسيح الموعود؛ لأنَّ المسيح عيسى ابن مريم تبَرَّأ من ذلك صراحةً، وأفهمهم قائلاً: "إذْ كيف يذكر داود ذلك الرَّجُل الموعود بقوله: "سيدي" إنْ كان ذلك الرَّجُل من أبنائه"، ويستَدِلُّ المؤلِّفُ من هذا النَّص على أنَّ المسيح عبْدُ الله ورسوله، وليس بإلهٍ أو ابنِ إله، وعلى النَّصارى عدم المغالاة في وصف المسيح. ويؤكِّد المؤلِّف "أنَّ إنجيل برنابا - الممنوع تداولُه لدى الكنائس - أكثر الكتب النَّصرانية تَوضيحًا لِحَقيقة المسيح عيسى ابن مريم ورسالته"، وينقل القول الصحيح من المسيح - عليه السَّلام - في حقِّ محمَّد، ويبيِّن "أنَّ العهد جرى بيْن الله وإبراهيم وإسماعيل، وأنَّ خيْر البشرية سينحدر من نَسْل إسماعيل، وأن المسيح أخبر مرَّاتٍ عن محمَّد؛ لأنَّه رأى روحه في السَّماء"، وينتهي إلى أن "إنجيل برنابا أكثر موافَقةً للكتب السماوية من غيره". محمد رسول العهد السماوي: • بيان حقيقة "السيد الرسول" في العهد السماوي: صحَّح المؤلِّفُ المفهومَ الخاطئ لدى علماء النَّصارى وعامَّتِهم من المقصود بالنص: "سأُرْسل رسولي، وسيهيِّئ الطريق أمامي، وفجأة سيأتي إلى معبده ذلك السيد الذي تبحث عنه، والرسول الذي تحبُّه، انظر إنه آتٍ"، من أنَّ الرسول الأول هو يحيى، والرسولَ الثاني هو المسيح الموعود. فبيَّن "أنَّ يحيَى لم يمهِّد الطريق، ولَم يتنزَّل عليه كتاب مقدَّس، ولم يأت بشريعةٍ جديدة، ولم يَنْسَخ شريعة موسى"، ويعدُّ ذلك أمرًا متَّفَقًا عليه بين الأناجيل الأربعة، على الرغم من تضارُبِها. وبيَّن: "أن الرجل المقصود بالنبأ - بأشكاله المتعدِّدة - واحدٌ، وأنَّ السيد الرسول موصوف بأنَّه رسول العهد؛ "أي: مِن نسل إسماعيل"، وصاحب شريعة، وقائد باسل ومكرَّم عند الله، وعلى خلُقٍ عظيم، وهي صفات محمد - عليه الصَّلاة والسَّلام - لا صفات عيسى ابن مريم". وأوضح أنَّ أنبياء الحقِّ بلَّغوا الإسلام: أكَّد المؤلف أن قوم إسرائيل أكثرُ الأقوام ادِّعاءً للنُّبوة كذبًا وبُهتانًا، وأنَّهم على نوعَيْن: الأوَّل: اعترَف بشريعة التَّوراة، ونسب لنفسه الوحْيَ والنُّبوة، والثاني: كان يتكهَّن باسم بَعْل أو آلهة أخرى، تحت إشراف مَلِك وثنِي إسرائيلي. وأكَّد ما ورد على لسان آرميا في سِفْر تثنية الاشتراع من "أنَّ النبي الذي يتنبأ بالإسلام هو النبِيُّ المرسل من الله بالحقِّ" وأنَّ القرآن الكريم يبيِّن أن المرسلين والنبيِّين. يقول المؤلف: من العبث أن يحاوِلَ باحثٌ إيجادَ قطعة بسيطة من رسالة عيسى الإنجيليَّة في لغته الأصلية، وتقع مسؤولية ضياع الإنجيل المقدَّس في لغته الأصلية على عنق مؤتمر مجلس نيقة. جميعًا، من لدن آدم حتَّى الرسالة الخاتمة، بِمُحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بلَّغوا الإسلام، بأنْ دعَوْا إلى توحيد الله والالتزام بأوامره، والابتعاد عن نواهيه. الإسلام مَمْلكة الله: وبيَّن أن الإسلام مملكة الله في الأرض: أثبت المصنِّف أن النصَّ الوارد في كتاب دانيال "المملكة والسُّلطان والسَّيطرة الشاملة تحت أديم السَّماء ستُعطَى إلى أنبياء الله - تعالى - وسلطتهم ستكون سلطة للأبد، وكلُّ السلطات ستخدمهم وتطيعهم". إنَّه يقصد به الإسلام بِمَعناه العامِّ؛ أيْ: لكلِّ دينٍ سابق قام على أساس التوحيد، وتحدد مملكته بإقليم النبِيِّ الدَّاعي، ولكن بِمَجيء محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - رسول الله للبشريَّة كافَّة تحقَّقت مملكة الله على الأرض؛ لأنَّه الدِّين المتمِّم والمكمل للأديان السابقة، والحاكم في الاختلافات الكائنة بين اليهوديَّة والمسيحية، والْمُصلِح بينهما ومدخلهما ضمْنَ دينه المكمل المتمِّم؛ ليكون الجميع سويَّة مسلِمين لله. وجلَّى الأمر بأن المسيح وحواريِّيه بلَّغوا الناس حاكميَّة الله في الأرض: كشف الغطاء "بأنَّ النصارى واليهود على الرغم من ترديدهم في صلواتهم مجيءَ مَمْلكة الله على الأرض، بيْدَ أنَّ كُلاًّ منهم يفسِّرها حسب هواه، وأنَّها الكنيسة التي ينتمي إليها، وتُحقِّق الغلبة لها على غيرها من الكنائس". ويُحَصحص الحقّ في الترنيمة المقدَّسة لدى النَّصارى "سبحان الله في السَّموات، وجعل الأمن في الأرض، وجعل بين الناس حُسْن النية"، ويعلن الحقيقة التي أخبر بها المسيح - عليه السَّلام - وهي: "الحمد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللنَّاس أحمد"، فإنه قد خاطب الجمهور: بأن المخلِّص الموعود الذي يعتبره اليهود أنَّه سينحدر منهم كذب، وأنه سينحدر من نَسْل "إسماعيل" ويُسَمَّى "أحمد"، ويقيم مَمْلكة الله في الأرض، ويَحْكمها بِما أنزل الله، ويجاهد بنفسه، وهو ابن الرَّجل، الذي أرسله الله بالْهُدى ودين الحقِّ لِيُظهره على الدين كله، ويقيم دولةَ الإسلام القاضية على دولة الظلام. ويقول المؤلِّف: إنَّ شريعةَ عيسى - عليه السَّلام - كانت خاصَّة ببني إسرائيل، وكان لَها طابَعٌ مادِّي وقومي، لكن علماءَهم ونُسَّاخهم - أُسْوة بتقاليد آبائهم - قاموا بالتحريف والتبديل. لذا ذمَّ عيسى - عليه السَّلام - تلك التقاليد وتبَرَّأ من أولئك اليهود وزُعَمائهم، واتَّهمَهم بالخيانة وأنَّهم ذُرِّية الشيطان. محمد في العهد الجديد: أمَّا القسم الثاني: محمَّد في العهد الجديد "الإنجيل"، فقد أبان المؤلِّفُ "أن المسيحَ عيسى ابن مريم - عليه السَّلام - لم يترك إنجيلاً حقيقيًّا في لغته التي أنـزل بِها "اللغة الآرامية"، وأنَّ الأناجيل الأربعة لحواريِّي عيسى - عليه السَّلام - المتداولة، هي في حقيقتها مواعِظُ مُترجَمة إلى اللُّغة اليونانيَّة"، ودلَّل على وجهة نظَرِه بالتمسُّك بالنُّسخة المكتوبة باللِّسان السرياني "شيطِئا"، فقد وضع فيها اسم "كارونا" - أيْ: موعظة - مَحلَّ كلمة إنجيل، وأنَّ هذه المواعظ أو الكتب لَم يُضَف عليها صفة القداسة إلاَّ بقرار مجمع نيقة العامِّ، وألغى صفة القداسة عمَّا يربو على الخمسين من الأناجيل المختلفة والمتضادَّة مع إحدى وعشرين رسالة من رسائل لا تُعدُّ ولا تُحصى، فالعالَم المسيحيُّ كان مَحرومًا من العهد الجديد مدَّة 325 سنة؛ أيْ: إنَّه كان بغير كتاب. ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾ [الأعراف: 157]. ويقول المؤلِّف: ولذلك من العبَثِ أن يُحاول باحثٌ إيجادَ قطعة بسيطة من رسالة عيسى الإنجيليَّة في لغته الأصلية. وتقع مسؤوليَّةُ ضياع الإنجيل المقدَّس في لغته الأصلية على عاتق مؤتَمرَيْ مجلس نيقة. وعرض لوصف محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بـ "أيودوكيا": كشف حقيقة كلمة "أيودوكيا" الواردة في كتاب لوقا، وأنَّها ليست ترجمة حرفيَّة لكلمة سريانية أو عبرانية؛ لأنَّ كتاب لوقا لم يترجم عن لسانٍ آخَر، فرجع إلى نسخة الإنجيل السرياني "بشيطِئا"، فتبيَّن له أن كلمة "أيودوكيا" ترجمت بِمَعنى أمل صالح، وهي لا تعدُّ ترجمة حرفية مطابقة لأصل الكلمة، ورجع إلى كتاب "قودشا"، باعتباره أقدمَ من الأناجيل الأربعة، فاتَّضح له أن كلمة "أيودوكيا" تعني بشارةً جديدة أو حسنة، وأنَّ حقيقة كلمة "أيودوكيا" أنَّها مركَّبة: شقُّها الأول "أيو" بمعنى "حسن"، و "دوكيا" ليست لها معنى في اللغة اليونانية، وأنَّها محرَّفة وصِحَّتُها "دوكوية" وهي بِمَعنى الحمد، وأنَّ الصفات المشتقَّة منها الفعل "دوكسا" هي: حمد، ومحمود، ومَمْدوح، وانتهى إلى أنَّه لا يعلم بوجود رجلٍ تاريخي يَحْمل اسم "أحمد" و"محمد" قبل ظهور النبِيِّ الأخير الأعظم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنَّ اختصاصه بهذا الاسم الجليل "محمد" لا يُمْكن أن يكون من قَبيل المصادفة والاتِّفاق. يحيَى يبشِّر بمحمد: وعرض لإخْبار يحيَى بِمَجيء رسولٍ عظيم: أثبت أنَّ هذا الرسول ليس عيسى ابن مريم كما يرى النَّصارى، وإنَّما هو محمد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ودلَّل على هذه الوجهة ببعض النُّصوص من الكتاب المقدَّس مع تَحفُّظه - الذي أكَّده كثيرًا - بوجود التحريف والتبديل فيه، وأنه لا يُمكن الوقوف على صحيحه من سقيمه إلاَّ من المنطلَق الإسلامي. ورد في الإنجيل على لسان يحيَى: "سيأتي بعدي رسول"، فأوضح "أنَّ الرسول ليس عيسى؛ لأنَّ يحيَى وعيسى وُلِدا في عامٍ واحد، وأنَّ يحيى أخبَر اليهود عند سُؤالِهم إيَّاه: أهو المخلِّص الموعود؟ فأجابَهم بالنَّفي، وأن المخلِّص لَهم هو عيسى ابن مريم، وأنَّ هناك مُخلِّصًا آخر هو خاتم الأنبياء والمرسلين، صاحب المكانة العُظْمى لدى الله - سبحانه وتعالى - لدرجة أنَّ يحيَى لا يرى نفسه أهلاً لفكِّ رباط حذائه". واستدلَّ "بأنه لو كان عيسى ابنُ مريم هو آخِرَ الأنبياء، لاتَّبَعه يحيَى ومن معه من أصحابه، ولأَحْجَم عن وعظ قومه وتطهيرهم، وأنَّ يحيَى قد طهَّر عيسى ابن مريم في نَهْر الأردن كالناس العاديِّين"، ويتساءل: كيف يكون عيسى ابنُ مريم إذًا هو اللهَ أو ابْنَ الله؟! يَطْمئنُّ المؤلف إلى ما ورد في إنجيل برنابا من "أنَّ عيسى ابن مريم - عليه السَّلام - أخبر عن روح محمَّد، وأنَّها خُلِقَت قبل كلِّ شيء"، وأنَّ هذا يوضِّح قول يحيَى: "الذي سيأتي بعدي أصبح قبلي؛ لأنَّه كان قبلي". وينتهي إلى أنَّ القول عن رسالة يحيى أنه كان ممهدًا لطريق عيسى، وأن عيسى - عليه السَّلام - هو الذي سيأتي بعده، وأنَّه الفاتح العظيم، الذي سيأتي فجأة إلى مسجده، ويَحْكم بدين الأمن والسَّلام، ويجعل القدس مع مسجده أكثر شأنًا، ادِّعاءات تَنْهار أمام الواقع، وبرهان من قول عيسى: "لَم تلد المرأةُ رجلاً أكبر من يحيَى، غير أنَّ آخِرَهم في ملكوت السَّماء هو أعظم من يحيَى"، يدلُّ على أنَّ آخر الأنبياء أعظَمُهم، وقد حقَّق محمَّدٌ - عليه السَّلام - ما لم يُحقِّقه الآخَرون جَميعًا في مدَّة قصيرة جدًّا؛ أيْ: في ثلاثة وعشرين عامًا. ويوقف على حقيقة أنَّ "البارقليط" ليس روح القدس: فأثبت أنَّ كلمة "البارقليط" الواردةَ في العهد الجديد، كُتِبَت باليونانيَّة، وهي ليست أصْلَ لغةِ الإنجيل، الذي نزل باللُّغة الآراميَّة، وأنَّ المسيح عيسى ابن مريم - عليه السَّلام - بلَّغ رسالته إلى قومه بالْمُشافهة، وفقًا لِمَا يتطلَّبه كلُّ موقف. وأنَّ لفظة "البارقليط" في اليونانيَّة تعني الْمُدافع عن القضيَّة أو روح قدس، وأن اللَّفظة نالَها تحريف، وأنَّ الكلمة الصحيحة لَها تعني "أحمد أو محمود". • وأوضح أن "البارقليط" تَعْني مُحمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: عرَض لصِفات "البارقليط"، وقال: "يتَّضِح من بيان الإنجيل الرابع أن بارقليط رجلٌ مَخْصوص، ومخلوق ذو روحٍ طاهرة تسكن في قالبٍ إنساني لتنجز الأعمال المهمَّة التي لم يُنْجزها إلاَّ أمثال موسى وعيسى"، وأن "البارقليط" لا يتكلَّم من نفسه، وأنَّ ما ينطق به إنْ هو إلاَّ وحْيٌ يوحَى، ويُخْبِر عن أمور مستقبلة تتحقَّق. وينتهي إلى أنَّ هذه الأوصاف لا تنطبق إلاَّ على محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم. أوصاف محمَّد في الإنجيل: وتكلَّم عن وصف محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - "ابن الرجل": كشف المؤلِّف عن التحريف في الإنجيل من خلال نسَبِ المسيح، فهو ابن يوسف بعد أن كان ابن مريم، وأصبح له عددٌ من الإخوة والأخَوات، ثم أصبح من أولادِ داود، ثم أصبح ابْنَ الرَّجُل، فابْنَ الله - مَعاذَ الله - ثُم أصبح الابنَ فقط، ثم أصبح المسيحَ، فالنِّعمةَ التي تفدي الإنسانيَّة! وبيَّن "أن ما ورد في الإنجيل بابن الرَّجل لَم يَقُلها المسيح عيسى ابن مريم - عليه السَّلام - في شخصه، وإنَّما أراد بِها غيره؛ لأنَّه حذَّرَ بني إسرائيل وأمرهم بعبادة الله، وأن ينتظروا بصبْرٍ مَجيء "ابن الرجل"، الذي سينجيهم من أعدائهم إلى الأبد، وأنه صاحب يوم السبت؛ أيِ: الذي يُلْغِيه، وينسخ بشريعته شريعةَ موسى، وهو الذي ينجي خِرَاف بني إسرائيل الضالَّة "اليهود الذين أسلموا"، ويشتِّت الماعز منهم "الذين أصرُّوا على الكفر وجحدوا نبوته"، وأنَّ ابن الرجل يُقيم مَمْلكة الله في الأرض بالدين الخاتم ليوم القيامة". ويَنْتهي إلى أنَّ ابن الرجل هو وصْفٌ لِمحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم. خاتمة: ينتهي المؤلِّف من كتابه إلى القول الفصل بأنْ نَجعل القرآن رائِدَنا، ونُحكِّمه في النُّصوص الواردة في الكتاب المقدَّس التي تثبت نبوَّة مُحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنه خاتم النبيين صاحب الشَّريعة النِّهائية للبشر، والذي جاهد في الله حقَّ جهاده، وأقام دولة الإسلام في الأرض، فأنار السبيل للإنسانية جَمعاء. وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين.
نقل عوض سيداحمد عوض [email protected]
________________________________________
| |
|
|
|
|
|
|
|