دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
سياحة في دنيا المجانين
|
09:08 AM Sep, 14 2015 سودانيز اون لاين درديري كباشي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
معايير المجانين
انا في ظني الشخصي البحت أنه المجانين بيختلفوا عنا ( يعني نحن العاقلين) في معاييرهم الخاصة لتقييم الاشياء .. ما نراه نحن خطأ هم يرونه عين الصواب .. فالمجنون الذي يهيم في الشوارع من غير ملابس .. يرى اللابسين هم على خطأ ويمكن يرى الملابس نفسها عالة على جسده تعيقه في مهام أيضا هو يراها مهمة . وقد يكون مجنون آخر مهووس بالنظافة والترتيب والنظام .. لدرجة أنه لا يتردد أذا وجد مثلا كتب مبعثرة في بيت ما أو مكتب لايخصه أن يقوم بترتيبها دون تردد . ونسمع بقصة عجيبة مثلا أنه مجنون من النوع الانيق راكب في قطار شاهد طفلة جملية بصحبة أمها وكانت شعثاء ( منكوشة الشعر ) نادها بكل لطافة تعالي يا شاطرة ومسك شعرها ضفره لها ضفيرتين .دون أكتراث لاعتراض أمها أو باقي الركاب .أكيد العاقل يحسب لهذا التصرف ألف حساب قبل أن يشرع فيه . في مدينتنا كسلا كان عندنا تسلية ظريفة أنه بعد تمرين كرة القدم نتجمع تحت عمود النور نحكي ونضحك .. وننتظر المجانين الذي يقدمون من السوق بعد المغرب متجهين الى الاحياء الشعبية قرب جبل مكرام .. وكانوا يأتون بالتناوب أذكر منهم فكي نافورة .. و بناتي وأدريس عر . وعجب ومحمد حسين . حتى فيهم نساء . حبوبة سعدية مثلا . كل واحد منهم له العبارة التي تزعجه . و يختلف رد الفعل من كل واحد .. مثلا بناتي أنا لا أعرف أسمه الحقيقي لكن الكلمة هذه وحدها كانت كفيله بأن يرفع يده المبتورة ويفتح عينه بها ليطلق علينا السفروك العصا المعكوفة الشهيرة بشرق السودان التي تستخدم في صيد الغزلان . وفكي نافورة هذا يتميز باللبس العسكري الكامل وصدره تزينه نياشين أكثر من تلك التي كانت تزين الرئيس الراحل نميري .. وفكي نافورة كان يحمل سيفا ويمشي مشية عسكرية كأنه في مارش عسكري . لكن أظرفهم وألطفهم هو أدريس ( عر ) وفي ذات الوقت أتضح أنه أخطرهم الذي هو الوحيد الذي نجح في أن ( يفركش ) تلك الجلسة الى الآن . ذات يوم ونحن في جلستنا عدى علينا عدد من المجانين وأخذ نصيبه منا ناكفناه وشتمنا علق وضحكنا ومضى الى حال سبيله الى أن ظهر في الافق أدريس عر من بعيد .أنتظرناه كالعادة . وهو ماشي في مشواره من السوق ناحية مأواه .. كان لا يمشي في خط المستقيم لكن . يغشى أشياء في الطريق يعرف أهميتها هو وحده صفيحة قديمة يعيد ترتيبها . .مرات يقف يرجع حجر كبير لمكان آخر .تحس كأنه مهندس في مصلحة الطرق والكباري .. ومن خلفية الذين عاصروه أنه كان عسكري قديم أيضا قاتل في حرب الجنوب القديمة التي أعقبت الاستعمار وعاد منها بتلك الحالة . كثيرون غيرنا من الاحياء التي تسبق حينا يمر بهم ويناكفونه بكلمة واحدة وهي كلمة ( عر ) التي طلق للحمير عادة .وكان يرد (أمشي يا ولد والله ارسل لك خمسائة وسبعتاشر وثلاثمائة وسبعين يدعسوك مع الآرض ) وهكذا ارقام ومصطلحات يعرف سرها هو أيضا وأكيد لها علاقة بالعسكرية . الى أن مر بعندنا . وبدينا في مناداته بعر وهو يرد بنفس الارقام . الا أن كان في ذلك اليوم أحد الاصدقاء الذين لايجلسون معنا عادة .. بل كان بعد المدرسة يغشى والده في السوق ويعمل معه حتى المساء لكن في ذلك اليوم كان معنا .. لسر يعمله الله حضر الصديق ( السيد) وقال عباره غريبة لم نفهمها نحن ولكنها حولت أدريس الى أسد هايج قال السيد ( هيا يا ودودو بالسلام نعودو ) ..أدريس نفسه وقف وجحظ عينيه كالشرار وشتم بعبارة واحدة ( ود ال..... ) وأستل سيفا من عصاته .أول مرة نكتشف أن عصاته بها سيف .. وهاجمنا هجوم من ينوي القتل فعلا .. وجرينا وتفرقنا في الازقة والحواري لم ينجنا في ذاك اليوم الا قطعة الكهرباء (أول مرة أرى لقطع الكهرباء فائدة )أختفينا في الظلام .. و بعد قليل بدينا نتسلل في الخفاء يغطينا الظلام الى بيوتنا .ومن يومها لم نجلس في تلك الحلقة .. لكن الطريف قبل عدة سنوات قابلت صديقنا السيد بمدينة الرياض ولسوء الحظ نسيت اسأله عن أصل عبارة ( هيا يا ودودو بالسلام نعودو ) التي كادت أن تحولنا الى شاورما تحت رحمة سيف المجنون أدريس . تلك العبارة التي ليس فيها أي كلمة فاحشة ألم أقل المجانين لهم معاييرهم الخاصة ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
حليمة في مراحل الدراسة وحتى الجامعية كنا نقضي معظم نهار الاجازة في السوق للعمل مع الوالد بمكتبة كباشي بكسلا .. والسوق في أي مدينة في السودان عادة ما يضج بالمجانين .. وخاصة المسالمين منهم .. أذ أن المصحات عادة تتحفظ على الخطرين منهم .. رجالا ونساءا .. وكان يمر بنا بالمكتبة عدد منهم أي من النساء والرجال يتسولون الزبائن والحضور .. بعضهم لهم ميزات ترسخ في الذهن ولا تمحى من الذاكرة أبدا . من تلك الشخصيات العجيبة أذكر حليمة . وهي أمرأة طاعنة في السن من أصول أرترية تلبس الثوب السوداني وعادة تحمل قفة في يدها .. وحليمة لم تكن تتسول بالمفهوم الواضح أي لم تكن تمد يدها ..أنما كانت تحضر فقط .. وهي مشغولة في حوار دائم لا ينقطع أبدا .. تحكي بصوت عالي لكنه غير واضح وتضحك في بعض الأحيان .. وأثناء حوارها هذا تتوقف مع من مد يده لها بأحسان أخذت منه شكرته وعادت الى حوارها الذاتي من جديد . مرة من المرات قررت أنا أخوض تجربة جديدة معها أي أقتحم عالمها وحوارها الذاتي .. ففكرت أرمي لها أسماء شخصيات في الحوار .. هل ستهضمها وستوعبها ضمن حكيها .. ونجحت التجربة فعلا فقلت لها . - أنت يا حليمة سعدية أخبارها شنو ؟ سكتت نظرت لي ابتسمت والتقطت الموجة وقالت : سعدية ما شاء الله عرسوها وطلعت زي القمر .. عرسها عمر ووداها حلفا الجديدة .. وهو عنده لوري شغال يمشي ويجي .. وهي حاليا حامل .. قاطعتها وقلت لها وابراهيم عمل شنو . - ابراهيم الله أكبر عليه طلق فاطمة ورماها بعيالها وبقى ما يصرف عليها . خلاها مسكينة عيالها عيانين تعبانة معاهم وبفت تبيع الكسرة . وهكذا تحولت حليمة لبرنامج خاص وطريف لي أنتظر حضورها بفارق الصبر واذهل بقدرتها الهائلة على الخكي أنتقى الأسماء الشعبية المنتشرة في أوساط السودانيين . وهي لها قدرة هائلة على نسج الحكاوي فلها قصة لعبد الرحمن وعثمان وعلي وطه وعمر .. بصورة تقف دونها تجربة أسامة أنور عكاشة .. غادرت كسلا مدينتنا الجميلة ولا زال في ذهني شيئا من الدهشة في هذه الملكة العجيبة التي تتمتع بها حليمة .. وبت أعتقد أنها هي نفسها كانت تتشوق لأسئلتي لتروي لي حكاوي الناس التي تختزنها .وأنا لا أدري هل لهم وجود في الواقع أم في خيالها هي فقط .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: كمال رفاعة)
|
Quote: ثرد جميل ياكباشي أخذتنا في رحلة ممتعة ياريت تواصل ذكرياتك مع هذه المواقف الجميلة ،، وفعلا كما قيل الجنون فنون |
تسلم يا كمال فعلا الموضوع طويل ومسلسل ومدهش
أنشاء الله سأحاول تجميعه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
خديجة مرة اللوري كانت تسكن غرب القاش بكسلا وتحديدا حي العمال .. و تمر السوق بصفة دائمة ويومية .. ولآن حي العمال جزء من حياتنا أذ يقبع منزل جدنا .أصبحت ملما بحياتها بصورة أشمل .. زوجها اللوري كان رجل ضخم الجثة جهير الصوت يسمع من مسافات بعيده وهو ينادي و قد كان يعمل في فتل الحبال من سعف الدوم ونسج العناقريب ( السراير ) الشعبية لأهل الحي .. خديجة بالنهار تصل السوق ( لا أدري هل راجلة أم راكبة للمواصلات ) . تبدأ جولتها على برندات السوق تجمع الصدقات .. لكن لولا سلوك غريب جدا كانت تنتهجه خديجة في جولة الشحده هذه لحسبناها شحادة عادية .. لكن الغريب في خديجة أنها كانت أنتقائية بصورة غريبة . .فهي لا تمد يدها لأي شخص .. بل لها أناس معينين . وفوق هذا وذاك لها مبلغ مقطوع لاتقبل أقل منه أو أكثر .. ومن ضمن زبائنها كان الوالد كباشي عليه الرحمة . وكانت تطلق عليه أسم موسى لا أدري من أين لها بهذا الأسم فكانت تقف على جنب وهو عادة ما يكون جلوسا في الصالة أمام المكتبة مع عدد من الاطباء والمحامين وبعض الأعيان أذ يتجمعون أما وقت الافطار أو من الصباح لتناول القهوة .. وتقف خديجة بالقرب منهم وتطلق جملتها المعهودة ( موسى جيب الكرامة ) وكان المبلغ المقطوع هو خمسة وعشرين قرشا العملة الورقية التي كانت تسمى ( الطرادة ) .. بعض الضيوف الجدد يمد يده لها بمبلغ من المال لا تتناوله بل تنظر له بإزرداء وإحتقار كأنها تقول له ( هل سألتك ) وعادة يتحرج الضيف ويعيد ماله لجيبه .. قبل أن يشرحوا له الموقف . كان عندها حساسية بل كراهية مفرطة تجاه بنات جنسها من النساء .. وأذا صادف وجود أمرأه قربها في المكتبة ممكن تعتدي عليه وتجردها من ثوبها دون أي سبب .. وكذلك صادفتها أكثر من مرة في حي العمال في مناسبات الأفراح كانت تحب الحفلات وترقص بهستريا وعنف .. ولكن دائما ما تقف في صف الرجال ولا تقترب من مكان النساء أبدا . لكن أغرب ميزة عند خديجة وهي الأكثر حيرة أنها كانت لا تقبل شخص يعدي أمامها أبدا ..كأنه لها مجال مغناطيسي أو رادار لا تريد أحدا أن يخترقه . لذلك عندما تجدها عابره في السوق تلاحظ لشئ غريب مرات تتوقف أو تجري حتى تسبق شخص ما أو تهرول . ثم تتوقف أو تلف بظهر شخص ما ... كأنها لاعب كرة قدم يراوق . من مواقفي الطريفة معها .يوم ما أرسلني الوالد لأطلب قهوة لأحد الضيوف من قهوة البحر الأحمر وهي كانت تقع في الضلع الأيسر من المستطيل الذي تقع فيه المكتبه وهو مستطيل ناقص ضلع . بطبيعة الحال للحضور من المقهى لا بد أن تسير بشكل قطري بين المقهى والمكتبة .وأنا عائد من المقهى بعد ما طلبت القهوة.. لاحظت بطرف عيني خديجة حاضره في جولتها الصباحية .. قررت بيني وبين نفسي أن أعبر أمامها وأقطع لها مجالها المغنطيسي العجيب مهما كلف الأمر.. بديت وأنا حاني الرأس كأني لا أراها أمشي مسرعا بالتدريج وشعرت بها هي كذلك بدأت تسرع .. كل ما زدت من سرعتي زادت هي وأخيرا قررت أن أجري .. تفاجأت بها ترفع ثوبها بيد واحدة وأنطلقت في الجري .. وتفاجأت اكثر بأن كل الحضور من زبائن المقهى وفوال النيل المجاور أنفجروا بالضحك يبدو أنهم كانوا يراقبون الموقف .. وأنا شعرت بحرج كبير جدا .. ومن يومها قررت أن أتعجب فقط ولا أجاري المجانين في سلوكهم مهما كان مغريا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: يا سلام يا كباشي
ياخي كلمنا عن بِلّية بالقرب من مدرسة مكارم الثانوية وعبدالله ودك..
العلاج إتطور والامراض النفسية لها علاجها.. |
تما يا أبو السيوف رغم أن زياراتك لينا في كسلا كانت قصيرة وقليلة لكن تذكرت لنا ما نسيناه ..
عبد الله ودك واحد من مجانين السوق .. وأيضا له طباع عجيبة .. فقط تحتاج تجميع وأرجع لها
بس بلية دي كمان أبدا ما أتذكرتها والله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
أببا أثيوبية السحنة والزي المميز .. كانت ترتدي اللبسة البيضاء الشهيرة التي تعرف بالزوريا .. وهي عبارة عن فستان ضيق من أعلى وواسع من الآسفل طوله عادة بين الركبة والقدم أي في وسط الساقين .. وشعرها مضفر على الطريقة الاثيوبية .. ممشط من ناحية الجبهة حتى آخر الرأس والباقي يكون منفوش أو منكوش .. فيجعل الرأس يشبه الحمامة الراقصة .. كانت شخصية صامته أو تتمتم بكلام مبهم بلغة التقرنجة تحدث نفسها .. لكن ما يميزها أنها كانت تحمل قطعة طرحة بين يديها .. مثل ما تفعل البنات عندما تغسل أحداهن طرحتها وتريد تجفيفها بعجلة .. فهي تمسكها بين يديها وتبدأ تهزها بعنف عدة مرات حتى تجف .. كانت أببا تحمل هذه الطرحة وهي تسير من أول الشارع حتى آخره وهي ( تهبب ) بذات الحركة . لا تتحدث مع أحد ولا تستجيب لآي محاولة لمشاغبة الاطفال .. أول ظهروها حاول الاطفال مشاغلتها حتى يلهون بمطاردتها لهم .. لكنها كانت باردة .. فتركوها في حالها . كانت تجوب شوارع حي المربعات بهيئتها تلك حتى أعتاد الناس منظرها فأصبحت جزءا من حركة الشارع الروتينية .. تجفف في طرحتها تلك التي لا يغادرها البلل أبدا . حتى أتانا أحد أقاربها بقصتها وسبب تلك الحركة .. وقال هي كانت متزوجة .. في يوم ما بينما هي تشر في الغسيل .. يدخل عليها زوجها وفي صحبته عروس جديدة .. فتحت الباب وخرجت وفي يدها أحدى قطع الغسيل .. ( وتبرجمت ) على هذا الحال من يومها . حقيقة أذا قيل ورى كل عظيم أمرأة فأنا أقول وراء كل مجنونة رجل .. ألأناية الذكورية دائما وراء كل تعاسة للنساء .. لا ندري خبر أببا بعدها هل جفت طرحتها أم جف جسدها التعب وفارق الحياة الى الأبد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
عزيزنا المبدع الدرديري كباشي. شكرا على السرد الجميل السلس . أعجبتني جدا قصة حليمة. فهي يمكن ان ادراجها في خانة الجنون الخلاّق. يعني زولة تسألها عن سعدية تقوم تجيب ليك عنها كلام متماسك مما يفرح له العقلاء. وتسألها عن ابراهيم فتزجره لفعل يستنكفه العقلاء، ثم تسرد لك الكثير من القصص بحيث تتركك في آخر المطاف في حيرة من امرك إن كان ما قالته حقيقة أم خيال. وما الابداع إلا خيالا عبقريا.! يُحكى أن العقاد قد استمع إلى ابيات من قصيدة غيرة، وعندما وصل إلى البيت الذي يقول:" انت السماء بدت لنا وإستعصمت بالبعد عنا"، سأل عن قائلها، فقيل له أنه الشاعر السوداني ادريس جماع وهو الآن في "مصحة عقلية". قال: هذا مكانه، لأن هذا الكلام لا يستطيعه ذوو الفكر"! طبعا نحن السودانيون كثيرا ما نستعير وصف الجنون كمرادف لمعنى الابداع. وأذكر أول مرة استمعت فيها إلى أغنية عم عبدالرحيم كان في طوكيو في تسعينات القرن المنصرم مع نفر من الأصدقاء . وعندما انتهت الأغنية صاح أحدهم :" مصطفى ده زول مجنون"! ولكننا كنا نعرف أنه لم يقصد الجنون الذي يعني ذهاب العقل، بقدر ما قصد رحاجة العقل بما يفوق استيعابنا نحن.!
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: عزيزنا المبدع الدرديري كباشي. شكرا على السرد الجميل السلس . أعجبتني جدا قصة حليمة. فهي يمكن ان ادراجها في خانة الجنون الخلاّق. يعني زولة تسألها عن سعدية تقوم تجيب ليك عنها كلام متماسك مما يفرح له العقلاء. وتسألها عن ابراهيم فتزجره لفعل يستنكفه العقلاء، ثم تسرد لك الكثير من القصص بحيث تتركك في آخر المطاف في حيرة من امرك إن كان ما قالته حقيقة أم خيال. وما الابداع إلا خيالا عبقريا.! يُحكى أن العقاد قد استمع إلى ابيات من قصيدة غيرة، وعندما وصل إلى البيت الذي يقول:" انت السماء بدت لنا وإستعصمت بالبعد عنا"، سأل عن قائلها، فقيل له أنه الشاعر السوداني ادريس جماع وهو الآن في "مصحة عقلية". قال: هذا مكانه، لأن هذا الكلام لا يستطيعه ذوو الفكر"! طبعا نحن السودانيون كثيرا ما نستعير وصف الجنون كمرادف لمعنى الابداع. وأذكر أول مرة استمعت فيها إلى أغنية عم عبدالرحيم كان في طوكيو في تسعينات القرن المنصرم مع نفر من الأصدقاء . وعندما انتهت الأغنية صاح أحدهم :" مصطفى ده زول مجنون"! ولكننا كنا نعرف أنه لم يقصد الجنون الذي يعني ذهاب العقل، بقدر ما قصد رحاجة العقل بما يفوق استيعابنا نحن.!
محبتي |
سعيد جدا بطلتك الصحفي القامة الفاتح ميرغني فعلا ملاحظتك على قصة حليمة حقيقة هي الأكثر إدهاشا .. لآن حتى الكتاب العباقرة الأسوياء يحتاجون الى جو معين حتى يبدعوا .. ونسمع أنه شاعر مبدع ممكن يرتجل قصيدة أو يرتجل خطبة .. لكن يرتجل قصة بناءا على أسم فقط هذا شئ فوق مستوى العبقرية نفسها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
سليمان نفخة رجل تجاوز الستين من عمره . كان أنيقا مهندما نظيفا جدا .. يرتدي الزي السوداني كاملا وكما يقول الكتاب .. جلابية وعمة وتوب ومركوب وجبة وسديري أعتقد أنه كان مصابا بجنون العظمة .. فهو يمشي بقدلة وغرور .. تحس أنه يمتلك الدنيا ومن فيها .. ودليل على ذلك كان يعتقد أنه أي مبنى تحت التشييد فهو ملكه .. يمر بالبنائيين يشجعهم ويعدهم بالحافذ ( يلا يا شباب همتكم خلصونا سريع حقكم محفوظ ) .. فقط غلطته الصغيره في سلوكه (أن كان سلوكه فيه صواب ) هو أنه كان يحمل في جيبه كروت الأفراح المنتهية ويعاملها معاملة الشيكات .. الجماعة الذين يعرفونه بعد عبارات التحفيذ يداعبونه ( شنو يا عم سليمنا ما أديتنا حقنا ) ..( ما عندكم مشكلة يا شباب وحقكم محفوظ ) يدخل يده في جيبه ويستخرج أحد كروت الأفراح ويصرفها لهم كشيك .. وبعدها يذهب مشيته المعهودة نحو مبنى آخر تحت التشييد . ومن المواقف الطريفة كنا شغالين نفير في بيت أحد الأصدقاء .. وجاء عم سليمان لاحظ لحركة النفير والشباب داخلين وخارجين بأواني المونة .. الصديق الذي كان النفير في بيته ليس لديه أدنى فكرة عن عم سليمان نفخه .. خرج من البيت فجأة وجد عم سليمان في حدبثه المعهود مع أفراد النفير .. وأنه عليهم أن ينجزوا العمل وأنه سيحفذهم وحقهم محفوظ .. صاحبنا لاحظ لهيئة عم سليمان وجديته شعر بالقلق وتدخل مقاطعا ( هوي يا راجل هوي البيت دا حقنا نحن ومسجل بأسم أمي ) .. وهي الحالة التي توقظ جن عم سليمان من سباته .. تهيج وبدأ ينفعل ( بلا حقكم بلا كلام فارغ دا بيتي أنا) .. ونحن كدنا ننفجر بالضحك .. الى أن جر أحد الأصدقاء ذاك الصديق وأخبره عن حالة عم سليمان .. ثم عاد وجاراه في حديثه معنا حتى هدأ . وكان يوم .. نهدي قصة عم سليمان للأخ الصديق زهير الزناتي عساها تغذي ذكرياته .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
حمادة بابه جمب بابنا لا يغرنكم الأسم فحمادة رجل مسن له لحية تشتعل شيبا طويلة من ناحية الفك فقط تنزل على صدره كما الشلال .. يلبس جلابية سودانية عليها أثر بياض قديم يدل على لونها الذي أختفى وطاقية خضراء ويحمل سبحة لا لوب طويلة .. كان شخص لطيف يحب الهزار ومضحك .. لكنه مغرما بالفنانة حنان بلوبلو .. وسر تسميته بالاسم فهو يعتقد جازما أن أغنية حماده بابه جمب بابنا كتبت فيه خصيصا .. وعندما تزور حنان بلوبلو كسلا .. كان حاله يتبدل تماما .. ابتسامة عريضة ترى فيها لوزه من أول الشارع .. تحس به ينضح بهجة وسرورا . وأذا أردت تهييجه قل له أنا خطبت حنان بلوبلو . يغضب بشدة ويتبدل حاله ويقول حنان بلوبلو لن اتتزوج سواه .. بل يشطح أكثر من ذلك يقول عمر البشير والزبير محمد صالح وحسن الترابي سيأتوا كسلا خصيصا ليزوجوه بها .( مجنون أنقاذي ) .. لكن سؤال يطرح نفسه رجل طاعن في السن كيف كان حاله قبل ظهور حنان بلوبلو وهي شابة .. أتتني أجابة تحير من أحد الملمين بحالته قال كان حمادة درويش صوفي هائم وحائم .. في كسلا كان مبنى المحكمة غير مسور مبنى يقع قرب السينما الوطنية . يوم ما وهو في لفه جاء بالقرب من المحكمة . مزاجه حكم مد رأسه بالشباك وبدون مقدمات بأعلى صوته قال عبارة ( الفاضي يعمل قاضي ) قيل أن القاضي غضب جدا وقال هاتوه وحكم عليه فورا بعدة جلدات خرج بعدها ببرمجة جديدة ( داون لوود ) لحنان بلوبلو وأغانيها وهيامه بها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
العم صالح ظهر عم صالح بدون أي مقدمات في بداية التسعينات وهو أيضا من أصول أرترية أستوطن برندات السوق .. وتحديدا الصالة الخلفية لمكتبة كباشي .. أصبح عنده صندوق خشبي به ملابسه وأغراضه .. وكان يلبس جلابية بيضاء . ناصعة البياض دون طاقية وكان أصلع الرأس فارع الطول قوي البنية .. هو ليس مجنون كامل الجن بمعنى ليس من النوع الذي له حالات يمكن أن يتهيج .. لكنه له ( الهترشة ) الكلام غير المترابط . ما يميزة وبسر غريب أصبح زعيما بصورة ما لمجانين السوق له كلمة عليهم .. لدرجة أنه يوجههم .. وعامل صالون حلاقة للرجال ..أعنف المجانين تلاقية جالس تحت صالح يحلق له صلعة بموس حلاقة . والمجنون تجده في حالة أشبه بالتنويم المغنطيسي .. مستسلما ونائما .. وقد يتعرض للجروح ويسيل منه الدم لكنه لا يتألم ولا يتحرك .. وفي النهاية يأخذ منهم أجر مقابل هذه الحلاقة .. كيف يقنع المجنون بالاستسلام والدفع ؟ هذا سر يعلمه صالح وحده .. بما أن المكتبة لها بابين شرقي وغربي . الغربي في مواجهة المستشفى والشرقي في مواجهة باقي السوق .. كل باب يفتح على صالة طويلة تجمع عدة دكاكين مع بعض .. صالح كان يسكن في هذه الصالة الشرقية .. كان الحضور قي المكتبة وبما فيهم الوالد عليه الرحمة يستظرفون صالح .. يضحكون على تعاليقه الساخرة . عادة ما يأتي صالح عابرا بين البابين .. يتوقف فجأة ليسمع الموضوع الدائر يعلق تعليق ما ويمضي في حال سبيله تشيعه الضحكات . ولانه مجنون فعلا فهو ممكن (يتحشر) في أي موضوع يدلي برأيه أذا فهمه أو لم يفهمه . من طرائفه مرة ما كنت مصابا بالملاريا وجالس مع الاطباء أصدقاء الوالد أمام المكتبة وهم يقدمون النصح من نوع تناول عصير قريب فروت وركز على السوائل وهكذا .. وقف صالح سمع جزء من الحديث وتدخل قائلا (أكل بامية .. بامية بكسرة والله تخليك مثل الحصان ) ضحك الجميع ومضى صالح كعادته.. الغريبة في هذه الأيام أنتشرت في الفيسبوك .. إذ أن البامية أتضح أنها علاج لكثير من الأمراض بل ظهر أنها صنعت في شكل حبوب كبسولات في أمريكا ونشرت صورها على الفيسبوك .. ونصيحة صالح هذه التي ضحك فيها الاطباء تقريبا تجاوز عمرها العشرين عاما .. سبحان الله .. توفى صالح وهو يعبر الطريق الى المستشفى أذ صدمته سيارة . .رحمه الله .. الله يعلم أنه ترك لنا فراغا وسبب موجة من الحزن خيمت فترة طويلة على برندات السوق .. وحتما أفتقده المجانيين مثلما أفتقده العقلاء . .فهو كان حلقة وصل بين الحالتين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
عزيزنا أستاذ الدرديري سلامات أنا غايتو يا أستاذ الدرديري بفتكر أنو حكاياتك الظريفة والذكية الحبكة دي ختتك في قمة الكتاب المبدعين في المنابر العربية . ربنا يديك العافية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
ورطة الترزي
عم عثمان ترزي الحلة . مما شبينا وجدنا دكانه في ناصية الحلة . كل جلاليبنا وعراريقنا وهديماتنا منذ الصغر هو الذي يتولى تحويلها من قماش لملبوسات . بغض النظر عن براعاته في الخياطة . لانه اصلا لم يكن لدينا خيار . 0 يعني ( يا ولد جلابيتك الت العيد عايز يخيطها ليك عمك عثمان ولا ...... عمك عثمان ) البديل الوحيد له هو عم عثمان نفسه . لانه كون الوالد ياخذ القماش لداخل البندر يصبح ما في ضمان تعيد بجلابية جديدة . مألوف أن ترزية البندر يعطون اولوية لزبائنهم من البندر . وعم عثمان سعيد جدا بهذا الاحتكار والتفرد . وحتى اصبح يستغل هذا الموقف في تمشية اغراضه اليومية مثلا ( مالك يا محمد الموية الجايبة لي دي ما بارده مالا انت ما عايز تعيد السنة دي بجديد ولا شنو ) لهجة فيها تهديد واضح بانه جلابيتك يمكن ان تتجاوز العيد . فما عليك الا ان تتدارك الموقف وتخطف ( الكوز )من يد عم عثمان وتحضر موية من الزير الخاص بالضيوف .
عم عثمان وظف معه احد ابناء الحلة لمعاونته في خياطة الزراير والاعمال اليدوية الاخرى وقد لقبناه نحن بزراره . اصبح زراره الساعد الايمن لعم عثمان الترزي . بل اصبح تدريجيا يكتسب اهمية موصلة من اهمية عم عثمان نفسه . واصبح في المناسبات ينتظرنا حتى نغسل له يديه قبل الاكل وبعد الاكل مثل ما يفعل معلمه عم عثمان . ونحن نخدم عم عثمان بكل ما نملك بل نتسابق من اجل يوم واحد في السنة وهو يوم العيد واحيانا في فتح المدارس . خياطة الزي المدرسي ايضا موسم له اهميته عندنا وعند العم عثمان . لكن لان افتتاح المدارس لا يقابل بنفس لهفة العيد لذلك لم يكن هنالك حرص قوي على الزي المدرسي مثل ملابس العيد .
دخل رمضان .. مع بداية شهر رمضان يبدا بريق عم عثمان خافتا ثم يتوهج تدريجيا مثل هلال رمضان تماما . بل العكس لان هلال رمضان يفقد اهميته كلما كبر حجمه وزاد وهجه وتوغل الشهر بينما يحدث العكس لعم عثمان . في حلتنا يوجد نادي واحد لكرة القدم وهو نادي النهضة . يتنافس مع اندية اخرى ولكن في قرى اخرى حولنا . اما النادي فيتنافس ابناء الحله في خدمته . في ذلك اليوم قيل ارسل سيف الدين ولد عبد الله النجار طقم فنايل جديد للنادي ومعه قماش (للشورطات) وقالوا ان هذا الطقم سيلعبون به في العيد مع فريق زائر من العاصمة للقرية في عيد رمضان , وفي لحظة حماس وقف العم عثمان وذكر بانه سيجهز (الشورطات) قبل العيد وهو متطوعا بذلك . مما حدى بابناء النادي للتصفيق الحار للعم عثمان . ودفع بالقماش للعم عثمان ليقيم بتجهيز حوالى ست عشر شورط قبل وقفة العيد .
اخذ عم عثمان القماش مع تلميذه للدكان ليجد في انتظاره الحاجة السره وهي تحمل طاقة قماش ( مالك يا حاج عثمان اتاخرت علينا .. هاك الطاقة دي عايزاك تطلع لي منها خمس ملايات وخمسة اكياس مخدات عايزاهن لعرس سوسن بتي يوم العيد ) واخذ عم عثمان القماش و هو يفتح دكانه . ويوكل تلميذه يلا يازراره سجل الحاجات الظاهر الموسم دا ورانا شغل كثير . وقبل ما يكمل جملته تاتيه عبارة ........سلام...يرفع راسه ليجدها حاجة التايه ( عثمان يا ولدي ديل اربع عراريق وسراويل لاولاد الطاهر ولدي عشان بندور نطهرهم في العيد ولازم يكونن جاهزات( .
عد ذلك اليوم الخامس من رمضان وكانت الحصيلة طيبة . حتى عم عثمان فكر انه من دخل هذا الموسم يمكن أن يتم بناء الصالون الذي جلس زمنا طويلا دون سقف . وهو واقف يدخل عليه عبد الله الجزار ... اخونا عثمان عوافي ... هلا يا ابو خالد ....... ياخي الجلابية دي مرسلا لي خالد ولدي من جده عايزك تلحقا لي صلاة العيد ...
ولد يا زرارة تعال اخد مقاسات عمك عبد الله دا ....
بدا عم عثمان والاقمشة والقصاصات تحيط به من كل جانب ..... وكل ما ياتيه زبون جديد يفكر في الاكتفاء والرفض ولكن يتذكر بانه الو فتح خانة للناس يمشو يجربو مكان ثاني يمكن لا يعودون وبالتالي لا بد من القبول ولازال رمضان في اوله .
والحمد لله هذه المره تقريبا كل ناس الحلة معيدين جديد . عدا شخص واحد لم يمن عليه احد بقطعة قماش ولطالما تمنى العم عثمان الا يفعل احد . وهو خالد كبسه الشرير فرتاك الحفلات . شخص يعتقد ويقتنع أن الشر هو الأصل والسلم والمسامحة جبن ووهن . وشخص اذا وقف في اي حفلة تفرتكت الحفلة تلقائيا دون ان يمد هو او احد يده . صحيح ان عبد الله الجزار شرير لكنه يمكن السيطره عليه اما خالد كبسه فهو بركان ثائر بدون اي سبب . الحمد لله عد نصف رمضان ولم يمن احد على خالد بجلابية العيد . شعر عم عثمان ان هذا العيد سيمر بسلام طالما انه لن يخيط لخالد كبسة جلابية . لان حتى جلابيته لا ينتهي مشروعها بتسليمه اياها بل كل ما ياخذها ويجربها يعود متهيجا ومكسرا كل شي امامه ومدعيا ان الاكمام ضيقه او قصيره . باخذها عم عثمان بيد مرتجفه ويعيد تفصيلها ليعود مره اخرى بسبب آخر . تبقى على وقفة العيد ثلاثة ايام فقط . وعم عثمان بدا يفقد السيطره لانه بدا في قماش شورطات النادي وقبل ما يبدا في خياطتها تذكر ان هنالك ناس دافعين مبالغ وعمل النادي هو عمل تطوعي . ترك الشورطات وذهب لجلابية عبد الله الجزار قصاها وقبل ان يبدا في خياطتها وجد حاجة التاية واقفة على الباب في انتظار عراريق احفادها , يترك جلابية الجزار بعد ان قصقصها ويدخل في عراريق التاية . وقبل ان يخلص من قصها تدخل عليه حاجة السره مولولة في موضوع الملايات التي لاتزال قماشاتاها في لفتها كما هي . وعثمان في ربكته هذه يدخل عليه هادم الافراح ومنبع الاتراح بصوته الجهوري الاجش . وهو يحمل طاقة قماش من التيترون الابيض .
ويرفع عثمان راسه متمتما (خ.......ا.....ل...د) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آآآآآآي ياني خالد ذاتو . الله دا ما كريم كنت عشمان لي في جلابية واحدة جاتني ليك طاقة كاملة من اخوي البرعي ولد العمدة .
عثمان الترزي بعد ان كان واقفا شعر بالانهيار وجلس ... وبدا يهمس ( هو كان يتمنى الا ينال خالد كبسة جلابية واحدة خلال هذا العيد لكن الآن خالد امامه ومعه خمس جلاليب...... وحاول يهادنه , )
(خلاص يا خالد ولدي انا حا اجهز ليك جلابية واحدة تعيد بيها والباقي بعد العيد )
جلابية واحدة ؟...جلابية واحدة يا خروف يا بغل ...وبدا يزبد ... انا عاوز ايام العيد الخمسة كل يوم بجلابية جديدة عشان اوري اولاد الحلة دي حاجة ... يا حيوان .
شعر عثمان الترزي بان الامر فيه تآمر او مقلب عليه وهو يعرف ان البرعي ولد العمده حتى قبل ان يخرج من السودان كان بتاع هزار ومقالب . وفعلا عندما نظر الى الشارع شاهد من بعيد البرعي ميت بالضحك وحولة شلة من ابناء الحلة . وعرف بانه شرب المقلب .
اول حل عنده هو صرف خالد من امامه ( خلاص يا خالد ياولدي يوم الوقفة تلقاهم جاهزات الخمسة ) في هذه الاثناء كان زرارة متبكما بل يكاد لا يتنفس لانه لو صدرت منه اي كلمه او راي او تعليق هو يعرف بان رد خالد سيكون لطمة على الوجه .. فقد قبل ذلك احد اسنانه في موقف مشابه من خالد نفسه. لذلك لزم الصمت . لكنه تأثر لحالة الاكتئاب التي اصابت عمه عثمان . ولذلك انتظر خروج خالد بفارق الصبر ليدلي برأيه ويقدم الحل . ورأي زراره هو انه يعرف ليه ترزي في المدينة صاحبه ممكن يسلمه جلاليب خالد ويرجعها منه يوم الوقفة .
ارتاح عم عثمان لهذا الحل الاسعافي السريع .. وفعلا سلم قماش خالد لزراره وارسله للمدينة . وفي نهاية اليوم عاد زراره من المدينة بعد ان اكد ان جلاليب خالد كبسة ستكون جاهزة يوم الوقفة في الصباح .
عدى عم عثمان هذين اليومين على احر من الجمر يقفذ بين الاقمشة . بعد ان كان يعتقد ان العيد لا زال بعيدا شاهد الايام اصبحت تجري كالثواني .
الى ان جاء اليوم الموعود يوم الوقفة . هو في ذلك اليوم بعث تلميذة زراره لاحضار جلاليب خالد قبل ان يفتح المحل . وحضر هو الى الدكان في تحضير الملابس الجاهزة للتسليم وتحضير الاعذار للآخرين . وفي كل راس خمس دقائق ينظر ناحية الشارع ليراقب حضور زرارة من البندر .
استمر الحال الى ان انتصف النهار . وبدا العصر يدخل ولم يظهر زراره في الصورة . وعندما اشتد قلق عم عثمان وهو يترقب في بركان الغضب خالد . خرج من دكانه واقفا في الشارع يراقب الشارعين ويترقب الشارع الذي سايتي منه زراره من البندر والشارع الذي يمكن ان يظهر منه الشيطان خالد كبسة . فهو تجمدت عنده كل الاهداف سوى هذا الهدف الوحيد ......... الى ان تاتي الطامة الكبرى .
اتى احد شبان الحي ويبشر عم عثمان أو بالأصح ينذره بان تلميذة زراره اخذوه ناس الخدمة الالزامية . وهو في زحمة انشغاله لم يتذكر حتى ان يسال زراره عن اسم ومكان الترزي الذي اخذ له جلاليب خالد كبسة . واسقط في يده وبدا يتسلل وينسحب دون وعي مبتعدا عن الدكان او قل عن الحاره باسرها ليختفى من الحلة تاركا كل شي دكانه مفتوحا وكذلك بيته بما انه لم يكن متزوجا ولم يكن له ابناء في الحلة اصبح الحفاظ على روحه وروحه فقط من اولى اولوياته .
(وانا من هنا انا عبد الله الجزار بقولك عفيت ليك يا عثمان يا اخوي جلابيتي بعد ما قصقصتها وما عرف اي ترزي يعمل منها اي شي . لكن عفيتها ليك وصدقني لو كان لميت فيك يوم الوقفة داك كان سلخت جلدك وعملت منه مركوب ( حذاء )عيدت بيه بدل الجلابية الخربتها . لكن تعال راجع لحلتنا وابشرك بانه اخونا خالد بعد حادثتك ديك تاب وبقى مسالما جدا وما يفوت اي وقت صلاه والبرعي ولد العمدة ندم على المقلب العملو فيك وبطل الهزار والمقالب . بس الحلة فاقداك وتلميذك زراره بقى هو ترزي الحلة ومسك محلك . لكن نحن عايزنك انت يا عثمــــــــــــان اخوي , اخوك عبد الله الجزار ..هل تسمعني يا عثمان يااخوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
مريسيلة لا أدري هل هو كان مجنونا أم نحن من تسبب بجنونه بشقاوتنا .. نرجو منه المغفرة والسماح أن كانت الثانية . كنا طلاب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة كسلا الميرغنية الشرقية .ونحن شلة من ابناء المربعات تقارب العشرة أو تفوقها بقليل .. وأهل كسلا يعرفون بعد المسافة الشاق بين الحيين .. وفوق هذا وذاك وحرص المدارس في ذاك الزمان على نجاح التلاميذ كانت تقام مذاكرة الزامية تبدأ من بعد العصر حتى الثامنة مساءا .. أرهاق المشوار وملل المسافة وشقاوة الصبا كانت تدفعنا للبحث عن مسليات نقتل بها الملل في رحلة العودة الكئيبة الى دورنا . حي الترعة (أبو خمسة ) والمربعات تفصل بينهما مساحة شاسعة كان بها مجمع من بيوت الجالوص هي عبارة عن خمارات بلدية (أندايات ) .. حيث يعمل مريسلية بطل هذه القصة .. رجل نحيل يرتدي عراقي بلدي وسروال من الدمور وله حمار بخرجين مصنوعين من أطارات السيارات كان مألوفا لنقل الماء والسوائل الآخرى . أما هو فكان يغشى الانادي ليعبيها ( بالمشك ) وهو تفل الزرة أي المادة الخام للخمور البلدية ( المريسة ) وكان غذاءا مفضلا للابقار .. أحد الزملاء الاشقياء شاهده لأول مرة ونحن في طريق العودة وناداه بأسم ( مريسيلة ) وأنا حتى الآن لا أدري هل أشتق الأسم من المريسة أم من المرسال .. على كل حال أستفذاه الأسم غضب غضبا شديدا فترك حماره بحمولته طاردنا حتى مشارف حينا .. جرينا بمتعة ( السكسك) التي كان يعشقها الصغار ولازال .. ضحكنا وجرينا حتى فتر هو وعاد الى حماره وحمولته .. ومن يومها أصبح مريسيلة واحدا من برامج العودة الممتعة .. بمجرد ما نقترب من مجمع الانادي نتلفت بين حواري الأنادي نبحث عن مريسيلة .. نناديه باللقب الذي ثبتناه له .. يترك حماره يشتمنا ويجري خلفنا بعكازه ثم يعود .. الى أن كان يوم أكثرنا شقاوة نشد شيئا أكثر اثارة فقال حكاية نناديه بمريسلية ويسكنا حتى أطراف حينا هذا ليس كافيا لا بد من فعل أقوى (أكشن بلغة السينما ) فقال نحن ننقسم لمجموعتين مجموعة تناديه باللقب يطاردهم ثم تأتي مجموعة من الخلف تهرق له حمولته في الأرض عندما يعود أكيد لن يكتفي بمطاردتنا حتى مشارف حينا .. وقد نفذت الخطة لكن لم يكن أحد يستطيع أن يتنبأ برد فعل مريسيلة هذه المرة والى أي مدى يمكن أن يغضب وينتقم .. نفذت الخطة .. ولكن ما لم يكن يتوقعه أحد تحول مرسيلة الى أسد أكل الضباع أشباله .. طاردنا .. حتى داخل حينا وكان يجري ويصرخ بهيستريا .. جرينا و وصلنا سوق صغير يتوسط مربع ستاشر الشهير بالمربعات .. وتفرقنا بعدها في الزقاقت والحواري .. تركنا أحذيتنا خلفنا لأن معظمها شبابشب لا تمكن من الجري وخاصة في هذه الحالة ..أذ أن الأمر تجاوز السكسك والتسلية الى مرحلة يا روح ما بعدك روح .. صعب علينا أن ندخل البيت حفاة أنا شخصيا أصريت أن أحضر حذائي .. وعدت الى فسحة سوق ستاشر لأبحث عنه .. رغم نصيحة الأصدقاء . و ظننت أن مريسيلة أستسلم وعاد الى حماره .. لكن عندما أقتربت من الفرن ( فرن أبو عبلة ) حيث تركت حذائي شاهدت مريسيلة يتحدث مع العاملين في الفرن ويبكي بحرقة .. شاهدني هو في الظلام أبحث عن حذائي وصرخ قائلا ( دا واحد منهم ود ال....) وانطلق نحوي ..أنتبهت له وجريت كما لم أجري من قبل ولا من بعد .. بل حسيت بأن ساقي لم تنتظر الأوامر من مخي و جرين بتصرف من نفسيها فحسيت بهما تحملاني وتجريان بأقصى سرعة .. لم ألتفت لأعرف هل أقترب مني أم لا .. الى أن وصلت بيتنا فتحت الباب بعنف ودخلت .. بنفس لاهث .. ( مالك يا زول مالك في شنو ؟) ما في حاجة في رباطة ساكننا .. تاني مذاكرة ما بمشي أنشاء الله نسقط ذاتو .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: Dahab Telbo)
|
الجنون هو مرحلة كمال العقل او هكذا يؤمن فيلسوف الفوضى منيب غالب -------------------------------------------------------
عبارة في التنك أنشتاين وصل قمة أبداعه ونظرياته بعد اتهامه بالجنون
تسلم يا دهب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: الفاتح ميرغني)
|
من مواقفي الطريفة معها .يوم ما أرسلني الوالد لأطلب قهوة لأحد الضيوف من قهوة البحر الأحمر وهي كانت تقع في الضلع الأيسر من المستطيل الذي تقع فيه المكتبه وهو مستطيل ناقص ضلع . بطبيعة الحال للحضور من المقهى لا بد أن تسير بشكل قطري بين المقهى والمكتبة .وأنا عائد من المقهى بعد ما طلبت القهوة.. لاحظت بطرف عيني خديجة حاضره في جولتها الصباحية .. قررت بيني وبين نفسي أن أعبر أمامها وأقطع لها مجالها المغنطيسي العجيب مهما كلف الأمر.. بديت وأنا حاني الرأس كأني لا أراها أمشي مسرعا بالتدريج وشعرت بها هي كذلك بدأت تسرع .. كل ما زدت من سرعتي زادت هي وأخيرا قررت أن أجري .. تفاجأت بها ترفع ثوبها بيد واحدة وأنطلقت في الجري .. وتفاجأت اكثر بأن كل الحضور من زبائن المقهى وفوال النيل المجاور أنفجروا بالضحك يبدو أنهم كانوا يراقبون الموقف .. وأنا شعرت بحرج كبير جدا .. ومن يومها قررت أن أتعجب فقط ولا أجاري المجانين في سلوكهم مهما كان مغريا .
***
الكباشي سلام كبير
تخيلت منظر خديجة وهي رافعة طرف توبها وهي تسابقك.
بعدين حكاية إنها ما بتحب النسوان ، دي أكيد ما مجنونة ، دي عندها عقدة ( بتدخل في تشخيص علم النفس بإسم فوبيا الإنتماء الجنسي ) .. هههههه
واصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: عباس الدسيس)
|
الكاتب الرائع درديري كباشي سلاااام ومحبة تعجبني كتابتك أخي درديري، لشفافيتك وجمال لغتك، ولأهتمامك بالتفاصيل الصغيرة، ولتماسك الحكي عندك، وأحيانا المفردة عندك تتحرك مع تضاريس المفردة، وفوق ذلك بتوهَّط الموضوع ، حتي أن القارئ ، لا يمل أبدا عن شخصي أكثر المجانين في منطقنا هم أصدقائي، بل تجد من منهم يسافر حتي يصلني ويقضي معي اليوم واليومين صديقي الرّاحل حسب الله، والذي صنفه اهل البادية مجنونا، ولكنني أحسبه ،من حواريِّ بُشري الحافي ، لأنني كلما جمعتني به الأيام أجد قدحه مُترحا بحِكم إبن عطاء الله ، وذات اصيلٍ أتاني بمدرسة حمرة الشيخ ، وذهبنا كلانا إلي السوق ،وفي الطريق كلّما وجد حسب الله جُحْرا، وقف وحثي عليه الثري، ودفنه تماما ،وعندما خاطبته قائلا: حسب الله لماذا تدفن الجُحُور والجِحَرة؟ ضحك صاحبي حتي دمعت عيناه، ثم قال: "داير أسدِّد ليكم قُدُود الدّنيا" ومازال أصدقائي المجانين، هم أحبابي وندماي ، ومازال بعضهم يزورني في إجازاتي أيضا في فاشر السلطان كان يوجد مجنون شهير إسمه "عزالدين وهم"، زول جرئ وشجاع كثيرا ما يهاجم الوالي او المحافظ ب قذائف من الكلمات الواعظة مثل" الدنيا ما دوَّامة" ولقد خلده الشاعر الرائع"الطيناوي" في ديوانه الجميل "سمراء لا تتعجلي" "وصدقت عز الدين..مادوامةٌ تلك المصائب" محبتي لك وللعابرين مغارة إخوة سحنون السَّحي ومجنون..!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: عبيد الطيب)
|
Quote: الكاتب الرائع درديري كباشي سلاااام ومحبة تعجبني كتابتك أخي درديري، لشفافيتك وجمال لغتك، ولأهتمامك بالتفاصيل الصغيرة، ولتماسك الحكي عندك، وأحيانا المفردة عندك تتحرك مع تضاريس المفردة، وفوق ذلك بتوهَّط الموضوع ، حتي أن القارئ ، لا يمل أبدا |
نشكرك يا أستاذ العبيد الطيب على هذه الشهادة المفخرة والوسام الذي تتمنى أن نكون أهلا له
وبيني وبينك المجانين يمكن مصادقتهم ويقدروها جدا . .وما كل هذا السرد الا بعد محاولة كسب هذه الصداقة لبعضهم على الأقل
مش المثل بيقول الحسنة تمعط شنب الأسد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
عبد الله ودك وحواشات من مجانين السوق شخصيتين متناقضتين تماما شكلا ومضمونا .. عبد الله ودك أو ودق بالأصح وحواشات .. عبد الله ودك كان شخصا أسود اللون طويل القامة ذو شعر كث أشعث يرتدي صديري أسود على اللحم مباشرة دون أي لبس داخلي مع سروال طويل وفضفاض ويمنطق وسطه بكمر من الجلد مثبت عليه سكين كعادة أهل الشرق من البجا.. له سكين على زراعه ( ضراعه) يحمل العصا المعكوفة ( السفروك ) .. وكان ما يميزه هو كمية الودق ( الدهن الحيواني ) الذي ( يردمه) بكميات على شعر رأسه .. أصبح شعر رأسه هو شغله الشاغل في هذه الدنيا .. أما مشغول بنكشه بالخلال أو حشوه بالودق .. أو مطاردة الذين يعايرونه بلقب ( ودق ) من شماشة السوق .. لا أدري لماذا يوجعه هذا اللقب ويغضبه طالما أنه شغله الشاغل ( هو الجنون بعينه )..أذا كنت تجلس في سوق الخضار أو قرب الجزارة وجا شلة من الشماشة يجرون أعرف أنهم مطاردين من قبل عبد الله ودق .. في أيام عبد الله ودق تحول السوق الى ما يشبه أفلام الكاوبوي كانت فقط تنقصه الخيل والمسدسات . أما حواشات فكان عكسه تماما رجل مسكين وخامل بالكاد يتحرك من مكان لآخر .. هوايته الغريبة تتمثل في جمعه لقصاصات الأقمشة وربطها على جسمه .. حتى أصبح كتلة من قصاصت الأقمشة المتحركة .. ودائما تجده مرابط قرب دكاكين الترزية يجمع في القصاصات من تحت المكائن ومن سلات المهملات بمتعه كأنه ينقب عن الذهب .. ثم يجلس على الظل ليبدأ في تربيط حصيلة اليوم على جسمه وعلى ملابسه .. حتى أصبح مثقلا بالقصاصات بالكاد يجر قدميه وهو يمشي ويتنقل من مكان لآخر .. لا يمد يده ولا يشحذ ولا تجده حتى في المطاعم .. حتى لا تدري متى يأكل ومتى يشرب كأن القصاصت هي غذائه وشرابه . هاتين هما الصورتين الراسختين في ذهني من عبد الله ودق وحواشات .لا أذكر لهما حوارا أو موقفا معينا .. لكنها لأنها صور غريبة ومميزة ظلت مطبوعة في الذاكره تحت بند الجنون فنون .. عكس عبارة ( الفنون جنون ) المعروفة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: عباس الدسيس)
|
Quote: ابو الدر سلام وتحية يا صديق يعين الراجل دا كلامو طلع صاح صدرتو لينا المجانيين بمدني شويه شويه بنعرف باقي الولايات تحياتي وتقديري |
ههههههههه والله يا عبس انتو سلبطاين ساي هي مدني محتاجة يصدروا ليها مجانين
خليني أخلص ناس كسلا وأجيكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: ابو جهينة)
|
Quote: من مواقفي الطريفة معها .يوم ما أرسلني الوالد لأطلب قهوة لأحد الضيوف من قهوة البحر الأحمر وهي كانت تقع في الضلع الأيسر من المستطيل الذي تقع فيه المكتبه وهو مستطيل ناقص ضلع . بطبيعة الحال للحضور من المقهى لا بد أن تسير بشكل قطري بين المقهى والمكتبة .وأنا عائد من المقهى بعد ما طلبت القهوة.. لاحظت بطرف عيني خديجة حاضره في جولتها الصباحية .. قررت بيني وبين نفسي أن أعبر أمامها وأقطع لها مجالها المغنطيسي العجيب مهما كلف الأمر.. بديت وأنا حاني الرأس كأني لا أراها أمشي مسرعا بالتدريج وشعرت بها هي كذلك بدأت تسرع .. كل ما زدت من سرعتي زادت هي وأخيرا قررت أن أجري .. تفاجأت بها ترفع ثوبها بيد واحدة وأنطلقت في الجري .. وتفاجأت اكثر بأن كل الحضور من زبائن المقهى وفوال النيل المجاور أنفجروا بالضحك يبدو أنهم كانوا يراقبون الموقف .. وأنا شعرت بحرج كبير جدا .. ومن يومها قررت أن أتعجب فقط ولا أجاري المجانين في سلوكهم مهما كان مغريا .
***
الكباشي سلام كبير
تخيلت منظر خديجة وهي رافعة طرف توبها وهي تسابقك.
بعدين حكاية إنها ما بتحب النسوان ، دي أكيد ما مجنونة ، دي عندها عقدة ( بتدخل في تشخيص علم النفس بإسم فوبيا الإنتماء الجنسي ) .. هههههه
واصل |
تعرف يا جميل كنت عاوز أتعمق في الوصف أكثر لكن لا زال يلاحقني الخجل من الموقف نفسه بعد كل هذا العمر
فهي كشفت عن ساقيها وما فوق ذلك ووضعتني في ورطة حقيقية ههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: يُنسب إلى انشتاين قوله:" الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة في كل مرة". الغريبة أن الجنون في السودان يبدو مختلفا كليا عن قاعدة انشتاين، وهو نفسه تم اتهامه بالجنون! ياخى ضحكت وقلت سبحان الله حتى جنونا مختلف عن تعريفات مشاهير العالم للجنون.!! عالم مجنون!
|
دا الجنن عبد القادر قالوا علي شقي ومجنون أحبك أحبك أنا مجنونك جننونا بالخضار يا الله سميرة وين .
هو في شعب غنى للجنون زينا يا الفاتح عشان كدا لازم يكون جننا مختلف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
يا الدرديري ود الكباشي والله انت كتاب وحكاويك بتشدنا شد نصقر في الرملة على ضوء القمر ونسمع بدون ما نعلق لكن اضطريت اعلق عشان تواصل وتعرف ان الناس كلها مرخية اضنينها عاوزة تسمع.. وياخي انت ما تجينا في قهوة ود الفاضلابي وتشرب معانا فنجان جبنة بالهبهان وتحكي لينا بعضا من ذكرياتك والله يديك الصحة والعافية واللقمة الدافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
من مشاهد المكتبة نخرج قليلا من دائرة المجانين لكن ليس بعيدا جدا في جلسة من جلسات الحضور الكريم في نهاية دوام العمل الروتيني .. نفير من الأعيان والمثقفين بدأوا يتجمعون أمام المكتبة قبل المغادرة الى منازلهم .. وكالعادة تفتح المواضيع دون أجندات قد تكون شعر أو هم يومي أو كرة أو سياسة . جاء أحد الشحادين رجل طاعن في السن يرتدي كم من الملابس الشعبية .. متسخة لكن يبدو عليه بعض الاجتهاد في تنظيفها .. سألهم ( كرامة ) رددها عدة مرات .. منهم من تجاوب معه بالعبارات المعهودة من نوع الله كريم أو الله يدينا ويديك .. وبعضهم من أغتاظ منه لمقاطعته الحوار .. يبدو أنه لم يختار الوقت المناسب .. منتصف النهار حيث يرتفع معدل الزهج وتنكمش نزعة الخير في الناس .. بعدما يئس جلس قربهم في البلاط وقرر أن يستفيد من وقته ومن الظل البارد نسبيا .. وبدأ يفتح في الصرر والجيوب السرية التي يخزن فيها غلة اليوم .. كأنه موظف بنك يجرد الخزنة آخر الدوام ..أستخرج كميات من العملات الورقية رصها أمامه في البلاط وبدأ في فرزها لفئات وترتيبها مع بعضها البعض .. أحد الحضور أنتبه له وبدأ ينظر له دون تركيز .. بعد قليل بدأ يركز ونسى حوار المجموعة .. وهكذا أنضم له آخر بعد أن ناداه للحوار ولم يتلفت . .وكذلك ثالث .. ثواني و كل الحضور دون أي ترتيب أو دون أن يلفت أحدهم الآخر أصبحوا مركزين مع الشحاذ وهو يجرد في يوميته ..أما فهو فكان مشغولا ولم ينتبه لهم .. سكت الكلام وأنتهى الحوار اليومي بهذا المشهد الكل مركز مع الشحاد ومذهولا بحجم المبلغ الذي بدأ يرتبه في حزم .منهم الأطباء والمحامين وباقي الموظفين والتجار وغيرهم .وأكيد كل واحد فيهم قارن دخله بدخل هذا الرجل .. الطبيب أكتشف أنه بكل هيبته ومكانته الأجتماعية وعيادته المشهورة لايحصل على ربع هذا المبلغ في يوميته .. وكذلك باقي المهن .. لم يلعق أحد ولازال الشحاد يرتب في خزنته وبدأ يعيد أدخالها في طيات ملابسه . .بعد ما خلص منها رفع رأسه و وجد الجميع مركزين عليه بأندهاش . دون تردد رفع يده من جديد وقال لهم ( كرامة ) أنفجر الجمع في ضحك هستيري دون أي تعليق أما هو لم يجاريهم سوى بأبتسامة بلهاء قام بعدها لم أغراضه وأنصرف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
الله يلعنك يا ابليس دخل غرفته في ميز الضباط بالمدينة الريفية الصغيرة التي نقل إليها حديثا كان يعشق حياة الريف حيث الناس ودودون والخضرة والطيبة فتح شباك الغرفة المطل على الشارع بل قل على الخلاء حيث يقع الميز في طرف المدينة الريفية الصغيرة .. دخل هواءا رطبا منعشا استنشقه بعمق ملأ رئتيه منه بمتعة .. لكنه ﻻ حظ في الظﻻم لشبح امرأه .. أجمل شبح لجسد امرأة. ركز نظره أكثر فأكثر كانت تحرك زراعها البضة بانفعال كأنها تتحدث مع أحد في التلفون . وكان جسدها يهتز مع انفعالها بصورة مثيرة حركت غرائزه مع تركيز سمعه كأنه هنالك صوت نحيب مخلوطا بصوت الرياح أعلن قلبه حالة الطوارئ خرج من الغرفة دون أن يخبر زملائه . فتح الباب و توجه حيث تقف تلك حسناء الظﻻم .. كل ما اقترب منها تبين جسدها اللدن بتضاريسه بل زاد شعرها عليه ألقا عندما تهفهفه الرياح .. زاد خفقان قلبه وحماسه أسرع الخطى ..... عندما اقترب بضع خطوات لم يرد أن يخترق خصوصياتها فبدأ ينادي من بعيد .. لو سمحتي يا أخت ... لو سمحتي .. خيل له أنها أومات براسها بل ابتسمت مشجعة له . كأنها منحته اذنا وصمتها أكد ذلك ..اقترب أكثر حتى كاد ان يلامسها ليكتشف ما هي أﻻ شجرة عشر تلعب بها الرياح .. لعن ابليس في سرة وتبسم بخبث لكنه حسده على شطارته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
نخليها من باب المجننات
أستاذ ابتدائي صديق من ابناء كسلا رمته الارزاق للعمل بالارياف وحكى عن تجربة حلوة تشوبها المرارة كما ثمرة اللالوب فهي حلاوة الريف ومرارة الحضر ... قال اكبر مشكلة جابهته هي لحظة الاستحمام ... لان الحمام نفسه مبني من الصريف . والصريف هو للناطقين بغيرها عبارة عن جدار مصنوع من سيقان الزرة .. اي القصب يربط في شكل حزم متقاربة فتصبح هي اللبنة التي تقفل بها كل مساكنهم .. بما فيها الحمام .. المشكلة هي أن هذا الصريف تحول بمرور الايام الى مركم من التراب الناعم جدا .. لذلك عليك ان تكون حريصا لحظة الخروج .. الدخول ليس مهما لانه اصلا أنت داخل لتستحم ..لكن لحظة الخروج أياك ان يلمس جسمك اي جزء مكون لمبنى الحمام سوى كان الصريف او الشعب أو باب الزنك .. ولكن أزمة الاستاذ تمثلت في أنه كان جسيما مكتنزا .. فضلا عن انه باب الحمام كان ضيقا ... يحتاج للاعب سيرك حتى يخرج دون ان يلمس جزءا من مكوناته .. يقول الاستاذ كثيرا ما حولته لمسة عفوية الى ما يشبه كعك العيد المحلى بالسكر .. قلت له يعني انتم أحبطتم المثل المصري الذي يقول ( هو دخول الحمام زي خروجه ) .. قال بل عكسناه لانه مرات انت تدخل تستحم ليس لانك وسخان او عرقان لكن كنوع من الترفيه والانتعاش .. فتخرج خروج الموتى من القبور .. وكثيرا ما اضطر لاعادة الحمام اكثر من مرة نتيجة للمس الصريف سهوا .. كيف تخارجت من هذه المعاناة الحقيقية ..أضطررت أن أضيف مهمة جديدة لغرفة السكن .. فهي كانت المسكن والمطبخ وأصبحت كذلك الحمام .. ويا دار ما دخلك ضب ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: درديري كباشي)
|
تعرف يادرديرى انا الـ بوستات الـ زى حقتك دى افضل اقرأها فقط. لكن ما لاحظته انك تسرد أحداث الزمن الذى مضى وانت فيه ,, بعفوية وصدق ,, وهذا يجعلنى استنتج انك عشت طفولة متصالحة مع الذات ومع المحيط ومابداخله من دوائر تبدأ من مركز الدائرة الخارجية. فهنيئاً لك بتلك النشأة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سياحة في دنيا المجانين (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)
|
Quote: تعرف يادرديرى انا الـ بوستات الـ زى حقتك دى افضل اقرأها فقط. لكن ما لاحظته انك تسرد أحداث الزمن الذى مضى وانت فيه ,, بعفوية وصدق ,, وهذا يجعلنى استنتج انك عشت طفولة متصالحة مع الذات ومع المحيط ومابداخله من دوائر تبدأ من مركز الدائرة الخارجية. فهنيئاً لك بتلك النشأة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هييييييييع أنا الرَّضْعَان فوق الخُلال |
سلام يا فضلابي كل عام وانتم بخير
انا اعتقد أن حكاية المصالحة مع النفس هذه صفة سودانية مشتركة ( يمكن أحداث الحج ووقفة الحجاج خير برهان)
يبقى الفرق هو في قوة الذاكرة وصياغة الأحداث بصورة تجذب الآخرين لمشاركة ذكرياتك
ثالثا هي ليست كلها واقعية لكن أنا أعتدت أن اكتب بضمير الأنا لذلك أخذت تاخد طابع المذكرات الشخصية ومثلا قصة الترزي خيالية بحتة أما الباقي واقعي
ونشكرك على الاطلالة الرائعة
| |
|
|
|
|
|
|
|