|
رئيس الدولة يواجه الغلاء الطاحن بجرة قلم والأسعار لن تنخفض بمجرد تعليمات رئاسية
|
09:10 PM Nov, 10 2015 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ مكتبتى رابط مختصر
حفلت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني بتحقيقات من شرم الشيخ والغردقة تعبر عن ارتياح السائحين واستمرار العدد الأكبر منهم في إكمال إجازته هناك. ووصلت أعداد جديدة من السائحين لشرم الشيخ مع عدد أكبر إلى الغردقة، إلا أن خبيرا سياحيا ظهر في إحدى القنوات التلفزيونية، أكد أن الخسارة ستكون ربع مليار جنيه، لأن ما حدث سيضرب الموسم في أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. كما استمرت الدعوات للمصريين بقضاء إجازاتهم في شرم الشيخ، ومن قراءة التعليقات وآراء الناس العاديين، نلاحظ أن مخزون العداء التاريخي الكامن في نفوسهم والمتوارث من جيل لآخر ضد الاحتلال البريطاني لمصر وتآمر أمريكا عليها، انفجر تلقائيا في اتهامات للدولتين بالتأمر ومحاولة كسر مصر. ورغم تركيز الاهتمام على حادث الطائرة إلا أن جانبا كبيرا من الاهتمام انصرف عنها إلى الأوضاع الداخلية، خاصة الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي إلى الإسكندرية وتفقده بعض المنشآت، كما تفقد المناطق التي تضررت بسبب الأمطار والسيول في محافظة البحيرة بالطائرة، وأمر بتخصيص مليار جنيه من صندوق «تحيا مصر» لتمويل خطة سريعة يتم تنفيذها في مدة أقصاها عشرة أيام، تنفذها الوزارات المعنية والقوات المسلحة لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحي والزراعي في الإسكندرية والبحيرة، ومبلغ مليار أخرى لتعويض المتضررين في زراعتهم ومنازلهم. والحادث الثاني الذي خطف الاهتمام أيضا كان قيام قوات الأمن بقرار من النيابة بمداهمة منزل رجل الأعمال وصاحب جريدة «المصري اليوم» صلاح دياب في منيل شيحة في محافظة الجيزة، ومنزل ابنه توفيق في التجمع الخامس، وتفتيش المنزل والعثور على سلاح غير مرخص به، وقرار النيابة حبس كل منهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وبذلك تكون عليهما قضيتان، الأولى سلاح بدون ترخيص، والثانية قضية الإضرار بالمال العام، بالنسبة لصلاح ومعه رجل الأعمال محمود الجمال، والد زوجة جمال مبارك، وخمسة عشر شخصا آخرين، بالحصول على مساحات واسعة على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي، حوالي ألف وخمسمئة فدان بسعر ثلاثمئة جنيه للفدان لزراعتها، لكنهم حولوها إلى منتجعات سكنية بالتواطؤ مع محافظة الجيزة وقتها، ومسؤولين في وزارة الزراعة، وباعوها بسعر من خمسة إلى سبعة آلاف جنيه للفدان، وربحوا مليارات الجنيهات. وكانت هذه القضية قد بدأت عام 2011 ولكن لفها الصمت، وعندما بدأت التحقيقات في قضية فساد وزير الزراعة السابق صلاح هلال، ظهرت أوراق هذه القضية مجددا، وبالتالي فهي ثاني قضية خاصة بوزارة الزراعة، ونشر أنه سيصدر أمر النيابة بالقبض على محمود الجمال. وعلى كل حال فما دام الأمر قد انتقل للنيابة فمعنى ذلك أنها في أيدي القضاء. وحكمت محكمة النقض بقبول طعن كل من مرشد الإخوان محمد بديع وصديقنا عصام العريان وباسم عودة وصفوت حجازي في حكم الجنايات بحبسهم عشر سنوات لكل منهم في أحداث الاشتباكات في شارع البحر الأعظم في الجيزة، التي قتل فيها كثيرون. كما رفضت إدارة التحفظ وإدارة أموال الإخوان تظلم رجل الأعمال وصاحب شركة جهينة صفوان ثابت لرفع التحفظ عن أمواله وممتلكاته بتهمة انتمائه للجماعة، وتمويل أنشطتها. وانتخاب صديقنا ونقيب المحامين سامح عاشور لمدة أخرى واستمرار الاستعدادات للانتهاء من مسلسلات شهر رمضان المقبل أعاده الله علينا جميعا مسلمين ومسيحيين عربا مقدما بالخير. وإلى بعض مما لدينا…. علاج الأخطاء بشفافية وصدق يكسبنا مصداقية ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على حادثة الطائرة الروسية في شرم الشيخ، وأولها دعوة زميلنا محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام» يوم الأحد إلى التأني في مواجهة مواقف الدول التي سحبت سائحيها خوفا عليهم وقال: «بغض النظر عما جرى في لندن، فإن ما حدث في الأيام الماضية على أرض مصر يشير إلى وجود أخطاء في سياسات داخلية، تحتاج إلى تدخل سريع، ونحن على ثقة بأن القيادة السياسية، التي لا توفر وسعا في حماية المصالح الوطنية، ستتعامل بحسم مع تلك الأخطاء، ولن تدفن الدولة رأسها في الرمال. فعلاج الأخطاء بشفافية وصدق سوف يكسبنا مصداقية نحن في حاجة إليها أمام العالم الخارجي وتمكننا من عبور الأزمة الحالية». بريطانيا احتلت العالم ونهبت ثروات الشعوب وهكذا يشير عبد الهادي صراحة إلى وجود أخطاء، من دون أن يشير صراحة إلى أنها تتعلق بالأمن في المطار، بينما رفضها زميله هاني عسل، الذي هاجم في العدد نفسه من «الأهرام» بريطانيا وسفيرها في القاهرة، قائلا عنهما: «النكتة الأولى تقول إن بريطانيا العظمى سابقا وعلى المعاش حاليا، مهتمة بأرواح البشر، مع أنها هي نفسها صاحبة وعد بلفور، وهي التي احتلت العالم ونهبت ثروات الشعوب وسفكت الدماء في دنشواي والإسماعيلية والسويس، وهي التي أنجبت محمد الموازي أو جون قاطع الرؤوس في «داعش»، والرابعة تقول إن المخابرات البريطانية لديها معلومات مخابراتية دقيقة عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء بقنبلة، وهي نفسها المخابرات التي فشلت في منع هجمات مترو أنفاق لندن وانضحك عليها في معلومات حرب العراق وقوة صدام العسكرية، والخامسة تقول إن الأمن البريطاني رصد محادثة بين إرهابيين، أحدهما في سوريا والآخر في سيناء يتحدثان عن وضع قنبلة على الطائرة الروسية، وهو الذي فشل في معرفة أسباب وفاة أشرف مروان وسعاد حسني والأميرة ديانا. إن السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن الذي بشرنا قبل أيام بأننا سنسمع أخبارا جيدة وأننا «هندوس» بنزين، هو نفسه الذي ألحقت بلاده ضررا بالغا بالسياحة المصرية، بقرار أهوج أبله أفزع العالم ولم نسمعهم فعلوها من قبل في نيويورك ولا تونس ولا ماليزيا». كراهية المصريين تتصاعد ضد بريطانيا أما الثالث في العدد نفسه الذي تناول الحادث فكان زميلنا وصديقنا الدكتور أسامة الغزالي حرب وقوله في عموده اليومي « كلمات حرة «، محذرا من كراهية المصريين لبريطانيا: «إنني أتصور أن تلك التصرفات سوف تحيي وتلهب لدى قطاعات من المصريين، خاصة من الشباب، مشاعر وطنية كامنة ضد الإنكليز، بدأت بوادرها تظهر على وسائط التواصل الاجتماعي! الموقف إذن شديد الأهمية وشديد الحساسية، وأتمنى من الدولة المصرية بدءا من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، وحتى وزير السياحة وكافة المسؤولين المعنيين حسن التعامل مع الموقف، باعتباره أزمة تستوجب حشد كل الطاقات لمعالجتها بشكل كفء وسريع، بدءا من سرعة إنجاز التحقيقات حول حادث الطائرة وإعلان نتائجها بكل شفافية، وتقديم الرعاية الواجبة للسياح الإنكليز- الذين أصبحوا عالقين- ليشعروا بأن شرم الشيخ لا تزال آمنة. وأتمنى التواصل مع السلطات الروسية بالذات على أعلى مستوى، متفهمين اضطرار الرئيس بوتين لإعلان تعليق الرحلات إلى شرم الشيخ. وأخيرا فإنني أتمنى أيضا أن تتصرف سلطات مطار شرم الشيخ بالتعاون مع وزارة السياحة إزاء شركات الطيران البريطانية المكلفة بإجلاء البريطانيين، بما لا يضر بالحركة في المطار في إطار المعايير الدولية بلا أي مجاملات وبكل صرامة وحزم». ليس بعد بوتين صديق لمصر ومن «الأهرام» إلى «الوطن» ورئيس تحريرها زميلنا محمود الكردوسي «ناصري» الذي صاح في يوم الأحد نفسه قائلا عن ثورة يناير/كانون الثاني: «قلنا مؤامرة قالوا إننا مرضى، وظلوا على موقفهم حتى بعد أن تساقط الإقليم دولةً وراء الأخرى، وأفلتت مصر بمعجزة، بشعبها المعاند وجيشها المقدس، وخلاصة الاثنين عبد الفتاح السيسي قلنا إن مصر تخوض حرباً شرسة ضد دول عظمى ودول تافهة وضد أجهزة مخابرات وضد ميليشيات كافرة وضد عملاء داخليين، فقالوا إنها حجة البليد الفاشل، وظلوا على موقفهم حتى أصبحت مصر كما ترى على حافة هاوية، ولم يعد خافياً على أحد أنها مستهدفة ولن تهنأ باستقرار. في الأشهر القليلة الماضية زادت حدة الانتقادات للرئيس السيسي وكانت كلها تتعلق بأوضاع الداخل، وبلغت حدة هذه الانتقادات ذروتها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إذ قيل في تفسير عزوف الناخبين إن شعبية الرجل تتراجع بصورة مقلقة. حقق الرئيس نجاحات لا تخطئها عين في هذا الصدد وشهد له الجميع بأنه أدار معركة الخارج بكفاءة ومن دون أي أخطاء تقريباً، لكن الخارج لم يستسلم ويبدو أنه لن يستسلم، لقد قرر الغرب وحلفاؤه الإقليميون أن يواصلوا ضغوطهم على مصر، ابتكر سبلاً وتكتيكات جديدة تجلت بوضوح في حادث الطائرة الروسية، التي تحطمت مؤخراً في سيناء. تعامل الغرب مع الأمر وفي نيته ضرب ما تبقى للسياحة المصرية من موارد، لذا شدد في تقديره لأسباب انفجار الطائرة على احتمالية أن يكون هناك عمل إرهابي، وأقام الدنيا ولم يقعدها حتى أن روسيا نفسها قررت تعليق رحلاتها الجوية، وهو ما أصاب المصريين بصدمة، إذ ليس بعد بوتين صديق لمصر. آن لعملاء الداخل أن يخرسوا إلى الأبد، وآن لمن ينتقدون الرئيس ويرونه مقصراً أن يسكتوا قليلاً، وآن للطيبين وأصحاب الحق في هذا البلد أن يدركوا جيداً أن مصر تواجه حرباً شرسة قد تطيح ببلدهم وتحولهم إلى لاجئين وسبايا وأن الخيار أمامهم: السيسي أو الكارثة. انتقاد السيسي في هذا الظرف الحرج خيانة لاختيار توافقنا عليه، ننتقده لنحميه ونناضل لكي ندفع شرور المتربصين وأذاهم عن بلدنا وعنه. أرجوكم لا تتوقفوا عن حب هذا الرجل ودعمه ولا تلتفتوا إلى أكاذيب النخبة وسفسطاتها قفوا كل صباح أمام مراياكم وقولوا: كلنا عبد الفتاح السيسي». الغرب يكيد ويضمر الشر لمصر وإلى محمود آخر في عدد «الوطن» نفسه، وهو مستشارها وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل وقوله: «الغرب شرير يكيد لنا ويضمر الشر نحونا التاريخ والواقع يؤكدان هذه الحقيقة فذلك هو الغرب الذي استعمرنا واستنزف ثرواتنا وهو في كل الأحوال لا يريد لنا أي نهضة أو تقدم، لأن في ذلك تهديداً لمصالحه. الطريقة التي عالج بها الغرب كارثة سقوط الطائرة الروسية تؤكد بالفعل أنه شرير، فقد انتظر حتى وصل الرئيس السيسي إلى لندن، ثم بدأ في الإفصاح عما لديه من معلومات استخباراتية تؤكد سقوط الطائرة بتفجير، وسارعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى اتخاذ قرارات أرادت من خلالها أن تمنح انطباعاً للعالم أن ثمة خطراً من نوع ما يلوح في الأفق السيناوي، ووصل الأمر إلى روسيا نفسها التي رفضت في البداية الرواية الإنكليزية لسقوط الطائرة، لكنها استسلمت بعد ساعات وعزفت على لحن الغرب.. الغرب شرير لكن إحنا نستاهل ما يحدث لنا، وليس من الحكمة ولا المنطق أن تطلب من هذا الغرب أن يعمل ضد مصالحه وليس من الكياسة أن تطلب منه التعامي عن ثغرات الأداء لديك وتحزن وتبتئس عندما يستغلها ويناور بها عليك». حمدي رزق: إثبت يا ريس إنها المعركة الفاصلة واستمر انفجار الغضب في باقي الصحف في ذلك اليوم، ففي «المصري اليوم» قال زميلنا وصديقنا حمدي رزق «ناصري» في عموده اليومي «فصل الخطاب» مخاطبا السيسي ومطالبا إياه أن يكون كما كان خالد الذكر: «أعلم أن الشعب لم يخذل عبد الناصر ولن يخذلك أبداً. ولا يخذل الشعب الكريم من أحب، فقد لبّى النداء الصادر من قعور البيوت الطينية، التي تلهج بالدعاء. الشعب يطلب من قائده الثبات، إثبت يا ريس إنها المعركة الفاصلة، لا هي قصة طائرة ولا مطار ولا شرم الشيخ ولا كفر الشيخ، ديل الكلب الإنكليزي يهزه لسيده في البيت الأبيض. شرم الشيخ ثغرة كالتي نفذها شارون في قلب الجيش المصري لإجهاض الانتصار وإجبار مصر على الجلوس إلى الطاولة مع إسرائيل، هم ينفذون وطابورهم الخامس من هذه الثغرة الآن ويوسعونها لتركيع السيسي لإجباره على الجلوس إلى الطاولة مع الإخوان، وهذا ضرب من الخيال أنظروا إلى تسلسل الأحداث، إذ فجأة تصدر دعوة من العراب العجوز سعد الدين إبراهيم لاستفتاء شعبي على المصالحة مع الإخوان، إحراجاً للسيسي غربياً وللوقيعة بين الرئيس والشعب داخلياً» . ليس لدينا ما نخاف منه ولكن ما نخاف عليه وإلى «الأخبار» وزميلنا وصديقنا رئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف «ناصري»، وقوله في عموده اليومي «في الصميم»: «إذا كان حشد كل قوى الشعب والدولة في هذه المعركة هو الواجب الأول، فإن ذلك يستتبع هدوءا واتزانا في التعامل مع الموقف، كما يستدعي انضباطا في الأداء السياسي والإعلامي، وإدراكا من الجميع بالمسؤولية الوطنية في هذه الظروف الصعبة. منذ اللحظات الأولى لكارثة الطائرة الروسية، قلنا إنه ليس لدينا ما نخاف منه، ولكن لدينا بالقطع ما نخاف عليه، وهو هذا الوطن الذي نتأكد الآن مرة أخرى من حجم المتربصين به والمتآمرين عليه، الذين لا يغفرون لمصر أنها أفشلت مخططاتهم وأسقطت حكم عملائهم، والذين سيقاتلون حتى النهاية لكي لا تسترد مصر دورها وتبني قوتها، لكنهم لا يعرفون مصر ولا يفهمون سر شعبها الذي يعرف جيدا كيف يضمد الجراح ويوحد الصفوف في مواجهة الخطر». الغرب يصفي حساباته مع روسيا ومصر وإلى جلال آخر في «الأخبار» هو زميلنا وصديقنا ورئيس تحريرها الأسبق جلال دويدار «ساداتي» وقوله في عموده اليومي «خواطر»: «إن ما لجأت إليه الدول الغربية، سواء كانت مبرراته صحيحة أو غير صحيحة، يعد دعما للإرهاب الذي يعمل على الإضرار بمصر، خاصة في المجال الاقتصادي. هذا الذي يحدث يجعلنا ندعو الله أن يحمينا وينجينا وأن تدحض نتائج تحقيقات طائرة شرم الشيخ هذه النوايا الشريرة، تمشيا مع هذا التحليل الذي قد يكون خاطئا أو صائبا، يبرز ما صرح به كاميرون رئيس وزراء بريطانيا في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن هذه التطورات المريبة، لا يمكن الفصل بين هذا الموقف وما صدر عن الرئيس أوباما من تصريحات مشابهة، وهو ما يشير إلى التلاقي في الفكر والسلوك بهدف تصفية الحسابات مع روسيا ومع مصر». في سوريا حرب جواسيس تمتد على اتساع المنطقة ونترك «أخبار» الأحد إلى «اليوم السابع» اليومية المستقلة ورئيس تحريرها التنفيذي زميلنا وصديقنا أكرم القصاص «ناصري» وقوله: «الأمر لا يحتاج لنظرية مؤامرة، في وقت تتواصل فيه الصراعات علنًا، أمريكا وأوروبا يرفضان الوجود الروسي في سوريا، بوتين أحرجهم بإعلان الحرب على إرهاب عجزوا عن مواجهته طوال شهور، لا يستبعد أن يكون تفجير طائرة محاولة لإبعاد روسيا مثلما حدث في الشيشان قبل أن يستعيد بوتين السيطرة. الشيشان أو «داعش» وأوكرانيا ليست بعيدة عن ألعاب أجهزة الحروب. وفي سوريا حرب جواسيس تمتد على اتساع المنطقة. قد تكون الطائرة الروسية جزءا من لعبة عض أصابع تأخذ شكل ابتزاز، كان واضحًا في لندن ومن رئيس الوزراء كاميرون، وحتى قبل الزيارة ظهر في حملة في الإعلام لا تخفى على أحد، وتقارير ليس فيها جديد». أمريكا وأوروبا تكيدان لروسيا والثالث والأخير في «اليوم السابع» الذي شارك في المعركة كان زميلنا كريم عبد السلام وقوله: «لا أجد تعبيرًا أنسب من الوقاحة لأصف ما قام به باراك أوباما وتابعه ديفيد كاميرون، فعندما يخرج الرئيس الأمريكي بتصريح أو إعلان حول حادث مأساوي يتابعه العالم، فلابد أن تكون لديه معلومات على أعلى درجة من الموثوقية، فهو من هو بإداراته وأجهزته الأمنية وعملائه حول العالم، وإمكاناته غير المحدودة، لكن أن يعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في مؤتمر صحافي، بعد تصريحات أوباما، أن الولايات المتحدة لم تضع حتى الآن تقييمها الخاص في ما يتعلق بسبب حادث الطائرة وعندما يقرر رئيس الوزراء البريطاني اتخاذ موقف رسمي بإعادة السياح البريطانيين من شرم الشيخ، بناء على ترجيحات أو تكهنات لم يستطع أن يقدم الدليل عليها، هل يهدف أوباما وكاميرون إلى قطع الطريق على لجنة التحقيق الرسمية وفرض احتمال انفجار قنبلة على الطائرة الروسية كأمر واقع؟ وهل يمكن اعتبار موقف أوباما وكاميرون نوعا من الكيد السياسي لروسيا، ومحاولة إظهار أن التحرك الروسي ضد مصالح التحالف الغربي سيدفع ثمنه المواطنون الروس؟». الإعلام المصري منفلت ولا يزال الانتقاد الذي وجهه الرئيس السيسي للإعلام وتهديده بأنه سيشكوه للشعب يثير ردود أفعال، رغم وقوع أحداث جسيمة خطفت الانتباه بعيدا عنه مثل، حادثة الطائرة الروسية، والموجة الثانية من الأمطار والسيول، وما أدت إليه من خسائر في الأرواح والممتلكات. وقد تناول هذا الموضوع زميلنا في «الأهرام» عماد حجاب يوم الأحد قائلا: «تزداد معاناة الدول من وضع الإعلام المنفلت ومنها مصر، الذي تحول لقوة هائلة في التأثير على الرأي العام وتوجيهه، وباتت له أجندات ومصالح ضخمة يحافظ عليها، ترتبط بملاكه الجدد، ما يستلزم من الحكومة سرعة إصدار قانون إنشاء المجلس الوطني للإعلام وقانون نقابة الإعلاميين، وقانون حرية المعلومات، من دون انتظار لتكون التشريعات والقوانين، أول خطوة حقيقية في طريق إصلاح أوضاع الإعلام». من أين يأتي تمويل المؤسسات الإعلامية؟ أيضا شاركه زميله محمد صابرين بمقال في الصفحة نفسها بالقول عن الإعلام: «لم يعد خافيا أن محاولة الدولة استرجاع الحقوق المشروعة والثابتة لها من بعض رجال الأعمال يواجه بحرب ضروس وصلت إلى الهجوم على سياسات الرئيس، وهناك أسئلة عميقة لم يتم الإجابة عنها، من أين تمويل هذه المؤسسات وفي ظل الخسارة الكبيرة وديون أحدهما التي وصلت إلى حوالي 700 مليون جنيه؟ وفي ظل الحديث عن أموال أجنبية وأجندات سياسية ترى هل هذا سر الاستمرار؟ وهل هذا هو السر وراء التكاثر السرطاني لقنوات ومواقع إلكترونية وجرائد جديدة؟ أسئلة مشروعة تثير قلقا مشروعا ولا ينبغي التعامل بصبر طويل واحتمال كبير، لأن الأمر أكبر من إزعاج الرئيس بل مسألة تتعلق بالأمن القومي للبلاد وباتت تؤرق المصريين». إعلام «شيكا بيكا» تخطى كل الحدود والآداب طبعا من الذين أصابهم الأرق كان زميلنا في «الأخبار» وأحد مديري تحريرها محمود عبد العزيز، لذلك صرخ في اليوم نفسه قائلا في مقال بعنوان «إعلام شيكا بيكا»، والشرر يتطاير من عينيه على الصفحة السابعة عشرة وكاد أن يحرقها: «أنا شخصيا امتلك من الشجاعة أن أقول أسماء بعض الإعلاميين المرتزقة، الذين وجدوا أنفسهم فجأة أمام ميكروفونات وشاشات عرض تدخل البيوت في أي وقت ليتحدثوا في ما يعلمون وفي ما يجهلون، ولكنني لم ولن ألوث المساحة المخصصة للكتابة، التي اعتبرها من حق القارئ المحترم بأسماء يعرفها الجميع، ويعرف أنهم رجال كل العصور. الإعلام العائق أو إعلام شيكا بيكا تخطى كل الحدود والآداب. لما الرئيس قال في خطابه الأخير للإعلاميين «أنا هشتكيكو للشعب المرة الجاية» كان عارف كويس قوي قصده أيه. وخلو بالكم الشعب بيحب الرئيس مش بيحب أراجوزات الفضائيات ولو كُنتُم فاهمين أن أنتم اللي أسقطتو الإخوان يبقي ولا مؤاخذة الشعب هو السيد والمعلم وأنتم يا من تعملون في محطات يقال إنها غسالات للأموال المشبوهة، لا تمثلون إلا أنفسكم، وآراؤكم الخاصة يجب ألا تصدروها للشعب، بحجة حرية الإعلام. مصر في أشد الحاجة إلى إعــــلام يبــــني ولا يهدم شباب مصر يموت على الحدود كل يوم ليدافع عن بقــــاء الــــدولة، وأنتم تتــقاضون الملايين وتجلسون في المكاتب المكيفة وتتحدثون في ما لا تفهمون. عندما تكون الدولة في مرحلة البناء يجب على الرجال أن يتصدروا المشهد بدلا من أن يخرج علينا بعض أشباه الرجال ويدعون أنهم إعلاميون وتحيا مصر». إعلامي ينتهك أعراض وحرمات وحياة الناس لكن في «الوطن» في اليوم نفسه ترك نشأت الديهي إعلام «شيكا بيكا» وقال عن إعلام التسريبات: «كإعلامي أخشى أن ينصح الناصحون بضرورة استمرار المواجهة مع الإعلام، لحين استتابة جماعية لكل المارقين، ومن هنا تظهر طبقة طفيلية جديدة تقدم نفسها كنبي مرسل للحفاظ على حرية الإعلام، وتبدأ المزايدات. كمواطن أرى أن وقت الرئيس أثمن وأهم من التعليق أو الرد على خرافات وتفاهات ونرجسيات بعض الإعلاميين. سيادة الرئيس إليكم مشاهد تعلمها ويعلمها القاصي والداني، وليس هناك تفسير لصمت الدولة حيالها، وهي على سبيل المثال: ماذا فعلت الدولة مع هذا الكم غير المسبوق من التسريبات عبر أحد الإعلاميين؟ انتهكت فيها حرمات وأعراض وحياة خاصة لخلق الله، من دون سند من القانون، ما خلق جواً من الريبة وعدم الطمأنينة في عموم المجتمع؟ ماذا فعلت الدولة مع هذا المستشار الذي يتطاول ويسب ويلعن كل من يعترض طريقه أو طريقته، يستوي في ذلك الجميع من مواطنين وحكام لقد هاجم وتطاول على الدولة ورئيس الوزراء الجديد، قبل أن يحلف اليمين، وتطاول على أمهات الجميع في مشهد ينقص من سمعة الدولة المصرية؟ ماذا فعلت الدولة مع من يتحدث باسمها، من دون تصريح ومن دون تفويض ومن دون منصب ليرهب الآخرين بحجة صلته بالدولة والأجهزة السيادية؟ ماذا فعلت الدولة حيال هذه الأموال التي تسللت إلى داخل مصر للتحكم في وسائل الإعلام وتوجيه الرأي العام وفق مصالح وأجندات محددة؟». الإعلام الدولي والغربي ينشر ما نخاف من نشره في الداخل وفي «المصريون» كتب رئيس تحريرها التنفيذي محمود سلطان مقاله عن التحقيقات مع حسام بهجت يقول: «حسام بهجت، محرر في موقع إلكتروني «مستقل»، تم استدعاؤه للتحقيق معه، بشأن تقرير كتبه.. اعتبرته السلطات المصرية ماسًا بالمؤسسة العسكرية. بات من المؤكد أن سبب التحقيق مع بهجت، هو تحقيق استقصائي «خطير» كان يقتضي وفق القانون المصري، مراجعة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة.. أو موافقة المخابرات العسكرية عليه، عن طريق المحرر العسكري المعتمد في الموقع الإلكتروني، الذي يعمل فيه بهجت. ولا ندري ما إذا كان الأخير، قد اتبع التقاليد المعمول بها، في هذا الشأن، وإن كانت «بي بي سي»، نقلت نفي من وصفته بمصدر عسكري، أن يكون المحرر قد راجع مكتب المتحدث العسكري للتأكد من صحة المعلومات. المهم في المشهد كله، هو أن الواقعة التي زعمها المحرر، نُشرت في أكثر من مدونة إعلامية خارج مصر، بما فيها مواقع إلكترونية عالمية رصينة، ولها مصداقيتها، غير أن بهجت لاحقًا، اشتغل على المعلومة، وأجرى لقاءات مع عائلات من وردت أسماؤهم في تحقيقه الاستقصائي. ومع استدعائه للتحقيق معه من قبل النيابة العسكرية، وما صاحبه من جدل وصخب و«إدانة» في بعضه، أعاد موقع «بي بي سي» البريطاني يوم أمس 9/11/2015 نشر التقرير «الخطير»، وكان قد نشره في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الماضي وبالتحديد يوم 16/9/2015.. مستثمرًا أجواء الصخب الحالية. الجدير بالإشارة إليه ـ هنا ـ أن التحقيق مع بهجت، تم وفق إجراءات قانونية قديمة نسبيًا، تعود إلى ما قبل «العصر الرقمي»، أي عندما كانت المجتمعات والدول مغلقة على نفسها، وقبل الطوفان المعلوماتي الذي لا يقاوم، وفرضه على الجميع، عصر السموات المفتوحة، والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وانتقال عناصر القوة من «الدولة» إلى «الأفراد»… واقعة بهجت.. لا يجوز فصلها عن النقاش العام بشأن قانون الإرهاب، الذي فرض قيودًا مشددة على التغطية الإعلامية والصحافية للعمليات الإرهابية، وحصرها فقط على الرواية الرسمية: الدولة تقول إنها ضرورية لعدم التأثير على المعنويات، فيما يفسرها آخرون بأنها صدرت لحماية المهملين والمقصرين من المسؤولين الكبار.. وأيًا ما كان التفسير، وسواء كانت الأولى أو الثانية، فإنها تأتي في سياق نظرية قاصرة وساذجة للغاية تعتقد بأنه إذا أُطفئت كل الأنوار داخل مصر.. فإن الظلام سيعم العالم كله ولن يرانا أحد خارج حدودنا!! ربما تنجح السلطات المحلية في تكميم أفواه صحافييها.. ولكن هذا لن يمنع الإعلام الدولي والغربي من نشر ما نخاف من نشره في الداخل.. وسيكون تأثيره على المعنويات أسوأ مما نتوقع.. لأنه لا يزال الإعلام الغربي يتمتع داخل الضمير العام في مصر، بمصداقية تفوق بمراحل الإعلام المحلي المسيّس والموالي.. والذي بات ـ بعد 3 يوليو ـ جزءًا من الأدوات الباطشة للسلطة. ما نريد قوله في هذا الإطار.. إن القوانين والتشريعات والتقاليد السلطوية التي نتعامل بها مع الإعلام حاليًا.. باتت من «كراكيب» عصر مضى، لا تصلح أدواته لهذا العصر الذي نعيشه، والإصرار على أن نبقي على تلك التشريعات، هو تصرف كارثي غير مسؤول، يعكس وجود رؤى رسمية غير مؤهلة لإدارة بلد كبير في حجم مصر، وفي ظروف مختلفة تمامًا وفي قطعية جذرية مع التراث الناصري في ستينيات القرن الماضي، العشرين». المواطن يكتوي بنيران الغلاء وإلى المعارك والردود المتنوعة التي سيبدأها في تقرير اليوم زميلنا وصديقنا في مجلة «روز اليوسف» الساخر عاصم حنفي وقوله بعد أن سمع صوتا يعلن عن خبر مفرح: «زغرودة حلوة رنت في بيتنا.. الرئيس السيسي يعلن بوضوح عن انتهاء معاناة المواطن المصري مع الغلاء في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، يعني بعد ثلاثة أسابيع بالتمام والكمال. في العادة كلام رئيس الجمهورية يوزن بميزان الذهب، هو ليس تصريحا للاستهلاك المحلي، وليس تصريحا من قبيل فض المجالس، هو تصريح يحاسب عليه من الإعلام والصحافة، ومن المواطن المكتوي بنيران الغلاء، وعندما يحدد الرئيس موعدا قاطعا محددا لنهاية الغلاء، فلابد أن نصدقه. وأعترف بأنني لا أعرف كيف يمكن لرئيس الدولة مواجهة الغلاء الطاحن بجرة قلم، والأسعار لن تنخفض بمجرد تعليمات رئاسية. عيب الأسعار أنها لا تسمع الكلام والمشكلة ليست في ارتفاعها وإنما في منظومة البيع والشراء وتعدد الوسطاء بين المنتج والمستهلك، وفي سيطرة مافيا الاستيراد على الأسواق وتحكمها في أسعار كل شيء، بفضل نظام الاحتكار السائد الآن في أسواقنا المفتوحة على البحري. إن الفرصة سانحة للسيسي لاستعادة شعبيته الكاسحة في ما لو تمكن من ضبط الأسعار حقا، فيما لو تمكن من تدبير منظومة واقعية لتوفير السلع في الأسواق، خصوصا أن الناس تنتظر ذلك من السيسي تحديدا. موعدنا إذن 30 نوفمبر لقص شريط افتتاح مرحلة جيدة، من دون غلاء طاحن وغدا يعني بكرة ونحن في الانتظار». جموع الناس فقدت الثقة في كل ما تروج له الدولة وفي «المصريون» سمعت بكاء وصواتا لا زغاريد كانت صادرة عن الدكتور عمرو عبد الكريم والسبب هو: «ما أشبه الليلة بالبارحة ولست ممن يرون أن التاريخ يعيد نفسه لكنها سنن غلابة ونواميس كونية: إذا تشابهت البدايات تشابهت النهايات، وإذا اتفقت المقدمات توافقت النتائج، ومن يظن أن الوضع الحالي في مصر يحمل مقومات الاستمرار فضلا عن أن يحمل هذا الوضع البائس مقومات النجاح، فهو واهم. لقد بات واضحا لمن له أدنى تفكير أن ما أطلق عليه المشاريع القومية فناكيش وهمية (والفناكيش جموع فنكوش وهي كلمة تطلق على من يبيع الهواء، أو يسوق لخدعة غير معروفة الماهية والكينونة) حتى فقدت جموع الناس الثقة في كل ما تروج له الدولة أو تشغل أذرعها الإعلامية في التخديم عليه والتهليل له، كما أن الرهان على استمرار غفلة الناس وهم، ونتائج الانتخابات البرلمانية التي ما زالت تجري تثبت فشل هذا الرهان، أيضا الانفجار مقبل لا محالة، إذا استمرت حالة الصراع الوجودي التي تحياها الدولة المصرية، والانفجار مقبل لا محالة إذا استمرت الصراعات الصفرية، وإذا استمرت حالة الاستقطاب الحاد ولن يستطيع طرف أن ينفي الأطراف الأخرى إلى الأبد». والفنكوش فيلم لصديقنا نجم النجوم عادل إمام وأحمد راتب وميرفت أمين. حسنين كروم
|
|
|
|
|
|