|
حكمة والله وحكاية
|
02:02 PM Mar, 12 2015 سودانيز اون لاين درديري كباشي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
(1)
في زمن فيضان 48 في منطقة مروي يحكي لنا الوالد عليه الرحمة قال هم كانوا شبابا مراهقين في بداية حياتهم .. بدأت ارهاصات الفيضان . فكانت عليهم مهمة ردم القيفة وتعليتها .. وقال هم يحملوا التراب في القفاف ويردموا . وكل مرة منسوب النيل يرتفع مهددا بالسيول .. وهم لازالوا يجتهدوا بأوامر الكبار ونهراتهم . ثلاثة أيام بلياليها لم يستطيعوا الراحة دعك من طريقة للنوم.. تملكهم التعب والأرهاق أصبحوا يجرون أرجلهم جرا مع الأرض .. فجأة اثناء ما هم طالعين بحمولتهم جاء شاب جاري وقال ( هوي أنتو تعبانين ساي الشي البحر كسر بعن حلة ناس فلان ودخل حلتنا عدمها الحيطي ) . قال نحن قلنا الحمد لله ورمينا القفاف وشعرنا بأننا أحرارا .
مرات تحس أن السجن نفسه فيه مساحة من الحرية لا تتاح لمن هو خارج السجن ويتوهمها ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: درديري كباشي)
|
(2)
في ذات الفترة أو بعدها بقليل كان يندر الأغتراب وفي الغالب لدولة مصر .عمنا ولده مغترب رسل له حواله . ساق معاه العمدة لانه لا يعرف الاجراءات .. العمده ( استنكحه) وقال له ولدك دا ولدنا كلنا .. لازم البلد كلها تضوق عسله . وراح قاسم مبلغ الحوالة معاه بحجة عمل كرامة بالمبلغ .. هو أتغاظ لكن كظمها (أي أكلها في حنانه ).. بعد أسبوعين تاني جات حوالة .. هو خلاص بقى عارف الطريق . ما كلم العمدة عنده صاحبه قال له ( عثمان أرحك معاي نصرف الحوالة دي ) .. بعد ما مشى وقدم الورقة للموظف عبر الشباك .. الموظف شرع في الصرف فعلا . لكن فجأة تذكر أنه الاسم دا أتكرر قبل أسبوعين راجع الدفتر ليتأكد لقاها هي نفس الحوالة صدر إشعار بالخطأ ...أتغاظ جدا لآنه كان راح يتورط .. قال لصاحبنا ( هات يدك ) صاحبنا مدى له يده .. راح شاديه من الداخل عبر اسياخ الشباك بكل قوته . كاد يخلع له كتفه .. بعد مقاومة شديدة من العم تصرف برفع رجله على الحيطة وضغط بقوة . حتى أستطاع ان يفلت ويسقط تحت قدمي صديقه رفع رأسه وقال ( يا عثمان الراجل عايز يقلع لي كتفي وأنت واقف تعاين ؟ ).. رد صاحبه ( نان أنا خبرني شنو ما قايله ياهو الصرف كدي ) ......
أول مرة أشوف جهل ينفع صاحبه ... عثمان لو كان عارف طريقة الصرف ربما ضرب الموظف بعكازه و اتركب جريمة قتل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: درديري كباشي)
|
عزيزنا أستاذ الدرديري سلامات معليش يا أخ الدرديري التساب كان سنة 1946 . وبرضو عندنا قالوا كسر في المفرق البين حرازة سماعين ود الجعلي وحوش ناس ود الحسن . دأك اليوم كان يوم ولادة خير السيد ود جلال الدين . وللتساب حكايات ماليها حد في بلدتنا الحبيبة .. تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: Osman Musa)
|
عزيزنا أستاذ الدرديري سلامات معليش يا أخ الدرديري التساب كان سنة 1946 . وبرضو عندنا قالوا كسر في المفرق البين حرازة سماعين ود الجعلي وحوش ناس ود الحسن . دأك اليوم كان يوم ولادة خير السيد ود جلال الدين . وللتساب حكايات ماليها حد في بلدتنا الحبيبة .. تحياتي
------------------------------------
آسفينن يا عثمان باشا أختلاف الأرقام سهل علاجه ونحن في زمن أختلاف الرأي يؤدي لحبل المشنقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: درديري كباشي)
|
(3)
في الزمن القديم أيضا عندما ضاق شريط النيل في الشمال بقدرات وطاقة أهله بدأت الهجرات الداخلية ..أثنين من الشباب صديقين هاجرا الى مدينة بورتسودان . بحثا عن عمل بعد أن قضيا مرحلة الدراسة . ولكن قبل الهجره تقدما لخطبة بنتين صديقتين أيضا . الأول عماد توفق في العمل بشركة شل للبترول في وظيفة محترمة وراتبا مغريا الثاني صلاح لم يوفق .. فبدأ يبحث عن رزقه في السوق سمسرة وغيرها يوم يلاقي وأيام عجاف .. ولكن الحرمان كان يذكره بمخطوبته فيسكب لها رقيق الكلام في الرسائل .. تصلها تقراها بمتعة ولهفة وبعد أن ترتوي تأخذها جريا للتباهى بها عند صديقتها تقول لها ( شوفي صلاح مرسل لي شنو ) بعد ما تقرأ لها الرسالة .. تقول الأخرى . أنا عماد ما رسل لي أي رسالة لكن رسل لي الشنطة دي .. ( وتستعرض في اللبسات والعطور الاكسسوارات ) .. تذهب العاشقة وفي نفسها شئ من حتى . في الأول كانت الرسائل الرقيقة تحدث قليلا من التوازن .. لكن تكرر الأمر شنطة هنا ورسالة هناك .. عطر هنا وكرت هناك .. ضاقت العاشقة بالأمر وذهبت ناحية مكتب البريد وأرسلت تلغرافا من سطر واحد فقط .. ( صلاح .. يا تشتغل في شل يا تجي منسل )
هو البترول دا من زمان ورانا ورانا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: درديري كباشي)
|
(4)
في الزمن القديم أيضا طلاب سودانيين يدرسون في أحدى دول أروبا الشرقية .. ويسكنون في سكن الطلاب ( داخليات ).. دخل عليهم شهر رمضان وهم ما فيهم واحد صايم .. جاءوا بالنهار (يظبطوا) حلة الغداء ( دمعة مسبكة ) فاحت رائحتها الشهية عمت القرى والحضر .. بعد ما أستوت أفترشوا الأرض ..استعدادا لتناول الغداء .. زميلهم يهودي أغرته رائحة الأكل .. وجاء وقف في الباب مستأذنا ( ممكن يا جماعة آكل معاكم؟ ) .. أحدهم حاول يبعده ( يزحلقه ) .. فقال ( مش نحن المسلمين طعامنا محرم عليكم في دينكم ؟) قال : يا سلام يعني أنت ياكم المسلمين . مش في الشهر دا الأكل محرم عندكم في النهار ..؟ .. زح كدا بلا لبط معاك خلينا ناكل ..أنا في اليهودية زيكم في الأسلام ..
الحكمة :
عندما تستعين بالدين للدفاع عن مواقفك يجب أن تكون أهلا لهذه الاستعانة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: درديري كباشي)
|
(5)
صديق جادي جدا (ما يعجبوش الحال المايل على قول المصريين) حتى يجنب نفسه الحرج والدخول في أي موقف بايخ فهو حريص على كل شئ لازم يكون رسمي وقانوني .. فهو يدفع فواتير الكهرباء شهر بشهر وتجديد الأرواق الثبوتية قبل نهايتها بوقت كافي كالإقامة رخصة القيادة ورخصة السيارة وكذلك إيجار البيت .. وبالذات ايجار البيت هذا فهو لا ينتظر صاحب الملك حتى ينبهه ويذكره ويشخط فيه كما هو وارد .. بل كثيرا ما يأخذ الأيجار لصاحب الملك ويكون ذاك ناسيه .. مرة كان يسكن في بيت يتقاسمه مع صاحبته الأرملة التي تسكن الدور العلوي وهو يسكن الأرضي .. يوم ما حل عليه الايجار أخذ المبلغ وصعد عندها . طرق الباب .. من في الباب .. معاك أبو أحمد .. خير أنشاء الله .. خير أبقى أعطيك الآيجار .. هو الأيجار حل عليك ؟..لا باقي يومين .. ( سلمها المبلغ ولكن قبل أن يغادر ) فكرت صاحبة البيت سريعا وغراها الشيطان وقالت ربما أب أحمد هذا مستقل المبلغ لذلك هو حريصا على دفعه في ميعاده حتى تفرح بالفلوس ولا تزاود عليه .. فقالت ..أسمع يا أبو أحمد .( ترى هذا الايجار صار شوي ما يسوى شئ ونحن زودناه عليك ألفين ريال ).. طبعا هو غضب بشدة . لكنه لم ينفعل فيها ..أحتفظ بهدوءه . فقال لها طيب خير هاتي المبلغ .. على أساس أنه سيكمله ويعود به غدا .. ونزل من عندها لم يعد لبيته .. ركب سيارته وعلى مكاتب العقارات لم يعد للبيت الا وهو مؤجرا شقة أخرى دفع الايجار ثم عاد يخبر زوجته بالمفاجأه .. وكعادة النساء السودانيات عاطفيات ويتميزن بالاترباط بالاماكن والجيران والأشياء .. فيصعب عليهن الفراق .. بكت الزوجة واحتجت وقالت له كيف نترك جيراننا .. فقال الجيران باعونا ونحن أشترينا .. وشرح لها حكاية الزيادة الاعتباطية . وعلى مضض في اليوم التالي كانت الشاحنة تقل أثاثه .. الى الشقة الجديدة .. وعاد لصاحبة البيت من جديد طرق الباب .. من بالباب ..معاك أب أحمد .. ها زودتنا ألأيجار؟ ..أفتحي وأنت تفهمي .. تفاجأت به يمد لها مفتاح شقتها.... لا ما يصير .. ترى أنت فهمتني غلط .. والموضوع قابل للنقاش .. يا خالة هذه مرحلة نحن تجاوزناها .. والحين هذا هو مفتاحك وأنا عندي يومين معاك عفيتهم لك .. والسلام .. قصة تجسد مثلنا الشعبي وصدق من قاله الطمع ودر ما جمع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: درديري كباشي)
|
يا لسرعة التكنلوجيا ما في شك خلال المائة عام الماضية فقط حدثت نقلة هائلة للبشرية في كل شئ .أكتشفت الطائرات والسيارات والقطارات وتطورت الطباعة والكتب .. والتلفزيون والازاعة .. ثم الانترنت والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية .. بمعنى لو شخص كان نائم منذ مائة عام واستيقظ الآن .. راح يموت بالدهشة .. يعني تخيلوه مار في الشوارع يشاهد أحد يتحدث بالموباليل ويضحك .. أو شخص آخر يتحسس شئ في كفه بأصابع يده الأخرى ويضحك ..أو يأتي بقربه آخر ماري بسرعة يركب موتر سوزوكي ..يسمع هديرا في السماء يرى طائرا حديديا ضخما يحلق . في السابق كانت التنكلوجيا تنتشر ببطأ شديد .. لقلة الهجرة المتبادلة بين الشعوب وندرتها .. أذكر في السبعينات أو مطلع الثمانينات . عندما يأتي مغتربا يحمل لآهله جهاز فيديو أو غسالة أو بوتجاز أو تلفزيون ملون يكون حديث الحواري والحوريات .. أو يجلس أمام بيتهم وفي يده جهاز كاسيتا صغيرا يثير إعجاب المارة ..أما الآن لتبادل الهجرات الضخم والحركة التجارية الهائلة بين القارات ماتت هذه الدهشة .. بل أن أحدث الاجهزة الحديثة وموديل العام ممكن تجدها عند راعي ضان في قرية نائية في أحد السهول . مفارقة طريفة حدثت في منتصف الخمسينات . وفي تلك الفترة كانت حياة السودانيين بسيطة وسهله . يخبزون كسرة الزرة والقمح على أواني فخارية تسمى ( الدوكة ) حتى الصاج الحديدي لم يكن مألوفا ولا يعرفونه .. حدثت موجة جفاف في الآطراف البعيدة من النيل ..أحد القرويين قرر أن يسافر الى قريبه العمدة على ضفاف النيل ليسألة المدد والاغاثة .. لأن شبح الجوع لاح لهم .. أحسن العمدة ضيافته و لازال يرحب به ويطلب من الآعيان أن يجمعوا له ما فاض من حاجتهم . وبدأت كيلات القمح و التمر تجمع في ديوان العمدة .. كما طلب العمدة من أهل بيته إعداد العشاء .. وهو كان قد تملكه جوعا قارصا . لكنه فجأة لاحظ من شباك ديوان العمدة أمرأة تجلس في ظل راكوبة تضع صاج الحديد على ( لدايات ) أو الأثافي كما تقول العرب .. وتحتها حطب مشتعل أول مرة في حياته يشاهد فيها الصاج المعدني .. حاول أن يركز ليفهم ما هو هذا الشئ لكن أسئلة العمدة الملحة لم تمكنه من التركيز فكان كلما سأله العمدة سؤالا التفت اليه ليرد ثم يعود ليري سر هذا الصاج .. لحظه التعيس كان في لفتته التالية يشاهد المرأة تستخرج فطير القمح الشهي ثم تضعه الى الطبق .. وقبل ما تصب العجين يسأله العمدة سؤالا آخرا .. يعيد النظر ليرد .. ثم يعود للصاج ليكتشف أن المراة تنتزع فطيرا آخرا وتضعه على الطبق .. فهو لسوء حظه لم يشاهدها تصب العجين قط .. انطبع في ذهنه أن الصاج هذا ماعون سحري يضعونه على النار فيستخرج لهم الفطائرا واحدا تلو الآخر .وخاصة بعد ما أحضر له العشاء فطيرا باللبن المحلى .. طعما لم يذق مثله قط في حياته .. بيت في نفسه أمرا لا بد من سرقة هذا الشئ وقال في نفسه ( لهم حق أهل العمدة لا يجوعون أبدا .. لا همهم جفاف ولا إنقطاع الأمطار ) وبدأ يراقب في الصاج . لا حظ أن المرأة بعد ما خلصت رفعته من النار و( تكته ) على صريف الراكوبة . يعني لا حراسة ولا خزنة لحفظ هذا الشئ المهم .. برر ذاك بأن لا بد أن عندهم منه الكثير . وبالليل سلمت له التمويلات التي جمعت له لم يأبه بها فهو كان قد حدد هدفه مسبقا , لا بد من الصاج وان طال السفر , وبالليل ترك كل الاغراض وتسلل ناحية الراكوبة حمل الصاج لفاه في خيش وركب حمارته وجرى هروبا ناحية البادية التي منها قد أتى . في دار العمدة صباح اليوم التالي لاحظ العمدة وأهله أن الاغراض لازالت في مكانها وأن الضيف قد أختفى .. وقال العمدة ربما عاد للقرية لآحضار معاونين له .. ولكن في المساء يأتي خبر غريب عند العمدة أن قريبه الذي زاره بالأمس قد أحضر الى المستشفى محرق الكفين .. لا يعرف أحد السبب وهو رافض التحدث عن الموضوع تماما ..... رفع العمدة كتفيه متعجبا وقال نزوره في المستشفى لتعرف السبب ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: مصطفى الجيلي)
|
البطل كان من دون سائر أخوته غير مهتما بالتعليم والدراسة والتفوق .. فقد كان يذهب الى المدارس مدفوعا من ظهره تارة باليدين وكثيرا ركلا بالارجل أي بالشلوت .أما هو فكان جل همه الأكل والرياضة وبنيته الجسمانية فأستثمر طوله الفارع بملأ الفراغات فيه بكل ما هو دسم ومسمد .كل ما تقدم أخوته في المراتب التعليميه عوض هذا التقدم بعضلات جديدة وقوية .. وأستعراضاته في الحي كلها من نوع (أرفع ليكم الركشة دي بيد واحدة ؟. أو يمين أنا أقدر أشيلك بموترك دا ) ..الأب الحكيم شعر بدنو أجله .. بعد أن أهلكه المرض قرر أن يجمع أبنائه ويوصيهم ..فنادى ألاوسط والأعقل منهم .. يا عاطف ولدي عايزك تمشي السوق وتشتري لي حزمة بتاعة عكاكيز (عصى ) .. حزمة كاملة يا أبوي داير بيها شنو؟ ..أسمع الكلام يا ولد ما تجادل ..ذهب عاطف أحضر حزمة العصى .فقال له أجمع أخوتك كلهم .أجتمع الابناء ..فقال الاب لإبنه الاصغر يا خالد جيب واحدة من العصايات دي وتعال .. بعد ما أحضر خالد العصا . فقال له الأب أكسرها .. بعد جهد قليل أستطاع أن يكسرها .. ثم قال للضخم .. تعال أنت يا حاتم أمسك ربطة العكاكيز دي كلها ..أحضرها فعلا .. فقال له الأب أكسرها كلها مرة واحدة .. أبتسم حاتم سعيدا وظنها فرصته ليستعرض قوته أمام ألأب المحتضر .. مسك حزمة العكاكيز بين ساعديه وضغط عليها بكل قوته .. حتى تقاذفت عروق عنقه كما الضفادع في كيس النفايات .. وبعد جهد قليل سمعت طرقعة العصى واحدة تلو الأخرى فتكسرت جميعها .. نظر له الأب بغيظ ..ونظر لباقي الأبناء وقال أسمعوا هنا يا أولاد ( عيشوا حياتكم وتفرقوا واتخاصموا مع جميع الناس .أصلا مدام البغل دا أخوكم عوجة ما بتجيكم .. يلا انكشحوا بلى يخمكم )
حيرة بت لذين
| |
|
|
|
|
|
|
|