دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
تلبية لطلبك يا مواطن وتلبية لطلب العديد من الأصدقاء والقراء نعيد نشر حلقات رحلة العذاب والموت.
الوثائق والصور عليك. ................................................................................................................................................
هذه رواية او قصة او أحداث حقيقية نحكيها بعد مضى كل هذه السنيين علها تداوي بعضاً من جراحتنا فى فقدان البلد الكبير السودان. وقد يكون هذا السرد هو اجترار للذكري فى هذه الغربة ليساعدنى على الحفاظ على صورة الوطن محفورة فى القلوب. وتعتبر الذكري بالنسبة للمهاجرين من امثالى ركنا مهما فى دراسة أنثروبولوجيا الهجرة للذين يبحثون فى تاريخ وحاضر السودان خلال الخمسة وعشرين عاما الاخيرة هنا أترحم فى قبايل هذا العيد على كل من فقد روحه بسبب الصراع السياسى فى السودان. وان تسود يوماً ما العدالة والتنمية فى بلدي السودان
قرار الخروج من السودان، ماهى الأسباب ؟ كيفية الخروج من مطار الخرطوم رغم المساءلات لهذه الأسباب قررت دخول السودان البحث عن طريق امن لدخول السودان هكذا دخلت السودان حتى مدينة ودمدنى الخروج من السودان مشياً على الاقدام عشرة ايام من الأسر والتعذيب على يد المخابرات الاريترية من هما ضابطا الحركة الشعبية لتحرير السودان والاستجواب فى الأسر فى القاعدة العسكرية الاريترية؟ من هو الشاب السودانى الذي قتلته المخابرات الاريترية؟ أسبوعين فى معسكر الحركة الشعبية ولقاء القائد المرحوم الدكتور جون قرنق
مقدمة وخلفية 1991-1989 كنا بنحلم بوطن خير ديمقراطى ونبنى مكان السجن مستشفى. كنا بنحلم بوطن حدادي مدادي نبنيه جميعاً. لم نكن نحلم بالهجرة والغربة. ولم يكن هذا الموضوع فى أجندة نقاشاتنا وحوراتنا خلال الدارسة او بعد التخرج فلدينا وطن يسع الجميع. هذا الوطن الذي شاركنا فى تحريره من حكم ديكتاتوري لنبنى فيه مستقبلنا، كيف لنا ان نستبدله بوطن اخر. ولو كنت افضل الهجرة والاغتراب لكنت قد هاجرت من زمن بعيد. فقد سنحت لى فرصة طلابية لزيارة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فى عام 1987 ، لكنى كنت احسب الأيام للعودة والرجوع رغماً عن فرصة الاستقرار فى بلاد العم سام والتى احتضنت مهاجري السودان باعداد هائلة منذ منتصف الثمانينات ثم فى ازدياد كبير بعد تغول الانقاذ على ديمقراطية السودان فى عام 1989 وقفنا ضد الانقاذ من يومها الأول وتعرضنا بسبب ذلك للحرمان من ممارسة والمطالبة بحقوقنا الاساسية فى الحياة والعيش الكريم. وسجن زملائنا فى العمل السياسي بدون ذنب ارتكبوه سوي الدفاع عن حقوقهم وحقوق أهلهم من عامة الشعب السودانى. ورفضت طلباتهم للعمل بسبب عدم ولائهم السياسى للإنقاذ رغم الكفاءة والمؤهلات. فهناك من تقدم لشغل وظائف فى السلاح الطبى وسلاح المهندسين وفى الجامعات والوزارات والشركات رفضت جميعها وفصل بعضهم تعسفياً من العمل حتى بعد توظيفه بعد مدة قصيرة. بالنسبة لى كان الموضوع مساءلة زمن قبل الدخول للسجن وهو ما اتضح بعد خمسة ايام فقط من مغادرتى للسودان. فى وقتها كنت طالب ماجستير بجامعة الجزيرة بالتعاون مع محطة أبحاث عطبرة. وهو برنامج قد بداء بنهاية عام 1990 بعد التخرج مباشرة
كنت، وبحكم خلفية العمل العام والعمل السياسي ايام الدراسة وبرنامج البحث العلمى فيما بعد، قريبا جدا من صراع الحركة الطلابية مع الانقاذ. وقد حاولت الانقاذ إرهاب طلاب الجامعة بكل السبل مثلما حدث مؤخراً باغتيال اربعة طلاب بجامعة الجزيرة. فدارت معارك طلابية عنيفة بدعم من منتسبي حكومة الانقاذ وعضوية الاتجاه الاسلامى . هذا العنف ضد الطلاب وثقته تقارير منظمة العفو الدولية مطالبة حكومة الانقاذ باحترام حقوق مواطنيها. احد ضحايا هذا العنف كان زميلى واخى على الشاعر والذي تم استهدافه بصورة مباشرة و شخصية من بعض قيادات حكومات الانقاذ ومنتسبى الانقاذ بالجامعة . فقد تم تعذيبه امام زملائه وزميلاته فى ميدان سباق الخيل فى مدينة ودمدنى احد أساتذتنا الأجلاء قدم لنا نصيحة بالخروج من السودان بعد استقراء للاوضاع ونقاش مستفيض حول المصير المحتوم والشواهد الماثلة أمامنا فى ذلك والوقت. وعرض مساعدته لتسهيل عملية الحصول على تأشيرة دخول لهذا البلد الإسكندنافي البارد. ساعدنا أيضاً احد زملاء الدراسة عن طريق والده والذي عمل سفيراً للسودان فى العديد من الدول الأوروبية . تحصلنا على تأشيرة الدخول وتاشيرة الخروج وتحدد تاريخ السفر بشراء تذكرة على الخطوط الألمانية كانت قيمتها حوالى 1400 جنيه او ما يعادل 300 دولار دفعها الوالد وهو يكتم الماً ووجعاً لم يفصح عنه ولكنى رايته فى عينيه بسبب سفر ابنه الأكبر فى رحلة مجهوله فضلها على الملاحقة الأمنية . لم استطع وداع اهلى وزملائى بسبب الكتمان على ترتيبات الرحلة لأسباب أمنية
فجرا وعقب صلاة الصبح يوم الحادي عشر من فبراير عام 1991 ودعت أفراد اسرتى ما عدا والدتى فلم استطيع تحمل دموعها وبكاءيها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
مطار الخرطوم الحادي عشر من فبراير 1991
وصلت السوق الشعبى فى الخرطوم حوالى العاشرة صباحاً ومنه مباشرة الى منزل فى حى اركويت لمقابلة الاخ على الشاعر والذي حضر قبل يومين لإجراء بعض المهام المتعلقة بالرحلة. ذهبنا مع بعض لاحد مراكز الشرطة لاستخراج تأشيرة الخروج. كان علينا ان نقابل ضابطا محددا بالاسم لتسهيل عملية الحصول على التاشيرة . وحتى لا تتعقد الأمور تم ترتيب هذا اللقاء بواسطة احد أقارب على الشاعر وهو ضابط برتبة كبيرة فى الجيش السودانى تم إحالته بعد شهور من سفرنا الى الصالح العام. كانت هذه واحدة من العقبات التى كنا نتخوف منها لعرقلة الموضوع ولكنها تمت بسهولة ويسر. اما العقبة الثانية فكانت كيفية الخروج من مطار الخرطوم دون مساءلات من الأجهزة الأمنية
هنا أيضاً كانت هناك توصية من ضابط اخر على صداقة مع المسؤول من القضايا الأمنية بمطار الخرطوم. وكان الاتفاف الا يتدخل بأي توصية لتسهيل عملية مرورنا فى نقاط التفيش والفحص عند الجوازات والأمن بل ان يتدخل فى حالت توقيفنا بواسطة الأجهزة الأمنية . كان يريد الا يثير الشكوك من حولنا خاصة وان الأجهزة الأمنية بدأت تظهر فيها كوادر الانقاذ وبسلطات واسعة
بعد منتصف النهار وبعد الفراغ من تجهيزات السفر توجهنا الى العمارات لزيارة احد زملاء العمل السياسى وتصادف ان منزلهم يقع مجاوراً لمنزل لاحد قادة الحزب الاتحادي الديمقراطى ولا تبعد المسافة بين بابا المنزلين سوي حوالى متر ونصف. وهى معلومة - منزل زعيم الحزب الديمقراطى - علمت بها لاحقاً وكان جهلى بها سبباً فى الهدوء والثبات امام تحقيقات مسؤول المطار عندما استوقفنى عند المغادرة. كان منزل عضو قيادة الحزب الديمقراطى تحت المراقبة الأمنية
عند خروجنا من المنزل بعد مغيب الشمس كنا تحت المتابعة والمراقبة الأمنية. افترقنا انا وصديقي على الشاعر على ان نتقابل فى مطار الخرطوم عند العاشرة مساء امام صالة المغادرة. ذهبت لحى السجانة لوداع بعض الأقرباء ومنهم توجهت للمطار. . أكملنا إجراءات السفر لدي الخطوط الألمانية والجوازات بدون صعوبة او تأخير. وسبقني الاخ على الشاعر الى صالة الانتظار بعد ان استوقفنى مسؤول الامن فى المطار ودار بينا الحوار او التحقيق التالى هو: لو سمحت ممكن الجواز؟ انا: تفضل فتح الجواز وقلب صفحاته صفحة صفحة هو: سيف اليزل مسافر وين؟ انا: مسافر السويد هو: تعمل شنو فى السويد ؟ انا: رحلة بتاعة تبادل ثقافى طلابى هو: لو سمحت أتفضل معاي فتح باب احدي الغرف وطلب منى الانتظار. كانت لحظات انتظار صعبة وطويلة على الرغم من انها لم تتعدي عشرة دقائق دخل مسؤول امنى اخر وفى يده جواز سفري وتذكرة الطائرة . جلس خلف التربيزة وبداء يقلب صفحات الجواز صفحة صفحة هو: سيف اليزل من وين انت يا أخوي ؟ انا: من مدنى هو: بتقرا وين؟ انا: جامعة الجزيرة هو: مسافر السويد اااا؟ انا: نعم هو: مسافر لشنو؟ انا: رحلة تبادل ثقافى طلابى هو: عندك إعفاء من الخدمة الإلزامية ؟ انا: نعم موجود. ياهو دا تفضل هو: مسافر براك ولا معاك زول تانى؟ انا: معاي زميلى اسمه على الشاعر هو: هل عندك اي نشاط سياسي فى الجامعة او خارج الجامعة؟
سؤال صعب جد، هل اعترف بهذه السهولة
انا: لا أبداً ليس لى علاقة بالعمل السياسى هو: تتكلم براك ولا عايزنا نستخدم معاك أساليب تانية عشان تقول الحقيقة؟ انا: اية حقيقة يا جنابك انا ما فاهمك قاصد شنو هو: علاقتك شنو بالحزب الاتحادي الديمقراطى
السؤال ده ريحنى شوية ومن الواضح انو الراجل قاعد يحاول يدردق فينى
انا: للاسف ما عندي اي علاقة بالحزب الديمقراطى هو: بطل كضب ولف ودوران انا: زي ما قلت ليك ما عندي اي علاقة بالحزب ده هو: مصر تنكر يعنى انا: انكر شنو يا جنابك؟ هو: انت كنت فى اجتماع فى منزل فلانى الفلانى بتاع الاتحادي الديمقراطى فى العمارات من الظهر حتى المغرب، كنتوا بتعملوا فى شنو؟
انا كنت فى العمارات طبعاً فى الوقت ده لكن لم اكن فى اجتماع مع قيادي من الحزب الديمقراطى. الزول ده أكيد غلطان
انا: انا فعلاً كنت فى العمارات فى الوقت ده لكن مع احد زملائى يدرس معاي فى الجامعة هو: انحنا شوفناك طالع من بيت فلانى الفلانى بتاع الاتحاد الديمقراطى وتابعناك لحدي السجانة علاقتك بيه شنو وكنتوا بتقولو شنو؟ انا: انا ما عندي علاقة بالزول ده كان سياسة كان قرابة وما كنت معاهو فى اجتماع، كان مع واحد صديقى فى العمارات وهو ما عندو علاقة حتى بالاتحاد الديمقراطى واسمه فلان الفلانى
هو: انتظر قبلك نشوف الموضوع ده حدو وين
وقف المسؤول الامنى وخرج من الغرفة وبعد دقائق سمعت مكبرات الصوت تنادي على صديقى على الشاعر "على يوسف الشاعر الرجاء مراجعة مكتب الاستعلامات فوراً"
بعد فترة وجيزة دخل الاخ على الشاعر فى الغرفة ولم يكن معه مسؤول امنى وعلامات الدهشة على وجهه وسألني على الشاعر: وقعنا ولا شنو؟ همست فى أذنه بكلمات سريعة : ديل ما عارفين حاجة. ده تحقيق عادي. انحنا كنا فى العمارات مع احد الزملاء ومسافرين السويد فى تبادل ثقافى
دخل نفس المسؤول الامنى وأعاد نفس الأسئلة لعلى الشاعر وكانت إجاباته مطابقة لاجاباتى
بعدها سمح لنا المسؤول الامنى بالسفر بعد تسليمنا جوازاتنا
طالت فترة الأنظار فى الصالة كان رجال الامن والشرطة يدخلون ويخرجون بعد الحديث مع بعض المسافرين. أحيانا يتبادلون عملات أجنبية واحيانا سجائر من السوق الحر
عندما أقلعت الطائرة شعرت بألم حاد يعصر راسى وبطنى خوفا من المجهول وبداية المنفى
بعد خمسة ايام داهمت قوة من الامنجية منزلنا بودمدنى فى منتصف الليل تبحث عنى
وبعد أسبوع اتصل بنا قريب على الشاعر ليخطرنا بان أسمائنا أدرجت فى قائمة المحظورين من السفر فى مطار الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
أوبسالا - السويد الأول من ديسمبر 1995 اللجوء والمنفى لا يقتل معنى الإحساس بالوطن السودان على الرغم من حواجز الحدود الجغرافية وأزمة الأوراق الثبوتية. لم أقابل فى مسيرة حياتى سودانياً لا يحلم بالرجوع لبلده ولأهله فى السودان. وفى كثير من الأحيان يعيش معظم السودانيين فى الغربة وكأنهم سوف يعودون للسودان غداً . وتزداد الآلام الغربة والمنفى بصعوبة التواصل مع الاهل والأصدقاء فى السودان. فحتى عام 1995 لم يكن هناك هاتف جوال او انترنت مثلما نعيشه الان استلمت إدارة الهجرة السويدية جواز سفري المكتوب فيه صالح لكل الأقطار ما عدا إسرائيل واعتطتنى بدلاً منه.
وثيقة سفر كتب عليها : صالح لجميع الدول ما عدا السودان. يعنى تساوي عندي صعوبة دخول السودان مع صعوبة دخول إسرائيل لحامل الجواز السودانى. سافرت لعدة دول أوروبية بتلك الوثيقة بدون مشكلة وبدون تأشيرة دخول فى اغلب الزيارات. الا اننى وجدت صعوبة بالسفر بها الى تنزانيا عام 1997 لكن المشكلة اتحلت باستلاف جوازي السودانى من إدارة شؤون الهجرة لان دخول تنزانيا فى تلك الفترة كان بدون تأشيرة للسودانيين فى بداية شهر ديسمبر 1995 اتصل بى شقيقى بمكاملة هاتفية مفادها ان الوالدة مريضة وتتمنى روءيتى وهى على فراش المرض فالاقدار غير معروفة. من جانبي كانت فترة الثلاث سنوات ونصف التى قضيتها فى السويد كافية بالإصابة بمرض الحنيين للوطن وللأهل ، فالتجربة كانت غير مسبوقة لشخصى ولم تكن فى الحسبان ولازال المستقبل مجهولا بالتغيير والعودة للوطن. بعد انتهاء المكالمة قررت زيارة اسرتى فى السودان بأي وسيلة ممكنة. ولكى تنجح هذه السفرية كان عامل السرية مهما جدا لذلك لم أخطر شخصا بسفري للسودان سوي بعض الزملاء المقربين وبعض الأصدقاء.
لم يكن هناك افضل من الدخول الى السودان من دولة اريتريا. فهى الدولة الأقرب للمدن السودانية وتتعدد بها نقاط الدخول للسودان بلإضافة لسهولة وسائل المواصلات البرية. اما توتر العلاقات بين البلدين فى تلك الفترة فقد كان عاملاً مساعداً فى اعتقادي لتسهيل عملية عبور الحدود، وقد كان. اتصلت بأحد الأصدقاء يعمل فى السفارة الاريترية وشرحت له رغبتى فى دخول السودان عن طريق اريتريا وطلبت مساعدته فى الحصول على تأشيرة دخول او أية مساعدات اخري داخل اريتريا لتسهيل هذه الرحلة. . قام الرجل مشكوراً بالواجب على أتم وجه وواصانى بالاتصال بشقيقيه الذي يعمل حاكما على احدي المدن الاريترية على الحدود مع السودان .
تحددت مواعيد السفر بشراء تذكرة على الخطوط الألمانية واتصلت على شقيقى باننى فى طريقى للسودان وعليه انتظاري فى احد القري على الحدود الشرقية فى منزل احد المعارف. ترجانى الا افعل وان الخروج من السودان قد يكون صعبا ومستحيلا. لكن سبق السيف العزل فقد تبقى لى اقل من اربعة ساعات للتوجه للمطار.
استلفت كاميرا تصوير فوتوغرافى من الاخ الصديق على حمد النيل لتوثيق رحلة الرجوع فى اريتريا
فى الثانى من ديسمبر 1995 هبطت بى الطائرة فى مطار اسمرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
اسمرا - كرن
عند الوصول لمطار اسمرا سالنى موظف الجوازات عن الهدف من الزيارة ومكان السكن. جاءت اجابتى سريعة بان الغرض سياحة ولم احدد بعد مكان اقامتى. سألته ان كان لديه اقتراح وجاءت إجابته أيضاً سريعة: فندق الخرطوم، بتلقى فوقوا سودانيين كتار
شعرت بسودانيتى فى بلد له علاقة شعبية مع السودان. بعدها استبدلت مئاتى دولار للعملة المحلية النقفة الاريترية، حملت حقيبتى وخرجت من صالة الوصول
رغماً عن ان درجة الحرارة خارج مطار اسمرا كانت حوالى خمسة عشر درجة مئوية عند بداية الفجر الا اننى شعرت بدفء نسمة إفريقية يسري فى جسدي بعد سنين المنفي. عندها تذكرت جليد وبرد السويد فى نفس اللحظة، فقد كانت درجة الحرارة خمسة عشر تحت الصفر عندما غادرت مطار ارلاندا فى استوكهولم
اتفقت مع سائق لعربة أجرة على توصيلى لأية فندق بوسط مدينة اسمرا واقترح على أيضاً فندق الخرطوم. اذن فالفندق يعتبر ملتقى للسودانيين فى اسمرا على حسب رواية موظف الجمارك وسائق التاكسى . لم اكن مرتاحاً لفكرة المبيت فى فندق الخرطوم هذا . لا أريد ان يتعرف على احد حتى لا اشك فى فشل رحلتى للسودان على الرغم من حوجتى الماسة للمساعدة من اهلى السودانيين لتسهيل هذه المهمة. وافقت على مضض وصممت على ان أقضى ليلتى فى هذا الفندق وتغيره عند منتصف النهار. وصلنا للفندق ولكن لم تكن هناك غرفة للمبيت. شعرت بارتياح داخلى وكاننى البى دعوة الخرطوم هذه على الرغم من عدم ارتياحى للمبيت فى هذا الفندق . ذهبنا لفندق اخر يقع على مقربة من كنيسة ضخمة لا اذكر اسمه ولم نجد أيضاً مكاناً للمبيت هناك. أخيراً وجدت غرفةً فى لكوندة تقع فى شارع متفرع من شارع "حرنت" او شارع الحرية وبالقرب من مقهى امبيرو ، اشهر مقاهى اسمرا كما علمت لاحقاً. لم تكن الغرفة مريحة على الاطلاق فقد كانت بسيطة جداً عبارة عن سريرين منفصلان يغطيهما ملاءتان لونهما احمر لم يكفى لإخفاء ال و س خ والبقع التى عليهما وبطانيتان يكفى وصفهما باللون الرمادي . لم يكن بالغرفة حمام داخلى او دولاب او كرسي. أغلقت الغرفة بالترباس، وضعت حقيبتى فوق التربيزة التى تتوسط الغرفة، غيرت ملابسى، وضعت فلوسى وجوازي تحت الوسادة ومنيت نفسى بنومة عميقة وطويلة.
صحوت عند العاشرة صباحاً وقررت البقاء ليلة اخري فى هذا الفندق والبحث عن فندق اخر خلال ما تبقى من اليوم. خرجت من الفندق قاصدا مقهى امبيرو على شارع حرنت والذي دلانى عليه موظف الاستقبال. جلست لتناول الإفطار مع كباية شاي وفنجان قهوة وانا اسمع وأتأمل من حولى من ضيوف المقهى فى محاولة للإحساس بوجودي فى هذه المدينة وبقربي من السودان. بعد ربع ساعة دخل شاب تعرفت عليه من النظرة الأولى . فهو شاب اريتري مقيم فى مدينة استوكهولم وعازفاً لآلة الاورجن لاحد الفنانين "السودانواريتراوين". سلمت عليه فتفاجأ بوجودي فى اسمرا. شرحت اليه رغبتى فى دخول السودان وسألته ان كان بالإمكان استخراج أوراق او مستندات هوية مزورة تساعدنى فى دخول السودان. لكن الموضوع كان أصعب مما تصورت. فقد ارتبط استخراج أوراق الهوية بالمشاركة فى استفتاء اريتريا الذي اجري بعد عام من التحرير وعلى شهادة بدفع ضريبة دخل منذ التحرير حتى الان. صرفت النظر عن هذه الوسيلة لتعقيداتها بعد نقاش مع ذلك الشاب واتفقنا على البحث على اتصال بأصحاب الشاحنات واللواري السودانية فى اسمرا.
فشلت هذه المحاولة أيضاً . فبعد عدة محاولات مع أصحاب اللواري "السفنجة" بلوحات تسجيل سودانية اتضح ان معظمها مملوك لاريترين ويعملون على ترحيل البضائع داخل إرتيريا . اما القليلين من أصحاب الشاحنات فرفضوا حمل شخص بدون أوراق ثبوتيه من اسمرا بسبب نقاط التفتيش الكثيرة على طول الطريق الى الحدود السودانية وعند نقطة العبور عند الحدود بين اريتريا والسودان.
اتضح لى بعد يومين من البحث والاتصالات ان البقاء فى اسمرا مضيعة للوقت ولن يساعد كثيراً فى تسهيل عملية عبور الحدود بصورة آمنة من خلال أوراق ثبوتيه إريترية او عن طريق الشاحنات واللواري. تبقى عندي اتصال واحد مع احد المعارف الاريتريين فقد كنت احمل له وصية من اهله فى احدي المدن السويدية وهو يعمل مستشاراً فى قمة أجهزة السلطة الاريترية. ذهبت لمنزله وأخبرته بمحاولاتى لدخول السودان ووعدته بالاتصال به عند رجوعى من هناك فى اليوم الثالث عند الصباح كنت جالساً فى المقعد الإمامى فى احد الباصات السفرية متجها غرباً نحو الحدود السودانية ومدينة كرن كمحطة أولى فقد كانت الرحلة حوالى ستة ساعات فى طريق جبلى متعرج وله زوايا حادة. كانت الرحلة ممتعة ولم أتعرض فيها لأية مسالة عند نقاط التفتيش.
وصل البص مدينة كرن حوالى الساعة الثانية بعد الظهر. دلنى احد الأشخاص على فندق قريب من موقف الباصات . كان افضل قليلا من لوكاندة اسمرا . قضيت بقية اليوم بالتجول فى السوق والمدينة. ما اذكره من تلك المدينة هو حديقة عامة كان بها حفل زواج و "صينية" او دوار فى وسط البلد.
عند صباح اليوم التالى كنت أيضاً فى المقعد الإمامى فى بص ماركة تاتا متوجها الى مدينة تسنى. كانت رحلة متعبة جدا وفى طريق جبلى غير ممهد. بعد عدة ساعات توقف البص فى مدينة بارنتو لتناول وجبة الفطور والتى كانت عبارة عن كسرة "انجيرا" وقطع من اللحم.
كان من ضمن الشاحنات الواقفة فى المطاعم المنتشرة على الشارع شاحنتان تحملان اربعة دبابات فى طريقها غرباً. لا ادري ما الذي دفعنى الى الرجوع الى البص واخراج الكاميرا الفوتوغرافية . التقطت اربعة لقطات لهذه الدبابات من زوايا مختلفة وكانت هي اللقطات الوحيدة التى وثقتها الكاميرا طوال الرحلة، لكنها سببت لى ازعاجاً كبيراً لم ارتاح منه الا بعد ان دمرت الفيلم بتعريضه لأشعة الشمس فى معسكر الحركة الشعبية فى هيكوتة كما سوف ياتى لاحقاً واصل البص رحلته لنصل تسنى قبل مغيب الشمس بحوالي ساعة.
دلنى سائق البص على لوكاندة تقع على الشارع الرئيسي الذي يربط تسنى مع هيكوتة واقف البص امام مدخل اللوكوندة. دفعت اجرة غرفة لمدة يومين. وضعت حقيبتى فى الغرفة وخرجت للسوق عسي ان تكون فرصتى لدخول السودان الان عند المغارب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
تسنى خرجت مسرعاً قاصد سوق تسنى عسى ولعل اجد طريقة لعبور الحدود اليوم قبل غداً. أو بالمرة تناول وجبة عشاء بعد رحلة طويلة ومرهقة من مدينة كرن. لم تكن ملامح مدينة تسنى تختلف عن ملامح أية مدينة سودانية بهذا الحجم. لكنها كانت تختلف عن مدن السودان فى خاصية واحدة وهى أنها مدينة تنمو على أنقاض مدينة دمرتها حرب قاسية. فقد كانت جميع مبانيها القديمة التى وقعت فى مجال بصري مدمرة تماماً بفعل القصف الجوي ايام الإرهاب الأحمر الذي مارسه نظام الدرق الاثيوبى على شعب إريتريا. كان معظم تلك المباني يحكى عن تاريخ حافل لتلك المدينة وعن علاقة متطورة مع المدن التى تقع فى الجانب الاخر من الحدود. فمبانى المدرسة والسوق والحكومة والمحكمة والجامع والمستشفى لم يُخفِ الدمار معالمها المتشابهة مع ملامح المدن السودانية. حتى حركة السوق البشرية والتجارية كانت سودانية مية المية إلا نسبة قليلة جدا يمثلها سكان المرتفعات الإريترية بسحناتهم وعلاماتهم المميزة.
تناثرت البكاسي واللواري وباصات "الاوستن" وسط أكشاك الزنك والخيش وورق الكرتون. جميع تلك السيارات كانت بلوحات سودانية. بل ان جميع باصات الاوستن كانت تعمل فى مدن وقري سودانية فى شرق السودان كتب عليها اسم مدن القضارف، الفاو، سمسم، ودالحليو، حجر العسل، كسلا، الشقراب، حلفا الجديدة، القرية عشرة ، الخياري ومدن اخري. إذن هذه هى مدينة تسنى التى حدثنى عنها أصدقائي وزملاء الدراسة من مدينة كسلا. فقد حدثونى عن قربها وعن علاقاتها التجارية مع مدينة كسلا. وكنت اعتقد جازماً باننى سوف اري قمم جبل توتيل عند الصباح الباكر، فقد غابت شمس هذا اليوم وتعزر معها رؤية هذا الجبل رمز مدينة كسلا. انتبانى إحساس باننى سوف اعبر الحدود من هذه المدينة ذات الملامح السودانية
اذن الأذان لصلاة المغرب وانا امام احدي أكشاك الشاي أمامه برش للصلاة ، مجموعة من الرجال وهم يستعدون للصلاة بالوضوء او انتظار الإقامة وبجانبهم لوري أوستين . دعوت الله بعد الصلاة ان يفتح لى طريقا آمنا لعبور الحدود ثم طلبت شاي حليب بالبن، شاي المغربية، وانا جالس على برش الصلاة كان هناك شاب يجلس فى مقدمة اللوري ذهبت اليه وسألته ان كان بإمكانه توصيلى الى مدينة كسلا دون المرور بمكتب الجوازات مقابل مبلغ من المال . اعتذر بانه لا يعمل بين السودان وإريتريا بل داخل اريتريا فقط
تعشيت فول مصلح مع لحمة شية فى صحانة بتاعة ألومنيوم مطفقة. لكن كان لهم طعم افتقدته عدت سنين. رجعت للفندق بعد صلاة العشاء بعدة عدة محاولات فاشلة لتأجير سيارة لدخول السودان. امتلأ الفندق ببعض الزبائن وهم جالسون فى مجموعات صغيرة ورائحة البيرة تملا المكان. جلست فى احد الأركان امام تربيزة حديد بهتت ألوانها . سرعان ما أتت شابة تعمل فى اللكوندة وسألتنى ماذا اشرب. طلبت قزازة كوكاكولا شربتها على مهل وانا أتابع حركات ونقاش و ضحكات الزبائن. جلست حوالى ساعة تقريباً بعدها ذهبت لغرفتي وسرعان ما اخذنى النوم رغم موسيقى التغرنجية والضحكات والانات والاهات بعد طلوع الشمس خرجت قاصدا السوق مرة اخري ممنيا نفسي بالاتفاق مع عربة أجرة لعبور الحدود. جلست فى قهوة احد البنى عامر يوجد حولها العديد من اللواري والبكاسي. شربت قهوة الصباح والشاي الأحمر والشاي باللبن وعزمت من عزمت وتحاورت معهم ولكنى أيضاً لم اطلع بنتيجة . أخذت جولة فى سوق الخضار والجزارة وكل الدكاكين الأخري فى سوق تسنى ثم رجعت للوكاندة حوالى التاسعة صباحاً عند رجوعى وجدت احدي العاملات فى اللكوندة فى مكتب الاستقبال سالتنى والابتسامة فى وجهها فأجبتها اننى ذهبت للسوق بحثا عن قهوة الصباح. اجابتنى معاتبة انهم ايضا يقدمون القهوة لضيوف الفندق. على الفور طلبت منها فنجان قهوة. بعد عدة دقائق أحضرت القهوة وباغتتنى بالسؤال : انت قاعد هنا فى تسنى ولا مسافر حتة تانية؟ أجبتها بعد تردد: مسافر كسلا سالت: متين تسافر؟ أجبتها : والله ما عارف بس لازم أرتب بعد الحاجات اولا تجاذبنا أطراف الحديث عن كسلا وعن تسنى وعن اوروبا والهجرة بعدها قضيت اليوم فى التجوال بين السوق واحياء تسنى واللوكندة جلست بعد المغرب لتناول وجبة الغداء فى حوش اللكوندة . رأيت من بعيد شخصين يتجهان نحوي وبدون مقدمات سالنى أحدهم: سودانى؟ أجبته نعم مرحب بيكم اتفضلوا مرت بجسمى رعشة سريعة وإنذار داخلى ان اكون حذرا منهما فقد يكونا من المخابرات الاريترية. إذا قد وصلت المعلومات المكتوبة فى الجواز عن طريق الموظفة العاملة فى الفندق وهذه الزيارة هى زيارة استجواب لمعرفة المزيد انا: اتفضلوا على الأقل الواحد ما يأكل براو جلسا فى مواجهتى واعتزرا من الأكل الا اننى اصريت ولكنهما رفضا بشدة انا : طيب حاجة باردة ولا بيرة؟ هما: خلاس نشرب حاجة باردة انا : ساكنين هنا فى اللكوندة ولا شنو؟ أحدهما: لا نحنا ساكنين هنا فى تسنى؟ انا: طيب جيتو هنا تقضوا وقت ولاشنو؟ ضحك احدهما وأجاب : مافى حاجة نعمل نجى مرات نشرب بيرة نسمع موسيقى ، كدا يعنى انا: تمام احدهما: انتا تسكن هنا؟ انا: ايوه بسكن هنا احدهما: تعمل شنو فى تسنى انا: عابر سبيل ، داير أسافر لكسلا احدهما : متين تسافر انا: والله ما عارف، بفتش لى في بتاع عربية لأنو ما داير أسافر بالباصات؟ بتعرفوا ليكم زول ممكن يوصلنى كسلا؟ أحدهم : ايوه نعرف، فى ناس كتار انا: تمام بس انا ما عايز ادخل عن طريق نقطة الجوازات فى اللفة لأنو ما عندي جواز ولا بطاقة شخصية أحدهم : تهريب يعنى؟ انا: سميها اي حاجة، المهم انا داير أسافر كسلا من غير ما أمر على نقطة العبور والجوازات لأنو ما معاي جواز أحدهم : وين جوازك؟ انا: عندي جواز لاجئين وما مكن ادخل بيه السودان كنت مقتنع فى ذات نفسي انهم اطلعوا على معلومات الجواز من دفتر التسجيل فى مكتب الاستقبال. حاولت ان ابعد اي شبهة عنى قد تودي الى الاعتقال او مشكلة مع السلطات الأمنية الاريترية . فالأجواء السياسية والعسكرية كانت مشحونة ومكهربة بين البلدين. فقد فتحت الحكومة الاريترية أراضيها للمعارضة السودانية وبالمثل قدمت الحكومة مساعدات للمعارضة الاريترية. بدون أوراق ثبوتيه ومعرفة للمدينة التى أتواجد فيها فقد اكون عرضة للاعتقال، لذلك كنت واضحا معهم حول قراري عبور الحدود دون المرور على نقطة الجوازات كررت السؤال مرة اخري: بتعرفوا ليكم واحد بتاع عربية ممكن يوصلنى السودان؟ أجاب أحدهما: نعرف جماعة سودانيين يعنى ممكن يساعدوك بدأت اشعر بالقلق والخوف من بداية تسرب معلومات تواجدي فى تسنى ولم ارتاح أبدا لهؤلاء الشخصان انا: بتعرفوا منو فى السودانيين ممكن يساعد فى الموضوع ده؟ احدهما: فى ناس كتار هنا من ناس المعارضة، بكرة بجوك هنا وأكيد بيلقوا ليك طريقة لعربية
ذكرا أسماء أشخاص بعينهم من المعارضة السودانية كم كنت اود مقابلتهم لكن ليس الان ولكن عند خروجى من السودان. انتهت الزيارة بالاتفاق على مقابلة مع الاخوة السودانيين غداً ذهبت لغرفتي وكنت فى انتظار فجر اليوم التالى. عقب صلاة الصبح حملت حقيبتى وخرجت صوب موقف المواصلات. عند حوالى الساعة السادسة صباحا تحركت بنا البص جنوبا الى قرية قلوج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
قلُّوُج
كان البص عِبارة عن سيارة لاندكوزر نصف نقل شغالة بماكينة تشبه فى صوتِها ماكينة تراكتر. جلس الرُكاب فى صفين متقابِلين، ستة اشخاص فى كل صف. جلست فى بداية الصف قُرب الباب. الركاب خليط من الشباب والشِيُوخ والنِساء وطفلٌ رضيع. إمتلأت أرضية السيارة بالبضائع من الكراتِين وأربعة شوالات سكر ،من إنتاج مصنع سُكر كِنانة، حتى أصبح من الصُعوبة إيجاد مكانٍ لوضع القديمين. تمسكت بماسورة الشماعة لإمتِصاص إِهتِزازات الدقداق والمطبات والميلانات. إنتعشت بالهواء البارد فى ذلك الصباح والذي رغم بُرودته فقد كان دافئاً بالنسبة لصقِيع وجليد ذلك البلد الإسْكنْدَنافي البارِد. لم يكن هناك حديث بين الركاب بسبب صوت المأكينة العالى وفجرية الرحلة الصباحية. فلا زالت الشمس تحجِبُها بعض التِلال وهى تطل بأشعة ذهبية من بين التلال وغابات الماسكيت وأشجار السنط.
تحسرت على تركِ مدينة تَسَنْى دون التمكن من عبور الحدود وشعرت بأن فُرصِى أصبحت تضُيق لدخول السودان. لكنى شعرت بالخوف خلال تواجدي فى هذه المدينة، ليس خوفأً على حياتى بل خوفأ من فشل هذه الرحلة والتى محطتها النِهائية هى مدينة ودمدنى. أي حاجة تانية ملحُوقة بعد الخُروج من السودان. تبقي أمامى فُرصتان، إما الدخول من قرية قلُّوُج او السفر جنوُباً إلى قرية أُم حَجَرْ. أَما عُبور الحُدُود الإِرِيتْرِية- الإِثيُوبِية فقد كان عندي مستحيلاً ومستبعداً لأسباب عديدة. فكرت فى الرجوع مرة أخري الى تَسَنْى فى حالة عدم تمكنى من العُبورِ من هذه النَواحِى. على العموم يَحْدُونِى أمل كبير فى عبور الحدود من قلُّوُج وعشمِى كبير بالحصول على مساعدة من أحد المعارِف فى هذه القرية وبتوصية خاصة.
بدأت الشمس رحلتها نحو كبد السماء ومعها بدأت الحياة تَدبُ شيئا فشيئا داخل وخارج السيارة. بدأ بعض الركاب فى بداية حوار مُتقطِع بلُغة التِّقرِي طَغَي عليه صُوت مُحرِكْ السيارة. أما فى الخارج فقد تناثرت قُطعان البهائم بين الشُجيرات أو خارج القري الصغيرة التى توقفتْ عِندها السيارة والتى زاد تِعداد ركابها بأربعة ركاب وجدوا لهم مكانا على سطح السيارة وفوق البضائع والكراتين.
توقف البص عند حوالى الحادية عشر صباحاً فى وسط ميدان قرية قلُّوُج. نفضتُ بقايا التراب والغبار عنى وشعرت بالإرتياح بالوقوف على قدمَّى بعد هذه الرحلة الطويلة . سألت أحد الأشخاص فدلنى على مكتب بلدية مدينة قلُّوُج والذي لايبعِدُ سِوي عشرات الخطوات من الميدان أو موقف المواصلات . وجدت بعض المواطنين ينتظِرُون دورهم للدخول ومقابلة هذا المسؤول (إبراهيم) . دخلت عليه وبلغته التحايا من شقيقه وأخبرته برغبتى بعبور الحدود السودانية الإريترية دون المرور على نقطة الجوازات.
كان الرجُلُ قليل الكلام. خرجنا ورجعنا الى موقف المواصلات. جلسنا فى إحدي الرواكِيبْ على صينية فطور بتاعة فول وكبدة وعدس. تجاذبنا أطراف الحديث عن العلاقات السودانية الإريترية. شربنا فنجان قهوة توجهنا بعده الى مكان من المفترض ان يكون سكنى المؤقت. دخلنا بيت لايبعد سوي أمتار قليلة من تلك الراكوبة التى فطرنا فيها. كان البيت عبارة عن غرقة طوب واحدة وراكوبتين منفصلتين يغطى مدخل كل منهما قطعة من القماش. طلب منى تسليم حقيبتى لإحدي الفتيات والتى أخذتها واغلقتها فى الغرفة. قال لى "سوف تاتى هنا للنوم فقط فى المساء وخلال اليوم عليك الإنتظار فى تلك الراكوبة فى الموقف للإتفاق مع سيارة لعبور الحدود". قال لى كما تري لا توجد اي سيارة دلوقت فى الموقف وما عليك إلا الإنتظار. ذهب لعمله وتركنى فى راكُوبة القهوة. كانت الراكوبة تقع فى الجهة الجنوبية من الميدان والذي تتوسطه شجرة لالوب ضخمة يعمل تحتها ميكانيكى سيارات. أمأ الجهة الشرقية من الميدان فكانت عبارة عن متاجر صغيرة ومبنى حكومى للشرطة. على الجهة الغربية يوجد حطام مسجد دُمِرتْ مِئذَنتُهُ إلى نِصفِها وترك الرصاصُ بصماتِهِ على السُور المُهدمْ وعلى مبنى المسجِد. عندما ذهبت لصلاة الظهر تأكد لى تماماً أن المسجد ليس له سقف ونُهِبتْ شبابِيكُهُ وأبوابه خلال فترة الحرب. صلينا الظهر فى صف واحد والشمس فى رؤوسنا دون حاجز.
قضيت يومى فى تلك الراكوبة حتى المساء دون وصول عربة واحدة سوي بص علمت انه قد أتى من "الحفِيرة" وهى قرية سودانية على الحدود مباشرة. عند المساء ذهبت للنوم فى واحدة من رواكيب المنزل. لم تكن ليلة مريحة على الاطلاق بسبب عدم النوم ولكنها كانت مُمتعة بأصوات الظلام من عواء للكلاب ونهيق للحمير وبعض أصوات البشر وهم يتسامرون وصياح الديوك عند الفجر. عند الصباح لم يكن هناك ما أفعلُه سِوي الإنتظار فى راكُوبة القهوة.
قبيل الظهر حضر إبراهيم ومعه شخص آخر عرفنى به أن أسمُهُ ياسين ولديه سيارة وهو على إستعداد لمهمة عبور الحدود دون المرور على نقطة الجوازات. تركنى معه لنتفق على السعر وترتيبات الرحلة. أنا: ياسين أخوي أنا داير أدخُلْ السودان وما عندي ورق عشان أمُر بمكتب الجوازات؛ تقدر تدخِلنى السودان؟ ياسين: يازول أبشر ما عندك عوجة تب.... أنا: أها ورينى حندخل كيف؟ ياسين: دي خليها على أنا، إِنتْ مُش سودانى وما عندك ورق؟ أنا بدخَّلك السودان بدون أي مُشكلة... أنا: ورينى كيف؟ ياسين: عندنا أراضى زراعية ملاصقة للحدود وعادي أنا بدْخُلْ مِن هناك من غير أي مشكلة ومافى أي حرس حدود فى الحتة دي... أنا: طيب بتعمل هنا شنو؟ ياسين: شغل أنا: شغال شنو طيب؟ ياسين: أهو شغالين ترحيل بين الحَفِيرة وقلُّوُج... أنا: ترحيل بتاع شنو؟ ياسين: أي حاجة. سُكر، دقيق, عيش، ملابس،زيت، صابون أي حاجة.. أنا: إِنتْ سُودانى ولا إِرِيتِرِي؟ ضِحك ضحكةً طويلة ثم أجاب : أنا هنا إريتري وبهناك سودانى أنا: عندك جواز ولا بطاقة؟ ياسين: لا عندي جواز لا عندي بطاقة... أنا: طيب بِتعبُر الحدود كيف؟ ياسين: زي ما قُلت ليك أنا بهناك سودانى وبهينا إريتري والمنطقة دي كلها بعرِف مداخِلا ومخَارِجا... أنا: شوف يا ياسين انا زي ما قلت ليك ما معاي لا جواز لا بطاقة وما داير أدخُل من مكتب الجوازات، تقدر على المهمة دي ولا لأ؟ ياسين: يازول أبشر دي حاجة بسيطة، نُدخل من المشاريع بِتاعتنا وبتكون جوه السودان..من غير حد يسألك...
إتفقنا على مبلغ مئاتى دولار وأن نتحرك بعد صلاة الظهر ذهبت لإبراهيم فى مكتبه وتركت معه جواز السفر وحقيبة الملابس وبداخلها الكاميرا..
سالنى متى أرجع من السودان فأجبته بعد أسبوعين تقريبا وقبل نهاية العام الميلادي..
قال لى أنه قد لا يكون متواجداً فى هذا التاريخ وما على الإ الإنتظار لإستلام الجواز.
غيرت ملابسي لجلابية وسروال ، سفنجة وطاقية ووضعت القروش فى المحفظة فى جيب الجلابية..
كانت سيارة ياسين عبارة عن لاندرفر بيك آب زيو وزي أي لاندرفر من لاندروفرات النقل المكيانيكى . كان معه شاب لا يتعدي عمره السبعة عشر عاما، يرتدي ملابس صبغتها الزيوت والأوساخ . عرفنى به ياسين على انه المساعد بتاعو وهو من ابناء البنى عامر ومن مواليد السودان واسمه حامد..
فتح ياسين باب اللاندروفر وفتح حامد كبوت العربية بعض أن وضع المَنَفِلة فى رأس المحرك. أدار حامد المنفلة عدة دورات دَارَ بعدها المُحرك بصوت ماكينة اللاندروفر المعروفة. ركبت بجانب ياسين فى المقعد الإمامى بينما جلس حامد فى الخلف فى صندوق العدة..
أخيرا سوف ادخل السودان..
كان ياسين يقود اللاندروفر بمهارة عالية تدل على معرفته للطريق وللسيارة مع بعض. لم نتوقف سوي مرة واحدة لتغيير احد إطارات اللاندروفر. لكنه توقف فجاءة بعد مسيرة ثلاثة ساعات. نزل ياسين من اللاندروفر وطلب منى النزول بينما فتح حامد كبوت العربية لإضافة ماء للرادييتر..
سألت ياسين: راحة ولاشنو؟ ياسين: شايف البيوت ديييك؟ وهو يؤشر تجاه الغرب.. أنا: أيوة شايفة، دي ياتو حلة؟؟ ياسين: ديك الحدود السودانية...الحَفِيرة...
مرت بجسمى رعشة سريعة وفرحة مخلوطة بالخوف..
ياسين: لكن داير أقول ليك حاجة، قالوا الصِدقْ كان ما نجّاك الكِذب ما بِنجّيك.. أنا: قاصد شنو؟ ما فهمتا حاجة!!!!!!
ياسين: انت مش سُودانى؟ أنا: أها؟؟!!!!!! ياسين: حندخُل السودان من نُقطة جوازات الحفِيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: عادل البراري)
|
Quote: لمن اكون متابع موضوع بى لهفه حكاية يتبع دى تتعبنى شديد نحن كنا معاك بكل احاسيسنا تقوم توثقنا هنا .
|
الأعزاء عمر دهب وعادل البراري مرحب بيكم كتير وليكم الشكر الجزيل..
الحمد لله الكلام ده مكتوب وإتنشر هنا قبل كده. يعنى الموضوع موضوع عتالة بس من البوست القديم يا عمر دهب لكن دايرين شوقك وتشويقك...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الحَفِيرة شعرت بالغضب إلا إننى تمالكت أعصابي لإيجاد مخرج من هذا المأزق. فهاهو السودان على بعد كيلومترات مما أقف وأوربا على بعد ألآلاف الكيلومترات . وهل كانت رحلتى كلها من اجل ان تنتهى هنا وبهذه الطريقة؟ ماذا افعل الان؟ هل أقرر الرجوع من هنا لتبدأ الحكاية من أول جديد للبحث عن مدخل للسودان وهاهو السودان أمامى لا يفصلنى عنه سوي نقطة عبور؟ ماذا لو تركنى ياسين فى هذا الخلاء وواصل طريقه للمبيت فى الحفيرة؟ ولماذا قرر ياسين العبور من نقطة الجوازات رغم إتفاقى معه على تجنب العبور من نقطة الجوازات؟
أنا: ياسين أنا ما قلت ليك ما معاي جواز ولا بطاقة! يعنى حسع أنا أدخل كيف؟ ده مش كان الإتفاق بتاعنا من البداية؟؟ ياخى ما كان تكلمنى من البداية تقول لى حندخل من نقطة الجوازات؟ لكن حسع فى نص الخلاء ده تقول لى حندخل من نقطة جوازات الحفيرة؟؟!! ياخى ما مكن ياخى!! ده ما كان اتفاقنا يا ياسين ولا شنو؟
يا سين: يازول انت مش سودانى؟ زول بسألك مافى والناس الشغالين فى الجوازات والأمن كلهم انا بعرفهم...
حسيت بانى بعت نفسي بي مئتى دولار لياسين والذي سوف يقوم بتسليمى للسلطات الأمنية مقابل السماح له بعمليات التهريب تحت سمع وبصر السلطات الأمنية فى البلدين..
ياسين: يازول حندخل من الجهة الشمالية ولو سألونا بنقول أنحنا جايين من كسلا، يعنى ما حيسألوك لا من بطاقة لا من جواز. بعدين الحفيرة عندها مدخل واحد بسبب الخور البيفصل الحدود..
نظرت للجهة الشمالية التى أشار لها ياسين كانت هناك سيارة لاندكروزر تسير بسرعة . كانت السيارة بدون شك عسكرية فقد كان يقف عليها جنديا خلق سلاح مثبت على ظهرها أنا: ديل شنو ديل كمان؟
ياسين: دي عربية تابعة لحرس الحدود السودانى فى دورية عادية
أنا: طيب ليه ما جو علينا؟ تمنيت فى دواخلى ألا. يأتوا على الاطلاق لكن كنت محتاج لإجابة لإزالة الخوف الذي تملكنى فى تلك اللحظات..
ياسين: ما بسألوا اية عربية مدنية، بعدين عربيتى دي معروفة عندهم..ما تخاف..
نظرت مليا فى عيون ياسين فى محاولة للتأكد من صدق كلامه فهو لم يكن بحوجة لإخطاري مسبقا بالدخول عن طريق نقطة الجوازات ان كان بالفعل يريد تسليمى للسلطات السودانية. ياسين مهرب وأمامه عملية تهريب سهلة بدون بضائع . فلو اخبرنى من البداية فى قلوج أننا سوف ندخل من نقطة الجوازات فسوف أرفض وسوف يخسر هو شحنة سريعة يعود بها الى السودان. لذلك أنتظر حتى هذه اللحظة قبل أن أُفاجأ بها امام نقطة العبور
لأول مرة تدخل حامد فى الموضوع بعد ان قفل كبوت اللاندروفر "يازول ما تخاف انحنا دائماً بندخل ونمرق بالشارع ده ومافى زوول بسالك. الناس ديل كلهم بنعرفم وبيعرفونا ، انحنا بعد شوية بنكون جو الحدود قبل ما ندخل الحفيرة ولو سالولنا بنقول جايين من كسلا، خت الرحمن فى قلبك"
ليس هناك خط رجعة... هذا هو السودان أمامك بسجن من غير سجن. هذا هو السودان لايفصلك عنه سوي بضعة كيلومترات. لا تملك بطاقة هوية ولكنك تملك سودانيتك فى بلدك ولن تقف بطاقة أمامك لدخول بلدك. أوليس هذا ما قاله ياسين عدة مرات. يا زوول انت مش سودانى؟
غمغمت فى نفسي: توكلت على الله وضعت يدي على أُوكرة باب اللاندروفر ، فتحت الباب ووجهت كلامى لياسين: أرح يازول سوق والزارعا الله فى الحجر بتقوم، خش من نقطة الجوازات..
ياسين: يازوول ما بتجيك عوجة كان سالوك قول جايين من كسلا.. إتجه ياسين شمالا ولمسافة سبعة كيلومترات تقريبا فى نفس الإتجاه التى مرت منه سيارة حرس الحدود. ألتفت الى قائلا: كدا انحنا جوه الحدود السودانية شعرت بارتياح كبير رغم انه لا توجد حدود فيزيائية او طبيعية تفصل السودان عن إريتريا فى هذه المنطقة إن لم يكن على طول الحدود مع هذا البلد.
ثم اتجه شرقا ولمسافة أربعة كيلومترات ليهدي السرعة امام خور يبلغ عرضه حوالى خمسون مترا. إلتفت الى قائلا : دي نقطة جوازات الحفيرة.. كانت نقطة الحدود عبارة عن كشك يقع فى الجهة اليمين خلف حاجز مروري او بوابة حديدية عليها لافتة مكتوب عليها : قف للتفتيش ولا فتة على الكشك كُتب عليها جوازات الحفيرة. كان هناك جندي بملابس مدنية يحمل سلاحا على كتفه ومجموعة من النسوة والرجال بجانب الكشك.. توقف ياسين امام البوابة وكنت أجلس بهدوء على يساره إتجه الجندي نحو ياسين وسلم عليه ثم سلم على فردينا عليه التحية..بكل هدوء الجندي: جايين من كسلا؟ ياسين: اااي..كيفك تمام الجندي: ياسين عليك الله شيل معاك الإريتريين ديل ودخلهم الحلة، دايرين يسافروا لكن ما عندهم أية أوراق ثبوتيه ، شيلم رجعم معاك الحلة جوة.!! فتح البوابة ووقف ياسين خلف البوابة . فتح حامد باب اللاندروفر للإريترين الذين صعدوا وهم يتزمرون تحرك ياسين ثم إلتفت الى قائلا : أها انت كدا جوا السودان..
توقف ياسين بعد حوالى كيلومتر واحد فى شارع فى وسط الحِلة. نزل جميع الإريتريين وهم يتذمرون توقف ياسين امام مكتب الأمن فى الحفيرة وطلب منى الإنتظار فلديه موضوع مع ناس الأمن كما قال.. . بدأ الخوف يتسرب لأوصالى وكانت كل دقيقة تمر عبارة عن يوم كامل. تأخر ياسين وازداد قلقى أكثر واكثر ماذا لو قام ياسين بتسليمى للسلطات السودانية؟
بعد قليل خرج شخصان من مكتب الامن أحدهم يلبس جلابية والآخر فنيلة تي شيرت بيضاء وبنطلون عسكري إتجها نحو أحد البيوت من الجانب الآخر من الشارع ودخلا فيه. لم أرتاح للوقوف والانتظار امام السيارة.. سالت حامد: خرمان لكباية شاي.. اجابنى حامد: أرح نشرب شاي!
توقفنا بعد عشرات الخطوات فى شارع جانبي تجلس فى بدايته ست شاي يفصلها صريف من القش لمطعم بلدي يفتح على الشارع الرئيسي. جلسنا وكنت أتمنى حضور ياسين فى اي وقت وترك الشاي لمواصلة السفر فلم ارتاح أبدا فى هذه الحفيرة. شربنا الشاي فى صمت. فى هذا الصمت كان هناك صوت شخصان فى المطعم البلدي لم يفطِنا لوجُودِنا مع ست الشاي احدهما: الزوول اللابس الجلابية ده منو؟ الثانى: ده جا حسع مع ياسين من كسلا.. الأول : ياخى والله ياسين ده يوم بجيب ليكم مصيبة.. كتمت أنفاسي ونظرت لحامد والذي أوما إلىّ بالمغادرة أخرجت مبلغا من الفلوس مرتبكا ولم أستطيع أن أفرِّز بين الجنيه والخمسة جنيه. لاحظ حامد إرتباكى فخطف الفلوس من يدي ودفع مبلغ لست الشاي تم أسرعنا للاندروفر من خلف المطعم حتى لا نقع فى بصر من كان يتحدث عنى..
كان ياسين فى انتظارنا..
قلت له: ياسين أنا لن أقعد فى هذه الحفيرة ولا دقيقة واحدة مهمتك إنتهت هنا ودي قروشك لكن أنت زول ود ناس، طلّعنى من الحِتة دي لأقرب مدينة وبديك الأنت عاوزو!
ياسين: اركب بوصلك ود الحليو..
ود الحليو خرجنا من الحفيرة بعد أذان العصر ضحك ياسين وهو خلف المقعد يصارع الدقداق فى الشارع الزراعى والتفت الى قائلا : ما قلت ليك كان الصدق ما نجاك الكضب ما بنجيك. ما قلت ليك ما بسالوك انا: والله يا ياسين انا ما داير مشاكل لأنو ما معاي لا بطاقة لا جواز لكن انت ختيتنى امام الأمر الواقع وانا سلمت امري لله، كتر خيرك كتير
ياسين: الشارع هنا كويس وإنشاء الله قبل المغرب نكون جوه ود الحليو انا: انشاء الله بس خلى بالك وسوق على مهلك!!
لم يكن هناك صوت يعلو على صوت المحرك واهتزاز السيارة بسبب الدقداق . كان الغبار يملأ الكابينة كلما أبطأ ياسين فى احد الملفات او الحفر التى تكونت بسبب وحل السيارات فى الخريف.....
كان الطريق خاليا من اية سيارات اخري سوي بعد المركبات العسكرية فى طريقها للحفيرة توقنا للصلاة المغرب فى احدي حواشات الذرة بعدها واصلنا الرحلة... عند السابعة مساء كنا فى سوق ود الحليو ....
احتلفنا بوجبة عشاء دسمة يتوسطها صحن فول بزيت سمسم.....
دفعت مبلغ ثلاثمائة دولار اخري لياسين وشكرته على كل ما قام به..... اتفقت معه ان نتقابل فى نفس المكان يوم 22 ديسمبر 1995 يوم جمعة لرحلة العودة الى قلوج
ساعدنى ياسين فى مواصلة الرحلة بتأجير سيارة الى قرية عبودة....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: محمد نور عودو)
|
Quote: كثير من الآصدقاء والأخوان هنا في جده منتظرين زيارتك للعمرة والدعوة مفتوحة |
أبوعبيدة شكرا علي الدعوة يا حبيب وبإذن الله لنا لقاء في دروب الغربة..
شاهدت صورة من إحتفال الأسبوع الماضي مع أبوبكر سيد أحمد..وسألت عنك فيها بس طمنونى عليك..
سلام كثير لكل الأصدقاء والأخوان حتى تلتقي ونبل الشوق...
...................................................................................
محمد نور كانت فعلا فاصل مريح وأهو رجعنا نواااصل..
لكما أجمل التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الشوك - القضارف - ودمدنى
كانت قرية عبودة غارقة فى ظلام دامس فى هذا الوقت من الليل على الرغم من ان الزمن لم يتجاوز العاشرة مساء. لم اجد صعوبة فى الوصول الى منزل الحاج محمد نور عليه رحمة الله. فقد دلنى عليه مجموعة من الشباب كانوا يتسامرون امام احد دكاكين الحلة على ضوء خافت ينبعث من فانوس فى وسط الدكان. الحاج محمد نور، كما حدثني عنه ابنته وأقاربه ، يعمل ممرضا ان لم يكن طبيبا للقرية رحب بي الرجل أيما ترحيب وجوابته على كل تساؤلاته على هذه الزيارة المفاجئة والغريبة. لم يتركنى للنوم الا بعد وجبة عشاء خفيفة رغم الحلفية باننى قد تعشيت فى ود الحليو. اتفقنا على الصحيان فجرا وعبور نهر سيتيت الى مدينة الشوك ومنها الى القضارف. نمت انا وابنيه وهو فى قطية ونامت زوجته وابنته، عليهما رحمة الله، فى القطية الثانية
أشرقت شمس ذلك اليوم وانا فى السودان بعد غياب دام اربعة سنوات. صحوت مبكرا استعداد لمواصلة الرحلة شربنا شاي الصباح وخرجت معه وابنيه الى الشارع. . استودع ابنيه وهما فى طريقهما للمدرسة ووقفنا فى انتظار بص ياتى من قرية ام على مرورا بعبودة لينهى رحلته عند مشرع نهر سيتيت. لم يكن البص سوي برينسة مزدحمة بالركاب والبضائع . وجدت مكانا أضع فيها قدما واحدة بينما تبرع احد الشباب بمكانه للحاج محمد نور داخل البرينسة. تفحصت فى وجوه الركاب ووجدت نفسي لا اختلف عنهم فى شئ . سقط عنى كل أشكال الخوف وحواجز الهوية الورقية. من الان قررت الاستمتاع بهذه الرحلة بطريقة لم أعهدها من قبل ، فقد إضافة سنوات الغربة بعدا جديدا وطعما اخر للأشياء فى السودان
عبرنا نهر سيتيت فى قارب مليء بالركاب. كان النهر فى قمة انخفاضه الى ان حجم مجري النهر بارتفاع ضفافه يطرح سؤالا لم اجد له إجابة عند الحاج محمد نور؛ وهو كيف يكون الحال عند ارتفاع منسوب النهر فى زمن الخريف؟ هز الحاج محمد نور راسه وأجاب : خليها ساي يا ولدي والله حالة صعبة تب
ما احسسته تجاه مدينة الشوك لم يكن أكثر من عملية تهريب اليهود الفلاشا فى بداية الثمانيات والمطاعم البلدية على شارع الأسفلت الذي يربط كسلا بالقضارف. شعرت باننى أعيش فى الواقع عملية التهريب هذه كما حدثت قبل عشرة سنوات . نعم هكذا تم تهريب الفلاشا من اثيوبيا عبر الشوك الى مطار الخرطوم وهانذا أسير فى نفس الطريق دون مساءلة من السلطات الأمنية .
كان البص عبارة عن دفار كبير ازرق اللون له ثلاث مقاعد طويلة، واحد على اليمين والثانى فى الوسط والثالث على الشمال. كان فارغا وفى انتظار الركاب. تمشينا فى السوق لتكسير الوقت. اشتريت مركوبا جديدا وعمة بسيطة. رجعنا واتخذنا لنا مكانا فى البص والذي امتلأ بالركاب والبضائع .
وصلنا السوق الشعبى لمدينة القضارف بعد عدة ساعات . كانت جميع البصات السياحية قد غادرت الى الخرطوم ودمدنى. كان الدور على احد بصات النسيان المعروفة. ضحكت فى قرارة نفسي أولم يتم تهريب الفلاشا ببصات نيسان. قطعت تذكرة للتحرك عند الحادية عشر قبل الظهر. فطرت مع الحاج محمد نور ثم اشتريت جميع ما وقع فى بصري من صحف. استودعت الحاج محمد نور واتفقت معه على رحلة الرجوع يوم 21 ديسمبر 1995 تحرك البص ووقف امام مكتب الامن. صعد احد رجال الامن وبدا يتفحص وجوه الركاب واحدا واحدا. كان يسال بعضا من الركاب عن بطاقاتهم وهويتهم. أمر بعض الركاب بالنزول من البص وهو يتمتم بكلمة يا حبشي انت ماشي وين. تجنبت النظر في عينيه وركزت على قراءة الجريدة دون ان أخفي وجهي بين صفحتى الجريدة. كنت الوحيد فى البص الذي اشتري هذه الصحف. عندما جاء دوري سلم على فرفعت نظري ورديت عليه بالسلام ونظرة تجنبني سؤال البطاقة والهوية . لم يسألني ولكنه سال من سال، وانزل من انزل وتحرك البص فى طريقه الى ودمدنى. بعد نصف ساعة تفرقت جميع الجرائد بين الركاب
توقف البص لصلاة الظهر فى الخياري. وكان من الصدف الغريبة انه توقف فى احد المطاعم بجوار بنشر لتصليح الإطارات وأضاف قليل من الهواء لاحد الإطارات الأمامية . الغريب اننا كننا فى قافلة طلابية فى يونيو 1987 وتوقفنا فى نفس المطعم بعد رحلة عودة من بورسودان . واضفنا هواء لاحد إطارات البص الأمامية من نفس البنشر . انتهت تلك الرحلة بانفجار الإطار وانقلاب البص دون إصابات خطيرة وسط الطلاب. وقع ذلك الحادث بعد الخياري بحوالى عشرة كيلومترات.لكن وبحمد الله واصل البص رحلته بدون انفجار للإطار
عندما تجاوز البص مصنع الملكية للغزل والنسيج والذي يقع خارج مدينة ودمدنى وبمحاذات قرية التكيلات طلبت من البص التوقف. نزلت واتجهت صوب البحر وقرية التكيلات فقد كانت الساعة حوالى الثانية بعد الظهر ومثلما عبر الفلاشا كبري حنتوب فى جنح الليل لإنجاح عملية التهريب فيجب انتظار الليل.كنت بالطبع أريد تقليل احتمال مقابلة احد المعارف او الجيران إذا واصلت الرحلة فى وضح النهار . اشتريت صابونة غسيل وحمام وواصلت طريقى للبحر. جلست فى طرف القيف وعن يمينى ويساري بعض كمائن الطوب. خلعت الجلابية والعمة والمركوب واستحميت من كل و س خ السفر والتراب منذ ان تركت تسنى. غسلت الجلابية وتركتها تجف فى شمس الشتاء بينما جلست نصف عاري على قيفة البحر فى انتظار مغيب الشمس
عند الخامسة مساء توجهت لموقف مواصلات التكيلات وركبت احدي الحافلات الى مدينة ودمنى. طلبت من السائق التوقف قبل وصول تفتيش كبري حنتوب. قررت عبور الكبري مشيا على الأقدام . غابت الشمس وانا فى وسط الكبري على يمينى تلمع أضواء جامعة الجزيرة فى مجمع النشيشيبة وعلى يساري سينما رودي وحي الدباغة وفندق إمبريال. طافت بذاكرتى ايام الدراسة فى شريط سريع وعلاقة بكل ما وقع عليه بصري فى المسافة بين الكبري وموقف مواصلات الدباغة، اخر محطة
ركبت فى واحد من التكاسي وطلبت منه توصيلى لحى مايو أربعين جوار مسجد ابوسنون ومدرسة السلمابى. شعرت بغصة فى حلقى وانا أتابع الشوارع والبيوت وحركة الناس والتاكسي يسير فى شارع الدباغة ومدنى حى القبة، شارع النيل وشارع دردق. طلبت منه الانعطاف يسارا ليمر امام نادي النهضة و اجز خانة دردق. ثم انعطف يمينا فى محطة 18 ليقف امام مسجد ابوسنون
نزلت وأعطيته ما طلبه من أجرة
كانت الساعة حوالى السابعة والنصف مساء عندما فتحت باب منزلنا ووقفت فى وسط الحوش
فى بيتنا فى ودمدنى
صَرختْ شقِيقتِى الكُبري بدهشةٍ كبيرة عندما رأتنى واقفاً فى وسطِ الحُوش: سييييف!!!!؟؟؟؟؟ إحتضنتها واحتضنتى وهى تبكى بصورةٍ هيستيرية : أخووووووي...
وضعتَ يدي فى فمِها حتى لا يسمعُنا الجيران لان بكاءَها كان كافياً لإخراج بقية شقِيقاتى وأطفالِهِنّ وشقيقى الأصغر ووالدتى. كان بُكاؤُهم جميعا مخلوطاً بالدهشة والتساؤل... دخلنا إحدي الغُرف وتفحّصُتُ فى وجُوهم واحداً واحداً، كانوا فرِحِين بعودتى إلا أن دهشتهم بعودتى بهذه الطريقة كانت مفاجأة وكانت واضحة فى عيونهم جميعا سألتنى والدتى: جِيت كيف؟؟ والجابكْ شِنو؟!!! أنا: جِيت أشوفكم، وإنتى كيف صحتك يُمة؟؟ أجابتْ: أنا كويسة يا ولدي والحمد لله وأخوانك كلهم كويسين بس فاقدِنك وفاقدِين شُوفتكْ ..!! أنا: وين أبوي ؟؟ أجابت : أبوك فى مأمورية فى الرهد، بكرة أخوك يمشى يرسل ليهو برقية عشان يجئ يشوفك ....
تواصل حديثُنا حتى الساعاتِ الأولى من فجر ذلك اليوم. حَدَثُونى عن أوضاعِهِمْ وأحوالِهم وحدثُتهم عن اللجوء والغُربة وعن رحلتِى لدِخول السودان. حدثتني شقيقتى عن إحالتها للصالح العام وعن كِفاحها لرعاية إبنيها وبقية الأسرة. خيّمت حالة من الحزن فى الغرفة قبل ان ننام جميعا. عند الصباح سألنى شقيقى: هسع حتطلع كيف من الحفرة دي؟؟ البلد دي بقت حفرة كبيرة... أنا: ما تقلق! !!! زي ما جيت ودخلت الحفرة دي بتطلع منها، أمشِ رسِّل برقية لأبوي خليهو إجى بسرعة. ما تُقول ليهو أنا جيت، قول ليهو بس حضورك ضروري جدً وعاجلاً من غير ما يقلق لم أخرج من الغرفة خوفاً من أن يعلمَ بوجُودي الجيران . كنت أضع بشكِيراً على رأسي عند الذهاب للحمام حتي لا يرانى أحداً من الجيران من فوق الحائط ...
حضر والدي من الرهد أبدكنة فى اليوم التالى فقد كان يعمل فى صيانة حفير الرهد هناك. تفاجأ أيضاً بزيارتى إلا أنه إقترح على المغادرة الى مكان آمن خوفا من الوقوع فى يد الأمن. إتفقنا على السفر الى شرق السودان والى قرية عبُودة حيث لن يتعرف علىّ أحدا هناك ... عند فجر اليوم التالى وعقب صلاة الصبح مباشرة توجّهتُ مع والدي ووالدتى وشقيقى الأصغر الى السوق الشعبي ومنه الى مدينة القضارف. عبرنا نهر سيتيت وبعد رحلة بسيطة بالبرينسة وصلنا قرية عبُودة. أنا واسرتى فى قُطِّية، والحاج محمد نور ، عليه رحمة الله، وأسرته فى قُطِّية... قضيت حوالي أسبوع مع أسرتى فى قرية عبُودة حتى يوم السفر الموعود بالاندروفر بتاع ياسين ..
يوم 22 ديسمبر 1995 كُنت فى انتظار ياسين فى مدينة ود الحليو ... إنتظرتُه منذ الصباح وحتى مغيب الشمس .. لم يحضر ياسين كما اتفقنا بدأ القلق يساور شقيقى الأصغر : انا ما قلت ليك السودان ده حفرة. حسع حتطلع كيف؟؟ ذهبت لليوم الثانى ولم يحضر ياسين ايضا وبدا شقيقى يقلق أكثر واكثر ... طلبت من شقيقى الرجوع لود مدنى مع والدتى فقد أعياها المرض وشعرت بالاسي والألم لما سببته لها من تعب وخوف وألم . رفض الوالد الرجوع وفضل البقاء معى حتى أجد طريقة للسفر الى اريتريا فشلنا فى الحصول على سيارة لعبور الحدود الى قلّوُج وحسيت بالفعل بوجودي داخل حفرة..
إتفق الحاج محمد نور، عليه رحمة الله، مع أحد جيرانه يملك لوري بدفورد سفنجة على توصلينا الى الحفيرة أما مِنْ الحفِيرة فلم يكن هناك خيارٌ امامى سوف الخروج من السودان كداري.... وصلنا الحفِيرة عند المغرب...
قضينا ليلتنا فى أحد المنازل بمعرفة الحاج محمد نور والذي كان فى صحبتنا خرج الحاج محمد نور ورجع ومعه رجل بسيط فى كلامه وملبسه: الراجل ده اسمه جبريل وأنا بعرفو حيكون دليلك يوصلك قلّوُج ويرجع. أنا وأبوك حنكون فى انتظارو لما يرجع ويطمِنّا عليك. بُكره الصباح فجُرْ تتحركوا ولو سألوكم قُولو عندكم بهائم رايحة بتفتشوا عليها..
نام جبريل معنا فى نفس البيت...
عند شروق الشمسِ كنت أنا وجبريل نتأهبُ لعبورِ الحدود من الحفِيرة..,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الخروج من السودانى كداري
ودعنى والدي دون أنْ تنزِل منه دمعة. لكنى كُنت أعلم أن الألم كان يعصِرُ أحشائهِ .. طلب منى ألا ألتفت للوراء أبداً أبداً. كانت آخر كلماته: الله معاك يا ولدي ودعتك الله، ودعتك الله، ودعتك الله
تحركنا من وسط الحفيرة مروراً بحفير الحفيرة والذي يقعُ فى الجهة الشرقية من المدينة... سار جبريل أمامى عاكفاً مفصل يديه فوق عصاة ترقد خلف رقبته وفوق كتفيه. كان يلبس عراقى يصل طوله تحت ركبتيه بقليل ويرتدي شبط من إطارات السيارات "تموت تخلى"... راعى بمعنى الكلمة.. كنت خلفه لا اختلف عنه فى المظهر فى شيئ، جلابية، سفنجة، عصاية، جريكانة موية وكيس تمر وطاقية... سرنا بخطوات سريعة... عند وصولى للحفير لم أتمالك نفسي من الإلتفات للوراء، لإلقاء نظرة أخيرة على والدي... لم آري تعابير وجهه بل كنت متأكداً أن بصره رآنى وأنا أستودعه بهذه الوقفة والالتفاتة... عبرنا الخور ...واختفينا عن الأنظار.. تابع جبريل المسير فى دروب بين الغابات والحشائش وهى دورب ومسارات مطروقة بها أثرٌ واضح لحوافر حيوانات وأقدام بني ادم....
كان الهدوء يخيم على الطبيعة سوي صوت طائر هنا وهناك... قطع ذلك الهدوء صوت قذائف مدفعية لا تقل عن ثلاثين قذيفة... كان مصدر صوت القذائف ياتى من الجهة الجنوبية.. سألت جبريل فى خوف: ده شنو ده؟ رد جبريل بهدوء: ديل الحبش الله لا كسبم ، ما تخاف الكلام ده بكون قريب الحُمَرَةْ... التاريخ: يوم عيد الميلاد المجيد 25 ديسمبر 1995
لم نتوقف عن المسيرإلا بعد خمسة ساعاتٍ متواصلة... سألته : جبريل دخلنا الحدود الإريترية؟ أجابنى : قبيييل.. سألته : أنِحنا ما شين صاحْ؟ أجابني : شايف الجبل داااك؟ قلُّوج تحتو طوالي...
بدا الجبل يظهر شيئا فشيئا لكنه لم يكن قريبا ابدا أعيانى التعب والمشي ولا اثر لمدينة قلوج... عند الخامسة مساء بدات تلوح بعض المساكن والبيُوتات.. - جبريل؟ دى قلُّوج؟؟ - اااي وصلنا.. ده أول الحِلة.. حمدت الله فى سري.. وصلنا راكوبة القهوة فى ميدان قلُّوج، تورمت قدماي وأصبحت تنتح من الوجع.. تعشيت مع جبريل وشربنا شاي وقهوة وسلمته مئاتى دولار. ذهب جبريل للمبيت مع أقاربه فى قلُّوج واتفقنا أن نتقابل فى الصباح لوداعه لرحلة العودة للسودان. قضيت ليلتي فى نفس البيت الذي أوصي به ابراهيم... عند المساء كانت إذاعة ام درمان تدين الاعتداء الإثيوبي الغاشم على الحدود السودانية
قابلت جبريل عند الصباح فى الموقف.. دفعت له حق التذكرة.. .. سلمته رسالة مكتوبة لتسليمها لوالدي بأننى وصلت بالسلامة
كان بالنسبة لى "ميشين اكومبليشد"
الباقى هين...
بعد أن تحرك البص ذهبت لمكتب إبراهيم لإستلام جوازي والكاميرا لم يكن إبراهيم موجوداً وما كان علىّ سوي الإنظار فى تلك الراكوبة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
فى يدِ الإستخبارات العسكرية الإريترية
كنت أتمنى حضور إبراهيم لإستلام جوازي والكاميرا ومغادرة قلوج فى نفس اليوم...إلا إنه لم يحضر رغم الكم الهائل من المواطنين الذين كانوا فى إنتظاره..فقدت الأمل فى حضوره بعد أن تجاوز الزمن منتصف النهار... لم يكن هناك ما أفعله سوي الإنتظار. إنقضى ذلك اليوم بدون جديد..وأتى اليوم التالى وأيضاً بدون جديد..شعرتُ بالملل والقلق فلم يكن هناك سوي الإنتظار فى راكوبة القهوة..
كانت راكوبة القهوة تديرها فتاة إريترية من بنات المرتفعات غاية فى الجمال وبساطة الفقر..يتحلق حولها الرجال من المسافرين ومن سكان قلوج..كانوا يتغزلون فيها ويداعبونها بمزاح إريتري يترواح بين الهمز والغمز والضحكات. كانت الراكوبة وصاحبت الراكوبة برنامجاً يكسِرُ الملَل منه تعرفت على شخصيات ميدان قلوج من الكمساري للعسكري. قِرماي ، وهذا إسمُهُ، كان واحداً من هذه الشخصيات. كان شابا ممتلئ الجسم، يتحدث التغرينية ويجلس فى الميدان والراكوبة بالساعات الطِوال. كان يحترمه الجميع ويعملون له ألف حِساب.
إشتريت دفتراً مدرسيا للكتابة وقلم بيك من أحد الدكاكين وجلست الساعات الطوال أدون ما يخطر ببالى من رحلتى للسودان والحياة فى سوق قلوج. كلما مرت الساعات أطبُق الدفتر وأذهب لمكتب إبراهيم ممنياً نفسي بملاقاته لإستلام جواز السفر. مرت فى خاطري ملامة لنفسي: لماذا لم أخفِى الجواز فى أحدِ الرواكيب أو دفنته فى زاوية من زوايا المسجد؟؟ جاءت الإجابة سريعة: دي كانت مخاطرة كبيرة وبعدين إبراهيم شخصية معروفة ومضمونة بالنسبة لى.. سيئمت الكتابة وشراب القهوة والإنتظار فى قلوج بعد مرور أربعة أيام من دون حضور إبراهيم... كانت مواعيد إقلاع الطائرة صباح الخامس من يناير وبدأ القلق يعشعش فى رأسي...موضوع حفل رأس السنة فى أسمرا بِقى فى خبر كان...الله يجيبك يا إبراهيم....
طلبت فنجان قهوة فى الراكوبة وإنا جالس لوحدي عند مدخل الراكوبة. وقع بصري على قٍرماي وهو قادم تجاه الراكوبة من أحد زوايا حرم المسجد. وقف إمامى دون أن يسلّم وطلب مني الذهاب معه بلهجة عربية-إريترية. سألته: فى شنو؟ داير شنو؟ أجابني: أبراهيم وسل قال داير يشوفك... شعرت بفرحة وإرتياح وذهبت معه.. بدلاً من الذهاب مباشرة لمكتب إبراهيم أصر قِرماي على دفعى لشارع جانبي كانت تقف فيها شاحنة عسكرية ضخمة نوع "المجروس". أمرنى بالركوب فى الكابينة الأمامية وغلبتنى الدهشة السؤال عن وجهتنا. ركب قرماي بجانبي وأغلف الباب بينما كان هناك جنديان فى الخلف كل منهم يحملُ كلاشنيكوف: سألته: وين إبراهيم؟ وأنحنا ماشين وين.؟. وضع سبابته فوق شفتيه وطلب منى السكوت.. تمسكت بالهدوء وأنا أتابع شارع المجروس..خرجنا من الحلة وسارت الشاحنة صوب الجبل فى إرتفاع تدريجي، وقفت بعد مسيرة ثلث الساعة أمام مدخل لقاعدة عسكرية. أمرنى قرماي بالنزول وتحركت الشاحنة لداخل القاعدة. قِرماي: طلع السفنجة!......خلعت سفنتى بخطوة واحدة للوراء... أدخل قِرماي يده فى جيب الجلابية وأخرج جزلانى. عبثت أصابعه فى الجولان وأخرج منه مائتي دولار وبعض من أوراق العٌملة الإريترية.. سألنى: دا كل القروش معاك؟؟ فكرت للحظة وأجبته: لا فى قروش تانيه.. عبثت أصابعه مرة ثانية ولم يجِدها: وين؟ ما لقيت!! أخذت منه الجزلان وأخرجت منه مائتي دولار أخري كنت قد خبأتها بين جدران الجزلان... قام بتفتيشي من رقبتى حتى قدماي وأمرنى بالجلوس على الأرض.. حضر أحد الجنود ومعه حبل تيل ربطه فى عضل يدي الأيمن بشدة حتي شعرت بإنسلاخ أدمة جلدي ثم ربط العضل الأيسر ووضع قدمه على ظهري وهو يجذب الحبل تجاهه بشدة....شعرتُ وكأن ساعديَّ يخرجان من كتِفىٌّ من شِدةِ الألم الذي ألجَمنٍى الصمتْ سِوي الأنِينَ وإرتفاع خفقاتِ القلبَ وزفرات التنفُسْ...
أمرنى قِرماي بأن أتبعه بينما الجندي خلفى مُمسكاً بِطرفِ الحبل وكأنه يسوق خروفاً للضبِيحة...... توقفنا بعد مسيرة دقائق كانت كافية لإنغراس أشواك الضريسة فى راحة قدماي...توقفنا تحت شجرة سُنط.. أمرنى بالجلوس على الأرض..ربط الجندي ساقاي بما تبقى من الحبل.. تركانى مقيد وذهبا...
صرخت بأعلى صوتى من الألم والخوف..لم يسمعنى أحد.. أغمى علىّ من الألم.....
عند المساء شعرت بأقدامٍ تقترب..رفعت رأسي فى محاولة للتعرف على أصحاب الأقدام...كان ضوء القمر يتخلل أغصان شجرة السنط.. تبينتَ شبح قِرماي يقف فوق رأسي وشبح شخصان أخرآن وقفا بعيداً يراقِبان.
أخرج قِرماي مسدسه وضغط بحذائه على خدٍّي الأيمنَ على الأرض ثم إنحنى ليضغطَ فوهة المسدسِ على صِدغِى.. شَعرتُ وكأن عظام رأسي سوف تتشقق من ضغط فوهة المسدس... لم أدري هل سأموت بنزيف داخلى أم طلقةً من مسدسه...صرخت لالالاااااااااااا.....
قِرماي: جاسوس ك ل ب .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
ستجواب قرماي - تتكلم ولا نكتلك برساسة؟ انتا تريد تتكلم ولا ندربك حتى تتكلم؟ انتا جاسوس بتاع عمر الباشير. انتا قائل انا ما نارف ولا شنو؟؟؟ خرج صوتى مخلوطا بالبكاء والصريخ والوجع: أتكلم أقول شنو؟؟ انا ما جاسوس وما عندي علاقة مع نظام البشير قرماي: داير تا كدب ولا شنو؟ تتكلم ولا نكتلك انا : قلت ليك انا ما جاسوس قرماي: تا مل شنو فى قلوج؟ انا: دخلت السودان ومرقتا من قلوج وجوازي مع ابراهيم حسيت بحركة واحد من الشخصان تقترب وتجذب قرماي. تركنى قرماي للحظات وهو يوسوس مع احد الأشخاص دون ان اسمع ما يقولون رجع قرماي وانهال ضربا على وانا فى الارض. تلقى جسمي ركلاته وشلاليته دون حماية. حاولت حماية وجهى وصدري وبطنى بدفن راسي بين فخذي بقدر المستطاع . الا انه لم يسلم وجهى من ركلة او ركلتين كانت كافية لنزيف الدم من انفي وفمى. واصل قرماي فى ركلاته حتى اعياه التعب وبدأت أنفاسه تعلو وتهبط وهو يتمتم ويسب ويلعن بلغته التجرينجية قرماي - بتعرف عود سالح ( كان يقصد عوض صالح انا: انا ما بعرف زول هنا غير ابراهيم قرماي: القروش دي حقت منو؟ انا: دي قروشي حقتي قرماي: جبتها من وين؟ انا: جيت بيها من السويد
أشار له واحدا من الشخصان بالتوقف وهو ينادي عليه باسمه
تركنى قرماي بعد ركلة قوية على خدي الأيمن وأخري فى وجهى
لا ادري كيف قضيت ليلتى تلك. كل ما اذكره اننى لم أتحرك ابدا حتى لا اشعر بالألم ، لم اشعر حتى ببرد تلك الليلة على سفح ذلك الجبل تحت شجرة سنط
أتى جنديان عند الصباح أحدهم يحمل كالاشنيكوف . انحني أحدهم وارخى الحبل من يدي قليلا. شعرت بالدم يناسب بسرعة رهيبة تجاه يدي واصابعى. بعد قليل حضر جندي اخر يحمل صحن ووضعه امامى أحدهم: بلع (اكل بلغة التجرينجية لم استطع ان أمد يد للصحن. طلبت منه ان يرخى الحبل أكثر ففعل كان الأكل عبارة عن عدس وانجيرا جافة أكلت وقيدونى كما كنت عند المغرب تم تحويلى الى الجهة الشمالية من المعسكر بالمشي حافيا فوق الحشائش واشواك الضريسة. تم تقيدي من ارجلي وربطى الى وتد من جزوع احد الأشجار. فى ذات الوقت كنت مقيدا من عضلي وهو ما كان يؤلمني أكثر بسبب شدة الربطة وانغراس الحبل فى اللحم. كانت قلوج ترقد تحت الجبل على يساري وعلى خط الأفق حدود السودان حتما التاريخ 31 ديسمبر 1995 ورأس سنة لن أنساه ابدا ابدا
عند المساء بدا الجنود فى الاستعداد لدورية ليلية. خرجوا من الرواكيب وبيوت القش يحملون اسلحة مختلفة. كان نصفهم من النساء. وقفوا فى طابور عسكري وتليت عليهم الأوامر ثم اختفوا فى مجموعات وسط الظلام بينما وقف اثنان من خلفى....
لعله أجمل مافى هذا الاعتقال انه كان بدون حائط للسجن فقد كان في الطبيعة والهواء الطلق. عند الصباح تم تحويلى الى مكان اخر بالقرب من شجيرة سنمكة كانت على وشك الموت بسبب العطش وحشرات النمل لم اكن لوحدي فقد كان هناك معتقل اخر يرتدي جلابية وله ملامح سودانية، رانى ورايته.... كانت المسافة بينا لا تبعد أكثر من ستة أمتار تقريبا.... ألقيت عليه التحية ولكن قبل ان أكملها نهرنى الجندي مهددا بعصاة فى يده مرت ايام بهذه الوتيرة ومعها التهبت جروحى فى العضل والساقين بسبب رباط الحبل. صارت مؤلمة أكثر واكثر... ما استطعت معرفته من رفيق المعتقل انه سودانى يعمل كمساري فى احد باصات الحفيرة اسمه على. قبضت عليه الاستخبارات العسكرية الاريترية بتهمة التجسس فى اليوم الرابع حضر احد الجنود ووضع قطعة من القماش عصب بها عينى على. بعدها فعل معى مثلما فعلا مع على وأمرنا بالسير أمامه بعد ان أرخى الحبل من أرجلنا
تراوحت مسيرتنا بين سبعة لعشر دقائق توفنا بعدها فى احدي الخيران حسب ما حسيت به من رمال وحصي تحت اقدامى وضفة الخور التى كانت خلف ظهري. كانت الأصوات تدل على ان على لم يكن يبعد عنى سوي خطوات. طلب منا الوقوف دون تحرك. بعد حوالى دقيقة صنت أذني من صوت طلقتين سرعتين. . طار قلبي من بين ضلوعى وكنت فى انتظار طلقة اخري ولكن لم اسمع سوي خطوات تتقدم نحوي. أزال احد الجنود المنديل عن عيونى. اول ما وقع عليه بصري كان على مضرجا بالدماء، نصفه على الارض وظهره على ضفة الخور ......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: عمر دهب)
|
Quote: حكاية فيها أكثر من منعطف كفيل بإنو يخلي الواحد يبكي.
تضاد غريب مع كامل المعاناة سرد قصصي أكثر من رائع . |
لك الشكر المحبوب خيري
هناك الآلاف من السودانيين الذين لم تتاح لهم الفرصة حتى لكاتبة ما مروا به من أهوال بسبب الحرب والهجرة والنزوح..
الحمد لله علي كل حال...
لك أجمل التحايا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الاستخبارات العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان
تم ارجاعي لشجيرة السنمكة كنت ارجف من الخوف والحمى نتيجة التهاب الجروح سالت نفسي لماذا تم اعتقالي وتعذيبي بهذه الطريقة؟ ماذا فعلت لأستحق كل ذلك ؟ لماذا اتهمتنى الاستخبارات العسكرية الاريترية بالتجسس ؟ لماذا تم اغتيال على بهذه الطريقة وماهو الذنب الذي ارتكبه حتى يعدم بكل برود؟ وكيف اتخارج من هذه الورطة وهذا المعتقل العسكري؟ أوليست وثائقي وجوازي لدي ابراهيم كافية لمخارجتى من هذا المكان؟ كيف عرف قرماي اننى كنت فى انتظار ابراهيم ؟ هل تم اعتقالي من اجل حفنة الدولارات التى أحملها؟
فجأة تذكرت الكاميرا والصور التى التقطها للدبابات فى بارنتو فى الطريق لمدينة تسنى. هل تم تحميض الفيلم واستخراج تلك الصور ومواجهتى بها كدليل للتجسس؟ لكن لصالح من؟ ولماذا لم أواجه بهذه المعلومة مباشرة؟
لم اجد إجابة واحدة على تساؤلاتى لكنني قررت الدفاع عن نفسي من واقع الأسباب التى أدت لخروجي من السودان فى عام 1991 ، دخولى وخروجي للسودان بهذه الطريقة والحقيقة الماثلة لنفسي اننى لست بجاسوسا للإنقاذ قضيت الساعات أتابع الشمس من شروقها لغروبها، تابعت سحب الشتاء وهى تتشكل وتصور أشكالا وهمية فى خيالى، عبثت بالرمل والحصي، وسهرت مع نجوم السماء
فى اليوم الخامس او السادس من يناير ، لا اذكر، حضر احد الجنود وعصب عينى بقطعة قماش. تملكنى اليقين فليس هناك ما افعله ولن يجدي الصراخ ولا المقاومة فقد كنت منهكا ومريضا ومقيدا. امرنى بالسير وهو يوجهننى بعصاة يمينا او يسارا. حمل الهواء رائحة دخان وحريق لاغصان وحشائش . كان صوت اللهب يعلو كلما اقتربنا حتى أحسست به يلفح وجهى. استوقفنى الجندي امام نار مشتعلة للحظات كنت أظنه سوف يدفعنى فيها بركلة من الخلف. لكنه لم يفعل وأمرنى بمواصلة السير. . ادخلنى فى راكوبة من القش وطلب من الجلوس على الارض وشعرت باقدامه تترك المكان..كانت ولازالت قطعة القماش تضغط وتعصب عينى بشدة. حسيت بان هناك شخص يراقبنى بصمت. ظللت فى حالة السكون والمراقبة هذه لمدة ليست بالقصيرة بعدها سمعت صوتا يسال : اسمك منو؟
قطع شك كانت لهجة سودانية بعربي جوبا
انا: سيف اليزل سعد الصوت: اتا مى وين؟ انا: من مدنى لكن مقيم فى السويد الصوت: جابك هنا سنو؟ انا: دخلت السودان ومرقتا منو من هنا من قلوج الصوت: ليه؟ انا: لأنو مطارد من الحكومة وما بقدر بدخل عن طريق المطار
أتى صوت شخص اخر لهجة سودانية عامة: وين أوراقك ؟ انا: اوراقى مع ابراهيم وهو مسؤول كبير فى قلوج الصوت: عندك اي اتجاه سياسي؟ انا: نعم الحركة المستقلة الصوت: عندك اي نشاط سياسي؟ انا: كنت رئيس لاتحاد طلاب جامعة الجزيرة عند انقلاب الانقاذ على السلطة المنتخبة
تململت قيلا بسبب القيود والجروح التى سببتها الصوت: مالك بتتململ؟ انا: الربطة قوية وشادة على لحمى.
خرج أحدهم وطلب من احد الجنود ان يحل الحبل نهائيا من يدي ففعل. شعرت بارتياح كبير رفعت كم الجلابية وتحسست جروحى . رفع أحدهم كم جلابية وبدا ينظر فى الجروح فى اليد اليمين واليسار
كانا يجلسان خلفى...
الصوت: حنشيل القطعة دي من عيونك بس توعدنا انك ما تعاين للوراء انا: اوعدكم طبعا..
أزاح أحدهم قطعة القماش وركزت نظري على قش الراكوبة امامى
سالانى عن رحلتي للسويد والسودان واجبتهما بالتفاصيل الدقيقة...
تركانى على ان يعودا مرة اخري غداً لمواصلة الاستجواب ...
تم تقيدي وارجاعى لشجيرة السنمكة ... حضرا فى اليوم التالي وبدون حواجز. الأول شاب طويل نحيف من ابناء جبال النوبة دعنا نسميه عبدالله ابوحجل والثانى شاب من ابناء الدينكا له قامة رياضية ودعنا نسميه شول أكول
الاثنين كانا من الاستخبارات العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان ابوحجل: حتطلع معانا بس نحن فى انتظار احد الضباط للموافقة النهائية على أمر الإفراج ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
فى الطريق لرحلة مجهولة..
توقفت عربة لاندكروزر خلفى وانا مقيد امام شجيرة السنمكة. نزل منها قرماي وجلس على امشاطه امامى . تمعن فيى مليا وتحاشيت النظر اليه قرماي: تمشي معاي لإبراهيم تاخد جوازك والشنتة بتاعك، لكن اوعك توريهو الحسل ليك شنو!!! اوعا تقول ليهو قبدونى ودربونى. فاهم الكلام ده ولا ما فاهم؟ انا: حاضر. أمر قرماي احد الجنود بفك قيودي واعطانى محفظتى ودفتري والسفنجة. نزل ابوحجل من اللاندكروزر ووقف بجانب قرماي والذي ذكرنى مرة اخري بعدم التحدث امام ابراهيم بما حدث لى فى القاعدة العسكرية توجهنا نحو اللاندكروزر كان هناك ضابطا من الحركة الشعبية يجلس فى الكرسي الإمامى بجانب السائق الإريتري . سلم على باقتضاب وأمرنى بالركوب بجانب شول أكول . ركب ابوحجل بجانبي وأغلق الباب . توقفنا امام مدخل القاعدة ونزل ضابط الحركة الشعبية ودخل احدي المكاتب. بعد مدة قصيرة تحركنا خلف سيارة يقودها قرماي...
توقفت السياراتان امام مكتب ابراهيم فى وسط قلوج. امرنى قرماي بالنزول ووقفنا سويا امام ابراهيم. كانت حالتى تغني عن سؤال عن ما حدث لى لكن شيئا ما منع ابراهيم من السؤال لا ادري ماهو . كان لون الجلابية مثل تراب الارض وملطخة بالدماء هذا غير حالة الشحوب والمرض. ألقيت عليه التحية فرد رافعا راسه من الأوراق التى أمامه .
انا: شكرا جزيلا سافرت السودان ورجعت، ممكن تدينى الجواز والشنطة؟ فتح درج التربيزة، اخرج الجواز وسلمنى له انحنى قليلا تحت التربيزة وناولني الحقيبة أوما الي قرماي بالخروج وهو من خلفي بعد ان شكرت ابراهيم واستودعته أخذ ابوحجل حقيبتى ووضعها فى الخلف وتحرك اللاندكروزر فى اتجاه مدينة تسني عند خروجنا من قلوج مد الضابط يده دون ان ينظر الي وأمرنى بتسليمه الجواز أخرجت الجواز وسلمته له بدون كلمة واحدة قال لى: انت من الان تحت مسؤولية الحركة الشعبية لتحرير السودان ما خطر ببالي فى تلك اللحظة اننى خرجت من حفرة ووقعت فى حفرة تانية
توقف اللاندكروزر فى احدي اللاكوندات فى الجانب الجنوبي من مدينة تسني سالت الضابط ان يسمح لي بالاستحمام ففعل....
نزلت الأوساخ من جسمي كماء المطر عندما يختلط بالأرض وازدادت الجروح التهابا غيرت ملابسي ببنطلون جينز وقميص ومعطفا للبرد....
تحسست الكاميرا فوجدتها فى مكانها وجاتنى رغبة فى التخلص من الفيلم لكنى لم استطع..
تحركنا شرقا بعد العصر فى اتجاه مدينة كرن.
عندما وصلنا مدينه هيكوتة انحرفت السيارة يسارا واتجهت شمالا لمسافة عشرة كيلومترات تقريبا عند الغروب وصلنا لقاعدة عسكرية اخري.....
كانت القاعدة العسكرية هى معسكر الحركة الشعبية لتحرير السودان لواء السودان الجديد ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
فى مُعسكر لِواء السودان الجّديد..
توقفت السيارة بجانب قُطِية داخل المعسكر. إستقلبنى شابٌ من أبناء جنوب السودان من أبناء الدينكا دعنا نسميه اُوجستين ، قِمة فى الانضباط والأَدب . كان بجانبه شابٌ من أبناء الزاندي وشابان من ابناء شمال السودان. رحبوا بي جميعاً وحسيت بأنني بين أهلي وعشريتي. جلسنا حتى جزءً كبيراً من الليل نتحدث عن الأوضاع السياسية فى السودان وعن سياسة الحركة الشعبية لتحرير السودان وعن هدف وفكرة تأسيس لواء السودان الجديد. لم يسألوني عن ما حدث لى فى قُلُّوج ولم أهتم انا كذلك بِفتح هذا الموضوع فقد كان النقاش الدائر أكبرُ من موضوع وملابسات الاعتقال والتعذيب. أنهى اُوجستين ذلك النقاش بقرار عسكري بأن يَتْرُكُونى لأرتاح بعد رحلةٍ طويلةْ. كان اُوجستين يعني بالطبع بعد فترة إعتقال ليس بالقصيرة . وكان بالطبع أيضاً على إلمام كامل بكل ما حدث لى فى قُلُّوج فقد كان واحداً من الضباط المسؤولين عن الإستخبارات العسكرية فى لواء السودان الجديد...
دلّنِي اُوجستين على قُطِيةٍ تقع أمام محل سكنه مباشرة وهو يُضئ القُطِية بشُعاعٍ من بطارية يحملها فى يده. كانت القُطِية خالية من أي أثاث سوي عنقريب بسيط يتوسطها بدون لحاف. فتّحت الشنطة وأخرجت بطارية كنت أدخِرُها لهذه الظروف. خرجت لقضاء حاجتى فى "أدب خ انة" مزروبة بالقش والخيش لكنها كانت أفضلُ حالةٍ من معسكر الجيش الإريتري فقد كنت اقضي حاجتى فى العراء على بعد خطوات من شجيرة السنمّكة. نُمت بملابسي ومِعطَفِى فقد كان الليلُ بارداً ولم يكن هناك ما أتغطي به أو لِحافٍ أرقُد عليه ولكنه أيضاً كان افضل من إِلتِحافِ الارضْ...
صحوتُ على صِياح أحد الدُيُوك أتمعنُ فى الظلام فى إنتظار شُعاع شمسِ الصّباح. عَبَثتْ يدي فى الكاميرا وأخرجتُ الفيلم. عند أول شعاع للشمس كُنتُ أمسك الفيلمَ بين يديّ الإثنتين لتدمير مُحتواه. وضعتُ الفيلمَ راجعاً فى الحقيبة وشعرتُ بإرتياح كبير رغم أن موضوع الفيلم لم يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لى بعد الخروج من حُفرة الإِرِيتْرِيّين. فتحت محفظة نقودي لأكتشف أن قِرماي أخذ نصف الدولارات ليتبقآ لى مئتي دولار فقط. غمغمت فى نفسي: القروش ما مشكلة وزي ما قالوا أهلنا الجاتك فى مالك سامحتك. الحصل فى قلوج قرب يشيل روحك...
سمعت صوت أحد الأشخاص فى الخارج يستأذن فى الدخول فى هذا الصباح. عرّفنِى بنفسِه بأنه طبيب المعسكر وأنه يُريد معالجة وتطهير جُرُوحِى. ساعدَنِى فى تنظيف الجروح بقطعٍ من القُطن واليُّود ثم ضمّدَها بِالشّاش. أعطانى مضاداً حيوياً وبعض الحُبوب المُسكِّنة ووعدنى بالمُراجعة بعد يومين...
كان المعسكر عبارة عن مجموعة من القطاطِي والرواكِيب المُتفرقة. شربنا شاي الصباح فى قُطية اُوجستين. سألتُه عن المِساحة المسمُوحة لى بالتحرك داخل. أجابني بأننى لست مُعتقلا وأستطيع التحرك حيثما أشاء داخل المعسكر..
جلستُ تحت شجرة سُنط كبيرة أمام القُطية وأنا أراقب حركة الصباح فى المعسكر. مجموعة من الجنود تُطوف المُعسكر في رياضةٍ صباحية وهى تُردد مقاطع الحماسة الجندية الغنائية لرفع الروح المعنوية. بعض النساء يحّمِلنَّ صفائح من الماء على رؤوسِهنّ ، مجموعة من الأطفال يبحثون عن الدفء فى شمس الصباح وراعي خلف بعض الأغنام فى طريقة للغابة التى تَحِدُّ الجِهة الشمالية من المُعسكر. من الجهة الغربية بعض التلال الجبلية وكأنها تقف حاجزا واقياً من اي هجوم من ناحية السودان رغم بعد المسافة بمئات الكيلومترات...
تَجمعَ العديد من أبناء الوطن للترحيب بي وللتعرف على الضيف الجديد. كان من بينهم إبنُ العباسية - أم درمان، خريج كلية القانون، الاستاذ خالد جادين والذي اصبح لاحقا رئيسيا او عضو للجنة القانونية البرلمانية بعد اتفاقية السلام الشامل. تحدثنا عن القانون وعن الحقوق وعن الوجبات وعن احلام بناء سودان جديد تسود فيه العدالة والسلام. وكان الرجل يُطبّقُ ما يقول. فبعد مضي ثلاثة أيام تابعته وهو يرأس محكمة على بعد خطوط من شجرة السُنط. كان المتهمين فيها مجموعة من السودانيين من أبناء الشمال لا اعلم بملابسات إعتقالهم. لكن كان تعامُل الحركة معهم أفضلُ بِكثير من تعامل الجيشي الإريتري معى. كان سجن الحركة عبارة عن حفرة ضخمة مزوربة بأشواك السُنط ولم يكن السجناء مُقيدين او مُكبلين. رأيت فرحتهم بعد ان تم الإفراج عنهم وهم يغادروا المعسكر بعد المحكمة.
حدثونى عن بسالة أصدقاء الطفولة والدراسة والحى والذين إنضموا للحركة فى وقت مبكر وعن مقدراتِهم العسكرية فى أرض المعارك. أؤلئك كانوا العقيد الاخ الزميل ياسر جعفر وحافظ الشريف. قضيت الساعات الطوال مع الاخ عبد الباقى مُختار فى حوارات مطولة حول التغيير ووسائل التغيير فى السودان..
رحب بي القائد عبد العزيزآدم الحِلُو القائد العام للواء السودان الجديد ودارات بيننا حوارات وحوارات حول الثقافة والهوية السودانية. كان مشغولا بتسيير شؤون المعسكر وإدارة الصراع مع عصابة الانقاذ فى شرق السودان...
كانت حصيلة ذلك النقاش هى دعوةٌ لي للانضمام للحركة الشعبية.. وهو ما قاله لى القائد الثانى للواء السودان الجديد وهو رجل شِهد له الجميع بالكفاءة عندما كان ضابطاً فى صُفوف الجيش السودانى، للاسف لا اذكر اسمه الان. طلبت مِنه أن يَسمحَ لى بالمغادرة ولكنه ضِحك قائلا :
سيف إِتا بِقابل زوول كبير...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
لِرُوح الشهيد الدكتور جون قرنق دي مابيور...
"لقد كُنتْ صادقاً ووفياً للشعب السوداني شماله وجنوبه وأنت تتنقل بين الوديان والغابات والجبال من أجل سودان جديد. لقد فُجِعنا برحليك وبكينا بصمت لنتجرع بعد موتك مرارة الإنفصال والتشرذم. لقد كُنتْ قائداً فزاً وأحد قادة الحرية فى السودان على درب على عبداللطيف وعبد الفضيل الماظ الذين ماتوا وهم يحلمون بسودانى حر معافي. أسفى على السودان وعلى جنوب السودان بعد رحيلك، وأسفى على السودان تحت فساد الإنقاذ. أرقد في قبرك بكل طمأنينة فقد نال شعب جنوب السودان حريته لكن يتواصل كِفاحُنا لنيل حريتنا"
مررت الأيام كما مرت فى المعسكر. وفي كل صباح يوم جديد كُنتُ أنتظِرُ قراراً بالسماح لِى بِمغادرة المُعسكر. لم أكُنْ أُمانع فى الإنخراط نهائياً فى الكفاح المسلح فى لواء السودان الجديد لكننى لم أُفضِلْ الإنضِمام للحركة الشعبية فى تلك الظروف ولم يكن فى نية الحركة إرغامِى على ذلك رغم المُحاولات.
فى أحد الأيام بدأ الجنود فى بناء مسكن فى وسط المعسكر تواصل العملُ فيه لمدة ثلاثة ايام مُتتالِية. وتم تكثيف التمارين العسكرية من رماية وقوة تحمل وطابور عسكري.شيئاً ما كان يتم الإعدادُ له لكنى لم أدري ماهو. لكن دعوة من القائد عبد العزيز آدم الحِلُو فى أحد الأمسيات أزالت كل الغموض. فقد دعانى لحضور تخريج الدفعة الأولي من قوات لواء السودان الجديد والذي سوف يشرفه القائد الأعلى لجيش الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق. فى المساء دب نشاط وحِراك كبير فى المعسكر بوصول القائد العام.
عند السابعة صباح اليوم التالي بدأت مراسم التخريج.. جلس جون قرن فى منتصف الصف الاول وعلى يمينه بعد القادة العسكريين وممثلين عن الجيش الإريتري. جلستُ فى منتصف الصف الثانى لمتابعة مراسيم التخريج...
قاد عبدالعزيز الحلو طابور العرض العسكري ثم دعا القائد العام لفحص الطابور والجنود. من مكاني تفحصتَ فى وُجوههم واحداً واحداً. كانت وجُوههم وسحناتهم لوحة مُصغّرة من جَميع أقليم السودان. قدم الطابور عروض عسكرية قوية ورائعة أبدع فيها شول أكول بعروضٍ عسكرية فى رياضة الدفاع عن النفس. تلاها كلمة لممثل الجيش الإريتري والذي أعلن دعمه الغير محدود لإسقاط نظام البشير وفتح الاراضي العسكرية لكافة تنظيمات المعارضة السودانية...
تلتها كلمة القائد العام الدكتور جون قرنق والذي أشعل الحماس فى الجميع بكلمات قوية تابعتها دون كللِ أو مللْ، فقد كان الرجل يعني ويِعي ما يقُول كالعادة. تحدث بلغة مبسطة دون تكلُف..
قضينا باقى اليوم فى احتفالات وتجمعات متفرقة.. عند المساء حضر عبدالعزيز الحلو وطلب منى ان أتبعه لمقابلة الدكتور قرنق. سِرنا فى الظلام على ضوء بطارية فى إتجاه مسكن الدكتور قرنق. دلنى على غرفة ينبعث منها ضوء فانوس خافت...
كان القائد قرنق يجلس خلف تربيزة فى وسط الغرفة وهو فى حالة تأمل وتفكيرٍ عميق.لم يكن على التربيزة سوي راديو صغير يرقد بزاوية حادة فى اتجاه أيريل يلتقط ذبذبات إذاعة لندن وكرسي أمام التربيزة. إنتبه لوجودي ووقف مُحيّيا بإبتسامة جون قرنق المعهُودة:
- كيف الحال يا سيف أتفضل!! - كيف أحوالك يا دكتور وشكراً على هذه المقابلة والفرصة الجميلة وشكرا لكل ما قدمته الحركة الشعبية خلال تواجدي بالمعسكر..(إبتسامة عريضة وفرحة غامرة..) - عِرفتا إنك مريت بتجربة صعبة مع الجيش الإريتري، لكن هذا هو واقع السودان. إحنا بنستقبل كل يوم شباب هارب من جحيم الانقاذ وهدفنا زي ما أنت عارف هو إقامة سودان جديد تنعم فيه الناس بالحرية والسلام.. - بالفعل يا دكتور وده الوضع الواحد شاهده وسمع بيهو فى السودان خلال زيارتى الاخيرة دي..
- عِرفنا عن خلفيتك السياسية وإنتمائك السياسي ودي فرصة طيبة إنو نوريكم جهود الحركة الشعبية لإسقاط النظام. لواء السودان الجديد هو الوعاء الذي يشمل كل ابناء السودان لبناء السودان الجديد. الجبهة القومية الاسلامية شكل من أشكال السودان القديم، حزب الامة شكل من أشكال السودان القديم، الحزب الاتحادي الديمقراطي شكل من أشكال السودان القديم، حتي أنِحنا فى الحركة الشعبية شكل من أشكال هذا السودان القديم. علينا إسقاط هذه الأشكال كلها إن كُنا نريد سودان حر وديمقراطى. لذلك أنشأنا مفهوم السودان الجديد ولواء السودان الجديد ما هو الإ أداة من أدوات العمل السياسي لبناء هذا السودان. نحن نعمل وننسق مع جميع قوي التحالف ولدينا تحالف استراتيجى مع قوات التحالف السودانية بقيادة الاخ عبد العزيز خالد..
تحدثنا عن قضايا العمل المعارض وعن الاتفاقيات السابقة وأسباب فشلها وامتدت جلستِنا حوالي ساعة ونصف تقريبا فى هدوء ذلك الليل. - أنا مسافر بكره لأسمرة لكن للاسف مافى مكان فى العربية، لو كان فى كنت سافرت معانا. لكن أنا كلمتهم يرجعوا ليك جوازك ويدوك تصريح من الإريتريين عشان مافى زول يسألك تانى. لما تجى أسمرا ممكن تقابل ياسر عرمان وتواصلوا الحديث انا ما بكون موجود..
ودعت القائد جون قرنق وخرجت. وتملكني شعور وإحساس غريب . احساس مسح من تفكيري كل المعاناة التى عشتها فى قلوج والجيش الإريتري. هذا الإحساس هو الذي منعني من الحديث عن هذه التجربة كل هذا الوقت. من اكون امام كل تضحيات هذا الشعب السودانى؟؟ عند الصباح أهديت الكاميرا لإستخبارات العسكرية، استلمت جوازي وذهبت بصحبة أحد الجنود الى مدينة هيكوتة. فى أحد مكاتب الأمن الإريتري تم تسليمى ورقة صغيرة من دفتر كراس مكتوبةٌ باليد بالغة التقرينجة ومختومة بختم حكومى: لو وقفك أي زول فى الطريق وريهو الورقة دي!!
قضيت ليلتى فى مدينة بارنتو فى أحد اللكوندات البلدية فى عنقريب بدون لِحاف متوسداً حقيبتى التى أصبحت فارغة تماماً سوي جلابية ملطخة بالدماء والتراب. وزعت ما أملُك من ملابس وأموال واحتفظت بمائة دولار فقط لمواصلة الرحلة... فى الصباح تحرك البص فى إتجاه أسمرا...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
ماذا أقول أخي سعد ، كم نحن صغار أمام معاناتكم !! شكراً ، شكراً ، الشكر جزيله لك ........ الوالدة والوالد ، هل أطلعتهم على معاناتك؟؟ كم من أب وأم عانوا مماسببه أبناء الأراذل هؤلاء!! معاناتكم وآلام ملايين الآباء والأمهات زاد لشعبنا في سعيه الحثيث لغد مشرق سعيد ، وقناديل يستضيئ ويستهدي بها شعبنا النبيل إيماناً جديداً بالفداء وإيمانا جديداً بالوطن وبفجره الجديد القادم لامحالة . هذا هو اليوم الثالث لانتخاباتهم البائسة ، وسوف يمددونها ليوم رابع ، ولكن هيهات فقد قال شعبنا كلمته ، وسيقول المزيد والمزيد لهم فبصرهم اليوم حديد.... وسيرون الأشحار تتحرك نحوهم فأين المفر!!!!؟؟ سيقرأ أطفالنا ما كتبت ، وسيستقر في وعيهم .. ولن يسمحوا بتكراره. لك ولكل المتداخلين...
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: الوالدة والوالد ، هل أطلعتهم على معاناتك؟؟ كم من أب وأم عانوا مماسببه أبناء الأراذل هؤلاء!! معاناتكم وآلام ملايين الآباء والأمهات زاد لشعبنا في سعيه الحثيث لغد مشرق سعيد ، وقناديل يستضيئ ويستهدي بها شعبنا النبيل إيماناً جديداً بالفداء وإيمانا جديداً بالوطن وبفجره الجديد القادم لامحالة . هذا هو اليوم الثالث لانتخاباتهم البائسة ، وسوف يمددونها ليوم رابع ، ولكن هيهات فقد قال شعبنا كلمته ، وسيقول المزيد والمزيد لهم فبصرهم اليوم حديد.... وسيرون الأشحار تتحرك نحوهم فأين المفر!!!!؟؟ سيقرأ أطفالنا ما كتبت ، وسيستقر في وعيهم .. ولن يسمحوا بتكراره. لك ولكل المتداخلين... تحياتي |
مرحب بالدرديري ساتى..
لم يعرفوا الوالد والوالدة تفاصيل ما حدث إلا في سنة ١٩٩٩.
أنظر لمعاناة والدي ساندرا فاروق كدودة ولمعاناة الذين أهل الذي ماتوا في الحرب والذين يقبعون الان في السجون.!!! أنظر لمعاناة أهل الطلاب الذين لا تقدم لهم الإنقاذ شيئا..!!! أنظر لمعاناة أهل الذين خرجوا يهيمون علي وجوههم في الصحاري أو ماتوا غرقا في البحار..!!!!
معاناتنا صعبة شديد يا الدرديري ولابد أن نضع لها حدا بإسقاط هذا النظام الفاسد ومحاسبته علي جرائمه..
وحتما سينتصر هذا الشعب الصابر
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
مُقابلة إبراهيم فى أسمرا...
وصلت أسمرا فى المساء. فى الصباح توجهت لمكتب الخطوط الألمانية .تم تَغيِّر الحجز على أول سفيرة بعد ثلاثة ايام. دفعت كلما أملُك وهى مائة دولار لرسوم تغيير الحجز.. إضطريت للسكن فى بيت المستشار الإريتري والذي استضافنى بكل رحب.. قابلت ياسر عرمان فى إحدي الفنادق وتحدثنا حول الأوضاع فى السودان وإريتريا وجهود جمع الصف المعارض.. حكيت للسيد المستشار الإريتري كل ما حدث لى فى القاعدة العسكرية بقلوج. كل ما حدث وبالتفاصيل المُملة. كان مستغرباً ومندهشاً جِداً مما حدث. قبل سفري بيوم أخبرنى بدعوة عشاء فى منزل أحد الرأسمالية الإريترية وهو السيد حسن كِيكِيّة والذي يقُبعُ الآن فى سجون النظام الإريتري رغم دعمُه غير المحدود لنظام إسياس أفورقى فى ذلك الوقت. أخبرنى السيد المستشار انه أعد لى مُفاجأة عقب دعوة العشاء هذه.
كانت وجبة عشاء فاخرة جدا فى منزل فاخر لعشرة أشخاص من كبار ساسة وتجار إريتريا.
إنتظرت فى صبر للمفاجأة التى وعدنى بها المستشار.والتى لم تكن المفاجأة فى بيت حسن كيكية. فقد استودعناه وشكرناه وخرجنا... سالت المستشار ماهى المفاجأة التى وعدتنى بها؟ أجابني أصبر!! أتى يوم السفر الى استوكهولم فقد كان عليى الحضور للمطار عند العاشرة مساء لمغادرة أسمرا عند الواحدة صباحا طلب المستشار منى الحضور لمكتبه بعد نهاية ساعات دوام العمل. قضيت الساعات المتبقية من الزمن بالتجول فى شوارع المدينة. التقينا بعد انتهاء ساعات الدوام وتوجهنا لاحد المقاهي. كانت المفاجأة وجود إبراهيم ومعه احد الأشخاص. طلب مني المستشار أن أحكي لإبراهيم ما حدث فى قلوج. حكيت لإبراهيم ما حدث وأطلعته على اثار الحبال والضرب فى جسدي. كان أيضا مستغرباً ومندهشاً وهو يضرب يد بيد ويسأل الحولَ والقُوة من اللهِ العلّى العظيم. - بالله قِرماي عمل فيك ده كله؟ ؟؟!!! أنا قِرماي وصيتو عليك وقلتا ليهو فى شاب سودانى حيجي من السودان أوراقو معاي، كيف يقبضك ويعمل فيك كده؟؟؟؟!!! - ده كل الحصل! - طيب ليه ما كلمتنى بالحصل لمن جيت تشيل جوازك وشنطتك؟؟؟!! - قرماي هددني وقال لي ما أكلمك بالحصل، بعدين زي ما كنت شايف هو كان واقف فوق راسي.. - أنا لما شفتك معاهو قلتْ أكيد تكونوا إتعارفتو على بعض، بعدين كنت مشغول لمن لقيت الورق والشغل مردوم لمن جيت من إجازتي من السودان..!!! - على العموم ده الحصل، بس عندي طلب واحد تنقله لقِرماي ده. قول ليهو فى كمية من الناس الهاربة من جحيم الانقاذ فى السودان وما كل الناس جواسيس. من الواضح كتل ناس كتار بدون ذنب زي ما هددني وقال لي "أنا ممكن اكتلك زي ما كتلنا ناس كُتار وأجدعك تحت الجبل ده تاكلكْ الحيوانات زوول يجيب خبرك مافي". أنا والحمد لله اتخارجتا بس خوفي على الناس الما قدرت تدافع عن نفسها.
شكرت إبراهيم والمستشار على كل ما قدموه مثلما شكرت شول أكول وعبدالله ابوحجل من الحركة الشعبية.
عند منتصف الليل كنت واقف امام موظف الجوازات فى مطار أسمرا.
وضعت قُصاصة الورقة التى كتبها الأمن الإريتري عند خروجى من هيكوتة فى منتصف الجواز ومددته للموظف. قراء ما مكتوب علي القُصاصة وتنقل ببصره بين الجواز، ونفسي والقُصاصة عدة مرات قبل ان يختم عليه بختم المغادرة.....
عندما وقع بصري علي مدرج الهبوط والإقلاع وأنا داخل طائرة الخطوط الألمانية وهي تستعد للإقلاع من مطار أسمرا تذكرت نعمة الله علي غمضت عيني وحاولت نسيان كل محدث..
كان ذلك كل ما حدث.....
(إنتهت –لكن توجد خاتمة قصيرة)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الأخ سيف اليزل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تابعت بكل اهتمام تجربتك القاسية في الدخول إلى السودان والخروج منه وسوء الحكومات يقاس بمدى صعوبة الأشياء العادية فأسهل الممارسات مثل مغادرة المواطن وطنه أو الرجوع إليه تصبح في ظل هذه الدكتاتوريات مغامرة تحفها المخاطر من كل جانب
التحية لك ولكل الذين عانوا لا بسبب سوى وقوفهم في وجه الظلم ورفضهم الانصياع لحكم الطغاة
والتحية للمواطن معاوية على تحفيزه لك للكتابة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: أبوبكر عباس)
|
Quote: وسوء الحكومات يقاس بمدى صعوبة الأشياء العادية فأسهل الممارسات مثل مغادرة المواطن وطنه أو الرجوع إليه |
الأخ جعفر محي الدين.. حقيقة لم يقابلنى أسوأ من تعامل حكومة السودان مع مواطنيها ومع الإجانب..
تأشيرة خروج وتسجيل إجانب وجاهز فحص بعد الجوازات ورسوم مغادرة..
شوف بالله البحصل للناس في الخليج في تجديد جواز بس...
لكن هذا الوضع لابد إن يتغيير للأفضل..
لك خالص التحايا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: سلام يا سيف، واضح انو هدف عودتك للسودان كان مقابلة أسرتك الصغيرة، ليش ما فكرت كان تلاقيهم بمصر أو سوريا أو مكة؟ |
مرحب يا أبوبكر
خيار مصر كان موجود لكن كان بكون محدود علي الوالدين وواحد من أشقائي. ربما كان يكون الخيار الأفضل لتجنب تلك المخاطر لكن كانت له أيضاً صعوبات أسرية ولوجستية ومالية.
تحياتى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
سيف...يا زول والله حمدالله على سلامتك..إنتا إنكتب ليك عمر جديد بعد مهمتك الإنتحارية دي..عادي جداً كان ممكن تلحق علي في الخور داك أنا ما عارف ليه ما فكرت تتدخل عن طريق وادي حلفا في مصر؟؟ أكيد بتكون أأمن و أسهل من منطقة عمليات و نشاط أمني...وللا إنشالله تشاد عبر دارفور -------------- غايتو كان تقول لي المستشار يجيب ليك قرماي تاخد حقك منو :)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: زياد جعفر عبدالله)
|
حمداً لله على سلامتك .. كله يهون من أجل لحظة الواحد يقضيها بين الوالدة والوالد والأسرة والأحباب طالما الظروف أصبحت أقوي من طاقة البشر وبقت تفرق اكتر مما تجمع. أجمل ما فى الرحلة دي رغم صعوبتها وبلاوي قرماي عندها نكهة خاصة وكيف تكون التضحية من أجل من أحببناهم وخاصةً لما الموضوع يكون متعلق بالوالدة والوالد.. حفظهم الله من كل مكروه. حقيقةً قضينا وقت ممتع وأنت تسرد ما حصل فى هذه الرحلة بالرغم من مرارة ما فيها. اسأل الله أن يجمعك بهم مرات ومرات فى ظروف أفضل من الذي عشته ويعيشه الكثير من السودانيين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سفيان بشير نابرى)
|
Quote: ممكن تلحق علي في الخور داك أنا ما عارف ليه ما فكرت تتدخل عن طريق وادي حلفا في مصر؟؟ أكيد بتكون أأمن و أسهل من منطقة عمليات و نشاط أمني...وللا إنشالله تشاد عبر دارفور |
سلام يا زياد... حقيقة معلوماتي الجفرافية عن شمال السودان ضعيفة مقارنة بالشرق...والنقطة التانية تركزت خطتى علي عبور الحدود بدون اوراق ثبوتية...انا افتكر إنو الدخول من الشرق اقل خطورة بسبب التداخل وكثرة المدن او القري الحدودية باﻹضافة لإعتدال درجات الحرارة... اسف للتأخير والانقطاع عن البوست ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: حقيقةً قضينا وقت ممتع وأنت تسرد ما حصل فى هذه الرحلة بالرغم من مرارة ما فيها. اسأل الله أن يجمعك بهم مرات ومرات فى ظروف أفضل من الذي عشته ويعيشه الكثير من السودانيين. |
أخي ميرغنى تيتاوي... أشعر بالسعادة أن وجدتم في هذا القصة وهذا السرد متعة ولحظات في التفكر والتأمل فيما حدث...أحيانا أشعر بالذنب من نشر هذه السطور لانها قد تؤدي لتجارب مماثلة قد تكون عواقبها وخيمة... حاليا اشعر بقلق شديد حيال ما حدث اول الامس من غرق لا كثر من 700 لاجيئ في البحر الأبيض المتوسط.. هل وجودنا في اوروبا يشجع غيرنا للهجرة؟ وهل تسوي الهجرة لاوروبا كل تلك المغامرات؟
الوالد والوالدة موجودين معاي في السويد منذ حوالي ثمانى سنوات.. لكنهم بالطبع يفتقدون السودان رغم كل المرارت..
لك اجمل التحايا يا تيتاوي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
سيف اليزل
آمل ان تراجع هذا النص :Quote: أخرج قِرماي مسدسه وضغط بحذائه على خدٍّي الأيمنَ على الأرض ثم إنحنى ليضغطَ فوهة المسدسِ على صِدغِى.. شَعرتُ وكأن عظام رأسي سوف تتشقق من ضغط فوهة المسدس... لم أدري هل سأموت بنزيف داخلى أم طلقةً من مسدسه...صرخت لالالاااااااااااا..... |
حينما قلت (لالا لا اااااااااااااا) هذا فيه زخم ما ويعكس وضعية أجزم لا يحبذها الكثيرين .. لأني أعلم بأن النموذج السوداني (الحق) كان سيقول لهذا القرماي (النجس)(أضرب دانة التشيلك يا وهم).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: Aziz Shidoo سيف اليزل سعد .... علي الشاعر .... يوسف صوصل .... حافظ الشيخ...... كمال حمد..... وغيرهم كثر .... كانوا قيادات بجامعة الجزيرة .. مؤتمر الطلاب المستقلين .. ويشهد لهم حقبة التسعينات والثمانينات... بالمواجهة والتصدي والصمود..... كانوا فعلا كلهم حماس وطاقة ايجابية ..... فعلا يحملون هم الوطن وانا اشهد ....... كنت اسلل نفسي اين هم ؟ لكم التحية والتقدير den 16 april klockan 10:55 |
عزيز شدو تتصاغر هامتى إمام من ذكرتهم وغيرهم ممن تطول القائمة إذا حاولت حصرهم..
لكن إسمح بأن أذكر شخصين فقط وعبرك أرسل لهم التحية وهم في سجون الإنقاذ..
عادل بخيت والذي تم إعتقاله في ١٦ إبريل
والدكتور جلال مصطفي والذي إعتقل يوم ٢٠ إبريل...
لكل أجمل التحايا...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: وائل حمزه الزبير)
|
Quote: لأني أعلم بأن النموذج السوداني (الحق) كان سيقول لهذا القرماي (النجس)(أضرب دانة التشيلك يا وهم). |
الأخ وائل
نعم السوداني (المتوهم) سيقول ما ذكرت
لكن السوداني الإنسان الذي يجري ما يجري عليه كل ما يعتري الإنسان من خوف وشجاعة وألم وصبر، سيقول ما حدث له بكل صدق.
لأن الصدق هو ديدن الإنسان النظيف الدواخل الذي لا يصنع بطولات من الكذب.
أول يوم لي في تلك المعسكرات شعرت بالخوف الشديد، وبعدها اصبح الموضوع عادي.
رأيت الكثير من الشجعان من مجندي الدفاع الشعبي الأسرى لدينا في ذلك الوقت ورأيت الكثير ممن كانوا مرعوبين وخايفين ومستعدين لعمل أي شيء لإطلاق سراحهم.
أقول هذا من الواقع، ورأيت أيضاً بين منقاتلي المعارضة من يخاف، ورأيت من لا يهاب الموت
هذه تجارب عشتها: ليس هناك شجاعة مطلقة ولا جبن مطلق بل هي غرائز انسانية تظهر كلها حسب الموقف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: الصادق اسماعيل)
|
Quote: حينما قلت (لالا لا اااااااااااااا) هذا فيه زخم ما ويعكس وضعية أجزم لا يحبذها الكثيرين .. لأني أعلم بأن النموذج السوداني (الحق) كان سيقول لهذا القرماي (النجس)(أضرب دانة التشيلك يا وهم). |
وائل لو كان عملت بنصيحتك دي كان كنت أكون زول غبي وده لا ينقص من سودانيتى مثقال ذرة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: سيف اليزل لم ترد علي .. وآمل ألا يكون هناك حساسية فمداخلتي هي لكي نضع الاعتبار لبطل القصة.. وحتى يبتعد عن النقائص. ------------------------------------------------------
|
وائل ياخي أنا آسف علي تأخير الرد لكنه كان مقصود لأسباب كثيرة: أولا كنت داير السادة القراء أن يطلعوا علي مداخلتك من غير معافرة مع رجفة البورد. تانيا حبيت ارد علي المداخلات حسب ترتيبها وفي مداخلة ظريفة من أم محمد في الفيسبوك ما عارف زاتو ارد عليها كيف ومتين (نرجو السماح يا أم محمد) ثالثا المزاج كان معكر شوية وما داير ارد عليك وأنا مزاجي معكر. رابعا دايرك تزور البوست مرة ثانية خامسا: الشرك بتاعي قبض والصادق إسماعيل زار البوست فهو من كتابي المفضلين. عشان كده أخرت الرد شوية سادسا: حاولت ارسل ليك رسالة في المسينجر أطمئنك فيها إنى سأرد عليك لكنها أبت تمش، رسلتها ليك في الموبايل ما عرف وصلتك ولا لا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الأخ سيف اليزل
تحياتي وبالفعل رسالتك عبر الهاتف وصلت .. ويبدو بأنني رددت على رسالتك متأخراً .. لكن لا إشكال في هذا .. وإنما الإشكال في حديث الصادق اسماعيل الذي ذهب بعيداً وذهب ينا بعيداً.. ما أريد قوله هو ان الشجاعة مطلب ويتطلب أن تظهر .. بمعنى أني حينما تحدثت مع سيف اليزل كنت أريد منه أن يظهر هذا الشيء (الشجاعة).. لأن الناظر لضيوف سيف اليزل حينما اظهروا عكس ما كتب في الجزء المقتطع (جزء البيبيا)وحينما ذكر أحد الضيوف من الفيس بوك التالي : Quote: Aziz Shidoo · College of Alameda
سيف اليزل سعد .... علي الشاعر .... يوسف صوصل .... حافظ الشيخ...... كمال حمد..... وغيرهم كثر .... كانوا قيادات بجامعة الجزيرة .. مؤتمر الطلاب المستقلين .. ويشهد لهم حقبة التسعينات والثمانينات... بالمواجهة والتصدي والصمود..... كانوا فعلا كلهم حماس وطاقة ايجابية ..... فعلا يحملون هم الوطن وانا اشهد ....... |
نجد بأن ذلك يسبب الصدمة .. فقد يحدثون انفسهم أولئك المعجبون والمنبهرون بعطاء سيف اليزل سعد قائلين ( أمعقولٌ أن (يبيبي) ذلك البطل.. لا نكاد نصدق ما نقرأ).. فمن تعود على الصمود سيصمد وإن كان تحت البوت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: كان على مضرجا بالدماء، نصفه على الارض وظهره على ضفة الخور لماذا تم اغتيال على بهذه الطريقة وماهو الذنب الذي ارتكبه حتى يعدم بكل برود؟
|
سيف.. كل محاولات التعليق على الاحداث من جانبنا باءت بالفشل عندك موهبة عجيبة في ادب السيرة .. شكرا لاشراكك لنا عارف لو انا مكانك .. ادفع عمري (كشاهد عيان) على المجرم قرماي لينال جزاءه وحتى ان مات ... لكي لا يضيع دم علي (الزكي) هدراً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: ما أريد قوله هو ان الشجاعة مطلب ويتطلب أن تظهر .. بمعنى أني حينما تحدثت مع سيف اليزل كنت أريد منه أن يظهر هذا الشيء (الشجاعة).. لأن الناظر لضيوف سيف اليزل حينما اظهروا عكس ما كتب في الجزء المقتطع (جزء البيبيا)وحينما ذكر أحد الضيوف من الفيس بوك التالي : Quote: Aziz Shidoo · College of Alameda
سيف اليزل سعد .... علي الشاعر .... يوسف صوصل .... حافظ الشيخ...... كمال حمد..... وغيرهم كثر .... كانوا قيادات بجامعة الجزيرة .. مؤتمر الطلاب المستقلين .. ويشهد لهم حقبة التسعينات والثمانينات... بالمواجهة والتصدي والصمود..... كانوا فعلا كلهم حماس وطاقة ايجابية ..... فعلا يحملون هم الوطن وانا اشهد .......
نجد بأن ذلك يسبب الصدمة .. فقد يحدثون انفسهم أولئك المعجبون والمنبهرون بعطاء سيف اليزل سعد قائلين ( أمعقولٌ أن (يبيبي) ذلك البطل.. لا نكاد نصدق ما نقرأ).. فمن تعود على الصمود سيصمد وإن كان تحت البوت. |
الأخ وائل عزيز شدو الكتب المداخلة في الفيسبوك كتبها من سابق معرفة بسيف اليزل وزملائه.. ما كتبها بالفهم بتاعك أنت..
فأنت أفهم الداير تفهموا....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
Quote: الأخ وائل عزيز شدو الكتب المداخلة في الفيسبوك كتبها من سابق معرفة بسيف اليزل وزملائه.. ما كتبها بالفهم بتاعك أنت..
فأنت أفهم الداير تفهموا.... |
الأخ سيف اليزل
يبدوا بأنك ستذهب بعيداً كما ذهب الصادق اسماعيل .. ما تحدثت عنه واضح جداً أخي سعد .. فأنا لم أحبذ ان تذكر هذه المنقصة وأنت بطل هذه القصة .. فزملائك ومنهم(عزيز شدوا) حينما تحدث عن مناقبك وشجاعتك فهو بذلك رسم صورة لك توضح جلدك وصبرك ومصابرتك.. لكن ما ذكرته (من كواريك وبيبي) من وقع بوت قرماي أشان وهز وقلل من شأن سير القصة وبطولتك فيها.. وكان الأولى بك تعديل تلك الجزئية أو ازالتها ،وهذه وجهة نظر آمل ان تتقبلها بكل اريحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: الأخ سيف اليزل
يبدوا بأنك ستذهب بعيداً كما ذهب الصادق اسماعيل .. ما تحدثت عنه واضح جداً أخي سعد .. فأنا لم أحبذ ان تذكر هذه المنقصة وأنت بطل هذه القصة |
الأخ وائل سلام الحقيقة هي أنك من ذهب بعيداً حين اعتبرت أن "الصراخ" أو البكاء أو الجزع من التعذيب هو منقصة ما وهذا مفهوم خاطيء وشائع للشجاعة، والشجاعة هي الصدق والصدق فقط مع نفسك ومع الآخر. وأراك تطلب منه إزالة أو تعديل تلك الجزئية لتحتفي به كبطل، وكان الأولى الإحتفاء بهذا الصدق النادر وهذا ما عنيته بمداخلتي حينما تكلمت عن خوفي وخوف آخرين وشجاعة آخرينن لأن الخوف والجزع والشجاعة والصمود كلها أمور عادية عند الإنسان، وأنا يعجبني في السيرة الإسلامية عمار بن ياسر وأحبه منذ أن حكى لنا الأستاذ قصته هو وبلال، وتعاطفت معه أكثر من بلال لأنه عُذَّب حتى ذكر الرسول بسوء (وروي أن عمّار جاء بعد أن أفرجت عنه قريش إلى النبي فسأله: ما وراءك؟. قال عمّار: شرّ يا رسول الله، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فقال: كيف تجد قلبك؟ قال عمّار: مطمئناً بالإيمان. قال النبي: فإن عادوا فعد.)
فالقصة هي وقائع لا يمكن تغييرها لتناسب مزاجات القارئ هذا يحدث في الروايات، ولكن الواقع يقول أن الإنسان هو إنسان في النهاية تعتريه كل تلك المشاعر بتناقضها وتختلف درجة تحمل شخص عن الآخر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
الصادق اسماعيل تحياتي .. بالفعل إنه لأمر عظيم أن نقتبس من سيرة رسول الله وصحابة رسول الله .. وقد اعجبني استشهادك بعمار بن ياسر الذي شهد له الحبيب المصطفى بالجنة حينما قال في ما معنى حديثه " صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة" .. أخي الصادق من اقتباسك عن عمار بن ياسر لم نسمع بأنه قال " واي .. واي" أو " بيبي" رضي الله عنه .. ايضاً وأنت تقتبس لما لم تذكر بلال بن رباح الذي كان يقول وهو يعذب " أحدٌ أحد" رضي الله عنه وأرضاه .. مرة أخرى أخي الصادق أنت الآن تريد ان تؤكد بانك تذهب بعيداً .. والبعد الذي أعنيه هو تسليطك الضوء بحديثك هذا على مفهوم أن الاخ سيف اليزل سعد قد جبُنَ ..فكيف يستقيم هذا .. الرجل من اسمه (سيف اليزل) يؤكد القاريء لقصته بأنه أسد لاحظ من الاسم فقط فما بالك بالرسم (رسمه) .. نصيحتي لا تبتعد والأمر بسيط.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
قال سيف النصر :Quote: وائل حمزة غايتو نشوفك في اليوم يختو ليك مسدس في راسك و تسمع صوت الزناد بتسوي شنو ما تقول كمان الزمن ده اي موبايل من ابو خمسة ريال فيهو كاميرا. |
سيف النصر
حقيقة اسمك (سيف) ايضاً .. واندفاعك هذا ينم عن انك قد شابك شيء من هذا في ما مضى الامر الذي اغضبك وجعلك تصرح بتصريح كهذا .. لكن شخصي الضعيف لا يعرف المباهاة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
خاتمة
تم التوقيع على إتفاقية السلام الشامل. وشاركت قوي المعارضة مع الإنقاذ فى الحكم..
وتغيرت الأوضاع والأحوال ما بين الأعوام 1995 و 2009 إبتداءً من عام 1997 كنت أطير فوق أرض السودان بمعدل ثلاثة مرات فى العام وأنا فى طريقي للدول شرق أفريقيا للدراسة ومن بعدها العمل. أجلس فى آخر مقعد فى الطائرة بقرب النافذة وأتأمل فى صحاري وغابات وانهار السودان. لكم تمنيت أن تصاب الطائرة بعطل للهبوط إضطرارياً فى أحد مدن السودان. يا الله كنا نملك وطننا حدادي مدادي فقد كانت الطائرة تقطع المسافة من الحدود الليبية حتى حدودنا مع كينيا فى ساعتين ونصف..
هجرّتَ جميع أفراد إسرتي لهذا البلد البارد. وهجرّتَ الحاج محمدنور وجميع أفراد أسرته بصلة النسب. توفى الحاج محمدنور عليه رحمة الله بعد وصوله بسنوات. ثم توفت زوجته وحفيدتها ذات الستة سنوات فى حادث حركة مؤلم في مدينة الخياري وهي فى طريقها للقضارف بعد سنوات قضتها معي وبنتها فى هذا البلد.
أول زيارة للسودان كانت فى ديسمبر 2009 فى مهمة إستشارية تتعلق بدخول قوات اليوناميد بعد قرار الأمم المتحدة فيما يتعلق بالنزاع فى دارفور. تلتها مهمة إستشارية أخري في 2010 تتعلق بمراجعة برنامج نزع السلاح ودمج المسرحين حسب إتفاقية السلام الشامل وقبل الإنفصال. ما خرجت منه شخصياً من تلك الدراسات والزيارات أن الإنقاذ دمرت السودان دماراً ما بعده دمار. وأري نتائجه عيانا بيانا.
تكررت بعدها زياراتى للسودان فى مهام إستشارية عديدة. وتوقفت فى السودان كلما سنحت لى الفرصة للعمل فى دول الجوار. رويت عطش السنين بزيارة مسقط رأس الوالد فى شمال كردفان، وودمدنى. زرت كادقلى، أم روابة، كسلا، بورسودان، جوبا، سنجة، سنار، الجزيرة أبا، عطبرة ومدن أخري..
تحياتى لكل من تابعوا هذه الرحلة وهذا البوست
وأرجو منكم ومن إخوتى وزملائي وأهلي السماح والعفو...
............................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
وائل سلام
نعم عمار بن ياسر لم يقل (واي واي)، كل الذي فعله هو انه نال من الرسول (ص)، وذكر الهة قريش بخير، اي انه لم يصمد للعذاب، في حين ان بلال استحمل العذاب ولم يذكر غير (احد احد)
وهنا سيف قال ( لا لا لا)
واراك تريده وتصر ان يكذب حتى يرضيك ويرضي القراء كان يمكنك ان تعتبره جبان او خواف او حتى ما راجل ذاتو ولكن لا افهم اصرارك على دفعه نحو الكذب وتغيير روايته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
الصادق اسماعيل
بالفعل هؤلاء هم صحابة رسول الله الأشاوس : Quote:
نعم عمار بن ياسر لم يقل (واي واي)،
في حين ان بلال استحمل العذاب ولم يذكر غير (احد احد)
|
وسيف اليزل بالمناسبة لم تكن لاءاته ثلاثٌ هكذا(لا لا لا) وانما كانت شيئاً آخر لا نحبذه ولا يرضاه كثيرين خصوصاً وأن البعض طالبه بتحويل روايته تلك لكتاب .. فالله الله يا الصادق في هذا السيف .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
ابو الريش والعزايم
وكما يقول أهلنا (حباب الريش) .. حللت اهلاً ووطئت سهلاً .. لكن هل هذا ما استطعت وقويت عليه ؟؟ .. حقيقة الاحظ على مداخلاتك بأنها تظهر بطابع (الحلقة الأخيرة) أو (The end) دائماً .. يا أخي تفاعل شارك ،لا تشعرني بأني كالشوكة في حلقومك أو كالغصة التي تحتاج (لي كوز موية كارب من زير لافحو همبريب النيل).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: لأخ وائل : مداخلاتك في هذا البوست تشي بأنك تستسهل الكذب ..وإدعاء بطولات زائفة..لا أكثر . يكفي الأخ سيف شجاعة أنه يوثق تجربته بكل ( صدق ) . فله التحية . |
الاخت آمنة
لم اراجع البوست وانا اكتب مداخلتي لكن البوست قديم .. واذكر ان مداخلتي كانت عن جزئية طالبت فيها الاخ سيف اليزل بإزالتها وغض الطرف عنها واعتقد بأن هذا لا علاقة له بالكذب .. ويمكنك مراجعة البوست.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: معتصم الطاهر)
|
نجيب ليكم ناس الفيسبوك فوق:
Quote: أم محمد · Gazira university والله قصتك شدة ماجذبتني خلتني حرقت حلتي بعد خلصت وطبخت من جديد ربنا يكون في عون السودانيين كلهم أعجبني · رد · 21 أبريل، 2015 01:33 مساءً
Aziz Shidoo · College of Alameda سيف اليزل سعد .... علي الشاعر .... يوسف صوصل .... حافظ الشيخ...... كمال حمد..... وغيرهم كثر .... كانوا قيادات بجامعة الجزيرة .. مؤتمر الطلاب المستقلين .. ويشهد لهم حقبة التسعينات والثمانينات... بالمواجهة والتصدي والصمود..... كانوا فعلا كلهم حماس وطاقة ايجابية ..... فعلا يحملون هم الوطن وانا اشهد ....... كنت اسلل نفسي اين هم ؟ لكم التحية والتقدير أعجبني · رد · 16 أبريل، 2015 12:55 مساءً
Saif Salim · Zagazig University ام محمد كررتي نفس الطبخة و للا عملت حاجة جديدة هههههه أعجبني · رد · 25 أبريل، 2015 09:43 مساءً
Abu Ahmed · Engineer في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا السلام عليكم اخي سيف اليزل احييك على اسلوبك الادبي الاخاذ وعلى تسجيل تجربتك بصدق وليس في وسع احد المزايده على موقفك فانت والمسدس على صدغك وتعرف امكانية حدوث الموت بسهوله على يد ذلك المنحط قرماي ولذا رد فعلك طبيعي ولاينقص من شجاعتك قدر خردله وماذكره وائل لايعدو ان يكون محاوله للظهور في محفلك الثر هذا ونسال الله ان لا يجعل وائل ولا غيره في مثل تلك المحنه ولا ندري ربما ان وائل سوف ينستر فيها ام تصدر عنه افعال لايمكن كتابتها.
نسال الله السلامه والستر لكل المسلمين والمسلمات انه ولي ذلك والقادر عليه. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
سلام للجميع, ويا سلام عليك يا سيف , ضحيت في سبيل الوطن وعملت كل المطلوب منك كما الأبطال, ثم انك راوي جليل فالتفاصيل والسرد المتقن الذين يجبرا القاري على أن لا يفط اي سطر , ولا تفوته واردة ! ما اروع رحلتك ومعافرتك المحفوفة بالصبر والجلد وحب الاهل الوطن , وما أكرمك اذ أبت عليك نفسك الآ ان تهب الكاميرا وجميع ما تحمل لمن يحتاجونها , لله درك يا سيف , ويا فخر أسرتك والوطن بك وبامثالك ! ومليون حمدلله على سلامتك , فقد نجوت من فكي الانقاذ ووقعت بين فكي عسكر اريتريا توام الانقاذ في السوء والمكيدة! وشكرا للمواطن الجميل معاوية الذي يعطر اسفير المنبر بمثل هذه المفاجاءات الجميلة , والتي تحفظ للشرفاء حقوقهم ومكانتهم وتلقي الضوء على جمال أبناء بلادنا من الشرفاء, وتعرفنا على من تخط أقلامهم معنا في هذا المكان فيزيح كثيرا مما يعكر النفس من سوء كم تأذينا به من اخرين عميت أفئدتهم عن الحقيقة! ست البنات.
(عدل بواسطة ست البنات on 09-10-2015, 11:44 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: ست البنات)
|
سيف الكذاب الغبي : معقولة ناس امن المطار جابو خبر انك كنت في العمارات الساعة كذا وخرجت منها الساعة كذا .. وبعد ده يغلبهم يعرفو انت منو ... خاصة انك خرجت باسمك الحقيقي وذكرت لهم انك طالب بجامعة الجزيرة وبعد ده مايعرفو اذا كان لديك نشاط سياسي ام لا ... معقولة زول كان رئيس اتحاد طلاب جامعة الجزيرة وبعد ده مايكون معروف للامن .. وخاصة امن المطار .. ومعقولة يفوت علي الامن مسألة التبادل الثقافي الطلابي وهم مسيطرين علي القطاع الطلابي قبل الانقاذ .. والتبادل الثقافي الطلابي ده ماعندو ورق جربندية ساكت ونضمي خشم طلعت .. تاشيرة خروج وطلعت اعفاء من الالزامية .. ديل كلهم دقسوا .. وامن المطار كبير الداقسين هسع ده لو فلم هندي الزول بصدقو ... كذبك ونفاقك عينة والمصيبة في ناس مصدقا وعاملنك صنديد يا طرورة الكيزان ها ها ها نتمني بكري يرجع لينا المداخلات عشان افلفل ليك البوست ده صاح يا كذاب . ( منتظرك في بوست جادات يصرح بتحتحت سيف اليزل غواسة والمشاهد برضو في انتظار ما تزوغ ) http://www.sudaneseonline.com/board/480/msg/%d8%ac%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%8a%d8%b5%d8%b1%d8%ad-%d8%a8%d8%aa%d8%ad%d8%aa%d8%ad%d8%aa%3a-...9%29-1440842962.html
Quote: مطار الخرطوم الحادي عشر من فبراير 1991
وصلت السوق الشعبى فى الخرطوم حوالى العاشرة صباحاً ومنه مباشرة الى منزل فى حى اركويت لمقابلة الاخ على الشاعر والذي حضر قبل يومين لإجراء بعض المهام المتعلقة بالرحلة. ذهبنا مع بعض لاحد مراكز الشرطة لاستخراج تأشيرة الخروج. كان علينا ان نقابل ضابطا محددا بالاسم لتسهيل عملية الحصول على التاشيرة . وحتى لا تتعقد الأمور تم ترتيب هذا اللقاء بواسطة احد أقارب على الشاعر وهو ضابط برتبة كبيرة فى الجيش السودانى تم إحالته بعد شهور من سفرنا الى الصالح العام. كانت هذه واحدة من العقبات التى كنا نتخوف منها لعرقلة الموضوع ولكنها تمت بسهولة ويسر. اما العقبة الثانية فكانت كيفية الخروج من مطار الخرطوم دون مساءلات من الأجهزة الأمنية
هنا أيضاً كانت هناك توصية من ضابط اخر على صداقة مع المسؤول من القضايا الأمنية بمطار الخرطوم. وكان الاتفاف الا يتدخل بأي توصية لتسهيل عملية مرورنا فى نقاط التفيش والفحص عند الجوازات والأمن بل ان يتدخل فى حالت توقيفنا بواسطة الأجهزة الأمنية . كان يريد الا يثير الشكوك من حولنا خاصة وان الأجهزة الأمنية بدأت تظهر فيها كوادر الانقاذ وبسلطات واسعة
بعد منتصف النهار وبعد الفراغ من تجهيزات السفر توجهنا الى العمارات لزيارة احد زملاء العمل السياسى وتصادف ان منزلهم يقع مجاوراً لمنزل لاحد قادة الحزب الاتحادي الديمقراطى ولا تبعد المسافة بين بابا المنزلين سوي حوالى متر ونصف. وهى معلومة - منزل زعيم الحزب الديمقراطى - علمت بها لاحقاً وكان جهلى بها سبباً فى الهدوء والثبات امام تحقيقات مسؤول المطار عندما استوقفنى عند المغادرة. كان منزل عضو قيادة الحزب الديمقراطى تحت المراقبة الأمنية
عند خروجنا من المنزل بعد مغيب الشمس كنا تحت المتابعة والمراقبة الأمنية. افترقنا انا وصديقي على الشاعر على ان نتقابل فى مطار الخرطوم عند العاشرة مساء امام صالة المغادرة. ذهبت لحى السجانة لوداع بعض الأقرباء ومنهم توجهت للمطار. . أكملنا إجراءات السفر لدي الخطوط الألمانية والجوازات بدون صعوبة او تأخير. وسبقني الاخ على الشاعر الى صالة الانتظار بعد ان استوقفنى مسؤول الامن فى المطار ودار بينا الحوار او التحقيق التالى هو: لو سمحت ممكن الجواز؟ انا: تفضل فتح الجواز وقلب صفحاته صفحة صفحة هو: سيف اليزل مسافر وين؟ انا: مسافر السويد هو: تعمل شنو فى السويد ؟ انا: رحلة بتاعة تبادل ثقافى طلابى هو: لو سمحت أتفضل معاي فتح باب احدي الغرف وطلب منى الانتظار. كانت لحظات انتظار صعبة وطويلة على الرغم من انها لم تتعدي عشرة دقائق دخل مسؤول امنى اخر وفى يده جواز سفري وتذكرة الطائرة . جلس خلف التربيزة وبداء يقلب صفحات الجواز صفحة صفحة هو: سيف اليزل من وين انت يا أخوي ؟ انا: من مدنى هو: بتقرا وين؟ انا: جامعة الجزيرة هو: مسافر السويد اااا؟ انا: نعم هو: مسافر لشنو؟ انا: رحلة تبادل ثقافى طلابى هو: عندك إعفاء من الخدمة الإلزامية ؟ انا: نعم موجود. ياهو دا تفضل هو: مسافر براك ولا معاك زول تانى؟ انا: معاي زميلى اسمه على الشاعر هو: هل عندك اي نشاط سياسي فى الجامعة او خارج الجامعة؟
سؤال صعب جد، هل اعترف بهذه السهولة
انا: لا أبداً ليس لى علاقة بالعمل السياسى هو: تتكلم براك ولا عايزنا نستخدم معاك أساليب تانية عشان تقول الحقيقة؟ انا: اية حقيقة يا جنابك انا ما فاهمك قاصد شنو هو: علاقتك شنو بالحزب الاتحادي الديمقراطى
السؤال ده ريحنى شوية ومن الواضح انو الراجل قاعد يحاول يدردق فينى
انا: للاسف ما عندي اي علاقة بالحزب الديمقراطى هو: بطل كضب ولف ودوران انا: زي ما قلت ليك ما عندي اي علاقة بالحزب ده هو: مصر تنكر يعنى انا: انكر شنو يا جنابك؟ هو: انت كنت فى اجتماع فى منزل فلانى الفلانى بتاع الاتحادي الديمقراطى فى العمارات من الظهر حتى المغرب، كنتوا بتعملوا فى شنو؟
انا كنت فى العمارات طبعاً فى الوقت ده لكن لم اكن فى اجتماع مع قيادي من الحزب الديمقراطى. الزول ده أكيد غلطان
انا: انا فعلاً كنت فى العمارات فى الوقت ده لكن مع احد زملائى يدرس معاي فى الجامعة هو: انحنا شوفناك طالع من بيت فلانى الفلانى بتاع الاتحاد الديمقراطى وتابعناك لحدي السجانة علاقتك بيه شنو وكنتوا بتقولو شنو؟ انا: انا ما عندي علاقة بالزول ده كان سياسة كان قرابة وما كنت معاهو فى اجتماع، كان مع واحد صديقى فى العمارات وهو ما عندو علاقة حتى بالاتحاد الديمقراطى واسمه فلان الفلانى
هو: انتظر قبلك نشوف الموضوع ده حدو وين
وقف المسؤول الامنى وخرج من الغرفة وبعد دقائق سمعت مكبرات الصوت تنادي على صديقى على الشاعر "على يوسف الشاعر الرجاء مراجعة مكتب الاستعلامات فوراً"
بعد فترة وجيزة دخل الاخ على الشاعر فى الغرفة ولم يكن معه مسؤول امنى وعلامات الدهشة على وجهه وسألني على الشاعر: وقعنا ولا شنو؟ همست فى أذنه بكلمات سريعة : ديل ما عارفين حاجة. ده تحقيق عادي. انحنا كنا فى العمارات مع احد الزملاء ومسافرين السويد فى تبادل ثقافى
دخل نفس المسؤول الامنى وأعاد نفس الأسئلة لعلى الشاعر وكانت إجاباته مطابقة لاجاباتى
بعدها سمح لنا المسؤول الامنى بالسفر بعد تسليمنا جوازاتنا
طالت فترة الأنظار فى الصالة كان رجال الامن والشرطة يدخلون ويخرجون بعد الحديث مع بعض المسافرين. أحيانا يتبادلون عملات أجنبية واحيانا سجائر من السوق الحر
عندما أقلعت الطائرة شعرت بألم حاد يعصر راسى وبطنى خوفا من المجهول وبداية المنفى
بعد خمسة ايام داهمت قوة من الامنجية منزلنا بودمدنى فى منتصف الليل تبحث عنى
وبعد أسبوع اتصل بنا قريب على الشاعر ليخطرنا بان أسمائنا أدرجت فى قائمة المحظورين من السفر فى مطار الخرطوم |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ب الوثائق عضو المنبر سيف اليزل سعد عمر(صو� (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الزميل ست البنات شكرا علي هذه الكلمات.. وربنا يجمع شتات كل بنات وأبناء الوطن ..
يحزننى ما يتعرض له السودانيين من مخاطر عبر الصحاري والبحار والأنفاق. لقد شاركتكم تجربتى والتى حدثت في عام 1995 لكن هناك من غيبهم الموت ولم نستمع لتجاربهم. كل ذلك عله يساعد في ان نضع نهاية لحكم الإنقاذ البغيض..
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|