|
بعد صراعات دامت طويلًا بينهماتقارب فجر ليبيا وداعش يُهدد الحل السياسي في البلاد- قف تأمل!#
|
09:21 PM Nov, 10 2015 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ مكتبتى رابط مختصر
مع احتدام الصراعات التي تشهدها ليبيا، في ظل توغل العناصر المسلحة على أراضيها، تثير المخاوف من التحالفات المسلحة، ما بين الميليشيات بعضها لبعض، والذي كان آخرها تبادل أسرى من التنظيم الإرهابي "داعش" مع ميليشيات "فجر ليبيا"؛ حيث أكد متابعون أن تنظيم داعش الفرع الليبي قام بعملية تبادل للأسرى مع مجموعة فجر ليبيا المسلحة في مدينة سرت. بعد صراعات دامت طويلًا ووفقًا للمصادر، أجرى تنظيم داعش، عملية تبادل للأسرى مع ميليشيات فجر ليبيا في مدينة سرت شرق العاصمة طرابلس؛ حيث إن عمية التبادل تضمنت إطلاق سراح 5 سائقين لنقل الوقود ينتمون لمصراتة وأيضاً تسليم جثامين 3 من قوات المجلس العسكري في مصراتة. وأضاف المصدر أن الميليشيات سلمت داعش في مدينة سرت، 10 من أسرى التنظيم المحتجزين لديها. ويسيطر تنظيم داعش على مدينة سرت بالكامل، بعد انسحاب الكتيبة 166 مشاة التابعة لميليشيات فجر ليبيا منها، قبل 5 أشهر، إثر اشتباكات عنيفة خلفت العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وحذر مراقبون من عملية تبادل الأسرى بين المجموعة الإسلامية والتنظيم الجهادي، خاصة وأنهما في وقت ليس ببعيد كانا حليفين ويتعاونان ميدانيا، مؤكدين أن الصراع القائم بينهما يمكن أن يتبدد بمجرّد قيام الجيش الليبي بعمليات نوعية قد تهدد وجود الكتائب والتنظيمات المتشددة بما فيها فجر ليبيا وداعش الفرع الليبي. ووفق مراقبين فإن مجموعة فجر ليبيا المسلحة اكتسبت قوتها من خلال استهداف العديد من المنشآت الحيوية والتحالف مع جماعة أنصار الشريعة في مدينة سرت، وكان العدوّ المشترك بينهما حرس المنشآت النفطية التابع للجيش الليبي. ويشار إلي أن ميليشيات فجر ليبيا المرتبطة بحكومة طرابلس ذات الصلة بالإخوان، دخلت في صدام مع تنظيم داعش الإرهابي، الذي تمدد على أكثر من جبهة في الأراضي الليبية، وتشير كافة المعطيات إلى أن التنظيم الإرهابي بدأ في الدخول إلى معارك واسعة، بعد سيطرته على سرت أوائل يونيو الماضي بعد اشتباكات مع قوات فجر ليبيا، إلا أن الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا والتي تتخذ من طبرق مقرًا لها اتهمت قوات فجر ليبيا بالتواطؤ مع داعش لسيطرة التنظيم المتطرف على المدينة. كان رأى محللون أن إصرار فجر ليبيا على طرد مقاتلي داعش من سرت ليس لإثبات التباعد الفكري بين قوات الفجر والتنظيم الإرهابي، وإنما تأكيدًا أن فجر ليبيا قادرة على حماية أمنها، بعد سيطرة التنظيم على سرت الواقعة بين طرابلس وبنغازي وما يمثله ذلك من تهديد على المناطق التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني العام. ويرى ذات المحللين، أن هذا هو الحل الأمثل للخروج بالأزمة الليبية إلى بر الأمان، لافتين أن كلا المتناحرين في ليبيا لن يستطيع أحدهما القضاء على الآخر، وبالتالي فالحل في ليبيا لن يكون إلا سياسياً. واشتد القتال بين تنظيم داعش وفجر ليبيا منذ ما يقارب عن ثلاثة شهور، عندها كشف داعش أن سبب القتال بين مسلّحي التنظيم، وفجر ليبيا يعود إلى اعتقال الأخيرة أربعة من عناصر التنظيم في مدينة سرت، واحتجازهم وتعذيبهم. بعد صراعات دامت طويلًا وخلال الأشهر الماضية، تبنى التنظيم العديد من عمليات التفجير في طرابلس، استهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة، وأسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب، كما تبنى عمليات إعدام جماعي بينها قتل 21 مصرياً في سرت الليبية الشهر الماضي، وتفجيرات انتحارية في مدينة القبة، شرقي البلاد راح ضحيتها العشرات. ورغم الصدام الواقع بين الطرفين المسلحين، إلا أن تبادل المصالح المادية تظل النقطة المشتركة والحاسمة في تحديد علاقتهما الثنائية. هذا وأعلن تنظيم داعش سيطرته على المزيد من المناطق المحيطة بمدينة سرت، وكذلك درنة، وزعم أنه أيضًا عزز مواقعه في مناطق في بنغازي. وتعد مدينة سرت الساحلية أحد أبرز مناطق صراع النفوذ بين داعش وفجر ليبيا، باعتبار أن المدينة تقع ضمن ما يعرف بمنطقة "الهلال النفطي" التي تضم مخزونا هو الأكبر من نفط ليبيا. العديد من الدول أعربت عن قلقها من تعاظم نفوذ تنظيم داعش في ليبيا وتمكنه من السيطرة على مدينة سرت وبعض المناطق المحاذية لها؛ ممّا يزيد من احتمال تحوّل ليبيا إلى منطقة تدريب للجماعات الجهادية بدل العراق وسوريا. هذه المخاوف من تغلغل داعش في ليبيا وتمكنه من استقطاب آلاف المقاتلين من جنسيات مختلفة فتح الباب أمام احتمال تنفيذ تدخل عسكري في ليبيا. وأمام ما يقوم به تنظيم داعش وغيره من الكتائب المسلحة من أعمال عنف ممنهج أكد مجلس الأمن الدولي على الحاجة الملحة للتصدي للتهديدات الإرهابية المتصاعدة، مشددًا على وجوب تفعيل مقترح حكومة الوفاق الوطني. بعد صراعات دامت طويلًا ودعا مجلس الأمن الدولي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للمضي قُدُمًا في جهودها لتحقيق التوافق حول حكومة الوفاق الوطني المستقبلية، وتنسيق المساعدة الدولية لها بمجرد إتمام عملية تشكيلها. وأضاف مجلس الأمن، في بيان له، أن أعضاء المجلس يرحبون بالدعم الذي أبداه فرقاء ليبيا؛ من أجل تحقيق الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، مشيرًا إلى أن أعضاء المجلس يحثون كافة الأطراف على اعتماد الاتفاق والتوقيع عليه في أقرب الآجال حتى تبدأ الحكومة الجديدة عملها. كما أكد المجلس على أن الاتفاق السياسي يطرح إمكانية حقيقية لتسوية الوضع القائم في ليبيا؛ خصوصًا عقب المشاورات الموسعة التي جمعت قيادات الأطراف السياسية في البلاد بتسيير من الأمم المتحدة، معبرًا عن دعم أعضاء المجلس لعملية سياسية تشمل الجميع وتشركهم، دون إقصاء لأي طرف في البلاد. ومن جهته أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني أن الوضع السياسي والأمني في بلاده يتجه نحو الانفراج، بعد أن توصلت جميع الأطياف السياسية الليبية إلى الاتفاق حول الحل السياسي، والتهدئة الأمنية بعد تدخل من عقلاء ليبيين. ويتخوف الليبيون من عودة العلاقات بين ميليشيا فجر ليبيا والتنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث يرى محللون أن ما حدث من تبادل الأسرى يؤشر بشيء خطير في المرحلة المقبلة في عودة العلاقات بين الطرفين وتحالفهما مجددًا، ما يصعد الأزمة في البلاد يومًا بعد الآخر.
|
|
|
|
|
|